العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أزمة البحث العلمي

إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
165
التخصص
الفقه المقارن
المدينة
نجران
المذهب الفقهي
حنبلي
من خلال تجربتي في تحكيم البحوث لعدد من المجلات المحكمة في عدة دول، والتي تجاوزت بفضل الله ثلاثين بحثا، وأيضًا من خلال اطلاعي على عدد من بحوث بعض الزملاء وأعضاء هيئة التدريس- وجدت أن أكثر الأخطاء التي يقع فيها الباحثون إنما هي أخطاء منهجية.
ولا أقصد بالأخطاء المنهجية مجرد اتساق خطة البحث مع عنوانه، بل الأمر أعم من ذلك بكثير.
فمنه الاعتماد على مراجع ليست معتمدة لاستقاء المذهب منها، أو عزو مذهب من كتب مخالفيه.
ومنه عدم تحرير المذهب ابتداء، وهنا يخلط الكثيرون بين المذهب المعتمد وأقوال الإمام أو بعض فقهاء المذهب.
ومنه عدم الاعتناء بتحرير المذهب في المسألة محل البحث.
ومنه الخلل في تخريج الأحاديث النبوية.
ومنه عدم وضوح الرؤية والتصور العام للقضية المدروسة، ولطبيعة الخلاف فيها.
وغير ذلك.
ومما لاحظته مما لا يقل أهمية عن الجانب المنهجي ضعف أعضاء هيئة التدريس المتخصصين في الشريعة الإسلامية (الفقه وأصوله) في اللغة نحوا وصرفا وإملاء، بالإضافة إلى الركاكة الشديدة التي نلحظها في أساليبهم وتعبيراتهم، والكم المزعج من الأخطاء الإملائية والنحوية، وكأن دراسة اللغة والتمكن منها من قبيل الترف للفقيه أو الأصولي !
وهذه لعمري إحدى الكُبَر !
وكأنهم لا يعلمون أن أول شروط المجتهد (والفقيه) هي التمكن من اللغة العربية !
وأنه بقدر ما يتقنه المرء من اللغة بقدر ما يبرَّز في الفقه أو أصول الفقه، بل وسائر العلوم الشرعية.
ولعل هذا للأسف الشديد راجع إلى عدم اهتمام كثير من كليات وأقسام الشريعة بتدريس اللغة، وهي في الحقيقة مشكلة كبرى !
وفي المقابل نجد البعض لا يفهم من اللغة إلا الألغاز التي يتيه بها على أقرانه، ويستعرض بها عضلاته العلمية، أو أنه يحفظ ألفية ابن مالك أو يستظهر اعتراضات أحد شراحها على غيره، إلى غير ذلك من التطرف اللغوي إن صح التعبير !
وهو من مساوئ طرق تدريس اللغة في كلياتنا ومعاهدنا العلمية.
وقد نسي هؤلاء وأولئك أن اللغة وعاء الفكر وأداة التعبير، وهي كائن حي، وليست قوالب جامدة لا روح فيها !
وثالثة الأثافي ضعف المضمون وضحالة الفكر، وما البحث إلا منهج ومضمون وشكل؛ فإذا استوفى هذه الثلاثة فاشدد به يديك !
فنجد الكاتب وكأنه لا يريد أن يعنِّي نفسه بالبحث والغوص في بطون الكتب، مع وفرتها وكثرتها، ويأخذ من المسألة ظاهرها دون تعمق أو سبر لأغوارها وباطنها.
وفي هذا السياق تقابلنا عناوين الأبحاث التي تجعل المرء يقلب كفيه عجبًا، كيف أجيزت مثل تلك العناوين؟!
وهذه أزمة حقيقية يلمسها كل معنيٍّ بالبحث العلمي ومتابع له !
لكننا لا نعدم بحمد الله باحثين جادين، يسعد المرء حين يطالع بحثًا لهم، ويشعر أنه أمام عقل يُحترم، وفكر يُنحنَى له إجلالا وتعظيمًا، وهؤلاء هم الفرقة الناجية، وهم العدول من كل خَلَف، وفي الناس بقايا، وفي الزوايا خبايا، والله المستعان.
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,136
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: أزمة البحث العلمي

مقال في الصميم يا دكتور هشام
يحكي مرارة الواقع! وألم الوقائع!
نفع الله بكم ...
وزادكم توفيقاً ...
 
أعلى