العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
.: مقدمة :.

ظهر في زماننا أناس يشككون في السنة النبوية فيأخذون من الأحاديث ما يوافق عقولهم ويتركون ما عداها
وهؤلاء إن كانوا تواجدوا على مر التاريخ إلا أن انتشارهم في عصرنا زاد وتوسع بسبب التطور العلمي الذي نعيشه واتجاه الناس إلى تحكيم العقول في كل شيء بالإضافة إلى تزاحم الأفكار الغريبة الوافدة من هنا وهناك على عقول الناس دون توجيه أو ضبط

الخطر في الموضوع أن هذه الأفكار أصبحت تجذب شباب المسلمين خاصة فشككوا في صحة الأحاديث وتجرؤوا في الحكم على بعض الأحاديث الصحاح وردها بحجة أن عقولهم لا تقبلها فضلّوا وأضلّوا
حتى أصبحت ظاهرة انتشرت في مختلف بلاد المسلمين

من هنا وجب وضع قواعد في الرد على أمثال هؤلاء رداً علمياً هادئاً موازياً لطرحهم
وهذا ما وجدته في هذا البحث المفيد الذي أنقله لكم هنا
سائلة المولى أن يهدي شباب المسلمين ويرد الجاهل منهم إلى الحق رداً جميلاً
إنه ولي ذلك والقادر عليه
والحمد لله رب العالمين
--------------------------
وكتبته أم طارق
13/ محرم/ 1436هـ
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القواعد السبع الكافية
في الرد على عدنان إبراهيم في منهجه التشكيكي للسنة النبوية

محمد بن علي بن جميل المطري
الحمد لله الذي حفظ سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأهل الحديث، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، أما بعد:
فهذه سبع قواعد مهمة تبين منهج العلماء في التعامل مع السنة النبوية، وتبين بُعد عدنان إبراهيم عن المنهج العلمي للعلماء في دراسة السنة المطهرة، وفيها كفاية في الرد على منهجه التشكيكي للسنة الصحيحة، حيث يرد منها ما يشاء، ويقبل منها ما يشاء، ويحسب أنه يحسن بذلك صنعا!!
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة الأولى: الجزم في مقام الاحتمال القوي معيب.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" شرح صحيح البخاري (1/ 204): "طريقة البخاري في الأحكام التي يقع فيها الاختلاف أن لا يجزم فيها بشيء بل يوردها على الاحتمال"، وهذه طريقة المنصفين من العلماء كما قال الشافعي رحمه الله: "قولي صواب يحتمل الخطأ وقولك خطأ يحتمل الصواب"، وقد عاب العلماء على الحافظ ابن حبان والعلامة الكرماني رحمهما الله الجزم في مقام الاحتمال، قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/ 122): "أبداه عياض والقرطبي احتمالا، وقال النووي: إنه الأظهر، وجزم به ابن حبان كعادته "، وقال أيضا في "فتح الباري" (7/ 67): "لم أعرف من أين تهيأ للكرماني الجزم بذلك مع الاحتمال؟!!"، وما أكثر ما يجزم عدنان إبراهيم مع وجود الاحتمال القوي مثل جزمه بأن أحاديث رجم الزاني المحصن منسوخة، ولم يأت بدليل مقبول على جزمه هذا، مع أن احتمال كونه غير منسوخ هو الظاهر وهو الأصل وهو اليقين والإجماع!!
والمراد بالاحتمال في هذه القاعدة ما كان احتمالاً قوياً له وجه شرعي يسنده، وقرائن احتفت به تقويه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى الكبرى (1/ 224): "كل احتمال لا يُسند إلى أمارة شرعية لم يُلتفت إليه". فإذا كان الاحتمال بعيدا فلا بأس بالجزم، قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 461): "الشك لا يؤثر في الجزم".

 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة الثانية: تكذيب الخبر مع احتمال صدقه ضلال مبين.

قال الله تعالى: ï´؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ï´¾ [فصلت: 52]، والحديث الصحيح وحي من الله، قال تعالى: ï´؟ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ï´¾ [النجم: 3، 4]، وروى أحمد في مسنده (22215) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2178) عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنما أَقُولُ مَا أُقَوَّلُ "، أي أقول لكم ما أوحاه الله إلي، وروى أحمد في مسنده (17174) وأبو داود في سننه (4604) بسند صحيح عن المقدام بن معدي كرب الكندي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بالقرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه".

قال ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 348): "وأما رد الحديث بالقياس فلو لم يكن فيه إلا أنه قياس فاسد مصادم للنص لكفى ذلك في رد القياس، ومعلوم أن رد القياس بصريح السنة أولى من رد السنة بالقياس، وبالله التوفيق".

وما أكثر ما يرد عدنان إبراهيم كثيرا من الأحاديث الصحاح لأدنى شبهة تعرض له مثل أحاديث نزول عيسى بن مريم آخر الزمان، وأحاديث الشفاعة وخروج الموحدين من النار برحمة الله الواسعة، فهو يُكذِّبها ويكفر بها ويجحدها مع أنه لو أنصف لوجد أن احتمال صدقها قوي جدا والشبهة في ردها ضعيفة جدا!!

فطريقة العلماء ليست التكذيب والإنكار بما لم يحط الإنسان بعلمه ï´؟ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ï´¾ [يونس: 39]، ولا الجزم في مقام الاحتمال المعتبر، قال تعالى: ï´؟ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ï´¾ [الإسراء: 36] أي لا تقل ما لا تعلم، قال ابن كثير في تفسير هذه الآية (5/ 75): " نهى الله تعالى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى: ï´؟ اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ï´¾ [الحجرات: 12]، وفي الحديث: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث"".

وقد بحثت في المكتبة الشاملة في كتب التفسير وعلوم القرآن والفقه وشروح الحديث والفتاوى وكتب ابن تيمية وابن القيم عن كلمة: (يحتمل) وما تصرف منها فوجدتها 68300 (قريب من سبعين ألفا في 1100 كتاب)!!

فانظروا إلى منهج العلماء رحمهم الله، لا كالمتعالمين الذين يجزمون في مقام الاحتمال، ولا كأهل البدع والضلال الذين يُكذِّبون بعض أحاديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم وينكرونها ويجحدونها بدعوى أنها لم تدخل عقل الواحد منهم!!

وقد قرن الله من يُكذِّب بالصدق بمن كذَب على الله، وحكم عليهما جميعا بأنهما ظالمين فقال الله تعالى: ï´؟ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ * وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ï´¾ [الزمر: 32، 33].
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة الثالثة:اليقين لا يزول بالشك،
وخبر المتخصصين في علمٍ ما لا يصح أن يرده الجاهلون بذلك العلم بالظن.



فمثلا قواعد أهل الطب لا يُقبل ردها من الجاهلين بالطب، وقواعد النحاة لا يردها الجاهل بالنحو، وهكذا ما صححه المحدثون من الأحاديث لا يُقبل ردها بالظن، فإن الظن لا يغني من الحق شيئا، ونقول لمن أراد أن يشكك في حديث في الصحيحين أو في غيرهما مما صححه أهل الحديث: لن يُقبل ذلك منك إلا إذا أتيت بحجة بينة بحسب القواعد التي وضعها أهل الحديث رحمهم الله، فإنهم لا يضعفون الحديث إلا لطعن في أحد الرواة أو لسقط في الإسناد، فأثبت لنا أن أحد رواة الحديث غير ثقة أو أنه أخطأ في روايته، أو أثبت لنا أن هناك سقطا في الإسناد وانقطاعا، وإلا فاسكت خيرا لك.

فطريقة أهل الحديث أنهم يجمعون طرق الحديث فيتبين لهم الصواب من الخطأ، وبجمعهم للروايات يتبين لهم حال الرواة في الحفظ والإتقان، فمن وافق من الرواة أصحابه الذين يشاركونه في الرواية عن شيخهم تبين لهم ضبطه وإتقانه، فإن خالفهم بالزيادة والنقصان والخطأ تبين لهم ضعف حفظه، فإن أضاف إلى ذلك تفرده بروايات عن شيخهم الواحد ولم يذكرها غيره من طلاب ذلك الشيخ تبين لأهل الحديث كذب ذلك الراوي أو اتهموه بالكذب بحسب إكثاره من التفرد وبحسب مروياته ومخالفته لأقرانه الذين يروون عن شيخ واحد.

قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه (1/ 7): "وعلامة المنكر في حديث المحدث، إذا ما عُرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضا، خالفت روايته روايتهم، أو لم تكد توافقها، فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث، غير مقبوله".


