العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد : فقد استفاضت الأحاديث في تحريم اتخاذ القبور مساجد و في تحريم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة لما فيها من الغلو في صاحب الضريح و تعظيم صاحب القبر و لما فيها من مظنة الصلاة لصاحب الضريح و ،و لخشية تطور الأمر إلى عبادة صاحب الضريح و لحماية جناب التوحيد ولسد ذريعة الوقوع في الشرك وللبعد عن التشبه بعبدة الأوثان والمشركين .ولم يلتزم كثير من الناس الهدي النبوي فاتخذوا القبور مساجد وصلوا في المساجد التي بها أضرحة وتطور الأمر عند البعض حتى آل إلى الطواف حول الضريح و النذر لصاحب الضريح و اعتقاد أنه يمكن أن يجلب خيرا أو يدفع مكروها وهذا شرك أكبر مخرج من الملة .وإذا نصحت أحدهم و عرضت له النصوص النبوية التي لا تجيز الصلاة على القبور أو الصلاة في المساجد التي بها قبور تجده متعلق ببعض الشبهات يظن منها أنها تجيز الصلاة في المساجد التي بها أضرحة ،وهي في الحقيقة لا تقوى و لا تستطيع أن تعارض النصوص الصريحة الواضحة في عدم جواز الصلاة في المساجد التي بها قبور فكان لا بد من بيان هذه الشبه و الجواب عنها نصيحة لله والله من وراء القصد ربيع أحمد.
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

أخي دعني أعيد صياغة بعض الأسئلة التي ذكرتها ولم تجب عنها، أو حِدْت عن الجواب:
أنت قلت:

لذا سألتُك إذا روى مَن يروي الغرائب حديثًا ما، ثم تابعه عليه شخصان أو ثلاثة فما الحكم؟
وأنا لم أسألك عن إبراهيم بن طهمان فهذا كلام آخر، فما أطلت به الجواب ليس جوابا على تساؤلي؟

وكلامك في ابن شاذان يناقضه نقلك عن ابن حجر رحمه الله تعالى:

فالحديث لم ينفرد به ابن شاذان، بل له متابع، فليس منكرا من جهة ابن شاذان!.

وكذلك قولك:

فإذا كان مدار الحديث أبا همام، فكيف يتهم التلميذ –ابن شاذان- فيه؟!

والظاهر أن سبب وقوعك في هذا الخطأ أنك تبعت الشيخ الألباني في قوله:

ولعل عذر الشيخ أنه لم يقف على باقي الروايات التي ذكرتها أنت، أما وإذ ذكرتها فلا عذر لك في اتهامك ابن شاذان في هذا الحديث إلا أن تقف على علة أخرى غير ما ذكر، فبيِّنها لنا.

و قولكم :( فالحديث لم ينفرد به ابن شاذان، بل له متابع، فليس منكرا من جهة ابن شاذان ) صحيح وجزاكم الله خيرا على التنبيه و الإفادة ومعذرة على القصور ؛ لأن البحث كتبته على استعجال و أغلب ما كتبت حتى الردود على التعقيبات كان بعد العمل حيث الإرهاق الشديد وقلة التركيز .

وقولكم : ( إذا كان مدار الحديث أبا همام، فكيف يتهم التلميذ –ابن شاذان- فيه؟ ) اعتراض وجيه وجزاكم الله خيرا على التنبيه و الإفادة ومعذرة على القصور .

وقولكم : (والظاهر أن سبب وقوعك في هذا الخطأ أنك تبعت الشيخ الألباني ) صدقت فيما تقول .
وقولكم : ( ولعل عذر الشيخ أنه لم يقف على باقي الروايات التي ذكرتها أنت، أما وإذ ذكرتها فلا عذر لك في اتهامك ابن شاذان في هذا الحديث إلا أن تقف على علة أخرى غير ما ذكر، فبيِّنها لنا ) صدقت فيما تقول .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

من تمام الأمانة أن تنقل من طعن في الرجل وتنقل من أثنى عليه، ولن أنقل لك ما قاله علماء الحديث في هذا الباب فأنت تعرفه إن شاء الله.
وكذلك تعرف أن الرجل إذا كثر معدوله على مجرحيه، أو بانت علة تجريحهم وأنها لا تقدح فيه: لا ينظر لجرحهم.
وليتك إذ هيَّئتَ نفسَك للاجتهاد واتباع الدليل أن تنصف البحث، وتعطيه حقه، لا أن تصدر الحكم ثم تجمع النصوص التي تؤيدك، وتبعد أو تستر ما لا يؤيدك.
ولو قلت هذا مذهب الإمام أحمد أو مالك أو ... لعلمنا أنك تبحث في أدلتهم، ولا عيب في ذلك.
وسأنقل لك فصلا كتبه بعضهم في اتهام إبراهيم بن طهمان بالإغراب، ولك أن تستزيد من مصادر ترجمته حتى تقف على حال الرجل.
المقترب في بيان المضطرب (ص: 192)
فائدة إفراد الرواة الموصوفين بالاضطراب في حديثهم:
إفراد الرواة المضطربين له فوائد عديدة:
منها: نفي وصف الاضطراب، وذلك أن الراوي، يوصف بالاضطراب في حديثه، ويكون الاضطراب من غيره، كإبراهيم بن طهمان قال عنه الحافظ ابن عمّار: "ضعيف مضطرب الحديث" اهـ، فبيَّنت من خلال الدراسة، أن إبراهيم لم يضطرب، وأنّ الاضطراب من الراوي عنه لا منه.

