العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

المختصر المبتكر في آراء المعتزلة الأصولية

إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
اما بعد .
لا يخفى على كل ذي لب شرف علم أصول الفقه و أنه من أهم العلوم الشرعية و أعظمها { فإنه يؤخذ من صفو الشرع و العقل سواء السبيل ، فلا هو تصرف بمحض العقول بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول ، ولا هو مبني على محض التقليد بحيث لا يشهد له العقل بالتأييد و التسديد } فالناظر فيه يدرك العديد من الفوائد و النكت مالايحصى .
وأول من ألف في أصول الفقه على القول الراجح هو الإمام الشافعي ، ثم بعد ذلك تناولته عقول ، وتعددت فيه المذاهب و الآراء تبعا لمعتقدات أصحابه ، حتى انتشر وتبلور فنشأت طرق في التأليف فيه من أهمها ثلاث طرق :
الأولى : طريقة الفقهاء أو الحنفية .
ثانيا : طريق المتكلمين أو الجمهور .
ثالثا : طريقة المتأخرين التي جمعت بين الطريقتين { الفقهاء و المتكلمين } .
و أخذت كل من هذه الطرق الثلاث أبعادا في التأليف في أصول الفقه وتحريره ، وتميزت بميزات ، وكل طريقة اخضعت أصول الفقه لمعتقداتها الفكرية و العقدية ، فهناك أصول الفقه المعتزلة حيث استقلت بأصول فقهية مينية على أصول عقدية مخالفة لعقيدة أهل السنة و الجماعة ، وهناك أصول الفقه الرافضة كذلك استقلت بأصول فقهية مبنية على أصول عقدية فاسدة ، وهناك أصول الفقه الظاهرية حيث استقلت بأصول فقهية مخالفة لما عليه جماهير الأصوليين ، وهكذا . وهذا الكتاب الذي نحن بصدد دراسته {وتدريسه لطلاب أصول الفقه المقارن } {آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويما } للشيخ الدكتور علي بن سعد الضويحي يعد من الكتب الأصولية الحديثة المهمة في علم { أصول الفقه المقارن } يقول عنه الشيخ الدكتور عبد الحميد ميهوب عويس - جزاه الله خيرا - { وموضوع هذه الرسالة العلمية ليس موضوعا تقليديا ولكنه موضوع فيه تجديد وفتح آفاق للكتابة في هذا العلم - يعني أصول الفقه المقرن - ...... فالموضوع هو { آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويما } فالباحث - جزاه الله خيرا - وضع آرا المعتزلة الأصولية ، وبين أصول هذه الآراء . كيف استخرجت والأصل لكل رأي . وهذا بلا ريب موضوع لم يطرق من قبل ، واتجاه مبتكر .وغزو للآراء الآخرى ليس أمرا هينا ..... ومنهج الباحث منهج متميز فريدا في ابتكاره وتناوله فهو { دراسة أصولية مقارنة }ولا شك ان المقارنة في دراسة أصول الفقه تعتبر ابتكارا ومنهجا جديدا ، لا يستطيعه ولا يخوض غماره إلا من تمكن من دراسة علم أصول الفقه دراسة عميقة متأنية ببصيرة واعية .... } انتهى . ونحسب أن الدكتور الضويحي قطع مرحلة عظيمة من هذه الرسالة { من وقته وجهده } حتى اخرج لها هذا النتاج العلمي الأصولي الفريد .
مهمتي في هذا الكتاب بسيطة جدا وجدا . هو اختصاره قدر الإمكان ، واستخراج من عذبه الزلال النكت و الفوائد المتعلقة بالمذهبين { الجمهور و المعتزلة } و الوقوف على رؤوس المهمات من مسائل أصول الفقه ، وترك الخوض في الفضول و الترف الزائد فيه ، وتصرفي في عبارات الدكتور وبعض التعليق يسير جدا - بإذن الله - . وسميت هذا العمل { المختصر المبتكر في آراء المعتزلة الأصولية } أملا أن يشاركني طلاب العلم في دراسة هذا الكتاب .
هذا و أسأل الله - الواحد الأحد - التوفيق و السداد منه .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه
فيصل بن المبارك أبو حزم
يتبع .
 
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
المختصر
المبتكر في آراء المعتزلة فيما يتعلق بـ أقسام الكم التكليفي
الأول
عدم اشتراط الإرادة للآمر


اتفق المعتزلة قاطبة على أن إرادة الله - عزوجل - حادثة موجودة لا محل .
قال القاضي عبد الجبار - رحمة الله عليه - { واعلم أنه مريد عندنا إرادة محدثة موجودة لا في محل ...} الأصول الخمسة ص 440.
وفيما ذكروه هنا من القول بحدوث الإرادة و أنه -تعالى - كان مريدا بعد أن لم يكن باطل .
فقولهم { إرادة محدثة } يلزم منه القول بخلق الإرادة ، و ان جميع صفاته - تعالى - مخلوقة ، وذلك كفر صريح .
ثانيا : قولهم {لا في محل } وهذا كذلك باطل ، وذلك ان الإرادة صفة لله -تعالى - وهي ملازمة لذاته المقدسة .
رأي المعتزلة
يرى المعتزلة أنه يشترط للأمر إرادة الآمر امتثال المأمور للمأمور به . انظر المغني 17/22 .
قال أبو الحسين البصري - رحمة الله عليه - { و الفعل الواقع على وجه دون وجه يحتاج عند أصحابنا إلى إرادة } المعتمد 1/165 .
- أدلتهم :
قالوا : إن الصيغة - يقصدون صغة الأمر - مترددة بين أشياء ، فلا ينفصل الأمر منها مما ليس بأمر إلا بإرادة .
قال أبو الحسين البصري -رحمة الله عليه - { إن صيغة الأمر يجوز استعمالها في التهديد و الإباحة ، وغنما يتميز منها بالإرادة ، فهي كافية في ثبوت حقيقة الأمر } المعتمد 1/70 .
لتوضيح مثالهم أكثر .
1: ان صيغة الأمر ترد و المراد بها الأمر كقوله تعالى { و أقيموا لاصلاة } .
2 : وترد صيغة الأمر وراد بها الإباحة كقوله تعالى { و إذا حللتم فاصطادوا } .
3 : وترد صيغة الأمر و يراد بها التهديد كقوله تعالى { اعملوا ماشئتم } .
4 : وترد صيغة الأمر و يراد بها الهوان كقوله تعالى { اخسأوا فيها ولا تكلمون } .
ولا يتميز الأمر من بين هذه الضروب إلا بالإرادة ، فدل ذلك على أنها شرط عندهم .
وهناك أدلة أخرى غير هذا لا داعي لحصرها .
الرأي المخالف للمعتزلة
المخالفون لرأي المعتزلة على فريقين :
الأول : ينفي اشتراط الإرادة للأمر نفيا مطلقا { قلت : وإن كان في كلمة نفيا مطلقا تجوز ظاهر ، لأنه ليس هناك دليل على نفيهم للإرادة مطلقا } .
قال ابن برهان - رحمة الله عليه - { ليس من شرط الأمر إرادة الآمر امتثال المأمور } الوصول إلى الأصول 1/131 .
الثاني : يفرق بين الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية ، بحيث يكون الأمر مستلزما للإرادة الدينية دون الإرادة الكونية .
-أدلتهم إجمالا :
إن الله أمر نبيه إبراهيم - عليه السلام - بذبح ابنه ولهذا قال تعالى حكاية عن اسماعيل - عليه السلام - يا أبت افعل ما تؤمر } .
ولم يرد سبحانه وتعالى منه ذلك ، إذ لو أراده لوقع منه حتما ، لأنه فعال لما يريد .
الخلاصة مع بيان القول الراجح وثمرة الخلاف
رأي المعتزلة في هذه المسألى مبني على أن الإرادة من لوازم الأمر بحيث لا يكون الأمر أمرا بمجرد صيغته ، و إنما بإرادة إحداثه ، و الحكمة عندهم تأبى أن يأمر الحكيم بشيء لا يريده .
واشتراطهم الإرادة في الأمر مسلم غالبا عند الفريق الثاني الذين قالوا {الأمر و النهي يستلزم طلبا و إرادة من الآمر ..... } انظر الموافقات 3/119 -121 .
وذلك إذا كان مقصود المعتزلة من اشتراط الإرادة التي يستلزمها الامر وهي الإرادة الدينية دون الإرادة الكونية .
و الذين شنعوا على المعتزلة وقالوا بنفي الإرادة نفيا مطلقا فإنهم لم يسلموا للمعتزلة هذا الشرط ، وشنعوا عليهم بأنه يلزم من قولهم باشتراط الإرادة في الآمر أن تكون إرادة الكافر غالبة لإرادة الله تعالى ، لأن الله تعالى أمره بالإيمان وهو - أي الكافر - أراد لنفسه الكفر ، فتحقق مراده دون مراد الله تعالى شأنه وتقدس .
قال الدكتور الضويحي - حفظه الله تعالى - { و الذي آراه - ونراه نحن كذلك - أن هذا اللازم غير صحيح ، لأن الكافر إنما أراد الله تعالى منه الإيمان شرعا ولم يرد منه كونا ، إذ لو أراده منه كونا لآمن ، فعدم إيمانه ليس ناشئا عن إرادته بل عن إرادة الله تعالى الذي قضى عليه بالكفر فبقي مصرا على كفره } انتهى .
القول الراجح .
الإرادة على قسمين :
1: إرادة كونية قدرية ، وهي المشيئة الشاملة لجميع الحوادث ، لا يخرج عن مرادها شيء .
2 : إرادة شرعية دينية ، وهي المتضمنة للمحبة و الرضا .
وبناء على هذا أن الأمر الشرعي لا يستلزم الإرادة الكونية القدرية ، لأنها قد تختلف عنه فقد يأمر الله تعالى شرعا بما لا يريده كونا وينهى شرعا عما اراده كونا .
أما الإرادة الشرعية المتضمنة للمحبة و الرضا فغن الأمر يستلزمها ، فلا يأمر الله تعالى إلا بما يريد ولا ينهى إلا عما يريد .
ثمرة الخلاف .
الثمرة على قسمين أصولية وفقهية .
أما الأصولية .
1 : قول المعتزلة بعدم جواز أن يامر الله تعالى المكلف بما يعلم أنه لا يمكن ، ويحال بينه وبينه .
2 : قولهم بعدم جواز أن يأمر المكلف بما يعلم منه لا يفعله .
3 : قولهم بعدم جواز نسخ العبادة قبل التمكن من فعلها .
أما الفقهية .
فليس للخلاف في هذه المسألة ثمرة عملية فيها .
و الله المستعان
يتبع .....
 
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الإرادة على ثلاث أقسام .
الأولى : إرادة إيجاد الصيغة وهي شرط اتفاقا .
الثانية : إرادة صرف اللفظ من غير جهة الأمر إلى جهة الأمر ، وهذه الإرادة اشترطها المتكلمون دون الفقهاء .
الثالثة : إرادة الإمتثال ، وهي محل النزاع بين جمهور الأصوليين و المعتزلة .
وقد ذكر هذه الثلاث الإمام وحجة الإسلام
 

السرخسي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
21 سبتمبر 2008
المشاركات
170
التخصص
عام
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
مالكي
بارك الله فيك يا اخي الفاضل .. وقد اطلعت على رسالة دكتوراه بعنوان ( آراء المعتزلة الأصولية ) للشيخ د. علي الضويحي عضو هيئة كبار العلماء و الاستاذ في كلية الشريعه في الأحساء .
فأعتقد انها ستفيدك كثيراً في موضوع بحثك هذا .
 
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
إنضم
27 مارس 2008
المشاركات
365
التخصص
أصول الفقه
المدينة
قسنطينة
المذهب الفقهي
حنبلي
هل توقفت يا شيخ فيصل ؟!!!!!!!

حياك الله أخانا الفاضل ( عبد الرحمن ) من المغرب الشقيق
بخصوص استفسارك أقول ( الكتاب للأسف أعرته ثانية لاحد طلاب العلم ؛ وقلت له لا تتأخر به فأنا في أمس الحاجة إليه هذه الأيام ؛ قال لي : لا تقلق ؛ فكما تر لحد الآن لم أشم رائحته ) قيل لي إنه في إجازة صيفية ، وقد يتأخر قليلا .
و الله المستعان
مكث عنده الكتاب أكثر من ثلاثة أشهر
و الله المستعان

------
على فكرة ؛ كنت أنوي الذهاب إلى المغرب من أجل السياحة ، لكن الحدود مغلقة .
أظن المغرب أجمل و احسن من تونس ( فتونس يغلب عليها الإنحلال كثيرا )
و الله المستعان .
 

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
رد: المختصر المبتكر في آراء المعتزلة الأصولية

رسالة دكتوراه بعنوان ( آراء المعتزلة الأصولية ) للشيخ د. علي الضويحي عضو هيئة كبار العلماء و الاستاذ في كلية الشريعه في الأحساء .
وهي هنا لمن أراد الإنتفاع بها
آراء المعتزلة الأصولية دراسة وتقويما للدكتور علي بن سعد الضويحي pdf


وفقكم الله
 
أعلى