وقال ابن أبي حاتم رحمه الله في مقدمة كتابه الجرح والتعديل (1/ 5 -7 ): " وجب أن نميز بين عدول الرواة وثقاتهم وأهل الحفظ والثبت والإتقان منهم، وبين أهل الغفلة والوهم وسوء الحفظ والكذب واختراع الأحاديث الكاذبة. ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عز وجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حُق علينا معرفتهم، ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن أحوالهم، وإثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا أمناء في أنفسهم، علماء بدينهم، أهل ورع وتقوى وحفظ للحديث وإتقان به وتثبت فيه، وأن يكونوا أهل تمييز وتحصيل، لا يشوبهم كثير من الغفلات، ولا تغلب عليهم الأوهام فيما قد حفظوه ووعوه، ولا يشبه عليهم بالأغلوطات. وأن يُعزل عنهم الذين جرحهم أهل العدالة وكشفوا لنا عن عوراتهم في كذبهم، وما كان يعتريهم من غالب الغفلة وسوء الحفظ وكثرة الغلط والسهو والاشتباه، ليُعرف به أدلة هذا الدين.وليُعرف أهل الكذب تخرصا، وأهل الكذب وهما، وأهل الغفلة والنسيان والغلط ورداءة الحفظ، فيُكشف عن حالهم، فيسقط حديث من وجب منهم أن يسقط حديثه ولا يُعبأ به ولا يُعمل عليه، ويُكتب حديث من وجب كتب حديثه منهم على معنى الاعتبار.ثم احتيج إلى تبيين طبقاتهم ومقادير حالاتهم وتباين درجاتهم؛ ليُعرف من كان منهم في منزلة الانتقاد والبحث عن الرجال والمعرفة بهم، وهؤلاء هم أهل التزكية والتعديل والجرح. ويُعرف من كان منهم عدلا في نفسه من أهل الثبت في الحديث والحفظ له والإتقان فيه. ومنهم من قد ألصق نفسه بهم ودلسها بينهم ممن قد ظهر للنقاد العلماء بالرجال منهم الكذب، فهذا يُترك حديثه ويطرح روايته ويُسقط ولا يُشتغل به" انتهى بتصرف واختصار.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة الرابعة: إذا تعارض نصان ثابتان يُجمع بينهما ولا يُكذَّب أحدهما.

إذا تعارض نصان ثابتان سواء كانا آيتين أو آية وحديثا، أو حديثين، فإن العلماء يقولون: يُجمع بينهما فإن لم يمكن يُنظر الناسخ من المنسوخ، فإن لم يُعرف المتقدم من المتأخر يُرجح بينهما، والمرجحات عند العلماء أكثر من 100 مرجح لا يعلم منها المشككون في السنة إلا أن يُقدم القرآن على السنة أو المتواتر على الآحاد!! ثم إن لم يمكن الترجيح يقولون: نتوقف وفوق كل ذي علم عليم.
انظر في بيان هذا كتاب نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر ص 97، وانظر كتاب التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للحافظ العراقي رحمه الله ص 286 وما بعدها فقد ذكر مائة وعشرة من المرجحات!! فهذه طريقة أهل العلم قديما وحديثا، أما طريقة أهل الأهواء فالتكذيب والرد لما يظنونه لا يدخل عقولهم!! وطريقتهم هذه مبتدعة ومتناقضة، وقد توصلهم إلى الكفر إن أعملوها في نصوص القرآن الكريم، وهم إن لم يعملوها في القرآن وأعملوها في السنة فقد تناقضوا؛ فإن القرآن والسنة الصحيحة كلاهما وحي وكلاهما حق، وإن صدَّقوا ببعض الآيات القرآنية وإن لم تدخل عقولهم فلماذا لا يقبلون بعض ما في السنة مما لم يدخل عقولهم؟!!
وهذا التناقض الواضح يكفي في بيان بطلان منهجهم، فإن في القرآن العظيم أشياء تحير العقل ويجب الإيمان بها وإن لم تدخل عقولنا، وسأذكر ثلاثة أمثلة من سورة واحدة وهي سورة الكهف:
1- قصة أصحاب الكهف العجيبة وفيها قال تعالى: ï´؟ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ï´¾ [الكهف: 25]، وهذا شيء عجيب جدا قد لا يدخل عقول الكفرة، ولكننا نؤمن به ولا نشك فيه لقول الله، ولو جاءت هذه القصة في حديث صحيح لما شككنا فيه أيضاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. 2- قصة موسى مع الخضر عليهما الصلاة والسلام فيها عجائب كثيرة منها قوله تعالى: ï´؟ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ï´¾ [الكهف: 61] أي أحياه الله بعد موته واتخذ طريقاً في البحر، حيث حبس الله جرية الماء فصار هناك نفقاً في مكان دخول الحوت البحر!! وهذا شيء عجيب جدا كما قال فتى موسى: ï´؟ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ï´¾ [الكهف: 63]، فهل يدخل هذا العقل؟! نعم يدخل عقول المؤمنين، ومن كذَّب بهذا كفر، ولو كان هذا في حديث صحيح لآمنا به، ولم نقل: هذا من الإسرائيليات كما هو منهج المهندس عدنان إبراهيم!! 3- قصة ذي القرنين وبنائه الردم، قال تعالى حاكيا عنه: ï´؟ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ï´¾ [الكهف: 96، 97]، وهذا أمر عجيب جدا يحير العقول ولكن ليس محالا، فالله آتى ذا القرنين من كل شيء سببا، ونحن نؤمن بهذه القصة التي أخبرنا الله عنها ولا نشك فيها، ومن شك فيها وقال: هذا من أساطير الأولين فقد كفر، ولو كانت هذه القصة في حديث صحيح ولو كان في صحيحي البخاري ومسلم لسمعنا عدنان إبراهيم يسارع بقوله: هذا من خرافات الأولين!! ولسمعنا أتباعه يرددون قوله كالببغاوات ويقولون: هذا لا يدخل العقل ولا يمكن أن نصدقه أبداً!!

وكأني بالإمام أبي محمد بن قتيبة رحمه الله المتوفى سنة 276هـ يرد على عدنان إبراهيم وأشباهه في كتابه تأويل مختلف الحديث ص 61: "قال أبو محمد: وقد تدبرت -رحمك الله- كلام العايبين فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ويعيبون الناس بما يأتون، ويبصرون القذى في عيون الناس، وعيونهم تطرف على الأجذاع، ويتهمون غيرهم في النقل، ولا يتهمون آراءهم في التأويل. ومعاني الكتاب والحديث، وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة، لا يدرك بالطفرة والكيفية والكمية والأينية، ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما، وضح لهم المنهج، واتسع لهم المخرج" انتهى كلامه رحمه الله. ومدرسة عدنان إبراهيم العقلية ليست جديدة، بل هي قديمة جداً من قبل عهد ابن قتيبة رحمه الله لكنها تتكرر في كل عصر، وما أكثر ضحايا هذه المدرسة التشكيكية، قال الله سبحانه: ï´؟ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ï´¾ [يونس: 36]، وقال تعالى: ï´؟ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ï´¾ [البقرة: 147]، فكونوا يا عباد الله من الصدِّيقين ولا تكونوا من المرتابين!!
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة الخامسة: باجتماعِ النقلِ الصحيح والعقلِ الصريح تُدْرَكُ الحقائق الشرعيَّةُ.

باجتماعِ النقلِ الصحيح والعقلِ الصريح تُدْرَكُ الحقائق الشرعيَّةُ؛ فلا النقلُ وحده يُفِيدُ فاقدَ العَقْلِ، ولا العقلُ وحده يُفِيدُ فاقدَ النَّقْل، فلا بد من اجتماعهما، وبنقصِ واحدٍ منهما تَنْقُصُ المعرفةُ بالحَقّ. وليس في العقل الصريح ولا في شيء من النقل الصحيح من القرآن والسنة ما يوجب مخالفة الشرع أصلاً، قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموعة الرسائل والمسائل (3 /64-65): "كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصريح المعقول، والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح، ولكن كثيراً من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا، فمن عرف قول الرسول ومراده به كان عارفاً بالأدلة الشرعية وليس في المعقول ما يخالف المنقول، ولهذا كان أئمة السنة على ما قاله أحمد بن حنبل: معرفة الحديث والفقه فيه أحب إلي من حفظه، أي معرفته بالتمييز بين صحيحه وسقيمه، والفقه فيه معرفة مراد الرسول وتنزيله على المسائل الأصولية والفروعية أحب إلي من أن تحفظ من غير معرفة وفقه، وهكذا قال علي بن المديني وغيره من العلماء فإنه من احتج بلفظ ليس بثابت عن الرسول أو بلفظ ثابت عن الرسول وحمله على ما لم يدل عليه فإنما أتي من نفسه. وكذلك العقليات الصريحة إذا كانت مقدماتها وترتيبها صحيحاً لم تكن إلا حقاً لا تناقض شيئاً مما قاله الرسول، والقرآن قد دل على الأدلة العقلية التي بها لم تكن إلا حقاً وتوحيده وصفاته وصدق رسله وبها يعرف إمكان المعاد، ففي القرآن من بيان أصول الدين التي تعلم مقدماتها بالعقل الصريح ما لا يوجد مثله في كلام أحد من الناس " انتهى مختصرا.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة السادسة: إن تعارض النقل والعقل في الظاهِرِ قُدِّمَ النَّقْلُ على العقلِ.