ثم قال (ص: 203)
الباب الأول: الرواة الموصوفون بالاضطراب مطلقاً
(1) إبراهيم بن طهمان الخُراساني أبوسعيد. سكن نيسابور ثمّ مكة. ثقة يغرب، تُكُلِّمَ فيه للإرجاء، ويقال رجع عنه. من السابعة. مات سنة ثمان وستين1.
قال محمد بن عبد الله بن عمّار الموصلي: ضعيف؛ مضطرب الحديث2.
وقال ابن حزم: " ضعيف " 3 اهـ.
ذكر من وثقه:
قال عبد الله بن المبارك: صحيح الكتاب4. وقال مرة: صحيح الحديث5.
وقال ابن معين: ثقة6.
وقال مرة: صالح الحديث7.
وقال أحمد بن حنبل: ثقة في الحديث ... 8.
وقال أبو حاتم: صدوق، حسن الرواية9. وقال مرة: ثقة10.
وقال أبوداود: ثقة11.
وقال صالح جزرة: ثقة، حسن الحديث، يميل شيئاً إلى الإرجاء في الإيمان12.
تعقيب:
أمّا قول ابن عمّار رحمه الله: " ضعيف، مضطرب الحديث". فهو قول [شاذ، لا عبرة به]13. وقد ردّ عليه صالح جزرة، حيث قال الحسين بن إدريس: "سمعت محمد بن عبد الله بن عمّار الموصلي يقول فيه: " ضعيف مضطرب الحديث".
قال: فذكرته لصالح يعني جزرة.
فقال: ابن عمّار، من أين يعرف حديث إبراهيم، إنما وقع إليه حديث إبراهيم في الجمعة يعني الحديث الذي رواه ابن عمّار عن المعافى بن عمران عن إبراهيم عن محمد بن زياد عن أبي هريرة: "أول جمعة جمعت بجواثا"14.
قال صالح والغلط فيه من غير إبراهيم؛ لأن جماعة رووه (عنه عن أبي جمرة عن ابن عباسٍ) . وكذا هو في تصنيفه، وهو الصواب. وتفرد المعافي بذكر: محمد بن زياد، فعلم أن الغلط منه، لا من إبراهيم " 15اه.
وأمّا قول الحافظ: "يُغْرِبُ"، ومن قبله الذهبي: "له ما ينفرد به. ولا ينحط حديثه عن درجة الحسن"16.
فلعل التفرد والإغراب من الرواة عنه، لا منه. وقد قال الحافظ: "الحقُّ فيه أنه ثقة صحيح الحديث، إذا روى عنه ثقة ... " 17اه.
وأمّا "الإرجاء" الذي نُسِبَ إليه، فقد قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي: " سمعت سفيان بن عيينه يقول: ما قدم علينا خراساني، أفضل من أبي رجاء عبد الله بن واقد الهروي.
قلت له: فإبراهيم بن طهمان؟
قال كان ذاك مرجئاً!
قال أبو الصلت: لم يكن إرجاؤهم، هذا المذهب الخبيث: أنّ الإيمان قول بلا عمل، وأنّ ترك العمل لا يضر، بل كان إرجاؤهم: أنهم يرجون لأهل الكبائر الغفران؛ رداً على الخوارج وغيرهم، الذين يكفرون الناس بالذنوب، وكانوا يرجئون ولا يكفرون بالذنوب، ونحن كذلك ... " اه18.
وقال الحافظ: " لم يثبت غلوه في الإرجاء، ولا كان داعيةً إليه، بل ذكر الحاكم أنه رجع عنه. والله أعلم " 19 اهـ.
وقال العراقي: " العمل على أنه حجة، وإنّما نسب للإرجاء" 20اه.
__________
1 (تق 109رقم191) .
2 الميزان (1/38) والتهذيب (1/113) .
3 هدي الساري (388) وعلق عليه بقوله: وأفرط ابن حزم فأطلق أنه ضعيف وهو مردود عليه. وانظر التلخيص الحبير (3/238) .
4 الجرح (2/108) .
5 ت. الكمال (2/111) .
6 التاريخ (2/10 - الدوري) .
(رقم 91 - الدقاق) .
8 العلل (2/538 - عبد الله) .
9 الجرح (2/107) .
10 ت. الكمال (2/111) .
11 ت. الكمال (2/111) .
12 ت. الكمال (2/111) .
13 قاله الذهبي في النبلاء (7/382) والميزان (1/38) .
14 أخرجه النسائي في الكبرى (1/515 رقم 1655) .
15 التهذيب (1/113) .
16 النبلاء (7/383) .
17 التهذيب (1/113- 114) .
18 ت. الكمال (2/111- 112) .
19 التهذيب (1/114) .
20 البيان والتوضيح (31) .
انتهى ما أردت نقله.

أخي الحبيب ما قلته : و إبراهيم بن طهمان من رجال الصحيحين ،و الدارقطني لا يحتج به [1] ،وذكره الذهبي في ديوان الضعفاء ،وقال : ( ضعفه محمد بن عبد الله بن عمار )[2] ،و عده ابن حبان من الثقات لكن قال : (أمره مشتبه لَهُ مدْخل فِي الثِّقَات ومدخل فِي الضُّعَفَاء وَقد روى أَحَادِيث مُسْتَقِيمَة تشبه أَحَادِيث الْأَثْبَات وَقد تفرد عَن الثِّقَات بأَشْيَاء معضلات )[3] فقد ذكرت أنه من رجال الصحيحين و أن ابن حبان وثقه و ذكرت بعض من ضعفه لاختصار البحث و ضيق الوقت و كون الدارقطني لا يحتج به مع تضعيف ابن عمار له مع قول ابن حبان تفرد عن الثقات بأشياء معضلات يجعل القلب لا يطمئن بتفرده في حديث ،و الراوي قد يكون ثقة و يروي الغرائب ،وقد يكون ثقة ويكون حديثه من قبيل الشاذ فلا طائل من ذكر من وثقه ونحن نتكلم عن أحد غرائبه لذلك قلت في بحثي : (و لأن الحديث في إسناده من يروي الغرائب وهما إِبْرَاهِيم بن طهْمَان و عيسى بن شاذان فقد يكون الحديث من غرائب ابن شاذان أو من غرائب ابن طهمان ) وقد بينتم خطأ القول بأنه من غرائب ابن شاذان فيبقى أنه من غرائب ابن طهمان.
.



[1] - مَنْ تَكلَّم فيه الدَّارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين لابن زريق ص 27 رقم 19

[2] - ديوان الضعفاء للذهبي ص 17 رقم 195

[3] - الثقات لابن حبان 6/27 رقم 6579
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

فأقل ما يقال في حديثه أنه حسن لذاته كما حكم بذلك الذهبي، وأعلاه أن يقال فيه ما قال ابن حجر: حديث صحيح، وقد وثقه كما رأيت، وهو يَرُدُّ ما نقلتَه عنه أنه يُغرب، ولو كان مغربا، فإن ابن حجر ارتضى هذا الحديث منه، ولم يجعله من غرائبه.
ولا أعلم لم تركت النظر في حال الرجل، وملت إلى تقليد غيرك، حتى أوقعك فيما وقعت فيه!.

ولذلك لَمّا لم يقف الشيخ الألباني على نقدٍ لهذا الحديث قال كما نقلته أنت وسكت عنه:

ولا أعلم أنقلت هذا الكلام مستئنسًا به أم مستدلاً؟، وهل لمثل هذا ضابطٌ لديك أو منهج تعرف كيفية أخذه؟ أم هو ترك للدليل؟
الحديث الآخر أعني ((صلى فيه سبعون نبيا)): لم يروه أحدٌ ممن عني بتدوين الحديث الصحيح ولا صححه أحد ممن يوثق بتصحيحه من الأئمة المتقدمين، ومع ذلك تراك حملت ذلك الحديث الأول عليه، مع أن الحديث الأول أصح منه، وقد: صححه ابن حجر العسقلاني!.

ولم تجب عن تصحيح ابن حجر له!.

فهل لديك منهجية واضحة في عدم احتجاجك بهذا الحديث، أم هو أمر عاطفي تَحُسُّه، ولا يمكن وصفه؟



قدَّمْتَ مقدمة تُبَيِّنُ فيها انفراد إبراهيم بن طهمان، وتحدثت عن سنده وانفراده، وهنا تساؤلات:
لِمَ لَمْ تتحدث عن رجال هذه الأحاديث التي زعمت أنها المحفوظة، فربما كانت أضعف من حديث ابن طهمان؟
حديث ابن عباس تارة موقوف وتارة مرفوع!
حديث أبي هريرة موقوف!
ثم ألا يمكن الجمع بينهما، حتى تطرح الاحتجاج بأحدهما؟!

