العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
مجمع الزوائد للحافظ نور الدين الهيثمي:

3668 - وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلًا كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فِي حَاجَةٍ لَهُ فَكَانَ عُثْمَانُ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ وَلَا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ: ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي فَيَقْضِي لِي حَاجَتِي، وَتَذْكُرُ حَاجَتَكَ، وَرُحْ إِلَيَّ حِينَ أَرُوحُ مَعَكَ فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ فَصَنَعَ مَا قَالَ لَهُ ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ فَجَاءَ الْبَوَّابُ حَتَّى أَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ وَقَالَ: حَاجَتُكَ؟ فَذَكَرَ حَاجَتَهُ فَقَضَاهَا لَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ: مَا ذَكَرْتَ حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَتْ هَذِهِ السَّاعَةُ، وَقَالَ: مَا كَانَتْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ فَائْتِنَا، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حُنَيْفٍ فَقَالَ لَهُ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا كَانَ يَنْظُرُ فِي حَاجَتِي وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَيَّ حَتَّى كَلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ: وَاللَّهِ مَا كَلَّمْتُهُ وَلَكِنْ «شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَتَاهُ رَجُلٌ ضَرِيرٌ فَشَكَا إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَوَ تَصْبِرُ؟ " فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ ادْعُ بِهَذِهِ الْكَلِمَاتِ» فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ: فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضَرَرٌ قَطُّ.
قُلْتُ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ طَرَفًا مِنْ آخِرِهِ خَالِيًا عَنِ الْقِصَّةِ، وَقَدْ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ عَقِبَهُ: وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ بَعْدَ ذِكْرِ طُرُقِهِ الَّتِي رُوِيَ بِهَا.

http://shamela.ws/browse.php/book-61/page-1701#page-1406

وقد وجدت خلافاً فى الحكم عليه بين الألباني وعبد الله الغماري على أحد المواقع



صحّحه الطبراني وتعقّبه حمدي السلفي بقوله: "لا شكّ في صحة الحديث المرفوع وإنما الشكّ في هذه القصّة التي يستدل بها على التوسل المبتدع، وهي انفرد بها شبيب كما قال الطبراني، وشبيب لا بأس بحديثه بشرطين: أن يكون من رواية ابنه أحمد عنه، وأن يكون من رواية شبيب عن يونس بن يزيد. والحديث رواه عن شبيب ابن وهب وولداه إسماعيل وأحمد، وقد تكلّم الثقات في رواية ابن وهب عن شبيب، في شبيب، وابنه إسماعيل لا يعرف، وأحمد وان روى القصة عن أبيه إلاّ أنها ليست من طريق يونس بن يزيد. ثم اختلف فيها على أحمد فرواه ابن السني في عمل اليوم والليلة، والحاكم من ثلاثة طرق بدون ذكر القصّة، ورواه الحاكم من طريق عون بن عمارة البصري، عن روْح بن القاسم.
قال شيخنا محمد ناصر الدين الألباني: وعون هذا وإن كان ضعيفًا فروايته أولى من رواية شبيب لموافقتها لرواية شعبة، وحماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي المدني
" اهـ كلام حمدي السلفي.

هذه القصة رواها البيهقي في دلائل النبوّة من طريق يعقوب بن سفيان، حدّثنا أحمد بن شبيب بن سعيد، ثنا أبي (شبيب بن سعيد)، عن رَوْح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي امامة بن سهل بن حنيف، عن عمّه عثمان بن حنيف: أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه...، فذكر القصّة بتمامها.

يعقوب بن سفيان هو الفسوي الحافظ الإمام الثقة، بل هو فوق الثقة.
وهذا إسناد صحيح.


فالقصّة صحيحة جدًّا وقد وافق على تصحيحها أيضًا الحافظ المنذري في الترغيب، والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد.
أحمد بن شبيب من رجال البخاري، روى عنه في الصحيح، وفي الأدب المفرد.
وثّقه أبو حاتم الرازي وكتب عنه هو وأبو زُرعة.
وقال ابن عدي: "وثقه أهل البصرة، وكتب عنه علي بن المديني".
وأبوه شبيب بن سعيد التميمي الحبطي البصري أبو سعيد من رجال البخاري أيضًا، روى عنه في الصحيح، والأدب المفرد.
وثّقه أبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي، والذهلي، والدارقطني، والطبراني في الأوسط.
قال أبو حاتم: "كان عنده كتب يونس بن يزيد، وهو صالح الحديث لا بأس به".
وقال ابن عدي: "ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس، عن الزهري أحاديث مستقيمة".
وقال ابن المديني: "ثقة كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه كتاب صحيح".
هذا ما يتعلّق بتوثيق شبيب، وليس فيه اشتراط صحة روايته بأن تكون عن يونس ابن يزيد، بل صرّح ابن المديني بأن كتابه صحيح. وابن عدي إنّما تكلّم على نسخة الزهري عند شبيب فقط ولم يقصد جميع رواياته،