إن تعارض النقل والعقل في الظاهِرِ قُدِّمَ النَّقْلُ على العقلِ؛ لأنَّ النَّقْلَ عِلْمُ الخالِقِ الكامِلِ، والعَقْلَ عِلْمُ المخلوقِ القاصِر، وهذا التعارض يكون بحسب الظاهر لا في حقيقة الأمر؛ فإنه لا يمكن أبداً حصول تعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح، وإذا وجد تعارض فإما أن يكون النقل غير صحيح أو العقل غير صريح . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة العرشية ص35: " ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كله حق يصدق بعضه بعضا، وهو موافق لفطرة الخلائق، وما جعل فيهم من العقول الصريحة، والقصود الصحيحة، لا يخالف العقل الصريح، ولا القصد الصحيح، ولا الفطرة المستقيمة، ولا النقل الصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما يظن تعارضها: من صدَّق بباطل من النقول، أو فهم منه ما لم يدل عليه، أو اعتقد شيئا ظنه من العقليات وهو من الجهليات، أو من الكشوفات وهو من الكسوفات إن كان ذلك معارضا لمنقول صحيح وإلا عارض بالعقل الصريح، أو الكشف الصحيح، ما يظنه منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون كذبا عليه، أو ما يظنه لفظا دالا على شيء ولا يكون دالا عليه ". والعقل كالبَصَر، والنقل كالنُّور؛ لا يَنتفِعُ المُبْصِرُ بعينِهِ في ظلامٍ دامِس، ولا يَنتفِعُ العاقلُ بعقلِهِ بلا وَحْي، وبِقَدْرِ النورِ تَهْتَدِي العَيْن، وبقدرِ الوحيِ يَهتَدِي العَقْل، وبكمالِ العقلِ والنقلِ تَكتمِلُ الهدايةُ والبصيرة؛ كما تَكتمِلُ الرؤيةُ حِينَ الظَّهِيرَة، فالمؤمنون أبصر الناس بالحقائق الشرعية لجمعهم بين النقل الصحيح والعقل الصريح قال تعالى: ï´؟ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [الأنعام: 122]، وقال سبحانه: ï´؟ أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ï´¾ [محمد: 14].
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

القاعدة السابعة: يجب اتباع الوحي وعدم الاستغناء عنه بالعقل وحده.

يجب اتباع الوحي وعدم الاستغناء عنه بالعقل وحده، ومَنْ قالَ: إِنَّهُ يَهتَدِي إلى اللهِ بعقلِهِ المُجرَّدِ بلا وحيٍ، فهو كمَنْ قالَ: إنَّهُ يَهْتَدِي إلى طريقِهِ بعينِهِ المُجرَّدَةِ بلا ضياءٍ، وكُلٌّ منهما جاحدٌ لقطعيٍّ ضروريٍّ، والأوَّلُ بلا دِين، والثاني بلا دُنْيَا. والأول بلا بصيرة، والثاني بلا بصر، قال تعالى: ï´؟ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ï´¾ [الحج: 46]. والوحي هو الذي يَهْدِي الأنبياءَ، ويَهْدِي أَتْبَاعَهُمْ، ويدل على هذا قول الله تعالى: ï´؟ قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ ï´¾ [سبأ: 50]، وقوله سبحانه: ï´؟ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ï´¾ [النور: 54]، فلا هداية إلا لمن اتبع الوحي ومن لم يتبعه فقد ضل ضلالا مبينا قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ï´¾ [النساء:136]، وقال سبحانه: ï´؟ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ï´¾ [الأحزاب: 36]. وقد ضل مَنْ يقول: لا أُصدِّق بأي حديث إلَّا إذا أدرَكَهُ عقلي، وما لا يُدْرِكُهُ لا أُؤمِنُ به، فإن هذا قَدَّمَ العقلَ القاصر الناقص الذي يجهل أكثر مما يعلم على الحديث الصحيح الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمؤمن العاقل يقدم الحديث الصحيح على كل عقل، فما لا يُدرِكُهُ العقلُ لا يَعْنِي عدَمَ وجودِهِ، ولكنَّهُ هو غيرُ مُدْرِكٍ له، فللعقلِ حَدٌّ يَنتهِي إليه، كما أنَّ لِلْبَصَرِ حَدًّا ينتهِي إليه لا ينتهي الكونُ والوجودُ بنهايتِهِ، وللسمعِ حَدٌّ لا تنتهِي الأصواتُ بنهايتِهِ؛ فللنَّمْلَةِ صوتٌ لا يُسْمَع، وفي الكونِ فَضَاءٌ وكواكبُ ونجومٌ لا تُرَى. ومعلوم أن النصوص الشرعية منها ما يفهمه غالب الناس، ومنها مما لا يفهمه إلا العلماء، ومنها ما لا يفهمه ويعرف دلالته إلا الراسخون من أهل العلم، فيكون موقفنا هو العمل بالمحكم والوقوف عند المتشابه. والمتشابه: هو ما لا يعلمه إلا الراسخون من أهل العلم، وأما جعل هذا المتشابه أصلا، أو التشكيك في المحكمات بضربها بالمتشابهات فهذا سبيل أهل الغي، يقول الله سبحانه: ï´؟ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ï´¾ [آل عمران: 7]. والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح بحال، ومتى توهم متوهم أن نصا من النصوص الشرعية الثابتة مخالف للعقل فليتهم عقله هو، والشريعة الإسلامية - بحمد الله- تأتي بما تحار فيه العقول ولا تأتي أبدأ بما تحيله العقول كما قرر ذلك المحققون من العلماء، بمعنى أن الشريعة لا تأتي بما تعده العقول السليمة أمرا مستحيلا. ويجب التسليم للنقل الصحيح أخبارا وأحكاما سواء عَرَفْنا العِلَّةَ أو لم نَعْرِفْها، قال الزهري رحمه الله: "من الله الرسالة، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاغ، وعلينا التسليم ".

يتبع،،،
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

السلام عليكم (أعتذر على المقاطعة ابتداءًا)

بارك الله فيكم على هذا الموضوع دفاعًا عن السنة النبوية الشريفة.

لكن حبّذا لو لم يتم التعريض بالدكتور عدنان إبراهيم، فبالرغم من أنه أخطأ في عدد من المسائل، إلا أن له جهود دعوية في بلدته، وكذلك له جهود علمية في مختلف المجالات، ويبقى من القلة المسلمين المفكرين الذين يحاولون التجميع بين الأمة والرد على شبهات أعداءها. وأنا شخصيًّا اعتبره عالمًا مع اختلافي معه في الكثير من المسائل! .. منهجه بالنسبة لي ليس تشكيكيًّا وإنما هو تحقيقي، من باب إحسان الظن به، وقد رجع في كثير من آراءه عندما يترجح له غيرها. فإبعاده عن المنهج العلمي وتصنيفه من "الجهلاْ" أراه تعصّبًا من غير مبرر صراحة.

القواعد السبع الكافية
في الرد على عدنان إبراهيم في منهجه التشكيكي للسنة النبوية
لا أدري لماذا لم يتم طرح القواعد "السبع الكافية" بشكل موضوعي على الأقل، أو يتم وضعها في الملتقى المفتوح بدلًا من وضعها في قسم القواعد والضوابط الفقهية.
وقد ترددت كثيرًا قبل وضع هذا الرد، فلا أريد أن أظهر في مظهر المدافع عن أشخاص! .. ولكن لا أرى هذا الموضوع -ولا غيره- منصفًا في حق الرجل ولا موفّقًا للرد عليه، واسمحوا لي بالتعقيب على بعض جزئيات الموضوع:

في القاعدة الأولى قلتم:
وما أكثر ما يجزم عدنان إبراهيم مع وجود الاحتمال القوي مثل جزمه بأن أحاديث رجم الزاني المحصن منسوخة، ولم يأت بدليل مقبول على جزمه هذا، مع أن احتمال كونه غير منسوخ هو الظاهر وهو الأصل وهو اليقين والإجماع!!
وفي المقابل إذا نحن راجعنا كلامه -وبالرغم من خطأه- يظهر لنا أن هناك قرائن ظهرت له دفعته إلى هذا القول! .. فلماذا طعنه بأنه من المشككين في السنة والجهال؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=63Sa55JS7qc

وفي القاعدة الثانية قلتم:
وما أكثر ما يرد عدنان إبراهيم كثيرا من الأحاديث الصحاح لأدنى شبهة تعرض له مثل أحاديث نزول عيسى بن مريم آخر الزمان، وأحاديث الشفاعة وخروج الموحدين من النار برحمة الله الواسعة، فهو يُكذِّبها ويكفر بها ويجحدها مع أنه لو أنصف لوجد أن احتمال صدقها قوي جدا والشبهة في ردها ضعيفة جدا!!
أولًا: اعترض على هذه الطريقة النقدية، فوصف الرأي بالشبهة لا يتفق مع النقد الموضوعي المتجرّد، بل هو أقرب للتصنيف والتوصيف.
ثانيًا: ما يدريكم أن رأيه "ألذي هو شبهة" ظهر له راجحًا لعديد من القرائن؟ .. خاصة وأن كلامه مبني على مقارنة للأديان، انطلاقًا من إنكاره لعقيدة المسيح المنتظر في مختلف الشرائع والأديان.

