العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

إنضم
29 أبريل 2008
المشاركات
31
التخصص
الشريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها




أرجو الرد
 
إنضم
2 يوليو 2008
المشاركات
2,237
الكنية
أبو حازم الكاتب
التخصص
أصول فقه
المدينة
القصيم
المذهب الفقهي
حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أخي الكريم عبد اللطيف جعفر وفقني الله وإياك ما سألت عنه من المسائل التي قوي فيها الخلاف وألفت فيها مؤلفات مشهورة ومنها على سبيل المثال كتاب جزء القراءة للبخاري والقراءة خلف الإمام للبيهقي وكتاب تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام للمباركفوري وكتاب إمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الإمام للكنوي وغيرها كثير .
وجمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي في القديم على أن المأموم لا يقرأ خلف الإمام في الجهرية اكتفاء بقراءة الإمام وباختصار هناك عدة ادلة اهمها :
1 - قوله تعالى : ( وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) قال أحمد بن حنبل رحمه الله أجمعوا على أنها في الصلاة .

2 - حديث أبي موسى الأشعري رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا " رواه مسلم وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه .

3 - عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال : " هل قرأ معى أحد منكم آنفا ؟ " فقال رجل نعم يا رسول الله قال : " إنى أقول ما لى أنازع القرآن " قال فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جهر فيه النبى -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم " رواه مالك والأربعة وابن حبان وقوله فانتهى .. الخ مدرج من كلام الزهري كما ذكر البخاري والخطيب البغدادي وابن حجر وغيرهما.

4 - آثار الصحابة رضي الله عنهم فأكثر الصحابة على هذا القول وكل من روي عنه جواز القراءة أو الأمر بها إما أنه لم يصح أو انه محمول على السرية أو أنه روي عنه خلافه .
يقول العيني : " روي منع القراءة خلف الإمام عن ثمانين من الصحابة الكبار منهم المرتضي والعبادلة الثلاثة " عمدة القاري ( 6 / 13 )

واما من رأى القراءة خلف الإمام في الجهرية وهو قول الشافعي في الجديد والبخاري فأدلتهم لا تخلو من ثلاث حالات :
إما أدلة عامة تكون مخصوصة بما ذكر أو تكون محمولة على السرية أو المنفرد أو أنها ضعيفة الإسناد ومن اشهر أدلتهم :
ما رواه ابو داود والترمذي ةوابن خزيمة وابن حبان والبخاري في جزء القراءة عن محمد بن إسحق عن مكحول عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لاصبح فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال إني أراكم تقرؤن وراء إمامكم ؟ قال قلنا يا رسول الله إي والله قال فلا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها "
وهذا الحديث أعل بثلاث علل :
1 - الاضطراب .
2 - أنه من رواية مكحول وقد عنعن فيه وهو مدلس .
3 - أنه من رواية محمد بن إسحاق وقد عنعن فيه وهو مدلس مع أنه متكلم فيه .
فإن قيل : قد ثبت تصريح ابن إسحاق بالتحديث في بعض الطرق ؟
أجيب : حتى ولو ثبت ذلك فإن ابن إسحاق لا يحتمل التفرد بمثل هذا الحكم وهو متكلم فيه وإن كان الصواب أن حديثه من قبيل الحسن لكنه لا يقوى على التفرد بمثل هذا الحكم لا سيما وقد خالف الرواة بذكر الزيادة ولذا ضعف الحديث احمد رحمه الله وغيره .
وقد أجاب بعضهم عنه ايضاً لو صح بأنه منسوخ بالآية السابقة
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تسمح لي يا فضيلة الشيخ أن أثري الموضوع قليلا بارك الله فيك ورفع الله قدرك

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أخي الكريم عبد اللطيف جعفر وفقني الله وإياك ما سألت عنه من المسائل التي قوي فيها الخلاف وألفت فيها مؤلفات مشهورة ومنها على سبيل المثال كتاب

جزء القراءة للبخاري وهذه بعض المعلومات عن الكتاب والله الموفق :

خطأ الكثير من الناشرين في العنوان إذ طبع بعنوان خير الكلام في القراءة خلف الإمام وجاءت في الصواب في طبعت الشيخ أبو مريم هشام بن محمد فتحي وتعتبر أحسن طبعة للكتاب طبعة بدار الإمام البخاري بمصر وقد قرأت عليه جزء غير يسير من الكتاب والحمد لله وقد أرسل لي طبعة من كتابه
هدية جزاه الله خيرا .

طبعات الكتاب :

طُبع هذا الكتاب عِدَّة طبعات، وقع لي منها بفضل الله مطبوعة
1 - طبعة دار الزيني رسالة من القطع الصغير 75 صفحة ويليه الحج والعمرة للشيخ حامد محمد الفقي .
2 - طبعة دار الحديث، بتحقيق أبي هاجر ، وهي تصحيح على طبعة دار الزين، ولم يعتمد على أصل مخطوط
3- طبعة دار الكتب العلمية، بدون تاريخ، [قال الشيخ أبو مريم ]ولا أشك أنها مأخوذة بحذافيرها مـن طبعة سابقة، وهي طَبعَةٌ رديئةٌ كثيرة السقط والتحريف، ولعلها مأخوذة مـن طبعة دار الزين، وفيها كل الأخطاء التي ذكر أبو هاجر أنه وجدها وصححها في النسخة التي اتخذها أصلا
4- طبعة دار الخانجي بعناية علي عبد الباسط مزيد، ذكر أنه اعتمد على الأصل المعتمد في نسختنا هذه [أي طبعة الشيخ أبو مريم]، وعلى نسخة أخرى متأخرة منسوخة منها.
5 - طبعة المكتبة السلفية الباكستانية بتحقيق فضب حسين الثوري
6- وأخيرا طبعة الشيخ أبو مريم التي سبق التنويه عليها .


والقراءة خلف الإمام للبيهقي
أي : كتاب جماع أبواب وجوب قراءة القرآن في الصلاة على الإمام والمأموم والمنفرد في كل ركعة منها وبيان تعينها بفاتحة الكتاب المسمى بالقراءة خلف الإمام .

طبعات الكتاب مستفادة من مقدمة أبي بسطام محمد بن مصطفى :
1- طبعة برنتل ووركس في دلهي . بعناية محمد تلطف الرحمن .
2 - طبعة إدارة إحياء السنة في باكستان .
3 - طبعة دار الكتب العلمية خرج أحاديثه واعتنى بتصحيحه أبو هاجر محمد بن بسيوني زغلول .
4 - أطروحة ماجستير في ثلاث مجلدات وكما ترون المحقق أثقلها بالحواشي لمتطلبات رسالته وهي تحت اشراف الشيخ وصي الله عباس . وهي غير مطبوعة .
5- أحسن طبعة للكتاب حتى الآن طبعة دار البشائر الإسلامية بتحقيق
أبي بسطام محمد بن مصطفى وهو من صحح العنوان .

وليس لي من هذه الطبعات إلا 3 - 5 الثالثة والخامسة .



وكتاب تحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام للمباركفوري
والكتاب عندي مطبوع في مجلد واحد بدار القبس بتحقيق الشيخ وصي الله عباس .


وكتاب إمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الإمام للكنوي

طبعت طبعة هندية قديمة لا أملك إلا نسخة مصورة وهاكم رابط تحميلها
http://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/9/97/إمام_الكلام_في_ما_يتعلق_بالقراءة_خلف_الإمام.pdf

وغيرها كثير .
أكثر من تكلموا في المسألة وألفوا فيها الأحناف.

وجمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة الثلاثة أبي حنيفة ومالك وأحمد والشافعي في القديم على أن المأموم لا يقرأ خلف الإمام في الجهرية اكتفاء بقراءة الإمام وباختصار هناك عدة ادلة اهمها :
1 - قوله تعالى : ( وإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا ) قال أحمد بن حنبل رحمه الله أجمعوا على أنها في الصلاة .

قال الإمام الطبري في تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن (204/13) طبعة العلامتين أحمد شاكر وأخيه محمود شاكر
: ثم اختلف أهل التأويل في الحال التي أمر الله بالاستماع لقارئ القرآن إذا قرأ والإنصات له .
فقال بعضهم : ذلك حال كون المصلي في الصلاة خلف إمامه يأتم به ، وهو يسمع قراءة الإمام ، عليه أن يستمع بقراءته . وقالوا : في ذلك أنزلت هذه الآية
[SUP]1[/SUP] .
ثم ذكر أحاديث وآثار انتقيت منها ما يهمنا والله الموفق :

الأثر الأول :
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ
[SUP]2[/SUP] ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ[SUP]3[/SUP] ، عَنْ عَاصِمٍ[SUP]4[/SUP] ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ[SUP]5[/SUP] ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ[SUP]6[/SUP] يَقُولُ : كُنَّا يُسَلِّمُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فِي الصَّلاَةِ ، سَلاَمٌ عَلَى فُلاَنٍ ، وَسَلاَمٌ عَلَى فُلاَنٍ ، قَالَ : فَجَاءَ الْقُرْآنُ : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}.[SUP]7[/SUP]
الأثر الثاني :
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ[SUP]2 [/SUP]قال: حدثنا المُحَارِبي[SUP]8[/SUP] ، عن داود بن أبي هند[SUP]9[/SUP]، عن يُسَيْر بن جابر[SUP]10[/SUP] قال: صلى ابن مسعود، فسمع ناسًا يقرأون مع الإمام، فلما انصرف قال: أما آن لكم أن تفقهوا! أما آن لكم أن تعقلوا؟(وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا)، كما أمركم الله.
الأثر الثالث:
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى
[SUP]11[/SUP] ، قَالَ: ثنا سُوَيْدٌ[SUP]12[/SUP] ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ[SUP]13[/SUP]، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ[SUP]14[/SUP]، عَنِ ابْنِ هُبَيْرَةَ[SUP]15[/SUP] ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ:﴿واذْكرْ ربّك فِي نفْسِك تضرّعًا وخِيفةً ﴾[ الأعراف:205]، هَذَا فِي الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا مَا كَانَ مِنْ قَصَصٍ أَوْ قِرَاءَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ، فَإِنَّمَا هِيَ نَافِلَةٌ، إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ فِي صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ، وَقَرَأَ أَصْحَابُهُ وَرَاءَهُ، فَخَلَّطُوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَزَلَ الْقُرْءانُ:﴿وإِذا قرِئ الْقرْآن فاسْتمِعوا له وأنْصِتوا لعلّكمْ ترْحمون﴾[ الأعراف:204]: فَهَذَا فِي الْمَكْتُوبَةِ.
وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عُنِيَ بِهَذِهِ الآيَةِ الأَمْرُ بِالإِنْصَاتِ لِلإِمَامِ فِي الْخُطْبَةِ إِذَا قُرِئَ الْقُرْءانُ فِي خُطْبَةٍ

-------------------
1 - ولا يظن ولا يفهم أن ما ذهب له الإمام أحمد في نقله للإجماع أنه كان يقصد الانصات للإمام في الجهرية . كيف ذلك وقد إختلف العلماء في ذلك . وقوله في الصلاة أعم من ذلك ويأتي البيان بالآثار إن شاء الله تعالى .
2 - محمد بن العلاء بن كريب الهمداني
ثقة حافظ .
3 - بن سالم الأسدي المقرئ قال أبو جعفر العقلي
4 - عاصم بن أبي النجود الأسدي المقرئ
صدوق .
5 -
ثقة .
6- عبد الله بن مسعود .
7 - الحديث منقطع قال العلامة أحمد شاكر المسيب بن رافع الأسدي تابعي ثقة لم يلقى ابن مسعود إنما يروي عن مجاهد ونحوه كما قال أبو حاتم . أنظر تهذيب التهذيب والمراسيل لإبن أبي حاتم .
8 - عبد الرحمن بن محمد بن زياد وثقه جمع منهم البزار ووالنسائي وقال مرة ليس به بأس وأيضا يحيى بن معين قال نفس الكلام النسائي والدارقطني وذكره ابن حبان في الثقات وضعفه العقيلي وقال أبو حاتم صدوق إذا حدث عن الثقات ، ويروي عن المجاهيل أحاديث منكرة ، فيفسد حديثه بروايته عن المجهولين وقال أحمد بن حنبل لا بأس به وكان يدلس ورماه بالتدليس أيضا أحمد العجلي . والمحاربي هنا لم يسمع من داود .
9 - داود بن دينار بن عذافر ثقة .
10 - يسير بن عمرو الشيباني وقيل
أسير وصحح البخاري يسير ووقع في طبعة الشيخ العلامة أحمد شاكر بشير له رؤية ثقة إن شاء الله .
11 - المثنى بن إبراهيم الآملي الطبري مجهول الحال .
12 - سويد بن نصر المروزي ثقة .
13 - عبد الله بن المبارك
لا يسأل عنه .
14 - عبد الله بن لهيعة الحضرمي ضعيف الحديث قال الجوزجاني فيه
لا يوقف على حديثه ولا ينبغى أن يحتج به ولا يغتر بروايته وقال فيه أبو أحمد الحاكم ذاهب الحديث ، ذكره البيهقي في السنن الكبرى ، ومعرفة السنن والآثار ، وقال لا يحتج به ، وقال مرة : أجمع أصحاب الحديث على تضعيفه ، قال أبو حاتم الرازي ضعيف ، وأمره مضطرب ، يكتب حديثه للاعتبار ، وقال مره : صالح ، قال ابن حبان يدلس عن أقوام ضعفاء على أقوام ثقات قد رآهم ثم كان لا يبالى ما دفع إليه قرأه سواء كان من حديثه أو لم يكن ، وذكره في الثقات ، قال أبو زرعة الرازي : ضعيف ، وأمره مضطرب يكتب حديثه على الاعتبار ، وكان لا يضبط ، ومرة : ليس ممن يحتج به ، ولما سئل عن سماع القدماء منه؟ فقال : أخره وأوله سواد إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتتبعان أصوله فيكتبان منه ، ذكره في الترمذي في جامعه وقال : ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه ، قال النسائي متروك الحديث ، وذكره في الضعفاء والمتروكين ، وقال : ضعيف ، ليس بثقة ، ومرة : ما أخرجت من حديثه إلا حديثا واحدا ، قال الإمام أحمد حديثه ليس بحجة ، ومرة : متروك الحديث ، وأقوال كثيرة جدا وخلاف كبير ولكن الراحج أنه ضعيف .
15 - عبد الله بن هبيرة السبأي
ثقة .

يتبع إن شاء الله
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

تابع للأثار التي ساقها الإمام أبو جعفر الطبري تحت تفسير هذه الآية الكريمة :
الأثر الرابع :
حدثني العباس بن الوليد[SUP]1[/SUP] ، قال : أخبرني أبي[SUP]2[/SUP] ، قال ، سمعت الأوزاعي[SUP]3[/SUP] ، قال : حدثنا عبد الله بن عامر[SUP]4[/SUP] ، قال : حدثني زيد بن أسلم[SUP]5[/SUP] ، عن أبيه[SUP]6[/SUP] ، عن أبي هريرة ، عن هذه الآية : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} قال : نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة.[SUP]7[/SUP]

وغيرها من الآثار الكثيرة التي تدل كما قال البيهقي في كتابه القراءة خلف الإمام بعد سرد عدد ليس بالقليل من تلك الآثار والأحاديث :
فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَمَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِالْإِنْصَاتِ وَهُوَ السُّكُوتُ عَنِ الْكَلَامِ الَّذِي كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ فِي الصَّلَاةِ ، وَعَنِ الْأَصْوَاتِ الَّتِي كَانُوا يَرْفُعُونَها بِالْقِرَاءَةِ خَلْفَ الْإِمَامِ ، لَا عَنِ الْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ فِي أَنْفُسِهِمْ .
وَمِثْلُ هَذَا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَعَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا .

أَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
262 - فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ , وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , قَالَا: نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , ح
وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ , أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ , نا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ , نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى , أنا هُشَيْمٌ , أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ , عَنِ الْحَارِثِ بْنِ شُبَيْلٍ , عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ , عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ , قَالَ: " كَانَ أَحَدنَا يُكَلِّمُ يَعْنِي صَاحِبَهُ إِلَى جَنْبِهِ فِي الصَّلَاةِ حتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] فَأُنْزِلَ بِالسُّكُوتِ وَنُهِينَا عَنِ الْكَلَامِ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى , وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَغَيْرِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ

وَأَمَّا حَدِيثُ ابْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
263 - فَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ , أنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ , نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ , نا أَبُو بَدْرٍ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ إِبْرَاهِيمَ , عَنْ عَلْقَمَةَ , عنْ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: كُنَّا نُسَلِّم عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ فَيَرُدُّ عَلَيْنَا , فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْنَا فَقُلْنَا: يَا رَسُول اللَّهِ , كُنْتَ تُرَدُّ عَلَيْنَا , مَا لَكَ الْيَوْمَ؟ قَالَ: «إِنَّ فِي الصَّلَاةِ شُغْلًا» أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ فُضَيْلٍ عَنِ الْأَعْمَشِ

..............

ثم قال أي البيهقي :
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَالسُّكُوتُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ فِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} هُوَ الْإِنْصَاتُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ فِي خَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَغَيْرِه عِنْدَ نُزُولِ قَوْلِهِ {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .
وَالَّذِي أَحَدثَ مِنْ أَمَرِه فِي حَدِيثِ ابْن مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هُوَ السُّكُوتُ عَمَّا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ فِي حوَائِجِهِمْ فِي الصَّلَاةِ ، وَتَسْلِيمِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ فِيهَا ، وَهُوَ الْإِنْصَاتُ الَّذِي أُمِرُوا بِهِ فِي قَوْلِهِ {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} .
فَأَمَّا الذِّكْرُ وَمَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي وَهُوَ قِرَاءَةُ الْفَاتِحَة فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْمَرْ بِالْإِنْصَاتِ عَنْهَا . وَذَلِكَ بَيِّنٌ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى صَحِيحَةٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

وأظن أن في هذا كفاية للرد على من استدل بالآية على السكوت والإنصات وعدم قراءة الفاتحة وإن شاء الله آتي الأدلة على ذلك .

--------------------------
1 - العذري ، البيروتي
ثقة .
2 - الوليد بن مزيد العذري
ثقة .
3 - عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
الثقة الفقيه .
4 -
ضعيف ذكره العقيلي في ضعفائه وضعفه أبو داود وأبو زرعة والإمام أحمد والنسائي وابن أبي حاتم والبخاري والدارقطني وعلي بن المديني ويحيى بن معين وغيرهم .
5 -
ثقة .
6 -
ثقة مخضرم .
7 - سند ضعيف وله شاهد أخرجه ابن أبي شيبة من طريق ابن عجلان عن أبي صالح عن أبي هريرة نحوه . وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق ابراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة والهجري لين الحديث وبمجموع هذه الطرق يرتقي إن شاء الله إلى الحسن لغيره والله أعلم .
 
إنضم
29 أبريل 2008
المشاركات
31
التخصص
الشريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

بارك الله فيك شيخ سمير
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

بارك الله فيك شيخ سمير
وفيك بارك أيها الفاضل أنا تلميذكم وأنتم المشايخ ومنكم نستفيد ، ويسر الله إتمام هذا الجمع المبارك
فالمسألة أكبر من أن تكتب في بعض السطور
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟


2 - حديث أبي موسى الأشعري رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا " رواه مسلم وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه نحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه .

أولا : تخريج الحديث
رواه مسلم[SUP]1[/SUP] كما ذكر الشيخ وفقه الله قال :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِىُّ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنَا أَبِى ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِىِّ كُلُّ هَؤُلاَءِ عَنْ قَتَادَةَ فِى هَذَا الإِسْنَادِ بِمِثْلِهِ وَفِى حَدِيثِ جَرِيرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ قَتَادَةَ مِنَ الزِّيَادَةِ وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا وَلَيْسَ فِى حَدِيثِ أَحَدٍ مِنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ إِلاَّ فِى رِوَايَةِ أَبِى كَامِلٍ وَحْدَهُ عَنْ أَبِى عَوَانَةَ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ أَبُو بَكْرِ ابْنُ أُخْتِ أَبِى النَّضْرِ فِى هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ مُسْلِمٌ تُرِيدُ أَحْفَظَ مِنْ سُلَيْمَانَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ فَحَدِيثُ أَبِى هُرَيْرَةَ فَقَالَ هُوَ صَحِيحٌ يَعْنِى وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا فَقَالَ هُوَ عِنْدِى صَحِيحٌ فَقَالَ لِمَ لَمْ تَضَعْهُ هَا هُنَا قَالَ لَيْسَ كُلُّ شَىْءٍ عِنْدِى صَحِيحٍ وَضَعْتُهُ هَا هُنَا إِنَّمَا وَضَعْتُ هَا هُنَا مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ .
وهذا عمدة من يقول بالإنصات .

والحديث مروي عن اثنين من الصحابة هما أبو موسى الأشعري ، وأبو هريرة رضي الله عنهما .

طريق أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : رواه مسلم ، وابن خزيمة وأبو داود والنسائي وابن ماجه ، والدارمي ،وأحمد ، والدارقطني كلهم من طريق قتادة عن أبي غلاب يونس بن جبير ، عن حطان بن عبد الله الرقاشي ، عن قال أبو موسى .
وقد رواه عن قتادة جماعة هم : معمر بن راشد ، وعمر بن عامر، وهشام الدستوائي ، وأبو عوانة ، وسعيد بن أبي عروبة، وهمام وأبان بن يزيد، وعبيدة، وسليمان بن طرخان التيمي البصري كلهم من دون زيادة " وإذا قرأ فأنصتوا " إلا سليمان بن طرخان التيمي وهو من ثقات البصريين .
قال البخاري في القراءة خلف للإمام البخاري : وروى سليمان التيمي ، وعمر بن عامر ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن عطاء ، عن موسى ، في حديثه الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا قرأ فأنصتوا " ولم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعا من قتادة ، ولا قتادة من يونس بن جبير وروى هشام ، وسعيد ، وهمام ، وأبو عوانة وأبان بن يزيد ، وعبيدة ، عن قتادة ، ولم يذكروا : " إذا قرأ فأنصتوا "

قال مسلم بعد روايته لهذا الحديث :" وفي حديث جريرعن سليمان التيمي، عن قتادة من الزيادة "واذا قرأ فأنصتوا " وليس في حديث أحد منهم ."

قال أبو داود بعد روايته له " و قوله : فأنصتوا ليس بمحفوظ ، لم يجيء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث."

قال الدارقطني في السنن :" ورواه هشام الدستوائي وسعيد وشعبة وهمام وأبو عوانة وأبان وعدي بن أبي عمارة كلهم عن قتادة فلم يقل أحد منهم وإذا قرأ فأنصتوا وهم أصحاب قتادة الحفاظ عنه . وقال في كتابه العلل : " وسليمان التيمي من الثقات وقد زاد عليهم قوله وإذا قرأ فأنصتوا ولعله شبه عليه لكثرة من خالفه من الثقات .

قال أبو مسعود إبراهيم بن مُحمَّد الدمشقي[SUP]2[/SUP] كما في جواب أبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي لأبي الحسن الدارقطني عما بين غلط أبي الحسين مسلم بن الحجاج " وإنما أراد مسلم بإخراج حديث التيمي تبيين الخلاف في الحديث على قتادة، لا أنه يثبته، ولا ينقطع بقوله عن الجماعة الذين خالفوا التيمي، قدم حديثهم ثم أتبعه بهذا ."

قال الحافظ المزي في تحفة الأشراف :"وفي حديث التيمي من الزيادة :" و اذا قرأ فانصتوا " ولم يذكر هذا اللفظ غيره .


طريق أبي هريرة رواه مسلم ، وابن خزيمة وأبو داود كلهم من طريق أبي خالد الأحمر - سليمان بن حيان - ، عن محمد بن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح السمان ، عن أبي هريرة

قال يحي بن معين في تاريخه كما في رواية الدوري : " في حديث أبي خالد الأحمر حديث بن عجلان إذا قرأ فأنصتوا قال ليس بشيء ولم يثبته ووهنه .

قال البخاري في القراءة خلف للإمام البخاري : حدثنا عثمان، قال :حدثنا بكر، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا :" فأنصتوا " ولا يعرف هذا من صحيح حديث ابن خالد الأحمر .

قال أبو داود عقب تخريجه لهذا الحديث : " هذه الزيادة و إذا قرأ فأنصتوا ليست بمحفوظة الوهم عندنا من أبي خالد "

قال ابن أبي حاتم الرازي : " سمع أبي وذكر حديث أبي خالد الاحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انما جعل الامام ليؤتم به فاذا قرأ فأنصتوا .قال أبي : ليس هذه الكلمة بالمحفوظ وهو من تخاليط ابن عجلان .

قال الإمام النسائي:" لا نعلم أحدا تابع ابن عجلان على قوله : "و اذا قرأ فأنصتوا .

الدارقطني في العلل : " قال فيه فإذا قرأ فأنصتوا وهذا الكلام ليس بمحفوظ في هذا الحديث." قال أبو الطيب في تعليقه على الدارقطني وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث وأنّها ليست بمحفوظة - يحيى بن معين، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي الحافظ، وعلي بن عمر الحافظ - .

وقد أخرج البخاري ومسلم هذا الحديث دون هذه الزيادة (وإذا قرأ فأنصتوا) وأرقامه عند البخاري 689، 732، 733، 805، 1114، 1911، 2469، 5201، 5289، 6684، بترقيم فؤاد عبد الباقي وعند مسلم (308/1) حديث رقم 411 باب (19) إتمام المأموم بالإمام طبعة فؤاد عبد الباقي أيضا .

