رد: طبيعة النقود .. بين أقوال الفقهاء والتطبيقات المعاصرة
والمضاربة في سوق العملات المعاصرة ليست محرمة لما ذكر من تعليلات غير منضبطة وإنما لا رتباطها بأدوات محرمة مثل: بيع ما لا يملك وتأجيل البدلين، وبيع الحق أو مجرد الالتزام، والتي تعرف بالمشتقات. وهذه الأدوات كلها محرمة لمخالفتها لشرط التقابض بين البدلين في مجلس العقد. وقد أجاز المجمع الفقهي الدولي، وكثير من الفقهاء المعاصرين في الهيئات الشرعية للبنوك شراء العملة بمفهوم السعر الفوري في سوق العملات. وهو ما يحصل فيه التقابض بين البدلين خلال يومي عمل. لكن شرطوا أن لا يبيع المتعامل ما اشتراه بهذه الطريق إلا بعد قبضه حقيقة أو حكماً. وتحريم الأدوات السابقة ومنع التصرف قبل القبض يقضي على المضاربة بمفهومها المعاصر.
جزاك الله خيرا د. عبدالباري على هذه المشاركة .. فقد استفدت منها حقيقة ..
سؤالي: لو بادلتك 400 دينار كويتي ب500 دينار بحريني الآن .. ولكن لم أسلم لك المبلغ إلا بعد يومين .. هل يكون هذا الفعل صحيحاً في نطاق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "فبيعوا كيف شئتم إذا كان يداً بيد" ؟
وهل معنى العبارة الثانية التي ذكرتها .. (لا يبيع ما اشتراه إلا بعد قبضه حقيقة أو حكماً) .. إلا أنه لم يقبض أثناء الصرف يداً بيد .. وإنما يتأخر الأمر لمدة يومين .. ؟
فهل يعني تسجيل الأرقام في حسابك أنك قبضتها فعلاً مع عدم قدرتك على التصرف فيها؟
إذا كانت المضاربة بهذا المفهوم لا تنضبط بقواعد الشرع فالقضاء عليها والابتعاد عن المعاملات المنهي عنها شرعاً لن يعني طبعاً القضاء على عملة الدول الإسلامية .. بل قد يكون من النافع صرفها إلى مشاريع انتاجية أفضل من العبث بالمال الذي في أيدي الناس .. فإن كثيراً من دراسات التضخم ذكرت أن من أسبابه جعل النقد مجالاً للمضاربة ..
فالمواطن البسيط لا يدري من سبب ارتفاع سعر سيارة من 50 ألف ريال العام الماضي إلى 55 ألف ريال هذا العام .. مع ذات المواصفات .. إلا أن سعر الين الياباني ارتفع .. !!! بينما الموضوع أن عملتك هي التي انخفضت وأصبحت قوتها الشرائية أقل في مقابل بقية العملات ..
*
وهذا رأي خاص: الأموال التي بين أيدينا أصبحت مخيفة إلى حدّ بعيد .. فالاحتفاظ بها على هذا الشكل قد يؤدي بك إلى فقد شيء من قيمتها مستقبلاً .. ونصيحتي لمن عنده مبلغ 5 ملايين ريال مثلاً .. أن لا يبقيها في صندوق استثماري ولا غيره .. بل يشتري بها عقاراً يدر عليه مدخول شهري أو سنوي .. ما يقارب 500 ألف سنوياً .. أفضل من أن يبوء بالخسارة لماله بسبب التضخم المستمر في العملات .. خصوصاً في ظل ارتباطنا بالدولار الذي لا غطاء له إلا قيمة الورقة المطبوع عليها ..
((منذ سنة وأنا أقرأ في موضوع النقود والأوراق النقدية-فتسعدني المداخلات لانها تغير من تصوري أحياناً للموضوع)))
أبو روان