مسلّمات العقيدة الإسلامية محدودة جدًّا، (وتكاد) تنحصر في ستة أركان وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، وفروعها. وكثير مما يعتقده الناس مسلّمات في العقيدة ليس كذلك!
وسأتعرّض لمثال واحد من المذكور كمثال خشية الإطالة:
مسألة نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، مسألة خلافية! .. ومبنية على أصول.
ذكر الدكتور أحمد حجازي السّقّا في كتابه "معكرة هرمجدون ونزول عيسى والمهدي المنتظر - بين النفي والإثبات في التوراة والإنجيل والقرآن" (ط. مكتبة النافذة) (ص 8): "أن الأستاذ الشيخ محمدا لغزالي صرح برأي خلاصته:
أن السنة النبوية تنقسم إلى أربعة أقسام:
1- سنة موافقة للقرآن في المعنى.
2- وسنة مفسرة للقرآن.
3- وسنة معارضة للقرآن في المعنى.
4- وسنة منشئِة حكمًا عقائديًا، أو فقهيًا. ليس له في القرآن من ذكْر!.
ويجب على المسلمين أن يأخذوا منا لسنة كلها بـ:
1- السنة الموافقة.
2- والسنة المفسرة. في العقائد وفي الفقه.
وذلك لأن الله في القرآن يقول: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم) ويقول: (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه) والبيان: تفسير لا معارضة، ولا إنشاء، ولأن في الأحاديث النبوية: أن عائشة رضي الله عنها كانت تحتج على آرائها بقولها: (حسبكم كتاب الله).
يقول: "وعندي: أن ذلك المسلك الذي سلكته أما لمؤمنين عائشة رضي الله عنها هو الأساس لمحاكمة الصحاح؛ إلى نصوص الكتاب الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه...".
وقضية عرض السنة على الكتاب مشهورة عندا لحنفية والمالكية.
ببساطة هذا منهج "عدنان إبراهيم" .. ولا يخفى عليكم الخلاف المشهور بين حجية خبر الآحاد في العقائد!.
فكلامه إذن ليس بدعًا منا لقول، وإن كان خاطئًا عندا لبعض، فينبغي التعبير عنه بأنه مرجوح، لا أنه جهلًا ومخالف للمنهج العلمي!!
يقول شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت في كتاب ((الفتاوى)) (ص 67): "إن العلميات التي ترد بطريق قطعي، أو وردت ولكن لابسها احتمال في الدلالة، فاختلف فيها العلماء، ليست منا لعقائد التي يكلفنا بها الدين، والتي تعتبر حدًّا فاصلًا بين الذين يؤمنون، والذين لا يؤمنون".
ثم قال: "إن عيسى عليه السلام مات موتًا طبيعيًّا، ودفن في الأرض، كسائر البشر، ولم يُرفع إلى السماء بروحه وجسده. كما يقول النصارى فيه.. ولن ينزل إلى الأرض في نهاية الحياة الدنيا، ولن يكون نزوله من علامات الساعة. إن نزل. فالساعة تأتي بغتة".
فهذا استدلال عقلي صريح له! ..
وعلاوة على ذلك هذه الطائفة ذهبت إلى تأويل معتبر للآيتين المشهورتين في الأمر.
أما دعوى الإجماع فباطلة! .. لن أتعرض للمسألة من الناحية الأصولية، ولكن أقول بأن الخلاف قائم في هذه المسألة، قديمًا وحديثًا! ..
أما قديمًا: فقد نص على ذلك ابن حزم في كتابه ((مراتب الإجماع)) حيث يقول: "واتفقوا على أنه لا نبي مع محمد صلى الله عليه وسلم ولا بعده أبدًا. إلا أنهم اختلفوا في عيسى عليه السلام: أيأتي قبل يوم القيامة أو لا؟". كما نص عليه أيضًا القاضي عياض في شرح مسلم، والسعد في شرح المقاصد، وعباراته واضحة جلية في أن المسألة ظنية في ورودها ودلالتها.
وأما حديثًا: فقد قرر ذلك كل من الأساتذة: الشيخ محمد عبده، والسيد رشيد رضا، والأستاذ الشيخ المراغي، (وغيرهم)!.
وأدلتهم قوية ومعتبرة، يقررون بها قديمًا وحديثًا: أن مسألة عيسى مسألة خلافية، وتفصيل ذلك يطول.

ناهيكم أن بعض المسلمين يجزمون -بل ويدعون الإجماع أحيانًا- في مسائل الخلاف فيها ظاهر! .. مثل مسألة فناء النار مثلًا.
وأبعد من ذلك، أولئك الذين يتصدرون باسم الدين لإنكار مسائل علمية صريحة، كقضية دوران الأرض، أو نظرية التطور.

هناك كتاب لطيف يقع في خمسمائة صفحة تقريبًا، بعنوان "القانون في عقائد الفرق والمذاهب الإسلامية - منهاج وحدة ومنهاج عمل" للدكتور محمد نعيم محمد هاني ساعي، أنصح الجميع بالإطلاع عليه.

في القاعدة الثالثة قلتم:
وخبر المتخصصين في علمٍ ما لا يصح أن يرده الجاهلون بذلك العلم بالظن.
وقد أشرنا سابقًا إلى أن الاحتجاج بخبر الآحاد في العقائد، وأن عرض السنة على الكتاب من المسائل الخلافية المشهورة، فلا ينبغي محاكمة الرجل طبقًا لمنهج المحدّثين فحسب! .. لا أرى هذا إنصافًا أبدًا، ولو أنصفكم المقام واطّلعتم على مناهج غير المحدّثين، لتبيّن لكم أن المسألة خلافية وتحتمل.

وأما في القاعدة الرابعة فقلتم:
فإن لم يُعرف المتقدم من المتأخر يُرجح بينهما، والمرجحات عند العلماء أكثر من 100 مرجح لا يعلم منها المشككون في السنة إلا أن يُقدم القرآن على السنة أو المتواتر على الآحاد!!
وفي الحقيقة الشيخ له دروسًا مطوّلة في أصول الفقه، يتبين من خلالها افتراء تصنيفه من "المشككين في السنة" ومن "الجهال" الذين لا يفقهون في أمر دينهم شيئًا!!!! .. هذا التصنيف في حدّ ذاته يبعدكم عن المنهجية النفيدة في ردكم، فتأملوا!.
ولم نقل: هذا من الإسرائيليات كما هو منهج المهندس عدنان إبراهيم!!
أتعجب من هذا التهكّم على الرجل! .. كأنكم تقولون أنه لا يؤمن بالمعجزات مثلًا، والله سمعت له دروسًا في فيزياء الأبعاد وكان كلامه يخالف هذه الافتراءات! .. اتّقوا الله في هذا الرجل الذي هو من أمتكم!.
وكأني بالإمام أبي محمد بن قتيبة رحمه الله المتوفى سنة 276هـ يرد على عدنان إبراهيم وأشباهه
يعني بدلًا من أن نستر طعن السلف في بعضهم البعض، بتنا ننقل أقوالهم للطعن في بعضنا البعض! .. دائمًا هذا حالنا، لا نتعلم من دروس التاريخ ونقع في نفس الأخطاء! .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
قضى الله أن يكون بأسنا بيننا، وكثير منّا غافلون عن هذه الحقيقة.
فكونوا يا عباد الله من الصدِّيقين ولا تكونوا من المرتابين!!
هل هذه دعوى مبرّرة للتجمّد الفقهي، والانغلاق التفكيري مثلًا؟!!!
بدأت اقتنع بالفعل أن البعض يرفض منهج المفكرين، ويرفضون التدبر، ولو أن هؤلاء القوم عاشوا في زمان المتكلمين لاتهموهم في دينهم، كما حصل مع أهل الرأي وأهل الحديث في مختلف الأزمان، وكأن من تفكّر في دينه لم يكن "صدِّيقًا" ومن لم يتفكّر أصبح "صدِّقًا"!! .. على هذا يكون فضل العابد أعلى مقامًا من فضل العالم، ولكن العكس هو الصحيح.

