العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سلسلة الإشكالات العلمية (20): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
تأمل معي: جعل الجمهور: العاقدين ضمن أركان البيع وكذا جعلوا الزوجين في النكاح
في حين أنهم لم يجعلوا القائس ركنا في القياس ولا جعلوا المصلي من جملة أركان الصلاة؟
فما السر في ذلك؟
ولماذا يوضع "الفاعل" هنا ركنا، ولا يوضع هناك ركنا؟
هات ما عندك ..
حرك دماغك!
وليس بالضرورة أن تحرك معه رأسك!
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

سأحاول تشغيل مخي:
هل يحدث قياس بدون القائس؟ وهل تحدث صلاة بدون المصلي
إذن هو ليس ركناً في الفعل بل هو الفاعل
أما في الزواج فالعقد قد يعقده الوكيل عن الزوج والزوجة فهما ليسا الفاعلان
يعني بدونهما قد يقع الفعل ولذلك وجودهما شرط في العقد
وذلك البيع قد يعقده وكيل عن البائع أو المشتري ولذلك العقد قائم ولو لم يوجد الاثنان فحتى يصبح العقد صحيحاً يعتبر البيعان ركنين من أركان البيع اللذين بدونهما البيع باطل أو فاسد

والله أعلم
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الذي أراه و الله أعلم أن الفاعل لا يذكر ضمن الأركان إلا إذا كان في باب المعاملات فيدخل في ذلك وجود أكثر من طرف في الفعل مع تخييره في فعله و إمكانية توكيل غيره، كالزواج و البيع فرضى الزوجين جزء من الزواج وأصل للزواج و رضي البائعين جزء من البيع وأصل للبيع و كل هؤلاء يناب عنهما، أما القائس فموكل من الشارع للقيام بفرض الكفاية و فرض الكفاية لا يسقط بتخلف القائس ولا يمكن جعل القائس ركنا مما فرض عليه، أما المصلي فليس له أن يختار بين آداء الصلاة من عدم ذلك فما كان أصلا للصلاة إنما فرضت عليه فلا يجوز جعله ركنا مما فرض عليه.

فإن قيل ما حال النافلة قلت هي ليست من باب المعاملات فذكر الفاعل لها كعدمه لأنها لا تحدث إلا بفاعل بخلاف المعاملات ففيها وجب وجود أكثر من فاعل ولولا وجود الفاعل ضمن الأركان لتم البيع مع تأخر البائع و الزواج مع عدم وجود أحد الزوجين لأنها عقود و العقود تعقد بعدة أطراف فلا يجب لطرف عقد العقد مع تأخر الطرف الآخر.

و الله أعلم.
 
التعديل الأخير:
إنضم
23 أبريل 2015
المشاركات
12
الكنية
أبو حذيفة الإسحاقي
التخصص
التفسير و علوم القرآن
المدينة
هرجيسا
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بارك الله فيكم على طرحكم الطيب و جزاكم الله خيراً و نفع بكم المسلمين.

ما فمته من الأخت الكريمة أم طارق و الأخ الفاضل عبد الحكيم بن الأمين بن عبد الرحمن أن ما كان من باب المعاملات أو باب النكاح أو ما جاز فيه النيابة فإن من أركانه الفاعل نفسه لإمكانية توكيل غيره و وجود أكثر من طرف في الفعل.

فما تقولون في الزكاة و الحج فهما عبادتان تصح فيها النيابة أثناء حياة المنوب عنه - ( الحج عن الغير مشروط بالعجز عن القيام بالحج حال الحياة ) - , و النيابة في الصيام عند الشافعية و الحنابلة لمن مات و في ذمته صيام, مع الخلاف الواقع بين أهل العلم في جميع ما ذكرت.

فها قد وُجدت النيابة في الفعل و إمكانية توكيل غيره أثناء الحياة بسبب عجز كما في الحج أو موت كما في الصوم أو بدون أي سببب كالنيابة في إخراج الزكاة, وإذا وكَّل المزكي شخصا في إخراج زكاته أو أذن له في ذلك فلا مانع من أن يدفعها من مال نفسه، إذ ليس بشرط أن تخرج الزكاة من عين المال المزكى. و مع ذلك فإن أهل العلم لم يجعلوا من أركان الحج و الصوم الحاجُّ و الصائم و لم يجعلوا من شروط إجزاء الزكاة المزكِّي.

