العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

شرح تذليل العقبات بإعراب الورقات

إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد
فقد عزمت مستعينا بالله تعالى على البدء في إعراب متن الورقات لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني – رحمه الله تعالى- والتحشية عليه بما تيسر، وهو كتاب قال فيه شارحوه: " كتاب صغر حجمه، وكثر علمه، وعظم نفعه، وظهرت بركته"[1] وكان هذا تلبية لرغبة بعض الإخوة في ذلك، وقد كنت قدَّرْتُ في نفسي أن أكتفي بإعراب المتن وأن أترك الشرح للشراح؛ حيث أن هذا هو المطلوب فكتبت شيئا على هذا التقدير، وفي أثناء ذلك كنت أرجع إلى الشروح والحواشي: لألتقط من فوائدها، وأغتنم من فرائدها؛ كما كنت أصنع من قبل ذلك حين صنعت النسخة المصححة من المتن؛ فرأيت أن أقيد شيئا من هذه الفوائد والدرر، وأنثرها بين ما أكتبه، وإن أدى ذلك إلى طول الشرح وخلط الأصول بالنحو.فإن قلت: الاختصار أفضل.قلت: الاختصار كثير والحصول عليه يسير، ولو كان كل من يكتب يكتب اختصارا، لكان تَكرارا، لا يختلف إلا بالسياق أو العباره، فدعني أصنع لك حاشية لا كالحواشي، أعيذها بالله من كل واشية وواشي.
هذا، ومن منهجي في العمل:
1- أن أكتب الفقرة المراد شرحها من المتن باللون الأحمر الثقيل.
2- ثم أبدأ بإعرابها كلمة كلمة، وأضع كلَّ كلمةٍ في أول السطر بين قوسين وأميزها بالخط الأحمر الثقيل وبوضع خط تحتها، ثم أعربها في أول مرة إعرابا تفصيليا حتي لو كان إعرابها واضحا، فأقول مثلا: (مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره)، وهكذا، فإذا تكرر مثل هذا قلت: (مبتدأ) ولا أزيد إلا أن يكون الإعراب تقديريا أو محليا أو فيه إشكال فأنص عليه.
3- لا أعني بالإعراب التفصيلي ذكرَ كل وجوه الإعراب المحتملة، بل لا أعني بها إلا ما سبق وانظر التالي.
4- قد تحتمل الكلمة وجهين أو أكثر من وجوه الإعراب فاعلم أنه ليس من شَرطي ذكرها كلها، بل لا أذكر إلا ما حضرني منها، فإن اتفق لك وجه لم أذكره فاعلم أني لم أذكره لإحدى ثلاث:
الأولى- أني أجهله.
الثانية- أني تركته عمدا لعدم تيقني منه.
الثالثة- أني تركته مخافة التشويش على القارئ، إلا في البسملة؛ فإن العلماء قد كفَوْني أمرها؛ فأنا فيها تابع لا غير ويقتصر عملي على توضيح ما قالوه بما يناسب المقام.
5- بعد الإعراب أذكر المعنى على وجه الاختصار.
6- أشرع بعد ذلك في فقرة عنوانها: [قال صاحبي] وفيها أذكر: الفوائد المستخرجة، والزوائد المستنبطة، وأُورِدُ فيها من الإشكالات التي قد تعترض الطالب؛ فتسبب سوء الفهم أو عدمه، بطريق الحوار بيني وبين صاحبي حتي يزول الإشكال والإيراد، ويتضح المعنى المراد.واعلم أن الإشكال المذكور قد يكون على عبارة المصنف وقد يكون على ما يذكره المُحَشِّي، وقد يكون في النحو وقد يكون في الأصول، وقد أطيل في النحو عن الأصول لا سيما إذا كانت عبارة المتن مما لا تحتاج إلى بيان؛ لأن المتن قد خُدِمَ في جانب الأصول بما لا مزيد عليه ولا كذلك في باب الإعراب والنحو؛ فلهذا قد أترك بعض الفقرات دون الإطالة في بيانها من جهة الأصول، بل لا تكون الإطالة إلا من جهة النحو؛ فلا وجه لمعترض بعد ذلك أن يقول: المتن حَالِ[2] والشرح خالي.
والله الموفق.
وقبل الشروع في المقصود :حمل نسختين مصححتين من متن الورقات من هنا:
https://feqhweb.com/vb/threads/.18403
وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود

________________________________________
[1] قرة العين شرح ورقات إمام الحرمين للحطاب المالكى 2 بهامش حاشية السوسي على قرة العين ط. المطبعة التونسية
[2] حال: من الْحِلْيَةِ يقال: حليت المرأة وهي حال وحالية.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال: فما معاني صِيَغِ الأمر؟ مع التمثيل والتوضيح إن استلزم الأمر.
قلت: معاني صيغ الأمر:
1= الإيجاب: وقد تقدم، ومثاله قوله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وآتُواْ الزَّكَاةَ} [البقرة: 43]
2= الندب: تقدم أيضا، ومثاله قوله تعالى: {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} [النور: 33]
3= الإباحة: تقدمت أيضا، ومثالها قوله تعالى: {كُلُواْ مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا} [البقرة: 168] وقوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ} [المائدة: 2] وقوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُواْ فِي الْأَرْضِ} [الجمعة: 10] وكقولك: جالس الحسن أو ابن سيرين
قال صاحبي: أليس هذا التركيب: (جالس الحسن أو ابن سيرين) موضوع للتخيير؟
قلت: بلى، ولكنه هنا للإباحة
قال: فما الفرق بين الإباحة والتخيير ؟
قلت: في التخيير لا يجوز الجمع بين الأمرين؛ فلا يجوز الجمعُ بين مجالسة الحسن وابن سيرين، بل أنت مخير بين أن تجالس هذا أو ذاك.
وأما في الإباحة فيجوز لك الجمع كما يجوز لك الإفراد يعني يجوز لك أن تجالس أحدهما كما يجوز لك أن تجمع بين مجالسة كليهما[1].
ولأن الأسلوب لغير الأمر فيجوز لك ألا تجالس أحدهما سواء في التخيير أو الإباحة.
قال: أليس قد ذَكَرَ مجيءَ صيغةِ الأمر للإباحة فيما مضى؟
قلت: بلى
قال: فلماذا أعاده هنا؟ ألا يُعَدُّ هذا تكرار؟
قلت: لا، ليس تكرارا.
قال: ولِمَ ؟
قلت: لأنه ذكره هناك على سبيل الاستثناء ولبيان أن الصيغة تستخدم حقيقة في الوجوب ولا تخرج عنه إلا بدليل، وهنا بَيَّن محله وما استعملت فيه الصيغة من المعاني المجازية التي لابد في الحمل على كل منها من علاقة وقرينة[2].
4= الإرشاد: كقوله تعالى: {وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة: 282]
قال صاحبي: لماذا لم يكن الأمر هنا للوجوب وقد رُوِيَ عن الضحاك أنه هنا للوجوب؛ فأوجب الإشهاد على البيع؟
قلت: ذكر ابن العربي: أنه للندب وأن هذا قول الكافة إلا الضحاك[3].
قال: فقد حكى القرطبيُّ الوجوبَ عن أبي موسى الأشعري وابن عمر والضحاك وسعيد بن المسيب وجابر بن زيد ومجاهد وداود بن علي وابنه أبي بكر، قال –أي الإمام القرطبي-: (ومن أشدهم في ذلك عطاء؛ قال: أشهد إذا بِعْتَ وإذا اشتريتَ؛ بدرهمٍ أو نصفِ درهمٍ أو ثلثِ درهم أو أقل من ذلك فإن الله عز وجل يقول: {وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ}، وعن إبراهيم قال: أشهد إذا بعت وإذا اشتريت ولو دَسْتَجَةَ[4] بَقْلٍ، وممن كان يذهب إلى هذا ويرجحه الطبري)[5].
قلت: فالذي صرفه عن الوجوب فعل النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن العربي: (فقد باع النبي صلى الله عليه وسلم وكَتَبَ ... وقد باع ولم يُشْهِدْ، واشترى ورهن درعه عند يهودي ولم يُشْهِدْ، ولو كان الإشهاد أمرا واجبا لوجب مع الرهن لخوف المنازعة)[6].
قال: فإذا لم يكن الأمر هنا للوجوب فهو للندب، وأنت ذكرتَ أنه للإرشاد من باب التَّفَنُّنَ في الكلام أليس كذلك؟
قلت: نعم، ليس كذلك؛ إِذْ لو أردتُ ذلك لَمَا ذكرتُ الندب قبل الإرشاد.
قال: نعم نعم، تريد أن تقول: إن الندب ليس هو الإرشاد بل بينهما فرق؟
قلت: نعم، هو ذا.
قال: فما الفرق بين الإرشاد والندب؟ ومَنْ من العلماء فرَّق بينهما؟
_________________________________________________________