ويؤكد ذلك أن حديث الضرير صحّحه الحفّاظ ولم يروه شبيب عن يونس، عن الزهري، وإنّما رواه عن رَوْح بن القاسم.
وقوله بضعف القصّة بالاختلاف فيها حيث لم يذكرها بعض الرواة عند ابن السني والحاكم خطأ، لأن من المعلوم عند أهل العلم أن بعض الرواة يروي الحديث وما يتّصل به كاملاً، وبعضهم يختصر منه بحسب الحاجة. والبخاري يفعل هذا أيضًا، فكثيرًا ما يذكر الحديث مختصرًا ويوجد عند غيره تامًّا.

والذي ذكر القصّة في رواية البيهقي إمام فذّ، يقول عنه أبو زرعة الدمشقي: "قدم علينا رجلان من نبلاء الناس أحدهما وأرحلهما يعقوب بن سفيان يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلاً".

وتقديمه رواية عون الضعيف على من زاد القصة خطأ.


فإن الحاكم روى حديث الضرير من طريق عون مختصرًا ثم قال: "تابعه شبيب ابن سعيد الحبطي، عن روْح بن القاسم زيادات في المتن والإسناد والقول فيه قول شبيب فإنه ثقة مأمون".

هذا كلام الحاكم وهو يؤكّد ما تقرّر عند علماء الحديث والأصول أن زيادة الثقة مقبولة، وأن من حفظ حجة على من لم يحفظ.

انتهى




كلام العلماء على شبيب بن سعيد

#العالمالقول
1أبو أحمد بن عدي الجرجانيما رواه ابن وهب عنه مناكير ونسخة أحاديثه عن الزهري مستقيمة وأرجو أن لا يتعمد شبيب هذا الكذب
2أبو القاسم الطبراني
ثقة
3أبو القاسم بن بشكوالله منكرات مطروح البتة، وهو أحد الثلاثة الذين طرحهم الحارث بن مسكين
4أبو حاتم الرازيصالح الحديث لا بأس به
5أبو زرعة الرازي
لا بأس به
6أبو عبد الله الحاكم النيسابوريثقة مأمون
7أحمد بن شعيب النسائي
ليس به بأس
8ابن حجر العسقلانيلا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه لا من رواية ابن وهب
9الدارقطني
ثقة
10الذهبيصدوق
11
علي بن المدينيثقة، وكتابه صحيح
12محمد بن يحيى الذهليوثقه
13مصنفوا تحرير تقريب التهذيبثقة إلا في رواية ابن وهب عنه

الكامل فى ضعفاء الرجال للحافظ ابن عدي:
حدث عنه بن وهب بالمناكير وحدث شبيب عن يُونُس، عنِ الزُّهْريّ نسخة الزُّهْريّ أحاديث مستقيمة.
حَدَّثَنَا ابن الْعَرَّادِ، حَدَّثَنا يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْمَدْيَنِيِّ يَقُولُ شبيب بن سَعِيد بصري ثقة كان من أصحاب يُونُس كان يختلف في تجارة إلى مصر وكتابه كتاب صحيح قال علي وقد كتبها عنه ابنه أحمد بن شبيب.
قال الشيخ: ولشبيب بن سَعِيد نسخة الزُّهْريّ عنده عن يُونُس، عنِ الزُّهْريّ وهي أحاديث مستقيمة وحدث عنه بن وهب بأحاديث مناكير وحدثني روح بن القاسم الذي امليتهما يرويهما بن وَهب، عن شبيب بن سَعِيد وكان شبيب إذا روى عنه ابنه أحمد بن شبيب نسخة يُونُس، عنِ الزُّهْريّ إذ هي أحاديث مستقيمة ليس هو شبيب بن سَعِيد الذي يحدث عنه بن وهب بالمناكير الذي يرويها عنه ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه بن وهب من حفظه فيغلط ويهم وأرجو ان لا يتعمد شبيب هذا الكذب.
http://shamela.ws/browse.php/book-12579#page-2170




أتمنى أن يدور نقاش علمي موضوعي يتناول نقد الأثر طبقاً للقواعد الحديثية
بارك الله فيكم

 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

منقول من الرابط المذكور

فقول الحافظ في ترجمته من "التقريب": (لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب) فيه نظر، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد مطلقاً، وليس كذلك، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هو عن يونس لما سبق، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد، فإنه أورد شبيباً هذا في "من طعن فيه من رجال البخاري" من "مقدمة فتح الباري" (ص133) ثم دفع الطعن عنه – بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه – بقوله: (قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً).

فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس، ولو من رواية ابنه أحمد عنه، وهذا هو الصواب كما بينته آنفاً، وعليه يجب أن يحمل كلامه في "التقريب" توفيقاً بين كلاميه، ورفعاً للتعارض بينهما.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38796

سؤال:
قد يقال كلام الحافظ ابن حجر لا يلزم منه أن حديثه عن غير يونس ضعيف بل قد يكون حديثه عن غير يونس حسن أو صحيح وحديثه عن يونس أصح منه لأن
الحافظ ابن عدي قد نص على استقامة أحاديثه عن يونس فهذا يؤيد دفاع الحافظ عن أحاديثه فى البخاري لأنه منصوص على صحة أحاديثه عن يونس من الحافظ ابن عدي
فيحمل كلامه هنا على هذا المعنى لموافقته ما قاله فى تقريب التهذيب فهو فى التقريب قال أن الأحاديث التي رواها ابنه عنه لا بأس بها وأطلق فهو فصل الكلام فقط فيمن رووا عنه دون من روى عنهم

ويؤيد ذلك أن صاحبا تحرير تقريب التهذيب اللذان يتعقبان أحكام الحافظ ابن حجر فى التقريب لم يتعقباه فى هذا بل وثقاه مطلقاً واستثنيا فقط رواية ابن وهب عنه
تحرير تقريب التهذيب:

بل : ثقة إلا في رواية ابن وهب عنه , فقد وثقه ابن المديني , والدار قطني , والذهلي , والطبراني , وابن حبان . وقال أبو زرعة وأبو حاتم والنسائي : لا بأس به , وقال ابن عدي :" ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس , عن الزهري أحاديث مستقيمة , و حدّث عنه ابن وهب بأحاديث مناكير


وفى تهذيب التهذيب لم يشر إلى تضعيف أحاديثه عن غير يونس بل نقل عن ابن عدي ثناءه على حديث ابنه عنه وأطلق واستنتاجه أن سبب ضعف أحاديث ابن وهب عنه أنه سمع منه من حفظه فالحاصل أن قبول ورد أحاديث شبيب يعتمد على من رووا عنه لا من روى عنهم

تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر:
قال ابن المديني ثقة كان يختلف في تجارة إلى مصر وكتابه كتاب صحيح وقال أبو زرعة لا بأس به وقال أبو حاتم كان عنده كتب يونس بن زيد وهو صالح الحديث لا بأس به وقال النسائي ليس به بأس وقال ابن عدي ولشبيب نسخة الزهري عنده عن يونس عن الزهري أحاديث مستقيمة وحدث عنه بن وهب بأحاديث مناكير وذكره ابن حبان في الثقات قلت وقال ابن يونس في تاريخ الغرباء مات بالبصرة سنة ست وثمانين ومائة فيما ذكره البخاري وقال الدارقطني ثقة ونقل ابن خلفون توثيقه عن الذهلي ولما ذكره ابن عدي وقال الكلام المتقدم قال بعده ولعل شبيبا لما قدم مصر في تجارته كتب عنه ابن وهب من حفظه فغلط ووهم وأرجو أن لا يتعمد الكذب وإذا حدث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر يعني يجود وقال الطبراني في الأوسط ثقة.
http://shamela.ws/browse.php/book-3310#page-1865


وهل يتصور أن يكون حديثه عن غير يونس ضعيف ولا ينص على ذلك ولا واحد من العلماء كما نصوا على ضعف حديث ابن وهب عنه؟

هل يتصور أن يكون ضعيف الحديث عن كل من روى عنهم غير يونس
ومع ذلك يوثقونه أو يقوونه مطلقاً كما هو الحاصل؟




أرجو الإفادة بارك الله فيكم
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

السلام عليكم

الحديث لا يصح، وهذه نقاشات للفائدة وفيها الكفاية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96806
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38796
أخي الفاضل/ أحمد.. بارك الله فيك،
جوابًا على ما تفضلت به: أقول راجع الروابط التالية بتمعُّن؛ ففيها الفائدة إن شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62133
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85415#post85415
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=10152#post10152
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162894

والله أعلم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

أخي الحبيب عمرو
لم أجد ما يفيدني فى الروابط

أنا أريد عرض كلام الشيخين (الألباني و الغماري) على القواعد الحديثية لبيان أيهما تنطبق القواعد الحديثية على كلامه فى الحديث فى نقطتين
1- حال شبيب بن سعيد هل هو ضعيف فى غير يونس وهو ما لم يصرح به أي من علماء الجرح والتعديل بل وثقوه أو قووه بإطلاق وصرحوا بأن العلة تكمن فى رواية ابن وهب عنه فقط وأثنوا على رواية ابنه عنه
2- إذا كان ثقة أو لا بأس به فى غير يونس أيضاً هل تفرده بزيادة القصة شذوذ مردود أم زيادة ثقة مقبولة

أرجو منك أخي الحبيب عمرو عندما يسمح وقتك أن تفيدني بكلامك أنت فى تطبيق القواعد الحديثية فى هاتين النقطتين