وقولكم : (فأقل ما يقال في حديثه أنه حسن لذاته كما حكم بذلك الذهبي، وأعلاه أن يقال فيه ما قال ابن حجر: حديث صحيح، وقد وثقه كما رأيت، وهو يَرُدُّ ما نقلتَه عنه أنه يُغرب، ولو كان مغربا، فإن ابن حجر ارتضى هذا الحديث منه، ولم يجعله من غرائبه ) أخي الحبيب الحديث من غرائب إبراهيم بن طهمان و العبرة بالدليل وليست بالكلام المرسل فأين ما يدل على عدم تفرده بالحديث ؟! و فرق بين الكلام عن حديث تفرد به بن طهمان وبين الحكم على بن طهمان .


و قولكم : ( ولا أعلم أنقلت هذا الكلام مستئنسًا به أم مستدلاً؟، وهل لمثل هذا ضابطٌ لديك أو منهج تعرف كيفية أخذه؟ أم هو ترك للدليل؟
الحديث الآخر أعني ((صلى فيه سبعون نبيا)): لم يروه أحدٌ ممن عني بتدوين الحديث الصحيح ولا صححه أحد ممن يوثق بتصحيحه من الأئمة المتقدمين، ومع ذلك تراك حملت ذلك الحديث الأول عليه، مع أن الحديث الأول أصح منه، وقد: صححه ابن حجر العسقلاني! )
أخي الحبيب الحديث الذي تفرد به ابن طهمان مرفوعا معارض لحديث ابن عباس مرفوعا ومعارض لحديث ابن عباس موقوفا ومعارض لحديث أبي هريرة موقوفا حتى مجاهد راوي حديث ابن عمر المرفوع خالف مرويه عن ابن عمر وقال صَلى في هَذَا المسْجِدِ سَبْعوْنَ نبيًّا فهل من الإنصاف ترك كل هذه المرويات و التشبث برواية واحدة ؟!!

و ابن حجر صحح الإسناد وليس المتن و صحة الإسناد لا تستلزم صحة المتن إذ قد يكون في المتن نكارة أو شذوذ .

أضف إلى ذلك لو صح الحديث لحَرُمَ وَطئُ قبوْرِهِمْ، وَالجلوْسُ عَليْهَا و إذ لم يكن هناك بيان في ذلك نقطع بعدم صحة الحديث فمن الثابت شرعا تحريم الجلوس على القبور فكيف يصح أن يقبر في مسجد الخيف سبعون نبيا و لا يحرم وطئ قبورهم والجلوس عليها ؟!!

و من بنى مسجد الخيف لم يثبت عنهم أنهم وجدوا أثرا لقبور السبعين نبيا رغم أنهم حفروا حفرا عميقة في الأرض و عليه فحديث بن طهمان القلب يطمئن القلب بشذوذه و نكارته .

ونحن أنشدنا حديث ابن طهمان كَمَا تنشد الضَّالة فلم نجد له متابع ولاشاهد فعلى قول يزِيد بن أبي حبيب ندع هذا الحديث و أنشدنا حديث صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا فوجدناه رواه ابن عباس مرفوعا إلى النبي في طريق وموقوفا على ابن عباس في طريق و موقوفا على أبي هريرة في طريق و رواه ثلاثة عن مجاهد سَعِيْدِ بْن ِ أَبي عَرُوْبة َو يَزِيْدِ بْن ِ أَبي زِيادٍ و خُصَيْفُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَن .

ثم على التسليم بصحة حديث ابن طهمان فهو من قبيل الصحيح غير الصريح أي ليس صريحا في جواز بناء المساجد على القبور فقد اندثرت هذه القبور و لم تعد ظاهرة بارزة و الأرض مقبرة الأحياء و العبرة بالظاهر ،و الأحكام تبنى على الظاهر ، ولم يقصد الناس الذهاب لمسجد الخيف للتبرك والدعاء عندها و بها .

ولولا هذه الأخبار الضعيفة لما عرف أحد أن في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا وعليه فلا يقاس على وجود هذه القبور في مسجد الخيف وجود القبور في المساجد التي بها أضرحة للفروق الكثيرة بين القبور التي في مسجد الخيف - على فرض وجودها - والقبور التي في المساجد التي بها أضرحة ،وأيضا هذا الحديث لا يقوى على معارضة السنة المستفيضة في المنع من بناء المساجد على القبور ولعن الفاعل .

 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

هل في الأحاديث النهي عن بناء مسجد على ضريح أم النهي بناء مسجد على قبر على إطلاقه؟
فإن قلت: النهي عن ضريح فأتِ بدليل.
وإن قلت: على قبر، فالمسجد مبني على قبر كما دل عليه حديث ابن طهمان.
ولفظ القبر: مطلق، عُلِمَ أو لم يُعْلَم، فالصلاة عليه بحسب قاعدتك باطلة.
وبحسب قاعدتي إن نوي بصلاته غير الله فقد كفر، وإلا فصلاته صحيحة.
أو فأت بدليل يخصص النهي..
و جوابه العبرة بالظاهر و الأرض كلها مقبرة الأحياء و الأحكام تبنى على الظاهر فالتقييد جاء من استقراء نصوص الشريعة أنها تبنى على الظاهر و الأمثلة كثيرة منها من بدل دينه يقتل هل المقصود من بدل دينه بينه و بين نفسه أم الذي أظهر ذلك ؟ و منها أن الإنسان الذي يظهر منه الإسلام يعامل كالمسلمين والذي يظهر منه الكفر يعامل كالكافرين .

وأكرر النية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد .

و أكرر لو كانت هناك قبور لما جاز وطئها و الجلوس عليها .

وقولكم : ( وكيف لم يعلموا بقبور الأنبياء وقد أخبر به الحبيب صلى الله عليه وسلم؟! )وجوابه البينة على المدعي أين دليلكم على معرفة الصحابة بذلك غير ابن عمر ، وكون مسجد الخيف يقبر فيه سبعون نبيا في مسجد الخيف هذا الأمر مما تتداعى الهمم على نقله فلما لم ينقل إلا عن ابن عمر فقط ؟!
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

الأمر الأول: أقول لك لِمَ لا تقول هذه الكلمة لمن أدخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم المسجدَ، فإن التوسعة أدخلت قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما في مسجده.


و قولكم : (أقول لك لِمَ لا تقول هذه الكلمة لمن أدخل قبر النبي صلى الله عليه وسلم المسجدَ، فإن التوسعة أدخلت قبره صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهما في مسجده(. أخي الحبيب أليس لك دليل في المسألة تستدل به إلا المسجد النبوي و مسجد الخيف ؟!!

أما المسجد النبوي فقد قلت مرارا الذي أدخل هو الحجرة النبوية أي أحد البيوت النبوية والذي بداخله القبر ، والكل يعلم أن الحجرة النبوية أو هذا البيت النبوي مازال موجودا لكنه محاط بالعديد من الجدران ،وهذه ليست هي صورة المساجد التي بنيت على القبور أو أدخلت القبور فيها .

ثم هناك مصلحة في المسجد النبوي ليست في هذه المساجد ثم هذه القبور التي في البيت النبوي لا يمكن لأحد الوصول لها أو التمسح بها مباشرة أما هذه المساجد ففي الغالب يحدث عندها شركيات فقطعا لذريعة تمنع الصلاة فيها ،ومن باب عدم إقرار الباطل تمنع الصلاة فيها .