[1] شروح التلخيص (مواهب الفتاح) 2/ 313.
[2] غاية المأمول في شرح ورقات الأصول للرملي 143، والشرح الكبير على الورقات لابن قاسم العبادي 224 ، وشرح الورقات لعبد الله الفوزان 55.
[3] أحكام القرآن لابن العربي 1/ 342 ت. محمد عبد القادر عطا ط. دار الكتب العلمية
[4] دستجة: حزمة، مُعَرَّب
[5] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/ 459 ت. التركي ط. مؤسسة الرسالة
[6] أحكام القرآن لابن العربي 1/ 342.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قلت: فرَّق بينهما القفال الشاشي وغيره بفروق منها:
1- أن المندوب مطلوبٌ لِمنافع الآخرة، والإرشاد لمنافع الدنيا.
2- أن المندوب فيه الثواب وأما الإرشاد فلا ثواب فيه[1].
5= الأدب وبعضهم يسميه التأديب: نحو قوله تعالى: {وَلَا تَنسَوُواْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] ومنه الأمر بالاستنجاء باليسار، وأكل الإنسان مما يليه، والنهي عن أن يقرن بين التمرتين وغير ذلك مما هو في باب الأدب فلا يحمل على الوجوب بل على الأدب.
قال صاحبي: فما الفرق بين الأدب والندب؟
قلت: الأدب أو التأديب أخص من الندب فإن التأديب يختص بإصلاح الأخلاق فكل تأديب ندب من غير عكس.
6= الوعد: مثاله قوله تعالى: {وَأَبْشِرُواْ بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]
7= الوعيد ويسمى التهديد: مثاله قوله تعالى: {فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]
قال صاحبي: فما الذي صرف الأمر هنا عن الوجوب؟
قلت:القرينة
قال: وما هي؟
قلت: القرينة هنا:
1- قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا} [الكهف: 29]
2- وأيضا فالله سبحانه لا يرضى بالكفر ولا يأمر به كما قال:{وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر: 7] وقال: {أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 80]
قال متحمسا: هل أذكر مثالا على التهديد والوعيد؟
قلت: لا
فكأنما ضُرِبَ القاضية، فغشيتْهُ غاشية وامتقع لونه واكفهر وجهه
فقلت له: هَوِّن عليك فإني أريد التعجل للانتهاء من الكتاب
ولكنه ظل ممتقعا مكفهرا
فقلت له: فإذا أبيت إلا أن تذكر مثالا فافعل ولكن بشرط أن تُبَيِّنَ القرينة
فانتظر قليلا ليهدأ روعه ثم قال: أفعلُ إن شاء الله
قلت:هاتِ
قال: مثاله أيضا قوله تعالى: {اعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40]
قلت: أين القرينة ؟
قال: قوله تعالى بعدها مباشرة: {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت: 40] وقوله: {قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: 30]
قلت:أحسنتَ
ثم قلت: هل شعرت أن بعضهم فَرَّقَ بين التهديد والوعيد؟
قال: لا، فما الفرق بينهما؟
قلت: مَنْ فَرَّقَ بينهما قال: التهديد أبلغ من الوعيد فمثال التهديد قوله تعالى: {فَاعْبُدواْ مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ} [الزمر: 15] وقوله لإبليس: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم} [الإسراء: 64]
8= الامتنان وسماه المصنف (الجويني): الإنعام، مثاله قوله تعالى: {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]
قال صاحبي: أليس الامتنان بمعنى الإباحة؟
قلت: بلى، ولكن بينهما فرق
قال: فما الفرق بينهما ؟
قلت: الفرق بينهما :
1- أن الإباحة مجرد إذن أما الامتنان فلابد من اقترانه بذكر احتياج الخلق إليه وعدم قدرتهم عليه كما في هذه الآية أن الله تعالى هو الذي رزقهم
2- أن الامتنان المراد منه تذكير النعمة
9= الإنذار: كقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعُواْ} [إبراهيم: 30] وقوله: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ} [الحجر: 3]
قال صاحبي: فما الفرق بينه وبين التهديد ؟
قلت: الفرق بينهما:
1- أن الإنذار يجب أن يكون مقرونا بالوعيد كالآية، وأما التهديد فلا يجب فيه ذلك بل قد يُقْرَنُ به وربما لا يقرن به
2- أن الفعل المهدد عليه يكون ظاهره التحريم والبطلان، وفي الإنذار قد يكون كذلك وربما لا يكون

_____________________________________
[1] البحر المحيط 2/ 357، وغاية المأمول في شرح ورقات الأصول للرملي 142 ت. عثمان يوسف حاجي ط. مؤسسة الرسالة
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

10= الإكرام:
كقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: 46]
11= التكوين:
وهو الإيجاد عن العدم بسرعة كقوله: {كُن فَيَكُونُ} [البقرة 117، آل عمران 47، 59، الأنعام 73، النحل 40، مريم 35، يس 82، غافر 68]
قال صاحبي: فما العلاقة بين الأمر والتكوين؟
قلت: العلاقة بينهما المشابهة وهي تحتم الوقوع في كل
12= السخرية:
كقوله تعالى: {كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65]
13= الإهانة:
كقوله تعالى: { ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49]
قال صاحبي: ما الفرق بين الإهانة والتسخير؟
قلت: أنا لم أذكر التسخير
قال: ألم تذكر السخرية ؟
قلت: بلى، السخرية وليس التسخير
قال: فقد وقع في عبارة بعضهم التسخير مريدا به السخرية
قلت: نعم، ولكن الصواب السخرية وليس التسخير
قال: فما الفرق بينهما ؟

قلت: السخرية: الهزء كقوله تعالى: {إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ} [هود: 38] وأما التسخير فهو نعمة وإكرام كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم: 32، 33][1]
قال: نعم، فهمت هذا، فأجبني عما سألتك عنه ؟
قلت: وما هو ؟
قال: الفرق بين السخرية والإهانة
قلت: السخرية عبارة عن تكوينهم على جهة التبديل لمن جعلناهم على هذه الصفة {كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: 65] يعني أنهم كانوا على صفة (الإنسانية) فبدلهم إلى صفة أخرى (قردة خاسئين)
وأما الإهانة فعبارة عن تعجيزهم فيما لا يقدرون عليه، كقوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء: 50] أي: أنتم أحقر من ذلك[2]،
ومن المعلوم أن المخاطبين ليس في قدرتهم قلب الأعيان ولا كان النبي صلى الله عليه وسلم ممن يخترع ويسخر؛ فعُلِمَ أن الأمر هنا محمول على التعجيز والإهانة أي إنكم لو كنتم حجارة أو حديدا لم تمنعوا من جريان قضاء الله عليكم
وأيضا فعندما يذكر لفظ يدل على الإكرام ويكون المراد ضده فعندئذ يكون هذا الأمر للإهانة[3]
قال: فما الفرق بين السخرية والتكوين ؟
قلت: التكوين: سرعة الوجود عن العدم، وليس فيه انتقال عن حالة إلى حالة
وأما السخرية: ففيها الانتقال إلى حالة ممتهنة؛ إذ هي لغة الذلة والامتهان
14= التعجيز:
كقوله: {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِن مِّثْلِهِ} [البقرة: 23] وقوله: {فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ} [الطور: 34] وقوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء: 50]
قال صاحبي: فما الفرق بين التعجيز والسخرية ؟
قلت: السخرية نوع من التكوين، فإذا قيل: {كُونُواْ قِرَدَةً} فمعناه انقلبوا إليها
وأما التعجيز فإلزامهم بالانقلاب ليظهر عجزهم لا لينقلبوا كما سبق بيانه في قوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء: 50]
قال: قوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء: 50] ليس من باب التعجيز
قلت: ولِمَ ؟
قال: لأن معنى الآية هنا: كونوا بالتوهم والتقدير كذا وكذا
قلت: هيه
قال: وأما التعجيز فيكون حيث يقتضي بالأمر فعل ما لا يقدر عليه المخاطب كقوله تعالى: {قُلْ فَادْرَءُواْ عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ} [آل عمران: 168]
قلت: رده ابن عطية في تفسيره بمثل ذلك فالله أعلم وإن كان يمكن أن يقال: إن الجميع من باب التعجيز ثم يكون مع التعجيز السخرية أو الإهانة أو التحدي ونحو ذلك فليُتَأمل والله أعلم


[1] البحر المحيط 2/ 359.

[2] البحر المحيط 2/ 359.

[3] التحقيقات والتنقيحات لمشهور حسن آل سلمان 166.
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

وأما الإهانة فعبارة عن تعجيزهم فيما يقدرون عليه، كقوله تعالى: {قُلْ كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} [الإسراء: 50]
نبَّه أحد الإخوة الفضلاء أن الصواب
فيما لا يقدرون عليه
بزيادة (لا) النافية،
قلت: وهو الصواب -إن شاء الله- إذْ هو موافق لما بعد ذلك من قولهم: "ومن المعلوم أن المخاطبين ليس في قدرتهم قلب الأعيان ...الخ" وقد تم تصويبُه في موضعه.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

15-التسوية بين الشيئين:
وذلك في المجموع المركب من (افعلْ أو لا تفعل) كقوله تعالى: {اصْبِرُواْ أَوْ لَا تَصْبِرُواْ} [الطور: 16]
قال صاحبي: هذا يعني أن صيغة (افعل) وحدها لا تقتضي التسوية.
قلت: نعم
قال: فلماذا ذكروها هنا ؟
قلت: لأن المراد استعمالها (أي صيغة افعل) حيث يراد التسوية بالكلام الذي هي فيه.
قال: فما الفرق بين التسوية والإباحة ؟
قلت: الفرق باعتبار حال المخاطَب:
ففي الإباحة: كأن المخاطَب توهم أن الفعل محظور عليه فأذن له في الفعل مع عدم الحرج في الترك
وفي التسوية: كأنه توهم أن أحد الطرفين من الفعل والترك أنفع له فرفع ذلك وسوَّى بينهما[1].
16= الاحتياط:
كقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من النوم فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا" بدليل قوله: "فإنه لا يدري أين باتت يده" أي فلعل يده لاقت نجاسة من بدنه لا يعلمها فيغسلها قبل إدخالها لئلا يفسد الماء.
17= الدعاء أو المسألة:
وهو الطلب من الأدنى للأعلى؛ كقوله تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 89] وقولهم: كن بخير، وعش سعيدا.
18= الالتماس:
وهو الطلب من النظير والمساوي: كقولك لنظيرك: افعل هذا.
19= التمني:
والمستعمل فيه صيغة (افعل) مع (أَلَا) لا صيغة (افعل) وحدها فيَرِدُ عليه ما ورد على التسوية مما استشكله صاحبي، ومثال التمني قوله:
***ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي***​
20= الاحتقار:
كقوله تعالى: {أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ} [يونس: 80] يعني أن السحر وإن عظم شأنه فهو حقير في مقابلة ما يأتي به موسى عليه السلام.
21= الاعتبار والتنبيه:
كقوله تعالى: {قُلْ سِيرُواْ فِي الْأَرْضِ فَانظُرُواْ} [النمل:69]
22= التحسير والتلهيف:
كقوله تعالى: {قُلْ مُوتُواْ بِغَيظِكُمْ} [آل عمران: 19]
23= التصبير:
كقوله تعالى: {فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} [الطارق: 17]
24= الخبر:
كقوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلًا وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا} [التوبة: 82] أي: سيضحكون وسيبكون.
وعكسه:
أي ذكر الخبر مرادا به الأمر كقوله تعالى: {وَالْوالِدَاتِ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ} [البقرة: 233] أي: لترضع الوالدات أولادهن
قال صاحبي: فأيهما أبلغ: ذِكْرُ الأمر مرادا به الخبر، أم ذِكْرُ الخبر مرادا به الأمر؟
قلت: كل موضع يُنظَرُ فيه على حسبه، ولكن على جهة العموم فذكر الخبر مرادا به الأمر أبلغ من عكسه
قال: ولِمَ ؟