بارك الله فيك
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

أخي الحبيب عمرو
لم أجد ما يفيدني فى الروابط

أنا أريد عرض كلام الشيخين (الألباني و الغماري) على القواعد الحديثية لبيان أيهما تنطبق القواعد الحديثية على كلامه فى الحديث فى نقطتين
1- حال شبيب بن سعيد هل هو ضعيف فى غير يونس وهو ما لم يصرح به أي من علماء الجرح والتعديل بل وثقوه أو قووه بإطلاق وصرحوا بأن العلة تكمن فى رواية ابن وهب عنه فقط وأثنوا على رواية ابنه عنه
2- إذا كان ثقة أو لا بأس به فى غير يونس أيضاً هل تفرده بزيادة القصة شذوذ مردود أم زيادة ثقة مقبولة

أرجو منك أخي الحبيب عمرو عندما يسمح وقتك أن تفيدني بكلامك أنت فى تطبيق القواعد الحديثية فى هاتين النقطتين

بارك الله فيك
أخي الحبيب الأريب/ أحمد محمد عوض

أعتذر عن التأخير فأنا بصدد إعداد مجموعة مواضيع في آن واحد! (نسأل الله التوفيق) .. واسمح لي بالتعليق الآن مختصرًا ورُبما يكون فيه الكفاية لو قرأته بتأمُّلٍ وتمعُّنٍ.
*بالنسبة لكلام الشيخين (الألباني والغُمَّاري)؛ فكلام الشيخ الألباني أقرب للصواب من كلام الشيخ الغُمَّاري (على ما تقتضيه القواعد الحديثية البحتة)، ولعل سبب خلاف الشيخين في ذلك عائدٌ لنزعة التصوّف عند الشيخ المحدّث الغُمَّاري، أو غياب علّة الحديث عنه كونها خفيّة! (رحمهم الله جميعًا)..
1- شبيب بن سعيد (أبو سعيد المكي): قال عنه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: "صَدُوقٌ يُغَرِّب". قلتُ: وقد انفرد به، والراجح فيه أن حديثه عن غير ابنه أحمد عن يونس فيه ضعف، لأنه إنما حدَّث به من حفظه، فأما حديث ابنه عن يونس فهو يرويه عن نسخة صحيحة لا يُحدِّث به من حفظه كحال بقية مرويَّاته. فال ابن عدي في الكامل: له نسخة عن يونس بن يزيد مستقيمة، حدث عنه ابن وهب بمناكير. قال ابن المديني: كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه صحيح قد كتبته عن ابنه أحمد. قال ابن عدي: كان شبيب لعله يغلط ويهم إذا حدث من حفظه، وأرجو أنه لا يتعمد، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه يونس آخر. انتهى. قالسبب في ذلك أنه كان عنده كتب يونس -كما قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه-، فلهذا كلام الحافظ ابن حجر في التقريب ليس على إطلاقه؛ لأن روايته عن ابنه أحمد ليست مستقيمة مطلقًا، بل يتقيد ذلك بأن تكون روايته عن يونس لا عن غيره، لأن حديثه عن يونس -كما أسلفنا- كان من أصول، أما حديثه عن غيره فهو من حفظه، وليس بذاك، إذ انفرد به -وبيان هذا يأتي قريبًا-، ناهيك أنه يُغرِّب (كما صرَّح الذهبي).. يؤيد ذلك كلام الحافظ نفسه حيث أثبت هذا القيد (أن تكون روايته عن يونس لا عن غيره إضافة إلى أن تكون عن ابنه أحمد) في مقدمة الفتح حيث أنه أورد شبيبًا هذا في من طعن فيه من رجال البخاري، ثم دفع الطعن عنه بعد أن ذكر من وثقه وكلام ابن عدي فيه -وقد أسلفناه- حيث يقول الحافظ بعدُ: "قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئًا". فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس، ولو من رواية ابنه أحمد عنه، وهذا هو الصواب كما أسلفناه، يقول الشيخ عبدالرحمن الفقيه -من ملتقى أهل الحديث- نقلاً عن العضو أبو عبيده: "ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص202) والحاكم (1/526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي".
2- كلام الطبراني في معجمه (الصغير) حُجَّة على بيان تفرُّد شبيب بزيادة القصة، فكتابه هذا مُخصَّصٌ في الأصل لبيان أوجه التفرد في الحديث، فشبيبٌ -كما أسلفنا- انفرد بالزيادة ولم يُتابع عليها، ولا يصلح إطلاق مصطلح "الشاذ" (بالمعنى المقصود عند المتأخرين [مخالفة الثقة غيره من الثقات] لا عند المتقدمين -كما سيأتي قريبًا) على حديثه هذا، فهو سيء الحفظ لذلك ضُعِّفَ في غير روايته عن يونس من رواية ابنه أحمد (على ما أسلفناه من تفصيل)، ولا يصلح اعتبارها زيادة ثقة طبعًا (لما سبق [ولو سلّمناه -وهو بعيدٌ جدًّا- لما سَلِمَ الحديث من الطعن! فالمذهب الراجح في زيادة الثقة التفصيل بحيث لا تُقبَل مطلقًا ولا تُرد مطلقًا وإنما يعتمد على الزيادة وعلى عدد من خالفوه وعلى غير ضابط آخر])! .. بل الصحيح أن حديثه هذا "منكر" سندًا ومتنًا [ولعل نكارة متنه لا تخفاك :)]! ، لذلك فحُكم الألباني رحمه الله أدقّ وتنطبق عليه القواعد الحديثية بقوّة، فمُصطلح "النكارة" عند المتأخرين (ما رواه الضعيف "مُخالفًا" لما رواه الثقة) إلا أنه يختلف عن اصطلاح المتقدمين؛ فالمُنكر عند المتقدمين كثيرًا ما يُطلق على مجرَّد التفرُّد، قال ذلك اللكنوي في الرفع والتكميل وقال عن ذلك: "ومن لم يَطَّلع عليه زلَّ وأضلَّ وابتُلي بالغَرْق" يعني لأهميته جدًّا! .. وهذا كلام ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث (في النوع الراب عشر معرفة المنكر): "وإطلاقُ الحكم على التفرُّد: بالرد، أو النكارة، أو الشذوذ، موجودٌ في كلام كثير من أهل الحديث". يعني المتقدمين منهم -كما نصَّ على ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح- كالإمام أحمد [حيث أطلقه هو وجماعة على الحديث الفرد الذي لامُتابِعَ له] وكذا أبي داود والنسائي وغيرهم، فيقولون: حديث مردود، أو حديث منكر، أوحديث شاذ، لتفرُّد الراوي به، وأنقل هُنا كلام الحافظ السيوطي أيضًا في رسالته بلوغ المأمول في خدمة الرسول -وهي في كتابه الحاوي للفتاوي-: "وَصَفَ الذهبيُّ في ((الميزان)) عِدَّةَ أحاديث في ((مسند أحمد)) و((سنن أبي داود)) وغيرهما من الكتب المعتمدة، بأنها منكرة، بل وفي ((الصحيحين)) أيضًا، وما ذاك إلا لمعنًى يَعرفه الحُفَّاظ، وهو أن النكارة تَرجِعُ إلى الفردية". "فأحمد وغيرُه [من المتقدمين عمومًا] يُطلقون المناكير على الأفراد المطلقة" (نص كلام الحافظ ابن حجر من مقدمة الفتح)، ومشهورٌ مذهب البَرْدِيجي في مصطلح "المنكر" فمذهبه أن المنكر هو الفرد، سواء تفرَّد به ثقة أو غير ثقة. كمعناه عند أحمد وغيره من المتقدمين أيضًا كما سبق.