ثم الحجرة النبوية أدخلت للتوسعة وهو خطأ فكان بالإمكان التوسعة من الجوانب الأخرى و غالب هذه المساجد أدخلت القبور في المسجد للتعظيم والتبرك فأين هذا من هذا و هذا أمر فعله ولي الأمر ،وليس باتفاق أهل العلم ثم أصبحنا أمام قضية أخرى أن ما فعله الوليد لا يجوز تغييره بعد ذلك للفتن التي قد تحدث من التغيير .

ثم هناك نصوص واضحة في النهي عن بناء المساجد على القبور لما تتجاهلها أما المسجد النبوي فتستحب الصلاة فيه والصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام فعلى أقل تقدير يستثنى المسجد النبوي من عموم النهي و كأنكم تريدون تخصيص عموم أحاديث النهي عن بناء المساجد على القبور بفرد واحد من أفراد العموم على فرض أنه من أفراد هذا العموم ،وهذا أخص من موضع النزاع فلا يجوز ،و إلا فهذا قبر في بيت في مسجد وليس قبر في مسجد .

أما مسجد الخيف فلا حجة لكم فيه ؛ لأن الحديث من الغرائب و يخالف العديد من الأحاديث الأخرى منها المرفوع و الموقوف والمقطوع ثم لو كانت هناك قبور لما جاز وطئها و الجلوس عليها فضلا عن الصلاة عليها وعندنا نصوص واضحة في تحريم الجلوس على القبور و الصلاة على القبور .

ثم هذه القبور لو كانت موجودة لكانت من قبيل المندثرة و لم يبق منها أي أثر ،والأرض كلها مقبرة الأحياء و الأحكام تبنى على الظاهر .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

اليوم لديك سيارة تجوب بها الجيزة في دقائق، لو رجعتُ بك إلى قبل 300 سنة، كيف ترى المسجد والقبر قبل توسعة المسجد، والبيوت حوله، فهل تجيز أن ينتزع بيتك الملاصق للمسجد، ويدخل في المسجد، أم ترى الأنسب أن يضم ما حول المسجد من رحبته وما حول القبر مما ليس ملك لأحد ليكفي المصلين، أم يبنوا مسجدا خارج البلد فلا يصلي فيه أحد؟!.

أخي الحبيب في الماضي كانت الأراضي الصالحة للبناء أكثرها لا يوجد فيه بناء لقلة عدد الناس ،ولا نتقرب إلى الله بما حرمه ،ولو كان الأمر ضيقا فكلما ضاق الأمر اتسع ومصلحة الجماعة الشرعية الراجحة مقدمة على مصلحة الفرد إذا كانت لا تدرك إلا بتفويت مصلحة الفرد فينبش القبر و تنقل الرفاة من قبر لآخر ،ولا ندخل القبر في المسجد أما القبر النبوي و قبر صاحبيه فلقدر النبي – صلى الله عليه وسلم – و لشدة حرمة التعرض لما يؤذي النبي – صلى الله عليه وسلم – لا يجوز نقل قبره أو نقل قبر من بجواره ،ولما ينجم عنه مثل هذا الأمر من حدوث فتنة عظيمة لا يعلم عواقبها إلا الله أضف إلى ذلك أنه مدفون في جزء من بيته ،وليس في مكان منفصل مخصص لدفن الأموات ،وهذا من جنس المقبرة التي أمام المسجد مفصولة عن المسجد لا تضره ،وأين هذه الصورة من هذه الصورة ؟!.
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

كل عاقل يقول: بُنِي على قبور الأنبياء في الخيف مسجدًا، وهو مخالف للأحاديث الصحيحة؟
اتخذ قَبرُ الرسول صلى الله عليه وسلم مسجدًا في الظاهر.

وقولكم : ( بُنِي على قبور الأنبياء في الخيف مسجدًا، وهو مخالف للأحاديث الصحيحة؟ ) وهذا استدلال بحديث شاذ مخالف للكثير من الروايات منها المرفوع ومنها الموقوف ومنها المقطوع و أيضا لو كانت هناك قبور لما جاز وطئها و الجلوس عليها فضلا عن الصلاة عليها وعندنا نصوص واضحة في تحريم الجلوس على القبور و الصلاة على القبور .

ثم هذه القبور لو كانت موجودة لكانت من قبيل المندثرة و لم يبق منها أي أثر ،والأرض كلها مقبرة الأحياء و الأحكام تبنى على الظاهر .
وقولكم : (اتخذ قَبرُ الرسول صلى الله عليه وسلم مسجدًا في الظاهر. ) كلام غير صحيح فالذي اتخذ مسجدا بيت النبي - صلى الله عليه وسلم – و فيه القبر ،وليس القبر ،والمسجد النبوي مجرد فرد من أفراد آلاف المساجد فهذا أخص من موضع النزاع فتعميم باقي المساجد يحتاج لدليل منفصل و في المسجد النبوي مصلحة لا توجد في المساجد الأخرى .
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

ثم إنك قد نقلت نصوصا في حكاية توسعة المسجد النبوي، ألم تنقل أنهم هدموا حجر زوجات الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!، فكيف تدعي بعدها أنه أدخلوا بيتا لا قبرا؟!، إذا كانت الحجر قد هدمت وأدخلت في المسجد فأين البيت الذي تزعمه:

هذه هي نقولاتك، فأين البيت الذي أدخل في المسجد، بل هدمت كل الأسوار والجدران، وأدخلت في المسجد، ثم حوط القبر بعدها، وهذا ما حدث للأضرحة والقبور!


وأما التفرقة التي ذكرتها فلا دليل لك عليها، فأنت المدع وعليك البينة.
وإلا لأتى كل شخص لنا بفرق من خياله لا يعضده دليل، مثال ذلك:

ثم قلت:

ثم نقلت عن ابن شبة قوله:

فإذا هُدِمت حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت ونقلت أنت، فمن أين لك أن هناك جدارين يفصلان قبر الحبيب عن المسجد، ودعنا عن السور الحديدي فهو محدث، وإنما أتكلم عن عصر الاحتجاج، عصر الصحابة والتابعين الذين ارتضوا الصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فعل سيدنا عمر بن عبدالعزيز في خلافة الوليد، فظاهر ما نقلته أنت أنه لا يوجد إلا جدار واحد يفصل قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم عن المسجد.
فإنني لم أجد إلا سورا واحدا نقلته أيضا فقلت:

فهذا نص واضح صريح في أنه جدار واحد بين القبر وبين المصلين، ويشرحه أيضا ما نقلته عن الإمام النووي وهو ناقل له عن الإكمال، وسكتَّ عنه، فهو صريح أيضا أنه لا يوجد حاجز إلا جدار واحد، ولو سلمنا لك بأنه جداران فهذا لا يجعله بيتا كما تدعي!.
وفعلهم يشبه إدخال الأضرحة المساجد إلا أنها مربعة أو مستطيلة، وما اتخذوه أشبه بالمثلث..



وقولكم : ( ثم إنك قد نقلت نصوصا في حكاية توسعة المسجد النبوي، ألم تنقل أنهم هدموا حجر زوجات الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!، فكيف تدعي بعدها أنه أدخلوا بيتا لا قبرا؟!، إذا كانت الحجر قد هدمت وأدخلت في المسجد فأين البيت الذي تزعمه ) والجواب فرق بين هدم البيت و إعادة بنائه و بين هدم البيت و لا يعاد بنائه و كم سمعنا عن بيت هدم ثم بني ليكون أحسن حالا مما كان عليه و حجرات النبي - صلى الله عليه وسلم – غير حجرة عائشة هدمت و لم تبن مرة أخرى بخلاف حجرة عائشة هدم الجدار ثم بني فما الإشكال ؟!!