القواعد: الخامسة والسادسة والسابعة، لم أرَ قطّ عدنان إبراهيم يخالفها! .. فهو لا يستغني بالعقل وحده عن النقل، ولا يقدم العقل المجرد على النقل. بصراحة هذا افتراء آخر على الرجل.

لا أنكر أنه أخطأ في كثير من الأمور -كما أشرت سابقًا- لكن لا ينبغي الطعن فيه بأنه "صاحب ضلالة وبدعة" وإخراجه من أهل السنة والجماعة، ووصف منهجه التفكيري بأنه منهج تشكيكي!! .. فهذا يتطلب منكم تكفير كثير من "العلماء" المتأخرين والمعاصرين ممن قال بقولهم في أكثر مسائله!.

لا أودّ التعرّض إلى كثير من المسائل العقدية في الملتقى احترامًا لسياسة توجهه، ولكن من باب التنبيه، مصطلح "أهل السنة والجماعة" لا ينحصر في أهل الحديث والأثر! .. بل هو يشمل الأشاعرة والماتريدية.
يقول الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي في كتابه العين والأثر (ص 52): "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة!!".
ويقول الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته (1/ 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق : الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه .. والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري .. والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي".
وقال (1/ 76): "قال بعض العلماء: هم -يعني الفرقة الناجية- أهل الحديث. يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية".
ويقول العلّامة ابن السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: "اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف: الأولى : أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع .. الثانية: أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية (الماتريدية) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل .. الثالثة: أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية".
قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري (ص 163): "ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على أصحاب البدع لأنهم المتكلمون من أهل الإثبات فمن تكلم منهم في الرد على مبتدع فبلسان الأشعرية يتكلم ومن حقق منهم في الأصول في مسألة فمنهم يتعلم فلم يزالوا كذلك حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري".
وفي مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (4/ 17): "قال أبو القاسم بن عساكر: ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري".
وجاء في مجموع الفتاوى أيضًا (6/ 53): "والأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى".
وفي مجموع الفتاوى أيضًا (3/ 227): "والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة".
وفي مجموع الفتاوى أيضا (3/ 229): "ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة".
وفي مجموع الفتاوى أيضاً (3/ 269): "ولهذا اصطلحت الحنبلية والأشعرية واتفق الناس كلهم ولما رأى الحنبلية كلام أبي الحسن الأشعري قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وزال ما كان في القلوب من الأضغان وصار الفقهاء من الشافعية وغيرهم يقولون الحمد لله على اتفاق كلمة المسلمين".
قال الإمام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري (17/ 459): "وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصداع طويل فقام إليه [أي قام إلى أبي نعيم] أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل . قلت: ما هؤلاء بأصحاب الحديث بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم".

وأذكر أنه كان لدي تعليق بخصوص هذا في أحد المواضيع:
قال الإمام محمد السفاريني (الحنبلي) في ((لوامع الأنوار البهية)) (1/ 73): "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي" وقال (1/ 76) عن الفرقة الناجية: "قال بعض العلماء: هم -يعني الفرقة الناجية- أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية"، وقال عبدالباقي المواهبي (الحنبلي): "طوائف أهل السنة ثلاثة: أشاعرة وحنابلة وماتريدية، بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة"، وشيخ الإسلام ابن تيمية (وهو من الحنابلة) يقول: "والأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرعٌ على الحنبلية، كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرعٌ عليهم، وإنما وقعت الفتنة بسبب فتنة القشيري" ثم نقل كلام الحافظ ابن عساكر حيث يقول: "ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري" وقال شيخ الإسلام أيضًا: "والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنتُ من أعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين وطلبًا لاتفاق كلمتهم واتباعًا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلتُ عامة ما كان في النفوس من الوحشة"، وهذا الحافظ الذهبي يقول -في سير أعلام النبلاء/ لدى ترجمته لأبي نُعيم الأصبهاني (وهو من الأشاعرة)-: "وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصراع طويل، فقام إليه -أي إلى أبي نعيم- أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يُقتل. قلتُ (أي الذهبي): ما هولاء بأصحاب الحديث؛ بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم".
بل وهذا ابن السُّبكي نفسه (وهو من الأشاعرة) يقول في شرح عقيدة ابن الحاجب: "اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف: _الأولى/ أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع . _الثانية/ أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية (الماتريدية) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية (الماتريدية) أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل. _الثالثة/ أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية"، والتفصيل في ذلك يطول .
بيدَ أننا نقول (خلاصة لخشية الإطالة، على أن ما يعنينا من هذا الجزء من النقل هي -النقطة الثالثة- الآتية!): أنه بالرغم من مخالفة الأشاعرة والماتريدية لأهل الحديث (وأحسبُ نفسي منهم) في بعض المسائل -كتأويل الصفات مثلًا-؛ إلا أنهم من أهل السنة والجماعة وليسوا من الفرق الضالة

هذا، والله أعلى وأعلم.
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

أستاذ عمرو جزاك الله خيراً على مرورك
لقد ترددت ابتداء قبل وضع الموضوع كما هو وأردت أن أنقل القواعد دون ذكر أسماء ولكن شعرت بأن فيها تعدٍ على حقوق الكاتب
ولا أحب التشهير بأسماء المعينين
وسوف أعود لاحقاً لقراءة جميع ما كتبتم ومناقشته
إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
أسأل الله العون والسداد
 
التعديل الأخير:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

تنويه:
أستاذ عمرو
هذا البحث ليس لي
أنا قدمت للبحث وذكرت اسم كاتبه في أول الموضوع


محمد بن علي بن جميل المطري

وعندما نقلته كان غرضي نقل القواعد التي اقترحت للاستناد إليها في التعامل مع السنة النبوية لمناقشتها

أما وضعه في هذا الملتقى فلا بأس
ننقله إلى الملتقى المفتوح
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

أخي الكريم:
بما أنكم تطالبوننا بالنقاش العلمي البعيد عن العواطف فسوف أقوم بذلك
وبداية أتفق معك في أن

أن له جهود دعوية في بلدته،

ولكن هل يكفي أن تكون له جهود دعوية في بلدته وفي المقابل تكون له جهود تدميرية في بلدتنا على أبنائنا المتأثرين بأقواله والمكررين لأخطائه
فبالرغم من أنه أخطأ في عدد من المسائل،

هل التنقيص من الصحابة خطأ في مسألة؟
هل شتم معاوية والاستهزاء به وبعدد من الصحابة الآخرين خطأ في بعض المسائل يقاس على خطأ في اجتهاد؟
هل تأليف 27 شريط في سب معاويةبسبب قتال علي رضي الله عليهم جميعاً وكيل التهم له وهو من كتاب الوحي خطأ في مسألة؟
هل قوله عن معاوية أنه ليس صحابياً، وسبه، والطعن فيه، ولعنه، خطأ في مسألة!
هل الاستهزاء بأكثر رواة الحديث (أبي هريرة رضي الله عنه) ونفي أن يكون هو ومن أسلم بعد صلح الحديبية صحابة خطأ في مسألة؟
هل استهزاؤه بالصحابي أبي هريرة رضي الله عنه وقوله أنه كان يتردد على النبي صلى الله عليه وسلم لكي يأكل من طعامه، وبأسلوب تهكمي، فيقول: "أبوهريرة طالع نازل، رايح جاي عند النبي علشان يأكل، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" زر غبا تزدد حبا" خطأ في مسألة؟

لقد قدمت أمثلة على مسألة واحدة فقط وهي الاستهزاء بالصحابة وشتم بعضهم بل وإنكار أن يكون من يتحدث عنهم من الصحابة لمجرد أنهم أسلموا بعد صلح الحديبية فمن هذا حاله هل سيقبل أحاديث هؤلاء الصحابة أو يقتنع بها؟

قبل أن أنتقل إلى النقاط الأخرى أدعوك يا أستاذ عمرو أن تسمع إلى بعض حلقاته التي يتحدث فيه عن الصحابة الكرام لترى ما الذي جعل الناس ينتقدونه، ويحذرون من فكره.
فكيف تقول هو يعظم السنة ولا يردها وأول طبقة من رواتها وهم صحابة الرسول العدول مطعون فيهم.
وكيف يعظم السنة وهو يشكك في أكثر كتاب صحة بعد القرآن (صحيح البخاري)

أرجو الاطلاع على هذا الرابط والردود المذكورة فيه وبعدها يمكن استكمال النقاش :

http://sunnahway.net/node/1127
 
التعديل الأخير:
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

السلام عليكم

جهود تدميرية
هذا بالنسبة للبعض، وإلا فهل موافقة الأشاعرة مثلًا في بعض المسائل يُعد "تدميرًا" للشباب؟!!