والكلام يطول جدا على هذا الحديث وفيما ذكرت كفاية إن شاء الله تعالى ومن أراد الزيادة زدناه والله الموفق


--------------------
1 - والصواب أن مسلما أخرجها معلقة وليس عنده موصولة قال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة؟ أي هل هو صحيح؟ فقال هو عندي صحيح . قال النووي : اختلف الحفاظ في تصحيح هذه الزيادة فروى البيهقي في سننه عن أبي داود أنّه قال : هذه اللفظة ليست بالمحفوظة . وكذا رواه عن ابن معين ، وأبي حاتم ، والدارقطني ، وأبي علي النيسابوري ، والحاكم ، قال النيسابوري: هذه اللفظة غير محفوظة وقد خالف سليمان التيمي فيها أصحاب قتادة . قال النووي : واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفها مقدم على تصحيح مسلم لها
لا سيما ولم يروها مسندة في صحيحه .
2 - الحافظ المجوِّد البارع أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد , الدمشقي , مصنف كتاب "أطراف الصحيحين" وجواب أبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي لأبي الحسن الدارقطني عما بين غلط أبي الحسين مسلم بن الحجاج وأحد من برَّز في هذا الشأن .
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟


3 - عن أبى هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال : " هل قرأ معى أحد منكم آنفا ؟ " فقال رجل نعم يا رسول الله قال : " إنى أقول ما لى أنازع القرآن " قال فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما جهر فيه النبى -صلى الله عليه وسلم- بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم " رواه مالك والأربعة وابن حبان وقوله فانتهى .. الخ مدرج
[SUP]1[/SUP] من كلام الزهري كما ذكر البخاري والخطيب البغدادي وابن حجر وغيرهما.
أكتفي بنقل العظيم آبادي في شرحه على السنن .
واعلم أن قوله : " فانتهى الناس إلخ " ليس من الحديث بل هو مدرج من كلام الزهري بينه الخطيب واتفق عليه البخاري في التاريخ وأبو داود ويعقوب بن سفيان والذهلي والخطابي وغيرهم . كذا قال الحافظ في التلخيص . وقال البخاري في جزء القراءة : وقوله فانتهى الناس من كلام الزهري وقد بينه لي الحسن بن صباح قال حدثنا مبشر عن الأوزاعي قال الزهري فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرءون فيما جهر . وقال مالك قال ربيعة للزهري : إذا حدثت فبين كلامك من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى . وقال البيهقي في المعرفة قوله فانتهى الناس عن القراءة من قول الزهري قاله محمد بن يحيى الذهلي صاحب الزهريات ، ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو داود ، واستدلوا على ذلك برواية الأوزاعي حين ميزه من الحديث وجعله من الزهري . وكيف يصح ذلك عن أبي هريرة [ ص: 39 ] وأبو هريرة يأمر بالقراءة خلف الإمام فيما جهر به وفيما خافت . انتهى مختصرا . والحديث استدل به القائلون بأنه لا يقرأ المؤتم خلف الإمام في الجهرية وهو خارج عن محل النزاع ، لأن الكلام في قراءة المؤتم خلف الإمام سرا والمنازعة إنما تكون مع جهر المؤتم لا مع إسراره . وأيضا لو سلم دخول ذلك في المنازعة لكان هذا الاستفهام الذي للإنكار عاما لجميع القرآن أو مطلقا في جميعه ، وحديث عبادة خاصا ومقيدا ، وبناء العام على الخاص واجب كما تقرر في الأصول ، كذا في النيل .

قلت : قد عرفت أن جملة " فانتهى الناس إلخ " ليست من الحديث . وأما الحديث فقال الترمذي بعد إخراجه : هذا حديث حسن . لكن قال النووي : وأنكر الأئمة على الترمذي تحسينه واتفقوا على ضعف هذا الحديث لأن ابن أكيمة مجهول ، كذا قال علي القاري في المرقاة . وقال بعد أسطر : قال ميرك نقلا عن ابن الملقن : حديث أبي هريرة رواه مالك والشافعي والأربعة ، وقال الترمذي : حسن وصححه ابن حبان وضعفه الحميدي والبيهقي انتهى . وبهذا يعلم أن قول النووي : اتفقوا على ضعف هذا الحديث غير صحيح .

قلت : لكن الأكثرين على ضعفه ولو سلم صحته فلا يتم الاستدلال به على ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر كما تقدم . قال الترمذي : ليس في هذا الحديث ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإمام لأن أبا هريرة هو الذي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : من صلى صلاة [ ص: 40 ] لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام ، فقال له حامل الحديث : إني أكون أحيانا وراء الإمام . قال : اقرأ بها في نفسك . وروى أبو عثمان النهدي عن أبي هريرة قال : أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب . انتهى .

قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، وابن أكيمة الليثي اسمه عمارة ويقال عمرو بن أكيمة ، وذكر الترمذي أن اسمه عامر وقيل عمار ويقال يزيد وقيل عباد وأن كنيته أبو الوليد ( على معنى مالك ) أي على معنى حديثه لا على لفظه . [ ص: 41 ] ( عن الزهري ) محمد بن شهاب ( قال ) أي الزهري ( سمعت ابن أكيمة ) بضم الهمزة وفتح الكاف مصغر أكمة . قال أبو حاتم : صحيح الحديث ، وفي التقريب وشرح الزرقاني على الموطإ : ثقة ، وقال البيهقي في المعرفة : هذا حديث تفرد به ابن أكيمة وهو مجهول ، ولم يكن عند الزهري من معرفته أكثر من أن رآه يحدث سعيد بن المسيب ، واختلفوا في اسمه فقيل : عمارة وقيل : عمار . قاله البخاري انتهى ( يحدث ) أي ابن أكيمة ( سعيد بن المسيب ) : مفعول يحدث وهذه الجملة حال ، أي يقول الزهري إني سمعت ابن أكيمة حال كون ابن أكيمة يحدث بهذا سعيد بن المسيب ( قال ) ابن أكيمة ( سمعت أبا هريرة ) وفي الموطأ مالك عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة ، وفي رواية للطحاوي من طريق الأوزاعي حدثني الزهري عن سعيد عن أبي هريرة ( بمعناه ) أي بمعنى الحديث المتقدم ( قال مسدد في حديثه قال معمر إلخ ) حاصل كلام المؤلف أن معمرا قد اختلف عليه فمعمر تارة . قوله " فانتهى . . . إلخ " من كلام أبي هريرة وأما غيره من أصحاب الزهري كسفيان وعبد الرحمن بن إسحاق والأوزاعي ومحمد بن يحيى بن فارس فيجعلانه من كلام الزهري .

------------------
1 - وتعريف المدرج هو : هو ما غير سياق إسناد أو ادخل في متنه ما ليس منه بلا فصل .
ينقسم الحديث المدرج إلى قسمين هما :
1- مدرج الإسناد .
2- مدرج المتن .
وينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ]- أن يكون الإدراج في أول الحديث
ب]- أن يكون الإدراج في وسط الكلام
ج]- أن يكون الإدراج في آخر الكلام
ما حكم الحديث المدرج ؟
الحديث المدرج من الأحاديث الضعيفه المردوده .
وزيادة على ذلك الزهري لم يكن لما انتهى الناس عن القراءة .
 
إنضم
29 أبريل 2008
المشاركات
31
التخصص
الشريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

لكن ، هل تعد قراءة الفاتحة على عجل بعد انتهاء الإمام من قراءتها وقبل دخوله فيما يتيسر له من الذكر الحكيم
جمعا بين القولين ؟؟
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

لكن ، هل تعد قراءة الفاتحة على عجل بعد انتهاء الإمام من قراءتها وقبل دخوله فيما يتيسر له من الذكر الحكيم
جمعا بين القولين ؟؟

الأصل أن يقرأ الإمام آية آية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرا وبذلك تستطيع أن تقرأ بين الآيات ولكن الله المستعان السنة عزيزة والناس أصبحوا يقرؤون الفاتحة بنفس واحد فإلى الله المشتكى .

أما من يسكت بين الفاتحة وما بعدها فالشافعية يسكتون سكتة طويلة بمقدار قراءة الفاتحة فتلك بدعة محدثة لا أصل لها فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم سكتتين بعد تكبيرة الإحرام وقبل الهوي للركوع لأاديث منها :
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد).رواه البخاري ومسلم.

والله أعلى وأعلم
 
إنضم
27 أكتوبر 2009
المشاركات
14
التخصص
الشريعة
المدينة
بروكسيل
المذهب الفقهي
مالكي
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

الأصل أن يقرأ الإمام آية آية كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرا وبذلك تستطيع أن تقرأ بين الآيات ولكن الله المستعان السنة عزيزة والناس أصبحوا يقرؤون الفاتحة بنفس واحد فإلى الله المشتكى .

أما من يسكت بين الفاتحة وما بعدها فالشافعية يسكتون سكتة طويلة بمقدار قراءة الفاتحة فتلك بدعة محدثة لا أصل لها فالثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم سكتتين بعد تكبيرة الإحرام وقبل الهوي للركوع لأاديث منها :
حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: (أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد).رواه البخاري ومسلم.

والله أعلى وأعلم
قراءة المأموم خلف الإمام
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه ثم أما بعد:من المسائل المتعلقة بصلاة الجماعة مسألة قراءة المأموم خلف الإمام، وسنتحدث عنها فيما يلي:حيث اختلف الفقهاء في هذه المسألة على أقوال:القول الأول: وجوب قراءة المأموم الفاتحة في الصلاة السرية والجهرية، وهو مذهب الشافعية1 قال الإمام النووي رحمه الله: "وبه قال أكثر العلماء"2، واستدلوا:من المنقول:1- بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) رواه البخاري (723) ومسلم (394) وهذا عام في كل مصلٍ، ولم يثبت تخصيصه بغير المأموم بمخصص صريح فبقي على عمومه3.2- وحديث عبادة بن الصامت أيضاً قال: كنا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: ((لعلكم تقرؤون خلف إمامكم)) قلنا: نعم هذا يا رسول الله، قال: ((لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها))4.من المعقول:1- أن من لزمه قيام القراءة لزمه القراءة مع القدرة كالإمام والمنفرد5.القول الثاني: وجوب القراءة في السرية دون الجهرية، وهو قول الشافعي في القديم6، ومذهب الحنابلة7 قال الإمام أحمد: "ما سمعنا أحداً من أهل الإسلام يقول إن الإمام إذا جهر بالقراءة لا تجزئ صلاة من خلفه إذا لم يقرأ، وقال: هذا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون، وهذا مالك في أهل الحجاز، وهذا الثوري في أهل العراق، وهذا الأوزاعي في أهل الشام، وهذا الليث في أهل مصر؛ ما قالوا لرجل صلى وقرأ إمامه ولم يقرأ هو: صلاته باطلة"8.واستدلوا:1- بقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}(الأعراف:204)قال الشافعي في القديم: "هذا عندنا في القراءة التي تسمع خاصة"9، وقال أحمد: "أجمع الناس على أن هذه الآية في الصلاة"10، ولأنه عام فيتناول بعمومه الصلاة11.2- وحديث أبي موسى رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبيَّن لنا سنتنا، وعلَّمنا صلاتنا، فقال: ((إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا)) رواه مسلم (404).3- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا كبر فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا))12.4- وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: ((هل قرأ معي أحد منكم آنفاً))؟ فقال رجل: نعم يا رسول الله، قال: ((إني أقول ما لي أنازع القرآن))؟! قال13: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم14، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وهذا إذا كان من كلام الزهري فهو من أدل الدلائل على أن الصحابة لم يكونوا يقرؤون في الجهر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الزهري من أعلم أهل زمانه، أو أعلم أهل زمانه بالسنة، وقراءة الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم إذا كانت مشروعة واجبة أو مستحبة تكون من الأحكام العامة التي يعرفها عامة الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فيكون الزهري من أعلم الناس بها، فلو لم يبينها لاستدل بذلك على انتفائها، فكيف إذا قطع الزهري بأن الصحابة لم يكونوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الجهر"15.من المعقول: 1- أنها قراءة لا تجب على المسبوق، فلم تجب على غيره كالسورة.162- ما قاله شيخ الإسلام: "لو كانت القراءة في الجهر واجبة على المأموم للزم أحد أمرين: إما أن يقرأ مع الإمام، وإما أن يجب على الإمام أن يسكت له حتى يقرأ، ولم نعلم نزاعاً بين العلماء أنه لا يجب على الإمام أن يسكت لقراءة المأموم بالفاتحة ولا غيرها، وقراءته معه منهي عنها بالكتاب والسنة، فثبت أنه لا تجب عليه القراءة معه في حال الجهر بل نقول: لو كانت قراءة المأموم في حال الجهر والاستماع مستحبة لاستحب للإمام أن يسكت لقراءة المأموم، ولا يستحب للإمام السكوت ليقرأ المأموم عند جماهير العلماء، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك، وأحمد بن حنبل وغيرهم"17.3- لو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى، وإما في الثانية؛ لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف ولم ينقل هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرؤون الفاتحة مع أن ذلك لو كان مشروعاً لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله، فعلم أنه بدعة.18 4- أن المقصود بالجهر استماع المأمومين، ولهذا يؤمنون على قراءة الإمام في الجهر دون السر، فإذا كانوا مشغولين عنه بالقراءة فقد أمر أن يقرأ على قوم لا يستمعون لقراءته، وهو بمنزلة أن يحدث من لم يستمع لحديثه، ويخطب من لم يستمع لخطبته، وهذا سفه تنزه عنه الشريعة.19القول الثالث: أنه لا تجب قراءة الفاتحة سواء في السرية أو الجهرية، وهو مذهب الأحناف20، وهو وجه شاذ عند الشافعية حكاه الرافعي21، قال النووي: "نقل القاضي أبو الطيب، والعبدري عن أبي حنيفة أن قراءة المأموم معصية"22.واستدلوا:- من المنقول:1- بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى خلف الإمام فإن قراءة الإمام له قراءة))23.2- وحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه، فلما فرغ قال: ((من ذا الذي يخالجني سورتي)) فنهى عن القراءة خلف الإمام.243- وعن ابن عمر أنه قال: في القراءة خلف الإمام تكفيك قراءة الإمام.254- وحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، إلا أن يكون وراء إمام))26.5- ما جاء عن زيد بن ثابت قال: من قرأ وراء الإمام فلا صلاة له.276- حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامن))28 وليس يضمن إلا القراءة عن المأموم29.- من المعقول:1- أنها قراءة فسقطت عن المأموم كالسورة في الجهرية، وكركعة المسبوق.30القول الرابع: أنه يقرأها استحباباً، وهو مذهب الأوزاعي وغيره من الشاميين، وهو اختيار أبو البركات المجد بن تيمية.31الترجيح:وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء عن هذا الأمر فقالت: "الصحيح من أقوال العلماء وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة على المنفرد والإمام والمأموم في الصلاة الجهرية والسرية لصحة الأدلة الدالة على ذلك وخصوصها، وأما قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فعام، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإذا قرأ فأنصتوا)) عام في الفاتحة وغيرها، فيخصصان بحديث: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)) جمعاً بين الأدلة الثابتة، وأما حديث: ((من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة)) فضعيف، ولا يصح ما يقال من أن تأمين المأمومين على قراءة الإمام الفاتحة يقوم مقام قراءتهم الفاتحة"32.
والحمد لله رب العالمين,,,

1 المجموع (3/311) للإمام النووي، الناشر: دار الفكر - بيروت، سنة النشر 1997م.
2 المجموع (3/307).
3 المجموع (3/315).
4 رواه أبو داود برقم (823) وضعفه الألباني.
5 المجموع (3/310).
6 المجموع (3/311).
7 المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (1/329) لابن قدامة المقدسي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى: 1405هـ.
8 المغني (1/330).
9 المجموع (3/316).
10 المغني (1/330).
11 المغني (1/330).
12 رواه ابن ماجه (846) وأبو داود (603) وصححه الألباني.
13 قال بعضهم: هو قول الزهري، وقال بعضهم: هو قول ابن أكيمة، والصحيح أنه قول الزهري. الفتاوى الكبرى (2/171) لابن تيمية، تحقيق: حسنين محمد مخلوف، الناشر: دار المعرفة - بيروت، الطبعةالأولى 1386هـ.
14 رواه الترمذي (312) وصححه الألباني.
15 الفتاوى الكبرى (2/171).
16 المغني (1/330).
17 الفتاوى الكبرى (2/172).
18 الفتاوى الكبرى (2/173).
19 الفتاوى الكبرى (2/173).
20 الاختيار لتعليل المختار (1/55) لعبد الله بن محمود بن مودود الموصلي الحنفي، تحقيق: عبد اللطيف محمد عبد الرحمن، دار النشردار الكتب العلمية - بيروت- لبنان، الطبعة الثالثة 1426هـ - 2005م.
21 المجموع (3/311).
22 المجموع (3/313).

23 السنن الكبرى (2/159) برقم (3011) البيهقي، الناشر: مجلس دائرة المعارف النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد، الطبعة الأولى 1344هـ، وسنن الدارقطني باب ذكر نيابة الإمام عن قراءة المأمومين (1/402)، تحقيق: السيد عبد الله هاشم يماني المدني، الناشر: دار المعرفة - بيروت 1386 هـ - 1966م، وقال: حديث منكر، وضعفه النووي في خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام (1/377) برقم (1173) للنووي، المحقق: حسين إسماعيل الجمل، الناشر: مؤسسة الرسالة - لبنان - بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ - 1997م.
24 رواه البيهقي في السنن (2/162) برقم (3022)، والدار قطني (1/326) وقال: لم يقل هكذا غير حجاج، وحجاج لا يحتج به.
25 رواه الدار قطني (1/402).
26 رواه الدار قطني (1/327) وقال: الصواب أنه موقوف.
27 رواه البيهقي في السنن (2/163) برقم (3029).
28 رواه أبو داوود برقم (517) وصححه الألباني.
29 المجموع (3/314).

30 المجموع (3/314).
31 الفتاوى الكبرى (2/104).

32 فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (6/384) جمع : أحمد بن عبد الرزاق الدويش، الناشر: الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء.


Untitled-1_09.jpg


©جميع الحقوق محفوظة لموقع إمام المسجد 2004
ويحق لمن شاء أخذ ما يريد من مواد هذا الموقع بشرطين : الأول : عزو ما يأخذ إلى موقع إمام المسجد www.alimam.ws ، الثاني : الأمانة في النقل وعدم ا​
 

محمد إبراهيم صبري

:: مطـًـلع ::
إنضم
16 يوليو 2011
المشاركات
125
الكنية
ابو إبراهيم
التخصص
الفقه وأصوله
المدينة
القدس
المذهب الفقهي
الحنفي
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

باركم الله في الاخوة جميعاً ونفع بهم
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
إنضم
29 أبريل 2008
المشاركات
31
التخصص
الشريعة
المدينة
مكة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

الشيخ سمير :
كيف تعد السكتة بدعة ولها أصل في الدين ملائم لهذه الحالة ومتفق في نفس الحكمة والعلة .
قال صلى الله عليه وسلم : " إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه " - أخرجه البخاري وغيره -

و
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : " دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة ، فخرج وهو حامل حسنا أو حسينا فوضعه إلى جنبه فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها ، قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعدت رأسي فسجدت ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له القوم : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفكان يوحى إليك ، قال : لا ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " - أخرجه ابن أبي شيبة وغيره -

أليس فيه الإشارة إلى مراعاة المأموم
بل وغير المأموم كالحسن والحسين
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

عبد اللطيف محمد جعفر قال:
أخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أستسمح منك على عدم الرد على رسالتك والله يشهد أني لم أدخل الموقع إلا الآن فقط في وقت ردي على رسالتك أخي زيادة على ذلك لم تصلني رسالتك الخاصة عبر بريدي الخاص ولا طلب صداقتك أخي فأعتذر منك مرة أخرى.
الشيخ سمير : أخوك سمير ليسا شيخا فعمري لم يتجاوز الــ 32 عاما ولست حاملا لأي شهادة وإن كانت الشهادة لا تدل على العلم والله أعلم .
كيف تعد السكتة بدعة ولها أصل في الدين ملائم لهذه الحالة ومتفق في نفس الحكمة والعلة . من المعلوم يا أخي الفاضل عندي وعندك أن الأصل في العبادة المنع والحظر وقولك ملائم لهذه الحالة كلام لا وجه له فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا وعلمن كل شيء كما هو معروف لما قيل لسلمان رضي الله عنه قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة ؟ والحديث عند مسلم وقال أَبِي ذَرٍّ : لَقَدْ تَرَكَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا طَائِرٌ فِي السَّمَاءِ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ إِلا وَقَدْ أَوْجَدَنَا فِيهِ عِلْمًا . فكيف بعد هذا أيها الفاضل نأتي بصفة أو هيئة في الصلاة ليس لنا فيها دليل ونقول بها ونقول أنها ملائمة .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى :
"" وقد اختلف العلماء في سكوت الإمام على ثلاثة أقوال فقيل: لا سكوت له في الصلاة بحال وهو قول مالك وقيل: فيها سكتة واحدة للاستفتاح كقول أبي حنيفة وقيل فيها: سكتتان وهو قول الشافعي وأحمد وغيرهما لحديث سمرة بن جندب: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان له سكتتان: سكتة حين يفتتح الصلاة وسكتة إذا فرغ من السورة الثانية قبل أن يركع" فذكر ذلك لعمران بن حصين فقال: "كذب سمرة" فكتب في ذلك إلى المدينة إلى أُبّي بن كعب فقال: "صدق سمرة" رواه أحمد واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال: "حديث حسن" وفي رواية أبي داود: "سكتة إذا كبر وسكتة إذا فرغ من {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} الفاتحة: 7.
وأحمد رجح الرواية الأولى. واستحب السكتة الثانية لأجل الفصل ولم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم ولكن بعض أصحابه استحب ذلك. ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة الفاتحة لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فلما لم ينقل هذا أحد عُلِم أنه لم يكن.
والسكتة الثانية في حديث سمرة قد نفاها عمران بن حصين وذلك أنها سكتة يسيرة قد لا ينضبط مثلها وقد روي أنها بعد الفاتحة ومعلوم أنه لم يسكت إلا سكتتين فعلم أن إحداهما طويلة والأخرى بكل حال لم تكن طويلة متسعة لقراءة الفاتحة.
وأيضاً فلو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف ولم ينقل هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية خلفه يقرأون الفاتحة مع أن ذلك لو كان مشروعاً لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله
فعلم أنه بدعة"".
الفتاوى الكبرىقال الألباني في "تمام المنة " - (ص 156):"إن السكتة المذكورة بدعة في الدين إذ لم ترد مطلقا عن سيد المرسلين ، إنما ورد عنه سكتتان إحداهما بعد تكبيرة الاحرام من أجل دعاء الاستفتاح ، وقد مضى حديثها في الكتاب عن أبي هريرة . والسكته الثانية رويت عن سمرة بن جندب واختلف الرواة في تعيينها فقال بعضهم : هي عقب الفاتحة . وقال الأكثرون : هي عقب الفراغ من القراءة كلها ، وهو الصواب كما بينته في " التعليقات الجياد " ، وغيره ، وراجع " رسالة الصلاة " لابن القيم .
على أن هذا الحديث معلل عندي بالانقطاع ، لأنه من رواية الحسن عن سمرة ، وهو وإن كان سمع منه في الجملة ، فهو مدلس ، وقد عنعنه ، ولم يصرح بسماعه لهذا الحديث منه ، فثبت ضعفه . ثم إنه ليس فيه التصريح بأن السكتة كانت طويلة بذلك القدر ، فلا متمسك فيه البتة للشافعية ، فتأمل"
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 124) :
" و مما يؤيد عدم سكوته صلى الله عليه وسلم تلك السكتة
الطويلة قول أبي هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنية ، فقلت : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير و القراءة ماذا تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني و بين خطاياي .... " الحديث فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت تلك السكتة بعد الفاتحة بمقدارها لسألوه عنها كما سألوه عن هذه".

قد اشار ابن القيم رحمه الله إلى ذلك في كتابه (الصلاة) حيث قال:
وبالجملة فلم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه كان يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يقرأها من خلفه وليس في سكوته في هذا المحل إلا هذا الحديث المختلف فيه كما رأيت ولو كان يسكت هنا سكتة طويلة يدرك فيها قراءة الفاتحة لما اختفى ذلك على الصحابة ولكان معرفتهم به ونقلهم أهم من سكتة الافتتاح . انتهى.

قال صلى الله عليه وسلم : "
إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه " - أخرجه البخاري وغيره -

و
عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال : " دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة ، فخرج وهو حامل حسنا أو حسينا فوضعه إلى جنبه فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها ، قال أبي : فرفعت رأسي من بين الناس فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعدت رأسي فسجدت ، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له القوم : يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها ، أفكان يوحى إليك ، قال : لا ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته " - أخرجه ابن أبي شيبة وغيره -

أليس فيه الإشارة إلى مراعاة المأموم
بل وغير المأموم كالحسن والحسين

مثل هذا الإنتظار مبني عند البعض على التحسين العقلي في باب العبادات وهو ليس بحجة إلا على رأي المعتزلة فمن أين أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوايسكتون في مثل هذا الموطن لوفعلوها لكان مما تتوفر الدواعي للنقل لظهور الأمر وتكراره والحاجة إليه وأمانة النقلة وحرصهم رضي الله عنهم على نشر العلم الموروث عن رسول الله فلما لم ينقل علم أنها بدعة قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى (2/146-147) : ولم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم ولكن ولكن بعض أصحابه إستحب ذلك ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان يسكت سكتة تتسع لقراءة الفاتحة لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فلما لم ينقل هذا أحد من علم أنه لم يكن وأيضا لو كان الصحابة كلهم يقرؤون الفاتحة خلفه صلى الله عليه وسلم إما في السكتة الأولى وإما في السكتة الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف ولم ينقل أحد من الصحابة أنهم كانوا في السكتة الثانية يقرؤون الفاتحة مع أن ذلك لو كان شرعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه فعلم أنه بدعة. قلت وبرهانه في الوجه الذي بعده.
الحديث الوارد في هذه السكتة ضعيف سندا فإنه من رواية الحسن عن سمرة والحسن مدلس.


وفقك الله أخي العزيز .
 