و الحجرة النبوية مازالت موجودة على مر القرون و ليس القبور الثلاثة فقط التي بها و إنكار ذلك مكابرة و مخالفة للحقائق والتاريخ.

يقول ابن تيمية : ( لما بنيت حجرته على عهد التابعين - بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم تركوا في أعلاها كوة إلى السماء وهي إلى الآن باقية فيها، موضوع عليها مشمع على أطرافه حجارة تمسكه، وكان السقف بارزا إلى السماء وبني كذلك لما احترق المسجد والمنبر سنة بضع وخمسين وستمائة وظهرت النار بأرض الحجاز، التي أضاءت لها أعناق الإبل ببصرى وجرت بعدها فتنة الترك ببغداد وغيرها .
ثم عمر المسجد والسقف كما كان، وأحدث حول الحجرة الحائط الخشبي، ثم بعد ذلك بسنين متعددة بنيت القبة على السقف، وأنكره من كرهه )[1]

و يقول حسين بكري : وفى سنة سبع وخمسين وخمسمائة عمل الملك نور الدين الشهيد محمود بن زنكى بن أقسنقر خندقا حول الحجرة النبوية مملوآ بالرصاص على ما ذكر فى الوفاء[2].

قال السمهودي : (خاتمة فيما نقل من عمل خندق مملوء من الرصاص حول الحجرة الشريفة وما ناسب سببه " قال الجمال الأسنوي في رسالة له في منع الولاة من استعمال النصارى إن الملك العادل نور الدين الشهيد رأى النبيّ صلى الله عليه وسلم في نومه في ليلة ثلاث مرات وهو يشير إلى رجلين أشقر بن ويقول أنجدني أنقذني من هذين فأرسل إلى وزيره وتجهزا في بقية ليلتهما على رواحل خفيفة في عشرين نفرا وصحب مالا كثيرا وقدم المدينة في ستة عشر يوما فزارا ثم أمر بإحضار أهل المدينة بعد كتابتهم وصار يتصدّق عليهم ويتأمل تلك الصفة إلى أن انفضت الناس فقال هل بقى أحد قالوا لم يبق سوى رجلين صالحين عفيفين مغربيين يكثران الصدقة فطلبهما فرآهما فإذا هما الرجلان اللذان أشار إليهما النبيّ صلى الله عليه وسلم فسأل عن منزلهما فأخبرانهما في رباط بقرب الحجرة فأمسكهما ومضى إلى منزلهما فلم ير إلا خيمتين وكتبا في الرقائق ومالا كثيرا فأثنى عليهما أهل المدينة بخير كثير فرفع السلطان حصيرا في البيت فرأى سردابا محفورا ينتهي إلى صوب الحجرة فارتاعت الناس لذلك وقال لهما السلطان أصدقاني وضربهما ضربا شديدا فاعترفا إنهما نصرانيان بعثهما سلطان النصارى في زي حجاج المغاربة وأمالهما بأموال عظيمة ليتحيلا في الوصول إلى الجناب الشريف ونقله وما يترتب عليه فنزلا بأقرب رباط وصارا يحفران ليلا ولكل منهما محفظة جلد والذي يجتمع من التراب يخرجانه في محفظتيهما إلى البقيع بعلة الزيارة فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت وحصل رجيف عظيم فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة فلما ظهر حالهما بكى السلطان بكاء شديدا وأمر بضرب رقابهما فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة ثم أمر بإحضار رصاص عظيم وحفر خندقا عظيما إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذيب ذلك الرصاص ومليء به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة كلها سورا رصاصا إلى الماء انتهى )[3]

و قال ابن الضياء : ( ذكر احتراق الْمَسْجِد الشريف
وَاحْتَرَقَ مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْجُمُعَة أول شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَخمسين وسِتمِائَة...وَاسْتولى الْحَرِيق على جَمِيع سقوفه حَتَّى لم يبْق فِيهِ خَشَبَة وَاحِدَة، وَبقيت السَّوَارِي قَائِمَة وذاب رصاص بَعْضهَا فَسَقَطت، وَاحْتَرَقَ سقف الْحُجْرَة المقدسة... قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: وَلما ابتدأوا بالعمارة قصدُوا إِزَالَة مَا وَقع من السقوف على الْقُبُور المقدسة فَلم يجسروا، وَرَأَوا من الرَّأْي أَن يطالعوا الإِمَام المستعصم فِي ذَلِك، وَكَتَبُوا لَهُ فَلم يصل إِلَيْهِم حول، وَحصل للخليفة الْمَذْكُور شغل باستيلاء التتار على بِلَادهمْ تِلْكَ السّنة، فتركوا الرَّدْم وأعادوا سقفاً فَوْقه على رُؤُوس السَّوَارِي الَّتِي حول الْحُجْرَة الشَّرِيفَة، فَإِن الْحَائِط الَّذِي بناه عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ حول بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين هَذِه السَّوَارِي الَّتِي حول بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغ بِهِ السّقف الْأَعْلَى، بل جعلُوا فَوق الحوائط وَبَين السَّوَارِي إِلَى السّقف شباكاً من خشب يظْهر لمن تَأمله من تَحت الْكسْوَة على دوران الْحَائِط جَمِيعه؛ لِأَنَّهُ أُعِيد بعد الاحتراق على مَا كَانَ عَلَيْهِ قبل ذَلِك، وسقفوا فِي هَذِه السّنة وَهِي سنة خمس وَخمسين الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَمَا حولهَا إِلَى الْحَائِط الشَّرْقِي إِلَى بَاب جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَمن جِهَة الغرب الرَّوْضَة الشَّرِيفَة جَمِيعهَا إِلَى الْمِنْبَر المنيف ) [4]



أخي الحبيب أعيد ما ذكره السمهودي من معارضة عروة بن الزبير لعمر بن عبد العزيز وإنكاره لإدخال حجرة عائشة في المسجد فذكر عن عروة قال : " نازلت عمر بن عبد العزيز في قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا يجعل في المسجد أشد المنازلة فأبى"، وقال: " كتاب أمير المؤمنين لا بد من إنفاذه "، قلت: "فإن كان ولا بد فاجعلوا له جؤجؤا " أي و هو الموضع المزور تشبه المثلث خلف الحجرة ) [5].
أي حائط آخر فوق الحجرة مثلث الشكل حتى لا يتأتى لأحد أن يصلي إلى جهة القبر مع استقبال القبلة ،وامتثل عمر الأمر فبنى حول الحجرة جدار آخر .

