رد: ما المذهب فيمن لم يجد سوى ثوباً نجساً للصلاة فيه ؟
اقرأ أخي جيدا ما نقلته عن المهذب وشرحه، فالنووي يتكلم عن الصلاة لا خارجها
طَهَارَةُ الثَّوْبِ شَرْطٌ لِصِحَّةِ الصَّلَاةِ
أما ما نقلته عن ابن قاسم فهو تعليق على كلام التحفة، وكلام التحفة هكذا:
( وَ ) يَحِلُّ لِلْآدَمِيِّ ( لُبْسُ الثَّوْبِ النَّجِسِ ) أَيْ الْمُتَنَجِّسِ لِمَا يَأْتِي فِي حِلِّ جِلْدِ الْمَيْتَةِ (
فِي غَيْرِ الصَّلَاةِ وَنَحْوِهَا ) كَالطَّوَافِ وَخُطْبَةِ الْجُمُعَةِ وَسَجْدَةِ التِّلَاوَةِ وَالشُّكْرِ إنْ كَانَ جَافًّا وَبَدَنُهُ كَذَلِكَ ; لِأَنَّ الْمَنْعَ مِنْ ذَلِكَ يَشُقُّ أَمَّا فِي نَحْوِ الصَّلَاةِ فَيَحْرُمُ إنْ كَانَتْ فَرْضًا , وَكَذَا إنْ كَانَتْ نَفْلًا وَاسْتَمَرَّ فِيهِ لَكِنْ لَا لِحُرْمَةِ إبْطَالِهِ , فَإِنَّهُ جَائِزٌ بَلْ لِتَلَبُّسِهِ بِعِبَادَةٍ فَاسِدَةٍ , وَأَمَّا مَعَ رُطُوبَةٍ فَلَا ; لِأَنَّ الْمَذْهَبَ تَحْرِيمُ تَنْجِيسِ الْبَدَنِ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ , وَمَعَ حِلِّ لُبْسِهِ يَحْرُمُ الْمُكْثُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إلَيْهِ كَمَا بَحَثَهُ الْأَذْرَعِيُّ ; لِأَنَّهُ يَجِبُ تَنْزِيهُ الْمَسْجِدِ عَنْ النَّجِسِ . (
لَا جِلْدِ كَلْبٍ وَخِنْزِيرٍ ) وَفَرْعَ أَحَدِهِمَا فَلَا يَحِلُّ لُبْسُهُ لِغِلَظِ نَجَاسَتِهِ (
إلَّا لِضَرُورَةٍ كَفُجْأَةِ قِتَالٍ ) أَوْ خَوْفِ نَحْوَ بَرْدٍ وَلَمْ يَجِدْ غَيْرَهُ نَظِيرُ مَا مَرَّ فِي الْحَرِيرِ وَخَرَجَ بِلُبْسِهِ اسْتِعْمَالُهُ فِي غَيْرِهِ كَافْتِرَاشِهِ فَيَحِلُّ قَطْعًا كَمَا فِي الْأَنْوَارِ , وَإِنْ قَالَ الزَّرْكَشِيُّ الْمَذْهَبُ الْمَنْصُوصُ أَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِشَيْءٍ مِنْهُمَا (
وَكَذَا جِلْدُ الْمَيْتَةِ ) غَيْرُهُمَا فَيَحْرُمُ لُبْسُهُ فِي حَالِ الِاخْتِيَارِ ( فِي الْأَصَحِّ ) لِنَجَاسَةِ عَيْنِهِ مَعَ مَا عَلَيْهِ مِنْ التَّعَبُّدِ بِاجْتِنَابِ النَّجِسِ لِإِقَامَةِ الْعِبَادَةِ ...
ثم علق ابن قاسم على مسألة حرمة لبس جلد الميتة في حال الاختيار بقوله: "( قَوْلُهُ : فِي حَالِ الِاخْتِيَارِ ) خَرَجَ حَالُ الضَّرُورَةِ فَيَجُوزُ لُبْسُهُ , وَهَلْ مِنْ الضَّرُورَةِ مُجَرَّدُ سَتْرِ عَوْرَتِهِ عَنْ الْأَعْيُنِ فِيهِ نَظَرٌ، وَيُتَّجَهُ أَنَّهُ مِنْهَا لِمَا فِيهِ مِنْ بَدْءِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِ فِي رُؤْيَةِ عَوْرَتِهِ".
فهذه المسألة لم ينص عليها النووي، ولذلك كانت مبحثا لابن قاسم، ولذلك عبر بقوله: (ويتجه) الدالة على أنها من مباحث المتأخرين
ولو تتبعت المسألة في هذا الموطن من كتب المذهب عرفت ما قلته لك
فتأنَّ أخي في نقولك ولا تعجل، وأحسن قراءتها، ولا تعتمد اعتمادا كليا على الموسوعات فهي مفيدة لكنها غدارة
ولا تشغل نفسك بأكثر من مذهب وأنت لم تحرر أحدها، فحرر مذهبك أولا، وأتقنه، فإن أتقنته فانتقل إلى المذاهب الأخرى بشرط ألا يؤدي بك ذلك إلى التخبط
والله يوفقك ومن قرأ لما يحب ويرضى