__________________________
[1] حاشية الشيخ الهدة السوسي على قرة العين على الورقات 93.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال بعض الأساتذة الفضلاء: أين الأمر هنا
16= الاحتياط:
كقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من النوم فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا" بدليل قوله: "فإنه لا يدري أين باتت يده" أي فلعل يده لاقت نجاسة من بدنه لا يعلمها فيغسلها قبل إدخالها لئلا يفسد الماء.
قلت: هذه ملاحظة دقيقة صحيحة ولكن هكذا ذكره الزركشي في البحر المحيط (2/ 360) ونَسَبَهُ للقفال فنقلته عنه كما ذكره، ولعل مراده الرواية الأخرى ولفظها: "إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يدخلها في وضوئه ، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده". وهي رواية مالك في الموطأ ولم تختلف الرواية عنه كما ذكر ابن عبد البر في التمهيد.
والله أعلم
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال: لَمْ تجِبْني على ما سألتُك عنه؟
قلت: وما هو؟
قال: ولِمَ ؟
قلت: لِذَا !
قال: ما هذا ؟
قلت: بل أنت ما هذا ؟
قال: لا تهزأ بي يا هذا
قلت: لستُ هازئًا، ولكني ما أدري ما تقول
قال: فتريدُ أن أعيد عليك السؤال مرة أخرى ؟
قلت: هذا ما أريد
قال: سألتُكَ أيُّ الأمرَيْنِ أبلغُ: ذِكْرُ الخبرِ مرادًا به الأمر أم ذِكْرُ الأمرِ مرادًا به الخبر؟ فأجَبْتَ بأن ذِكْرَ الخبر مرادًا به الأمر أبلغُ على وجه العموم، وإن كان قد يتخلف في بعض المواضع لقيام القرينة على أنه غير مراد، فسألتك: ولِمَ كان ذِكْرُ الخبر مرادا به الأمر أبلغ مِنْ عكسه؟ وهذا ما أريد الجواب عنه.
قلت: نعم نعم، ولِمَ ؟
فنظَرَ إليَّ نظرَ مَنْ يريد أن يفتك بخصمه
فقلتُ له: هَوِّنْ عليك؛ فأنا أعني أني تذكرتُ (ولِمَ)، ولا أقصدُ إعادة السؤالِ عليك
قال: فأجِبْنِي فقد كدتَ تصيبُني بشلَل
فضحكتُ وقلت: لأن الناطق بالخبر مريدا به الأمر كأنه نزل المأمور به منزلة الواقع
__________________________________________________
26= التحكيم والتفويض:
كقوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ} [طه: 72] وسماه بعضهم: التسليم، وبعضهم الاستبسال، قال: أعلموه أنهم قد استعدوا له بالصبر وأنهم غير تاركين لدينهم.
27= التعجب
كقوله تعالى: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} [الكهف: 26]
28= التكذيب:
كقوله تعالى: {قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]
29= المشورة:
كقوله تعالى: {فَانظُرْ مَاذَا تَرَى} [الصافات: 102]
30= قرب المنزلة:
كقوله تعالى: {ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ} [الأعراف: 49]
31= التحذير والإخبار عما يؤول إليه الأمر:
كقوله تعالى: {تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ} [هود: 65]
32= إرادة الامتثال:
كقولك عند العطش: اسقني ماء
33= إرادة الامتثال لأمر آخر؛
كقوله صلى الله عليه وسلم: "كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل"
34= التخيير:
كقوله تعالى: {فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} [المائدة: 42]
قال: لماذا اكتفى المصنف بأربعة معانٍ تخرج لها صيغة الأمر عن الوجوب مع أنك ذكرت أكثر من ثلاثين معنى؟!
قلت: ...
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قلت: اكتفى المصنف بالمعاني الرئيسية التي يمكن أن تَرِدَ لها الصيغة
قال: ذكرت معانيَ كثيرة تَرِدُ لها صيغة الأمر بمعنى غير الإيجاب فهل في هذا فائدة للفقيه؟
قلت: نعم، بالطبع يفيده.
قال: فما فائدته ؟
قلت: فائدته للفقيه تنزيل ما لم يُحْمَلْ من الأوامر على الإيجاب على وجه من الأمور المغايرة للإيجاب[1].
قال: فهل تأتي صيغة النهي لمعان متعددة كصيغة الأمر؟
قلت: أجل.
قال: فما معانيها
قلت: تأتي صيغة النهي لمعانٍ منها:
1= التحريم وقد سبق، مثاله قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُواْ الزِّنَا} [الإسراء: 32]
2= الكراهة وقد تقدم أيضا، مثاله قوله تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ} [البقرة: 267]
3= الإرشاد: كقوله تعالى: {لَا تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} [المائدة:101]
قال: لماذا كان النهي هنا للإرشاد؟
قلت: لأن المراد: أن الدلالة على الأحوط ترك ذلك
قال: ما قلته فيه نظر والصواب أن النهي هنا للتحريم
قلت: بل الأظهر عندي أأأ
فقاطعني قائلا: (عندك)؟! ومَنْ أنت حتى يكون عندك (عند)؟
قلت: ماذا لقيتُ مِن صاحبٍ سليطِ اللسان!
قال: وهل قلت إلا صوابا ؟
قلت: ألا يمكن أن تَعرِض صوابك بطريقة أمثل من هذي.
قال: وكيف ذلك ؟
قلت: لا عليك، فاسمع جواب مسألتك
قال: هاتِ
قلت: قال العلماء: الأظهر الأول (أي كون النهي للإرشاد)؛ لأن الأشياء التي يَسأل عنها السائلُ لا يَعْرِفُ حين السؤالِ هل تؤدي إلى محذور أو لا؟ ولا تحريم إلا بالتحقق[2].
4= الدعاء: كقوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أّخْطَأْنَا} [البقرة: 286]
5= بيان العاقبة: كقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169]
6= التقليل والاحتقار: كقوله تعالى: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ} [الحجر: 88] أي: فهو قليل حقير بخلاف ما عند الله
7= اليأس: كقوله تعالى: {لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 66]
8= الخبر: مَثَّلَهُ بعضهم بقوله تعالى: {لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33] ولكن بقليل من التأمل نجد أن قوله: {تَنفُذُونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ولو كان مجزوما لحذفت النون فقيل: (لا تنفذوا) فهذا خبر وليس نهيا[3].
9= للتسلية: كقوله تعالى: {وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ} [النحل: 137]
10= للتهديد: كقولك لمن لا يمتثل أمرك: (لا تمتثل أمري)
11= الالتماس: كقولك لنظيرك: (لا تفعل هذا)
12= إباحة الترك: كالنهي بعد الإيجاب على قول من قال: (إن النهي بعد الإيجاب للإباحة) ولكن الراجح خلافه
13= للتصبر: كقوله تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
14= للتسوية: كقوله تعالى: {فَاصْبِرُواْ أَوْ لَا تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ} [الطور: 16]
15= للتحذير: كقوله تعالى: {وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

___________________________________________
[1] شرح الورقات لابن الفركاح 160.
[2] شرح الكوكب المنير للفتوحي 3/ 81 ت. محمد الزحيلي ونزيه حماد ط. مكتبة العبيكان
[3] قال الفتوحي في الكوكب المنير 3/ 81 : "ليس للخبر مثال صحيح ومثله بعضهم بقوله تعالى: {لَا يَمَسُّهُ إلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 79] وهذا المثال إنما هو للخبر بمعنى النهي لا للنهي بمعنى الخبر" ا.هـ
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

