بارك الله فيكما .. وجزاكما كل خير
مما قرأت في ذلك
الضمير المستخدَم في البحث:
يُلام الباحث الذي يَستخدم ضمير المتكلِّم الفرد
(قمتُ، وحاولتُ، واستنتجتُ) بأنه مزهوٌّ بنفْسه!
كما يُلام الباحِثُ الذي يَستخدم ضميرَ المتكلِّم الجمْع
(قُمنا، وحاولْنا، واستنتجْنا) بأنَّه يُعظِّم نفسه بصيغةِ الجمع، وهو في أوَّل طريق البحْث العِلمي!
لذلك يهرب بعضُ الباحثين مِن هذا وذاك إلى استخدام ضمير الغائب، فيقول:
(ويَرَى الباحِثُ، وحاول الباحِث، واستنتج الباحِث) فيُوقعنا في الالتباس، حيث يظنُّ قارئه أنَّه يعني باحثًا آخرَ غيرَه.
وهناك مِن الباحثين
"المساكين" مَن يلجأ إلى إضفاء صِفة الحياة على البَحْث نفْسِه، فيقول:
(ويرَى البحثُ، ويقوم البحْثُ، ويستنتج البحثُ)؛ حتى يتخلَّص مِن اللوم السابق.
والقليل جدًّا يستخدم أسلوبًا وصفيًّا، محاولاً الاختفاء تمامًا وراءَه، فيقول:
(وقدْ تَم التوصُّلُ إلى كذا، وقدْ جرَى مناقشة كذا)، وهذا أسلوب جيِّد بدون شكٍّ، لكنَّه يحتاج إلى قُدرة لُغويَّة عالية.
والواقع أنَّ الأساتذة المناقشين للرَّسائل العلميَّة مختلفون في تقبُّل أيِّ واحدة مِن هذه الطرق، وأنا شخصيًّا لا أجِد مانعًا مِن استخدام ضمير المتكلِّم الفرد؛ لأنَّه يعبِّر بالفعل عما هو واقِع، فالباحثُ هو الذي فَعَل وفَعَل... ومِن الطبيعي أن يُنسَب الفعلُ لصاحبه.
ولكن هذا الرأي الخاص بي لا يُمكن تعميمُه إلاَّ إذا قبِله بهذا التبريرِ معظمُ الأساتذة المناقشين.
وللخروج مِن هذا المأزق الصَّعْب، يمكن أن يَجمَع الباحث بيْن الأسلوب الوصفي المحايد الذي سبقتِ الإشارة إليه، مع التقليل قدْرَ الإمكان مِن استخدام ضمير المتكلِّم الفرْد.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/library/0/37636/#ixzz3FvbqwJUR
قلت: لعل من الأفضل أن نحاول تجنب الضمير قدر المستطاع فنقول مثلا في الرأي الراجح:
(بعد عرض الأقوال ، وما ورد عليها من مناقشات يظهر - والله أعلم - أن القول الراجح ....)