هل التنقيص من الصحابة خطأ في مسألة؟
لا أدري لماذا الابتعاد عن الإنصاف؟!
ألم يرجع الرجل واعتذر عن موقفه هذا في هذا الفيديو ((وفي غيره))؟!!
https://www.youtube.com/watch?v=Ok6g_Vsv_3Q

فمن هذا حاله هل سيقبل أحاديث هؤلاء الصحابة أو يقتنع بها؟
لم أسمعه مرة يردّ حديث بسبب راويه الصحابي! لم يقل مثلًا هذا حديث ضعيف لأن راويه الصحابي غير فقيه مثلًا، أو لأن راويه صحابي مختلف في صحبته مثلًا!

لترى ما الذي جعل الناس ينتقدونه، ويحذرون من فكره.
أولًا: هل الطعن في منهجه بسبب تعرضه للصحابة رضوان الله عليهم؟! لم أقرأ ذكرًا للمسألة في الطرح.
ثانيًا: الرجل اعتذر عما بدر منه بشأن الصحابة وأغلق هذا الملف تمامًا، وأمسك عن الحديث فيه، فلماذا يحذرون منه بعد هذا؟!
ثالثًا: كثيرون أخطأوا بما هو أعظم من هذا ولم يكفرهم الأئمة، والأمثلة على ذلك كثيرة، إضافة إلى أنني أفهم رسالته من ذلك في عدم تقديس الأشخاص ورفعهم على الدليل بشكل عام، وأصدق الدكتور باعتذاره وأنه "أخطأ" في ذلك.
لماذا معاملته هكذا؟!
ثم لماذا الردم كل الردم على إنجازاته العلمية وجهوده الدعوية؟!
لا بأس في أن ننتقد كلامه بالحجة والدليل بعيدًا عن التحذير والتشهير، فكل يؤخذ من قوله ويُرد عليه، والرجل لا يكاد يبتدع قولًا لم يُسبق إليه!

بالنسبة لمجموعة المقالات المطروحة بالرابط الذي أضفتموه؛ فهل تريدون مني الإطلاع على كل المقالات؟
كي أصدقك القول لم أطلع على جميع المقالات الواردة، ولكن يبقى نفس المأخذ! .. فأنتم تحاسبون الرجل على منهج واحد، ولا تنظرون إلى بقية مناهج أهل السنة والجماعة، فالشيخ التويجري رحمه الله مثلًا وغيره، أو مواقع مثل مركز الفتوى التابع لموقع الشبكة الإسلامية القطرية، وغيرها، هم من الحنابلة! ..
ببساطة أستطيع أن أقول: أن ما في الرابط لا يختلف عما قلته، فكثير من الحنابلة يعتبرون أن الأشاعرة خالفوا الحق في بعض مسائل الصفات مثلًا .. وأكثر الأشاعرة يرون أن الحنابلة خالفوا الحق أيضًا في بعض المسائل .. لكن أن يُخرج أحد الفريقين الآخر من دائرة أهل السنة والجماعة بالإطلاق .. فهذا ما لا يصح ولا ينبغي.
وكلٌ يدّعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرُّ لهم بذاكا !!
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,508
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

بارك الله فيك
كنت أتمنى إكمال قراءة المقالات فكل منها لا يصل طوله صفحة واحدة
عندها كنت ستصل إلى جزء مما أراد الجميع الوصول إليه
ولكن على كل الأحوال نكمل
هذا بالنسبة للبعض، وإلا فهل موافقة الأشاعرة مثلًا في بعض المسائل يُعد "تدميرًا" للشباب؟!!
من الذي جاء بالأشاعرة هنا؟
ومن الذي تحدث عن الخلافات العقدية
أرجو العودة إلى أصل الموضوع

القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

فموضوعنا عن حجية السنة والتشكيك في صحتها.
والذي يندرج تحته الطعن بالصحابة والتشكيك بأفراد منهم
ثم رد الأحاديث الصحيحة عند مخالفتها للعقل
وهذا هو التدمير الذي قصدته
فأنت عندما لا تجعل للشباب ثقة في كتاب من كتب السنة ، وتقبل وتطرح دون علم أو تقعيد صحيح ، ستفتح لهم المجال لرد أي من الأحاديث باتباع الهوى وهذا ما بدأت تظهر نتائجه في جيل لم يعد يحترم حديثاً ولا عالماً ولا كتاباً

لذلك سوف أعود إلى موضوعنا الأساسي:
وهو القواعد السبع التي ينبغي الالتزام بها عند قراءة السنة النبوية

لقد دافعت يا أخي عن الرجل وقلت بأن ليس لديه أخطاء متعلقة بالقواعد الخامسة والسادسة والسابعة
وهل رده لأحاديث البخاري التي ذكرت نزول عيسى عليه السلام إلا تحكيماً لعقله
التي يتفرع منها رده للأحاديث الصحاح بمجرد أنها لم تقنعه
وما رأيك بقوله:
عن حديث عائشة في صحيح مسلم "كان فيما أنزل التحريم بعشر رضعات.. " إنه موضوع! وقال بجريء العبارة في مثال من أمثلة النسخ "قصص يؤلفونها"! هكذا بالجملة دون تفصيل متعلق بقدر هذه القصص وأسانيدها وفقهها، مع أن من ضمن هذه التي سماها "القصص المؤلفة" حديثاً في البخاري!

أعجب يا أستاذ عمرو أنك تتنازل عن هذه الأمور كلها للدفاع عنه شخصياً
وأنت ممن هم مشهود لهم بالبحث عن سند الأحاديث بدقة . والمطلع على موضوعاتك يجدها تتسم بالضبط العلمي الدقيق والموضوعية


كما لا يمكنني أن أتنازل عن نقد من يتحدث عن الصحابة الكرام بهذا الأسلوب وبهذا الازدراء وهم خير القرون حتى لو كانت له جهود علمية أو دعوية

ثانيًا: الرجل اعتذر عما بدر منه بشأن الصحابة وأغلق هذا الملف تمامًا، وأمسك عن الحديث فيه، فلماذا يحذرون منه بعد هذا؟!

نعم رأيت اعتذاراته في أكثر من مكان
وهو يعتذر اليوم ببضع كلمات في مكان ويعيد أسوأ منها في مكان آخر
اعتذار بارد يريد أن يسكت به من انتقد وليس تغييراً في الأسلوب والطريقة
ثم ما فائدة هذا الاعتذار البارد في محاضرة من المحاضرات ربما يسمعها البعض وتغيب عن الآخرين

يا أخي ارجع إلى أشرطة الرجل تجد في عشرات منها يستهزئ ويلعن ويسب ويسخر ثم يأتي في واحد وأثناء الحديث يقول نقدوني في كذا ولم أقصد ما قالوا بل فهم كلامي خطأ
فمن للشباب الذين تلقفو مئات الأشرطة وسمعوها وأعادوا وكرروا ما قيل فيها
المعتذر عليه أن يغير أسلوبه ويعترف صراحة بأنه كان مخطئاً فيما قال يكتبه أو ينشره ويعلنه على الملأ لا يكتفي بكلمات أثناء محاضرة من المحاضرات

يا أخي
الرجل استحدث طريقة جديدة في التحدث عن الصحابة والأحاديث لم نعهدها من قبل إلا عند بعض الفرق الأخرى؛ طريقة ينقصها الاحترام والتعظيم والإجلال . وقام بتقسيمهم على هواه إلى صحابة ما قبل الحديبية وما بعد الحديبية، وهؤلاء آل البيت وهؤلاء ليسوا من آل بيت. وأحب هؤلاء وأكره هؤلاء

كما أنه اتبع طريقة جديدة استحدثت في هذا الزمان في الحكم على الأحاديث وردها دون بيان سبب في الرد
ولن أطلب منك إلا قراءة هذا الموضوع لتعرف ما نقصد

[h=1]مشكلة عدنان ابراهيم مع صحيح البخاري .. رؤية نقدية[/h]http://sunnahway.net/node/2164

وجزاك الله خيراً
 
التعديل الأخير:
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

كتبت الرد ولا أستطيع إرساله لأول مرة لأنه أكثر من "500" حقل فقط! هل هناك حل لهذه المشكلة؟
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

الله المستعان، سأضطر لكتابة الرد مرة ثانية، فحتى شريط "استعادة المحتوى المحفوظ" اختفى!.
 
إنضم
30 سبتمبر 2012
المشاركات
685
التخصص
طالب جامعي
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
حنفي
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

السلام عليكم

وفيكم بارك الله وجزاكم خيرًا أستاذة أم طارق.

