عمرو بن الحسن المصري
:: نشيط ::
- إنضم
- 30 سبتمبر 2012
- المشاركات
- 685
- التخصص
- طالب جامعي
- المدينة
- القاهرة
- المذهب الفقهي
- حنفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فيقول الدكتور نوّار بن الشّلي في كتابه "فقه الخلاف" (ص 87) مبحث (الخلاف الفقهي باعتبار المذاهب)، تحت مطلب (الخلاف الفقهي بين المذاهب):
"وعند الشيعة مذاهب فقهية فيها كثير من الحق كالمذهب الزيدي والجعفري، غير أن الفريقين أهل السنة والشيعة قد باعدت بينهما جملة أسباب؛ لذلك لا ترى أحدًا منهما يُنصف الآخر إلا في النادر، لأجل ذلك تخلو كتب الفقه المقارن عندنا من ذكر آراء الشيعة إلا قليلًا جدًّا.
وهناك مذاهب لها أتباع وآراء فيها مصنفات ودواوين،ولكن الهمم ضعفت ورضيت بما هو معروف متوارث فرغبت عن دراستها، كالمذهب الإباضي؛ إذ لا يُعرف عنه الباحثون والمدرسون إلا ما ندر فضلًا عن طلبة العلم!".
ويقول في (ص 258، 259) باب (المناهج الفقهية في التعامل مع الخلاف) فصل (الجانب الأخلاقي في الفكر الفقهي التعددي) مبحث (مقترحات في تفعيل أدب الخلاف):
"عدم التفريق بين المذاهب الفقهية في الدراسة:
وأعني بذلك أن المذاهب الفقهية المعتد بها -سواء أكان لها أتباع اليوم أم لم يكن- ينبغي أن تشيع دراستها بين الطلبة في بحوثهم وعروضهم، فضلًا عن الرسائل والأطروحات، فإن الحق ليس حكرًا على أحد، وإن الصواب لا ينحصر في مذهب أو رجل، وليس يقول أحد بوقف الحقيقة في إدراكها والوصول إليها على طائفة دون أخرى في ملة الإسلام.
ولقد ورثنا -بسبب البيئة والأعراف- مذهبًا فقهيًّا معينًا أو اثنين أو أكثر أحيانًا،وعكف كل منَّا على ما ورثه بالدراسة والنحل والتمييز، لا يجاوزه إلى غيره إلا في النادر!
وإذا كانت حدة ذلك ووطأته قد خفت غلواؤها؛ بسبب الدراسات المقارنة حديثًا، فإن ذلك لا يعني أننا تخلصنا تمامًا من رواسب ما ورثناه وألفناه، ويحضرني في هذا المقام مثالان يمكن التدليل بهما على وجهة النظر هذه:
الأول: ما نراه حاصلًا إلى يومنا من جفوة بين فقه آل البيت وفقه جمهور أهل السنة، إما على مستوى التدريس في المعاهد والكليات أو على مستوى البحث والاقتباس، فإن الطلبة عندنا يتخرّجون وربما نال أحدهم أعلى الشهادات، ولا يعلم عن مذاهب أهل البيت وفقههم ومصادرهم في ذلك شيئًا وهو شيء مشاهد معلوم.
الثاني: أننا ما زلنا إلى اليوم نجهل مذهبًا فقهيًّا له أتباع وآراء ومنصفات وأعلام، ويتعلق الأمر بالمذهب الإباضي، بينما يهتم الباحثون والطلبة بفقه ابن حزم وآرائه، ونحن لا نجد لمن يقلده في ذلك أثرًا اليوم!
وإذا كانت سنوات ((الإجازة)) لا تكفي للتبريز حتى في مذهب واحد، فإنه لا مانع من توسيع الدراسة في حلقة الدرس لما بعد التدرج لتشمل جوانب من هذه المذاهب، ولنبدأ بالأقرب فالأقرب مثلًا مكانًا وزمانًا... وهكذا، لئلا يورث اعتماد مذهب واحد في الدراسة، أو بعض المذاهب دون بعض تعصبًا ونفورًا. الموافقات (2/ 273). والله الموفق للصواب".
يُتبع..