سامح يوسف الشافعي
:: متابع ::
- انضم
- 12 أكتوبر 2008
- المشاركات
- 35
- التخصص
- فقه
- المدينة
- المنصورة
- المذهب الفقهي
- شافعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتجول في بعض المكتبات منذ أيام فوجدت بها كتاب محاسن الشريعة للإمام العلامة أبي بكر القفال الشاشي الكبير رحمه الله فتلقيته بكلتا يدي و حمدت الله كثيرا علي طباعة مثل هذا الكتاب فهذا الكتاب أثني عليه أئمة المذهب كثيرا وقد قرأته سريعا في أيام و فيه من الفوائد ما لا يحصي فأردت أن أنبه علي بعض محاسنه
1- الكتاب أساسا يبرز الحكمة من التشريعات المختلفة و يبذل صاحبه الجهد ليبرز الحكمة و المقصد في كل مسألة والكتاب هو الرائد في هذا الباب و بعده أتي سلطان العلماء بقواعده الكبري و العلامة الشاطبي بموافقاته وكل منهما مستفيد منه
2- الكتاب يعرض لمسائل الفقه الشافعي واحدة واحدة من أولها إلي آخرها ويذكر الحكمة في كل منها
3- وما دمنا في أيام الحج فسأذكر هنا بعض ما قاله القفال مختصرا :
أ- الإحرام : فيه التجرد عن اللباس و رفض الزينة و ترك الملاذ و في ذلك كله نبذ الدنيا و الانقطاع إلي الله عز وجل و الرضا بخدمته بدلا عن من سواه توبة إليه من الذنوب وتعرضا لعفوه وصفحه
ب- التلبية : خلاص و براءة من الشرك
ج- طواف القدوم :راجع إلي وصول العبد المذنب يتعرض لرضا سيده ومغفرته فإذا تذلل لسيده ثم قبل الحجر فكأنما يقال له : أبشر فقد أظلك الفرج و قربت من الفوز فافعل ما فعلته هاجر لتنال العاقية المحودة كما نالتها فيسعي بين الصفا والمروة
د- السعي بين الصفا والمروة : تقدمت حكمته
ه- الوقوف بعرفات : للدعاء و للشفاعة لأنفسهم و لإخوانهم ليكمل لهم أسباب الترضي بالضراعة إلي الله في هذه البقعة المباركة و الملائكة يستغفرون لهم
و- ثم يأذن للحاج بالعود إلي البيت بالزيارة كالعبد إذا رضي عنه سيده أذن له بالزيارة في هيئة الاستكانة والتقشف فالحاج إذا أفاض من عرفة يقصد هذه المعاني فيجيء إلي مزدلفة ليكون قد دعا الله في الحل و الحرم و عمم المشعرين(عرفة والمزدلفة) بذكر الله لتكمل له أسباب استجلاب الرضا من عند مولاه
ز- فإذا دفع من المزدلفة جاء إلي مني ليرمي الجمار إشارة له إلي الفوز بكمال الرضا بأن يفعل ما فعله إبراهيم عليه السلام حين تراءي له إبليس فرماه بالجمار دحرا له و حسما لطمعه في استزلاله عن دين الحق
ح- ثم يزور البيت ليطوف به طواف الإفاضة شكرا لله و تذللا له سبحانه
ط- ثم يؤذن له في نزع لباس التقشف عنه والعودة إلي المخيط و التنعم بالملاذ المباح فيحلق و يلبس و يواقع أهله و يصطاد و يندب إلي التقرب بالنحر و يرجع بعد ذلك إلي مني لإكمال دحر الشيطان و قطع طمعه منه في ارتكاب المعاصي
ي- فإذا أراد الرجوع إلي وطنه طاف طواف الوداع فتذلل لله والتزم الموضع المعروف بالملتزم فيما بين البيت و الحجر مضاهاة لما يفعله المودع من التزام من يحييه إذا أراد فراقه
ثم قال القفال رحمه الله :
:" وهذه كلها معان معقولة لا يذهب حسنها إلا علي جاهل ينفي العبادات و قد ثبت بما بيناه أن الحاج في صورة عبد أحس من سيده سخطا لتقصيره في طاعته فقصد داره متعرضا لصفحه و مستجلبا لرضاه و سيده في نهاية الجود والكرم ومن زعم من جهال الملحدين و النافين للشرائع أن هذه الحال في تجرد المرء وطوافه و سعيه و رميه فيه هيئة شنيعة سخيفة فهو السخيف لأن هذه الهيئة إنما تقبح إذا تأملت مجردة عن معانيها فإذا كسيت معانيها حسنت"
ثم أفاض الفقال ثانية في بيان حكمة كل مسألة من أركان الحج وواجباته و سننه في نحو عشرين صفحة فلله دره ما أدق فهمه