كنت أتمنى إكمال قراءة المقالات فكل منها لا يصل طوله صفحة واحدة
عندها كنت ستصل إلى جزء مما أراد الجميع الوصول إليه
في البداية علي الإشارة لأمر هام؛ وهو أن هذا ليس أول موقف لي من عدنان إبراهيم! فمن قرابة السنتين كنت أكرهه بسبب استماعي إلى مخالفيه فقط، حتى نبّهني أحد الأفاضل من أهل العلم الثقات -جزاه الله خيرًا- إلى الاستماع له، وتحقيق آراءه بشكل منهجي ومن غير تعنّت، وهذا استغرق مني وقتًا طويلًا، واستغربت بعد ذلك من موقف مخالفيه غير المنصف.
فلا أرى داعيًا للعزو أو الاقتباسات من المقالات.

من الذي جاء بالأشاعرة هنا؟
ومن الذي تحدث عن الخلافات العقدية
معظم المسائل المنتقدة على الدكتور لها أصول واضحة في مذهب الأشاعرة، ومتعلقة بالعقيدة، لذلك نجد مخالفيه يتّهمونه بالبدعة والضلال.

فموضوعنا عن حجية السنة والتشكيك في صحتها.
وهل عرض خبر الواحد على الكتاب يعتبر تشكيك في حجية "السنة"؟!

ثم رد الأحاديث الصحيحة عند مخالفتها للعقل
لم أسمع الرجل قطّ يرد حديثًا لمجرد مخالفته للعقل! .. الرجل لديه منهج واضح في التعامل مع أخبار الآحاد، لم يخترعه ولم يبتدعه وإنما سبقه إليه جمع من أهل العلم والفقه.

وهو القواعد السبع التي ينبغي الالتزام بها عند قراءة السنة النبوية
أعترض على حصر القواعد في هذا العدد فقط، فقواعد علم الحديث كثيرة جدًّا صنّفوا فيها مجلدات، ومعظمها خلافية!.

وهل رده لأحاديث البخاري التي ذكرت نزول عيسى عليه السلام إلا تحكيماً لعقله
مرة ثانية، لم يبتدع هذا، فقد سبقه لهذا القول: ابن حزم، والقاضي عياض، والسعد، والشيخ محمد عبده، والسيد رشيد رضا، وشيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت، والأستاذ الشيخ المراغي، وغيرهم.
وقد أشرت لهذا سابقًا، فهذا ليس تحكيمًا للعقل أختنا الفاضلة.
بل حجتهم في ذلك قوية، فالآيات المتصلة بالمسألة عندهم دالة في موته عليه السلام موتًا عاديًا تأويلًا، وأن الأحاديث الواردة فيها أحاديث آحاد لا تُثبت عقيدة، وهي مع هذا تحتمل التأويل، فلا يكفر المسلم بإنكار رفع المسيح أو نزوله، ولا يمكن إدعاء الإجماع في هذه المسألة، بل هي خلافية، والخلاف فيها "قويّ"! ..
ولكن قبل الخوض فيها؛ هل تودّين حقًّا النقاش في هذه المسألة (لأنها مسألة عقدية وليست فقهية!)؟

وأنت ممن هم مشهود لهم بالبحث عن سند الأحاديث بدقة .
لهذا السبب أتصدّر شخصيًّا للدفاع عن هذا الشخص.

وهو يعتذر اليوم ببضع كلمات في مكان ويعيد أسوأ منها في مكان آخر
كيف وقد أغلق سلسلة المحاضرات المتعلقة بهذه القضية، وامتنع عن إجابة المتسائلين بخصوصها؟! .. أربأ بكم عن إساءة الظن به.

ثم ما فائدة هذا الاعتذار البارد في محاضرة من المحاضرات ربما يسمعها البعض وتغيب عن الآخرين
وهل هذه مشكلة الشيخ؟!!
أختنا الفاضلة لعله غاب عنكِ كثرة الشباب المتّبعين للهوى والتشهّي في مسائل الدين، فاللوم يُلقى على الشباب لا العلماء! .. فلا عدنان إبراهيم -ولا غيره- مسئول عن تصيّد بعض الشباب للأخطاء والشبهات والعمل بها!.

كما أنه اتبع طريقة جديدة استحدثت في هذا الزمان في الحكم على الأحاديث وردها دون بيان سبب في الرد
مرة ثانية هل عرض خبر الواحد على الكتاب بدعة؟! .. كثير من الحنفية والمالكية يقررون هذا الأصل ويعملون به، من الممكن أن نخالفهم في فروع المسألة لا أن نتّهمهم في دينهم ونبدّعهم بسبب قصورنا عن إدراك أصولهم التي عملوا بها! وبالفعل هذا ما حصل بين أهل الرأي وأهل الحديث قديمًا وحديثًا.

ولن أطلب منك إلا قراءة هذا الموضوع لتعرف ما نقصد

مشكلة عدنان ابراهيم مع صحيح البخاري .. رؤية نقدية
لا فائدة من العزو صدقيني! .. فالمأخذ نفسه، الكاتب ينتقد عدنان وفقًا لمذهب أهل الحديث، ولم يُنصف الرجل أيضًا! .. فقد انتقده في الجزء المتعلق بالرواية أو الإسناد، وتجاهل تمامًا ما يتعلق بالمتن من قواعد، فكثير من الحنفية (وبعض المالكية) نجدهم يردّون حديثًا لأنه خبر واحد خالف عموم الكتاب مثلًا (ولن تجدي إعلالًا للإسناد عند ردّ الحديث!)، أو نراهم يكثرون من دعوى النسخ -كالطحاوي مثلًا- مخالفين الجمهور، يمكن أن نقول بأنهم أخطأوا، مجرد خطأ وليس بدعة، لأن أصولهم مقررة.
يقول الكاتب مثلًا:
"فالأمر متعلق بمشكلة حقيقية لدى الدكتور عدنان إبراهيم مع السنة"
وهذا خطأ، لأننا نرى الدكتور يحتج بالسنة، وإنما مشكلتهم مع الرجل خاصة بخبر الآحاد فقط الذي لا يفيد إلا الظن عند جماهير أهل الحديث أنفسهم!.
مثلًا نجد الكاتب يقول:
"والتساؤل: لماذا يدّعي عدنان إبراهيم شيوع هذا المنطق غير الشائع؟"
وهذا منطق شائع جدًّا، ومن هنا تظهر رسالة الدكتور عدنان في عدم تقديس الأشخاص بشكل عام.
أهل الحديث أنفسهم لم يُجمعوا على صحة كل ما في الصحيحين! بل الراجح عند المحققين منهم أن في الصحيحين الصحيح والضعيف.
وإذا أردتِ نقدًا وإعلالًا حديثيًّا لبعض أحاديث الصحيحين، فيمكنك القراءة للعضو "أحمد الأقطش" من ملتقى أهل الحديث.
أما ما ذكره الكاتب من أمثلة؛ فيدل على شدة خلطه في النقد! ..
فأحاديث الدجال لم تبلغ حدّ التواتر اللفظي، ودعوى تعدد طرقها أو كثرة مخارجها وروايتها عن أكثر من صحابي دعوى لا يثبت بها التواتر، وقد أنكر غيره ذلك ولم يكفره الأئمة!.
وأما مسألة نزول عيسى عليه السلام، فهي خلافية والخلاف فيها "قويّ"، والأمر عائد إليك هل تودّين النقاش فيها (لأنها من المسائل العقدية)؟ .. سيتبين لكِ عدم إنصافهم أو إحاطتهم بخلاف العلماء في الأصول وفي الفروع.

فهذا المقال -وغيره- غير منصف، ولا يُعتبر نقدًا علميًّا.
 