العامُّ والخاصُّ
قال المصنف
وَأَمَّا الْعَامُّ: فَهُوَ مَا عَمَّ شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا، مِنْ قَوْلِكَ: عَمَّمْتُ زَيْدًا وَعَمْرًا بِالْعَطَاءِ، وَعَمَّمْتُ جَمِيعَ النَّاسِ بِالْعَطَاءِ​
___________________________________________________
مبحث دلالات الألفاظ من أهم مباحث أصول الفقه ومنه (العامّ والخاصّ) فمن الألفاظ:
- ما لا يدل إلا على فرد معين
- ومنها ما يدل على فرد غير معين
- ومنها ما يدل على أفراد لا حصر لها
فينبغي على الأصولي والفقيه وكل مَنْ يريد أن يستنبط الأحكام الشرعية من أدلتها أن يُعْنَى بدراسته جيدا، فإذا عرفت أن جُلَّ الأحكام الثابتة في الكتاب إنما ثبتت بنصوص عامة وأن أغلب هذه النصوص العامة قد استُثْنِيَتْ حتى صار من قواعدهم: أنه (ما من عامٍّ إلا وقد خُصِّصَ)(1)، (2) عرفت أهمية هذا الباب.
وقد تقدم باب الأمر والنهي وفصلنا القول فيه حسب ما اقتضاه المقام ثم انتقل المصنف إلى هذا الباب (باب العامّ والخاصّ) لنعرف متعلَّق الأمر والنهي، فكل من الأمر والنهي إما أن يتعلق بعامّ وإما أن يتعلق بخاصّ وبدأ بالكلام على العامّ فذكر تعريفه وألفاظه وهل غير العامّ يدل على العموم؟ وذكر في الخاصّ تعريفه وتعريف التخصيص وأقسام التخصيص وأنواع كل قسم.
___________________________________________
(وَ): عاطفة، أو استئنافية
(أَمَّا): حرف تفصيل وتوكيد فيه معنى الشرط
(الْعَامُّ): مبتدأ، وهو من جملة الجواب كما سبق في نظائره.
(فَـ): فاء الجزاء واقعة في جواب (أما) وهي مزحلقة عن مكانها، وأصل دخولها على المبتدإ (العامّ) فزُحْلِقَتْ إلى جملة الخبر للفصل بينها وبين أما، وأصل الكلام (ومهما يكن من شيء فالعامُّ هو ...) فحذف الشرط وفعله ونابت عنهما (أمَّا) فصار (وأما فالعامُّ هو ...) فزحلقت الفاء من المبتدإ إلى الخبر لِضَرْبٍ مِنْ إصلاح اللفظ.
(هُوَ): مبتدأ
(مَا): خبر، وهي معرفة تامة خاصة بمعنى (اللفظ) بدليل قوله الآتي: "والعموم من صفات النطق"
وجملة (هو ما ..) من المبتدإ والخبر وما تعلق بهما في محل رفع خبر المبتدإ (العامُّ)
وجملة (العامّ هو ما ..) من المبتدإ والخبر جواب (أمّا) على مذهب سيبويه وأَحَدِ قولَيِ الفارسي، أو جواب (مهما) على قوله الآخر، أو جوابهما معا على مذهب الأخفش كما تقدم
وجملة (أما العامُّ فهو ..) لا محل لها من الإعراب معطوفة على قوله: "فأما أقسام الكلام" أي: فأما أقسام الكلام فكذا، والأمر كذا والنهي كذا وأما العامُّ فكذا... الخ، أو استئنافية
(عَمَّ): فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود على (ما) والجملة صفة لـ (ما)
(شَيْئَيْنِ): مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى
(فَـ): عاطفة
(صَاعِدًا): حال حُذِفَ عاملها وصاحبها والتقدير: (فذهب المدلول صاعدا) أي مرتفعا إلى أكثر من اثنين، فعاملها (ذهب) وصاحبها (المدلول)
(مِنْ): حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب
(قَوْلِكَ): (قول) اسم مجرور بـ (مِنْ) وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف والتقدير: (وهو مأخوذ من قولك عممت زيدا... الخ) فـ (هو) مبتدأ و(مأخوذ) خبر وهو الذي تعلق به الظرف
و(قول) مضاف والكاف ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه
(عَمَّمْتُ): (عمَّم) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والأصح أنه مبني على فتح مقدر، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل
(زَيْدًا): مفعول به
(وَ): عاطفة
(عَمْرًا): معطوف على (زيدا)
(بِالْعَطَاءِ): متعلق بـ (عممت)
(وَ): عاطفة
(عَمَّمْتُ): فعل وفاعل
(جَمِيعَ): مفعول به، وهو مضاف
(النَّاسِ): مضاف إليه
(بِالْعَطَاءِ): متعلق بـ (عمَّمْتُ)

__________________________________________
(1) التحقيقات والتنقيحات السلفيات على متن الورقات 169 مشهور حسن آل سلمان، وشرح الورقات لعبد الله الفوزان 56.
(2) ينسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: " ليس في القرآن عامّ إلا مخصَّص إلا قوله تعالى: {وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]" فهذا كلام مشهور على أنه أثر من الآثار ونُسِب إلى ابن عباس رضي الله عنهما ولكن لا يصح ذلك كما ذكره الشيخ مشهور في (التحقيقات والتنقيحات) 196، وقال أيضا في تعليقه على الموافقات 3/ 309: "لم أظفر به وهو من كلام الأصوليين وليس بمُسَلَّمٍ لهم" ونقل عن ابن تيمية تضعيفه في كلام جيد فراجعه انظر التحقيقات والتنقيحات السلفيات ص197.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

المعنى:
ذكر المصنف هنا تعريف (العامّ) فذكر أنه: ما عمّ أي شمل شيئين فصاعدا كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون: 1] فلفظ {المؤمنون} عامٌّ لأنه يدل على أكثر من اثنين،
وقوله: "فصاعدا" هو معنى قول الشراح: (من غير حصر) والمراد بهما إخراج ألفاظ العدد مثل: ثلاثة ومائة وأَلْف، فإنها تدل على أكثر من اثنين لكن ليس (فصاعدا) ولا من غير حصر.
فالفرق بين ألفاظ العدد والعامّ أن كلا منهما يدل على الكثرة لكن أسماء العدد تدل على كثرة محصورة بعدد معين فـ (أَلْف) مثلا اسم عدد يدل على كثرة لكنها كثرة محصورة في هذا العدد لا تتجاوزه.
أما العامّ فإنه للاستغراق والشمول فلفظ {المؤمنون} في الآية يشمل كل مؤمن فليس خاصا بمؤمن دون مؤمن بل كل من صَدَقَ عليه وصف الإيمان فهو داخل في هذا اللفظ {المؤمنون} من غير حصر
ثم ذكر المصنف :
- مثالا للعامِّ الذي يشمل شيئين وهو: "عمَّمْتُ زيدا وعمرا بالعطاء"
- ومثالا للعام الذي يتناول جميع الجنس وهو: "عمَّمْتُ جميع الناس بالعطاء".​
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

(قال صاحبي)
قال: لماذا سمي (العامّ) بهذا الاسم ؟
قلت: لأنه يدل على الكثرة؛ فأصل العموم في اللغة الكثرة يقال: عَمَّ الجرادُ البلادَ أي: كَثُرَ.
واللفظ العامُّ لما كثرت الأفراد التي يدل عليها سُمي عامًّا، وهذا معنى قوله: "مِنْ قوله: عممت زيدا وعمرا بالعطاء وعممت جميع الناس بالعطاء"[1].
قال: ما نوع (أل) في قوله: "العامّ"؟
قلت: للعهد الذكري
قال: تعني أن (العامَّ) تقدم ذكره في الكلام
قلت: نعم
قال: فأين ذلك؟
قلت: في قوله: "وأبواب أصول الفقه: أقسام الكلام، والأمر والنهي، والعامُّ والخاصُّ، والمجمل والمبين ...الخ"
قال: لماذا تضع الشدة دائما على (العامّ)؟
قلت: لأنه هكذا ينبغي أن يقرأ
قال: أليس (العامُّ) مأخوذًا من قولهم (عَمَّهُمُ الأمرُ يَعُمُّهُم) أي شملهم فهو (عامٌّ)؟
قلت: بلى
قال: فهو مصدر للفعل (عَمّ)
قلت: لا
قال: ولِمَ ؟ أليس المشهور في كتب الصرفيين أن المصدر يأتي ثالثا في تصريف الفعل؟ و(عامّ) هنا قد جاء ثالثا: (عمَّهم يعمُّهم فهو عامٌّ)
فضحكت وقلت:
= لِمَا يأتي
= بلى
= لا، بل هذه من كِيسِك
فأطرق قليلا ثم نظر إليَّ شزرا، ثم لأعلى، وأصغى لِيتًا ورفع لِيتًا[2] ثم نظر لأسفل ثم يمينا فشمالا كفعل المتحيِّر ثم قال: ما هذا؟ ماذا تقول؟
قلت: هذه أجوبة سؤالاتك
قال: أين هذه الأجوبة ؟
قلت: أما قولك: "ولِمَ ؟" فجوابه: لِمَا يأتي
وأما قولك: "أليس المشهور في كتب الصرفيين أن المصدر يأتي ثالثا في تصريف الفعل؟" فجوابه: بلى
وأما قولك: "و(عامّ) هنا قد جاء ثالثا: (عمَّهم يعمُّهم فهو عامٌّ)" فجوابه: لا، بل هذه من كيسك
فسكتَ
فقلت: اعلم أن الفعل (عَمّ) مضعف أصله (عَمَمَ)، وبابه (نَصَرَ) ثم أدغمت الميم الأولى في الثانية فصار (عَمَّ)
قال: لماذا أدغمت الميم الأولى في الثانية مع أن الأولى متحركة؟
قلت: لأنهم أرادوا التخفيف
قال: تخفيف ماذا ؟
قلت: تخفيف تكرار الحرف (عَمَمَ) فالحرف المكرر هنا هو الميم وفي تكراره نوع ثقل فأرادوا المبالغة في التخفيف فسكَّنوا الحرف الأول من المِثلِين ثم أدغموه في الثاني منهما فبالإدغام صار الحرفان كالحرف الواحد فيخف على اللسان.
قال:ما هما المِثلان ؟
قلت: الحرف إذا تكرر سُمِّيَ هو ومكرره مثليْن كالميمين هنا.
قال: تعني بقولك: "أرادوا التخفيف" أنهم تارة يقولون (عَمَّ) وتارة يقولون (عمَمَ)
قلت: أأأ
فبادرني قائلا: نعم هذا ما تقصده، بدليل قولهم: "العَمَمُ" أي العامَّةُ
قلت: لا، أنا ما قصدت هذا؛ لأن الإدغام في (عَمَّ) واجب فلا تراهم أبدا يقولون: (عَمَمَ الأمرُ) بفك الإدغام.
قال: ألم يقولوا: (العَمَمُ) ؟
قلت: بلى، فـ (العَمَمُ) اسم جنس بمعنى العامَّةُ، والإدغام فيه ممتنع.
قال: فَهُمْ لا يقولون (عَمَمَ الأمرُ) بفك الإدغام أبدا
قلت: نعم
قال: ولِمَ ؟
قلت: لأن الإدغام هنا واجب
فأطرق هنيهة ثم قال:واجب ؟!
قلت: نعم، واجب.
قال: وهو ما زال متعجبا: تعني أن من قال: (عَمَّ الأمرُ) استحق الثواب ومن قال: (عَمَمَ الأمرُ) استحق العقاب؟!
فضحكت وسكتُّ
قال: ألم تذكر فيما سبق أن الواجب: ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه
فازددت ضحكا حتى بكت عيناي من كثرة الضحك، فحاولت أن أُنَهْنِهَ نفسي أو أَكُفَّها عن هذا الضحك الشديد فإنه مما لا ينبغي لطالب العلم
فإذا به يقول: لماذا تضحك هكذا ألم تزعم مرارا أن العلوم متداخلة وكل علم تتعلمه يفيدك في فهم غيره من العلوم
فلم أستفق إلا وأنا مستلقٍ على ظهري من كثرة الضحك.

