أدلة على تخصص الشيخ حاتم في علم الأصول :
أولا : أنه شرح كتاب الرسالة للشافعي الذي لا يجرؤ على شرحه أكثر المتخصصين , كما هو ظاهر من قلة من شرحه قديما , وندرة من يشرحه حديثا .
ثانيا : أنه مكث في شرحه لعدد من السنوات , ومعالجة هذا الكتاب المستعصي على الأصوليين لسنوات هي بحد ذاتها تخصص في الأصول , ومن أعظم صور التخصص . مع أنه لا يُتصور أن الشيخ حاتم يقدم على شرحه إلا وقد تخصص في الأصول قبل التفكير في شرحه .
ثالثا : أن كتاب اختلاف المفتين فيه من نواحي الإجادة والتحرير التي لم ينكر بعضها شيخنا فؤاد , واعترف غيره أيضا بغيرها , وذلك في مسائل أصولية شائكة , فهل خطأ الشيخ حاتم في بعض المسائل الأصولية مع إصابته في غيرها - إذا سلمنا ببعض ذلك الخطأ - مما يدل على عدم التخصص ؟ وهل وُجد عالم أصولي لم يُخطئ , لماذا لا تكون إصابة الشيخ حاتم فيما أخطأ فيه كثير من المتخصصين دليلا على أنه أحد أفضل المتخصصين . ولذلك فيصح اعتبار إصابة الشيخ في كثير من مسائل الأصول الشائكة دليلا على تخصصه فيه , ولا يصح العكس .
رابعا : أني راسلتُ أحد تلامذة الدكتور حسن بن عبدالحميد البخاري وهو من أساتذة الأصول في جامعة أم القرى , وهو من طلاب الشيخ حاتم , فسأله عن وصف الشيخ حاتم بعدم التخصص في الأصول , فنفى ذلك , وأثنى على الشيخ ثناء عاطرا في الأصول وغيره , "وأنه ما زال يستفيد من الشيخ حاتم في الأصول والفقه والتفسير والعقيدة , لما آتاه الله تعالى من العقل الوافر , والفهم الدقيق , وإمعان النظر , وسعة الاطلاع , وطول البحث , وجرد مطولات , حتى فتح الله عليه بتحريرات وحل إشكالات , لا أجدها عند من يزعم أنه متخصص , ولا يزيد على مجرد النقل" , وهذا نص رسالته الجوالية , والشيخ حسن الأصولي موجود في مكة لمن أراد التثبت منه , ولولا أن سائله أخبرني بأنه لا يرضى وضع رقم جواله لوضعته هنا للتثبت منه . ولكن الشيخ معروف وقريب لمن أراد التثبت .
فهذا رأي أحد المتخصصين , الذين عرفوا الشيخ حاتم حق المعرفة , لا من لم يعرفه واكتفى بتجميع القرائن الضعيفة بأفرادها وبمجموعها .
خامسا : أن الشيخ حاتم ملأ كتبه بالحديث عن التخصص , وبالحث عليه , كما ذكرتم شيخنا . والشيخ تشهد كتبه ودروسه أنه يحترم التخصصات غاية الاحترام , فكيف يجترئ مثله على علم إلا وقد حصّل منه ما يمكنه من دراسته وتدريسه والتأليف فيه ؟ وهذا هو غاية ما يريده المتخصص الحق , وهو أن يكون مؤهلا للدراسة والتدريس والتأليف المفيد فيه .
ولدي أدلة أخرى لا أود ذكرها , لكني أختم بأمرين :
الأول : أنا مع الأخ أبو حاتم في الرغبة إليكم في إيصال هذه الانتقادات للشيخ حاتم , ولكن بعد حذف ذلك اللمز – عفوا شيخنا – لأني أخجل من إيصاله إليه بهذه الصورة , لما فيه من الإساءة للشيخ دون حاجة الرد العلمي إليها .
والثاني : الرد العلمي لا يحتاج لإثبات تخصص الشيخ أو عدم تخصصه , لإثبات وقوعه في الخطأ , فيكفي لذلك ذكر أدلة المسألة الدالة على أن الصواب كذا وأن ما سواه خطأ , أو أدلة الخطأ وإن لم نبين الصواب فيها . فلماذا يصر شيخنا على الاستدلال لخطأ الشيخ حاتم بكونه غير متخصص , هل هو شعور منه بعدم كفاية أدلته ؟ أم أن إثبات عدم التخصص هو المقصود أصالة ؟ ولم يكن ذكر أخطاء المسائل إلا أدلة عليها ؟ سواء كان الأول أو الثاني , فلا أظن شيخنا فؤاد مما يرضاه للبحث الأصولي المتخصص .