فلو زكَّى شخص عن شخص آخر دون علم المزكى عنه لما صحت لأن النية شرط في إجزاء الزكاة, فالنيابة في الزكاة جائزة بشرط أن تكون بإذن المزكي, و كذلك البيع لا يصح إلا إذا وكَّل - و هو الإذن بالتوكيل - و الزواج كذلك, و مع ذلك جعلوا العاقدين في النكاح و البيع ضمن أركان البيع و النكاح و لم يجهلوا من شروط الزكاة المزكي.

فالعلة - والله أعلم - ليست بسبب النيابة و إمكانية توكيل الغير إذ وُجدت النيابة في الزكاة و لم نسمع أن من أركان الزكاة وشروطها المزكي نفسه.

أرى أنَّ سؤال الأخ الحبيب د. فؤاد بن يحيى الهاشمي لازل قائماً.

و أميل إلى ما أشارت إليه الأخت أم طارق في قولها: هل يحدث قياس بدون القائس؟ وهل تحدث صلاة بدون المصلي إذ هو ليس ركنا في الفعل بل هو الفاعل.
و إلى ما أشار إليه الأخ عبد الحكيم بن الأمين بن عبد الرحمن في آخر كلامه عندما تحدث عن الصلاة: فذكر الفاعل لها كعدمه لأنها لا تحدث إلا بفاعل بخلاف المعاملات ففيها وجب وجود أكثر من فاعل.

فالصلاة و الزكاة و الحج و الصوم يكون فيها الفاعل شخصا واحدا و لا تصح حالَ أدائها إلا بشخص واحد - إذ لا يمكن عقلا و لاشرعا أن يصلي شخصان صلاة واحدة بحيث يقتسمانها ثم تصح عنهم ذلك, أو يصوما صوم يوم واحد يقتسمانه إلخ -, فما احتيج إلى جعل الصائم أو المصلي أو المزكي أو الحاج ركنا. بخلاف عقد البيع والنكاح, فهناك أكثر من شخص - البائع و المشتري, و الزوج و الزوجة - لابد من وجودهما لصحة العقد فناسب ذكرهما و جعلهما ركنا من الأركان.

و الله أعلم.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

سأحاول تشغيل مخي:
هل يحدث قياس بدون القائس؟ وهل تحدث صلاة بدون المصلي
إذن هو ليس ركناً في الفعل بل هو الفاعل
أما في الزواج فالعقد قد يعقده الوكيل عن الزوج والزوجة فهما ليسا الفاعلان
يعني بدونهما قد يقع الفعل ولذلك وجودهما شرط في العقد
وذلك البيع قد يعقده وكيل عن البائع أو المشتري ولذلك العقد قائم ولو لم يوجد الاثنان فحتى يصبح العقد صحيحاً يعتبر البيعان ركنين من أركان البيع اللذين بدونهما البيع باطل أو فاسد

والله أعلم
فهمت مقصودكم، وهو هذه أركان الفعل "الصلاة" أو "القياس"، ولا دخل للفاعل فيها، وسأزيد ذلك إيضاحا في التعليقات القادمة.
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الذي أراه و الله أعلم أن الفاعل لا يذكر ضمن الأركان إلا إذا كان في باب المعاملات فيدخل في ذلك وجود أكثر من طرف في الفعل مع تخييره في فعله و إمكانية توكيل غيره، كالزواج و البيع فرضى الزوجين جزء من الزواج وأصل للزواج و رضي البائعين جزء من البيع وأصل للبيع و كل هؤلاء يناب عنهما، أما القائس فموكل من الشارع للقيام بفرض الكفاية و فرض الكفاية لا يسقط بتخلف القائس ولا يمكن جعل القائس ركنا مما فرض عليه، أما المصلي فليس له أن يختار بين آداء الصلاة من عدم ذلك فما كان أصلا للصلاة إنما فرضت عليه فلا يجوز جعله ركنا مما فرض عليه.

فإن قيل ما حال النافلة قلت هي ليست من باب المعاملات فذكر الفاعل لها كعدمه لأنها لا تحدث إلا بفاعل بخلاف المعاملات ففيها وجب وجود أكثر من فاعل ولولا وجود الفاعل ضمن الأركان لتم البيع مع تأخر البائع و الزواج مع عدم وجود أحد الزوجين لأنها عقود و العقود تعقد بعدة أطراف فلا يجب لطرف عقد العقد مع تأخر الطرف الآخر.