وأعيد لكم كلام النووي: (ولما احتاجت الصَّحَابَةُ - رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ - وَالتَّابِعُونَ إِلَى الزِّيَادَةِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَامْتَدَّتِ الزِّيَادَةُ إِلَى أَنْ دَخَلَتْ بُيُوتُ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهِ ، وَمِنْهَا حُجْرَةُ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - مَدْفِنُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَصَاحِبَيْهِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - بَنَوْا عَلَى الْقَبْرِ حِيطَانًا مُرْتَفِعَةً مُسْتَدِيرَةً حَوْلَهُ لِئَلَّا يَظْهَرَ فِي الْمَسْجِدِ فَيُصَلِّيَ إِلَيْهِ الْعَوَامُّ وَيُؤَدِّي الْمَحْذُورَ ثُمَّ بَنَوْا جِدَارَيْنِ مِنْ رُكْنَيِ الْقَبْرِ الشَّمَالِيَّيْنِ وَحَرَّفُوهُمَا حَتَّى الْتَقَيَا حَتَّى لَا يَتَمَكَّنَ أَحَدٌ مِنِ اسْتِقْبَالِ الْقَبْرِ وَلِهَذَا قَالَ فِي الحديث ولولا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ غَيْرَ أَنَّهُ خَشِيَ أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ )[6]

لاحظ بنوا حول القبر حيطانا مستديرة ثم بنوا جدارين من ركني القبر وحرفوهما حتى التقيا يعني جدار حوله جدار فكلام النووي يدل أن المبني عند إدخال الحجرة في المسجد جداران و ليس جدارا واحد كما تفضلت بذلك .

و قال الإسنوي : ( فَإِن الْحَائِط الَّذِي بناه عمر بن عبد الْعَزِيز رَضِي الله عَنهُ حول بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين هَذِه السَّوَارِي الَّتِي حول بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغ بِهِ السّقف الْأَعْلَى ) [7]



وقولكم : (إنما كان بكاء الناس وإنكار سعيد وغيره: بسبب رغبتهم في إبقاء الآثار التاريخية التي بقيت آثارها من الحبيب صلى الله عليه وسلم، حتى يعلمَ الجيل المتأخر كيفية حياة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ) أخي الحبيب الحاصل أن أمر هدم الحجرات و إدخالها في المسجد ليس أمرا اتفق عليه العلماء و لا ارتضوه و لا عوام الناس وهذا ما يعنينا أما مسألة عدم احتجاج أحد بأحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فيكفينا وجودها وكلام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ليس بعده كلام لأي إنسان كائنا من كان وأيضا ذكر أحد أوجه الإنكار ليس معناه عدم وجود أوجه للإنكار أخرى يعني ليس معنى أن أقول لك لا تفعل الشيء لكذا أن علة النهي هي العلة التي ذكرتها فقط فقد يكون هناك علل أخرى لكني لم أذكرها لأني استحضرت هذه العلة فقط في هذا الوقت أو لأن هذه العلة هي الأهم من وجهة نظري أو لأن العلة الأخرى معلومة مشهورة فلا تحتاج لأن اذكرها ،والإجماع يكون على الحكم و لا يشترط الإجماع على دليل معين للحكم .


[1] - اقتضاء الصراط المستقيم 2/198

[2] - تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس 2/363

[3] - خلاصة الوفا 2/176

[4] - تاريخ مكة لابن الضياء ص 286-289

[5] - خلاصة الوفا للسمهودي 2/129

[6] - شرح النووي على صحيح مسلم 5/14

[7] - تاريخ مكة لابن الضياء ص 288
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

وعلى أي افتراضٍ: مَن مِن الصحابة أو التابعية أو تابعيهم ممن أنكر إدخال القبر في المسجد من أجل النهي عنه، لا إنكار إزالة آثار الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!، عدد أسماءهم، ودلنا على نصوصهم، ولا تغشنا في ذلك....
أقول: على افتراض أنه خطأ من الوليد، وأن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه أكره على ذلك، فلِمَ لَمْ يُعدْه كما كان في خلافته؟!، أو غيره من خلفاء الأمة؟!

وقولكم : ( وعلى أي افتراضٍ: مَن مِن الصحابة أو التابعية أو تابعيهم ممن أنكر إدخال القبر في المسجد من أجل النهي عنه، لا إنكار إزالة آثار الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!، عدد أسماءهم، ودلنا على نصوصهم، ولا تغشنا في ذلك.) قبل أن تسأل هذا أسأل نفسك من من الصحابة علم ذلك وارتضاه ؟ومن من التابعين علم ذلك وارتضاه ؟ ومن من العلماء علم ذلك وارتضاه ؟ والذي ورد في التاريخ و السير أن العلماء اعترضوا على الأمر برمته وعندكم سنة رسول الله واضحة .

فآخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: « قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ، لَا يَبْقَى أَوْ لَا يَجْتَمِعُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ دِينَانِ »[1] ولم يقل اتخذوا قبور أنبيائهم مواضع للسجود كما تقولون .

وقال : «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ، وَ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ »[2] وهو صريح في أن بناء القبور على المساجد من فعل شرار الخلق فكيف تجيزونه ؟!

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - : « أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – نهى أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلى عليها »[3] و أنتم تجيزون البناء على القبور والصلاة عليها و تصرفون الحديث عن ظاهره و تقولون المقصود السجود عليها و النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نهى عن الصلاة عليها و ليس السجود عليها فقط و حتى لو نهى عن السجود عليها فمن باب أولى النهي عن الصلاة عليها .


وعَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها »[4] فمجرد الصلاة إليها لا تجوز فكيف بالصلاة عندها وكيف ببناء مسجد عندها ؟!!

وقال الشافعي :( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يحل له أن يدعها لقول أحد )[5]

وقولكم : ( أقول: على افتراض أنه خطأ من الوليد، وأن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه أكره على ذلك، فلِمَ لَمْ يُعدْه كما كان في خلافته؟!، أو غيره من خلفاء الأمة؟!
والقول بعدم إنكارهم مع أنه معصية ويؤدي إلى بطلان صلاة الأمة: قول يحتاج إلى دليل؛ لأن الأمة تأثم بتركها إنكار المنكر، ولم يصل لعلمنا أن الوليد ظالم طاغية يخشى من الإنكار عليه كالحجاج مثلا، ولم يصل لعلمنا أن عمر بن عبدالعزيز يَرضَى بمثل هذا المنكر في خلافته مما يؤدي إلى بطلان صلاة الناس، أو يخشى أن يقول له عالم: إنه منكر، مع علم الناس بعدله وورعه.) و أكرر لكم ما كتبته في البحث : لأن الأمر متعلق بحجرة عائشة التي تحوي قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – و أن الأمر بإخراجها من المسجد النبوي بعد أن كانت فيه زمن فيه مظنة السوء بفاعله و أنه أراد أمرا سيئا يضمره .

و مظنة امتهان قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – مرة تدخل الحجرة في المسجد و مرة تخرج الحجرة من المسجد ،و قد يظن أن هذا تلاعب بالحجرة النبوية ،وتصبح الحجرة النبوية ألعوبة في يد الأمراء هذا يدخلها المسجد و هذا يخرجها ثم يأتي أمير آخر يدخلها و يأتي آخر يخرجها وهكذا .

وقد يظن أن هذا تنقص من شخص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وصاحبيه – رضي الله عنهما - وقد تحدث فتنة عظيمة بين الناس و يحدث قتال و خصومات .

وقد يتخذ أعداء الإسلام من هذا مدخلا لصد الناس عن الإسلام فيقولون مثلا : أرأيتم قبر نبيهم يتلاعبون به أو أرأيتم يتنقصون من نبيهم و صاحبي نبيهم .

