رد: من فقه حديث: (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذاك اليوم سم ولا سحره )
فما العبرة من الرواية إذن ؟
إذا لم تفهم العبرة فاسأل عنها، تُدَلُّ عليها بإذن الله تعالى، أما أن تنكر الرواية لأنك لم تعرف العبرة فهذا ...؟؟؟!!
فهل من يأكل 7 تمرات عجوة تقيه من السم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كنت طلبتُ منك أخي أمرا
وهل قرأتَ أنتَ بحثًا علميا طبيا قائما على التجربة حول العجوة؟! إن كنت فعلت فاذكر اسم البحث لنا، وفي أي مجلة هو!.
ألست منكرا للحديث الذي صح سندًا؟
وتزعم أن هذا الحديث يتعارض مع الواقع
فكان الواجب قبل ردودك وتشكيك في الحديث أن تقول: نعم، قرأت البحث الفلاني، في المجلة العلمية الفلانية، وتَوَصَّل الباحثُ فيها إلى كذا، ولم أكتف بهذه النتيجة حتى قرأت أيضًا كيت وكيت
يعني: اعتمادك في التشكيك في الأحاديث مبني على تجربتك الخاصة فقط -رأيت شخصا أكل تمرات عجوة ومات في نفس اليوم مسموما أو نحو ذلك- أم كان التشكيك فيه مبني على قراءة بحوث علمية طبية أو صيدلانية؟!
فربما بعد البحث والتحري
ستتفاجأ أخي الكريم لو علمت أن هناك دراسة لعالم من ( الكفرة ) خلص فيها أن النمل يتكلم مع بعضه البعض ، فسبحان الله ، هذا الرجل قد لا يعرف شئ اسمه سورة النمل في القرآن ! ( سوف ابحث عن هذا الفيديو لكم ) .
أقول ربما: ستتفاجأ أخي الكريم أن هناك دراسةً لعالم من ( الكفرة ) خَلُص فيها أن تمر عجوة ترياق من السم والسحر، فحينها تقول: سبحان الله ، هذا الرجل قد لا يعرف شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المهم: أنك تركت الإجابة عنه، وجاوبت عن بعض التساؤلات مثل قصة نملة سليمان، مع تركك الإجابة عن تفكيرها وتحليلها واعتذارها.
ثم تركت الإجابة عن كثير من التساؤلات ومن أهمها:
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً ، فَرَكِبَهَا ، فَقَالَتْ : إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهَذَا ، إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ " ، فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! بَقَرَةٌ تَتَكَلَّمُ ؟ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَإِنِّي أُومِنُ بِهَذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " . وَمَا هُمَا ثَمَّ .
قَالَ : " وَبَيْنَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ ، إِذْ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ ، فَأَخَذَ شَاةً مِنْهَا ، فَأَدْرَكَهُ فَاسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ ، فَقَالَ : هَذَا اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي ، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ ، يَوْمَ لا رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي ؟ ! " . فَقَالَ النَّاسُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَإِنِّي أُومِنُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ " وَمَا هُمَا ثَمَّ .
وشعرتُ أنا أنك متوقف فيه.
وهذا يعني أنك تتوقف في مثل أمثال أقوالِ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فيما يرويه سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيتُ من عقرب لدغتني البارحة؟ قال: "أما لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيْتَ: أعُوذُ بكلمات الله التامات من شر ما خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ". وفي رواية: ... ثَلاثاً لم يضره شيء".
وحديث خولةَ بنتِ حكيم رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مَنْ نَزَلَ مَنْزلاً ثُمَّ قالَ: أعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرّ ما خلق، لم يضره شئ حَتى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذلكَ ".
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما من طرق كثيرة عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) قال: " لَوْ أنَّ أحَدَكُمْ إذَا أتى أهْلَهُ قالَ: بِسْمِ الله اللَّهُمَّ جنبنا الشَّيْطانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطانَ ما رَزَقْتَنا فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ " وفي رواية للبخاري " لَمْ يَضُرَّهُ شيطان أبدا ".
وحديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: " مَنْ رأى شَيْئاً فَأعْجَبَهُ فَقالَ: ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ لَمْ يَضُرَّهُ ".
وحديث عُثْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من قَالَ باسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ اسْمه شَيْء فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم فَقَالَهَا حِين يُمْسِي لم تفجأه فاجئة بلاءٍ حَتَّى يصبح وَإِن قَالَهَا حِين يصبح لم تفجأه فاجئة بلَاء حَتَّى يُمْسِي
وحديث تصفيد الشياطين في رمضان. وحديث ركوب الدابة، والخروج من البيت و... وهي أحاديث كثيرة جدا، ظاهرها التصادم مع الواقع
ولأنك ترى الواقع خلاف ذلك: فإنك تشكك في نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى وإن صحت سندا
بل ربما تَزَيَّد البعض -وحاشاك أخي أن تكون منهم- فجاء إلى قول الله تعالى: {أدعوني أستجب لكم}، وقال: هانحن ندعوه، ولا يستجيب، فهل هذه آية يا ترى؟!
