العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
في معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، في مبحث"العلاقات بين نصوص القواعد"، قيل عن الفوائد في إدراك تلك العلاقات:
الفائدة الثانية: أن القواعد إنما احتيج إليها بعدما كثرت الفروع, فالفروع من طبيعتها أنها متكاثرة غير متناهية, تتكاثر وتتولد مع مرور الزمان وتتابع الأحداث والمستجدات, فلما آل الأمر إلى كثرة الفروع وتشعبها, تفتقت أذهان الفقهاء عن هذه الفكرة, وهي وضع قوانين ودساتير وجوامع من الكلم (أي القواعد), تسهل استحضار الفروع والجزئيات, وتيسر الرجوع إليها.
غير أن الحال قد آل في القواعد أيضا إلى كثرة نسبية قد تعود على أصل هذا المقصود بشيء من النقصان؛ فالقواعد إذا كثرت قد تضعف فائدتها وقيمتها. وقد بلغت نزعة التقعيد والمبالغة فيه أن بعض القواعد ليس لها إلا فرعان وأحيانا فرع واحد, بل وبعضها لا فروع لها البتة, وإنما نشأت بسبب المناظرات التي قامت بين الفقهاء, واضطرتهم إلى فرضيات قد لا تكون واقعية., ومن أمثلة هذه المبالغات قول بعضهم: "الأصل أن كل رمي ليس بعده رمي في ذلك اليوم لا يقف عنده, وكل رمي بعده رمي في ذلك اليوم يقف عنده ". ولا يراد من ذلك إلا أن الرامي - في الحج - لا يقف للدعاء بعد الرمية الأخيرة.
ومن ثم فإن الربط بين هذه القواعد وعمل العلاقات بينها يرد أكثرها إلى أصول قليلة؛ فتؤول إلى عدد قليل من المعاني الكلية, التي هي أصول القواعد؛ فيُحافَظ بذلك على مقصود وضعها الأول, ويغني معرفة هذه الأصول عن معرفة الكثير من القواعد الصغيرة المتفرعة عنها. فمثلا قاعدة: " لا حكم للباطل "؛ تجمع لنا في طيها عدة قواعد متفرعة عنها, منها:
أ- المعدوم شرعا كالمعدوم حسا .
ب- كل عقد حرام فوجوده كعدمه .
ج- المنافع المحظورة شرعا ملحقة بالمنافع المعدومة حسا .
د- النكاح إذا لم يعتبر كان بمنزلة العدم.
... وهكذا".

إلا أني لم أفهم كيف يكون إدراك العلاقات بين القواعد فيه هذه الفائدة؟
أرجو إيضاحها من فضلكم.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

الأستاذة بشرى بارك الله فيكم
المقصود بالعلاقة بين القواعد أي القاسم المشترك بينها وهو المدرك أو المأخذ أو السبب الذي يجمعها كما أن القاعدة طبيعتها إدراك العلاقات بين الفروع الجزئية كقاعدة لا ضرر ولا ضرار مثلا تجمع الفروع المتعلقة بالضرر وقاعدة العادة محكمة تجمع الفروع التي تتعلق بالعادة وهكذا فكذلك القواعد أصبحت بمثابة الفروع لما هو أكبر منها من قواعد تقليلاً لعدد القواعد وعندها تكون تلك القواعد قواعد متفرعة لقواعد أعظم منها تربط بينها بمدرك واحد هو ما يسمى هنا (
العلاقة بين القواعد ) .
مثاله قاعدة (
الأصل براءة الذمة ) و ( الأصل بقاء ما كان على ما كان ) و ( الأصل في الأشياء الإباحة ) ...كلها يربطها أمر واحد وهو الأمر المستيقن ولذلك تجتمع كلها تحت قاعدة ( اليقين لا يوول بالشك ) .
وكذلك قاعدة (
التابع لا يفرد بالحكم ) و ( من ملك شيئاً ملك ما هو من ضروراته ) و( إذا سقط الأصل سقط الفرع ) و ( إذا بطل الشيء بطل ما فيه ضمنه ) .... فكلها بينها علاقة ومدرك واحد وهو التبعية في الحكم ومن ثم نجعلها تحت قاعدة أعم وهي ( التابع تابع )
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