__________________________________________
[1] شرح الورقات لابن الفركاح 162.
[2] (أصغى): أي أَمَـالَ ، و(لِيتًا) - بكسر اللام وآخره مثناه فوقية – هو صفحة العنق أي جانبه، وفي الحديث: "ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا" [صحيح: رواه مسلم (2940)]
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

حتى إذا انتهيت مما أنا فيه
قلت له: العلوم متداخلة لكن ليس بهذه الطريقة بل معنى ذلك أنك قد تقرأ في الأصول مثلا في شرح تعريفٍ مَّا أن هذه الكلمة (جنس) وهذه الأخرى (فصل) وهكذا فهنا يفيدك علم المنطق في فهم معاني هذه المصطلحات، فهذا هو التداخل بين العلوم لا أن تأخذ مصطلحات علم فتطبقها في علم آخر ثم تقول العلوم متداخلة.
فسكتَ خجلا
فأكملت قائلا: إذا تحققت ذلك عرفت أن الواجب عند الأصوليين ليس هو الواجب عند الصرفيين كما أن الفاعل عند النحاة ليس هو الفاعل عند الفقهاء وهكذا
قال: نعم، فهمت هذا
قلت: أنسيتنا ما كنا فيه
قال: كنت تقول: الإدغام في (عَمَمَ) واجب
قلت: نعم
قال: هل الوجوب الصرفي هنا لأن الحرف هو الميم أم باقي الحروف مثله؟
قلت: بل باقي الحروف مثله إلا الألِف فالقاعدة: أنه إذا اجتمع مِثْلانِ في كلمة واحدة وكانا متحركيْنِ مثل (عَمَمَ – رَدَدَ ) ولم يكونا في أول الكلمة وجب تسكين الأول ثم إدغامه في الثاني فيصير في المثالين السابقين (عمّ – ردّ) وجوبا
أما إن وقع المثلان في كلمتين كالراءين في قولك: (شهـــــر رمضان) أو وقعا في أول الكلمة كالدالين في نحو: (دَدَن) وهو: اللهو، امتنع الإدغام.
قال: نعم، فهمت هذا، ولكني لم أفهم كيف يكون الإدغام واجبا في (عَمَّ) وممتنعا في (العَمَمِ)؟!
قلت: أما كونه واجبا في قولهم: (عَمَّ الأمرُ) فقد حدثتُكَ عنه آنفا، وقد زعمتَ أنك فهمتَهُ.
قال: نعم.
قلت: وأما كونه ممتنعا في (العَمَمِ) بمعنى (العامَّة) فلأنه اسم على وزن (فَعَل) بفتحتين كـ (طَلَل) وهذا يمتنع فيه الإدغام؛ فإن المثلين إذا وقعا متحركين معا وجب إدغامهما بأحد عشر شرطا راجعها في مظانها[1] ومنها كما قَدَّمْتُ لك: ألا يكونا في اسم على وزن (فَعَل) بفتح الفاء والعين، فإن وقعا في اسم هذه صفته امتنع الإدغام نحو (طَلَل) وكذا (العَمَم) بمعنى العامَّة
قال: نعم، فهمت هذا أيضا
قلت: الحمد لله
قال: بقي الجواب عن قولي: أليس المشهور في كتب الصرفيين أن المصدر يأتي ثالثا في تصريف الفعل (عمَّهم يعُمُّهم فهو عامٌّ)؟
قلت: نعم، بقي الجواب عن هذه، وتصريفُها هكذا: (عَمَّهُمُ الأمرُ يعُمُّهُمْ عُمُومًا) أي شملهم، فهو (عامٌّ)
قال: فـ (عامّ) لم يأت ثالثا في تصريف الفعل؟
قلت: نعم.
قال: إذن فهو ليس مصدرا للفعل (عَمَّ)؟
قلت: نعم
قال: فما هو إذن ؟
قلت: اسم فاعل
ثم قال:قلتَ: "(ما) هنا معرفة تامة خاصة بمعنى (اللفظ) بدليل قوله الآتي: "والعموم من صفات النطق". فلو وضحتَ أكثر
قلت: المصنف ذكر فيما يأتي أن العموم (=العام) من صفات (النطق) أي (المنطوق به وهو اللفظ)، حيث قال: "والعموم من صفات النطق ولا تجوز دعوى العموم في غيره من الفعل وما يجري مجراه". فلهذا فسرتُ (ما) في قوله: "والعامُّ (ما) عم شيئين فصاعدا ... الخ" بـ (اللفظ)
قال: نعم، فهمت هذا أيضا
ثم قال: المصنف ذكر أن العامَّ هو: "ما عَمَّ شيئينِ فصاعدا"
قلت: نعم
قال: فهذا التعريف يَصْدُقُ على لفظ (كثير)، ويصدق أيضا على (جموع الكثرة) ولا عموم فيها بل هي من باب الخاصّ نحو: (رجال)، فإذا قلت: (عندي رجال) فإنه لا يتناول كل رجل؛ لأن (رجال) نكرة في سياق الإثبات فلا تعُمّ.
قلت: نعم، ما ذكرتَه صحيح، ولكن هذا التعريف مناسب جدا للمبتديء المقصود بهذا الكتاب، هذه واحدة[2].
وأخرى: أن هذا الاعتراض إنما يتجه إذا ثبت أن المصنف يقول إن جموع الكثرة من باب الخاصّ، لكن لَعَلَّه يرى قول من يقول: إنها واسطة بين العامّ والخاصّ وهذا هو ظاهر تعريفه للعامِّ والخاصِّ فتأمل[3].
ثم اعلم أن النكرة في سياق الإثبات قد تَعُمّ أيضا.

____________________________________________________
[1] انظر شذا العرف في فن الصرف للحملاوي 224- 225 ط. دار الكيان بالرياض، وشروح الشافية فانظر منها مثلا المناهل الصافية إلى كشف معاني الشافية للطف الله بن محمد الغياث 2/ 323 وما بعدها، تحقيق د. عبد الرحمن محمد شاهين الناشر مكتبة الشباب
[2] قال الشيخ عبد الحميد بن خليوي الرفاعي: "هذا هو تعريف العامّ وهو تعريف سهل يناسب المبتدئ لكن الأصوليين عفا الله عنهم عندهم تدقيق زائد على التعريفات فلا يكاد يسلم عندهم تعريف من النقض والاعتراض وهذا راجع إلى التأثر بعلم المنطق. والمناطقة قد أدخلوا هذه التدقيقات والمماحكات في غالب العلوم ولم تكن هذه طريقة السلف في التفقه في الدين ..." ثم قال: "وتعريفه للعامّ ينسجم تماما مع هذا الخط النافع للمبتدئ في هذا العلم الجليل فليقتصر عليه" ا.هـ الشرح الوسيط على الورقات 68 ط. دار الصميعي
[3] حاشية السوسي على قرة العين 102 بتصرف يسير.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