إنضم
18 ديسمبر 2012
المشاركات
39
الكنية
أبو عبد المهيمن
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
البليدة
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

وأسأل الله أن ييسر لإتمام ما بدأت به حتى أستفيد وربما أفيد والله الموفق .
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

فتح الباري للحافظ ابن حجر:
وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنِ الْمَأْمُومِ مُطْلَقًا كَالْحَنَفِيَّةِ بِحَدِيثِ مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ لَكِنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْحُفَّاظِ وَقَدِ اسْتَوْعَبَ طُرُقَهُ وَعَلَّلَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ
http://shamela.ws/browse.php/book-1673#page-1315

تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر:
(فَائِدَة) حَدِيثُ: «مَنْ كَانَ لَهُ إمَامٌ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ» مَشْهُورٌ مِنْ حَدِيث جَابِرٍ، وَلَهُ طُرُقٌ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ، وَكُلُّهَا مَعْلُولَةٌ.
http://shamela.ws/browse.php/book-21601#page-405


الدراية فى تخريج أحاديث الهداية للحافظ ابن حجر:
198 - حَدِيث من كَانَ لَهُ إِمَام فقراءة الإِمَام لَهُ قِرَاءَة ابْن ماجة عَن جَابر رَفعه وَفِيه جَابر الْجعْفِيّ وَهُوَ ضَعِيف وَقد قَالَ أَبُو حنيفَة مَا رَأَيْت أكذب مِنْهُ لَكِن تَابِعَة لَيْث بن أبي سليم قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَلم يتابعهما إِلَّا من هُوَ أَضْعَف مِنْهُمَا وَرِوَايَة لَيْث عِنْد ابْن عدي
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن فِي الْآثَار أخبرنَا أَبُو حنيفَة ثَنَا مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبد الله ابْن شَدَّاد عَن جَابر بِهِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَابْن عدي لم يسْندهُ غير أبي حنيفَة وَتَابعه الْحسن بن عمَارَة وهما ضعيفان وَرَوَاهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وَتَمام الْعشْرَة عَن مُوسَى عَن عبد الله ابْن شَدَّاد مُرْسلا وَكَذَا قَالَ ابْن الْمُبَارك عَن أبي حنيفَة مُرْسلا وَقد أخرج الدَّارَقُطْنِيّ وَالطَّبَرَانِيّ من طَرِيق أَيُّوب عَن أبي الزبير عَن جَابر مثله وَلَكِن فِي الْإِسْنَاد سهل بن الْعَبَّاس وَهُوَ مَتْرُوك وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك هَذَا مَرْفُوعا وَقَالَ تفرد بِهِ عَاصِم ابْن عِصَام وَهُوَ مَجْهُول وَالَّذِي فِي الْمُوَطَّإِ عَن مَالك عَن وهب عَن جَابر مَوْقُوف
وَأخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن من طَرِيق يحي بن سَلام عَن مَالك بِلَفْظ آخر كل صَلَاة لَا يقْرَأ فِيهَا بِأم الْقُرْآن فَهِيَ خداج إِلَّا أَن يكون وَرَاء الإِمَام وَقَالَ يحي ضَعِيف وَالصَّوَاب عَن مَالك مَوْقُوف ثمَّ اخرجه كَذَلِك وَفِي الْبَاب عَن ابْن عمر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف عَن سَالم عَن أَبِيه وَمن طَرِيق أُخْرَى عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَنهُ وَضَعفه وَمن طَرِيق أُخْرَى عَن أَيُّوب بِهِ مَوْقُوف وَقَالَ هِيَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الْمُوَطَّإِ عَن نَافِع وَعَن أبي سعيد أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن عدي وَضَعفه وَعَن أبي هُرَيْرَة أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ وَضَعفه وَعَن ابْن عَبَّاس رَفعه يَكْفِيك قِرَاءَة الإِمَام خَافت أَو جهر أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف وَعَن أنس أخرجه ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء
http://shamela.ws/browse.php/book-5908#page-157


من المضعفين الإمام البخاري وقد نقل البخاري تضعيفه عن أهل العلم بالحجاز والعراق وغيرهم :
قال الإمام البخاري فى جزء القراءة خلف الإمام (صفحة 8):
فإن احتج أن النبي قال من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
فقيل له هذا الخبر لم يثبت عند أهل العلم من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم
http://ia600209.us.archive.org/18/it...q6076/6076.pdf


السنن الكبرى للحافظ البيهقي:
وَالْمَحْفُوظُ عَنْ جَابِرٍ فِي هَذَا الْبَابِ
2899 - مَا أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِيُّ، أنبأ أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: " مَنْ صَلَّى رَكْعَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَلَمْ يُصَلِّ إِلَّا وَرَاءَ الْإِمَامِ " هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عَنْ جَابِرٍ مِنْ قَوْلِهِ غَيْرَ مَرْفُوعٍ، وَقَدْ رَفَعَهُ يَحْيَى بْنُ سَلَّامٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ، عَنْ مَالِكٍ وَذَاكَ مِمَّا لَا يَحِلُّ رِوَايَتُهُ عَلَى طَرِيقِ الِاحْتِجَاجِ بِهِ
http://shamela.ws/browse.php/book-7861#page-3313

معرفة السنن والآثار للحافظ البيهقي:
- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرَيْشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ الظُّهْرَ، أَوِ الْعَصْرَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ خَلْفِي بِ سَبَّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ أَحَدٌ» فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «لَقَدْ رَأَيْتُكَ تُخَالِجُنِي» أَوْ قَالَ: «تُنَازِعُنِي الْقُرْآنَ، مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ خَلْفَ إِمَامِهِ، فَقِرَاءَتُهُ لَهُ قِرَاءَةٌ»

3760 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ، بِمَرْوَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ صَلَاةِ الظُّهْرِ، أَوِ الْعَصْرِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَى قَوْلِهِ، «لَقَدْ رَأَيْتُكَ تُنَازِعُنِي، أَوْ تُخَالِجُنِي الْقُرْآنَ»، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ

- وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ بِعَيْنِهِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ صَلَّى، فَكَانَ مَنْ خَلْفَهُ يَقْرَأُ، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَاهُ عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ الرَّجُلُ، فَقَالَ: أَتَنْهَانِي عَنِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَتَنازَعَا، حَتَّى ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ»

3762 - قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: هَذَا الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ الْأَخِيرَةِ، قَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا،

3763 - وَرَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، مُرْسَلًا مُخْتَصَرًا

- وَرَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَلَيْثُ ابْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ»،

3765 - وَكُلُّ مَنْ تَابَعَهُمَا عَلَى ذَلِكَ أَضْعَفُ مِنْهُمَا، أَوْ مِنْ أَحَدِهِمَا

- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ، يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا مُوسَى الرَّازِيَّ الْحَافِظَ، عَنِ الْحَدِيثِ الْمَرْوِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ»، فَقَالَ: لَمْ يَصِحَّ فِيهِ عِنْدَنَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ، إِنَّمَا اعْتَمَدَ مَشَايِخُنَا فِيهِ الرِّوَايَاتِ عَنْ عَلِيٍّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَالصَّحَابَةِ

3776 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ح [ص: 81]

3777 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، لِأَبِي دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ» قُلْنَا: نَعَمْ، هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا»

3778 - لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْ مَكْحُولٍ، فَصَارَ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ مَوْصُولًا صَحِيحًا

3767 - قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَعْجَبَنِي هَذَا لَمَّا سَمِعْتُهُ، فَإِنَّ أَبَا مُوسَى، أَحْفَظُ مَنْ رَأَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، عَلَى أَدِيمِ الْأَرْضِ
3768 - قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: فَإِنْ صَحَّ شَيْءٌ مَنْ ذَلِكَ، فَفِيمَا رُوِّينَا فِي الْإِسْنَادِ الْأَوَّلِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، دَلَالَةٌ عَلَى السَّبَبِ الَّذِي وَرَدَ عَلَيْهِ هَذَا الْكَلَامُ،

3769 - وَقَدْ بَيَّنَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، وَقَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْقِصَّةِ،

3770 - وَهُوَ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ قِصَّةُ حَدِيثِ ابْنِ أُكَيْمَةَ بِعَيْنِهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا جَعَلَ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةً فِي قِرَاءَةِ السُّورَةِ، وَفِي الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ، دُونَ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ،
3771 - وَخَبَرُ عُبَادَةَ مُفَسَّرٌ، ذَكَرَ فِيهِ مَا نَهَى عَنْهُ، وَمَا أَمَرَ بِهِ، فَهُوَ أَوْلَى مِنْ غَيْرِهِ،

3772 - وَيُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ رِوَايَةُ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَحْفَظَ، لِمَوَافَقَتِهَا فِي الْقِصَّةِ الْأُولَى رِوَايَةَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَمُوَافَقَتِهَا سَائِرَ الرُّوَاةِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ فِي الْقِصَّةِ الْأُخْرَى، دُونَ ذِكْرِ جَابِرٍ فِيهَا، فَإِنَّ غَيْرَهُ رَوَاهَا مُرْسَلَةً،

3773 - ثُمَّ يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْقِصَّةُ الْأُخْرَى بَعْدَ الْأُولَى، لِمَعْرِفَةِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ، كَرَاهِيَةَ الْقِرَاءَةِ خَلْفَهُ، بِمَا شَهِدَ مِنْهُ فِي الْقِصَّةِ الْأُولَى،

3774 - ثُمَّ يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْقِصَّةُ الْأُخْرَى، هِيَ الْقِصَّةُ الَّتِي رَوَاهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، وَابْنُ أُكَيْمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِلَّا أَنَّ ابْنَ شَدَّادٍ، حَفِظَ فِيهَا إِنْكَارَ الصَّحَابِيِّ، وَالنَّهْيَ مُطْلَقًا، وَلَمْ يَحْفَظِ اسْتِثْنَاءَ الْفَاتِحَةِ،

3775 - وَعُبَادَةُ حَفِظَ إِنْكَارَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ خَلْفَهُ، ثُمَّ نَهْيُهُ عَنْهَا، وَأَمْرَهُ بِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ، وَإِخْبَارِهِ، بِأَنَّ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا، وَإِنْ كَانَتْ قِصَّةٌ أُخْرَى، فَحَدِيثُ عُبَادَةَ زَائِدٌ، فَهُوَ أَوْلَى، وَاللَّهُ أَعْلَمُ


- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ح [ص: 81]

3777 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَنِ، لِأَبِي دَاوُدَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: كُنَّا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفَ إِمَامِكُمْ» قُلْنَا: نَعَمْ، هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لَا تَفْعَلُوا إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا»

3778 - لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، فَذَكَرَ فِيهِ سَمَاعَ ابْنِ إِسْحَاقَ مِنْ مَكْحُولٍ، فَصَارَ الْحَدِيثُ بِذَلِكَ مَوْصُولًا صَحِيحًا

3779 - وَرِوَايَةُ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا صَلَاةَ، لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»، وَإِنْ كَانَتْ مُخْتَصَرَةً، فَهِيَ لِرِوَايَةِ ابْنِ إِسْحَاقَ شَاهِدَةٌ

3780 - وَقَدْ رَوَى زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، وَمَكْحُولٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ مَحْمُودٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ، يَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ، فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ فِي صَلَاتِكَ شَيْئًا قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: سَمِعْتُكَ تَقْرَأُ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ قَالَ: نَعَمْ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعْضَ الصَّلَوَاتِ، الَّتِي يُجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: «مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَقْرَأُ شَيْئًا، مِنَ الْقُرْآنِ، إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ» قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " وَأَنَا أَقُولُ: مَا لِي أُنَازَعُ الْقُرْآنَ، لَا يَقْرَأَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا، مِنَ الْقُرْآنِ، إِذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ، إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ "

3781 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْأَصْبَهَانِيُّ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَاعِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، وَأَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، فَذَكَرَهُ

3782 - قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ

3783 - قَالَ الشَّيْخُ أَحْمَدُ: وَرَوَاهُ أَيْضًا الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ،

3784 -
وَمَكْحُولٌ سَمِعَ هَذَا الْحَدِيثَ، مِنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَمِنِ ابْنِهِ نَافِعِ بْنِ مَحْمُودٍ، وَنَافِعُ بْنُ مَحْمُودٍ، وَأَبُوهُ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ، سَمِعَا مَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ [ص: 83]

3785 - قَالَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ، فِيمَا أَخْبَرَنَا بِهِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ عَنْهُ

3786 - وَفِي مُخْتَصَرِ الْبُوَيْطِيِّ، وَالرَّبِيعِ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي الْجَارُودِ: أَنَّهُ ذَكَرَ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ: «أَتَقْرَءُونَ، وَأَنَا أَقْرَأُ» فَأَجَابُوهُ بِشَيْءٍ قَالَ: «فَلْيَقْرَأْ أَحَدُكُمْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فِي نَفْسِهِ»

3787 - وَرُوِيَ أَيْضًا، عَنْ وهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، نَحْوَهُ

3788 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَمَّنْ شَهِدَ ذَاكَ قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: «تَقْرَءُونَ، وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ» قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي نَفْسِهِ أُمَّ الْكِتَابِ»،

3789 - تَابَعَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ

3790 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ص: 84] : «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ، وَالْإِمَامُ يُقِرَّأُ» قَالُوا: إِنَّا لَنَفْعَلُ قَالَ: «فَلَا تَفْعَلُوا، إِلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ، بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»

3791 - وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَشْجَعِيُّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ سُفْيَانَ،

3792 - وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَأَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ ثِقَةٌ، فَتَرْكُ ذِكْرِ أَسْمَائِهِمْ فِي الْإِسْنَادِ، لَا يَضُرُّ إِذَا لَمْ يُعَارِضْهُ مَا هُوَ أَصَحُّ مِنْهُ،

3793 - وَرَوَاهُ أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، فَأَرْسَلَهُ، وَالَّذِي وَصَلَهُ حُجَّةٌ،

3794 - وَرِوَايَةُ أَيُّوبَ لَهُ شَاهِدَةٌ، وَهِيَ فِي تَارِيخِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ مُؤَمَّلٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

3795 - قَالَ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، قُلْتُ لِأَبِي قِلَابَةَ: مَنْ حَدَّثَكَ هَذَا؟ قَالَ: «مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَائِشَةَ مَوْلَى لِبَنِي أُمَيَّةَ، كَانَ خَرَجَ مَعَ بَنِي مَرْوَانَ، حَيْثُ خَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ»

3796 - أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، فَذَكَرَهُ

3797 - وَاحْتَجَّ فِي مُخْتَصَرِ الْبُوَيْطِيِّ، وَصَاحِبَيْهِ، بِمَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ صَلَاةٍ، لَمْ يُقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ، فَهِيَ خِدَاجٌ» فَقَالَ لَهُ حَامِلُ حَدِيثِهِ هَذَا: إِنِّي أَكُونُ أَحْيَانًا خَلْفَ الْإِمَامِ قَالَ: «اقْرَأْ بِهَا يَا فَارِسِيُّ فِي نَفْسِكَ» [ص: 85]

3798 - وَأَبُو هُرَيْرَةَ حَمَلَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ أَوْلَى بِتَفْسِيرِهِ، لِأَنَّهُ قَدْ سَمِعَهُ مِنْهُ، وَقَدْ يَكُونُ شَهِدَ مِنْ تَفْسِيرِهِ، مَا لَمْ يُشْهِدْهُ غَيْرُهُ، مِمَّنْ لَمْ يَسْمَعْهُ، وَقَدْ مَضَى إِسْنَادُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِيمَا سَبَقَ

3799 - وَفِي رِوَايَةِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: قُلْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ: إِنِّي أَسْمَعُ قِرَاءَةَ الْإِمَامِ، فَقَالَ: يَا فَارِسِيُّ، أَوْ يَا ابْنَ الْفَارِسِيِّ، اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ

http://shamela.ws/browse.php/book-2863#page-1134

المجموع شرح المهذب للإمام النووي:
وَبِحَدِيثِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الْمَذْكُورِ فِي الْكِتَابِ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَرَاءَ إمَامِكُمْ قُلْنَا نَعَمْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لا تفعلوا لا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِهَا " رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيِّ وَالْبَيْهَقِيُّ وَغَيْرُهُمْ قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ إسْنَادُهُ حَسَنٌ وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ إسْنَادُهُ جَيِّدٌ لَا مَطْعَنَ فِيهِ (فَإِنْ قِيلَ) هَذَا الْحَدِيثُ من رواية محمد بن اسحق ابن سيار عن مكحول ومحمد بن اسحق مُدَلِّسٌ وَالْمُدَلِّسُ إذَا قَالَ فِي رِوَايَتِهِ (عَنْ) لَا يحتج به عند جميح الْمُحَدِّثِينَ (فَجَوَابُهُ) أَنَّ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيَّ رَوَيَاهُ بِإِسْنَادِهِمَا عن ابي اسحق قَالَ حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ
بِهَذَا فَذَكَرَهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي إسْنَادِهِ هَذَا إسْنَادٌ حَسَنٌ وَقَدْ عُلِمَ مِنْ قَاعِدَةِ الْمُحَدِّثِينَ أَنَّ الْمُدَلِّسَ إذَا رَوَى حَدِيثَهُ مِنْ طَرِيقَيْنِ قَالَ فِي إحْدَاهُمَا (عَنْ) وَفِي الْأُخْرَى (حَدَّثَنِي أَوْ أَخْبَرَنِي) كَانَ الطَّرِيقَانِ صَحِيحَيْنِ وَحُكِمَ بِاتِّصَالِ الْحَدِيثِ وَقَدْ حَصَلَ ذَلِكَ هنا رواه أَبُو دَاوُد مِنْ طُرُقٍ وَكَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيُّ
وَفِي بَعْضِهَا " صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ الصَّلَاةِ الَّتِي يَجْهَرُ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ لَا يَقْرَأَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إذَا جَهَرْتُ بِالْقِرَاءَةِ إلَّا بِأُمِّ الْقُرْآنِ " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ عَقِبَ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ عَنْ عبادة عن النبي صلي الله تعالى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَهُ شَوَاهِدُ ثُمَّ رَوَى أَحَادِيثَ شَوَاهِدَ لَهُ
(وَالْجَوَابُ) عَنْ الْأَحَادِيثِ الَّتِي احْتَجَّ بِهَا الْقَائِلُونَ بِإِسْقَاطِ الْقِرَاءَةِ بِهَا أَنَّهَا كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ وَلَيْسَ فِيهَا شئ صَحِيحٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْضُهَا مَوْقُوفٌ وَبَعْضُهَا مُرْسَلٌ وَبَعْضُهَا فِي رُوَاتِهِ ضَعِيفٌ أَوْ ضُعَفَاءُ
http://shamela.ws/browse.php/book-2186#page-1500

مكحول ليس مدلساً أصلاً بل هو كثير الإرسال:
#العالمالقول
1أبو بكر البيهقيلم يثبت سماعه من أبي الدرداء، وواثلة، وأبي أمامة، ومعاذ بن جبل
2أبو حاتم الرازيما أعلم بالشام أفقه منه
3أبو حاتم بن حبان البستيذكره في الثقات وقال: من فقهاء أهل الشام وربما دلس
4أبو سعيد بن يونس المصريفقيه عالم
5أبو عبد الله الحاكم النيسابوريأكثر روايته عن الصحابة حوالة
6أحمد بن صالح الجيليثقة
7إبراهيم بن يعقوب الجوزجانييتوهم عليه القدر، وهو سعى عليه
8ابن حجر العسقلانيثقة فقيه كثير الإرسال مشهور
9الذهبيفقيه الشام
10سبط ابن العجميمشهور بالإرسال عن جماعة لم يلقهم
11عبد الرحمن بن يوسف بن خراشصدوق، وكان يري القدر
12محمد بن سعد كاتب الواقديقال بعض أهل العلم: كان ضعيفا في حديثه ورأيه
13محمد بن عمار الموصليإمام أهل الشام
14يحيى بن معينكان يري القدر ثم رجع

وقد فصَل الحافظ ابن حجر من الذين أرسل عنهم ومن الذين لم يرسل عنهم

تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر:
مكحول
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وعن أبي بن كعب وثوبان وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وعائشة وأم أيمن وأبي ثعلبة الخشني مرسلا أيضا وعن أنس ووائلة بن الأسقع وأبي أمامة ومحمود بن الربيع وعبيد الله بن محيريز وعنبسة بن أبي سفيان وجبير بن نفير وسليمان بن يسار وشرحبيل بن السمط وطاووس وعراك بن مالك وكثير بن مرة ووقاص بن ربيعة وأبي سلام الأسود وأم الدرداء الصغرى وخلق
http://shamela.ws/browse.php/book-3310#page-4908



ابن إسحاق صرح بالتحديث والحديث لم يتفرد به ابن إسحاق حتى يقال يحتمل تفرده أم لا يحتمل
تلخيص الحبير للحافظ ابن حجر:
- (16) - حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: كُنَّا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ: «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ خَلْفِي؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ فَلَا تَفْعَلُوا إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْهَا» أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ فِي جُزْءِ الْقِرَاءَةِ وَصَحَّحَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عُبَادَةَ، وَتَابَعَهُ زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ وَغَيْرُهُ عَنْ مَكْحُولٍ، وَمِنْ شَوَاهِدِهِ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَامُ يَقْرَأُ؟ قَالُوا: إنَّا لَنَفْعَلُ، قَالَ: لَا إلَّا أَنْ يَقْرَأَ أَحَدُكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ» ، إسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ طَرِيقِ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسٍ، وَزَعَمَ أَنَّ الطَّرِيقَيْنِ مَحْفُوظَانِ، وَخَالَفَهُ الْبَيْهَقِيّ فَقَالَ: إنَّ طَرِيقَ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسٍ لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ.
http://shamela.ws/browse.php/book-21601#page-404

قال الإمام البخاري فى جزء القراءة خلف الإمام (صفحة 8):
فإن احتج أن النبي قال من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة
فقيل له هذا الخبر لم يثبت عند أهل العلم من أهل الحجاز وأهل العراق وغيرهم
http://ia600209.us.archive.org/18/it...q6076/6076.pdf


فتح الباري للحافظ ابن حجر:
وَاسْتَدَلَّ مَنْ أَسْقَطَهَا عَنِ الْمَأْمُومِ مُطْلَقًا كَالْحَنَفِيَّةِ بِحَدِيثِ مَنْ صَلَّى خَلْفَ إِمَامٍ فَقِرَاءَةُ الْإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ لَكِنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْحُفَّاظِ وَقَدِ اسْتَوْعَبَ طُرُقَهُ وَعَلَّلَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ
http://shamela.ws/browse.php/book-1673#page-1315






الخلاصة:
حديث جابر ضعفه الحفاظ
حديث عبادة صححه الحفاظ
وعلى افتراض صحة حديث جابر فحديث عبادة أولى منه كما بينه البيهقي

والله أعلم
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

القراءة خلف الإمام للحافظ البيهقي:

باب ذكر أخبار خاصة دالة على وجوب قراءة فاتحة الكتاب على المأموم وبيان المصطفى صلى الله عليه وسلم أن الصلاة لا تجزي دون قراءتها سواء كان المصلى إماما أو مأموما أو منفردا وسواء كانت الصلاة مما يجهر الإمام فيها بالقراءة أو لا يجهر بها
(1/100)

92 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا أبو زرعة الدمشقي ، ثنا أحمد بن خالد ، نا محمد بن إسحاق ، ح وأخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب أبو عمران موسى بن سهل أنبأ يزيد بن هارون ، عن محمد بن إسحاق ، عن مكحول ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ، فثقلت عليه القراءة فلما انصرف قال : « إني أراكم تقرأون وراء إمامكم » قال : قلنا : أجل والله يا رسول الله هذا قال : « فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » لفظ حديث أحمد وفي رواية يزيد قلنا : نعم يا رسول الله هذا وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي نا إبراهيم بن أبي طالب ، ثنا المؤمل بن هشام اليشكري ، ثنا إسماعيل بن علية ، عن محمد بن إسحاق ، ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا عبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهاني ، نا عبدان ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا ابن نمير ، نا محمد بن إسحاق ، ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا أبو يعلى ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا أبي ويزيد بن هارون ، ح قال أبو علي وحدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنبأ عبدة بن سليمان ، قالوا : ثنا محمد بن إسحاق ، ح وأخبرنا أبو علي الروزباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا النفيلي محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق فذكروا هذا الحديث بالإسناد الأول ومعناه وفي الباب عن يزيد بن أبي حبيب وحماد بن سلمة ومحمد بن أبي عدي وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعمر بن حبيب ، عن محمد بن إسحاق بن يسار
(1/101)

93 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا أبو أيوب سليمان بن الحسن العطار بالبصرة ثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري ، نا أبي وعمي ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني مكحول ، عن محمود ، عن عبادة بن الصامت ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فثقلت عليه القراءة ، أقبل علينا بوجهه فقال : « إني لأراكم تقرأون خلف إمامكم إذا جهر » قال : قلنا : أجل والله يا رسول الله قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنبأ علي بن عمر الحافظ ، ثنا ابن صاعد ، ثنا عبيد الله بن سعد ، ثنا عمي ، ثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، قال : حدثني مكحول ، بهذا وهذا إسناد صحيح ذكر فيه سماع محمد بن إسحاق من مكحول وأخرج محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله هذا الحديث في كتاب وجوب القراءة خلف الإمام عن أحمد بن خالد الوهبي ، عن محمد بن إسحاق ، واحتج بهوقال : رأيت علي بن عبد الله المديني يحتج بحديث ابن إسحاق قال : وقال علي عن ابن عيينة : ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق

(1/102)

94 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو أحمد بن فارس نا محمد بن إسماعيل حدثني علي بن عبد الله عن ابن عيينة قال : قال الزهري : « من أراد المغازي فعليه بمولى قيس بن مخرمة هذا » يريد محمد بن إسحاق قال ابن عيينة : ولم أر أحدا يتهم ابن إسحاق
(1/103)

95 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال : قال علي بن المديني : ابن إسحاق عندي ثقة ، ولم . عندي إلا روايته عن أهل الكتاب
(1/104)

96 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم نا نعيم بن حماد نا سفيان بن عيينة قال : « رأيت الزهري أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه فقال له : أين كنت ؟ فقال له ابن إسحاق : وهل يصل إليك أحد مع حاجبك (1) ؟ قال : فدعا حاجبه ، فقال له : لا تحجبه إذا جاء »
__________
(1) الحاجب : الحارس
(1/105)

97 - قال ابن عيينة : قال أبو بكر الهذلي : سمعت الزهري يقول : « لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق »
(1/106)

98 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا محمد بن يعقوب نا محمد بن علي الوراق نا عبيد بن يعيش نا يونس بن بكير قال : سمعت شعبة يقول : « محمد بن إسحاق أمير المحدثين فقيل له : لم ؟ فقال : لحفظه » رواه البخاري في التاريخ عن عبيد بن يعيش أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هاني نا إبراهيم بن أبي طالب نا حسن الزعفراني نا يزيد بن هارون قال : قال شعبة : لو كان لي سلطان لأمرت محمد بن إسحاق على المحدثين قال : وثنا إبراهيم بن أبي طالب نا الحلواني عن يحيى بن آدم حدثني أبو شهاب قال : قال لي شعبة : عليك بمحمد بن إسحاق فإنه حافظ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا نصر محمد بن أحمد بن يحيى السرخسي الفقيه يقول : سمعت أبا العباس الدغولي يقول : محمد بن إسحاق بن يسار إمام في المغازي صدوق في الرواية فهذا قول أئمتنا في محمد بن إسحاق ، فأما الذي يروى عن مالك بن أنس من وقوعه فيه فلشيء تكلم به ابن إسحاق في نسبه وكلام نقل إليه عنه وهو أنه يقول : اعرضوا علي علم مالك بن أنس فأنا بيطاره فكره ذلك مالك فتناول منه قال البخاري : لو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فقد يتكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها قال البخاري : وقال إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح : نهاني مالك عن شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في الموطأ وهما ممن يحتج بهما قال البخاري : ولم ينج كثير من الناس عن كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي وكلام الشعبي في عكرمة ، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة ، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وصحة قال : وقد روى عنه شعبة والثوري وابن إدريس وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وابن علية وعبد الوارث وابن المبارك وكذلك احتمله أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعامة أهل العلم قال : وقال لي علي بن عبد الله : نظرت في كتاب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين ويمكن أن يكونا صحيحين قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد فسرهما يعقوب بن سفيان عمن سمعه من علي قال : لم أعلم لابن إسحاق إلا حديثين منكرين : نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا نعس أحدكم يوم الجمعة » والزهري عن عروة ، عن زيد بن خالد : « إذا مس أحدكم فرجه » وهذان لم يروهما عن أحد وهذا فيما أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان فذكره قال الإمام أحمد رحمه الله : وإنما قال هذا علي بن المديني لأن الحديث الأول إنما روي عن عمرو بن دينار عن ابن عمر موقوفا ، ورواه ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر مرفوعا وقد وجدت هذا الحديث قد روي من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا
(1/107)

99 - أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا عبد الباقي بن قانع نا محمد بن نصر بن منصور الصائغ نا أحمد بن عمر الوكيعي نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا نعس أحدكم في الصلاة في المسجد يوم الجمعة فليتحول من مجلسه إلى غيره » وأما الحديث الثاني فلأنه مشهور بعروة عن بسرة بنت صفوان ، فرواه محمد بن إسحاق عن عروة عن زيد بن خالد الجهني وقد رواه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في مسنده عن محمد بن بكر البرساني ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن بسرة بنت صفوان ، وعن زيد بن خالد الجهني ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ » ورواه أيضا أحمد بن حنبل رحمه الله عن البرساني هكذا فخرج ابن إسحاق من عهدة الحديثين كما قال البخاري عن علي بن المديني : ويمكن أن يكونا صحيحين
(1/108)