واكتفي بهذا القدر، وفيه الكفاية إن شاء الله.

والله أعلم.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

[ولو سلّمناه -وهو بعيدٌ جدًّا- لما سَلِمَ الحديث من الطعن! فالمذهب الراجح في زيادة الثقة التفصيل بحيث لا تُقبَل مطلقًا ولا تُرد مطلقًا وإنما يعتمد على الزيادة وعلى عدد من خالفوه وعلى غير ضابط آخر])!
بارك الله فيك
على افتراض أنه ثقة فى غير يونس
أتمنى أن تفيدني بتطبيق ضوابط قبول ورد زيادة الثقة التي أشرت إليها تفصيلياً على هذا الأثر عندما تتفرغ تماماً من المواضيع التي تعدها بإذن الله
خاصةً الكلام على أن صنيع بعض الرواة عدم رواية ما يتصل بالحديث (قصته (مناسبته)) اختصاراً لأن اهتمامهم يكون بما قاله أو فعله النبي عليه الصلاة والسلام دون ما قاله أو فعله الصحابي الراوي وهو ما يؤيد القول بتصحيح هذه الزيادة

وقوله بضعف القصّة بالاختلاف فيها حيث لم يذكرها بعض الرواة عند ابن السني والحاكم خطأ، لأن من المعلوم عند أهل العلم أن بعض الرواة يروي الحديث وما يتّصل به كاملاً، وبعضهم يختصر منه بحسب الحاجة. والبخاري يفعل هذا أيضًا، فكثيرًا ما يذكر الحديث مختصرًا ويوجد عند غيره تامًّا.
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

كما أن مسألة النكارة فى المتن قد يعترض عليها بأنها من وجهة نظر مسبقة عند من يمنعون التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام بعد وفاته بعكس من يجيزونه فالكلام على النكارة فى المتن يجب أن يكون بعيداً عن هذا المنطلق