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتاب والله تعالي الموفق للصواب
كنت أتجول في بعض المكتبات منذ أيام فوجدت بها كتاب محاسن الشريعة للإمام العلامة أبي بكر القفال الشاشي الكبير رحمه الله فتلقيته بكلتا يدي و حمدت الله كثيرا علي طباعة مثل هذا الكتاب فهذا الكتاب أثني عليه أئمة المذهب كثيرا وقد قرأته سريعا في أيام و فيه من الفوائد ما لا يحصي فأردت أن أنبه علي بعض محاسنه
1- الكتاب أساسا يبرز الحكمة من التشريعات المختلفة و يبذل صاحبه الجهد ليبرز الحكمة و المقصد في كل مسألة والكتاب هو الرائد في هذا الباب و بعده أتي سلطان العلماء بقواعده الكبري و العلامة الشاطبي بموافقاته وكل منهما مستفيد منه
2- الكتاب يعرض لمسائل الفقه الشافعي واحدة واحدة من أولها إلي آخرها ويذكر الحكمة في كل منها
3- وما دمنا في أيام الحج فسأذكر هنا بعض ما قاله القفال مختصرا :
أ- الإحرام : فيه التجرد عن اللباس و رفض الزينة و ترك الملاذ و في ذلك كله نبذ الدنيا و الانقطاع إلي الله عز وجل و الرضا بخدمته بدلا عن من سواه توبة إليه من الذنوب وتعرضا لعفوه وصفحه
ب- التلبية : خلاص و براءة من الشرك
ج- طواف القدوم :راجع إلي وصول العبد المذنب يتعرض لرضا سيده ومغفرته فإذا تذلل لسيده ثم قبل الحجر فكأنما يقال له : أبشر فقد أظلك الفرج و قربت من الفوز فافعل ما فعلته هاجر لتنال العاقية المحودة كما نالتها فيسعي بين الصفا والمروة
د- السعي بين الصفا والمروة : تقدمت حكمته
ه- الوقوف بعرفات : للدعاء و للشفاعة لأنفسهم و لإخوانهم ليكمل لهم أسباب الترضي بالضراعة إلي الله في هذه البقعة المباركة و الملائكة يستغفرون لهم
و- ثم يأذن للحاج بالعود إلي البيت بالزيارة كالعبد إذا رضي عنه سيده أذن له بالزيارة في هيئة الاستكانة والتقشف فالحاج إذا أفاض من عرفة يقصد هذه المعاني فيجيء إلي مزدلفة ليكون قد دعا الله في الحل و الحرم و عمم المشعرين(عرفة والمزدلفة) بذكر الله لتكمل له أسباب استجلاب الرضا من عند مولاه
ز- فإذا دفع من المزدلفة جاء إلي مني ليرمي الجمار إشارة له إلي الفوز بكمال الرضا بأن يفعل ما فعله إبراهيم عليه السلام حين تراءي له إبليس فرماه بالجمار دحرا له و حسما لطمعه في استزلاله عن دين الحق
ح- ثم يزور البيت ليطوف به طواف الإفاضة شكرا لله و تذللا له سبحانه
ط- ثم يؤذن له في نزع لباس التقشف عنه والعودة إلي المخيط و التنعم بالملاذ المباح فيحلق و يلبس و يواقع أهله و يصطاد و يندب إلي التقرب بالنحر و يرجع بعد ذلك إلي مني لإكمال دحر الشيطان و قطع طمعه منه في ارتكاب المعاصي
ي- فإذا أراد الرجوع إلي وطنه طاف طواف الوداع فتذلل لله والتزم الموضع المعروف بالملتزم فيما بين البيت و الحجر مضاهاة لما يفعله المودع من التزام من يحييه إذا أراد فراقه
ثم قال القفال رحمه الله :
:" وهذه كلها معان معقولة لا يذهب حسنها إلا علي جاهل ينفي العبادات و قد ثبت بما بيناه أن الحاج في صورة عبد أحس من سيده سخطا لتقصيره في طاعته فقصد داره متعرضا لصفحه و مستجلبا لرضاه و سيده في نهاية الجود والكرم ومن زعم من جهال الملحدين و النافين للشرائع أن هذه الحال في تجرد المرء وطوافه و سعيه و رميه فيه هيئة شنيعة سخيفة فهو السخيف لأن هذه الهيئة إنما تقبح إذا تأملت مجردة عن معانيها فإذا كسيت معانيها حسنت"
ثم أفاض الفقال ثانية في بيان حكمة كل مسألة من أركان الحج وواجباته و سننه في نحو عشرين صفحة فلله دره ما أدق فهمه
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ومن أراد الاستزادة فعليه بالكتاب والله تعالي الموفق للصواب