100 - وأما الحكاية التي : أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا علي بن المديني قال : سمعت يحيى يعني القطان يقول : « قلت لهشام بن عروة : ابن إسحاق يحدث عن فاطمة بنت المنذر ؟ » فقال : أهو كان يصل إليها فقد أجاب عنها البخاري فقال : جائز أن تكتب إليه ؛ فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا ، وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب وهشام لم يشهد
(1/109)

101 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال : قد فتشت أحاديث محمد بن إسحاق الكثير فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف ولم يتخلف عن الرواية عنه الثقات والأئمة قال الإمام أحمد رحمه الله وقد تابع محمد بن إسحاق بن يسار على هذه الرواية عن مكحول غيره من ثقات الشاميين
(1/110)

102 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أحمد بن عمير الدمشقي ، نا موسى بن سهل الرملي ، نا محمد بن أبي السري ، نا يحيى بن حسان ، نا يحيى بن حمزة ، عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب إمام وغير إمام » وروي عن عبد الله بن عمرو بن الحارث عن محمود بن الربيع نحو رواية ابن إسحاق عن مكحول عن محمود
(1/111)

103 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا الحسن بن علي المعمري ، نا عمرو بن عثمان ، نا محمد بن حمير ، نا شعيب بن أبي حمزة ، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة ، أن محمودا صلى إلى جانبه فسمعه يقرأ وراء الإمام ، فسأله حين انصرف عن ذلك ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنا يوما فانصرف إلينا وقد غلط في بعض القرآن فقال : « هل قرأ معي منكم أحد ؟ » قلنا : نعم قال : « قد عجبت من هذا الذي ينازعني القرآن إذا قرأ الإمام فلا يقرأ معه أحد منكم إلا بأم القرآن » هكذا رواه جماعة عن عمرو بن عثمان الحمصي ، ورواه أيضا يحيى بن يحيى عن محمد بن حمير ، ورواه بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه
(1/112)

104 - كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن خالد بن خلي الحمصي ، نا بشر بن شعيب ، عن أبيه ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، أخبرني عبد الله بن عمرو بن الحارث ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، أن محمودا صلى إلى جنبه يوما فسمعه يقرأ وراء الإمام فذكره بمثله وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم : « قد عجبت قلت : من هذا ينازعني القرآن ؟ إذا قرأ الإمام فلا يقرأن أحد منكم معه إلا بأم القرآن » ورواه أيضا مقوية بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة
(1/113)

105 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ، نا إسحاق بن أحمد بن مهران الخزاز ، نا إسحاق بن سليمان الرازي ، نا معاوية بن يحيى ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن عبد الله بن عمرو بن الحارث ، عن محمود بن الربيع الأنصاري ، قال : قام إلى جنبي عبادة بن الصامت فقرأ مع الإمام وهو يقرأ ، فلما انصرف قلت : يا أبا الوليد ، تقرأ يسمع وهو يجهر بالقراءة ؟ قال : نعم ، إنا قرأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فغلط رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سبح فقال لنا حين انصرف : « هل قرأ معي أحد ؟ » قلنا : نعم قال : « قد عجبت قلت : من هذا الذي ينازعني القرآن ؟ إذا قرأ الإمام فلا تقرأوا معه إلا بأم القرآن ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » قال الإمام أحمد رحمه الله قد روينا هذا كما روي والاعتماد على ما مضى من رواية ابن إسحاق ومن تابعه ، وقد روي عن زيد بن واقد ، عن حرام بن حكيم ومكحول عن نافع بن محمود

(1/114)

106 - كما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان ، نا عبدان ، نا هشام بن عمار ، نا صدقة بن خالد ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا الحسين بن إدريس الأنصاري بهراة ، ومحمد بن العباس بن الوليد الدمشقي قالا : ثنا هشام بن عمار ، نا صدقة وهو ابن خالد الدمشقي عن زيد بن واقد ، عن حرام بن حكيم ، ومكحول ، عن نافع بن محمود بن ربيعة ، وفي رواية الحافظ وهو ابن الربيع الأنصاري ، عن عبادة بن الصامت وكان على إيليا فأبطأ عبادة عن صلاة الصبح ، فأقام أبو نعيم الصلاة وكان أول من أذن ببيت المقدس ، فجئت مع عبادة حتى صففنا مع الناس وأبو نعيم يجهر بالقراءة ، فقرأ عبادة بأم القرآن حتى ختمها ، وفي رواية الحافظ حتى فهمتها منه ، فلما انصرف قلت : سمعتك تقرأ بأم القرآن قال : نعم ، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلاة التي كان يجهر فيها بالقرآن فقال : « لا يقرأن أحد منكم إذا جهرت بالقراءة إلا بأم القرآن »

(1/115)

107 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أحمد بن عمير بن يوسف ، نا أحمد بن عبد الواحد الدمشقي ، نا مروان بن محمد ، نا الهيثم بن حميد ، أخبرني زيد بن واقد ، عن مكحول ، وحرام بن حكيم ، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري ، قال : كنت أغدو (1) إلى المسجد مع عبادة بن الصامت فأبطأ عبادة ذات يوم ، قال : فجئنا وأبو نعيم يصلي بالناس الصبح ، قال : فصففنا خلفه ، فسمعت عبادة يقرأ بفاتحة الكتاب ، فلما انصرف أبو نعيم قلت : يا أبا الوليد ، رأيتك تقرأ مع الإمام ولا أدري تعمدته أم سهوت ، قال : لم أنسه ولكن تعمدته ، صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة ، قال : فالتبست عليه القراءة ، فلما انصرف قال : « هل تقرأون معي ؟ قالوا : نعم ، قال : لا تفعلوا إلا بأم القرآن ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها » وهذا إسناد صحيح ورواته ثقات ، وقد أخرجه أبو داود السجستاني رحمه الله في كتاب السنن بعد حديث محمد بن إسحاق بن يسار عن الربيع بن سليمان الأزدي ، عن عبد الله بن يوسف ، عن الهيثم بن حميد ، عن زيد بن واقد عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري
__________
(1) الغدو : السير والذهاب والتبكير أول النهار
(1/116)

108 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ وهو الدارقطني نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا محمد بن إسحاق ، نا عبد الله بن يوسف التنسي ، نا الهيثم بن حميد ، أخبرني زيد بن واقد ، عن مكحول ، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري ، قال نافع : أبطأ عبادة عن صلاة الصبح ، فأقام أبو نعيم المؤذن الصلاة ، فذكر هذا الحديث وفي آخره عن النبي صلى الله عليه وسلم : « فلا تقرءوا بشيء من القرآن إذا جهرت إلا بأم القرآن » قال أبو الحسن الدارقطني : كلهم ثقات قال الإمام أحمد رحمه الله وروى عن يزيد بن يزيد بن جابر الدمشقي عن مكحول عن نافع بن محمود بن الربيع نحو حديث زيد بن واقد عن مكحول
(1/117)

109 - أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي ، نا عبيد الله بن سعيد بن كثير بن عفير ، حدثني أبي ، حدثني إبراهيم بن أبي يحيى ، عن يزيد بن يزيد بن جابر ، عن مكحول ، عن نافع بن محمود ، عن عبادة بن الصامت ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يقرأن أحدكم مع الإمام إلا بأم القرآن » قال : لنا أبو عبد الله : قال أبو علي الحافظ : مكحول سمع هذا الحديث من محمود بن الربيع ومن ابنه نافع بن محمود بن الربيع ، ونافع بن محمود وأبوه محمود بن الربيع سمعاه من عبادة بن الصامت رضي الله عنه
(1/118)

110 - أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو علي ، قال : سمعت أحمد بن عمير ، يقول : سمعت موسى بن سهل الرملي ، وهو أخو علي بن سهل يقول : « سمع مكحول من محمود بن الربيع ومن نافع بن محمود بن الربيع »
(1/119)

111 - قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد غلط الوليد بن مسلم في إسناده فرواه كما : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمروالدمشقي نا الوليد بن عتبة نا الوليد بن مسلم حدثني غير واحد منهم سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن محمود عن أبي نعيم أنه سمع عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « هل تقرأون في الصلاة معي ؟ » قلنا : نعم قال : « فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب » قال الإمام أحمد رحمه الله : أبو نعيم كان المؤذن ، والراوي عن عبادة محمود بن الربيع فغلط فيه الوليد وقد ذكرنا رواية زيد بن واقد التي فيها بيان ذلك ، ورواه جماعة من علماء الشام عن مكحول عن عبادة بن الصامت مرسلا منهم النعمان بن المنذر وسعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء بن زبر ومحمد بن الوليد الزبيدي

(1/120)

112 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أبو الأزهر جماهر بن محمد الغساني بدمشق نا هشام بن عمار ، نا يحيى بن حمزة ، نا النعمان بن المنذر ، عن مكحول ، أن عبادة بن الصامت ، قام في الناس فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بنا فجهر بالقران فلبست عليه القراءة فلما انصرف قال : « هل تقرأون خلف الإمام إذا جهر ؟ » قالوا : نعم نهذ القرآن هذا (1) قال : « عجبت أنازع القرآن » وقال : « لا تقرأوا إذا جهر الإمام إلا بأم القرآن ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن » وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي ، نا علي بن سهل الرملي ، ثنا الوليد بن مسلم ، ح وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا علي بن سهل الرملي ، حدثنا الوليد ، عن ابن جابر ، وسعيد بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء ، عن مكحول ، عن عبادة ، نحو حديث الربيع بن سليمان
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة

(1/121)

113 - وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا محمد بن عمرو بن عثمان الهروي ، بتنيس وأحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قالا : ثنا كثير بن عبيد ، نا بقية بن الوليد ، عن الزبيدي ، عن مكحول ، عن عبادة ، سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هل تقرأون القرآن معي وأنا في الصلاة ؟ » قالوا : نعم يا رسول الله نهذه هذا (1) أو قال : ندرسه درسا قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن سرا في أنفسكم » وروي في ذلك عن رجاء بن حيوة مرسلا وموقوفا
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة
(1/122)

114 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا أحمد بن عبيد الله الدارمي ، بأنطاكية نا علي بن بكار المصيصي ، ثنا أبو إسحاق الفزاري ، عن الأوزاعي ، حدثني عمر بن سعد ، حدثني رجاء بن حيوة ، عن عبادة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هل تقرأون القرآن إذا كنتم معي في الصلاة ؟ » قال : قلنا : نعم يا رسول الله قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن » وقد قيل : عن الأوزاعي ، عن عمرو بن سعد ، عن عمرو بن شعيب ، عن عبادة بن الصامت
(1/123)

115 - أخبرناه أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عوف ، نا أبو المغيرة ، نا الأوزاعي ، حدثني عمرو بن سعد ، عن عمرو بن شعيب ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه : « تقرأون القرآن إذا كنتم معي في الصلاة ؟ » قالوا : نعم يا رسول الله نهذه هذا (1) قال : « لا تفعلوا إلا بأم القرآن » والروايتان صحيحتان ؛ فقد رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ، عن عمرو بن سعد عنهما
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة
(1/124)

116 - كما أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنبا أبو محمد بن حيان الأصبهاني ، نا أبو بكر بن أبي داود ، نا يزيد بن عبد الله بن زريق ، نا الوليد ، نا أبو عمرو يعني الأوزاعي ، حدثني عمرو بن سعد ، نا رجاء بن حيوة ، وعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن عبادة بن الصامت ، قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : « أتقرأون القرآن إذا كنتم معي في الصلاة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله نهذه هذا (1) قال : » فلا تفعلوا إلا بأم القرآن « وروي ذلك عن الأوزاعي موصولا
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة
(1/125)

117 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا الحسين بن علي الحافظ ، نا أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي ، نا الحسن بن علي بن عياش الحمصي ، ثنا منبه بن عثمان ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن سعد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن عبادة بن الصامت ، قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال : « أتقرأون القرآن إذا كنتم معي في الصلاة ؟ » قالوا : نعم يا رسول الله نهذه هذا (1) قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن » وقيل عن الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، عن رجاء بن حيوة ، عن عبادة وقيل عنه عن جسر بن الحسن ، عن رجاء وقيل عنه عن مكحول ، عن رجاء ، عن عبد الله بن عمرو والمحفوظ ما ذكرنا إسناده ، وقيل عن رجاء بن حيوة ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت موقوفا
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة
(1/126)

118 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي الحافظ ، نا عبد الله بن محمد الأزدي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، أنا عيسى بن يونس ، عن ابن عون ، عن رجاء بن حيوة ، عن محمود بن الربيع ، قال : صلينا صلاة وإلى جنبي عبادة بن الصامت فقرأ بأم القرآن فلما انصرف قلت : له : يا أبا الوليد ، ألم أسمعك قرأت بفاتحة الكتاب ؟ قال : بلى ؛ إنه لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب فهذا حديث سمعه مكحول الشامي وهو أحد أئمة أهل الشام من محمود بن الربيع ونافع بن محمود كلاهما عن عبادة بن الصامت ، وسمعه حرام بن حكيم من نافع بن محمود عن عبادة ، وسمعه رجاء بن حيوة وهو أحد أئمة أهل الشام من محمود بن الربيع عن عبادة إلا أن من شأن أهل العلم في الرواية أن يروى الحديث مرة فيوصله ويرويه أخرى فيرسله حتى إذا سئل عن إسناده فحينئذ يذكره ويكون الحديث عنده مسندا وموقوفا فيذكره مرة مسندا ومرة موقوفا والحجة قائمة بموصوله وموقوفه وفي وصل من وصله دلالة على صحة مخرج حديث من أرسله ، وإرسال من أرسله شاهد لصحة حديث من وصله وفي كل ذلك دلالة على انتشار هذا الحديث عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم مسندا ، ثم من فتواه به موقوفا وإنما تعجب من تعجب من قراءته خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة لذهاب من ذهب إلى ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة حين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما لي أنازع القرآن ولم يسمع استثناء النبي صلى الله عليه وسلم قراءة فاتحة الكتاب سرا وقوله صلى الله عليه وسلم : فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها وسمعه عبادة بن الصامت وأتقنه وأداه وأظهره فوجب الرجوع إليه في ذلك قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله فيما قرأته من كتابه : والذي زاد مكحول وحرام بن حكيم ورجاء بن حيوة عن ابن الربيع عن عبادة فهو تبع لما روى الزهري قال : حدثني محمود بن الربيع أن عبادة أخبره عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني قوله : لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب وقد مضى ذكره

(1/127)

119 - وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكي ، ثنا أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي ثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن يحيى الصفار والد إبراهيم الصيدلاني ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى وأبو الطيب محمد بن أحمد الذهلي قالوا : ثنا محمد بن سليمان بن فارس ، حدثني أبو إبراهيم محمد بن يحيى الصفار وكان جارنا ثنا عثمان بن عمر ، عن يونس ، عن الزهري ، عن محمود بن الربيع ، عن عبادة بن الصامت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام » قال أبو الطيب : قلت لمحمد بن سليمان : خلف الإمام قال : خلف الإمام وهذا إسناد صحيح والزيادة التي فيه كالزيادة التي في حديث مكحول وغيره فهي عن عبادة بن الصامت صحيحة ومشهورة من أوجه كثيرة ، وعبادة بن الصامت رضي الله عنه من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفقهائهم

(1/128)

120 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن عبيد الله بن المنادي ، نا يزيد بن هارون ، أنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : « كان عبادة بن الصامت بدريا عقبيا (1) أحد نقباء الأنصار وكان بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يخاف في الله لومة (2) لائم » أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن أنا أبو سهل بن زياد القطان ، نا عبد الكريم بن الهيثم ، نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزهري ، أخبرني أبو إدريس الخولاني ، أن عبادة بن الصامت ، وقد شهد بدرا وهو أحد النقباء ليلة العقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وحوله عصابة من أصحابه فذكر الحديث
__________
(1) العقبي : من بايع النبي على الإسلام في بيعة العقبة
(2) اللوم : العذل والتعنيف
(1/129)

121 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو عمرو بن السماك ، نا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله وهو أحمد بن حنبل قال : سمعت سفيان بن عيينة ، فذكر النقباء وذكر فيهم عبادة بن الصامت ثم قال أحمد : قال سفيان : « عبادة عقبي بدري أحدي شجري (1) وهو نقيب (2) » وروينا في كتاب المدخل عن جنادة بن أبي أمية أنه قال : دخلت على عبادة بن الصامت وكان قد تفقه في دين الله عز وجل
__________
(1) الشجري : هو من بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة
(2) النقيب : كالعريف على القوم المقدم عليهم الذي يتعرف أخبارهم وينقب ويفتش عن أحوالهم
(1/130)

باب ذكر الشواهد التي تشهد لرواية عبادة بن الصامت رضي الله عنه في استثناء قراءة فاتحة الكتاب بالصحة مع استغنائها عن الشواهد

(1/131)

122 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه نا أبو الأحوص محمد بن الهيثم قراءة عليه نا أبو توبة الربيع بن نافع ، عن عبيد الله بن عمرو ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار ، نا محمد بن الفضل بن رجاء ، نا يحيى بن يوسف ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل على القوم بوجهه وقال : « أتقرأون في صلاتكم والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا ، فقالها ثلاث مرات ، فقال قائل أو قائلون : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » احتج به البخاري في جملة ما احتج به في كتاب القراءة خلف الإمام فرواه عن يحيى بن يوسف الذمي هذا

(1/132)

123 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني ، أنا أبو محمد بن حيان ، أنا أبو يعلى ، نا مخلد بن أبي زميل ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو علي الحافظ ، ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا مخلد بن أبي زميل ، ثنا عبيد الله بن عمرو ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ ، نا محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث الواسطي ، نا عبد السلام بن عبد الحميد ، نا عبيد الله بن عمرو ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن عبد الله بن قريش ، نا الحسن بن سفيان ، نا حميد بن قتيبة ، نا عبد الله بن جعفر ، ح وأخبرنا أبو عبد الله ، قال : أنبأني أبو يحيى السمرقندي ، أن محمد بن نصر ، حدثهم نا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، عن عبد الله بن جعفر الرقي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال : « أتقرأون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا ، فقالها ثلاث مرات فقال قائل وقال قائلون : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم فاتحة الكتاب في نفسه » وفي إجماع هؤلاء الرواة الثقات عن عبيد الله بن عمرو على رواية هذا الحديث بتمامه دليل على تقصيه يوسف بن عدي في روايته حيث انتهى بالرواية إلى قوله : فلا تفعلوا ولم يذكر ما بعده من الأمر بقراءة فاتحة الكتاب في نفسه وهو فيما أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ الحسن بن الفرج الغزي ، نا يوسف بن عدي ، نا عبيد الله بن عمرو فذكر بنقصان هذا الاستثناء وهو تقصير منه وسهو سها فيه وليس هذا من النقصان الذي يتجوزه في الخبر بعض الرواة فإنه يغير الحكم الذي هو مقصود صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم بالنهي عن القراءة خلف الإمام واستثناء قراءة الفاتحة سرا في نفسه ومثل هذا النقصان لا يجوز بحال وبالله التوفيق
(1/133)

124 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا محمد بن الحسن بن حرب الرقي بالأردن من كتابه نا سليمان بن عمر الأقطع الرقي ، نا إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال : « أتقرأون في صلاتكم والإمام يقرأ ؟ » قال : فسكتوا حتى قالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون : إنا لنقرأ قال : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » قال أبو علي : لم أكتبه إلا عن هذا الشيخ من كتابه قال الإمام أحمد رحمه الله : وقصر إسناده جماعة فرووه عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
(1/134)

125 - منهم حماد بن زيد : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو الربيع الزهراني ، نا حماد بن زيد ، نا أيوب ، نا أبو قلابة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما بأصحابه صلاة الصبح ثم أقبل على القوم بوجهه فقال : « هل تقرأون في صلاتكم والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا فأعاد ذلك عليهم مرتين أو ثلاثا ، فقال قائل أو قائلون : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه »
(1/135)

126 - ومنهم حماد بن سلمة : أخبرناه أبو الحسن ، علي بن أحمد المقرئ ببغداد أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا أبو سلمة ، نا حماد ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا يحيى بن منصور القاضي ، نا أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء بن السندي نا هدبة بن خالد ، نا حماد بن سلمة ، قال : وأخبرني أبو الطيب الكلابيسي ، نا أحمد بن محمد بن الحسين ، نا شيبان بن فروخ ، نا حماد ، نا أيوب ، عن أبي قلابة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لعل أحدكم يقرأ خلف الإمام والإمام يقرأ ؟ » فقال رجل : إنا لنفعل ذلك قال : « فلا تفعلوا ولكن ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب »
(1/136)

127 - ومنهم عبد الوارث بن سعيد : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو أحمد الدارمي ، نا محمد بن إسحاق ، نا بشر بن هلال ، نا عبد الوارث بن سعيد ، نا أيوب ، عن أبي قلابة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لعل أحدكم يقرأ خلف الإمام والإمام يقرأ » فقال رجل : إنا لنفعل ذلك قال : « فلا تفعلوا ولكن ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب » ورواه أيضا إبراهيم بن أبي طالب وغيره عن مؤمل بن هشام ، عن إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمرو بن زرارة ، عن سفيان بن عيينة ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم
(1/137)

128 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو علي الحافظ ، ح وأخبرنا أبو سعد الماليني ، أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، قالا : ثنا عبدان الأهوزي ، ثنا داهر بن نوح ، نا عليلة ، نا أيوب السختياني ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل علينا بوجهه فقال : « أتقرأون خلف الإمام بشيء ؟ فقال بعضهم : نقرأ وقال بعضهم : لا نقرأ فقال : » اقرأوا بفاتحة الكتاب « وأخبرنا أبو سعد ، أنا أبو أحمد ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، نا محمود بن آدم ، نا الفضل بن موسى ، عن عليلة ، فذكره نحوه قال أبو علي وأبو أحمد : أخطأ فيه عليلة وهو الربيع بن بدر على أيوب إنما هو عن أيوب ، عن أبي قلابة ، ولأبي قلابة الجرمي رحمه الله فيه إسناد آخر
(1/138)

129 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثني علي بن حمشاذ ، نا يزيد بن الهيثم ، نا إبراهيم بن أبي الليث ، نا الأشجعي ، عن سفيان ، ح وأخبرنا أبو عبد الله ، قال : وأنا أبو بكر بن إسحاق ، نا محمد بن غالب ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن محمد بن أبي عائشة ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لعلكم تقرءون والإمام يقرأ » ؟ قالوا : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا إلا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب » وكذلك رواه عبد الرزاق بن همام وعبد الله بن الوليد العدني ومخلد بن يزيد عن سفيان الثوري وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن الوليد ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن خالد الحذاء ، فذكره بإسناده نحوه غير أنه قال : إلا أن يقرأ أحدكم فاتحة الكتاب في نفسه وقال عن محمد بن أبي فلان عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا ثقة ومحمد بن أبي عائشة مولى لبني أمية ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي من أكابرالتابعين وفقهائهم وهذا الحديث رواه هكذا بشر بن المفضل وإسماعيل بن علية عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال عبد الوهاب : عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم وقال يزيد : عمن شهد ذلك وهذا حديث صحيح ، احتج به محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله في جملة ما احتج به في هذا الباب أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنا إبراهيم بن عبد الله ، نا محمد بن سليمان ، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا مؤمل ، نا إسماعيل ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة قال إسماعيل : عن خالد الحذاء قلت : لأبي قلابة : من حدثك هذا ؟ قال محمد بن أبي عائشة مولى أمية : كان خرج مع بني مروان حيث خرجوا من المدينة

(1/139)

130 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن علي المقرئ ، نا أبو عيسى الترمذي ، نا ابن أبي عمر ، عن سفيان بن عيينة ، قال : ذكر أيوب أبا قلابة فقال : كان والله من الفقهاء ذوي الألباب
(1/140)

131 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد بن أيوب ، عن مسلم بن يسار ، قال : « لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبذ موبذان »
(1/141)

132 - وبإسناده عن أيوب ، عن أبي قلابة قال : « قمت بالمدينة ثلاثا وما لي بها حاجة إلا رجل كان في ضيعة (1) له وبلغني عنه حديث انتظرته أن يقدم فأسأله عنه »
__________
(1) الضيعة : العمل النافع المربح كالتجارة والصناعة وغيرهما من الحرف
(1/142)

133 - شاهد آخر : أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي نا عبد الله بن حماد الآملي ، نا سليمان بن عبد الرحمن ، نا عبد الرحمن بن سوار ، قال : كنت جالسا عند عمرو بن ميمون بن مهران فقال له رجل من أهل الكوفة : يا أبا عبد الله ، بلغني أنك تقول : من لم يقرأ خلف الإمام بأم القرآن فصلاته خداج قال عمرو : صدق ، حدثني أبي ميمون بن مهران ، عن أبيه مهران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من لم يقرأ بأم الكتاب خلف الإمام فصلاته خداج (1) »
__________
(1) الخداج : النقصان

(1/143)

134 - شاهد آخر : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي نا مسدد ، عن عبد الوارث ، عن عبد الله هو ابن سوادة القشيري عن رجل من أهل البادية عن أبيه وكان أبوه أسيرا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال : سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : « كل صلاة لا يقرأ فيها فاتحة الكتاب فهي خداج (1) لم تقبل »
__________
(1) الخداج : النقصان

(1/144)

135 - وأخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو علي الحافظ ، نا سفيان بن محمد ، نا أبو حاتم الرازي ، نا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن الحجاج المنقري ، نا عبد الوارث ، نا عبد الله بن سوادة القشيري ، عن رجل من أهل البادية عن أبيه ، وكان ، أبوه أسيرا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : لأصحابه : « تقرأون خلفي القرآن ؟ » فقالوا : يا رسول الله ، نهذه هذا (1) قال : « لا تقرأوا إلا بفاتحة الكتاب »
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة

(1/145)

136 - شاهد آخر : أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أنا علي بن محمد المصري ، نا مالك بن يحيى ، نا يزيد بن هارون ، أنا سليمان التيمي ، ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، نا يوسف بن يعقوب القاضي ، نا محمد بن أبي بكر ، نا يزيد بن هارون ، أنا سليمان التيمي ، قال : حدثت عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « أتقرأون خلفي » ؟ قلنا : نعم قال : « فلا تفعلوا إلا بفاتحة القرآن » وفي رواية ابن بشران قالوا : نعم قال : « فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب »

(1/146)

137 - شاهد آخر : أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، حدثني سليمان بن سلمة الحمصي ، نا المؤمل بن عمر أبو قعنب القيني ، نا يوسف أبوعنبسة خادم أبي أمامة قال : سمعت أبا أمامة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من لم يقرأ خلف الإمام فصلاته خداج (1) »
__________
(1) الخداج : النقصان