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

الحمد لله وبعد ..
بعد شكر الأستاذة المكرمة أم طارق سددها الله تعالى ووفقها على ما نصحت لله ورسوله بلسان العلم ولغة الفقه ، أقول قبح الله قلمًا سال مداده الأثيم للذب عن المجرم عدنان إبراهيم ، هذا الدفاع البائس إنما يخطه من لم يتنوّر قلبه بحقيقة شرف هذا الدين الخالص ..
فقد جمع هذا المتزندق المسمى عدنان من شرور الضلالات : من كل حقلٍ للشر شوكة ، تجمّعن فيه ، وله من طوامّ الكفر وعجائب الكذب والخيانة والصيال على حمى الدين ، ما يجعل كلام أختنا أم طارق فيه لو وزن بحقيقته : هو أقرب إلى رفعه منه إلى حطّه حيث رتبته التي هو بها حقيق على التحقيق ..وهذه خلاصة على عجالة في بيان نتف من شر هذا المغرور وبعده عما زعمه المحامي المذكور ..
-مطالبته بإعادة النظر في قسمة الميراث زاعما أن آيات الفرائض نزلت لمراعاة تلك الظروف! ، ولاشك أن هذا كفر يندرج تحت شرك التشريع من دون الله ، ويدخل فيه كفر الاعتراض
-ثناؤه على الرافضة زاعما أن مذهب الشيعة أقل خطرا على العقول من مذهب اهل السنة والجماعة في قضية الصحابة
-طعنه في علماء الإسلام وكتبهم فلم يسلم منه الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية ولا الحفاظ الذهبي وابن كثير وابن عساكر والقاضي ابن العربي المالكي والعلامة ابن حزم وغيرهم ، حتى ينتهي إلى المعاصرين فيحقرهم بألفاظ بذيئة زاعما أنهم شيوخ سلاطين لمجرد انتسابهم إلى السلف ، في حين يكيل المدائح لأئمة الكفر والبدع والضلال قديما وحديثا كالفلاسفة الملاحدة وينعتهم باوصاف شرعية لا تنبغي إلا لمؤمن ، والجعد بن درهم ، وتراه يضفي أفخم النعوت على البوطي الذي بقي نصيرا لطواغيت النصيرية المجرمين يفتي لهم في سفك دماء إخواننا في الشام إلخ
-التشكيك في ثبوت الأحاديث الصحيحة كبعض أحاديث الصحيحين بل الطعن في ثبوت أحاديث نزول المسيح عليه السلام وخروج الدجال رغم تواترها البالغ واتهام حافظ الإسلام أبي هريرة بأنه كان يؤلف أحاديث لمصلحة بني أمية! ،وقلد سلفه من المستشرقين في اختيار أبي هريرة خاصة لأنه راوية الإسلام فإسقاطه يسقط معه آلاف الأحاديث! وهو في كل ذلك يتعلق بشبهات واهية قيلت من قبل فيقدمها للعوام بأسلوب جذاب ، وقد مر الصحيحان على آلاف العلماء في كل عصر ومصر فلم يقل أحد منهم ما زعمه ..
-دعوته لمنهج الشك وهو من أخطر كفرياته وقد لحظت في أتباعه أنهم أقرب إلى الإلحاد منهم للإيمان وما وجدت يمدحه إلا ليبرالي أو جاهل متوحل في أودية الجهل السحيقة أو ملحد أو شيعي ونحوهم ، حتى بلغ به الأمر أن زعم على النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتعرض للشك! ، وليس من مرامي هنا الرد عليه في أعيان هذه القبائح الكفرية ، والرسالة المراد توصيلها هنا : إن كان نبيكم المعظم يشك فلا ضير عليكم أن تشكوا من باب أولى ! ، ومعلوم عند أهل السنة أن من أنواع الكفر : كفر الشك
-تمجيد فلاسفة الغرب -ومنهم ملاحدة- ، وخلع الألقاب الزاكية عليهم والثناء على عقولهم ، وما من شك أن المدح والذم إذا كان بإطلاق أو كان متضمنا تزكية كان منافيا للولاء والبراء أو خادشا له بحسبه ، فتقديم أئمة الكفر من ذوي الفِكر بوصفهم متنورين وأصحاب عقول ألمعية وإضفاء الأوصاف الشرعية كوصف الإيمان (يتبع إن شاء الله )
 
التعديل الأخير:

منيب العباسي

:: متخصص ::
إنضم
17 يناير 2010
المشاركات
1,204
التخصص
----
المدينة
---
المذهب الفقهي
---
رد: القواعد السبع الكافية في الرد على المشككين في السنة النبوية

-محاولة الترويج لما قاله الرافضة والمستشرقون من قبل بأن بني أمية وعلى رأسهم معاوية-رضي الله تعالى عنه - أو أُجَراء له يوالونه أو اليهود وضعوا أحاديث على رسول الله ليشوهوا حقائق التاريخ حتى راجت على أهل الإسلام وصارت من ثنيات المسلّمات في بطون "التراث" ، فانبعث هو ليميط اللثام عن "غدر اللئام" في التاريخ ويكشف للناس عن المؤامرة الكونية القديمة ! ، ما له ولأسيادة المستشرقين في ذلك من دليل سوى انتهاج ما يسمى بنظرية المؤامرة المتدفقة عن مستنقعات غوايتهم ، فمنها انطلقوا إلى بحر الشريعة يرمون تلويثها ، -وأنى لهم - ثم محاولة ترقيع الدعوى بنصوص مجتزأة أو واهية ..
-الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنسبة أحاديث لم يقلها وهو يعلم قطعا أنه عليه السلام لم ينطق بها ولاسيما في الحط على بني أمية ، أو لعن معاوية رضي الله عنه وغير ذلك ، مع كونها أحاديث واهية أو منكرة أو موضوعة وهو يعلم قطعا أنها كذلك وإن كان أجنبيا عن علم الحديث ، وكذبه من نوع مفضوح لا يروج إلا على الحمقى والمغفلين ، المأخوذين بكارزميته ..
-طعنه في الصحابة رضوان الله عليهم ..وهذا الطعن لم يقتصر على معاوية رضي الله عنه ، بل نال من غيره تصريحا أو تلميحا كعائشة أم المؤمنين وفقيه الإسلام ابن عمر وطلحة الشهيد أحد العشرة وأمير المؤمنين عثمان بن عفان ،حتى بلغ الأمر إلى التعريض بالشيخين أبي بكر وعمر بما لا يجسر على مثله مع علي رضي الله عنهم أجمعين..وحاصل هذه الشبهات مكرورة تلقفها من الشيعة ، والرد عليها جميعا بمحكمات الكتاب والسنة ، واتساءل هنا ببراءة / ما عساه المحامي الغشوم أن يقول لو أن عدنان -أخزاه الله-قال في أمه : عقليتها جاهلة وبدائية ، هل كان سيتحرك وجدانه المدخول ليدافع عنه بهذه الجراءة ؟ أم أن الأمر إذا تعلق بأعلم نساء الأمة وأم المؤمنين عائشة وحبيبة رسول الله ، كان خلافًا ضلّ في بحر "جهوده الدعوية " ؟
-زعمه ما حاصله أن اليهود والنصارى إذا صدقوا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم دون الدخول في شريعته فهم ناجون ، وهذا منه كفر صريح لاشك فيه باتفاق ، فقد بين الله عز وجل أن مجرد التولي عن الشرع كفر بالله ولو صدق بقلبه وزعم أنه مسلم ..فكيف إذا بقي على يهوديته أو نصرانيته !؟
قال العلامة ابن حزم في الملل والنحل ( ولا يختلف اثنان من أهل الأرض ،لا نقول: من المسلمين، بل من كل ملة: في أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع بالكفر على أهل كل ملةٍ غير الإسلام الذين تبرّأ أهله من كل ملة حاشا التي أتاهم بها عليه السلام فقط)
-وله طوام غير ما ذكرت كحديثه عن الفتوحات الإسلامية بوصفها حروبا إمبراطورية ، وحديثه في قناة الجزيرة عن أن دولة رسول الله لم تكن دينية(لا بالمعنى الثيوقراطي بل نفى هيمنة سلطان الشريعة في الحكم) ، وردد نفس كلام العلمانيين ، وتأييده لفرضية دارون المشؤومة مفصحًا عن ذلك بأن (عنده استعدادًا أن يوافق التطوريين بنسبة 99% ) !، وقد أكل على هذه الفرضية الدهر وشرب وبان عوارها عند أهلها وألفوا في نقضها لولا أن المصالح تقتضي من المؤسسات "العلمية" العض عليها بالنواجذ لكونها منساقة مع مبادئهم الإلحادية واللادينية ، وكم افتضحوا في تزييف أحافير لملء الفراغات شهادة منهم على أنفسهم بالفعل بأنها فرضية لا تستقيم إلا بترقيع الزور ، إلخ ما هنالك من ضلالات..وملخص القول / الذي أدين لله به أن هذا الكائن الدقيق لم يكن شيئا هكذا طفا على السطح كالطفرة من تلقاء نفسه ، بل هو مدفوع مأجور ، وهو يعمل وفق ما رسم له ..عَلماني مخاتل ، أوتي لسانًا يحسن أن يرقص به كيما يصور للمنبهرين من أعشار المتعلمين أنه لسان لوذعي حكيم ، وإنما هو والله ثعبان مزيّف بهرجه في الظاهر سيّال وهو في باطنه أجوف ، يخيل إلى جمهوره الغافل من مكره أنه يسعى بالبرهان ، ويعدو بالحق ..وهيهات هيهات ! ثم اعلم أن ما كتبته ليس إلا مقاربة خاطفة في تصوير شيء من حاله ، وإلا فلا أرتاب قط أن مثل هذا مأجور ترعاه منظمات ، وفي كل حقبة يخرجون إلينا مثله في صقع هنا وهناك ، وتمضي سنة الله تعالى فيفتتن المفتون ، ويحق الله الحق بكلماته ويبطل الباطل ، ويبقى جمال الدين وجلاله كما هو ولو كره الكافرون "ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا "
 
التعديل الأخير:
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى