العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم
- نص الحديث:
عن محمود بن الربيع الأنصاري: (أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن شهد بدرا من الأنصار أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله قد أنكرت بصري، وأنا أصلي لقومي فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم، لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله، أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سأفعل إن شاء الله» قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك» قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر، فقمنا فصفنا فصلى ركعتين ثم سلم)[1].
يتبع ...
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

ألفاظ الحديث: صريحة في أن عتبان رضي الله عنه كان يود أن يأتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى منزله، فيصلي في موضع من بيته ليتخذه مصلى، لأنه لا يقدر على حضور المسجد لكونه رجلا ضريرا، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: سأفعل إن شاء الله، فبادر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك حين ارتفع النهار وبادر أيضا بالصلاة أول ما دخل المنزل قبل الجلوس، وقال له: أين تحب أن أصلي من بيتك، فأشار عتبان إلى ناحية من بيته فصلى عليه الصلاة والسلام ركعتين، وصلوا وراءه.
وقد أطبق الشراح في كلمة واحدة: أن عتبان قصد أن يتبرك بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وعليه تدل أطراف الحديث ورواياته ومعانيه.
ولم أقف في كتب شروح الحديث: من ناقش هذا الاستدلال فضلا أن يكون قال بخلافه.
وممن قرر هذا المعنى: المهلب، وابن بطال، وابن عبد البر، وابن العربي، والنووي، وابن رجب، وابن حجر، والشوكاني.
وسأسرد نصوصهم بإذن الله في نهاية البحث.
ومنهم من بالغ في الاستدلال به إلى ما لا يدل عليه: حتى أدرج فيه الصلاة في موضع صلاة الصالحين، والتبرك بآثارهم.
وكان ابن تيمية: من جملة الذين سلموا بدلالة حديث عتبان رضي الله عنه على حصول الفضيلة في مصلى عتبان رضي الله عنه بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
غير أنه: تصرف في دلالة الحديث، وذكر أن عتبان إنما قصد أن يبني مسجدا، وأحب أن يكون أول من يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يبنيه في الموضع الذي صلى فيه.
ولعله استدل برواية البخاري: (كان يؤم قومه وهو أعمى)، ورواية مسلم: (تعال فخط لي مسجدا)[1]، وهذه الروايات لا تنافي ما أطبق عليه الشراح، وتواردت عليه الروايات، فهو مسجد في البيت، وقد كان من عادة السلف اتخاذ المساجد في البيوت كما يقول ابن رجب، والنصوص فيه كثيرة، وقد ترجم البخاري لحديث عتبان: "باب المساجد في البيوت".
على أن ما صار إليه ابن تيمية: أدل في المراد، فإنه إذا كان عتبان أحب أن يبني مسجدا في الموضع الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فكيف لا تكون ثمة فضيلة في موضع مصلاه؟ والحال أنه يشرع له بناء المسجد فيه.
وقد تنبه ابن تيمية لهذا الإيراد: فاحترس منه بأن المقصود كان بناء المسجد، وكانت الصلاة مقصودة لأجل المسجد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصد الصلاة فيه ليكون مسجدا[2].
والسؤال: إن لم تكن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الموضع موجبة للفضل؛ فما هي الخصيصة التي تجعل الفضل منوطا بقصده الصلاة؟
وقد تابع رأيَ ابن تيمية جماعة من المعاصرين: بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك وأنه لا دلالة فيه أصلا على فضيلة مصلى عتبان بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه إنما أراد الاقتداء به! أو أن عتبان كان ضريرا، فأراد تحديد القبلة بيقين!
والذي دعا المتأخرين إلى نفي دلالة الحديث: إضافة إلى عادة كثير منهم في متابعة ابن تيمية، هو المبالغة في تحجيم التبرك، فهي لديهم من متعلقات مسائل الاعتقاد، وليست من جمل المسائل الفقهية، ولذا فهم يعتبرون في المنع منه سدا لذرائع الشرك، ودرءا للغلو.
والذي دعا ابن تيمية رحمه الله إلى تأويل الحديث: حمايته لجناب القاعدة التي قررها: "لم يشرع الله تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلا المسجد، ولا مكانا يقصد للعبادة إلا المشاعر".
واستدل على ذلك بأمرين:
الأمر الأول
: "لو كان هذا مستحبا لكان يستحب للصحابة والتابعين أن يصلوا في جميع حجر أزواجه وفي كل مكان نزل فيه في غزواته أو أسفاره، ولكان يستحب أن يبنوا هناك مساجد ولم يفعل السلف شيئا من ذلك"[3].
والجواب عن هذا الاستشكال فيما يلي:


  1. أن حصول الإشكال يوجب حله، وليس بالضرورة أن يحل عبر نفي دلالة عتبان على حصول الفضيلة، والجمع واجب بين الدلالات ما أمكن؛ فكيف يصح إلغاء الدلالة الإيجابية للحديث، بناء على الدلالة السلبية القائمة على عدم العلم؟
  2. هذا عتبان رضي الله عنه قد اتخذ من مصلى النبي صلى الله عليه وسلم مصلى في بيته، سواء كان ذلك على طريقة الشراح أو على طريقة ابن تيمية ومن تبعه.
وقد ذكر ابن سعد، عن الواقدي: أن بيت عتبان الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيه الناس بالمدينة إلى يومه ذاك[4]، ورغم ما قيل في الواقدي من جرح فإنه في السير والمغازي أحد أوعية العلم، وما في هذا الأثر فإنه من كلامه هو، وهو مولود سنة 130 هـ وتوفي سنة 207 هـ.
قال أبو غسان محمد بن يحيى الكتاني: (قال لي غير واحد من أهل العلم من أهل البلد: إن كل مسجد من مساجد المدينة ونواحيها مبني بالحجارة المنقوشة المطابقة، فقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل، والناس يومئذ متوافرون، عن المساجد التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة)[5].
ونقل ابن شبة (ت262) في كتابه "تاريخ المدينة": جملة من المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها قول يحيى بن سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يختلف إلى مسجد أبي فيصلي فيه غير مرة ولا مرتين، وقال: «لولا أن يميل الناس إليه لأكثرت الصلاة فيه»[6].
وروى أبو داود في "مراسيله": من حديث ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله الأشج قال: (كان بالمدنية تسعة مساجد مع مسجده صلى الله عليه وسلم يسمع أهلها تأذين بلال فيصلون في مساجدهم فعددها).
وذكر أبو زيد عمر بن شبة النحوي: في كتابه "أخبار المدينة" عدة مساجد فيها أيضًا.
وكذا الأزرقي في كتابه: "تاريخ المدينة[7].

  1. جاء عن ابن عمر وابنه تتبعهم لمواضع صلاته صلى الله عليه وسلم، قال البخاري في صحيحه: (باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم)، وذكر فيه عددا ليس بالقليل من المواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وتابعه عليه ابن عمر رضي الله عنه.
  2. ثبت في الصحيح عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى الصلاة عند الأسطوانة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى الصلاة عندها، وهذا قد يناقش بأن التحري يدل على القصد، فخرج عن كونه صلى فيه اتفاقا، وقد يجاب عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قصد أن يصلي في مصلى عتبان فلا فرق، على أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عند الأسطوانة هل هو لفضل خاص لذلك الموضع؟ أو أن ذلك لعادته ربما لقربه من مصلى الإمام؟
  3. استحب جمهور العلماء كمالك والشافعي وأحمد[8]: الصلاة في المعرس إذا فقل إلى المدينة، قال مالك في الموطأ: (لا ينبغي لأحد أن يتجاوز المعرس إذا قفل حتى يصلي فيه، وأنه من مر به في غير وقت صلاة فليقم حتى تحل الصلاة ثم يصلي ما بدا له؛ لأنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرس به، وأن ابن عمر أناخ به)[9].
  4. فضل الصلاة في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني اتخاذها عيدا، فمن علم منهم موضع صلاته صلى إذا تيسر له ذلك.
  5. أن الشارع لم يحث على ذلك، وعمد إلى حضهم على العمل ، مع ما قد يقع في ذلك من الإفراط واتخاذ الموضع عيدا، وإن كان قد ثبت أن في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فضلا، ولعل هذا هو السبب في عدم مبالغة السلف في الاعتناء بها.
ولذا قال ابن رجب: (الإفراط في تتبع مثل هذه الآثار يخشى منه الفتنة، كما كره اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، وقد زاد الأمر في ذلك عند الناس حتى وقفوا عنده، واعتقدوا أنه كاف لهم، واطرحوا ما لا ينجيهم غيره، وهو طاعة الله ورسوله) [10].
ولذا لما رخص الإمام أحمد في اتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة في مواضع صلاته على ما فعله ابن عمر: كره ما أحدثه الناس بعد ذلك من الغلو والإفراط، والأشياء المحدثة التي لا أصل لها في الشريعة[11].

  1. قد يقال: إن ثمة فرقا بين ما قصد الصلاة فيه وبين ما وقعت فيه صلاته اتفاقا، وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في مصلى عتبان كما قرر ذلك ابن تيمية[12].
وقد نقل أحمد بن القاسم وسندي الخواتيمي، عن الإمام أحمد: أنه سئل عن إتيان هذه المساجد؟ فقال : أما على حديث ابن أم مكتوم : أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته فيتخذه مصلى، وعلى ما كان يفعل ابن عمر يتبع مواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأثره، فلا بأس أن يأتي الرجل المشاهد، إلا أن الناس قد أفرطوا في هذا، وأكثروا فيه[13].

  1. من أبصر تبرك الصحابة رضي الله عنهم بذاته الشريفة وفضل طعامه وشرابه، وكذا شعره وعرقه، لم يتعجب من طلب عتبان منه عليه الصلاة والسلام الصلاة في موضع من بيته ليتخذه مصلى، فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم فكيف بموضع سجوده أقرب ما يكون فيه العبد إلى ربه؟
وأيضا: إن النبي صلى الله عليه وسلم حث في أحاديث كثيرة على صلاة النافلة في البيوت، وفضلها على صلاتها في المسجد، وكذا شرعت الصلاة في العيد في المصلى، فلم تسلم قاعدة ابن تيمية بأنه لا مكان يقصد للصلاة إلا في المسجد.

الأمر الثاني: ما جاء عن عمر رضي الله عنه:
عن المعرور بن سويد، قال: (خرجنا حجاجا مع عمر بن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر: ما شأنهم؟ فقالوا: هذا مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: «أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا، حتى أحدثوها بيعا، فمن عرضت له فيه صلاة فليصل، ومن لم تعرض له فيه صلاة فليمض»[14].
قال ابن تيمية: وهذا قاله عمر بمحضر من الصحابة[15].
وعن عمر أيضا:

  1. نحوه من حديث مروان بن سويد الأسدي[16].
  2. وعن نافع قال: (كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها: شجرة الرضوان، فيصلون عندها، قال: فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها وأمر بها فقطعت)[17][18].
وفي فقه النصوص الواردة عن عمر رضي الله عنه مسالك للعلماء:
المسلك الأول
: أنه يدل على عدم فضل الصلاة في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا مسلك ابن تيمية.
المسلك الثاني: أن ذلك مخالفة لما سلكه اليهود والنصارى في تعظيم آثار الأنبياء، وهذا أشار إليه ابن عبد البر[19].
المسلك الثالث: أن عمر رضي الله عنه خشي أن يلتزم الناس الصلاة في تلك المواضع حتى يشكل ذلك على من يأتي بعدهم، ويرى ذلك واجبًا، وهذا مسلك ابن بطال[20].
المسلك الرابع: أن ذلك من عمر محمول على أنه كره زيارتهم لمثل ذلك بغير صلاة، وهذا مسلك ابن حجر[21].
التعليق:
أما إنكار عمر رضي الله عنه صلاتهم عند شجرة الرضوان
: فبينٌ حيث لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عندها أو يذكر فيها فضلا، وابن عمر وهو المبالغ في تتبع مواضع النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يصلي في المواضع التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيها.
أما إنكار عمر رضي الله عنه على الناس الذين كانوا يبتدرون المسجد الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والحرص على الصلاة فيه: فهو صريح في أن عمر رضي الله عنه لا يرى فضلا للصلاة في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يؤكد أنه لم يكن من عادة الصحابة المبالغة في تتبع مواضع صلاته صلى الله عليه وسلم، ويبقى أن ذلك لا ينفي حصول الفضل في ذلك كما جاء صريحا في حديث عتبان، وعمل به بعض الصحابة كعتبان نفسه بإقرار النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ابن عمر وسلمة بن الأكوع رضي الله عنهم أجمعين.
فقد أثبت الشارع الفضل، وعمل به بعض الصحابة، ولم يبالغ في الحض عليه، فلم ينتشر عمل ذلك بينهم، خشية اتخاذه عيدا كما فعل اليهود والنصارى في قبور الأنبياء.


[1] أخرجه مسلم (رقم 55).
[2]) مجموع الفتاوى (17/ 468).
[3]) مجموع الفتاوى (27/ 503، 504).
[4]) فتح الباري لابن رجب (2/ 384- 386).
[5]) تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 74).
[6]) تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 64).
[7]) التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 29).
[8]) فتح الباري لابن رجب (2/ 597، 598).
[9]) فتح الباري لابن رجب (2/ 597، 598).
[10]) فتح الباري لابن رجب (2/ 384- 386).
[11]) فتح الباري لابن رجب (2/ 591).
[12]) مجموع الفتاوى (27/ 503، 504).
[13]) فتح الباري لابن رجب (2/ 384- 386).
[14]) أخرجه عبد الرزاق الصنعاني (رقم 2734)، وابن وضاح في "البدع" (2/ 88)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (12/ 544)
وصححه ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1/ 281)، وابن كثير في مسند عمر رضي الله عنه وأقواله على أبواب العلم (1/ 143)، وصححه الألباني على شرط الشيخين في تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد.
[15]) مجموع الفتاوى (27/ 134).
[16]) أخرجه ابن وضاح في "البدع" (2/ 87).
[17]) البدع لابن وضاح (2/ 87)
[18]) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 100)، وصححه ابن حجر في فتح الباري (7/448).
[19]) قال ابن عبد البر: (قد كره مالك وغيره من أهل العلم طلب موضع الشجرة التي بويع تحتها بيعة الرضوان وذلك والله أعلم مخالفة لما سلكه اليهود والنصارى في مثل ذلك) الاستذكار (2/ 360).
[20]) ثم قال ابن بطال: كذلك ينبغي للعالم إذا رأى الناس يلتزمون النوافل والرغائب التزامًا شديدًا، أن يترخص فيها في بعض المرات ويتركها ليعلم بفعله ذلك أنها غير واجبة، كما فعل ابن عباس وغيره في ترك الأضحية.
شرح البخاري لابن بطال (2/ 126)، التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 24).
[21]) فتح الباري لابن حجر (1/ 569).
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

الخلاصة
حديث عتبان رضي الله عنه: صريح في إثبات فضل موضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أطبق الشراح في كلمة واحدة: أن عتبان قصد بدعوته النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي في بيته أن يتبرك بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وعليه تدل أطراف الحديث، ورواياته، ومعانيه، ولم أقف في كتب شروح الحديث: من ناقش هذا الاستدلال فضلا أن يكون قال بخلافه، ومنهم من بالغ في الاستدلال به إلى ما لا يدل عليه: حتى أدرج فيه الصلاة في موضع صلاة الصالحين، والتبرك بآثارهم.
وكان ابن تيمية: من جملة الذين سلموا بدلالة حديث عتبان رضي الله عنه على حصول الفضيلة في مصلى عتبان رضي الله عنه بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، غير أنه تصرف في دلالة الحديث، وذكر أن عتبان إنما قصد أن يبني مسجدا، وأحب أن يكون أول من يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يبنيه في الموضع الذي صلى فيه.
أما استشكال ابن تيمية: أنه لم يكن من عادة الصحابة رضي الله عنهم تتبع مواضع صلاته في جميع حجر أزواجه وفي كل مكان نزل فيه، ولم يفعل السلف شيئا من ذلك، فهو استشكال قوي، وجوابه من وجوه:

  1. أن حصول الإشكال يوجب حله، وليس بالضرورة أن يحل عبر نفي دلالة عتبان على حصول الفضيلة، والجمع بين الدلالات واجب ما أمكن؛ فكيف يصح إلغاء الدلالة الإيجابية للحديث، بناء على الدلالة السلبية القائمة على عدم العلم؟
  2. أن عتبان رضي الله عنه قد اتخذ من مصلى النبي صلى الله عليه وسلم مصلى في بيته، سواء كان ذلك على طريقة الشراح أو على طريقة ابن تيمية ومن تبعه أنه كان مسجدا.
  3. أن المعتنين بتاريخ المدينة ذكروا اعتناء أهل المدينة بمصليات النبي صلى الله عليه وسلم، وبُنِي في بعضها مساجد.
  4. ما جاء عن سلمة بن الأكوع من تحريه الصلاة عند الأسطوانة لأنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها.
  5. ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنه – وتبعه ابنه – من تتبع مواضع صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة عندها.
فهذا المنقول عن ابن عمر وسلمة بن الأكوع وبناء عمر بن عبد العزيز للمساجد، يدل على أن السلف كان منهم من يصلي في مواضع صلاته عليه الصلاة والسلام بدون إفراط أو اتخاذها عيدا، والله أعلم
6. استحباب جمهور العلماء كمالك والشافعي وأحمد: الصلاة في المعرس إذا فقل إلى المدينة لصلاة النبي صلى الله عليه وسلم عندها.ف
7. ضل الصلاة في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني اتخاذها عيدا، فمن علم منهم موضع صلاته صلى إذا تيسر له ذلك.
8. أن الشارع لم يبالغ في الحث على ذلك، وعمد إلى حضهم على العمل، مع ما قد يقع في ذلك من الإفراط واتخاذ الموضع عيدا، وإن كان قد ثبت أن في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم فضلا، ولعل هذا هو السبب في عدم مبالغة السلف في الاعتناء بها، فقد كانوا مع النص من اعتبار الفضل بدون مبالغة.أ
9. نه قد يقال: إن ثمة فرقا بين ما قصد الصلاة فيه وبين ما وقعت فيه صلاته اتفاقا، وقد قصد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في مصلى عتبان رضي الله عنه.
10. من أبصر تبرك الصحابة رضي الله عنهم بذاته الشريفة وفضل طعامه وشرابه، وكذا شعره وعرقه، لم يتعجب من طلب عتبان منه عليه الصلاة والسلام الصلاة في موضع من بيته ليتخذه مصلى، فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم يتبركون بذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم فكيف بموضع سجوده أقرب ما يكون فيه العبد إلى ربه؟
وقد بالغ كثير من المتأخرين في الاستدلال بحديث عتبان، وانقسموا في ذلك على طريقتين متعاكستين:

  1. نفي دلالته على حصول الفضل في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، وتأولوه على خلاف ظاهره، مبالغة منهم في تحجيم التبرك، فهي لديهم من متعلقات مسائل الاعتقاد، وليست من جمل المسائل الفقهية، ولذا فهم يعتبرون في المنع منه سدا لذرائع الشرك، ودرءا للغلو.
  2. اعتباره دلا على حصول الفضل في مصليات الصالحين، ودالا على مشروعية التبرك بآثارهم، ومنهم من دعا إلى إقامة المشاهد لها، وجعلها أعيادا تزار.
وكلا الفريقين: في طرف.

  • وخلاصة النزاع في المسألة أن يقال:
للفقهاء ثلاثة اتجاهات في فضل موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم:
الاتجاه الأول
: إثبات الفضل، وعليه شراح كتب الحديث.
الاتجاه الثاني: نفي الفضل، وهي طريقة ابن تيمية.
الاتجاه الثالث: إثبات الفضل من غير إفراط أو اتخاذه عيدا، وهي طريقة أحمد، ورجحها ابن تيمية في بعض المواضع، وفي كلام ابن رجب ما يدل عليه، وهي لا تنافي الاتجاه الأول في إثبات الفضل، وفيه جمع بين الآثار النبوية وعمل الصحابة رضي الله عنهم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

النكتة في الخلاف:
أن من يمنع الفضل: يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في ذلك الموضع اتفاقا، ولم يقصد الصلاة في موضع صلاته، وبالتالي: فليست الصلاة في موضع صلاته قربة في تحقيق متابعته.
ومن يعتبر الفضل: يقول ثبت في حديث عتبان حصول الفضل بمجرد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يقصد الصلاة في موضع معين، فإنه قال له: (أين تحب أن أصلي لك؟).
والنكتة في اعتبار أثر عمر رضي الله عنه:
أن من لا يعتبر الفضل: فإنه يستدل به ويعارض به الآثار عن ابنه.
ومن يعتبر الفضل: فإنه يستدل بحديث عتبان رضي الله عنه، ويقدمه على أثر عمر رضي الله عنه.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

تلخيص كلام ابن تيمية رحمه الله:

  • القاعدة:

  1. "لم يشرع الله تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلا المسجد، ولا مكانا يقصد للعبادة إلا المشاعر"[1].
  2. لم يأمر الله أن يتخذ مقام نبي من الأنبياء مصلى إلا مقام إبراهيم بقوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}[2].

  • الأدلة:
أولا: متابعة النبي صلى الله عليه وسلم تكون بطاعة أمره، وتكون في فعله، بأن يفعل مثل ما فعل على الوجه الذي فعله، فإذا قصد العبادة في مكان كان قصد العبادة فيه متابعة له، كقصد المشاعر والمساجد، وأما إذا نزل في مكان بحكم الاتفاق لكونه صادف وقت النزول، أو غير ذلك، مما يعلم أنه لم يتحر ذلك المكان، فإذا تحرينا ذلك المكان لم نكن متبعين له، فإن الأعمال بالنيات.

  1. فإذا قصد الصلاة والعبادة في مكان معين كان قصد الصلاة والعبادة في ذلك المكان متابعة له.
  2. وأما إذا لم يقصد تلك البقعة فإن قصدها يكون مخالفة لا متابعة له.
مثال الأول:

  1. لما قصد الوقوف والذكر والدعاء بعرفة ومزدلفة وبين الجمرتين كان قصد تلك البقاع متابعة له.
  2. وكذلك لما طاف وصلى خلف المقام ركعتين كان فعل ذلك متابعة له.
  3. وكذلك لما صعد على الصفا والمروة للذكر والدعاء كان قصد ذلك متابعة له.
  4. وقد كان سلمة بن الأكوع يتحرى الصلاة عند الأسطوانة قال: (لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها) فلما رآه يقصد تلك البقعة لأجل الصلاة كان ذلك القصد للصلاة متابعة[3].
ثانيا: حديث عمر: (كان عمر بن الخطاب في سفر فصلى الغداة ثم أتى على مكان فجعل الناس يأتونه فيقولون: صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمر: إنما هلك أهل الكتاب أنهم اتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعا فمن عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض)، وهذا قاله عمر بمحضر من الصحابة[4].
ثانيا: "لو كان هذا مستحبا لكان يستحب للصحابة والتابعين أن يصلوا في جميع حجر أزواجه وفي كل مكان نزل فيه في غزواته أو أسفاره، ولكان يستحب أن يبنوا هناك مساجد ولم يفعل السلف شيئا من ذلك"[5].
وإذا لم يكونوا يفعلون هذا بالبقاع التي حلّ بها أفضل الخلق: فهم لغيرها أترك، فلم يكن أحد منهم يقصد شيئًا من البقاع لا بالشام ولا بغير الشام، إلا المساجد التي للصلاة، لا يقصدون بقعة لكونه نزل بها إبراهيم، أو موسى، أو عيسى، لا بالبيت المقدس، ولا غيره[6]، ولم يكونوا يقصدون بناء مسجد لأجل آثار الأنبياء والصالحين[7].
ولهذا: لم يستحب علماء السلف من أهل المدينة وغيرها قصد شيء من المساجد والمزارات التي بالمدينة وما حولها بعد مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا مسجد قباء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد مسجدا بعينه يذهب إليه إلا هو، وقد كان بالمدينة مساجد كثيرة لكل قبيلة من الأنصار مسجد لكن ليس في قصده دون أمثاله فضيلة[8].
ثالثًا: أن تحري الصلاة فيها ذريعة إلى اتخاذها مساجد، وذلك ذريعة إلى الشرك بالله، والشارع قد حسم هذه المادة بالنهي عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وبالنهي عن اتخاذ القبور مساجد، فإذا كان قد نهى عن الصلاة المشروعة في هذا المكان وهذا الزمان، سدا للذريعة؛ فكيف يستحب قصد الصلاة والدعاء في مكان اتفق قيامهم فيه، أو صلاتهم فيه، من غير أن يكونوا قد قصدوه للصلاة فيه والدعاء فيه[9].
رابعًا: أن ذلك يفضي إلى ما أفضت إليه مفاسد القبور، إذ هو ذريعة إلى اتخاذها أعيادا فإنه يقال: إن هذا مقام نبي، أو قبر نبي، أو ولي، بخبر لا يعرف قائله، أو بمنام لا تعرف حقيقته، ثم يترتب على ذلك اتخاذه مسجدا، فيصير وثنا يعبد من دون الله تعالى[10].
خامسًا: أن ذلك يفضي إلى التشبه بأهل الكتاب، والتشبه بأهل الكتاب مما نهينا عن التشبه بهم فيه[11].
الجواب عن حديث عتبان:

  • قصد [عتبان]: أن يبني مسجدا، وأحب أن يكون أول من يصلي فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يبنيه في الموضع الذي صلى فيه، فالمقصود كان بناء المسجد وأراد أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم في المكان الذي يبنيه، فكانت الصلاة مقصودة لأجل المسجد لم يكن بناء المسجد مقصودا لأجل كونه صلى فيه اتفاقا وهذا المكان مكان قصد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة فيه ليكون مسجدا فصار قصد الصلاة فيه متابعة له بخلاف ما اتفق أنه صلى فيه بغير قصد[12].
  • الجواب عن فعل ابن عمر:

  1. قصد الصلاة في البقاع التي صلى فيها عليه الصلاة والسلام اتفاقا، لم ينقل عن غير ابن عمر من الصحابة، وكان ابن عمر رضي الله عنهما رجلا صالحا شديد الاتباع فرأى هذا من الاتباع، وأما أبوه وسائر الصحابة من الخلفاء الراشدين وسائر العشرة وغيرهم مثل ابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب فلم يكونوا يفعلون ما فعل ابن عمر، فتحري هذا ليس من سنة الخلفاء الراشدين، بل هو مما ابتدع، وقول الصحابي إذا خالفه نظيره، ليس بحجة، فكيف إذا انفرد به عن جماهير الصحابة؟[13].
  2. لم يكن يقصد ابن عمر ولا غيره من الصحابة إتيان الأمكنة التي فيها آثار الأنبياء للعبادة، بل إنما قصد متابعته في صورة الفعل[14].
  3. ما فعله من المباحات على غير وجه التعبد يجوز لنا أن نفعله مباحا كما فعله مباحا، وأكثر السلف والعلماء على أنا لا نجعله عبادة وقربة بل نتبعه فيه؛ ومن جعله عبادة رأى أن ذلك من تمام التأسي به والتشبه به ورأى أن في ذلك بركة لكونه مختصا به نوع اختصاص[15].

  • نقل الخلاف والترخيص باليسير:
نقل ابن تيمية الخلاف في المسألة، وترخيص أحمد باليسير منه واعتبار ابن تيمية أن في ذلك جمعا بين الآثار وأقوال الصحابة رضي الله عنهم:
قال ابن تيمية: (أما مقامات الأنبياء والصالحين، وهي الأمكنة التي قاموا فيها، أو أقاموا، أو عبدوا الله سبحانه، لكنهم لم يتخذوها مساجد؛ فالذي بلغني في ذلك قولان عن العلماء المشهورين:
أحدهما: النهي عن ذلك وكراهته، وأنه لا يستحب قصد بقعة للعبادة، إلا أن يكون قصدها للعبادة مما جاء به الشرع ...[16].
القول الثاني: لا بأس باليسير من ذلك، كما نقل عن ابن عمر...
قال سندي الخواتيمي: سألنا أبا عبد الله عن الرجل يأتي هذه المشاهد، ويذهب إليها، ترى ذلك؟ قال: أما على حديث ابن أم مكتوم: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته حتى يتخذ ذلك مصلى. وعلى ما كان يفعله ابن عمر، يتتبع مواضع النبي صلى الله عليه وسلم وأثره، فليس بذلك بأس، أن يأتي الرجل المشاهد، إلا أن الناس قد أفرطوا في هذا جدا، وأكثروا فيه ".
وكذلك نقل عنه أحمد بن القاسم: أنه سئل عن الرجل يأتي هذه المشاهد التي بالمدينة، وغيرها، يذهب إليها؟ فقال: " أما على «حديث ابن أم مكتوم: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتيه فيصلي في بيته حتى يتخذه مسجدا»، وعلى ما كان يفعل ابن عمر رضي الله عنه: كان يتتبع مواضع سير النبي صلى الله عليه وسلم، حتى رئي أنه يصب في موضع ماء، فيسأل عن ذلك. فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصب هاهنا ماء، قال: أما على هذا فلا بأس ". قال: ورخص فيه، ثم قال: " ولكن قد أفرط الناس جدا، وأكثروا في هذا المعنى، فذكر قبر الحسين وما يفعل الناس عنده. رواهما الخلال في كتاب الأدب.
قال ابن تيمية: فقد فصل أبو عبد الله رحمه الله في المشاهد، وهي الأمكنة التي فيها آثار الأنبياء والصالحين، من غير أن تكون مساجد لهم، كمواضع بالمدينة بين القليل الذي لا يتخذونه عيدا، والكثير الذي يتخذونه عيدا، كما تقدم.
وهذا التفصيل: جمع فيه بين الآثار وأقوال الصحابة[17].
وقال أيضا: استحب آخرون من العلماء المتأخرين إتيانها، وذكر طائفة من المصنفين من أصحابنا وغيرهم في المناسك، استحباب زيارة هذه المساجد وعدوا منها مواضع وسموها، وأما أحمد فرخص منها فيما جاء به الأثر من ذلك إلا إذا اتخذت عيدا، مثل أن تنتاب لذلك، ويجتمع عندها في وقت معلوم، كما يرخص في صلاة النساء في المساجد جماعات، وإن كانت بيوتهن خيرا لهن، إلا إذا تبرجن وجمع بذلك بين الآثار، واحتج بحديث ابن أم مكتوم[18].
وقال أيضا: أما ما نقل عن ابن عمر أنه كان يتحرى في سفره النزول في مكان النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة في مصلاه فمن الناس من رخص في مثل ذلك بخلاف ما إذا اجتمع على ذلك الناس، ومن الناس من قال هذا أمر انفرد به ابن عمر و الخلفاء الراشدون و الأكابر من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار لم يكونوا يفعلون ذلك وهم أعلم من ابن عمر وأعظم إتباعا للنبي صلى الله عليه و سلم فلو كان هذا مستحبا لفعله هؤلاء[19].


[1]) مجموع الفتاوى (27/ 503).

[2]) وقال أيضا: (كما أنه لم يأمر بالاستلام والتقبيل لحجر من الحجارة إلا الحجر الأسود ولا بالصلاة إلى بيت إلا البيت الحرام ولا يجوز أن يقاس غير ذلك عليه باتفاق المسلمين) مجموع الفتاوى (27/ 135).

[3]) مجموع الفتاوى (17/ 466 - 469).

[4]) مجموع الفتاوى (27/ 134).

[5]) مجموع الفتاوى (27/ 503، 504).

[6]) قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (ص: 49، 50).

[7]

[8]) مجموع الفتاوى (17/ 466 - 469).

[9]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 279).

[10]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/274، 278، 279).

[11]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 274، 279).

[12]) مجموع الفتاوى (17/ 466 - 469)، الرد على البكري (2/ 527)، اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 276).

[13]) مجموع الفتاوى (17/ 466 - 469)، اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 278، 279).

[14]) قاعدة عظيمة في الفرق بين عبادات أهل الإسلام والإيمان وعبادات أهل الشرك والنفاق (ص: 49).

[15]) مجموع الفتاوى (27/ 504)، اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 278).

[16]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 274).

[17]) اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 271 - 273)، [17]

[18]) اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (2/ 274 - 276).

[19]) الرد على البكري (2/ 528).
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

نصوص (1):
قال ابن وضاح: كان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم ما عدا قبا واحدا[1].
قال ابن وضاح: سمعتهم يذكرون أن سفيان الثوري دخل مسجد بيت المقدس فصلى فيه ولم يتبع تلك الآثار ولا الصلاة فيها وكذلك فعل غيره أيضا ممن يقتدى به[2].
وقدم وكيع أيضا: مسجد بيت المقدس فلم يعد فعل سفيان قال ابن وضاح: فعليكم بالاتباع لأئمة الهدى المعروفين[3].
وروى أشهب عن مالك: أنه سئل عن الصلاة في المواضع التي صلي فيها الشارع، فقال: ما يعجبني ذلك إلا في مسجد قباء أي: لأنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيه راكبًا وماشيًا، ولم يكن يفعل في تلك الأمكنة ذلك)[4].
قال ابن بطال: إنما قال ذلك مالك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء راكبًا وراجلاً ولم يكن يفعل ذلك في تلك الأمكنة[5].


نصوص (2):


  • ابن عمر رضي الله عنه:
عن موسى بن عقبة، قال: رأيت سالم بن عبد الله يتحرى أماكن من الطريق فيصلي فيها، ويحدث أن أباه كان يصلي فيها «وأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الأمكنة». وحدثني نافع، عن ابن عمر أنه كان يصلي في تلك الأمكنة، وسألت سالما، فلا أعلمه إلا وافق نافعا في الأمكنة كلها إلا أنهما اختلفا في مسجد بشرف الروحاء[6].
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: (ما كان أحد يتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم في منازله، كما كان ابن عمر يتبعه) [7].
قال ابن الملقن في تتبع ابن عمر لمواضع صلاته صلى الله عليه وسلم: (إنما كان يصلي فيها تبركًا بتلك الأمكنة، ورغبة في الفضل والاتباع فإنه كان شديد الاتباع، ولم يزل الناس يتبركون بمواضع الصالحين وأهل الفضل، ألا ترى أن عتبان بن مالك سأل الشارع أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى)[8].
قال الزركشي: يستحب لزائره[9] زيارة الأماكن المشهور بآثار الأنبياء لاسيما مواضع صلاة نبينا صلى الله عليه وسلم[10].
وقال الغزالي: (وكذا [أي يستحب] يأتي سائر المساجد والمشاهد ويقال إن جميع المشاهد والمساجد بالمدينة ثلاثون موضعاً يعرفها أهل البلد فيقصد ما قدر عليه وكذلك يقصد الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويغتسل ويشرب منها وهي سبع آبار طلبا للشفاء)[11].



نصوص (3):
شراح حديث عتبان رضي الله عنه
قال المهلب (ت435): (فيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين، وفيه: أنه من دُعي من الصالحين إلى شيء يتبرك به منه، فله أن يجيب إذا أمن الفتنة من العجب)[12].
قلت: هذه الفائدة لا يسلم له فيها، لكن هي فرع عن القول التبرك بالصلاة في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، فالدلالة لها ضمنية.
وقال ابن عبد البر: (فيه التبرك بالمواضع التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووطئها وقام عليها، وأدخل مالك هذا الحديث بإثر الذي قبله[13] والله أعلم ليبين لك أن معنى هذا الحديث مخالف للذي قبله، والتبرك والتأسي بأفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان وتصديق وحب في الله ورسوله)[14].
وقال ابن العربي: (فيه من الفقه: التبرك بالمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ووطئها وقام عليها)[15].
قال القاضي عياض: (فيه التبرك بالفضلاء، ومشاهد الأنبياء وأهل الخير ومواطنهم، ومواضع صلاتهم، وإجابة أهل الفضل لما رغب إليهم فيه من ذلك، تعاونا على طاعة الله، وتنشيطا على عبادته)[16].
وقال النووي: (أي علِّم لي على موضع لأتخذه مسجدا أي موضعا أجعل صلاتي فيه متبركا بآثارك)[17].
وقال العيني: (فيه التبرك بمصلى الصالحين ومساجد الفاضلين)[18].
وقال الشوكاني: (في حديث عتبان فوائد: منها ... التبرك بالمواضع التي صلى فيها صلى الله عليه وسلم)[19].

  • نقول عن ابن رجب:
قال ابن رجب: (في هذا: استحباب اتخاذ آثار النبي صلى الله عليه وسلم ومواضع صلواته مصلى يصلى فيه) [20].
وقال ابن رجب في حكم اتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مواضع صلاته: (قد ذكرنا أن ابن عمر كان يفعل ذلك، وكذلك ابنه سالم، وقد رخص أحمد في ذلك على ما فعله ابن عمر، وكره ما أحدثه الناس بعد ذلك من الغلو والإفراط، والأشياء المحدثة التي لا أصل لها في الشريعة)[21].
فرق ابن رجب بين موضعين:
أحدهما: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصده للصلاة فيه، كمسجد قباء.
والثاني: ما صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقا لإدراك الصلاة له عنده، فهذا هو الذي اختص ابن عمر بأتباعه.
وقال: (كان ابن عمر مشهورا بتتبع آثار النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك صلاته في المواضع التي كان يصلي فيها، وهي على نوعين :
أحدهما: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقصده للصلاة فيه، كمسجد قباء.
والثاني: ما صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم اتفاقا لإدراك الصلاة له عنده، فهذا هو الذي اختص ابن عمر بأتباعه.



[1] هل هو: ما عدا قباء واحدا، أو ما عدا قباء وأحدا؟

[2]) البدع لابن وضاح (2/ 87)

[3]) البدع لابن وضاح (2/ 87)

[4]) التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 24).

[5]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 127).

[6]) صحيح البخاري (1/ 104).

[7]) أخرجه ابن سعد في الطبقات، ينظر: فتح الباري لابن رجب (2/ 592).

[8]) التوضيح لشرح الجامع الصحيح (6/ 23).

[9] يعني زائر قبر النبي صلى الله عليه وسلم

[10]) إعلام الساجد بأحكام المساجد ص 289

[11]) إحياء علوم الدين (1/261).

[12]) شرح صحيح البخاري لابن بطال (2/ 77).

[13]) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) موطأ الإمام مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي (1/ 243 رقم 475).

[14]) الاستذكار (2/ 361).

[15]) المسالك في شرح موطأ مالك (3/ 224).

[16]) إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 631).

[17]) شرح النووي على مسلم (1/ 244).