"وإطلاقُ الحكم على التفرُّد: بالرد، أو النكارة، أو الشذوذ، موجودٌ في كلام كثير من أهل الحديث". يعني المتقدمين منهم -كما نصَّ على ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح
على حد علمي القاصر الذي استقر عليه الأمر عند المتأخرين أن تفرد الثقة بالسند والمتن لا يحكم عليه بالشذوذ أو النكارة بإطلاق كما وقع فى كلام بعض المتقدمين بل فيه التفصيل
ونحن نحاكم الأثر لما استقرت عليه القواعد الحديثية

بارك الله فيك
أرجو أن تسامحني إذا كنت قد أثقلت عليك

 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

...عندما تتفرغ تماماً من المواضيع التي تعدها بإذن الله
أخي الفاضل/ أحمد محمد عوض

لا بأس بارك الله فيك.. فخطتي في طرح الموضوعات بعيدة نوعًا ما (رُبما تستوعب شهورًا قادمة!)، وسأحاول التفصيل قدر الاستطاعة، والله المستعان.

المشاركة 7# ..
التعليق عليها يكون في نقطتين:
أولاً/ شبيب في غير يونس ليس بثقة، وإنما سيء الحفظ، ولو سلَّمنا القول بتوثيقه فهو توثيق لعدالته لا لضبطه (كتوثيق الإمام أحمد لنُعيم بن حمَّاد مثلاً)، فإنما كان حديثه عن يونس صحيحًا؛ لأنه لا يُحدِّث به من حفظه وإنما كتابةً -وقد سبق تفصيل ذلك-، لذلك لا تنطبق عليه قاعدة الزيادة للثقات، لأنها إنما تكون عند تفرُّد الراوي الثقة بزيادة في الحديث عمومًا عن بقية رواة الحديث، وعلى فرض تطبيقها فلا يسلم الحديث من طعن، وإليك تفصيل ذلك؛
-هُناك شرطٌ مشهور في الحكم على التفرّد بزيادة الثقة، وهو (بالإضافة إلى أنها ينبغي أن تكون من ثقة) أن تكون زيادة هذا الثقة عن بقية الرواة ثابتة عن نفس الشيخ! .. وإذا نظرنا إلى إسناد الحديث الذي معنا وجدنا أن مداره يختلف، وعلله تتنوع، فيبقى الحُكم على مُخالفته هُنا بالنكارة أولى وأقرب للصواب، وانظر: (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62133).
-أن حُكم زيادة الثقة مُختَلَفٌ فيه أصلاً على أقوال؛
1- فقبلها بعضهم مطلقًا (وعليه أكثر الفقهاء وأهل الأصول كما حكاه الخطيب، وجاء في علوم ابن الصلاح: "إنّ جُمهور المحدثين مذهبُهم في هذه المسألة كمجهور الفُقهاء")،
2- وردَّها بعضهم بإطلاق (وهو مذهب غير دقيق)،
3- وفصَّل بعضهم فقالوا: إن اتَّحدَ مجلسُ السماعِ لم تُقْبَل، وإن تعدّد قُبِلَتْ، (وتوضيح هذا يأتي)
4- ومنهم من فرَّق بين المُخالفة والزيادة، فقالوا: إن كانت مُخالِفةً في الحُكم لما رواه الباقون لم تُقْبلَ بخلاف ما إذا كانت زيادة، لكنهم جعلوا ضابط التفرُّد فيه هو الموازنة بين درجة توثيق المنفرد ومن خالفهم، فلو كان ثقة وتفرَّد بالحديث كلِّه قُبِلَت! وإلا فلا (وحكى الخطيب في الكفاية على ذلك الإجماع! ).
[وهناك أقوال أخرى]..
-والذي نراه صوابًا: أنه لا يحكم فيها بحكم مطرد، بل يُنظر إلى قرائن تحيط بها (وبها يكون الجمع بين المذاهب السابقة)، (من هذه القرائن) نحو:
أ. ثقة من زاد أو ضعفه. ب- كثرتهم أو قلتهم. جـ- مخالفتهم أو موافقتهم. د- كذلك الحكم في الوصل والإرسال. هـ- وفي الرفع والوقف.
فيُحكم للأرجح. [وراجع الباعث الحثيث في ذلك، وشرح علل الحديث للشيخ مصطفى العدوي].
-فكما ترى الحكم على الحديث لا يوافق أيٍّ من المذاهب السابقة! .
*وإذا أردتَ التفصيل التفصيل في ذلك فعليك بذين الكتابين:
_رسالة ماجستير: ((التفرد في رواية الحديث ومنهج المحدثين في قبوله أو رده))..
الكتاب على مدونة مصورات عبدالرحمن النجدي
صفحة التحميل
رابط مباشر
_رسالة دكتوراه ((زيادة الثقاتموقف المحدثثين والفقهاء منها))..
الكتاب على مجالس الطريق إلى الجنة
صفحة التحميل
رابط مباشر: الجزء الأول / الجزء الثاني
ثانيًا/ بالنسبة لصنيع بعض الرواة بذكر مناسبة الحديث أو سبب وروده؛ فهو أمرٌ آخر تمامًا، من الخلط ذكره ههُنا أو القياس عليه فضلاً عن اعتباره قرينة مُصحِّحة للحديث! ، قلتُ: فالزيادة الواردة يبني عليها أمورًا وهي مُنكرة (على ماسبق بيانه)، لذلك رأى بعضهم (من المذاهب في حُكم زيادة الثقة) أن زيادة الثقة تُقبل إذا كانت من غيرِ الراوي، بخلافِ ما إذا نَشِطَ فرواها تارةً وأسقطَها أُخرى، فهذا مذهب رأي قبول زيادة الثقةِ من غير الراوي، وأمّا مِن نفس الراوي فلا يقبلُها إلا إذا تعدّد المجلس لا إذا اتّحد، وبهذا لا توجد فرصة لتطرق الاحتمال المذكور أبدًا، فتأمل! .
-هذا كله على افتراض أنها زيادة من ثقة! وإلا فهي منكرة مردودة؛ لأنها تفرُّد من راوٍ غير ضابط (على ما سبق ذكره من الإعلال في المشاركة 6# ، فليُراجعها من شاء).