وجزاكم أخي الكريم
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال المصنف:
وَأَلْفَاظُهُ أَرْبَعَةٌ:
- الِاسْمُ الْوَاحِدُ الْمُعَرَّفُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ.
- وَاسْمُ الْجَمْعِ الْمُعَرَّفُ بِاللَّامِ.
- وَالْأَسْمَاءُ الْمُبْهَمَةُ: كَـ (مَنْ) فِيمَنْ يَعْقِلُ، وَ (مَا) فِيمَا لَا يَعْقِلُ، وَ (أَيُّ) فِي الْجَمِيعِ، وَ (أَيْنَ) فِي الْمَكَانِ، وَ (مَتَى) فِي الزَّمَانِ، وَ (مَا) فِي الِاسْتِفْهَامِ وَالْجَزَاءِ وَغَيْرِهِ، وَ (لَا) فِي النَّكِرَاتِ.
_______________________________________
(وَ): استئنافية
(أَلْفَاظُهُ): (ألفاظ) مبتدأ، ومضاف، و(الهاء) ضمير الغائب مبني على الضم في محل جر مضاف إليه
(أَرْبَعَةٌ): خبر
(الِاسْمُ): بدل من (أربعة) بدل بعض من كل أو بدل مفصل من مجمل وبدل المرفوع مرفوع،
أو خبر لمبتدإ محذوف والتقدير: أحدها الاسم،
أو مبتدأ والخبر محذوف أي: الاسم أحدها.
(الْوَاحِدُ): نعت لـ (الاسم)
(الْمُعَرَّفُ): نعت ثان لـ (الاسم)
(بـِ): حرف جر
(الْأَلِفِ): اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة الظاهرة والجار والمجرور متعلقان بـ (الـمُعَرَّف)
(وَ): حرف عطف
(اللَّامِ): معطوف على (الألف)
(وَ): عاطفة
(اسْمُ): معطوف على (الاسم الواحد)، و(اسم) مضاف
(الْجَمْعِ): مضاف إليه
(الْمُعَرَّفُ): نعت لـ (اسم)
(بِاللَّامِ): الجار والمجرور متعلق بـ (المُعَرَّف)
(وَ): عاطفة
(الْأَسْمَاءُ): معطوف على (الاسم الواحد)
(الْمُبْهَمَةُ): نعت لـ (الأسماء)
(كَـ): جرف جر
(مَنْ): مقصود لفظه، اسم مبني على الحكاية في محل جر بالكاف.
والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف والتقدير: وذلك كائن كـ (مَنْ)،
أو أن الجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت ثان لـ (الألفاظ) والتقدير: (الألفاظ المبهمة الكائنة كمَنْ) ولعل هذا الوجه الثاني أولى من الأول لقلة التقدير
(فِيمَنْ): (في) حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(مَنْ) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بـ (في) والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من (مَنْ)
(يَعْقِلُ): فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره (هو) يعود على (مَنْ) من قوله: (فِيمَنْ)
والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (مَنْ)
(وَ (مَا) فِيمَا لَا يَعْقِلُ): (لا) مِنْ قوله (لا يعقل) نافية وإعراب الباقي كما سبق
(وَ(أَيُّ) فِي الْجَمِيعِ، وَ(أَيْنَ) فِي الْمَكَانِ، وَ(مَتَى) فِي الزَّمَانِ، وَ(مَا) فِي الِاسْتِفْهَامِ): إعرابه كما سبق، يعني أن (أيّ) و(أين)، و(متى)، و(ما) ألفاظ مقصود لفظها مبنية على الحكاية معطوفة على (مَنْ)
(وَ): عاطفة
(الْجَزَاءِ): معطوف على (الاستفهام)
(وَ): عاطفة
(غَيْرِهِ): معطوف على الاستفهام والجزاء بتقدير (المذكور) و(غير) مضاف والهاء ضمير الغائب مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه، وهو يعود على (المذكور) المفهوم من الكلام أي: وغير المذكور.
(وَ(لَا) فِي النَّكِرَاتِ): إعرابه كما سبق
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

المعنى:


كما أن للواجب صيغة هي (افْعَلْ) وللنهي صيغة هي (لا تَفْعَلْ) فكذا العامُّ له صيغة ويدل على هذه الصيغة ألفاظٌ تسمى (ألفاظ العامّ) وقد حصرها المصنف في أربعة ألفاظ:


الأول: الاسم المفرد المُعَرَّف بـ (أل) الجنسية وليس العهدية نحو قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ والسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا} [المائدة: 38] فـ {السَّارِق} اسم مفرد معرَّف بـ (أل) الجنسية فيَعُمُّ أي: وكلُّ سارق وكل سارقة فاقطعوا أيديهما


الثاني: الجمع المُعَرَّف بـ (أل) الجنسية أيضا كقوله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 28] فـ (المؤمنون) و(الكافرين) جمع معرف بـ (أل) الجنسية فَيَعُمّ.


الثالث: الأسماء المبهمة: أي: التي أُبهِمَ المراد بها فلا يظهر معناها إلا في غيرها، وقال الشيرازي في شرح اللمع: "هي التي يسميها النحويون الأسماء الناقصة التي لا تتم إلا بصِلاتٍ ورواجع"[1] وهي سبعة أنواع:


1- (مَنْ) فيمن يَعْلَم: وهذه قد تكون موصولة أو شرطية أو استفهامية فـ:


أ‌- (مَنْ) الموصولة
كقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]
فكلمة (مَنْ) هنا اسم موصول فتعم.


ب‌- و(مَنْ) الشرطية
كقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ } [الزلزلة: 7]


ت‌- و(مَنْ) الاستفهامية
كقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245]​


2- (ما) فيما لا يعقل: يعني إذا كانت اسما، وهذه تكون أيضا موصولة وشرطية واستفهامية فـ:


أ- (ما) الموصولة كقوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284]


ب- و(ما) الشرطية كقوله تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} [البقرة: 197]


ت- و(ما) الاستفهامية كقوله تعالى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} [طه: 17]


3- (أيّ) في الجميع: أي فيمن يعلم وفيمن لا يعلم نحو: (أيّ عبدٍ جاءني من عبيدي فهو حرٌّ) فأيهم جاء عتق، ونحو: (أيّ الأشياء أردتَ أعطيتك) فهذا عامٌّ في جميع ما يملك.


4- (أين) في المكان: وهذه تكون شرطية واستفهامية فـ :
أ‌- (أين) الشرطية كقوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء: 78]
ب‌- و(أين) الاستفهامية كقوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ } [التكوير: 26]​


5- (متى) في الزمان: كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [يونس: 48]، و[الأنبياء: 38]، و[النمل: 71]، و[سبأ: 29]، و[يس: 48]، و[الملك: 25]


6- (ما) في الاستفهام والجزاء وغير ذلك: يعني أن (ما) تفيد العموم إذا كان مرادا بها الاستفهام أو الجزاء أي الشرط وغيرهما مما تَرِدُ فيه (ما) بشرط أن تكون اسما لا حرفا، وقد تقدمت أمثلة ذلك


7- (لا) في النكرات وهذه يعبر عنها العلماء بقولهم: (النكرة في سياق النفي تفيد العموم) ومثل النفي ما شابهه وهو النهي والاستفهام والشرط:
- النكرة في سياق النفي نحو: (لا إله إلا الله)
فكلمة (إله) نكرة في سياق النفي فتعم كل إله
- النكرة في سياق النهي نحو: (لا تأكل لحما)
فكلمة (لحما) نكرة في سياق النهي فتعم كل لحم
سواء كان لحم بقر أو غنم أو لحم طير أو غير ذلك
وتعم أيضا السمك فإن الله سماه لحما طريا فيدخل في النهي
- النكرة في سياق الشرط نحو: (مَنْ يفعلْ خيرا يُجْزَ به)
فكلمة (خيرا) نكرة في سياق الشرط فيعم كل ما يفعله المرء من الخير مهما صغر
ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْقٍ، أو إماطة الأذى عن الطريق وغير ذلك.​

_______________________________________________________________


[1] شرح اللمع في أصول الفقه للشيرازي 1/ 306 ت. عبد المجيد تركي ط. دار الغرب الإسلامي، والمراد بـ (الرواجع) الضمائر التي تعود على الأسماء المبهمة فتبين المراد بها من حيث الإفراد والتذكير والعقل وفروعها
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

[قال صاحبي]
قال: ما معنى أن العامّ له صيغة ؟
قلت: يعنى أن هذه الصيغة التي للعامّ تكون حقيقة فيه مجازا في غيره.
فعند قراءتك نصًّا ما ووجدت إحدى ألفاظ العموم عَرَفْتَ دلالةَ هذه اللفظة على المعنى الذي تدل عليه وأنها تشمل جميع أفراده، ولا يقال إنها تدل على معنى خاص إلا بقرينة.
وهذا يفيدك عند التعارض أو المناظرة ونحو ذلك؛ إذ يمكنك الترجيح بأن هذه الصيغة من صيغ العموم وأنها حقيقة فيه والحقيقة مقدمة على المجاز
قال: قلتَ في قوله: "وألفاظه أربعة الاسم الواحد ...الخ": (الاسم) بدل من (أربعة) بدل بعض من كل.
قلت: نعم
قال: كيف يصح ذلك وهو (أي الاسم) لا يشتمل على ضمير يعود على المبدل منه (أربعة)؟
قلت: اشتراط الضمير في بدل (بعض من كل) غالب لا لازم، قال الكفراوي: الجواب أن محل ذلك إذا لم تُسْتَوْفَ الأجزاء فإن استوفيت كما هنا فلا يحتاج إليه، أو أن الضمير مقدر تقديره الاسم منها(1).
قال: على أي شيء يعود الضمير في (ألفاظه) من قوله : "وألفاظه أربعة".
قلت: يعود على العموم المفهوم من العامّ. أو يعود على (العامّ).
قال: فما نوع الإضافة في قوله :( ألفاظه) ؟
قلت: الإضافة هنا بيانية
قال: ما معناها ؟
قلت: قد تقدم معناها
قال: فأعده عليّ من فضلك فقد نسيته
قلت:لا بأس، سأنقل لك ما تقدم وهو كالآتي:
ضابطها: أن يصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف
فإذا قلت: (سوق زيد) لم تكن الإضافة بيانية إذ لا يصح أن تقول: (السوق زيد) أو (السوق هو زيد) فتجعل المضاف إليه خبرا عن المضاف
أما إذا قلت: (دين الإسلام) مثلا فيصح أن تقول: (دين هو الإسلام) فتخبر عن المضاف بالمضاف إليه فلهذا نقول الإضافة في (دين الإسلام) بيانية
قلت: وأزيدك هنا شيئا على ما سبق
قال: هيه
قلت: الجمهور على أنه إن صلح تقدير الإضافة بـ (مِنْ) فالإضافة بيانية وإلا فلامية
فإذا قلت: (سوق زيد) جاز أن تقدرها لامية فتقول: سوقٌ لزيد؛ فالإضافة لامية
أما إذا قلت: (ثوبُ حريرٍ) فالإضافة بيانية لأنها تُقَدَّرُ بـ (مِنْ) فتقول: (ثوب من حرير) وهنا يجوز أن تقول: (ألفاظٌ مِنَ العامِّ) فتكون بيانية كما ذكر الدمياطي في حاشيته
ويجوز أن تقدر (ألفاظٌ للعامّ) فتكون الإضافة لامية، وهذا أولى مما ذكره الدمياطي، فتأمل.