تماما: هأنا أكلت سبع تمرات عجوة ومع هذا تسممت مثلا!، سواء بسواء
نعم الفرق أن هذا متواتر منسوب لله، وذاك صحيح منسوب لحبيبه صلى الله عليه وسلم!
وهنا أقع أنا في حيرة: هل أنكرتَ الحديث لأنه ليس متواترا، أم لأنه لا يقبله عقلك، أم لأنه لا يقبله عقل (الكافر أو الغرب أو ...)؟
يقينا، لم تنكر الحديث لأنه ليس متواترا، فإنك تقبل مئات من الأحاديث الآحاد الصحيحة، فعلة كونه ليس متواترا سببا لإنكارك الحديث.
أما العلة الأخيرة، وهي ما لا يقبلها عقل الكافر، فهذه أيضا علة ليست سببا في تشكيك في الحديث؛ لأني ضربتُ لك أمثلةً لا يقبلها ذلك الكافر من القرآن، وهو لا يفهم أن القرآن متواتر، فإن لم يقبل عقله ما جاء في القرآن شَكَّك فيه كما يشكك في حديث رسوله صلى الله عليه وسلم
وذكرتُ لك من ذلك أمثلة تخالف العقل في الظاهر ولم أخاطبك بها، بل خاطبت ذلك العقل قبل دخوله دين الله تعالى فهل يصدق كلام النملة، وإدراكها وتحليلها واعتذارها، وكلام الهدهد، وكل هذا لا يؤمن به ذلك العقل، ولا يدخل منطقه!، ولا يهمه هل آمنت أنت به أم لم تؤمن!.
وضربت لك مثلا: سد يأجوج ومأجوج أين هو وهذه الأرض مصور كل شبر منها!
فهل يؤمن بهذا -افترض كلامي قبل اكتشاف بعض الكفرة كلام النمل-؟
فمن يصدق كلام الله تعالى ويؤمن به، يصدق ويؤمن ما جاء به حبيبه صلى الله عليه وسلم، ومن لا يصدق بكلام الله لا يصدق بكلام نبيه صلى الله عليه وسلم.
لذا كان المقصود من ضرب الأمثلة أنه ما الفرق بين الإيمان بما جاء متواترا عن الله تعالى في قرآنه ولم نكتشف كنهها مثلا إلى اليوم، وبين ما صح عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم نكتشف كنهه إلى اليوم.
نعم بعض آيات القرآن المعجزة أظهرها الله لنا اليوم، كما أظهر لنا بعض معجزات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالحمد لله، وسيظهر باقيها يومًا ما {سنريهم آياتنا في الآفاق}.
فتبقى فرضية: (لا أصدقه؛ لأن عقلي لم يقبله).
وهذا العقل يُفَرِّق بين ما جاء عن الله متواترا، فيقبله وإن خالف عقله
ويرفض ما صح عن نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه خالف عقله؟!، ولم يفترض أن الله ربما أخر إظهار بعض الآيات النبوية كما أخر إظهار بعض الآيات القرآنية {سنريهم آياتنا في الآفاق}.
ولذا سألتك عن مخالفة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو مبني على البحث العلمي
وهل قرأتَ أنتَ بحثًا علميا طبيا قائما على التجربة حول العجوة؟! إن كنت فعلت فاذكر اسم البحث لنا، وفي أي مجلة هو!.
فكانت الإجابة:
أما الإجابة عن سؤالك:
فهل من يأكل 7 تمرات عجوة تقيه من السم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا ما أريد منك الإجابة عليه ولنركز في هذه النقطة بارك الله فيك لتعلم لماذا أقول أن الحديث موضوع .
إذا أكل الواحد منا اليوم 7 تمرات عجوة ...
فهل ذلك سيمنع السم عنه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأقول لك أنا موقن تمام الإيقان: أن من أكل سبع تمرات عجوة وُقِيَ من السم والسحر، كما أني مُوقِنٌ أن من قرأ الأذكار وُقِي من السوء، كما أني موقن أن من دعا الله فإن الله يستجيب له.
لكن لها شروط تعرف في محالها، وأهمها في هذا المقام: أن يستيقن الآكلُ والقائلُ والداعي: صدقَ ذلك بقلبه، صدق الله في قوله، وصدق حبيبه صلى الله عليه وسلم في حديثه.
مثال ذلك:
الفاتحة رقيةٌ، قرأها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه على الملدوغ فشُفِي؛ لأنه موقن أنها رقية وأنها تشفي، وربما قرأها مليون شخص وليس لديهم فيها ذلك الإيمان فلم تنفع.
فمن أكل تمر عجوة موقنا صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر.
ولا فرق عندي بين قراءة سيدنا أبي سعيد التي شفت الملدوغ وأكل تمرات عجوة التي تقي السم.
الحمد لله أخي الكريم ، من كلامك هذا يبدو أننا سنتفق إن شاء الله ، فإنك تقول إذا لم تق العجوة من السم، ففي الحديث إشكال ...
أليس هذا كلامك ؟
لا تخف، لست متشككاً، ولا إشكال لدي فيه، والحمد لله، وإنما قلته على لسان الخصم: (أن تُثبِتَ ... يكون الحديثان مشكلين)
أي مشكلين عندك، ولا يلزم أن يكون الإشكال لدي أنا.