(1/147)

138 - شاهد آخر : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا أبو محمد بن حيان ، نا ابن بحر ، نا عباس بن عبد العظيم ، نا النضر بن محمد ، نا عكرمة يعني ابن عمار ، نا عمرو يعني ابن سعد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أتقرأون خلفي » ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، إنا لنهذه هذا (1) قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن » رواه البخاري في كتاب القراءة خلف الإمام عن شجاع بن الوليد ، عن النضر
__________
(1) الهذ : سرعة القطع والقراءة

(1/148)

139 - وأخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الأصبهاني بالري ، نا أبو حاتم الوسقندي ، أنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، أنا عبد الرزاق ، عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا كنت مع الإمام فاقرأ بأم القرآن قبله إذا سكت »

(1/149)

140 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، أنا الحسن بن سفيان ، نا هشام بن عمار ، نا صدقة ، نا المثنى يعني ابن الصباح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : « من صلى صلاة مكتوبة أو سبحة (1) فليقرأ فيها بأم القرآن وقرآن معها فإذا انتهى إلى أم القرآن أجزأت عنه (2) ، ومن كان مع الإمام فليقرأ بأم القرآن قبله إذا سكت ، ومن صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج (3) فهي خداج »
__________
(1) السبحة : صلاة النافلة وما يتطوع المؤمن بالقيام به تقربا لله تعالى
(2) أجزأ : كفى وأغنى
(3) الخداج : النقصان

(1/150)

141 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو علي الحافظ ، أنا أبو يعلى الموصلي أنا كامل بن طلحة ، نا ابن لهيعة ، نا عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : « من صلى صلاة مكتوبة فليقرأ بأم القرآن وقرآن معها فإذا انتهى إلى أم الكتاب فقد أجزأت (1) عنه ، ومن كان مع الإمام فليقرأ قبله إذا سكت ، ومن صلى صلاة فلم يقرأ فيها فهي خداج (2) فهي خداج » ثلاث مرات
__________
(1) أجزأ : قضى وأغنى وكفى
(2) الخداج : النقصان

(1/151)

142 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قراءة عليه نا علي بن حمشاذ العدل ، نا محمد بن موسى النهرتيري ، نا أيوب بن محمد الوزان ، نا فيض بن إسحاق الرقي ، نا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى صلاة مكتوبة مع الإمام فليقرأ بفاتحة الكتاب في سكتاته ومن انتهى إلى أم القرآن فقد أجزأه (1) »
__________
(1) أجزأ : قضى وأغنى وكفى

(1/152)

143 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أبو محمد بن صاعد ، أن محمد بن أبي موسى النهرتيري ، حدثهم فذكره وخالفه ، غيره فرواه : عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى صلاة مكتوبة أو تطوعا فليقرأ فيها بأم الكتاب وسورة معها فإن انتهى إلى أم الكتاب فقد أجزأ ، ومن صلى صلاة مع إمام يجهر فليقرأ بفاتحة الكتاب في بعض سكتاته ، فإن لم يفعل فصلاته خداج (1) غير تمام » أخبرناه أبو بكر الأصبهاني ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمد بن مخلد ، نا العباس بن محمد الدوري ، نا محمد بن عبد الوهاب ، نا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير ، فذكره ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وإن كان غير محتج به وكذلك بعض من تقدم ممن رواه عن عمرو بن شعيب فلقراءة المأموم فاتحة الكتاب في سكتة الإمام شواهد صحيحة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده خبرا عن فعلهم ، وعن أبي هريرة وغيره من فتواهم ، ونحن نذكرها إن شاء الله في ذكر أقاويل الصحابة رضي الله عنهم
__________

http://islamport.com/d/1/ajz/1/186/596
 

أحمد محمد عوض

:: مخضرم ::
إنضم
4 مايو 2013
المشاركات
1,508
التخصص
صيدلة
المدينة
اسكندرية
المذهب الفقهي
شافعى
رد: سؤال: هل هناك دليل على عدم قراءة الفاتحة إذا كان الإمام يقرأها ؟

القراءة خلف الإمام للحافظ البيهقي:

باب ذكر أخبار يحتج بها من زعم أن لا قراءة خلف الإمام بحال
(1/330)

ذكر خبر ورد فيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وبيان علته
(1/331)

292 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الله أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى قال : قرأ علي بشر بن الوليد عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن جابر بن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من صلى خلف الإمام فإن قراءته له قراءة »
(1/332)

293 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنا أبو عروبة الحراني ، نا محمد بن الحارث الحراني ، ثنا محمد بن الحسن ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل خلفه يقرأ فنهاه رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف تنازعا فقال : أتنهاني عن القراءة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فتنازعا حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » هذا حديث رواه جماعة من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله عنه موصولا وخالفهم عبد الله بن المبارك الإمام فرواه عنه مرسلا
(1/333)

294 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو محمد الحسن بن حليم الصائغ ، أنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه أنا عبدان بن عثمان ، أنا عبد الله بن المبارك ، أنا سفيان ، وشعبة ، وأبو حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » وأخبرنا أبو عبد الله ، أخبرني أبو صالح خلف بن محمد نا أبو هارون ، نا عبد الكريم السكري ، نا علي بن الحسن بن شقيق ، أنا عبد الله بن المبارك ، عن سفيان ، وشعبة ، وأبي حنيفة فذكره نحوه مرسلا وهكذا روي عن زفر بن الهذيل في أصح الروايتين عنه عن أبي حنيفة مرسلا ، ورواه يونس بن بكر عن أبي حنيفة ، والحسن بن عمارة ، موصولا
(1/334)

295 - أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن عبد الله بن قريش ، نا الحسن بن سفيان بن عامر ، نا عقبة بن مكرم ، نا يونس بن بكير ، نا أبو حنيفة ، والحسن بن عمارة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن جابر بن عبد الله ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه الظهر والعصر ، فلما انصرف قال : « من قرأ خلفي بـ سبح اسم ربك الأعلى ؟ فلم يتكلم أحد ، فردد ذلك ثلاثا ، فقال رجل : أنا يا رسول الله قال : » لقد رأيتك تخالجني أو قال : تنازعني القرآن ، من صلى منكم خلف إمام فقراءته له قراءة « هكذا رواه يونس بن بكير عنهما والحسن بن عمارة متروك جرحه شعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة فمن بعدهما من أئمة أهل الحديث وروى عن طلحة رجل مجهول عن موسى بن أبي عائشة موصولا
(1/335)

296 - كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحافظ ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ، نا ابن وهب ، حدثني الليث بن سعد ، عن طلحة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبي الوليد ، عن جابر ، أن رجلا صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر يعني فقرأ ، فأومى (1) إليه رجل فنهاه فأبى (2) ، فلما انصرف قال : أتنهاني أن أقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتذاكرا ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « » من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة « »
__________
(1) الإيماء : الإشارة بأعضاء الجسد كالرأس واليد والعين ونحوه
(2) أبى : رفض وامتنع
(1/336)

297 - وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة أن أبا علي الحافظ ، أخبرهم نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، بهذا الإسناد عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن جابر بن عبد الله ، أن رجلا قرأ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بـ سبح اسم ربك الأعلى فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من صلى منكم بـ سبح اسم ربك الأعلى ؟ » فسكت القوم فسألهم ثلاثا كل ذلك يسكتون ، قال : رجل : أنا ، فقال : « قد علمت أن بعضكم خالجنيها (1) » أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قال أبو علي الحافظ : هكذا كتبناه وهو خطأ إنما هو عن الليث بن سعد ، عن يعقوب بن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد ، عن أبي الوليد ، عن جابر يعني القصة الأولى وأما القصة الأخرى فإنها بهذا الإسناد دون ذكر أبي الوليد في إسناده قال أبو علي : والوهم من عبد الملك بن شعيب
__________
(1) خالجنيها : جاذبنيها ونازعنيها
(1/337)

298 - قال الإمام أحمد رحمه الله : والدليل على صحة ما قال أبو علي الحافظ رحمه الله أن أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه قال : أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ نا أبو بكر النيسابوري نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي نا الليث بن سعد ، عن يعقوب ، عن النعمان وهو أبو حنيفة رحمه الله ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد بن الهاد أن رجلا قرأ خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح اسم ربك الأعلى فلما انصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ منكم سبح اسم ربك الأعلى ؟ فسكت القوم فسألهم ثلاث مرات كل ذلك يسكتون ، ثم قال : رجل : أنا قال : » قد علمت أن بعضكم خالجنيها (1) «
__________
(1) خالجنيها : جاذبنيها ونازعنيها
(1/338)

299 - قال عبد الله بن شداد ، عن أبي الوليد ، عن جابر بن عبد الله أن رجلا قرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فأومأ إليه رجل فنهاه ، فلما انصرف قال : أتنهاني أن أقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتذاكرا ذلك حتى سمع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى خلف الإمام فإن قراءته له قراءة » قال لنا أبو بكر : قال أبو الحسن الدارقطني : أبو الوليد هذا مجهول قال الإمام أحمد رحمه الله : هذا هو الصحيح عن الليث بن سعد عن يعقوب ، وكذلك رواه خلف بن أيوب ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، والحكم بن أيوب ، عن زفر ، عن أبي حنيفة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن أبي الوليد ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مختصرا في قراءة الإمام له قراءة وفي رواية الليث بن سعد وهو أحد الأئمة عن يعقوب بن أبي يوسف دليل على أن قصة سبح اسم ربك الأعلى إنما رواها أبو حنيفة عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد عن جابر وليس فيها أن « قراءته له قراءة » وهي القصة التي رواها عمران بن حصين ، ونحن نذكرها إن شاء الله وأما القصة التي فيها « فإن قراءته له قراءة » فإن أبا حنيفة إنما رواها عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد ، عن أبي الوليد عن جابر وهو رجل مجهول كما قال : الدارقطني رحمه الله ولا تقوم به حجة ومن روى هذا الحديث عن أبي بكر الحارثي عن الدارقطني وأسقط من إسناده أبا الوليد أو رواه عن الحاكم أبي عبد الله عن أبي علي الحافظ وأسقط من إسناده ابن شداد وأوهم أن أبا الوليد كنية ابن شداد فإنه لم يسلك سبيل الصدق في رواية الحديث ، وله من إسقاط بعض المتون ليستقيم له ما يقصده من الاحتجاج أشباه كثيرة لا أحب ذكرها والله يعصمنا من أمثال ذلك بفضله ورحمته وروى أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام هذا الحديث عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، كما رواه أبو بكر بن زياد النيسابوري وهو أحد الأئمة في الفقه والحديث ثم قال ابن خزيمة : أبو الوليد مجهول لا يدرى من هو كما قال : الدارقطني قال : وفي قصة سبح اسم ربك الأعلى دليل على أن الرجل قرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم سبح اسم ربك الأعلى جهرا لا خفيا لأن في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قرأ منكم سبح اسم ربك الأعلى ؟ فإن كان كره قراءة الرجل خلفه فإنما كره جهره بالقراءة ومخالجته قراءته وأما خبر أبي الوليد عن جابر ففيه أنه أومأ إليه رجل ، والعراقيون ينهون عن الإيماء في الصلاة بما يفهم عن المومئ ، ومن أبو الوليد فيحتج به على أخبار ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويترك له النظر والمقاييس ؟ قال : وذكر جابر في هذا الخبر خطأ فاحش قال أحمد : وكذلك ذكر أبي الوليد قبله إنما الخبر عن عبد الله بن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أهل العلم وحفاظهم ومتقنوهم وأهل المعرفة بالأخبار عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا شعبة بن الحجاج عالم أهل زمانه بالحديث وسفيان الثوري إمام أهل العراق في الحديث ومتقنهم وحافظهم ولم يكن بالعراقين في عصرهما مثلهما في حفظ الحديث وإتقانه ، وابن عيينة حافظ أهل الحرم ولم يكن بحرم الله مكة في زمانه أحفظ منه رووا هذا الخبر وجماعة غيرهم ليس فيه ذكر جابر وذكر شيخنا أبو عبد الله الحافظ عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ أنه قال : هما قصتان رواهما أبو حنيفة عن موسى بن أبي عائشة واختلفت رواته عنه فيهما كما ذكرنا فأما قصة سبح اسم ربك الأعلى فإنها راجعة إلى حديث زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين ، وأما قصة : » من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة « فرواها منصور بن المعتمر وشعبة بن الحجاج وسفيان بن سعيد الثوري وسفيان بن عيينة وأبو عوانة وشريك بن عبد الله النخعي وزائدة بن قدامة وأبو إسحاق الفزاري وجرير وغيرهم عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلا وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه قال : قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ رحمه الله روى هذا الخبر سفيان الثوري وشعبة وإسرائيل وشريك وأبو خالد الدالاني وأبو الأحوص وسفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد وغيرهم عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدارقطني : وهو الصواب وروي هذا الحديث ، عن جماعة من المجهولين والضعفاء عن سفيان الثوري ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم موصولا وأصل مذهبنا أنا لا نقبل خبر المجهولين حتى يعرفوا بالشرائط التي توجب قبول خبرهم قال الشافعي رحمه الله : لم يكلف الله أحدا أن يأخذ دينه عن من لا يعرفه فإن جهل منهم واحدا وقف عن روايته حتى يعرف بما وصفت فيقبل خبره أو بخلافه فيرد خبره كما يقف الحاكم عن من شهد عنده حتى يتبين عدله فيقبل شهادته أو جرحه فيرد شهادته ومن حكم لهذا الحديث بالوصل برواية واحد ومتابعة جماعة من الضعفاء والمجهولين إياه على ذلك وترك رواية من ذكرناهم من الأئمة عن موسى بن أبي عائشة مرسلا ، ثم رواية عبد الله بن المبارك عن سفيان وشعبة وأبي حنيفة ثم رواية وكيع وأبي نعيم والأشجعي وعبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني وأبي داود الحفري وغيرهم عن سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة كذلك مرسلا لم يكن له كبير معرفة بعلم الحديث ولو لم يستدل بمخالفة راوي الحديث ما هو أثبت وأكثر دلالات بالصدق منه على خطأ الحديث لم يعرف قط صواب الحديث من خطأه وما مثل من احتج على رواية أهل الحفظ والإتقان إلا كاحتجاج بعض المخالفين على الشافعي رحمه الله في مسألة من مسائل المرتد بزيادة رويت عن علي رضي الله عنه في قصة قتل المرتد ، وقول الشافعي رحمه الله : فقلت له : هل سمعت من أهل العلم بالحديث منكم من يزعم أن الحفاظ لم يحفظوا عن علي رضي الله عنه هذا ويخاف أن يكون الذي زاد هذا غلط ؟ فقال : قد رواه ثقة وإنما قلنا خطأ بالاستدلال وذلك ظن فقلت له : روى الثقفي يعني عبد الوهاب بن عبد المجيد وهو ثقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد فقلت : لم يذكر جابرا الحفاظ وهذا يدل على أنه غلط ، أفرأيت أن قلنا : هذا ظن فالثقفي ثقة وإن ضيع غيره أو شك ؟ قال : إذا لا تنصف ، قلت : وكذلك لم تنصف أنت أما الشافعي رحمه الله فإنه أنصف ولم يحتج برواية الثقفي في مسألة القضاء باليمين مع الشاهد وإن كان قد وافقه على وصل الحديث عن جابر حميد بن الأسود وعبد الله بن عمر العمري وهشام بن سعد وإبراهيم بن أبي حية فرووه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر لأن جماعة من الحفاظ رووه عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلا واعتمد على غيره من الأحاديث الموصولة وذكر حديث جعفر مرسلا على طريق التأكيد ، ومن زعم أن المرسل أقوى من المتصل فهو كمن زعم أن الليل أضوء من النهار والأعمى أبصر من البصير فإن المرسل مغيب المعنى لا يدري عمن أخذه من أرسله ، ومن ادعى أنه لا يأخذه إلا عن ثقة فقد ادعى ما هو بخلافه عند كافة أهل العلم بالحديث فإنا نجدهم يروون عن الثقات ويروون عن غيرهم ، وربما يسكتون عن ذكر من سمعوه منه حتى يسألوا فإذا سئلوا ربما ذكروا من يرغب عنه في الرواية أو في الديانة أو فيهما ، وأهل العلم مختلفون فيما يجرح به الراوي فلا بد من تسميته ليوقف على حاله فتستبين عدالته أو جرحه عند من بلغه خبره من أهل العلم روى ابن شهاب الزهري مع شهرته وشهرة رجاله حديثا فأرسله فلما سئل عنه إذا هو يرويه عن سليمان بن أرقم وهو ضعيف عند أهل العلم بالحديث قال الشافعي رحمه الله : فلما أمكن في ابن شهاب أن يروي عن سليمان بن أرقم لم يؤمن مثل هذا على غيره وقد ذكرنا من عوار المرسل في كتاب المدخل وغيره ما يكشف عن صحة ما قلنا وفساد ما ادعاه من خالفنا ، وهذه مسألة في الأصول لا يحتمل هذا الموضع ذكرها وبالله التوفيق فإن قيل : قد رواه غير موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر بن عبد الله موصولا وذكر ما
(1/339)

300 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو بكر محمد حامد الفقيه ببخارى نا أبو الفضل محمد بن أحمد السلمي نا العباس بن عزيز بن سيار القطان المروزي نا عتيق بن محمد النيسابوري نا حفص بن عبد الرحمن عن أبي شيبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » قيل : هذه الرواية إن سلمت من العباس القطان هذا فإني لا أعرفه بعد العد فلا تسلم من أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي قال أحمد بن حنبل رحمه الله : أبو شيبة ليس بشيء منكر الحديث وقال يحيى بن معين : عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي متروك ، وجرحه أيضا البخاري وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهما من أهل العلم بالحديث وإذا كنا لا نقبل رواية المجهولين فكيف نقبل رواية المجروحين ؟ لا نقبل من الحديث إلا ما رواه من ثبتت عدالته وعرف بالصدق رواته وقد رواه أيوب بن الحسن ومحمد بن يزيد السلمي عن حفص بن عبد الرحمن مرسلا
(1/340)

ذكر خبر آخر روي فيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وبيان ضعفه
(1/341)

301 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن محمد عبد الله بن عبد الكريم الذهلي بمرو أنا سعيد بن مسعود ، قراءة عليه نا إسحاق بن منصور السلولي ، أنا الحسن بن صالح ، عن ليث ، وجابر ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ، نا أحمد بن محمد بن نصر ، نا أبو نعيم ، نا الحسن بن صالح ، عن جابر ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه : ليث بن أبي سليم وجابر بن يزيد الجعفي ممن لا تقوم الحجة برواية واحد منهما خصوصا إذا خالفا الثقات وتفردا بمثل هذا الخبر المنكر عن مثل أبي الزبير محمد بن مسلم المكي في اشتهاره وكثرة أصحابه وجرحهما جميعا أشهر من أن يطول الكتاب بذكره ليث بن أبي سليم كان لا يحدث عنه يحيى بن سعيد القطان وقال يحيى بن معين : ليث بن أبي سليم ضعيف وجابر بن يزيد الجعفي قد جرحه جماعة من أهل الحفظ والإتقان قال : زائدة بن قدامة : جابر الجعفي كان والله كذابا يؤمن بالرجعة وقاله أيضا سفيان بن عيينة وقال البخاري : جابر بن يزيد الجعفي تركه يحيى بن سعيد القطان ، وعبد الرحمن بن مهدي وقال يحيى بن معين : كان جابر الجعفي كذابا لا يكتب حديثه ولا كلامه وروينا عن عامر بن شرحبيل الشعبي أنه قال : له : يا جابر ، لا تموت حتى تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل بن أبي خالد : ما مضت الأيام والليالي حتى اتهم جابر بالكذب والعجب أن بعض من جمع في هذه المسألة أخبارا توافق مذهبه روى في متابعة غير جابر الجعفي جابرا في روايته عن أبي الزبير حديثا عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، عن أحمد بن أبي عمران الهروي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن محمد المروزي ، عن سعيد بن مسعود ، عن إسحاق بن منصور السلوى ، عن الحسن بن صالح عن أبيه ، وجابر عن أبي الزبير عن جابر وقد روينا هذا الحديث عن شيخنا أبي عبد الله الحافظ ، عن أبي جعفر المروزي هذا بإسناده عن الحسن بن صالح عن ليث وجابر
(1/342)

302 - وأخبرناه أبو عبد الله ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يحيى بن أبي بكر ، وإسحاق بن منصور السلولي ، قالا : ثنا الحسن بن صالح بن حي ، عن جابر ، وليث بن أبي سليم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » فالحديث عن الحسن بن صالح ، عن ليث وجابر فمن أين جاء له عن أبيه ، عن جابر ، فإما أن صحف فيما حمل من الحديث ولم يدر به وإما أن تعمده ليكون المتابع لجابر الجعفي ثقة غير مجروح وأيهما كان فكفاه به ذما وعيبا وكذبا وزورا وروى في توثيق جابر حكاية ابن علية قال : قال شعبة : أما جابر الجعفي ، ومحمد بن إسحاق فصدوقان في الحديث فاعتمد قول شعبة في توثيق جابر الجعفي حيث روى ما يوافقه ولم يعتمده في تصديق محمد بن إسحاق بن يسار حيث روى ما يخالفه في القراءة خلف الإمام ، ومن نظر في علم الحديث ووقف على أقاويل أهله علم ما بين محمد بن إسحاق بن يسار وجابر الجعفي في العدالة قد مضى بعض ما بلغنا من أقاويل الأئمة في توثيق محمد بن إسحاق بن يسار وتكذيب جابر الجعفي وتكفيره ولو لم يكن في جرح جابر الجعفي إلا قول أبي حنيفة رحمه الله لكفاه به شرا ، فإنه رآه وجربه وسمع منه ما يوجب تكذيبه فأخبر به وذلك فيما أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ نا الحسن بن عبد الله القطان نا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا يحيى الحماني يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : ما رأيت فيمن رأيت أفضل من عطاء ، ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ، ما أتيته بشيء قط من رأيي إلا جاءني فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يظهرها ، وأخبرنا أبو سعد أنا أبو أحمد أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمود بن غيلان نا عبد الحميد قال : سمعت أبا سعد الصاغاني يقول : جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال : ما ترى في الأخذ عن الثوري ؟ فقال : اكتب عنه ما خلا حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي ، وحديث جابر الجعفي ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول : سمعت العباس بن محمد الدوري يقول : سمعت أبا يحيى الحماني يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : ما رأيت فيمن رأيت أكذب من جابر الجعفي وروي من وجه آخر أضعف من هذا عن أبي الزبير
(1/343)

303 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخلدي وأبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي قالا : ثنا أبو محمد محمود بن محمد المروزي نا سهل بن العباس ، نا إسماعيل بن علية ، عن أيوب ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » قال أبو عبد الله : هذا الخبر باطل بهذا الإسناد ، ولو صح مثل هذا من حديث أيوب السختياني عن أبي الزبير عن جابر لكان كالأخذ باليد ولما اختلف فيه أحد ، وإنما الحمل فيه على سهل بن العباس هذا فإنه مجهول لا يعرف وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ عقيب هذا الحديث قال : هذا منكر ، وسهل بن العباس متروك وروى من وجه آخر عن أبي الزبير أضعف مما قبله
(1/344)

304 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قال لي أبو سعد نا أبو الفضل محمد بن عبد الله السختياني ثنا أبو إسحاق محمد بن أحمد الماليني نا محمد بن أشرس ، نا عبد الله بن عمر ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » كذا وجدته في كتاب التلخيص وأخبرناه أبو عبد الله ، في التاريخ حدثني أبو النضر الأنماطي ، وهو ابن بنت أبي يحيى البزاز نا أبو إسحاق محمد بن أحمد المناديلي نا محمد بن أشرس ، نا بشر بن القاسم ، نا عبد الله بن لهيعة ، فذكره قال لنا أبو عبد الله : قلت له : من محمد بن عبد الله ؟ فأثنى عليه ، قلت : فمن الماليني الطير الذي رواه عنه قال : لا يعرف قلت : فمحمد بن أشرس أعرفه أنا حق المعرفة هو متروك الحديث قال أبو عبد الله : سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وسئل عن حديث لابن أشرس فقال : لا تحل الرواية عنه وروى بإسناد مظلم عن إبراهيم بن رستم عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن الفضل بن عطية عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وإبراهيم بن رستم ونوح بن أبي مريم لهما من الإفراد والمنكرات ما يوجب ترك الاحتجاج بروايتهما كيف وفي صحة هذه الرواية عنهما مقال لجهالة الراوي عن إبراهيم وكان محمد بن سيرين يقول : هذا الحديث دين فانظروا عن من تأخذون دينكم
(1/345)

ذكر خبر آخر روي فيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه مرفوعا وبيان ضعف من رفعه
(1/346)

305 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، نا جعفر بن أحمد بن الحجاج وجماعة ، قالوا : نا بحر بن نصر ، نا يحيى بن سلام ، نا مالك بن أنس ، نا وهب بن كيسان ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فلم يصل إلا وراء الإمام » قال أبو أحمد : لم يرفعه عن مالك غير يحيى بن سلام وهو في الموطأ موقوف وقال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه : وهم يحيى بن سلام على مالك بن أنس في رفع هذا الخبر ، ويحيى بن سلام كثير الوهم وقد روى مالك بن أنس هذا الخبر في الموطأ عن وهب بن كيسان عن جابر من قوله قال : وقد روي من وجه آخر مرفوعا وهم الراوي في رفعه
(1/347)

306 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو سعد محمد بن جعفر الخصيب الهروي من كتابه نا عبد الله بن محمود السعدي ، نا إسماعيل بن موسى السدي ، نا مالك بن أنس ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج (1) إلا وراء الإمام » قال أبو عبد الله : وهم الراوي عن إسماعيل السدي في رفعه بلا شك فيه ، فقد خالفه الثبت عن إسماعيل بن موسى
__________
(1) الخداج : النقصان
(1/348)

307 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، وأبو جعفر محمد بن صالح بن هاني وأبو إسحاق إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم قالوا : نا السري بن خزيمة ، نا إسماعيل بن موسى السدي ، نا مالك بن أنس ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، قال السري بن خزيمة : وليس بمرفوع قال : كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج (1) إلا وراء الإمام قال لنا أبو عبد الله فيما قرئ عليه : سمعت أبا عبد الله يقول : سمعت السري بن خزيمة يقول : لا أجعل في حل من روى عني هذا الخبر مرفوعا ؛ فإنه في كتابي موقوف وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ قال : ذكر هذا الحديث لأبي عبد الله بن يعقوب فقال : هذا كذب ، سمعت السري بن خزيمة يحدث به موقوفا ثم قال : ما حدثت بهذا الحديث إلا هكذا ، فمن ذكره عني مسندا فقد كذب وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول : سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول : سمعت إسماعيل بن بنت السدي يقول : قلت لمالك في هذا الحديث : مرفوع هو ؟ فقال : خذوا برجله قال الإمام أحمد رحمه الله : هذه الحكاية عن مالك تكذب رواية من رواه مرفوعا ، وروايتها عن أبي عبد الله الحافظ ، عن إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم ، عن السري بن خزيمة هذا الحديث وقول السري فيه : وليس بمرفوع يكذب رواية الرجل الذي جمع الأخبار في هذه المسألة وروي هذا الحديث عن شيخ له عن أبي الحسين بن الخشاب عن إبراهيم بن عصمة ، عن السري بن خزيمة مرفوعا ، والله يعصمنا من أمثال ذلك تعصبا لرأيه وميلا إلى هواه ، وروي هذا الحديث من وجه آخر أضعف مما ذكرنا مرفوعا
__________
(1) الخداج : النقصان
(1/349)

308 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن عبيد الفقيه ، ثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن جابر ، ثنا أبو عصمة عاصم بن عصام خزان ثنا يحيى بن نصر بن حاجب ، نا مالك بن أنس ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » قال أبو عبد الله : يحيى بن نصر بن حاجب غير مستنكر منه مثل هذه الرواية ، فقد روى عن مالك وغيره من الأئمة ما لم يتابع قال الإمام أحمد رحمه الله : خلط يحيى بن نصر في هذا الحديث من وجهين أحدهما في رفعه والآخر في تغيير لفظه ، وله من ذلك أخوات كثيرة ، ولأجل ذلك سقط عن حد الاحتجاج برواياته وروي من وجه آخر مرفوعا لا يحل الاحتجاج بمثل ذلك الإسناد
(1/350)

309 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، نا محمد بن عبد الله الشعيري ، نا محمد بن أشرس ، نا إبراهيم بن رستم ، وعلي بن الجارود بن يزيد ، قالا : ثنا مالك بن أنس ، عن أبي نعيم ، وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجزئ (1) صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب إلا أن يكون وراء الإمام » محمد بن أشرس هذا مرمي بالكذب ، ولا يحتج بروايته إلا من غلب عليه هواه ، نعوذ بالله من متابعة الهوى وهذا الحديث في الموطأ الذي صنفه مالك بن أنس وتداوله أهل العلم إلى يومنا هذا موقوف وأنكر فيما روينا عنه رفعه ، فكيف يقبل من قوم لم تثبت عدالتهم بل اشتهروا برواية المناكير ؟ روايته مرفوعا وبالله التوفيق
__________
(1) تجزئ : تكفي وتغني وتقضي
(1/351)

310 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا محمد بن غالب ، نا عبد الله هو القعنبي عن مالك ، ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا يحيى بن بكير ، ح وأخبرنا أبو أحمد المهرجاني ، أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو عمرو السلمي ، ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري وأبو بكر محمد بن جعفر المزكي قالوا : ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ، نا ابن بكير ، نا مالك ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، قال : « من صلى ركعة لم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا وراء الإمام » لفظ حديث أبي زكريا وأبي نصر ، وكذلك رواه عبد الله بن وهب وغيره عن مالك بن أنس موقوفا وفيه حجة على تعيين القراءة في الصلاة بأم القرآن ووجوب قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة خلاف قول من قال : لا يتعين ولا يجب قراءتها في الركعتين الأخريين وأما قوله : إلا وراء الإمام فيحتمل أن يكون من مذهبه جواز ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة فقد روينا عنه فيما تقدم : كنا نقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بفاتحة الكتاب ويحتمل أن يكون المراد به الركعة التي يدرك المأموم إمامه راكعا فتجزئ عنه بلا قراءة وإلى هذا التأويل ذهب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي فيما حكاه محمد بن إسحاق بن خزيمة عنه
(1/352)

311 - فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو غانم أزهر بن أحمد بن حمدون المنادي ببغداد نا أبو قلابة الرقاشي ، نا بكير بن بكار ، نا مسعر ، عن يزيد الفقير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : « كان يقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة معها ويقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب » قال : وكنا نتحدث أنه لا يجوز صلاة إلا بفاتحة الكتاب وشيء معها وفي رواية ابن بشران : فما فوق ذاك أو قال : فما أكثر من ذاك وهذا لفظ عام يجمع المنفرد والمأموم والإمام ورواه عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله أنه قال : سنة القراءة في الصلاة أن يقرأ في الأوليين بأم القرآن وسورة ، وفي الأخريين بأم القرآن والصحابي إذا قال : سنة أو كنا نتحدث ، فإن جماعة من أصحاب الحديث يخرجونه في المسانيد وروى بعض الناس بإسناد مظلم عن ميمون بن مهران عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك القراءة خلف الإمام وقد روينا عن عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه ميمون عن أبيه مهران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من لم يقرأ بأم الكتاب خلف الإمام فصلاته خداج »
(1/353)

ذكر خبر آخر يحتج به من نهى عن القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/354)

312 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني نا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، نا عبد الله بن الحسين الصفار ، وابن صاعد قالا : ثنا يوسف بن موسى ، نا سلمة بن الفضل ، نا الحجاج بن أرطأة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن عمران بن حصين ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ورجل يقرأ خلفه ، فلما فرغ قال : « من ذا الذي يخالجني سورتي ؟ » فنهى عن القراءة خلف الإمام قال ابن صاعد : قوله : فنهى عن القراءة خلف الإمام تفرد بروايته حجاج ، وقد رواه عن قتادة شعبة وابن أبي عروبة ومعمر وإسماعيل بن مسلم وحجاج بن حجاج وأيوب بن أبي مسكين وهمام وأبان وسعيد بن بشير فلم يقل أحد منهم ما تفرد به حجاج ، بل قد قال شعبة : سألت قتادة كأنه كرهه ؟ فقال : لو كرهه لنهى عنه وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسين الحافظ ، يقول : سمعت ابن صاعد ، يقول : فذكر ما رواه ابن عدي عنه ، وهو يحيى بن محمد بن صاعد أحد حفاظ أهل العراق غير أنه قال أيوب بن مسكين : أخبرنا أبو بكر الحارث الفقيه ، أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ نا أحمد بن نصر بن سندويه ، نا يوسف بن موسى ، نا سلمة بن الفضل ، نا حجاج بن أرطاة ، فذكره بإسناده نحوه قال الدارقطني : قوله : فنهاهم عن القراءة خلف الإمام وهم من الحجاج ، والصواب ما رواه شعبة وسعيد بن أبي عروبة وغيرهما عن قتادة
(1/355)

313 - قال الدارقطني : وأنا عمر بن علي بن أحمد القطان نا محمد بن حسان الأزرق نا شبابة نا شعبة ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فجاء رجل فقرأ خلفه بـ سبح اسم ربك الأعلى فقال : « أيكم القاريء ؟ فقال رجل : أنا فقال : » لقد ظننت أن بعضكم خالجنيها (1) « قال شعبة : فقلت لقتادة : أكره ذلك ؟ قال : لو كره لنهى عنه
__________
(1) خالجنيها : جاذبنيها ونازعنيها
(1/356)

314 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود السجستاني ، نا أبو الوليد الطيالسي ، ثنا شعبة ، قال أبو داود : وثنا محمد بن كثير العبدي ، أنبأ شعبة المعني ، عن قتادة ، عن زرارة ، عن عمران بن حصين ، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ، فجاء رجل فقرأ خلفه بـ سبح اسم ربك الأعلى فلما فرغ قال : « أيكم قرأ ؟ قالوا : رجل قال : » قد عرفت أن بعضكم خالجنيها (1) « قال أبو الوليد في حديثه : قال شعبة : فقلت لقتادة : أليس قول سعيد : أنصت للقرآن ؟ قال : ذاك إذا جهر به وقال ابن كثير في حديثه : قال شعبة : قلت لقتادة : كان كرهه ؟ قال : لو كرهه لنهى عنه قال الإمام أحمد رحمه الله : ذاك إذا جهر به ، يحتمل أن يكون راجعا إلى الإمام ويحتمل أن يكون راجعا إلى المأموم يعني إنما لا يجوز للمأموم قراءته إذا جهر بالقرآن ، فأما إذا قرأه في نفسه فلا يكون مخالفا للإنصات ، ثم هذا مذهب حكاه عن سعيد لا يلزم به حجة ، وإنما الحجة في إقرار قتادة حين قال : لو كرهه لنهي عنه بأنه لم ينه عن القراءة خلفه خلاف ما رواه الحجاج بن أرطاة عنه
__________
(1) خالجنيها : جاذبنيها ونازعنيها
(1/357)

315 - وحدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنا عبد الله بن جعفر ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود الطيالسي ، نا شعبة ، عن قتادة ، سمع زرارة ، عن عمران بن حصين ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه الظهر فقال : « أيكم قرأ بـ سبح اسم ربك الأعلى » فقال رجل : أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « قد عرفت أن رجلا خالجنيها (1) » قال شعبة : فقلت لقتادة : كان كرهه ؟ قال : لو كرهه لنهي عنه وفي هذا دلالة على أن قوله : فنهى عن القراءة خلف الإمام توهم من الحجاج بن أرطاة لأنه سمعه من قتادة ، وللحجاج من أمثال ذلك ما لا يمكن ذكره هاهنا لكثرته ولذلك سقط عند أهل العلم بالحديث عن حد الاحتجاج به قال يحيى بن معين : حجاج بن أرطاة لا يحتج بحديثه وكان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ، وهذا الحديث مما تفرد بروايته عنه سلمة بن الفضل الأبرش ، وسلمة بن الفضل قد تكلموا فيه ثم إن كان كره النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته شيئا ، فإنما كره جهره بالقراءة خلف الإمام ألا تراه قال : أيكم قرأ بـ سبح اسم ربك الأعلى فلولا أنه رفع صوته بقراءة هذه السورة ، وإلا لم يسم له ما قرأ ونحن نكره للمأموم رفع الصوت بالقراءة خلف الإمام ، فأما أن يترك أصل القراءة فلا وقد روينا عن عمران بن حصين رضي الله عنه في هذا الكتاب ما روي عنه في القراءة خلف الإمام وذلك يؤكد ما قلنا
__________
(1) خالجنيها : جاذبنيها ونازعنيها
(1/358)

316 - ومثل هذا الحديث ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو قلابة ، نا بكير بن بكار ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : كانوا يقرأون خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « خلطتم علي القرآن » وهذا أيضا في جهرهم بالقراءة خلفه ، ونحن نكره للمأموم الجهر بالقراءة ، فأما أن يترك أصل القراءة فلا
(1/359)

317 - وقد روينا فيما تقدم من هذا الكتاب عن أبي هريرة أن عبد الله بن حذافة رضي الله عنه صلى فجهر بالقراءة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « يا ابن حذافة ، لا تسمعني وأسمع الله » وأخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أنا أبو محمد بن حيان ، نا محمد بن يحيى بن منده ، نا هارون بن عبد الله الحمال ، نا وهب بن جرير ، نا أبي قال : سمعت النعمان بن راشد ، يحدث عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، فذكره ، غير أنه قال : « وأسمع ربك » وروينا في حديث عبادة بن الصامت وغيره في جهر من جهر بالقراءة خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة يجهر فيها بالقراءة : « لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها »
(1/360)

ذكر خبر آخر يحتج به من كره القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/361)

318 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله حدثني أبو الحسين علي بن الحسين بن جعفر العطار ببغداد حدثني جبير بن محمد الواسطي ، وأحمد بن عبد الله السرمراي ، قالا : ثنا محمد بن الهيثم بن يزيد أبو جعفر الواسطي ، نا أحمد بن محمد العجلاني ، مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه نا سفيان الثوري ، عن المغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ، فلما سلم قال : « أيكم قرأ خلفي ؟ » فسكت القوم ، فقال : « أيكم قرأ خلفي ؟ » فقال رجل : أنا يا رسول الله فقال : « ما لي أنازع القرآن إذا صلى أحدكم خلف إمام فليصمت فإن قراءته له قراءة وصلاته له صلاة » هذا لفظ جبير قال لنا أبو عبد الله رحمه الله : هذا حديث لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ بهذا الإسناد ، ولا سمعنا أحدا من فقهاء أهل الكوفة ذكره في هذا الباب ، فلو ثبت مثل هذا عن الثوري عن مغيرة لكان لا يخفى على أئمة أهل الكوفة ، وأحمد بن محمد العجلاني هذا لا نعرفه ، ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر ، وإنما الخبر المروي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خلطتم علي القرآن في الجهر بالقراءة خلفه
(1/362)

319 - وذكر ما أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو بكر بن إسحاق يعني الصبغي ، نا يوسف بن يعقوب ، نا أبو الربيع ، والمقدمي ، قالا : ثنا أبو أحمد الزبيري ، نا يونس بن أبي إسحاق ، ح قال أبو بكر بن إسحاق : وأنا أبو بكر المطرز ، نا محمد بن يحيى ، ثنا إسحاق ، أنا النضر بن شميل ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لقوم يقرأون القرآن يجهرون به : « خلطتم علي القرآن » ثم إن كان قوله : « فإن قراءته له قراءة » يدل على أن قراءة الإمام تقوم مقام قراءة المأموم وجب أن يكون قوله : « وصلاته له صلاة » يدل على أن صلاة الإمام تقوم مقام صلاة المأموم ، ولا نعلم أحدا يقول ذلك فدل على ضعف الخبر ، وإنما الخبر فيه عن ابن مسعود مرفوعا
(1/363)

حديث أبي الأحوص وروي عنه موقوفا
(1/364)

320 - ما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا يحيى بن أبي طالب ، نا عمرو بن عبد الغفار ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : « لأن أعض على جمر الغضا أحب إلي من أن اقرأ خلف الإمام » وهذا إن سلم من عمرو بن عبد الغفار ثم من محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى فالمراد بالقراءة الجهر الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أبي الأحوص عنه : « خلطتم علي القرآن » والذي روي عن أبي حمزة الكوفي عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لا تقرأ خلف الإمام فإن قراءته لك قراءة لا يثبت فإن أبا حمزة الأعور الكوفي غير محتج به عند أهل العلم بالحديث
(1/365)

321 - ثم هو معارض بما أخبرنا علي بن أحمد المقرئ ، ببغداد أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا إبراهيم بن إسحاق ، نا أبو سلمة ، نا حماد ، عن أبي حمزة الأعور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، « أن ابن مسعود ، رضي الله عنه كان لا يقرأ خلف الإمام إلا أن يكون الإمام لا يقرأ » وإنما أراد إلا أن يكون الإمام لا يجهر ، فحينئذ كان يقرأ خلفه
(1/366)

322 - والمعروف عن إبراهيم ، عن علقمة ، في هذا المعنى ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو الطيب الكرابيسي ، ثنا أبو العباس السراج ، إملاء نا يوسف بن موسى القطان ، نا أبو معاوية ، ووكيع ، قالا : ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : « صليت إلى جنب عبد الله ، فلم أعلم أنه يقرأ حتى جهر بهذه الآية ( وقل رب زدني علما (1) ) » وروينا فيما تقدم من هذا الكتاب عن عبد الله بن زياد الأسدي قال : صليت إلى جنب عبد الله بن مسعود خلف الإمام فسمعته يقرأ في الظهر والعصر
__________
(1) سورة : طه آية رقم : 114
(1/367)

323 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا أسيد بن عاصم ، نا الحسين بن حفص ، عن سفيان ، عن منصور ، ح وأخبرنا أبو عبد الله ، ومحمد بن موسى ، قالا : ثنا أبو العباس ، نا هارون بن سليمان ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، وشعيب ، عن منصور ، عن أبي وائل ، أن رجلا سأل ابن مسعود رضي الله عنه عن القراءة خلف الإمام ، فقال : « أنصت للقرآن فإن في الصلاة لشغلا ، وسيكفيك ذاك الإمام » فهذا في صلاة يجهر الإمام فيها بالقراءة ، وإنما يقال : أنصت للقرآن لما يسمع منه لا لما لا يسمع ، وقد روينا عن عبد الله أنه كان يقرأ خلف الإمام في الظهر والعصر ويشبه أن يكون قوله : أنصت للقرآن راجعا إلى النهي عن الجهر بالقرآن لا عن الإمساك عن أصل القراءة ، كما ذكرنا فيما تقدم
(1/368)

324 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن أحمد الذهلي ، نا الثقفي ، نا أبو كريب ، نا يحيى بن عبد الله ، نا عقبة الأصم ، عن محمد بن سيرين ، نا عبيدة ، أن ابن مسعود ، كان يقول : « إن كل صلاة ليس فيها قراءة فليست بشيء »
(1/369)

325 - وأخبرنا الإمام أبو عثمان ، رضي الله عنه أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي ، نا محمد بن بشار بندار ، نا مؤمل بن إسماعيل ، نا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه قال : « لا تسبقوا قراءكم ، إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا سجد فاسجدوا ، فإن أحدكم تكون معه السورة فيقرأها ، فإذا فرغ ركع من قبل أن يركع الإمام ، فلا تسابقوا قراءكم ، فإنما جعل الإمام ليؤتم به » قال أبو بكر بن خزيمة : أفلست ترى ابن مسعود في هذا الخبر ينهى المأموم أن يركع إذا فرغ من قراءة السورة قبل ركوع الإمام ، ونهاه عن مسابقة الإمام بالقراءة ولم ينهه عن القراءة خلف إمامه
(1/370)

ذكر خبر آخر يحتج به من كره القراءة خلف الإمام وبيان علته
(1/371)

326 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق ، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، حدثني أبو الزاهرية ، حدثني كثير بن مرة الحضرمي ، قال : سمعت أبا الدرداء ، يقول : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفي كل صلاة قراءة ؟ فقال : « نعم » فقال رجل من الأنصار : وجبت هذه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أقرب القوم إليه : « ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم » كذا رواه أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث ، وغلط فيه وكذلك رواه زيد بن الحباب في إحدى الروايتين عنه عن معاوية بن صالح وأخطأ فيه
(1/372)

327 - أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري ، نا زيد بن الحباب ، عن معاوية بن صالح ، حدثني أبو الزاهرية ، حدثني كثير بن مرة ، عن أبي الدرداء ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفي الصلاة قراءة ؟ فقال : « نعم » فقال رجل من الأنصار : وجبت هذه ، وكنت أدنى القوم إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أرى الرجل إذا أم القوم إلا قد كفاهم » قال أبو عبد الله رحمه الله : في متن هذا الخبر وهم من الراوي في قوله : ما أرى الرجل إذا أم القوم إلا قد كفاهم فإنه من قول أبي الدرداء ، وزيد بن الحباب حدثني بهذا الحديث مرتين وهم في رفعه هذه اللفظة مرة ، وحفظها أخرى أخبرنا أبو عبد الله ، حدثني محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا الفضل بن أبي حسان ، نا زيد بن الحباب ، نا معاوية بن صالح ، حدثني أبو الزاهرية ، حدثني كثير بن مرة الحضرمي ، عن أبي الدرداء ، فذكر هذا الحديث وقال فيه : قال كثير بن مرة : فالتفت إلي أبو الدرداء وقال : ما أرى الإمام إلا قد كفاهم قال ابن صاعد : فجعله من قول أبي الدرداء ، وهو أشبه قال لنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله : والدليل على وهم من أسند عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكرنا من قول أبي الدرداء أن أبا سعيد عبد الرحمن بن مهدي الإمام رحمه الله قد حدث بهذا الحديث عن معاوية بن صالح وعين هذه الكلمة فجعلها من قول أبي الدرداء لكثير بن مرة
(1/373)

328 - أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، نا عبد الله بن محمد ، نا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن أبي الدرداء ، « أن رجلا قال : يا رسول الله ، في كل صلاة قراءة ؟ قال : » نعم « فقال رجل : وجبت ، فقال أبو الدرداء : ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم » أخبرنا أبو عبد الله قال : فحدثني أبو علي الحافظ أنا محمد بن إسحاق هو ابن خزيمة قال : سمعت محمد بن أبي صفوان الثقفي يقول : سمعت علي بن عبد الله المديني يقول : والله لو أخذت فأحلفت بين الركن والمقام لحلفت أني لم أر أحدا أعلم بالحديث من عبد الرحمن بن مهدي وذكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في استحالة إضافة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم فصلا طويلا فمن المحال : أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أرى الرجل إذا أم القوم إلا قد كفاهم » فيقول في دين الله على الحسبان والظن والارتياء ، وإذا كان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يشك ويرتأي في اجتزاء قراءة الإمام عن المأمومين ، فمن هذا الذي يتيقن ذلك ويعرفه والله تعالى إنما اختاره من بين الأنام ليعلمهم ما افترض عليهم يتنفلون به ، وهذا القول إنما يليق بأبي الدرداء دون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقول أبي الدرداء الذي قاله على الارتياء والظن لا يوجب حكما بعد إعلام النبي صلى الله عليه وسلم باليقين أن في كل صلاة قراءة بقوله بعد سؤال السائل : نعم وقول من قال : وجبت ولم ينكر عليه ، فهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقين ، وقول أبي الدرداء رضي الله عنه ظن وارتياء والظن لا يغني من الحق شيئا فإنه ربما يخطئ . قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد وافق عبد الرحمن بن مهدي عبد الله بن وهب المصري عن معاوية بن صالح في إضافة هذا القول إلى أبي الدرداء
(1/374)

329 - أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا علي بن عمر الحافظ ، أنا أبو بكر النيسابوري عبد الله بن محمد بن زياد ، وعبد الملك بن أحمد الدقاق ، قالا : ثنا بحر بن نصر ، نا عبد الله بن وهب ، حدثني معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن أبي الدرداء ، قال : قام رجل فقال : يا رسول الله ، أفي كل صلاة قرآن ؟ قال : « نعم » فقال رجل من القوم : وجب هذا فقال أبو الدرداء : يا كثير ، وأنا إلى جنبه لا أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم قال علي بن عمر الدارقطني رحمه الله : والصواب أنه من قول أبي الدرداء كما قال ابن وهب وهم فيه زيد بن الحباب وكذلك رواه حماد بن خالد عن معاوية بن صالح
(1/375)

330 - أخبرناه أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه ، أنبأ علي بن عمر الحافظ ، أنبأ أبو حامد محمد بن هارون ثنا الحسن بن إسماعيل بن أبي المجالد ، ثنا حماد بن خالد ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، قال : سمعت أبا الدرداء ، يقول : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفي كل صلاة قراءة ؟ قال : » نعم « فقال رجل من الأنصار : وجبت فالتفت إلي أبو الدرداء وكنت أقرب القوم منه فقال : يا كثير ، ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم » فثبت براوية عبد الرحمن بن مهدي الإمام وعبد الله بن وهب الحافظ المتقن وحماد بن خالد وإحدى الروايتين عن زيد بن الحباب أن هذا الكلام من قول أبي الدرداء دون النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه والعجب أن من جمع أخبارا توافق قوله في هذه المسألة ذكر فيها رواية عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح في إضافة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال معاوية بن صالح قاضي الأندلس : رواه جماعة عنه منهم عبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب القرشي وزيد بن الحباب العكلي ، ثم ذكر رواية زيد بن الحباب على موافقة عبد الله بن صالح ولم يذكر رواية عبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب فأوهم من نظر في كتابه أن عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن وهب يوافقانه في روايته وإضافة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذب في ذلك أو لبس فرواية عبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن وهب على ما ذكرنا ، وبالله التوفيق
(1/376)

331 - وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد : أنا أحمد بن سلمان ، أنا عبد الملك بن محمد ، نا يحيى بن عبد الحميد ، نا إسحاق بن سليمان ، عن معاوية بن يحيى ، عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، قال : سأل رجل أبا الدرداء رضي الله عنه قال : أقرأ خلف الإمام ؟ قال : فقال أبو الدرداء : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : في كل صلاة قراءة ؟ قال : فقال : « نعم » فقال رجل : وجب هذا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « ما أرى إذا كان الإمام إلا كان كافيا » تفرد به معاوية بن يحيى الصدفي وهو متروك ، جرحه يحيى بن معين ، وعلي بن المديني ، والبخاري ، وأبو عبد الرحمن النسائي
(1/377)

332 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني محمد بن يعقوب ، ثنا أبو بكر بن أبي داود ، نا يزيد بن عبد الله بن زريق ، نا الوليد يعني ابن مسلم ، نا أبو عمرو يعني الأوزاعي ، حدثني حسان بن عطية ، قال : كان أبو الدرداء يقول : لو لم أقدر على أن أقرأ بأم القرآن لقرأت وأنا راكع وإنما أراد إذا أدرك الإمام في الركوع
(1/378)

333 - وروينا قبل هذا عن الوليد بهذا الإسناد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : « لا تترك قراءة فاتحة الكتاب خلف الإمام جهر أو لم يجهر » وفي رواية : وإن كان راكعا واقرأها إذا علمت أنك تدرك آخرها وهذا من قول أبي الدرداء دليل على أن قوله في الحديث الذي مضى يرجع إلى قراءة السورة وإلى الجهر بالقراءة ، والله أعلم
(1/379)

ذكر خبر آخر يحتج به بعض من لا يرى القراءة خلف الإمام وبيان تلبيسه وتقصير بعض الرواة بسياق متنه
(1/380)

334 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا يحيى بن منصور القاضي ومحمد بن جعفر المزكي قالا : ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم نا يوسف بن عدي ، نا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن أيوب السختياني ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم أقبل بوجهه على أصحابه فقال : « أتقرأون والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا ، فسألهم ثلاثا ، فقالوا : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا » قال : لنا أبو عبد الله رحمه الله فيما قرئ عليه : قصر به يوسف بن عدي ، وقد روى الخبر بالتمام عبد الله بن جعفر الرقي ويحيى بن يوسف الزمي ومخلد بن الحسين عن عبيد الله بن عمرو الرقي قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد ذكرنا الرواية عنهم في هذا الكتاب وعن عبد السلام بن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عمرو بإسناده هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا في الحديث : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » ورأيت في كتاب من احتج في ترك القراءة خلف الإمام بأخبار واهية احتج برواية يوسف بن عدي الذي قصر بروايته عن عبيد الله بن عمرو ثم أردفه برواية مخلد بن الحسين عن عبيد الله بن عمرو وزاد في متنه ألفا لم نجد له فيما زاد متابعا فقال : « فلا تفعلوا أو ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه »
(1/381)