_________________________________________
(1) شرح الكفراوي على الآجرومية مع حاشية إسماعيل الحامدي (10)
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال: أَعْلَمُ أن (الألف واللام) تنقسم إلى مُعَرِّفة وعهدية وجنسية فما الفرق بينها؟
قلت: مَنْ أعلمك هذا ؟
قال: أنا أعلمه
قلت له: فاعلم أن (أل) تنقسم إلى زائدة ومُعَرِّفة، وتنقسم (أل) المُعَرِّفة إلى عهدية وجنسية
قال: تعني أن (الألف واللام) المُعَرِّفة ليست قسيمة للعهدية والجنسة
قلت: نعم
قال: فما الفرق بين (الألف واللام) المُعَرِّفة العهدية و(الألف واللام) المُعَرِّفة الجنسية؟
قلت: الحديث عن (أل) العهدية والاستغراقية من وجهين:
الأول – (أل) العهدية، وهذه تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- (أل) للعهد الذِّكْرِي: وذلك إذا كان ما دخلت عليه (أل) قد تقدم ذكره في الكلام نحو: (اشتريت فرسا ثم بعتُ الفرس)

2- (أل) للعهد الذهني: وذلك إذا كان ما دخلت عليه (أل) معهودا ذهنا فينصرف الفكر إليه بمجرد النطق به نحو (جاء القاضي) إذا كان بينك وبين مخاطَبِكَ عهد في قاضٍ خاص

3- (أل) للعهد الحضوري: وذلك إذا كان ما دخلت عليه ( أل) حاضرا نحو: (خذ الكتاب) أي هذا الكتاب الحاضر، و(اركب الفرس) أي هذا الفرس الحاضر، و(جئت اليوم) أي هذا اليوم الحاضر الذي نحن فيه.
وقد أدرج كثير من النحاة هذا النوع (أي العهد الحضوري) في (العهد الذهني)

الثاني – (أل) الجنسية، وهذه نوعان:

1- (أل) لبيان الحقيقة والماهية: وهي التي تبين حقيقة الجنس وماهيته بقطع النظر عن أفراده نحو: (الرجل أفضل من المرأة) أي جنس الرجل أفضل من جنس المرأة،
وهذه لا يصح حلول لفظ (كل) محلها فلا يصح أن تقول: (كل رجل أفضل من كل امرأة)
2- (أل) للاستغراق: وهي المرادة هنا ولها علامات منها:
- أن يصح حلول لفظ (كل) محلها كقوله تعالى: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] فيصح أن تقول في غير القرآن: وخلق كل إنسان ضعيفا.

- أن يصح الاستثناء منها كقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر: 1 - 3] فـ (أل) في {الْإِنسَان} للاستغراق للاستثناء منها {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}

- أن يصح وصفها بالجمع كقوله تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ } [النور: 31] فـ (أل) في (الطِّفْل) للاستغراق لوصفها بجمعٍ (الذين)

قال: لماذا اقتصرت على (الألف واللام) الجنسية دون العهدية؟
قلت: اقتصرتُ على (أل) الجنسية لأنها تفيد الشمول والاستغراق كما سبق وأما العهدية فلا تفيد ذلك
قال: بل (الألف واللام) العهدية تفيد الشمول والاستغراق أيضا
قلت متعجبا: وكيف ذلك ؟
قال: قد قَدَرْتَ على الجواب فأخبرني لماذا تقول (أل) ولا تقول (الألف والام)؟
قلت: للقاعدة وهي: (أن ما كان على حرف واحد يعبر عنه باسمه (كالباء واللام والكاف ...الخ) وما كان على حروف يعبر عنه بمسماه كـ: (قد) و(إذ) و(أل) فلماذا تعبر عن (قد) بمسماها (قد) ولا تقول (القاف والدال)، ثم تخالف القاعدة عند (أل) فتعبر عنها باسمها (الألف واللام) ولا تعبر عنها بمسماها (أل)
قال: فالصواب أن نقول: (أل) لا أن نقول (الألف واللام)
قلت: نعم
ثم سكتُّ منتظرا أن يتكلم هو، وسكتَ هو منتظرا أن أتكلم أنا، ثم تكلــمنا سويا قائــلَيْنِ: لماذا لا تتكلم؟
ثم سكــتنا معا، ثم تكلــمنا معا قائــلَيْنِ: تكلمْ أنت
فأشرتُ له أن كُفَّ عن الكلام
فسكتَ
فقلتُ له: تكلمْ أنت
قال: ليس عندي شيء أتحدث عنه الآن فتكلمْ أنت
قلت: سبحان الله! ألم تقل: (قد قَدَرْتَ على الجواب فأخبرني ...) وها أنا ذا قد أخبرتك بما سألتَ عنه وبقي عليك أن تذكر الجواب
قال: جواب ماذا ؟
فضحكت وقلتُ له: لا بد للطالب الجادّ أن يكون متيقظا
قال: فأنا متيقظ منذ ساعتين أو أكثر
قلتُ: يا أخي لا أقصد مستيقظا بل متيقظا يعني على الطالب الجادّ أن يكون منتبها واعيا حريصا على العلم وأن يُقْبِلَ على الدرس بقلبه وعقله وجوارحه حتى يستفيد مما يسمعه ويقرأه.
أما إذا كان الطالب متيقظا بالمعنى الذي فهمتَه أو كان غير حريص على الفائدة أو كان مشتت الذهن مشغولا بأعراض الدنيا فأنَّى يستفيد من العلم شيئا هيهات هيهات، إنك لو أعطيتَ العلمَ كلَّكَ أعطاك بعضه، فكيف إذا أعطيتَهُ بعضَكَ؟! فكيف إذا أعطيتَه بعضَك وأنت مشتت الذهن مشغولا؟!
قال: لقد أَنَّبْتَني وأَنْبَهْتَني، فما كان سؤالك؟
قلتُ: ذكرتُ لك أن اللام الجنسية تفيد الشمول والاستغراق دون العهدية، فاعترضتَ بأن العهدية تفيد الشمول والاستغراق أيضا فكيف ذلك؟
قال: ألستَ تقرأُ القرآن ؟
قلتُ: بلى
قال: ألست تقرأ قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} [ص: 71 - 73]
قلتُ: بلى، فكان ماذا ؟
قال: جاء لفظ الملائكة في موضعين:
الأول - قوله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ} و(أل) فيه للعهد الذهني
والثاني – قوله تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} و(أل) فيه للعهد الذكري، أليس كذلك؟
قلتُ: بلى
قال: و(الملائكة) جمع ملَك فهو جمع دخلت عليه (أل) العهدية وهو عامٌّ يشمل جميع الملائكة من غير استثناء
قلتُ: نعم
قال: فهذا يدل على أن (أل) العهدية تدل على الشمول والاستغراق كالجنسية
فقلتُ: آآآآآآآآآآآآآآآآآه، كأنك فهمت هذا من الآية
قال: لماذاتقول آآآآآآآآآآآآآآآآآآه متوجعا
قلت: نعم، متوجعٌ من فهمك، فهل فهمت هذا من الآية؟
قال: نعم، فالآية صريحة في الدلالة عليه
قلتُ: لا، ليست صريحة في الدلالة على ما تريد من إفادة (أل) العهدية معنى الشمول والاستغراق، وقد أحسنت إذْ نَبَّهْتَني لهذا؛ فهذا موضع قد يلتبس على بعضهم.
قال: فما تقول في هذا وما جوابك عن هذه الآية وأمثالها مما فيه دلالة على أن (أل) العهدية تدل على الشمول والاستغراق
قلتُ: الجواب ببساطة أن المعرف بـ (أل) العهدية يكون عمومه وخصوصه بحسب المعهود:
= فإن كان المعهود عامًّا كان اللفظُ المعرَّفُ بـ (أل) العهدية عامّا كالآية التي ذكرْتَها.
= وإن كان المعهود خاصًّا كان اللفظُ المُعَرَّفُ بـ (أل) العهدية خاصًّا: كقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} [المزمل: 15، 16] فـ (أل) في {الرسول} من قوله تعالى: { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} للعهد الذِّكْري ولفظ (الرسول) مفرد مُعَرَّفٌ بـ (أل) العهدية ولا يدل إلا على واحد فقط
ومنه قوله تعالى: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ} [النور: 35] فـ {الْمِصْبَاحُ} في الآية مفرد دخلت عليه (أل) العهدية ولا يشمل كل مصباح بل مصباح واحد وهو المذكور سابقا الذي هو في المشكاة، وكذلك قوله: {الزُّجَاجَةُ}
قال: نعم، ظهر الفَرْقُ الآن جَلِيًّا فجزاك الله خيرا
قلتُ: وجزاك

_______________________________________
[1] انظر حاشية الشيخ عبد الله العشماوي على الآجرومية (5) ط. المكتبة التجارية الكبرى.
 