[18]) عمدة القاري (4/ 170).

[19]) نيل الأوطار (3/ 193).

[20]) فتح الباري لابن رجب (2/ 384- 386).

[21]) فتح الباري لابن رجب (2/ 591).
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

انتهى المقصود والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ...
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيكم على هذه الدراسة الرائعة لفقه الحديث
وجعلها الباري في موازين حسناتكم
هلا جمعناها في نشرة جديدة ألحقناها بأخواتها ونشرناها ليسهل الرجوع إليها!!

 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيكم فضيلة الدكتور أبا فراس بحث متين ورائع ويحرر مواطن النزاع بدقة
واسمح لي بإضافة يسيرة هي ما ظهر لي في المسألة وسأجملها في نقاط :
النقطة الأولى :
مما لا شك فيه أن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك مما صح وثبت عنه لا ينبغي أن توصف بالبدعة لأمرين :
1 - أنه في الظاهر أخذ بعموم نصوص الأمر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به .
2 - أنه قد فعله صحابي جليل وهو ابن عمر رضي الله عنهما وما فعله صحابي لا ينبغي وصفه بالبدعة .
فهذان مستندان يدفعان الوصف بالبدعة ، ولذلك كان وصف المانعين للفعل بالكراهة أو عدم المشروعية أو عدم الاستحباب ونحو ذلك هو منصوص العلماء ، لكن هذين المستندين لا يستلزمان الرجحان لوجود المعارض عند المخالفين .

النقطة الثانية :
قد قرر غير واحد من أهل العلم أن الكاشف لمشروعية الاتباع والاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم هو فعل السلف وقد قسمه الشاطبي في الموافقات ثلاثة أقسام ، وذلك في المسألة الثانية عشرة من الطرف الأول من كتاب الأدلة في الجزء الثالث وذكر أن الأقسام ثلاثة :
1 - أن يكون الدليل معمولاً به دائماً أو أكثرياً عند السلف .
فهذا القسم لا إشكال في العمل به وأنه السنة المتبعة .
2 - أن لا يقع العمل به إلا قليلاً أو في وقت من الأوقات أو حال من الأحوال ووقع إيثار غيره والعمل به دائماً أو أكثرياً .
وهذا القسم تكون السنة المتبعة فيه في عمل غيره الدائم والأكثري ، ومنه مسألتنا .
قال الشاطبي : ( ....فذلك الغير هو السنة المتبعة والطريق السابلة، وأما ما لم يقع العمل عليه إلا قليلا ؛ فيجب التثبت فيه وفي العمل على وفقه، والمثابرة على ما هو الأعم والأكثر؛ فإن إدامة الأولين للعمل على مخالفة هذا الأقل؛ إما أن يكون لمعنى شرعي، أو لغير معنى شرعي، وباطل أن يكون لغير معنى شرعي؛ فلا بد أن يكون لمعنى شرعي تحروا العمل به، وإذا كان كذلك؛ فقد صار العمل على وفق القليل كالمعارض للمعنى الذي تحروا العمل على وفقه، وإن لم يكن معارضا في الحقيقة؛ فلا بد من تحري ما تحروا وموافقة ما داوموا عليه.
وأيضا؛ فإن فرض أن هذا المنقول الذي قل العمل به مع ما كثر العمل به يقتضيان التخيير؛ فعملهم إذا حقق النظر فيه لا يقتضي مطلق التخيير، بل اقتضى أن ما داوموا عليه هو الأولى في الجملة، وإن كان العمل الواقع على وفق الآخر لا حرج فيه، كما نقول في المباح مع المندوب: إن وضعهما بحسب فعل المكلف يشبه المخير فيه؛ إذ لا حرج في ترك المندوب على الجملة ؛ فصار المكلف كالمخير فيهما، لكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل المندوب أولى أن يعمل به من المباح في الجملة؛ فكذلك ما نحن فيه.
وإلى هذا فقد ذكر أهل الأصول أن قضايا الأعيان لا تكون بمجردها حجة ما لم يعضدها دليل آخر؛ لاحتمالها في أنفسها، وإمكان أن لا تكون مخالفة لما عليه العمل المستمر ....)

3 - أن لا يثبت عن السلف أنهم عملوا به بوجه من الوجوه فهذا لا إشكال في عدم العمل به بل هو أشد مما قبله .
والمقصود أن عمل السلف بما فيهم جمهور الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الأربعة وبقية كبار العلماء منهم على خلاف عمل ابن عمر رضي الله عنهما .

النقطة الثالثة :
كلام الإمام أحمد - رحمه الله - مع تقييد الفعل فيه باليسير لا يقتضي التفضيل والاستحباب ، وإنما يقتضي الترخيص والإباحة فحسب كما يدل عليه لفظه المنصوص ، ولا شك أن أصول الإمام أحمد معروفة فيما إذا ورد عن الصحابة أثر فالإمام يجل ذلك ويعظمه ولا يبدع الفعل وهنا وجد أثر ابن عمر رضي الله عنهما لكن الإمام أحمد لم ير مشروعيته أي سنيته وفضيلته ورأى الأثر دافعاً للبدعية والمنع بالقيد المذكور .
والله أعلم
 
التعديل الأخير:
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: دلالة حديث عتبان في فضل مصلى النبي صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيكم على هذه الدراسة الرائعة لفقه الحديث وجعلها الباري في موازين حسناتكمهلا جمعناها في نشرة جديدة ألحقناها بأخواتها ونشرناها ليسهل الرجوع إليها!!
فكرة جيدة، لكن ليكن بعد فترة حتى أراجعها، لأن مراجعة البحث بعد كتابته في حينه لا يؤتي ثمرته مثل مراجعته بعد حين.
 
أعلى