و كل هذه الأسباب و غيرها تجعل النفس لا تطمئن لإخراج حجرة عائشة – رضي الله عنها – من المسجد النبوي سدا للفتن التي قد تحدث من هذا الأمر ،وألا يظن أن هذا الأمر فيه تنقص أو امتهان للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أو تلاعب بالحجرة النبوية الشريفة و لئلا يتخذ ذريعة لنيل من الإسلام ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح ،وهناك العديد من النصوص تدل على الأخذ بدليل سد الذريعة و منها :
عن عَائِشَةَ – رضي الله عنها -، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « يَا عَائِشَةُ، لَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ: بَابًا شَرْقِيًّا، وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنَ الْحِجْرِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتِ الْكَعْبَةَ »[6] .

و قد كانت المصلحة أن تكون الكعبة على قواعد إبراهيم – عليه السلام - وأن يكون باب الكعبة متاحاً ليدخل منه جميع الناس الغني منهم والفقير السيد و الرقيق ، ولكن هدم الكعبة لتبنى علي قواعد إبراهيم سينتج عنه مفسدة أعظم ،وهي حدوث فتنة لمن دخل في الإسلام منذ زمن يسير فسيقول حديث العهد بالإسلام : إن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا يقدس الكعبة، وآباؤنا كانوا يقدسون الكعبة ، فيفتنون عن دينهم أو يظن من أسلم من قريش أن النبي - صلى الله عليه وسلم – هدم الكعبة وأعاد البناء من أجل أن يأخذ هذه المفخرة لنفسه ، فيكفرون مرة أخرى ،فترك النبي - صلى الله عليه وسلم – مصلحة هدم الكعبة و بناءها من جديد على قواعد إبراهيم – عليه السلام – لدرء مفسدة افتتان الناس بهدم الكعبة .

وقَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ - قَالَ سُفْيَانُ: مَرَّةً فِي جَيْشٍ - فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ، رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: «دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ» فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَقَالَ: فَعَلُوهَا، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «دَعْهُ، لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ »[7]

و قد كانت المصلحة أن يقتل هذا المنافق لكن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ترك قتله مع كونه مصلحة لئلا يكون ذلك ذريعة لتنفير الناس عنه ولئلا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه ، فإن قول الناس أن محمدًا يقتل أصحابه يوجب النفور عن الإسلام ممن دخل فيه ومن لم يدخل فيه ، ومفسدة التنفير أكبر من مفسدة ترك قتل هذا المنافق ومصلحة التأليف أعظم من مصلحة القتل .

و تطمئن النفس إلى أن إبقاء حجرة عائشة – رضي الله عنها - في المسجد من جنس إبقاء الكعبة على ما هي عليه خوفا من الفتنة بين المسلمين و على المسلمين .


و القلب يجزم أن من حكم تقدير الله بأن تبقى حجرة عائشة – رضي الله عنها - في المسجد : حماية القبر الشريف من أن يصلى إليه أو عنده أو يصير وثنا يعبد من دون الله فأصبح قبر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في مأمن من الصلاة إليه أو عنده أو التمسح به فلا يمكن أن يتخذ قبره مسجدا و قد فصل بيته فضلا عن قبره عن الناس بثلاثة جدران فلا يمكن أن يباشر بالعبادة له من دون الله صيانة لقبره أن يُفعل عنده كما فعلت اليهود والنصارى عند قبور أنبيائهم .





[1] - رواه مالك في الموطأ رقم 3322 ،ورواه عبد الرزاق في مصنفه رقم 9987 ،والبيهقي في السنن الكبرى رقم 18750

[2] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 434, ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 528

[3] - رواه أبو يعلى في مسنده رقم 1020 وإسناده صحيح

[4] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 972 وأبو داود في سننه رقم والترمذي في سننه رقم 1050

[5] - الإيقاظ للفلاني ص 68

[6] - رواه مسلم في صحيحه رقم 1333

[7] - رواه البخاري في صحيحه رقم 4905 ، ورواه مسلم في صحيحه رقم 2584
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

ويقال لك أيضا: خل الأضرحة اليوم كما هي خشية الفتنة كما ترك قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم.
أقول هذا الكلام: تنزلا، لا اعتقادا

.

وقولكم : (خل الأضرحة اليوم كما هي خشية الفتنة كما ترك قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم. ) أين هذا من هذا ،و النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مدفون في بيته الذي بمسجده ،و هو الذي بنى المسجد و لم يشيد المسجد على قبر و دفن في حجرته و لم يدفن في المسجد والدفن في المساجد ليس من سنة الإسلام بل من عادات أهل الأوثان ،و من سنة الإسلام الدفن في المقابر .

وهذه الأضرحة أسست على غير هدى و هي بدعة محدثة و يحدث عندها شركيات و مخالفة لهدي النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - و لا يجوز الصلاة فيها بل ولا تصح أيضا و لا دليل يخرجها من عموم النهي عن اتخاذ القبور مساجد .


و أكرر لكم : لماذا لا نصلي في مسجد به قبر ؟

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم – لعن من فعل ذلك فقال : « لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » [1] ،والصلاة في مسجد به قبر من اتخاذ القبور مساجد .

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن الصلاة في المساجد التي بها قبور و بناء المساجد على القبور من فعل اليهود و النصارى حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – : « أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ، وَ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ »[2] ،و قال : « لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » ، وقد أمرنا بمخالفة الكفار و المشركين فيما هو من خصائصهم فقد قال النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « خَالِفُوا المُشْرِكِينَ »[3] ،و قال : « إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ »[4] ،و قال : « جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، وخالفوا المجوس »[5] ، و مخالفة الكفار في الظاهر توجب المباينة منهم في الباطن، و المشاركة في أفعالهم الظاهرة توجب الاختلاط الظاهر حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين أهل الإسلام وأهل الكفر والشرك.

لا نصلي في مسجد به قبر حتى لا نتشبه باليهود و النصارى في صلاتهم في المساجد التي بها قبور ،و قد قال النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[6] ،والتشبه بالكفار يدل على نوع مودة ومحبة لهم، وإن لم يجاهر المتشبه بذلك إذ المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر .

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى أن يبنى على القبور أو يقعد عليها أو يصلى عليها[7] ،والصلاة في مسجد به قبر تدخل في حكم الصلاة على القبور ومن يفعل ما حذر منه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فهو على خطر عظيم فقد قال تعالى : ï´؟ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ï´¾ [ النور من الآية 63 ]


لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن الصلاة في مسجد به قبر و بناء المساجد على القبور و اتخاذ القبور مساجد من فعل شرار الخلق فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : « أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ، وَ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ »[8] ،وقال : « إنّ مِنْ شِرَارِ الناس ِ، مَنْ تدْرِكهُمُ السّاعَة ُ وَهُمْ أَحْياءٌ، وَمَنْ يَتَّخِذُ القبوْرَ مَسَاجِد »[9] ، و كيف يليق بعاقل أن يفعل فعل شرار الناس ؟!! .