و الله أعلم.
لعلكم ترون أن ظهور "الفاعل" في باب المعاملات والعقود ظاهر جدا، يجعل كونه في رتبة "الرتبة" الركن مما لا ريب فيه، لكن هذا لا يعني قصر الركنية على ذلك، فظهور الشيء في نطاق معين، لا ينفي حصوله في نطاق آخر ...
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

بارك الله فيكم على طرحكم الطيب و جزاكم الله خيراً و نفع بكم المسلمين.

ما فمته من الأخت الكريمة أم طارق و الأخ الفاضل عبد الحكيم بن الأمين بن عبد الرحمن أن ما كان من باب المعاملات أو باب النكاح أو ما جاز فيه النيابة فإن من أركانه الفاعل نفسه لإمكانية توكيل غيره و وجود أكثر من طرف في الفعل.

فما تقولون في الزكاة و الحج فهما عبادتان تصح فيها النيابة أثناء حياة المنوب عنه - ( الحج عن الغير مشروط بالعجز عن القيام بالحج حال الحياة ) - , و النيابة في الصيام عند الشافعية و الحنابلة لمن مات و في ذمته صيام, مع الخلاف الواقع بين أهل العلم في جميع ما ذكرت.

فها قد وُجدت النيابة في الفعل و إمكانية توكيل غيره أثناء الحياة بسبب عجز كما في الحج أو موت كما في الصوم أو بدون أي سببب كالنيابة في إخراج الزكاة, وإذا وكَّل المزكي شخصا في إخراج زكاته أو أذن له في ذلك فلا مانع من أن يدفعها من مال نفسه، إذ ليس بشرط أن تخرج الزكاة من عين المال المزكى. و مع ذلك فإن أهل العلم لم يجعلوا من أركان الحج و الصوم الحاجُّ و الصائم و لم يجعلوا من شروط إجزاء الزكاة المزكِّي.

فلو زكَّى شخص عن شخص آخر دون علم المزكى عنه لما صحت لأن النية شرط في إجزاء الزكاة, فالنيابة في الزكاة جائزة بشرط أن تكون بإذن المزكي, و كذلك البيع لا يصح إلا إذا وكَّل - و هو الإذن بالتوكيل - و الزواج كذلك, و مع ذلك جعلوا العاقدين في النكاح و البيع ضمن أركان البيع و النكاح و لم يجهلوا من شروط الزكاة المزكي.

فالعلة - والله أعلم - ليست بسبب النيابة و إمكانية توكيل الغير إذ وُجدت النيابة في الزكاة و لم نسمع أن من أركان الزكاة وشروطها المزكي نفسه.

أرى أنَّ سؤال الأخ الحبيب د. فؤاد بن يحيى الهاشمي لازل قائماً.

و أميل إلى ما أشارت إليه الأخت أم طارق في قولها: هل يحدث قياس بدون القائس؟ وهل تحدث صلاة بدون المصلي إذ هو ليس ركنا في الفعل بل هو الفاعل.
و إلى ما أشار إليه الأخ عبد الحكيم بن الأمين بن عبد الرحمن في آخر كلامه عندما تحدث عن الصلاة: فذكر الفاعل لها كعدمه لأنها لا تحدث إلا بفاعل بخلاف المعاملات ففيها وجب وجود أكثر من فاعل.

فالصلاة و الزكاة و الحج و الصوم يكون فيها الفاعل شخصا واحدا و لا تصح حالَ أدائها إلا بشخص واحد - إذ لا يمكن عقلا و لاشرعا أن يصلي شخصان صلاة واحدة بحيث يقتسمانها ثم تصح عنهم ذلك, أو يصوما صوم يوم واحد يقتسمانه إلخ -, فما احتيج إلى جعل الصائم أو المصلي أو المزكي أو الحاج ركنا. بخلاف عقد البيع والنكاح, فهناك أكثر من شخص - البائع و المشتري, و الزوج و الزوجة - لابد من وجودهما لصحة العقد فناسب ذكرهما و جعلهما ركنا من الأركان.

و الله أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نورت الملتقى، وفرحت بك كثيرا
هل أنت تسكن في الصومال أو خارجه، فأنت والله كنز لنا، ورسالة علم ...
وأوافقك فيما ذكرت، وسأزيد ذلك في إشارة قادمة إن شاء الله
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

لماذا جعل الجمهور: "العاقدين" ضمن أركان البيع وكذا جعلوا الزوجين في النكاح؟
في حين أنهم لم يجعلوا "القائس" ركنا في القياس ولا المصلي من أركان الصلاة؟
فهل هناك فروق بين هذه المسائل؟
أو أن التصور يختلف باختلاف الماهية؟
وربما تكون هناك عدة مناهج في تصور الركن نفسه .....
---
بالنسبة لجعل العاقدين ضمن أركان البيع، وكذا جعل الزوجين من أركان النكاح: فلا إشكال في ذلك فإنها أجزاء جوهرية في بنية تلك العقود لا يمكن الاستغناء عنها ولا تتصور بدونها.
وقد يقال: إن الملاحظ فيها أنها مفاعلة بين طرفين ولا يتصور وجودها بدونها، وهذا صحيح في اعتبار الركنية في هذه الأشياء وليس كافيا في نفي الركنية عن غيرها.
-----
أما عن الإيراد المقابل:
لماذا لم يجعل الفقهاء: "المصلي" ضمن أركان الصلاة؟ ولماذا لم يجعل الأصوليون "القائس" ضمن أركان القياس؟
بخصوص المصلي: فالمراد والله أعلم أركان فعل الصلاة التي هي أحد أركان عملية الصلاة
فأركان الصلاة الكبرى هي:
ظ،/ المعبود (الله جل جلاله)
ظ¢/ المصلي
ظ£/ فعل الصلاة
وما يذكره الفقهاء هو أركان الركن الثالث وهو فعل الصلاة ولذا يذكرون القيام والسجود والركوع وهذه وأشباهها لا يصلح أن تكون ركنا بجوار المصلي نفسه، وإنما هي أجزاء فعل الصلاة
------
بالنسبة للقياس، فإنهم لا يذكرون القائس لنكتة علمية تكشف موضع القائس وأنه ليس ركنا في القياس وإنما هو مستكشف لها.
فالقياس ليس إنشاء للحكم من المجتهد بإلحاق شيء ليس للشارع فيه حكم إلى أمر ذكره الشارع كما يتوهم ذلك كثير من المبالغين في إثبات القياس أو إنكاره
فإن الشارع استوفى الأحكام كلها بألفاظ النصوص ومعانيها، وإنما يكون دور القائس قاصرا على مجرد التنبيه باندراج الصورة في لفظ النص ومعناه.
وهذا هو سبب عدول بعض الأصوليين عن تعريف القياس بالإلحاق إلى الإبانة.
وللغزالي تقرير حسن في كتابه أساس القياس، وقطع بأن كل قياس مقابل التوقيف بمعنى كونه خارجا عنه فهو باطل غير ملتفت إليه، وأرجع القياس إلى أن حاصله في آخره التمسك بالعموم وإنما يطبق عليه القياس لأن النص الأول كان سببا في التعريف بالحكم ثم حصلت تعديته بعد التنبيه على مناطه، فلما حصل هذا الترتيب كان الحاصل أولا كالمنبع الذي يتفجر منه الماء فيجري في نهر الى حوض حتى يستوي الماء في الحوض والنهر والمنبع على استقامة واحدة بحيث لا ينفصل البعض عن البعض.
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

لعلكم ترون أن ظهور "الفاعل" في باب المعاملات والعقود ظاهر جدا، يجعل كونه في رتبة "الرتبة" الركن مما لا ريب فيه، لكن هذا لا يعني قصر الركنية على ذلك، فظهور الشيء في نطاق معين، لا ينفي حصوله في نطاق آخر ...
<br>
بارك الله فيكم
لم أعني ذلك إنما الذي عنيته هو وجود الفوارق : التخيير في الفعل، تعدد الفاعلين، وتخلف الحكم بتخلف أحدهم والله أعلم.
 
إنضم
23 أبريل 2015
المشاركات
12
الكنية
أبو حذيفة الإسحاقي
التخصص
التفسير و علوم القرآن
المدينة
هرجيسا
المذهب الفقهي
الشافعي
رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

رد: سلسلة الإشكالات العلمية (): لماذا يذكر (الفاعل) في الركن؟ ولماذا يهمل أحيانا؟

أما عن الإيراد المقابل:
لماذا لم يجعل الفقهاء: "المصلي" ضمن أركان الصلاة؟ ولماذا لم يجعل الأصوليون "القائس" ضمن أركان القياس؟
بخصوص المصلي: فالمراد والله أعلم أركان فعل الصلاة التي هي أحد أركان عملية الصلاة
فأركان الصلاة الكبرى هي:
ظ،/ المعبود (الله جل جلاله)
ظ¢/ المصلي
ظ£/ فعل الصلاة
وما يذكره الفقهاء هو أركان الركن الثالث وهو فعل الصلاة ولذا يذكرون القيام والسجود والركوع وهذه وأشباهها لا يصلح أن تكون ركنا بجوار المصلي نفسه، وإنما هي أجزاء فعل الصلاة



لماذا جعل الجمهور: "العاقدين" ضمن أركان البيع وكذا جعلوا الزوجين في النكاح؟
في حين أنهم لم يجعلوا "القائس" ركنا في القياس ولا المصلي من أركان الصلاة؟
فهل هناك فروق بين هذه المسائل؟
أو أن التصور يختلف باختلاف الماهية؟
وربما تكون هناك عدة مناهج في تصور الركن نفسه .....
---
بالنسبة لجعل العاقدين ضمن أركان البيع، وكذا جعل الزوجين من أركان النكاح: فلا إشكال في ذلك فإنها أجزاء جوهرية في بنية تلك العقود لا يمكن الاستغناء عنها ولا تتصور بدونها.
وقد يقال: إن الملاحظ فيها أنها مفاعلة بين طرفين ولا يتصور وجودها بدونها، وهذا صحيح في اعتبار الركنية في هذه الأشياء وليس كافيا في نفي الركنية عن غيرها.
-----
أما عن الإيراد المقابل:
لماذا لم يجعل الفقهاء: "المصلي" ضمن أركان الصلاة؟ ولماذا لم يجعل الأصوليون "القائس" ضمن أركان القياس؟
بخصوص المصلي: فالمراد والله أعلم أركان فعل الصلاة التي هي أحد أركان عملية الصلاة
فأركان الصلاة الكبرى هي:
ظ،/ المعبود (الله جل جلاله)
ظ¢/ المصلي
ظ£/ فعل الصلاة
وما يذكره الفقهاء هو أركان الركن الثالث وهو فعل الصلاة ولذا يذكرون القيام والسجود والركوع وهذه وأشباهها لا يصلح أن تكون ركنا بجوار المصلي نفسه، وإنما هي أجزاء فعل الصلاة
------
بالنسبة للقياس، فإنهم لا يذكرون القائس لنكتة علمية تكشف موضع القائس وأنه ليس ركنا في القياس وإنما هو مستكشف لها.
فالقياس ليس إنشاء للحكم من المجتهد بإلحاق شيء ليس للشارع فيه حكم إلى أمر ذكره الشارع كما يتوهم ذلك كثير من المبالغين في إثبات القياس أو إنكاره
فإن الشارع استوفى الأحكام كلها بألفاظ النصوص ومعانيها، وإنما يكون دور القائس قاصرا على مجرد التنبيه باندراج الصورة في لفظ النص ومعناه.
وهذا هو سبب عدول بعض الأصوليين عن تعريف القياس بالإلحاق إلى الإبانة.
وللغزالي تقرير حسن في كتابه أساس القياس، وقطع بأن كل قياس مقابل التوقيف بمعنى كونه خارجا عنه فهو باطل غير ملتفت إليه، وأرجع القياس إلى أن حاصله في آخره التمسك بالعموم وإنما يطبق عليه القياس لأن النص الأول كان سببا في التعريف بالحكم ثم حصلت تعديته بعد التنبيه على مناطه، فلما حصل هذا الترتيب كان الحاصل أولا كالمنبع الذي يتفجر منه الماء فيجري في نهر الى حوض حتى يستوي الماء في الحوض والنهر والمنبع على استقامة واحدة بحيث لا ينفصل البعض عن البعض.

توضيح رائع ما شاء الله, لاسيَّما مسألة الصلاة . جزاك الله خيرا و بارك الله فيك.
و أنا أيضا سعيد و فرحٌ بانضمامي إليكم في هذا الملتقى المبارك.
أخوكم في الله من الصومال ولكنني خارج البلد في الوقت الحالي.
 
أعلى