المشاركة 8# ..
التعليق عليها يكون في نقطتين أيضًا:
أولاً/لم أتعرّض أخي في الحكم على معنى الحديث أصلاً، لا من قريب ولا من بعيد، والمقصود بإطلاق النكارة عليه: "التفرُّد"؛ سواء كان في السند أو في المتن، فالزيادة الواردة من طريق شبيب في المتن غير خافية! .. فتأمل.
ثانيًا/لم أفهم المقصد في المقطع الأخير، لكننا أسلفنا شيئًا من التفصيل في مسألة التفرد، من تفرقة البعض المخالفة على مجرد الزيادة ونحو ذلك، وسياقي لمعنى "المنكر" عند المتقدمين هو لتوضيح المراد من الحكم على هذا الحديث بالنكارة (مُنكر) فقط.
-فالحُكم على هذا الحديث طِبقًا للقواعد الحديثية أنه (مُنكر) - على ما سبق توضيحه.

هذا،
والله أعلم.
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

...، فمُصطلح "النكارة" عند المتأخرين (ما رواه الضعيف "مُخالفًا" لما رواه الثقة) إلا أنه يختلف عن اصطلاح المتقدمين؛ فالمُنكر عند المتقدمين كثيرًا ما يُطلق على مجرَّد التفرُّد، قال ذلك اللكنوي في الرفع والتكميل وقال عن ذلك: "ومن لم يَطَّلع عليه زلَّ وأضلَّ وابتُلي بالغَرْق" يعني لأهميته جدًّا! .. وهذا كلام ابن الصلاح في معرفة أنواع علم الحديث (في النوع الراب عشر معرفة المنكر): "وإطلاقُ الحكم على التفرُّد: بالرد، أو النكارة، أو الشذوذ، موجودٌ في كلام كثير من أهل الحديث". يعني المتقدمين منهم -كما نصَّ على ذلك الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح- كالإمام أحمد [حيث أطلقه هو وجماعة على الحديث الفرد الذي لامُتابِعَ له] وكذا أبي داود والنسائي وغيرهم، فيقولون: حديث مردود، أو حديث منكر، أوحديث شاذ، لتفرُّد الراوي به، وأنقل هُنا كلام الحافظ السيوطي أيضًا في رسالته بلوغ المأمول في خدمة الرسول -وهي في كتابه الحاوي للفتاوي-: "وَصَفَ الذهبيُّ في ((الميزان)) عِدَّةَ أحاديث في ((مسند أحمد)) و((سنن أبي داود)) وغيرهما من الكتب المعتمدة، بأنها منكرة، بل وفي ((الصحيحين)) أيضًا، وما ذاك إلا لمعنًى يَعرفه الحُفَّاظ، وهو أن النكارة تَرجِعُ إلى الفردية". "فأحمد وغيرُه [من المتقدمين عمومًا] يُطلقون المناكير على الأفراد المطلقة" (نص كلام الحافظ ابن حجر من مقدمة الفتح)، ومشهورٌ مذهب البَرْدِيجي في مصطلح "المنكر" فمذهبه أن المنكر هو الفرد، سواء تفرَّد به ثقة أو غير ثقة. كمعناه عند أحمد وغيره من المتقدمين أيضًا كما سبق.
إضافة..
سأحاول هُنا بسط تفصيل الأقوال في الحديث المُنكر بشكل مُختصر لعدم الإطالة، فأقول وبالله التوفيق:
المُخالفةُ إذا كانت مع الضَّعف يَنشأ عنها شيئنا: المعروف (الراجح) والمنكر (المرجوح).
فالمُنكر: هو ما يُقابل المعروف. [الأصل]
وهذه المقابلة معتبرة عند المحدثين؛ لأنهم إنما يراعون المعاني اللغوية في مصطلحاتهم.
وعند علماء الحديث فقد تباينت فيه الأقوال وتداخلت، وأشكل بعضها ببعض مما كان له أثره في تحديد معناه والحكم عليه.
وسبب هذا يعود إلى اختلاف كل إمام في مقصده من استعمال هذا المصطلح.
فالمنكر (في اصطلاح "أكثر" المتأخرين - وهو المشهور عندهم، وإلا فمذهبهم فيه تفصيل على ما سيأتي): ما رواه الضّعيف مخالفًا لِمَن هو أخفُّ منه ضَعْفًا. [قاله القُسَنْطِيني في نتيجة النظر].
