بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد أنه من التجني على المرأة وضعها في هذه الزاوية ؛ ولعل مثل هذا الكلام يورث في النفس كرهاً للعلم !!
خصوصاً وأنك قد أفصحت عن الهدف الرئيسي للزواج من الجامعيات !!
فصار الأمر كأنه :
{ زواج من مصدر مالي لا امرأة يسكن إليها !! }
لكني أقول أن الأمر جلل ؛ نعم .. والزوج والزوجة مشتركان في هذا الأمر
وحتى لا أُتهم بأني أحابي المرأة ؛ سأبدأ بها !!
المرأة ؛ سواء تعلمت علماً شرعياً أم غير شرعي يوسع مداركها وعندما تتزوج من يكون أقل منها درجة علمياً أو ثقافة - وهو أمر شائع في الخليج -
تعتقد أنها مظلومة إن وافقت الرجل في كل شيء بينما هي ترى الأمر خلاف ما يقول
والرجل يعتقد أنه بخبراته الحياتية يفوق المرأة علماً فهو يصر على ما يقول
ولذا عند الاختلاف لا يتنازل أي منهما ؛ هي تتمسك بما تعتقد أنه الأصلح وفق ما درسته وتعلمته
وهو يصر بحكم أنه الرجل ويعرف أكثر مما تعرف
ولا أبالغ إن قلت أن بعضهم يعتقد أنه على صواب لمجرد أنه رجل
هذا إلا من رحم الله من النساء والرجال
المرأة تتزوج ولا تريد أن تنفق لأنها غير ملزمة بالنفقة على الزوج أو على البيت
الزوج يريد أن يتزوج أعلى النساء راتباً حتى تساعده في أحسن الأحوال وإلا فالكثير الكثير يريدونها أن تنفق هي
الزوجة تعتقد أنه يأخذ أموالها دون وجه حق
الزوج يعتقد أنه صاحب حق في هذا المال لأنها اقتطعت وقتاً هو له ولبيته
وكان الأجدر الاتفاق قبل الزواج ؛ هل يسمح بوظيفتها دون مقابل ؟
إن سمح فليس له أخذ المال منها ؛ وإن لم يسمح فهي مخيرة بين ترك العمل وبين إعطاءه من مالها
المرأة لا تريد أن تساعد الزوج مادياً خشية أن يهديها ضرّة !
والزوج يريدها منفقة لتكون أقل منه مادياً !!
المرأة في السابق فقيرة - في الغالب -
لا تملك أن تعيل نفسها وأبنائها
ولهذا هي محتاجة { لظل الرجل }
أما اليوم فهي تقدر ولوحدها أن تعيل عائلة كاملة
بأخذ النفقة وبراتبها الشهري
فلا مشكلة في الطلاق على الإطلاق !!
الأهل في السابق كانوا يحثون المرأة على طاعة الزوج والخضوع له
واليوم يحثونها على الطلاق ويحتفلون بها إن تطلقت حتى لا تشعر بضيق !!
أهل الزوج في السابق كانوا يعلمونه - المرجلة - والكرامة واحترام المرأة
واليوم يعلمونه ثقافة خذ منها ما تستطيع ثم ارمها !
المرأة اليوم تعمل ؛ تربي ؛ وفي نفس الوقت تكون زوجة
الرجل في السابق كان يتواجد لأجل أهل بيته
يشترك مع المرأة في تربية الأبناء - خصوصاً الصبيان -
واليوم بات يعمل ؛ يخرج مع الأصدقاء ويكون زوجاً
وكفى
وحينها تشعر المرأة بالغبن وهي تتلقى الضربات الموجعة نتاج العمل والتربية والعمل في البيت ومتابعة شؤونه والتبعل لزوجها وهو لا يتبعل لها ولا يتحمل شيئاً من مسؤوليات البيت
والرجل يشعر أن هذا أمر طبيعي جداً
والاثنان مخطئان
إذ أن أكثر النساء لم تطلب خدمته في البداية ظانة أنها تساعده حتى إذا اعتاد أنه لا يعمل على خدمة أهله خارت قواها فراحت تطلب منه مالم يعتده !!
وهو لا يقدر مساعي المرأة لخدمته ويستنكر طلبها فيما بعد خدمته
وهكذا - يا سادة - تتجرد الحياة الزوجية من المودة والرحمة وتصير محض ماديات تخرج الزواج من مقاصده
الزواج اليوم للأسف صار بلا هدف ولا غاية ؛ ولا صبر ..
ولا تقبل للطرف الآخر بمزاياه وعيوبه
ولعل هذه النقطة - أعني تقبل الطرف الآخر - هي الأبرز فبالتقبل قد تستمر الحياة
ولعل ما يعين في معرفة الطرف الآخر قراءة الكتب في الفروق بين الرجل والمرأة
حتى نعرف من أمامنا
وهناك كتب ذكرتها الكريمة : مجتهدة
فهذه الكتب توضح كيف يفكر الرجل وكيف تفكر المرأة ؛ بالتالي وعند حدوث المواقف تعرف المرأة كيف فكر الرجل فتتقبل تفكيره ويعرف الرجل كيف تفكر المرأة فيتفهمها
وبالمناسبة ؛ فإن كتاب رجال من المريخ ونساء من الزهرة
كتاب مشهور ؛ قام أحد الشباب الكويتيين بعمل كتاب مشابه له لكنه يتناول قضايا المجتمع الكويتي بشكل خاص مضيفاً ومنقحاً ومنقصاً منه
وقد أسماه ؛ رجال من الوفرة ونساء من العبدلي ؛ وهي مناطق في الكويت
فهو كتاب مسلم !!
كما أن هناك كتاب قديم عنوانه : جنس الدماغ
وهو يجلي الفروق بشكل أكبر من كتاب رجال من المريخ ...
في النهاية ما أود قوله :
لابد من تنازل من كلا الطرفين لتسير سفينة الحياة الزوجية
والتي أراها أشبه بالحبل ؛ إن شدّه الطرفين انقطع
إنما المطلوب أن ترخي المرأة إن شد الرجل الحبل
وأن يرخي الرجل إن شدت المرأة الحبل
وهناك الكثير الكثير من القضايا التي لا تفيد ولا تغني الحياة الزوجية ؛ تناقش بهدف الحوار فتنتهي إلى انقلاب وكارثة ؛ فتجنبوها !!
وفقكم الله