جزاكم الله خيراً حضرة الفاضل،
ما أفهمه، أنّ إدراك العلاقات بين القواعد لا يقلّل من عدد القواعد، بل ما يقلّلها هو عدم المبالغة في التقعيد، وحذف القواعد، أو بالأحرى، الضوابط التي لا ينتظم تحتها إلا فرع واحد أو لا ينتظم تحتها شيء من الفروع، إنما هي مجرد فرضيات- كما ذكروا في المعلمة!! نعم، إدراك العلاقات يردّ القواعد الفرعية إلى القواعد الأكبر، ولكنه لا يقلّلها..
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

أنا أردّ على الكلام الذي نقلتُه من المعلمة، وليس على كلامكم حضرة الدكتور بدر؛ لأن كلامكم مفهوم.
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

جزاكم الله خيراً حضرة الفاضل،
ما أفهمه، أنّ إدراك العلاقات بين القواعد لا يقلّل من عدد القواعد، بل ما يقلّلها هو عدم المبالغة في التقعيد، وحذف القواعد، أو بالأحرى، الضوابط التي لا ينتظم تحتها إلا فرع واحد أو لا ينتظم تحتها شيء من الفروع، إنما هي مجرد فرضيات- كما ذكروا في المعلمة!! نعم، إدراك العلاقات يردّ القواعد الفرعية إلى القواعد الأكبر، ولكنه لا يقلّلها..

نعم كلامكم صحيح في الجملة لأن المرء بحاجة لحفظ القواعد المتفرعة غالباً لتخريج الفرع الفقهي عليها أو بيان إندراجه تحتها على الخصوص لكن حتى في الفروع يرد هذا الأمر فلقائل أن يقول من أهداف وضع القواعد ضبط المحفوظ من الفروع والجزئيات بردها إلى المدرك أو المأخذ ( العلاقة ) الذي تصاغ بمعناه القاعدة الفقهية لكن مع هذا سيحتاج إلى معرفة ذلك الفرع بخصوصه للنظر فيه .
فالخلاصة أن وجود العلاقة قد يفيد أحياناً فيستغني عن القاعدة المتفرعة بالقاعدة الأم إذا أمكن تخريج الفرع عليها مباشرة .
 

بشرى عمر الغوراني

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
29 مارس 2010
المشاركات
2,121
الإقامة
لبنان
الجنس
أنثى
الكنية
أم أنس
التخصص
الفقه المقارن
الدولة
لبنان
المدينة
طرابلس
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟


المرء بحاجة لحفظ القواعد المتفرعة غالباً لتخريج الفرع الفقهي عليها أو بيان إندراجه تحتها على الخصوص لكن حتى في الفروع يرد هذا الأمر فلقائل أن يقول من أهداف وضع القواعد ضبط المحفوظ من الفروع والجزئيات بردها إلى المدرك أو المأخذ ( العلاقة ) الذي تصاغ بمعناه القاعدة الفقهية لكن مع هذا سيحتاج إلى معرفة ذلك الفرع بخصوصه للنظر فيه .
هذا بالضبط ما عنيته، ولذا لم أستسغ القول بأن إدراك العلاقات بين القواعد يغني عن كثير من القواعد الفرعية.
بارك الله بكم وبعلمكم.
 

أشرف عبد الله برعي

:: مسؤول متابعة وتطوير معلمة زايد للقواعد الفقهية
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
114
التخصص
الفقه
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: لم أفهم هذه الفائدة من إدراك العلاقات بين القواعد الفقهية؟

شكر الله لكم وجزاكم خير الجزاء على هذا الطرح، وإنما المراد ما قلتم، لكن لا يتحصل العلم به إلا بإدراك العلاقات بين هذه النصوص، حتى نحكم باندراجها وتداخلها، فالمراد أن إدراك العلاقات بين نصوص القواعد يجمع القواعد الأخص فتندرج بالتالي في القواعد الأعم، وكل فروع القواعد الأخص يمكن تخريجها على القواعد الأعم، وإلا لانخرم العموم والخصوص بينهما، والله أعلم
 
أعلى