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن في الصلاة في مسجد به قبر ذريعة إلى عبادة صاحب القبر ،والتعلق به ودعائه في جلب المنفعة ،ودفع النقمة ،وهذا عين الشرك الذي وقع فيه المشركين وحذر منه الأنبياء والمرسلين ،وقال ابن باديس – رحمه الله - : ( وذرائع الفساد تسد، لا سيما ذريعة الشرك ودعاء غير الله التي تهدم صروح التوحيد. وانظر إلى ما جاء في حديث ابن عباس في أصنام قوم نوح وكيف كان أصل وضعها، وكيف كان مآلها.

وتعال إلى الواقع المشاهد نتحاكم إليه، فإننا نشاهد جماهير العوام يتوجهون لأصحاب القبور ويسألونهم، وينذرون لهم، ويتمسحون بتوابيتهم، وقد يطوفون بها، ويحصل لهم من الخشوع والابتهال والتضرع ما لا يشاهد منهم إذا كانوا في بيوت الله التي لا مقابر فيها. فهذا هو الذي حذر منه الشرع قد أدت إليه كله )[10].


لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن في الصلاة في مسجد به قبر تعظيم لصاحب القبر تعظيما غير مأذون فيه و غلو في صاحب القبر وهذا لا يجوز قال ابن تيمية – رحمه الله - : ( وَقَدْ نَهَى النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الصَّلَاةِ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَعِنْدَ غُرُوبِهَا وَعِنْدَ وُجُودِهَا فِي كَبِدِ السَّمَاءِ وَقَالَ إنَّهُ حِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمُشَابَهَةِ لَهُمْ وَإِنْ لَمْ يَقْصِدْ الْمُصَلِّي السُّجُودَ إلَّا لِلْوَاحِدِ الْمَعْبُودِ. فَكَيْفَ بِالصَّلَاةِ فِي الْمَسَاجِدِ الَّتِي بُنِيَتْ لِتَعْظِيمِ الْقُبُورِ؟!! ) [11].

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن في الصلاة في مسجد به قبر مظنة الصلاة لصاحب القبر ولا يؤمن أن يجيء من بعد العصر الذي اتخذ فيه القبر مسجدا من يظن أن العبادة لصاحب القبر تعظيما له ،وهذا لا يجوز .

لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن القبور ليست محلا للصلوات و العبادة فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : « اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا » [12] ،وقال : «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ »[13] .


لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن في الصلاة في مسجد به قبر شبهة التبرك بصاحب القبر ،و التبرك بالقبور حرام لا يجوز ،وفيه إثبات تأثير شيء لم ينزل الله به سلطانًا ، وإذا اعتقد الشخص أن لصاحب القبر تأثيرًا أو قدرة على دفع الضرر أو جلب النفع كان ذلك شركًا أكبر .


قال ابن تيمية – رحمه الله - : ( فأما إذا قصد الرجل الصلاة عند بعض قبور الأنبياء والصالحين، متبركا بالصلاة في تلك البقعة، فهذا عين المحادة لله ورسوله، والمخالفة لدينه، وابتداع دين لم يأذن به الله، فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، من أن الصلاة عند القبر - أي قبر كان - لا فضل فيها لذلك، ولا للصلاة في تلك البقعة مزية خير أصلا، بل مزية شر )[14].



لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن المساجد التي بها قبور يأتي إليها كثير من الناس للتبرك أو اعتقاد فضل الصلاة عندها أو استجابة الدعاء بسبب وجود المقبور فيها فالصلاة في هذه المساجد فيها إقرار لما يفعل من شركيات و أفعال محرمة .




[1] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 4441 , ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 529

[2] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 434, ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 528

[3] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 5892 ، ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 259

[4] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 3462 ، ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 2103

[5] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 260

[6] - - رواه أبو داود في سننه حديث رقم 4031

[7] - رواه أبو يعلى في مسنده رقم 1020 وإسناده صحيح

[8] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 434, ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 528

[9] - رواه أحمد في مسنده رقم 4143 ،وابن خزيمة في صحيحه رقم 789 و ابن أبي شيبة في مسنده رقم 272 و ابن حبان في صحيحه رقم 2325

[10] - مجالس التذكير من حديث البشير النذير لابن باديس ص 149

[11] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 27/489

[12] - رواه البخاري في صحيحه حديث رقم 432 , ورواه مسلم في صحيحه حديث رقم 777

[13] - رواه مسلم في صحيحه حديث رقم 780

[14] - اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 2/192
 
إنضم
4 يناير 2008
المشاركات
1,323
التخصص
طبيب تخدير
المدينة
الجيزة
المذهب الفقهي
ما وافق الدليل
رد: حكم الصلاة في مسجد به ضريح و الرد على شبهات الصوفية ومن نحى نحوهم

ودعني أجمل لكم أدلتكم من وجهة نظري القاصرة فأدلتكم إما دليل أعم من موضع النزاع وهو الاستدلال بحديث جعلت لي الأرض مسجد و حديث الأرض كلها مسجد و هذا لا يناقض الأحاديث الخاصة بحرمة بناء المساجد على القبور وحرمة الصلاة على القبور و اتخاذ القبور مساجد .

و إما دليل أخص من موضع النزاع وهو الاستدلال بوجود قبر النبي - صلى الله عليه وسلم –وصاحبيه في المسجد النبوي فعلى فرض أن القبر النبوي في المسجد النبوي وليس في بيته فهذه حالة خاصة وقعت و تعذر تغييرها للفتن التي قد تحدث من التغيير فهذا لا يعمم جواز إدخال أي قبر آخر في مسجد من المساجد ، ولا يجتمع في الإسلام مسجد وقبر .

وإما دليل غير صحيح و لا صريح وهو الاستدلال بأن مسجد الخيف قبر فيه سبعون نبيا فعلى فرض صحته فليس لهذه القبور أثر يذكر و العبرة في الأحكام بالظاهر و الأرض كلها مقبرة الأحياء .

ودعني أقول لكم إن كلامكم يصادم النصوص النبوية الصريحة دون دليل صحيح صريح خال من معارض معتبر و في كلامكم تخصيص للعام بلا مخصص و تعميم للخاص بلا دليل صحيح صريح خال من معارض معتبر .

و على التسليم بصحة كلامكم في جواز الصلاة في المساجد التي بها قبور فهذه المساجد تترك الصلاة فيها من باب عدم الإقرار على الباطل إذ بالكثير منها شركيات و أفعال جاهلية ،ومن باب سد الذريعة تغلق هذه المساجد لأنها ذريعة إلى الشرك وكيف نتقرب إلى الله في مكان يشرك بالله فيه ؟! و الواقع يشهد بذلك ،والقبر النبوي حماه الله من حدوث شركيات مباشرة عنده لأنه داخل بيت وهذا البيت حوله جدار و هذا الجدار حوله جدار و والمملكة السعودية جعلت في المسجد النبوي عند الحجرة الشريفة مشايخ فضلاء ينهون الناس عن الشركيات .

أما تغيير هذا المنكر فالأمر على قدر الاستطاعة ومتروك لأولي الأمر وقد يؤجل تأخير تغيير المنكر من أجل عدم حدوث فتنة أكبر ،و ليس معنى هذا جواز الصلاة في هذه المساجد .

ولكل وجهة هو موليها ،وجزاكم الله خيرا
 
أعلى