وهو على نوعين عندهم: 1- فيُطلق على تفرد الضعيف مُطلقًا بالزيادة وإن لم يُخالِف، 2- أو ينفرد الضعيف بزيادة مع مُخالفته الثقة بها.
وعليه فالمنكر قد تداخل مع الشاذ، إذ يجمعهما معًا مطلق التفرد.
وعرَّفه ابن الصلاح بمعنى الشاذ، وقسَّمه كما قسم الشاذ إلى قسمين: الأول/ الفرد المخالف لما رواه الثقات. الثاني/ الفرد الذي ليس في راويه من الثقة والإتقان ما يحتمل معه تفرده.
وتابعه على هذا التقسيم الإمام النووي، والحافظ ابن كثير، والحافظ العراقي.
ولم يرتض هذا الإمام ابن حجر قال: وقد غفل من سوَّى بينهما.
أما الحافظ ابن حجر فالمنكر عنده ما رواه الراوي الضعيف مخالفًا للثقات.
وقد نشأت التهمة بسبب التفرد بالرواية مع المخالفة للقواعد المعلومة.
(وعند المتقدمين - وهو المذهب الأقوى والأرجح) هو كما عرَّفه الإمام الحافظ البرديجي (ت 301هـ): "الحديث الذي ينفرد به الرجل ولا يعرف متنه من غير روايته، لا من الوجه الذي رواه منه، ولا من وجه آخر".
فقيَّده بالانفراد وعدم المتابع أو الشاهد.
-ولم يُبيّن صفة المنفرد ما إذا كان ثقة ضابطًا أم لا.
على أن ليس كل تفرد منكرًا.
فالمنكر (في اصطلاح المتقدمين) هو الفَرْدُ، سواءٌ تفرَّد به ثقة أو غيرُ ثقةٍ. [نذكر على (سبيل المثال) كلام الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: "وعلامةُ المنكر في حديث المحدّث (ولم يقيده بأن يكون ثقة) إذا ما عُرضت روايتُه للحديث على رواية غيرِه مِن أهل الحفظ والرِّضا خالَفَتْ روايتُه روايتَهم (التفرد بالزيادة مع المخالفة)، أو لم تكُن توافقُها (التفرد بالزيادة دون المخالفة)، فإذا كان الأغلبُ من حديثهِ كذلك كان مهجورَ الحديثِ غيرَ مقبولهِ، ولا مُسْتَعْمَلِهِ" ثم عدَّ بعض الرواة وقال: "ومن نحا نحوهم في رواية المنكر من الحديث"].

*وأحيانًا يُعَلُّ الحديث لكونه لا يُشبه أحاديث الثقات، بأن يرد من طريق راوٍ ضعيف، رواه عن نفس الشيخ الذي روى عنه الثقة، فبالضميمتين معًا يقوى إعلال الحديث، وهذا الذي ذكرناه مسلك يسلكه علماء العلل في كثير من الأحيان، مع أن القواعد الحديثية قد تقتضي سلامة الإسناد! ..

والله أعلم.
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: هل يصح هذا الأثر عن الصحابي عثمان بن حنيف فى أمره بالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام فى عهد عثمان بن عفان

إضافة..
سأحاول هُنا بسط تفصيل الأقوال في الحديث المُنكر بشكل مُختصر لعدم الإطالة، فأقول وبالله التوفيق:
...
*وأحيانًا يُعَلُّ الحديث لكونه لا يُشبه أحاديث الثقات، بأن يرد من طريق راوٍ ضعيف، رواه عن نفس الشيخ الذي روى عنه الثقة، فبالضميمتين معًا يقوى إعلال الحديث، وهذا الذي ذكرناه مسلك يسلكه علماء العلل في كثير من الأحيان، مع أن القواعد الحديثية قد تقتضي سلامة الإسناد! ..

والله أعلم.
يُنظر في ذلك:
كتاب "شرح علل الحديث" للشيخ مصطفى العدوي ، (ص 62- وما بعدها) .
وكتاب "التأصل الشرعي لقواعد المحدثين" للدكتور عبدالله شعبان، (ص 569-572) .


والله الموفق.
 
أعلى