التعديل الأخير:
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قال: لماذا اقتصر من الجموع على (اسم الجمع) ؟
قلت: كأنك فهمت من قوله: "واسم الجمع" أنه عنى (اسم الجمع) المصطلح عليه عند النحويين
قال: نعم
قلت: فقد تعجَّلْتَ كعادتك
قال: ولِمَ ؟
قلت: لأنه لم يُرِدْ بقوله: "واسم الجمع" هذا المعنى الذي ذهبت إليه وهو المعنى المصطَلَحُ عليه عند النحويين
قال: فأراد ماذا ؟
قلت: أراد بقوله "اسم الجمع" المعنى اللغوي أي: الاسمَ الدال على الجمع لا المعنى المصطلح عليه عند النحويين ولهذا فقوله: "اسم الجمع" يشمل: الجمع (المذكر السالم والمؤنت السالم والتكسير) واسم الجمع واسم الجنس الجمعي (وهو ما يفرق بينه وبين واحده بالتاء غالبا) كبقر وتمر وشجر وثمر.
قال: أليس جمعي السلامة من جموع القلة ؟
قلت: بلى
قال: وأنت تزعم هنا أنهما من ألفاظ العموم
قلت: لا منافاة
قال: كيف ذلك ؟
قلت: أجيب على ذلك بأجوبة منها:
1- أن كلام النحاة في الجمع المُنَكَّر ، يعني غير المُعَرَّفِ بـ (أل) أو الإضافة نحو: (مسلمين ومسلمات)، وأما كلام الأصوليين ففي الجمع المُعَرَّف نحو (المسلمين والمسلمات) و(مسلمو الهند ومسلمات السند)
2- ومنها أنه لا مانع من أن يكون أصل وضعها للقلة وغلب استعمالها في العموم لعرف أو شرع فنظر النحاة إلى أصل الوضع والأصوليون إلى غلبة الاستعمال[1] فلا منافاة
قال: نعم، لا منافاة
ثم قال: ولكن ألا ترى أن عَدَّ الذي والتي ونحوهما من ألفاظ العموم مخالف لما ذكره النحاة أن الموصول من المعارف
قلت: ولِمَ ؟
قال: لأن المَعْرِفَةَ هي ما وضع لشيء بعينه فلا عموم فيه.
قلت: نعم ما ذكرتَهُ صحيح
قال: فما الجواب عن ذلك
قلت: جوابه أن الموصول له جهتان:
الأولى – الاستعمال في معين باعتبار العهد وهو الذي اعتبره النحاة
الثانية – الاستعمال في غير معين من كل ما يصلح وهو الذي اعتبره الأصوليون
فمثلا حينما أقول: (أَكْرِمِ الذي يأتيك والتي تأتيك) فالمعنى أكرم كل آتٍ وكل آتية لك. ففسر الموصول هنا بالنكرة لأنه الموافق للغرض المراد من عموم الأفراد[2].
ولكن هذا قد استشكله ابن قاسم في حاشيته على جمع الجوامع فقال: "قضيته أنه لا خلاف بين الفريقين (أي النحويين والأصوليين) في إثبات كل من المعنيين ويخالفه تضعيف القول الأول بالاشتراك الآتي فلعل الأصوليين قام عندهم دليل العموم فقط فرجحوه، والنحويين قام عندهم دليل الخصوص فقالوا به"[3].
قال: كأن تقييده المُعَرَّف باللام بـ (الاسم الواحد) و(اسم الجمع) لإخراج المثنى؟
قلت: لا، ليس لإخراج المثنى فإنه مثلهما في الحكم كما صرح به القرافي في شرح المحصول ونقله عنه ابن قاسم العبادي في الشرح الكبير فقال: ولو حُمِلَ (اسم الجمع) في كلامه على ما دل على متعدد شمل المثنى[4].


قال: زعمت أن اللام المـُعَرِّفَةَ للمفرد والجمع هي اللام الجنسية
قلت: نعم
قال: تعني بذلك أن اللام الجنسية إذا دخلت على اسم (مفرد أو جمع) أفاد العموم
قلت: نعم
قال: وزعمت أن اللام العهدية بخلاف ذلك يعني إذا دخلت على اسم (مفرد أو جمع) لم يدلَّ على العموم
قلت: ليس الأمر على إطلاقه
قال: فكيف هو ؟
_____________________________________________
[1] غاية المأمول للرملي 153.
[2] شرح الكوكب الساطع للسيوطي 1/ 447 ط. مكتبة الإيمان، تحقيق محمد إبراهيم الحفناوي، وهو الذي ذكر الإشكال وجوابه وأشار إلى كتابه (إتحاف الأنام بتخصيص العام) ص36- 37.
[3] الآيات البينات 2/ 276 لابن قاسم العبادي (ذكر ابن قاسم في المقدمة اسم الحاشية كاملا فقال: سميته (الآيات البينات على اندفاع أو فساد ما وقفت عليه مما أورد على جمع الجوامع وشرحه للمحقق المحلي من الاعتراضات) ا.هـ
[4] الشرح الكبير على الورقات: 232.
 
إنضم
5 يونيو 2010
المشاركات
1,473
الجنس
ذكر
الكنية
أبو معاذ
التخصص
طبيب
الدولة
السعودية - مصر
المدينة
السعودية - مصر
المذهب الفقهي
شافعى
رد: تذليل العقبات بإعراب الورقات

قلت: أما اللام الجنسية فتفيد العموم كما علمت
وأما اللام العهدية فبحسب ما تدخل عليه
_________________________________________

قال:
يتعبني كثيرا معرفة الفرق بين المطلق والعامّ فما الفرق بينهما؟ ولو ذكرت على ذلك مثالا أو مثالين للتوضيح لكان أفضل
قلت: نعم، وقرةُ عين، لك ما يَسُرُّكَ إن شاء الله
فاعلم أن كلا من المطلق والعامّ يدل على العموم لكن عموم المطلق (بدليٌّ تناوبيٌّ) وأما العامُّ فعمومه شموليٌّ استغراقيٌّ
فنظر إليَّ وسكتَ
فقلت: لا تَعْجَلْ حتى تسمع المثال فتعلم معنى هذا الكلام
فظهرت البشاشة على وجهه وهز رأسه موافقا
فقلت: المثال الأول لبيان الفرق بين المطلق والعامّ:
رجل معه عشرة دنانير (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10) لو قلنا له: (أنفق دينارا) فلو أخذ أيَّ دينارٍ من هذه الدنانير فأنفقه برأت ذمته.
فكلمة (دينار) مطلقة وفيها عموم وهذا العموم من حيث دخول كل دينار من هذه الدنانير العشرة في لفظ (دينار) فلو أخذ الدينار رقم (1) فأنفقه أجزأه وكذا لو أخذ الدينار رقم (6) مثلا أو رقم (10) أو أي واحد منها من (1- 10) فأنفقه أجزأه ولا فرق بينها، فهذا معنى الإطلاق ومعنى العموم الذي فيه فكل ما يطلق عليه دينار يدخل تحت هذا اللفظ (دينار) لكنه لا يشمل الدنانير جميعا دفعة واحدة بل واحد منها فقط سواء كان هذا أو ذاك رقم (1) أو رقم (9) أو أي رقم آخر وهذا معنى (العموم البدليّ أو التناوبيّ) للمطلق
أما لو قال: (أنفق ما معك) فـ (ما) هنا اسم موصول وهو من ألفاظ العموم كما سبق فالمعنى: (أنفق الدنانير التي معك) فلو أنفق الدنانير من (1- 10) برأت ذمته أما لو أنفق من (1- 9) وأبقى منها واحدا لم تبرأ ذمته ولم يكن ممتثلا للأمر، فهذا معنى أن العامّ عمومُه شموليٌّ استغراقيٌّ[1].
_________________________________________________

قال: لماذا قال: " الأسماء المبهمة" ؟
قلت: فكيف يقول ؟
قال: يقول: الألفاظ المبهمة مثلا
قلت: اشترط الأسماء هنا ليخرج الحروف مثل (ما) النافية، و(ما) الزائدة ونحو ذلك فالحرف لا يَعُمُّ أبدا، وكذا الفعل فإنه من قبيل المطلق.
قال: لماذا قلت: (مَنْ فيمن يعلم) ولم تقل: (مَنْ فيمن يعقل) كما قال المصنف
قلت: لا بأس بما ذكره المصنف فإن النحاة لا يقولون إلا: (مَنْ فيمن يعقل) ولكن الأحسن أن نقول: (مَنْ فيمن يَعْلَمُ) لأن (مَنْ) تطلق على الله تعالى؛ كقوله تعالى: {وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ} [الحجر: 20]، وهو سبحانه يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل.
قال: نعم، أحسنت، هذه فائدة حسنة، ولكن هل ذكرها أحد من العلماء
قلت: نعم، فقد أخبرتك أنني ناقل عنهم رضي الله عنهم[2]
________________________________________________

قال: هل المراد بقوله: "وألفاظه أربعة" الحصر؟ أو أن مراد المصنف ضرب بعض أمثلة على ألفاظ العامّ فقط للتنبيه بها على غيرها؟ وأن الاقتصار على هذه الأربعة من باب التيسير على المبتديء؟
قلت: الظاهر - والله أعلم - أنه أراد الحصر في هذه الأربعة
قال: ولِمَ ؟ وقد ذكر الشراح أنه لم يُرِدْ الحصر
قلت: لأن الإخبار باسم العدد في معرض البيان يفيد الحصر.
وأيضا فقد حصرها في هذه الألفاظ الأربعة الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في (اللمع) وهو معاصر للمؤلف وألفاظ الورقات هي ألفاظ اللمع إلا أن الورقات مختصر جدا واللمع متوسط
_________________________________________
قال: كيف تضبط (أيّ) في قوله: " وأيّ في الجميع "؟

_____________________________________________
[1] انظر التحقيقات والتنقيحات السلفيات على متن الورقات 174 مشهور آل سلمان، بتصرف وتوضيح كثير
[2] انظر مثلا غاية المأمول للشهاب الرملي 155- 156، والبحر المحيط 3/ 62.
 
أعلى