335 - وقد أخبرنا بالحديث أحفظ عصره وأتقنهم في الرواية أبو عبد الله الحافظ أنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري نا إبراهيم بن أبي طالب ، حدثني مخلد بن الحسين أبو أحمد ، ببغداد نا عبيد الله بن عمرو الرقي أبو وهب الجزري ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال : « أتقرأون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا ، فقالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون : إنا لنفعل ذلك قال : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » فذكر أمره صلى الله عليه وسلم بقراءة فاتحة الكتاب في نفسه من غير حرف الألف الذي يوهم التخيير وإبراهيم بن أبي طالب إمام حافظ وأبو زكريا العنبري عالم أديب متقن فلو كانت فيه الألف لم يخف عليهم ورواه أيضا أبو يعلى الموصلي وهو أحد الثقات من الرواة عن مخلد بهذه الزيادة دون حرف الألف ولو كان فيه حرف الألف محفوظا لدل أيضا على خلاف مذهبه فإنه لا يخير المأموم بين القراءة وتركها ثم إنه أردفه برواية أبي يعلى الموصلي عن مخلد بن أبي زميل عن عبيد الله الرقي وساق المتن إلى قوله : « فلا تفعلوا » ثم قال : الحديث ولم يذكر أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيه بقراءة الفاتحة في نفسه وقد ذكرنا هذا الحديث عن شيخنا أبي عبد الله الحافظ عن أبي علي الحافظ عن أبي يعلى وفيه عن النبي صلى الله عليه وسلم : « فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » وكذلك عن أبي بكر الحارثي الفقيه عن أبي محمد بن حيان عن أبي يعلى وأسقط هذا الرجل قول النبي صلى الله عليه وسلم : « وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » عن هذا الحديث في روايته عن أبي بكر الحارثي وغيره وأسقطه أيضا عن رواية عبد السلام بن عبد الحميد ، عن عبيد الله بن عمرو وليس هذا من النقصان الذي يجوز عن الحديث هذا يجري مجرى الاستثناء مع المستثنى منه فلا يجوز أن ينقل أحدهما ويترك الآخر ولو جاز ذلك لجاز للشهود أن ينقلوا إقرار الإنسان بالشيء دون استثنائه وفي ذلك فساد عظيم لا يستحله أحد يعلم ثم رأيته كتب عقيب حديثه : ورواه إبراهيم بن أبي طالب عن مخلد ورواية إبراهيم عن مخلد على ما تقدم ذكري له عليه لا له ، فكيف استجاز لدينه هذا الإيهام للعوام ؟ أو كيف فرح بهذه الرواية وفي تمام الحديث إبطال قوله ؟ ما هو إلا كالمتشبع بما لم يعط الذي جعل المصطفى صلى الله عليه وسلم مثاله كلابس ثوبي زور ثم احتج بإسناد مظلم عن رجاء بن أبي رجاء عن أبي توبة الربيع بن نافع عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » وهذا خلاف ما رواه الثقات عن عبيد الله بن عمرو على ما أشرنا إليه وخلاف ما رواه الثقات عن أبي توبة الربيع بن نافع
(1/382)

336 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ ابن الحمامي رحمه الله ببغداد ثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، أنبأ أبو الأحوص محمد بن الهيثم قراءة عليه نا أبو توبة الربيع بن نافع ، عن عبيد الله بن عمرو ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال : « أتقرأون في صلاتكم والإمام يقرأ ؟ » فسكتوا ، فقال لهم ثلاث مرات قال : قائل أو قائلون : إنا لنفعل قال : « فلا تفعلوا ليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه » كل من نظر في هذه الروايات عن عبيد الله بن عمرو ثم في سائر الروايات عن أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ثم في سائر الروايات عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذه القصة وفي روايتهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فاتحة الكتاب علم أن رواية رجاء بخلاف هذه الروايات موضوعة وضعها بعض المجهولين من رواتها والله يعصمنا عن الكذب والتزوير بفضله وجوده
(1/383)

337 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : وقد رووا هذا الخبر بإسناد موضوع لشعبة عن قتادة عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حدثني أخونا أبو نصر البخاري بنيسابور نا عبد الله بن محمد بن يعقوب نا الحسن بن سهل البصري ببلخ ثنا قطن بن صالح نا شعبة عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » قال : لنا أبو عبد الله : فسمعت أبا أحمد الحافظ يقول : كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ يثبج الحديث قال : ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب وليس يخفى حاله على أهل الصنعة قال : وأرى جماعة من المتروكين يلتجئون في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات فكنا نقف على حالهما ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح ، وقد ذكر من جمع في هذه المسألة أخبارا رواية عبد الله بن محمد وذكرها أيضا عن أحمد بن محمد بن ياسين عن الحسن بن سهل وهي إن سلمت من عبد الله الأستاذ فلن تسلم من الحسن بن سهل فآثار الوضع ظاهرة على رواياته ، والله المستعان
(1/384)

338 - وقد روينا فيما تقدم من الكتاب عن ثابت أنه قال : كان يأمرنا أنس بن مالك بالقراءة خلف الإمام قال : وكنت أقوم إلى جنب أنس فيقرأ بفاتحة الكتاب وسورة من المفصل ويسمعنا قراءته لناخذ عنه أخبرناه الإمام أبو عثمان ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي ، نا أحمد بن سعيد الدارمي ، نا النضر بن شميل ، نا العوام وهو ابن حمزة عن ثابت ، عن أنس ، فذكره وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، نا أحمد بن محمد بن أحمد بن عمرو الحرشي ، نا أحمد بن منصور المروزي ، نا النضر بن شميل ، نا العوام بن حمزة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : « كان يأمرنا بالقراءة خلف الإمام »
(1/385)

ذكر خبر آخر يحتج به من كره القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه وخطأ من أخطأ في رفعه
(1/386)

339 - أخبرنا أبو عبد الله ، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن عبد الكريم الذهلي بمرو أنا محمد بن عبدة ، فيما قرئ عليه أنا عبدان ، عن خارجة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المستملي نا الخالدي ، قاضي طوس نا أحمد بن سيار ، نا عبد الله بن عثمان ، نا خارجة بن مصعب ، فذكره بإسناده نحوه قال : لنا أبو عبد الله رحمه الله فيما قرئ عليه : هذا الحديث ليس لرفعه أصل من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث أيوب السختياني بوجه ، وخارجة بن مصعب السرخسي قد قيل : إنه كان يدلس عن جماعة من الكذابين مثل غياث بن إبراهيم وغيره فكثرت المناكير في حديثه أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : سمعت العباس بن محمد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : خارجة بن مصعب ليس هو بشيء وروينا عن أحمد بن حنبل أنه نهى عن الكتابة عنه وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال : خارجة بن مصعب أبو الحجاج الخراساني تركه وكيع كان يدلس عن غياث بن إبراهيم ولا يعرف صحيح حديثه من غيره أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي نصر الداربردي ، يقول : سمعت عبد الله بن محمد الحافظ ، يقول : حديث خارجة عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : من كان له إمام غلط وإنما هو عن ابن عمر من قوله
(1/387)

340 - على أنه قد روي عن ابن عمر خلافه قال عبدان : حدثناه إسحاق بن أبي عمران نا خالد بن عبد الله عن الجريري عن أبي الأزهر قال : سئل ابن عمر عن القراءة خلف الإمام فقال : « إني لأستحي من رب هذه البنية أن أصلي صلاة لا أقرأ فيها بأم القرآن » هكذا قال : في هذه الحكاية في السؤال عن ابن عمر وقد رويناه فيما تقدم من هذا الكتاب عن أبي الأزهر عن أبي العالية عن ابن عمر على الوجه الذي هو الصحيح
(1/388)

341 - وروي هذا الحديث من وجه آخر مظلم عن أيوب ، ولسنا نقبل دين الله تعالى عمن لا يعرفه أهل العلم بالحديث بالعدالة ولا احتج به أحد من المتقدمين من علماء أهل الكوفة أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ عقيب حديث خارجة عن أيوب رفعه : وهم ، والصواب عن أيوب ما حدثنا به محمد بن مخلد نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا إسماعيل بن علية نا أيوب عن نافع وأنس بن سيرين أنهما حدثاه عن ابن عمر « أنه قال في القراءة خلف الإمام : يكفيك قراءة الإمام » وروي عن عبيد الله بن عمر عن نافع مرفوعا
(1/389)

342 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الهروي ، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي نا سويد بن سعيد أبو محمد ، حفظا نا علي بن مسهر ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله الهروي يقول : سمعت المنكدري يقول : سمعت أبا عبد الرحمن التميمي يقول هذا : أستخير الله تعالى أن أضرب على حديث سويد كله من أجل هذا الحديث الواحد في القراءة خلف الإمام قال الإمام أحمد رحمه الله : سويد بن سعيد تغير في آخر عمره وكثرت المناكير في حديثه ، وهذا الحديث عن أصحاب عبيد الله بن عمر موقوف غير مرفوع
(1/390)

343 - أخبرناه أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصفار ، ح وأخبرنا أحمد بن الحسن ، نا أبو العباس الأصم ، قالا : ثنا الحسن بن علي بن عفان ، نا ابن نمير ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان يقول : من صلى وراء الإمام كفاه قراءة الإمام وروي عن جابر الجعفي ، عن نافع من غير بيان رفعه
(1/391)

344 - أخبرنا أبو سعد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا إبراهيم بن شريك ، نا أحمد بن يونس ، نا الحسن بن صالح ، عن جابر ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » قال : ونا إبراهيم نا أحمد نا الحسن ، عن جابر ، عن نافع ، عن ابن عمر مثله جابر الجعفي متروك ورفعه في روايته غير ظاهر وروي عن مالك بن أنس عن نافع مرفوعا
(1/392)

345 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، في التاريخ أنا أحمد بن علي بن عبد الرحيم ، فيما عرضناه عليه من أصل كتابه أن جعفر بن سهل المذكر حدثهم نا عثمان بن عبد الله القرشي نا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من صلى وراء إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » قال : لنا أبو عبد الله : عثمان بن عبد الله هذا الذي زعم أنه قرشي كذاب وقح ظاهر الكذب وقدم خراسان فحدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وابن لهيعة وحماد بن سلمة ، وحماد بن زيد وغيرهم بأحاديث أكثرها موضوعة وذكر شيخنا عدة أحاديث من وضعه ونسب جعفر بن سهل هذا أيضا إلى الكذب ، وذلك بين لمن تأمل روايته وعثمان بن عبد الله هذا ذكره أبو أحمد بن عدي الحافظ في عداد من يضع الحديث نعوذ بالله من الخذلان والحديث في الموطأ موقوف في باب ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر
(1/393)

346 - أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق ، أنا أبو الحسن الطرائفي ، نا عثمان بن سعيد ، نا يحيى بن بكر ، نا مالك ، ح قال : وثنا القعنبي ، فيما قرأ على مالك عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، « كان إذا سئل : هل يقرأ أحد خلف الإمام ؟ يقول : إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام ، وإذا صلى وحده فليقرأ » قال : وكان عبد الله لا يقرأ خلف الإمام ، ورواية سالم عن ابن عمر تدل على صحة ما حمل مالك بن أنس رحمه الله عليه رواية نافع ، وقد ذكرناها في أخبار من ترك القراءة فيما يجهر بها ، وروي من وجه آخر عن نافع مرفوعا وليس بشيء
(1/394)

347 - أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني أبو سعيد محمد بن أحمد الخفاف ثنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن ياسين ، نا محمد بن الحسين الخزاعي ، نا محمد بن عبد الرحمن بن شيبة الكوفي ، نا أبي ، عن أبيه ، شيبة بن إسحاق عن إدريس بن يزيد الأودي ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » وفي هذا الإسناد قوم مجهولون ولم يكلفنا الله تعالى أن نأخذ ديننا عمن لا نعرفه ، وإذا وقف القاضي في قبول شهادة من لا يعرفه على درهم حتى يعرفه فأولى بنا أن نقف في رواية من لا نعرفه في مثل هذا الأمر العظيم حتى نعرفه وروي بإسناد مظلم عن أبي حنيفة عن نافع عن ابن عمر موقوفا
(1/395)

348 - وهو فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنه ذكر له حديث عن أبي بكر الحفيد وذلك فيما أجاز له قال : نا أبو بكر محمد بن الحسين الهمداني نا محمد بن عبد الرحمن نا القاسم بن عبد الواحد نا بكر بن حمزة قاضي قيسارية نا أبو حنيفة عن نافع ، عن ابن عمر « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن القراءة خلف الإمام » قال أبو عبد الله رحمه الله : وأنا أتعجب من مسلم يستحل أن يضع على إمامه مثل هذا الكذب الصراح الذي راويه داخل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حدث بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين قال : ولسنا نعرف محمد بن الحسين الهمداني ولا محمد بن عبد الرحمن ولا القاسم بن عبد الواحد ولا بكر بن حمزة ، وأبو حنيفة رحمه الله بريء من هذه الرواية الموضوعة عليه فإن روايته عن نافع قليلة وأحاديث معدودة لا تخفى على أهل النقل ، ولو كان لمثل هذا الخبر أصل عن أصحاب أبي حنيفة متى كانوا يتعلقون بالمرسل الذي رووه عن موسى بن أبي عائشة ؟ وروي من وجه آخر عن ابن عمر مرفوعا
(1/396)

349 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد البخاري نا أبو العباس محمد بن عون المروزي نا سويد بن نصر ، ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، حدثني أبو علي الحافظ ، نا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن الحارث البزاز نا القاسم بن عباد بن محمد الترمذي ، نا سويد بن نصر ، عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم عن الفضل بن عطية ، عن سالم ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول في عقيب هذا الخبر : هذا كذب باطل ، وأبو عصمة نوح بن أبي مريم كذاب قال الإمام أحمد رحمه الله : حال أبي عصمة في خروجه عن حد الاحتجاج برواياته لكثرة ما وجد من المناكير في أحاديثه أشهر من أن يحتاج هاهنا إلى نقل قول أهل العلم بالحديث فيه وقد تابعه محمد بن الفضل بن عطية في هذه الرواية عن أبيه وهو أضعف منه
(1/397)

350 - أخبرناه أبو بكر بن الحارث ، نا علي بن عمر الحافظ ، نا ابن مخلد ، نا محمد بن هشام بن البختري ، نا سليمان بن الفضل ، نا محمد بن الفضل بن عطية ، عن أبيه ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « » من كان له إمام فقراءته له قراءة « » قال علي بن عمر : محمد بن الفضل متروك
(1/398)

351 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثني علي بن حمشاذ ، وأبو النضر الفقيه ، قالا : نا محمد بن أيوب ، نا يحيى بن عبد الحميد الحماني ، أنا إسحاق بن سليمان ، عن معاوية بن يحيى ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، شك في رفعه قال : « من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » معاوية بن يحيى الصرفي ضعيف لا يحتج به وقد شك في رفعه ، ورفعه بهذا الإسناد باطل ، والمحفوظ عن معمر وابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه قال : يكفيك قراءة الإمام فيما يجهر
(1/399)

352 - أخبرنا أبو سهل بن نصرويه ، ثنا أبو الحسن الطغامجي ، نا أبو جعفر محمد بن عبد الله الماستني نا إسحاق بن منصور الكوسج ، نا أبو داود الحفري ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الله بن دينار ، عن عبد الله بن عمر ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القراءة خلف الإمام فقال : « الإمام يقرأ » ورفعه بهذا الإسناد باطل لا أصل له ، والحمل فيه على هذا الماستني ، ورواه شعبة عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر موقوفا بمعناه ولو جاز الاحتجاج بالحديث المجهول أو المعلول لكنا نحتج أيضا أو نعارض ما رواه من أمثاله
(1/400)

353 - بما أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران السكري ببغداد أنا علي بن محمد المصري ، نا يحيى بن عثمان ، نا ابن أبي مريم ، نا مسلمة ، حدثني الأوزاعي ، عن مكحول ، عن رجاء بن حيوة ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « هل تقرأون القرآن معي إذا كنتم معي في الصلاة ؟ » قالوا : نعم قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن » قال المصري : هكذا وقع في كتابي هذا الحديث عن عبد الله بن عمر في موضعين
(1/401)

354 - أخبرناه أبو الحسين علي بن أحمد المقرئ ببغداد أنا أحمد بن سلمان الفقيه ، نا محمد بن الهيثم القاضي ، نا ابن أبي مريم ، نا مسلمة بن علي ، فذكره بإسناده وقال : عن عبد الله بن عمرو ، قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال : لنا : « هل تقرأون معي إذا كنتم في الصلاة ؟ » قلنا : نعم قال : « فلا تفعلوا إلا بأم القرآن »
(1/402)

355 - أخبرنا علي بن أحمد المقرئ ، أنا أحمد بن سلمان ، أنا عبد الملك بن محمد ، نا أبو الوليد ، نا شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : سمعت عبد الله بن عمر ، وابن عتبة « يقرآن خلف الإمام » كذا وجدته ، والصواب عندي : عبد الله بن عمرو بن العاصي ، إلا أني قد وجدت له متابعا من حديث ليث بن أبي سليم ، وإن كنت لا أحتج برواية ليث
(1/403)

356 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا الحسن بن علي بن عفان ، نا أسباط ، عن ليث ، عن مجاهد ، أن عبد الله بن عمر « كان يقرأ خلف الإمام »
(1/404)

357 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه نا محمد بن يحيى بن سهل ، نا محمد بن يحيى ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث ، نا ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، أنه « قرأ خلف الإمام في صلاة الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة وفي الأخريين بأم الكتاب »
(1/405)

ذكر خبر آخر يحتج به من كره القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/406)

358 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو أحمد ، علي بن محمد بن عبد الله المروزي نا أحمد بن يوسف التغلبي ، ثنا غسان الموصلي ، ح وأخبرنا أبو سعد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا علي بن أحمد بن مروان ، نا علي بن حرب ، نا غسان بن الربيع ، نا قيس بن الربيع ، عن محمد بن سالم ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله عنه قال : « سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم : أقرأ خلف الإمام أم أنصت ؟ قال : » لا بل أنصت فإنه يكفيك « قال أبو أحمد : وهذا لا يرويه غير محمد بن سالم عن الشعبي ، وليس بالمحفوظ ، وقيس بن الربيع يرويه عنه قال : والضعف على روايات محمد بن سالم بين وقال لنا أبو عبد الله فيما قرئ عليه : هذا خبر في إسناده وسنده وهم من أوجه كثيرة منها : أنا لم نجد له راويا غير الحارث بن عبد الله الهمداني ، ثم روى بإسناده عن الشعبي أنه قال : كان الحارث من الكذابين وعن الشعبي أنه قال : ثنا الحارث وكان والله كذابا وعن إبراهيم النخعي أنه اتهم الحارث وعن مرة بن شراحيل أنه سمع من الحارث الأعور شيئا فأنكره فقال له : اقعد حتى أخرج إليك ، فدخل مرة الهمداني فاشتمل على سيفه ، وحس الحارث بالشر فذهب وعن أبي بكر بن أبي خيثمة قال : سئل يحيى بن معين عن الحارث صاحب علي رضي الله عنه فقال : ضعيف فما ظنكم بمن يستحل مرة بن شراحيل قتله ، وعامر الشعبي وإبراهيم النخعي جرحه وعن يحيى وعبد الرحمن أنهما كانا لا يحدثان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال أبو عبد الله رحمه الله : ثم نظرنا فإذا راوي هذا الخبر عن الشعبي أبو سهل محمد بن سالم وشأنه عند أئمة أهل العلم قريب من شأن الحارث بن عبد الله الهمداني ثم روى بإسناده عن يحيى القطان وعبد الرحمن أنهما كانا لا يحدثان عن محمد بن سالم ، ثم روى جرحه عن عبد الله بن المبارك ويحيى بن معين والبخاري قال أبو عبد الله : ثم نظرنا فإذا راوي هذا الخبر عن محمد بن سالم قيس بن الربيع وشأنه يقرب من شأن صاحبيه محمد بن سالم والحارث ، ثم روى بإسناده عن يحيى وعبد الرحمن بن مهدي أنهما كانا لا يحدثان عنه وروي عن يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الأئمة تضعيفه ، ثم روى عن علي رضي الله عنه أمره بالقراءة خلف الإمام وقد ذكرناه فيما مضى قال الإمام أحمد رحمه الله : وقد قيل : في هذا الحديث عن محمد بن سالم عن الشعبي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
(1/407)

359 - أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمد بن مخلد ، نا محمد بن إسماعيل الحساني ، نا علي بن عاصم ، عن محمد بن سالم ، عن الشعبي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا قراءة خلف الإمام » قال علي : هذا مرسل ثم روى حديث غسان بن الربيع على ما روينا ، ثم قال : عقيبه : تفرد به غسان وهو ضعيف ، وقيس ، ومحمد بن سالم ضعيفان ، والمرسل الذي قبله أصح منه ، والله أعلم هذا قول الدارقطني في كتابه فنقل من جمع في هذه المسألة ما وجد من الأخبار قول أبي الحسن الدارقطني رحمه الله : المرسل الذي قبله أصح منه ، ولم ينقل قوله في غسان بن الربيع ، وقيس بن الربيع ، ومحمد بن سالم ثم قال : لم يقدح فيه إلا من حيث الإرسال ، فثبت أن رواته ثقات ، ثم أطلق عليه لفظ الصحة حيث قال : هو أصح منه وهذا منه تلبيس بارد أليس قد جرح محمد بن سالم مع صاحبيه ؟ وإنما قال : المرسل الذي قبله أصح منه لأنه لم يجتمع معه ضعيفان آخران ، وحين أرسل لم يزد في التخليط بوصل الحديث وكيف يجوز أن يقال لم يقدح فيه إلا من حيث الإرسال وقد قال : محمد بن سالم ضعيف في هذا الموضع وفي مواضع من كتابه ، فهو ضعيف من حيث أنه مرسل وضعيف من حيث رواية محمد بن سالم ؟ غير أنه لم يصل الحديث فهو أصح من رواية من زاد في التخليط فوصل الحديث ويحتمل أن يكون وصله جاء من ضعيفين بعده : قيس بن الربيع وغسان بن الربيع ، فكانت رواية من رواه عن محمد بن سالم مرسلا أصح من رواية من رواه عنه موصولا هذا معنى قوله ، لا أنه حكم لأحدهما بالصحة ، وبالله التوفيق وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ أن أبا علي الحسين بن علي الحافظ أخبرهم قال : حديث محمد بن سالم عن الشعبي عن الحارث عن علي رضي الله عنه لا تتفكر فيه ؛ فإنه حديث باطل ، ومحمد بن سالم متروك الرواية عنه ، وبالله التوفيق
(1/408)

واحتج من قال بترك القراءة خلف الإمام بما روي عن علي رضي الله عنه موقوفا عليه بإسناد رواه ضعيف يكفي ذكره واختلاف الرواة فيه عن بيان ضعفه
(1/409)

360 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، نا إبراهيم بن شريك الأسدي ، نا أحمد بن يونس ، نا الحسن بن صالح ، عن أخيه ، عن ابن الأصبهاني ، ح وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة أن أبا علي الحافظ ، أخبرهم نا إبراهيم بن شريك بن الفضل الأسدي ، نا أحمد بن يونس ، نا الحسن بن صالح ، عن ابن أبي ليلى ، عن ابن الأصبهاني ، عن المختار بن عبد الله ، عن علي ، رضي الله عنه في الذي يقرأ خلف الإمام : « ليس على الفطرة » رواية أبي علي أصح من رواية ابن حيان فقد رواه أيضا محمد بن الفضل بن سلمة عن أحمد بن يونس عن عمرو بن عبد الغفار ، وأبي شهاب والحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى عن ابن الأصبهاني
(1/410)

361 - وأخبرنا أبو سعد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي ، نا بهلول الأنباري ، نا سعيد بن منصور ، نا أبو شهاب ، عن ابن أبي ليلى ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن ابن أبي ليلى ، عن علي ، رضي الله عنه قال : « ليس على الفطرة من قرأ خلف الإمام » قوله : عن ابن الأصبهاني عن ابن أبي ليلى يحتمل أن يكون المراد به المختار بن عبد الله بن أبي ليلى كما رواه أحمد بن يونس عن أبي شهاب
(1/411)

362 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أنا علي بن عمر الحافظ ، نا بدر بن الهيثم القاضي ، نا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، نا وكيع ، عن علي بن صالح ، عن ابن الأصبهاني ، عن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال علي رضي الله عنه : « من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة » وكذلك رواه أبو حفص الأبار عن ابن أبي ليلى عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن المختار بن عبد الله عن أبيه عن علي رضي الله عنه أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم أنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني نا أبو أحمد بن فارس قال : قال محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله : قال وكيع فذكر هذا الإسناد ثم قال : ولا يصح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنا علي بن عمر الحافظ قال : خالفه قيس بن الربيع وابن أبي ليلى عن ابن الأصبهاني ، ولا يصح إسناده قال الإمام أحمد رحمه الله : أما رواية محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابن الأصبهاني فقد مضت ، وأما رواية قيس بن الربيع
(1/412)

363 - فأخبرنا أبو بكر بن الحارث ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي ، نا عمي عبد العزيز بن محمد ، نا قيس ، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة »
(1/413)

364 - وكذلك رواه الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : سمعت عليا ، رضي الله عنه يقول : « من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة » أخبرناه أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن التاجر بالري أنا أبو حاتم الوسقندي أنا إسحاق الدبري عن عبد الرزاق عن الحسن بن عمارة فذكره ولقيس بن الربيع فيه إسناد آخر ولا يصح
(1/414)

365 - أخبرناه أحمد بن محمد الفقيه ، أنا علي بن عمر ، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا أحمد بن يحيى بن المنذر ، من أصل كتاب أبيه نا أبي ، نا قيس ، عن عماد الدهني ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : قال علي رضي الله عنه : « من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة » أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ قال : سمعت ابن حماد يقول : قال البخاري : عبد الله بن بشار ، هو ابن أبي ليلى ، ولا يصح عن علي رضي الله عنه
(1/415)

366 - ورواه سوار بن مصعب وهو ضعيف عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال : « من قرأ خلف الإمام فقد أخطأ الفطرة أو ترك الفطرة » أخبرناه أبو بكر بن الحارث ، أنا أبو محمد بن حيان ، نا محمود الواسطي ، نا زحمويه ، نا سوار بن مصعب فذكره
(1/416)

367 - ورواه محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن عبد الرحمن بن الأصبهاني ، عن ابن أبي ليلى ، عن علي ، رضي الله عنه قال : « من قرأ خلف الإمام لم يصب الفطرة » أخبرناه أبو سعد الماليني ، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ ، نا ابن صاعد ، نا علي بن سعيد بن مسروق الكندي ، نا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، فذكره قال أبو أحمد : محمد بن سليمان هذا قليل الحديث ، ومقدار ما له قد أخطأ في غير شيء منه
(1/417)

368 - وروى عن أبي إسرائيل الملائي عن الحكم أو غيره عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال : علي رضي الله عنه : « من اقترأ خلف الإمام فليس على الفطرة » أخبرناه أبو بكر بن الحارث ، أنا أبو محمد بن حيان ، نا محمد بن نصير ، نا إسماعيل بن عمرو ، نا أبو إسرائيل ، فذكره وليس لهذا أصل عن الحكم ، وقد شك فيه الملائي ، وليس بثقة والحديث يدور على ابن الأصبهاني على الاختلاف الذي ذكرنا أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنا أبو محمد بن حيان نا محمد بن عمرو نا صالح بن أحمد نا علي بن المديني قال : سمعت عبد الرحمن قال : سألت سفيان الثوري عن حديث ابن الأصبهاني في القراءة خلف الإمام ، فقال : قد سألته عنه فشك فيه أو فلم يصححه
(1/418)

369 - ورواه شعبة بن الحجاج عن ابن أبي ليلى قال : أخبرني رجل أنه سمع أباه يحدث عن علي رضي الله عنه قال : « يكفيك قراءة الإمام » أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنا علي بن عمر نا ابن مخلد نا الصنعاني نا أبو النضر نا شعبة فذكره وفيما أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أن أبا علي الحافظ أخبرهم قال : هذا حديث مضطرب الإسناد فاسد ، ولا يجوز الاحتجاج بمثل هذا الإسناد ، ولا يوقف على سماع عبد الرحمن بن الأصبهاني عن المختار بن أبي ليلى ولا سماع المختار عن أبي ليلى من علي رضي الله عنه والذي رواه عمار الدهني عن ابن أبي ليلى هو عندي المختار بن أبي ليلى فإن الحديث راجع إلى حديث المختار ولو ثبت سماع بعضهم من بعض لما جاز الاحتجاج بمثل المختار وذكر محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله حديث المختار بن عبد الله بن أبي ليلى عن أبيه عن علي رضي الله عنه ثم قال : لم نسمع للمختار بن عبد الله ولا لعبد الله بن أبي ليلى إلا في هذا الخبر ، وهذا كذب وزور على علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد أمليت خبر الزهري عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يقول : اقرأ في الظهر والعصر خلف الإمام في كل ركعة بأم الكتاب وسورة وهذا إسناد متصل قد رواه العدول الزهري الذي لم يكن في زمانه أعلم بالأخبار ولا أحفظ لها ولا أحسن سياقا للحديث منه ، عن عبيد الله بن أبي رافع كاتب علي رضي الله عنه ، ولا يرفع هذا الخبر الذي روي بإسناد صحيح متصل برواية مثل المختار بن عبد الله عن أبيه إلا جاهل بالعلم أو متجاهل ، ولا يعتقد هذه المقالة التي رويت في خبر ابن أبي ليلى ولا يضيفها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع علمه وجلالته وفقهه من يعرف أحكام الإسلام ؛ إذ الفطرة عند من يحتج بهذا الخبر هي الإسلام ، فيجب على قبوله مقالة المحتج بهذا الخبر أن يرى القاريء خلف الإمام مخالفا للإسلام ، ومخالف الإسلام غير مسلم ، وبسط الكلام في هذا ، ولا يقول : بهذا أحد تعلمه
(1/419)

370 - أخبرنا بالحديث الذي ذكره ابن إسحاق أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن أحمد بن حمدون ، نا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ، نا عمرو بن علي ، نا يزيد بن زريع ، نا معمر ، عن الزهري ، عن عبد الله بن أبي رافع ، عن علي ، رضي الله عنه قال : « اقرأ في صلاة الظهر والعصر خلف الإمام بفاتحة الكتاب وسورة » وهذا الإسناد من أصح الأسانيد في الدنيا
(1/420)

ذكر خبر آخر يحتج به من كره القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/421)

371 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنا أبو الحسن أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي نا محمد بن إسماعيل السلمي ، نا محمد بن عباد الرازي ، نا إسماعيل بن إبراهيم التيمي ، عن سهل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة » أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا : أنا علي بن عمر الحافظ قال : أبو يحيى التيمي يعني إسماعيل بن إبراهيم ، ومحمد بن عباد الرازي ضعيفان قال الإمام أحمد رحمه الله : وروينا عن محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله أنه قال : إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي كوفي قال ابن نمير : هو ضعيف جدا
(1/422)

372 - وروي من وجه آخر عن أبي هريرة ، كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، أنا أحمد بن بشر بن سعد المرثدي ، نا فضيل بن عبد الوهاب ، نا خالد يعني الطحان ، ح قال أبو عبد الله : وأخبرني أبو بكر بن عبد الله ، نا الحسن بن سفيان ، نا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي ، نا أبي ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج (1) إلا صلاة خلف إمام » قال الشيخ أبو بكر رحمه الله في عقب هذا الخبر : هذا خبر فيه نظر لا يثبته أهل المعرفة بالحديث قالوا : أخطأ فيه خالد وقلب متن الحديث ، وجعل قوله : إني أكون أحيانا خلف الإمام ، فقال : إلا خلف إمام سهوا منه والدليل على خطئه وقلب متن الحديث
__________
(1) خداج : ناقصة غير كاملة
(1/423)

373 - ما أخبرناه محمد بن أيوب أنا داود بن إبراهيم يعني القزويني نا شعبة عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال : « كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج (1) فقلت : وإن كنت خلف إمام ؟ فقال : اقرأ في نفسك » قال : لنا أبو عبد الله رحمه الله : شيخنا أبو بكر فلقد وفق لانتزاع علة هذا الخبر وذكر موضع الوهم فيه ، إلا أن هذا الوهم عندي من عبد الرحمن بن إسحاق ؛ فإنه به أليق ، وروى بإسناده عن يحيى بن معين أنه سئل عن عبد الرحمن بن إسحاق فقال : كان ضعيفا وروينا عن أحمد بن حنبل أنه قال : هو منكر الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله : ومذهب أبي هريرة في القراءة خلف الإمام أشهر من أن يمكن التلبيس عليه ، ورواية شعبة وجدتها في كتابي عن شيخنا أبي عبد الله رحمه الله ، عن أبي بكر بن إسحاق موقوفة وهي في الأصل مرفوعة قد ذكرناها فيما مضى
__________
(1) خداج : ناقصة غير كاملة
(1/424)

374 - وأخبرنا الإمام أبو عثمان ، رضي الله عنه أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا جدي ، نا محمد بن بشار ، بندار نا يحيى بن سعيد ، نا شعبة ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج (1) » ثلاث مرات قلت : فإن كنت خلف الإمام ؟ قال : فاقرأ في نفسك « قال : وحدثنا محمد بن بشار ، وأبو موسى قال بندار : نا محمد ، وقال أبو موسى : حدثني محمد بن جعفر ، نا شعبة ، بهذا الإسناد مثله قالا في الحديث : قال : أبي : أرأيت إن كنت خلف الإمام ؟ قال : » فأخذ بذراعي وقال : يا ابن الفارسي ، اقرأ في نفسك «
__________
(1) خداج : ناقصة غير كاملة
(1/425)

ذكر خبر آخر يحتج به من لم ير القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/426)

375 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن منصور التاجر أنا الهيثم بن خلف الدوري ، نا أبو موسى ، ح وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه ، أنا أبو محمد بن حيان ، نا محمد بن محمد بن سليمان ، نا أبو موسى الأنصاري ، نا عاصم بن عبد العزيز ، نا أبو سهيل ، عن عون ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يكفيك قراءة الإمام خافت (1) أو جهر » أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو بكر بن الحارث أنا علي بن عمر الحافظ ، نا محمد بن مخلد ، نا أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان ، نا إسحاق بن موسى الأنصاري ، فذكر هذا الحديث غير أنه قال : خافت أو قرأ قال أبو موسى : قلت : لأحمد بن حنبل في حديث ابن عباس هذا في القراءة فقال : هذا منكر قال : علي بن عاصم ليس بالقوي ورفعه وهم وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه قال : عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب على حديثه الوهم والخطأ قال : وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ : عون بن عبد الله هو عندي ابن عبد الله بن عتبة لم يسمع من ابن عباس شيئا وهو عندي وهم ، فقد روي عن ابن عباس بخلافه وروى بإسناد مظلم عن المسيب بن شريك عن الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا وهو إن سلم محمد قبل المسيب فلا يسلم منه فإنه ضعيف ولا من الحسن بن عمارة فإنه متروك
__________
(1) المخافتة : خفض الصوت
(1/427)

376 - وروى بإسناد آخر مجهول عن نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم : « أما تكتفون بقراءتي ؟ إن الإمام ضامن للصلاة » ولسنا نقبل رواية المجهولين ، ثم هو منقطع ؛ الضحاك لم يلق ابن عباس
(1/428)

377 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني بالويه بن محمد بن بالويه أبو العباس المرزباني ، ثنا أبو العباس محمد بن شادل بن علي ثنا عمر بن زرارة ، ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن علي بن كيسان ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ، فلا صلاة إلا وراء الإمام » قال : لنا أبو عبد الله : لم نسمع بعلي بن كيسان إلا في هذا الإسناد قال الإمام أحمد رحمه الله : كيف يصح هذا عن ابن عباس وقد روينا عن عطاء عن ابن عباس أنه قال : « اقرأ خلف الإمام جهر أو لم يجهر » وفي رواية أخرى عن عطاء عن ابن عباس : « لا تدع فاتحة الكتاب جهر الإمام أو لم يجهر »
(1/429)

378 - وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه ، أنبأ أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن شريك ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا زهير أبو إسحاق ، عن العيزار بن الحريث ، عن ابن عباس ، قال : لا تصل صلاة إلا قرأت فيها من القرآن وإن لم تقرأ إلا بفاتحة الكتاب
(1/430)

379 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة أن أبا علي الحافظ ، أخبرهم ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي ، ثنا مروان بن معاوية الفزاري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، ثنا الفراء بن حرب ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : « اقرأ خلف الإمام بفاتحة الكتاب » وهذا إسناد صحيح لا غبار عليه
(1/431)

380 - وأنبأني أبو عبد الله ، إجازة أن أبا علي الحافظ ، أخبرهم أنبأ أبو خليفة ، أنبأ أبو معمر ، ثنا عبد الوارث ، ثنا أيوب ، عن أبي العالية ، قال : سألت ابن عباس قال : « كل صلاة قرأ فيها إمامك فاقرأ معه ما قل أو كثر ، وليس كتاب الله قليل »
(1/432)

ذكر خبر آخر يحتج به من لم ير القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/433)

381 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، ثنا محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم ، أنبأ إبراهيم بن محمد بن الحارث المكتب ، أنبأ إسماعيل بن عمرو ، أنبأ الحسن بن صالح ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة »
(1/434)

382 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، أنبأ عبد الله بن أيوب القربي ، أنبأ شيبان ، أنبأ الربيع بن بدر ، أنبأ أبو هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : « سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل خلف الإمام لا يقرأ شيئا أيجزئه (1) ذلك ؟ قال : » نعم «
__________
(1) يجزئ : يكفي ويغني ويقضي
(1/435)

383 - وقيل من وجه آخر مظلم عن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم : « من صلى خلف إمام فإن قراءة الإمام له قراءة » وهذا حديث يدور على أبي هارون دون عمارة بن جوين العبدي . . والربيع بن بدر عليلة وعلى بعض من يجهل وقد قال أبو داود السجستاني : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أبو هارون العبدي متروك الحديث . وقد قال محمد بن إسماعيل البخاري : عمارة بن جوين أبو هارون العبدي كذاب . وأما الربيع بن بدر فقد ضعفه يحيى بن معين وقتيبة وغيرهما وكيف يصح ذلك عن أبي سعيد الخدري وقد روينا عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنه قال : « أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر ؟ » وكانوا يصلون خلف النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي نضرة قال : سألت أبا سعيد الخدري عن القراءة خلف الإمام فقال : بفاتحة الكتاب ولو جاز الاستدلال بحديث عليلة بن بدر وأمثاله لاحتججنا نحن أيضا بما
(1/436)

384 - حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد السراج ، أنبأ أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن ميكال أنبأ عبد الله الأهوازي ، ثنا داهر بن نوح ، ثنا عليلة بن بدر ، ثنا أيوب السختياني ، عن عبد الرحمن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة ثم أقبل بوجهه علينا فقال : « تقرأون خلف الإمام بشيء ؟ » فقال بعضهم : نقرأ ، وقال بعضهم : لا نقرأ فقال : « اقرأوا بفاتحة الكتاب » وهذا وإن كان رواية الربيع بن بدر وهو ضعيف فلا يخرج الحديث من أن يكون له أصل من حديث أيوب السختياني فقد رواه عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا ، وعن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن محمد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الذي رواه عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد ليس له أصل من رواية الثقات
(1/437)

ذكر خبر آخر يحتج به من لم ير القراءة خلف الإمام وبيان ضعفه
(1/438)

385 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، رحمه الله في التاريخ ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن القاسم السرخسي ثنا أحمد بن عبد الرحمن السرخسي ثنا إسماعيل بن الفضل ثنا عيسى بن جعفر ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بلال قال : « أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أقرأ خلف الإمام » قال أبو عبد الله الحافظ : هذا باطل والثوري يبرأ إلى الله عز وجل منه وأخبرنا أبو عبد الله في كتاب التلخيص قال : قال لي أبو سعيد يعني الرأي : ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن القاسم المنكود ثنا أحمد بن عبد الرحمن السرخسي ثنا أبو علي إسماعيل بن الفضل فذكره بإسناده مثله ثم قال : وهذا الخبر من النوع الذي يقال : إنه لا يستوي سماعه فلو صح مثله عن الثوري لما خفي ولما وقع الخلاف في صحته فنقول وبالله التوفيق : إن عيسى بن جعفر قاضي الري ثقة ثبت لا يحتمل مثل هذا الدنس فالراوي عنه لا يخلو من وجهين : إما أن يكون صدوقا دخل له حديث في حديث ، أو كذابا وضع هذا الحديث على عيسى بن جعفر وبسط الكلام فيه واحتج بعض الناس الخبر وحكى من كلام شيخنا أبي عبد الله الحافظ رحمه الله توثيقه عيسى بن جعفر وترك سائر كلامه ، ونقل عن التاريخ حديثه عن أبي حامد نفسه وترك كلامه على الحديث ، وليس ذلك بإنصاف والله المستعان
(1/439)

ذكر خبر آخر يحتج به من لا يعلم
(1/440)

386 - أخبرنا القاضي أبو عمرو محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم رحمه الله أنبأ أبو الحسين عبد الواحد بن الحسن ، بنيسابور أنبأ الحسين بن بهان العسكري ، أنبأ عبد الله بن حماد ، أنبأ سليمان بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق الأندلسي ، أنبأ مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب ، عن النواس بن سمعان ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، وكان عن يميني رجل من الأنصار فقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا ، فلما قضى صلاته قال : « من قرأ خلفي ؟ قال الأنصاري : أنا يا رسول الله قال : » فلا تفعل ، من كان له إمام فإن قراءة الإمام له قراءة « وقال للذي يلعب بالحصا : » هذا حظك من صلاتك « هذا إسناد باطل فيه من لا يعرف ، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العكاشي فهو كذاب يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة ، ولو كان عند الناس مالك عن يحيى عن سعيد بن المسيب مثل هذا الحديث لما فزع من لم ير القراءة خلف الإمام إلى رواية ابن شداد وغيره وينبغي لمن يحتج بمثل هذا الإسناد وقد نظر في علم الحديث أن يستحي من ربه عز وجل وبالله التوفيق » واحتج بعض الناس بأخبار واهية ذكرنا بعض ما بلغنا من طعن الحفاظ فيها ، ثم قال : لم ينفصل المخالفون عن هذه الأخبار على كثرتها واتصال سندها واشتهار رواتها إلا بما لا حاصل من قولهم : تفرد فلان به ، وفلان غير حجة وفلان ضعيف وما أشبه ذلك ثم ساق الكلام إلى أن قال : وجرحهم الرجل من غير بيان سبب الجرح غير مؤثر ولا معمول به لأن المعلوم من عادتهم أنهم يجرحون بما لا يوجب الجرح ، ومن نظر في كتابنا هذا وقف على خلاف ما وصف به أخباره ففيها من الانقطاع وجهالة الرواة والمشهور منهم بالوضع ، ثم بالخطأ في الرواية ما لا يحصى ومن لا يعد دنس ما ثنى هذا الرجل على أئمة أهل النقل ومزكي رواة الأخبار بأنهم يجرحون بما لا يوجب الجرح ، وعهدنا منهم وهم لخشيتهم الله تعالى وتقواهم لم يحابوا فيما جرحوا أو عدلوا ، غير أن أهل العلم بالحديث يختلفون في بعض أسباب الجرح ، فربما يختلفون في جرح إنسان لاختلافهم في سببه كمزكي الشهود ، وربما يقف بعضهم على جرح إنسان دون بعض ، فيكون القول قول من وقف عليه دون من خفي عليه ، ويكون علينا النظر في أقاويلهم ، والعمل على ما يوجب العلم في الجرح والتعديل ، فإن أطلق الجرح فمن مذهب العراقيين قبول الجرح في الشهود على الإطلاق ، فما بال هذا الرجل لا يقبله في رواة الأخبار ، وكان نسي مذهب صاحبه في الشهادة حتى قال هذا القول في الرواية وأما نحن فإنا لا نقبل من الأحاديث إلا حديثا قد عرفت رواته بالعدالة والصدق في الرواية ، فإذا كان بعض رواته مطعونا فيه عند أئمة أهل النقل فأدنى حاله أن يكون غير ثابت العدالة والصدق فلا نقبل حديثه حتى نقف من حاله على ما يوجب قبول خبره ، ومن ثبت عدالته وعرف بالصدق في روايته فطعن فيه بعضهم~ لم يقدح ذلك فيه حتى يذكر من حاله ما يوجب الجرح ، فإذا ثبت جرحه سقطت عدالته كما نقول في الشهادة ، فنحن بحمد الله ونعمته قد استعملنا هذا الأصل في قبول ما قبلنا من الأخبار ورد ما رددنا منها في هذه المسألة وغيرها غير أن بيان ذلك فيمن عدلنا وفيمن جرحنا يطول بذكره الكتاب وقد صنف فيه مزكو الأخبار كتبا كثيرة من أحب الوقوف على ذلك نظر فيها واجتهد في معرفتها فيقف عليه إن شاء الله وادعى هذا الرجل أن أكبر ما يعلم به صحة الحديث أن يكون موافقا لكتاب الله عز وجل ، ولذلك ورد الشرع بعرض الحديث على الكتاب ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم به في عدة أخبار ، وما احتج به من الأخبار موافق لكتاب الله عز وجل وللنص الذي قدمه والإجماع الذي حكاه ، فثبت صحتها وهذه الدعوى باطلة والأخبار التي وردت في عرض الحديث على الكتاب مردودة ، وهي في الانقطاع وضعف الرواة وجهالة بعضهم كالأحاديث التي احتج بها في هذه المسألة ، وقد ذكرناها في كتاب المدخل وبينا عللها وضعفها ، من أراد الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله والذي زعم من موافقة أخباره كتاب الله عز وجل فليس كذلك ففي كتاب الله عز وجل أن عمل كل إنسان لنفسه دون غيره قال الله عز وجل : ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى (1) ) وقال تعالى : ( لتجزى كل نفس بما تسعى (2) ) وقال : ( لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت (3) ) وهو يقول بأخباره الواهية أن عمل الإمام في القراءة للمأموم والإمام وأن للمأموم ما لم يكسب ولم يسع بقراءة الإمام ، والأصول مبنية على أن الإنسان لا ينتفع بفعل غيره إلا فيما خصصتها سنة صحيحة كالحج والعمرة وما يقضى عن الميت من الدين والزكاة والدعاء ثم الحج والعمرة لا يكونان مشتركين بين الفاعل والمفعول عنه ، بل يكونان عن المفعول عنه ، وكذلك غيرهما من الزكاة وغيرها ومن قال : قراءة الإمام للمأموم قراءة جعلها مشتركة بين الإمام والمأموم وخالف ظاهر الخبر الذي احتج به من حيث أنه جعلها للمأموم وهو جعلها للإمام والمأموم وخالف ظاهر الكتاب من حيث أنه جعل لكل نفس ما سعت وكسبت وهو جعل سعي الإمام وكسبه بين الإمام والمأموم فهو مخالف للكتاب ولأخباره الواهية جميعا من هذا الوجه ، وأخباره الواهية مخالفة لظاهر الكتاب كما بينا ، فليس في كتاب الله عز وجل ما يوافق أخباره الواهية بحمد الله ونعمته وأما ما ادعى من النص فباطل لأن النص ما لا يحتمل التأويل ، وقد حملنا ما احتج به من الكتاب والأخبار على وجوه صحيحة واستدللنا على صحتها بدلائل واضحة وقول الله عز وجل : ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون (4) ) مما يحتج به أهل الحجاز ويحتج به لقول الشافعي رحمه الله في القديم وكذلك ما ورد في معناه من الأخبار ، فاحتجاج هذا الرجل به وبتلك الأخبار كالمتشبع بما لم يعط ، وفي التلبيس كلابس ثوبي زور ، وهو لا يفصل بين ما يسمع من القرآن وبين ما لا يسمع وظاهر الآية وتلك الأخبار توجب التفصيل ثم قد حملنا تلك الأخبار إن صحت على ترك الجهر بالقراءة وعلى ترك قراءة السورة ، وكذلك الآية ونقلنا الأخبار في سبب نزولها وهو أنها نزلت في رفع الأصوات وهم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي كلام بعضهم بعضا ونحن لا نكلم في الصلاة ولا نرفع أصواتنا خلف الإمام بالقراءة بل نقرأ بفاتحة الكتاب في سكتة الإمام أو معه سرا دون الجهر لقوله عز وجل : ( واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال (5) ) وهو وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به هو وغيره ، وحمله على غيره في صلاة الصبح والركعتين الأوليين من المغرب والعشاء أولى لأنه صلى الله عليه وسلم كان إماما يجهر فيها بالقراءة ، فالمأموم هو الذي يذكر الله في نفسه ويقرأ الفاتحة دون الجهر كما أمر الله عز وجل به في هذه الآية ويستمع لقراءة الإمام وينصت له بالإمساك من الجهر بالقراءة وعن قراءة السورة وعن كلام بعضهم بعضا كما أمرت به في الآية الأولى فقد قلنا بمقتضى الآيتين وسائر الآيات التي ذكرناها لم نخالف شيئا منها بحمد الله ونعمته وما ادعى من الإجماع أبطل ، فهذه المسألة مشهورة بما فيها من الاختلاف فأنى إجماع معه فيما ذهب إليه حتى يدعيه مرة بعد أخرى ، لولا الجهل بمذهب أهل العلم ، والتجاهل أو الاعتراض برواية الضعفاء ، والله يعصمنا عن أمثال ذلك برحمته واحتج بعض الناس في هذه المسألة بأحاديث أخر مجهولة ومنقطعة ثم ذكر فصلا في صحة الاحتجاج بالمراسيل والكلام في المراسيل وفي رواية المجهولين موضعه الأصول وقد ذكرنا في كتاب المدخل ما ورد فيه من الآثار وذكرنا فيه وفي غيره ما يقبل من المراسيل عند اقتران ما يوكده به وما يرد منه فمن أحب الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله تعالى فأما ما ذكر هذا القائل من إرسال الصحابة رضي الله عنهم فمراسيل الصحابة رضي الله عنهم مقبولة ، وكذلك مراسيل كبار التابعين إذا انضم إليها ما يوكدها من عدالة رجال من أرسل منهم حديثه وشهرتهم واجتناب رواية الضعفاء والمجهولين ومتابعته من أرسل ذلك الحديث بعينه ممن قبل العلم من غير رجاله أو موافقة مرسله قول بعض الصحابة أو أقوال عوام من أهل العلم ، ولم يخالف مرسله حديثا متصلا معروفا ، فإذا خالفه كان المتصل المعروف أولى فأما من بعد كبار التابعين الذين يتساهلون في الرواية عن المجهولين والضعفاء فإنا لا نقبل مراسيلهم لأنا لا ندري أحمل الذي أرسل منهم حديثا حديثه عن موثوق به أو مرغوب عنه
__________
(1) سورة : النجم آية رقم : 39
(2) سورة : طه آية رقم : 15
(3) سورة : البقرة آية رقم : 286
(4) سورة : الأعراف آية رقم : 204
(5) سورة : الأعراف آية رقم : 205
(1/441)

387 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله في ذكر المراسيل : « فأما من بعد كبار التابعين فلا أعلم منهم واحدا يقبل مرسله لأمور : أحدها أنهم أشد تجوزا فيمن يروون عنه ، والآخر أنه توجد عليهم الدلائل فيما أرسلوا لضعف مخرجه ، والآخر كثرة الإحالة في الأخبار ، وإذا كثرت الإحالة كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه »
(1/442)

388 - وروى مسلم بن الحجاج رحمه الله في خطبة كتابه بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : « إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته (1) أبصارنا وأصغينا (2) إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعبة والذلول (3) لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف » وعن ابن سيرين قال : لقد أتى على الناس زمان وما سئل عن إسناد الحديث فلما وقعت الفتن سئل عن إسناد الحديث وعن عبد الله بن المبارك قال : الإسناد من الدين ، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ولكن إذا قيل من حدثك ؟ اتقى وروينا عن الشافعي أنه قال : يقولون نحابي ولو حابينا لحابينا الزهري ، وإرسال الزهري ليس بشيء ، وذاك أنا نجده يروي عن سليمان بن أرقم قال الإمام أحمد رحمه الله : وكذلك إبراهيم النخعي وإن كان ثقة فإنا نجده يروي عن قوم مجهولين لا يروي عنهم غيره مثل هني بن نويرة وحزافة الطائي وقرثع الضبي ويزيد بن أويس وغيرهم ، والحكايات في عوار المراسيل كثيرة ، وأنا أذكر منها هنا واحدة
__________
(1) ابتدر الشيء وله وإليه : عجل إليه واستبق وسارع
(2) أصغى : أحسن الاستماع
(3) ذلول : سهل منقاد
(1/443)

389 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ، أنبأ عبد الكبير بن عمر الخطابي ، بالبصرة ثنا محمد بن سعيد القطان ، قال : سمعت نصر بن حماد ، يقول : كنا قعودا على باب شعبة نتذاكر فقلت : حدثني إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء ، عن عقبة بن عامر قال : « كنا نتناوب رعية الإبل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فجئت ذات يوم النبي صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه قال : فسمعته يقول : » من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين واستغفر الله إلا غفر له « قال : بخ بخ قال : فجذبني رجل من خلفي ، فالتفت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال : الذي قال قبل أحسن قلت : وما قال ؟ قال : » من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت « قال : فخرج شعبة فلطمني ثم رجع فدخل ، قال : فتنحيت من ناحية ثم خرج بعد فقال : ما له قعد يبكي ؟ فقال له عبد الله بن إدريس : إنك قد أسأت إليه قال : انظر فإنه يحدث عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبة : أنا قلت لأبي إسحاق : من حدثك ؟ قال : حدثني عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر قلت : سمع عبد الله بن عطاء من عقبة بن عامر قال : فغضب ، ومسعر بن كدام حاضر فقال : قد أغضبت الشيخ ، فقلت : لتصححن هذا الحديث فقال مسعر : عبد الله بن عطاء بمكة قال شعبة : فرحلت إلى مكة فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته فقال : سعد بن إبراهيم حدثني قال شعبة : ثم لقيت مالك بن أنس فقال : سعد بالمدينة لم يحج العام قال شعبة : فرحلت إلى المدينة فلقيت سعدا فسألته فقال : الحديث من عندكم ، زياد بن مخراق حدثني قال شعبة : فلما ذكر زيادا قلت : أي شيء هو لهذا الحديث بينما هو كوفي إذ صار مكيا إذ صار مدنيا إذ صار بصريا ؟ قال شعبة : فرحلت إلى البصرة فلقيت زياد بن مخراق ، فسألته ، فقال : ليس الحديث من شأنك قلت : حدثني قال : لا نريده قلت : حدثني به ، فقال : حدثني شهر بن حوشب ، عن أبي ريحانة ، عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شعبة : فلما ذكر شهرا قلت : دمي على هذا الحديث لو صح هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلي من أهلي ومالي والناس أجمعين » وقد روى هذه الحكاية عبد الرحمن بن مهدي وبشر بن المفضل وغيرهما عن شعبة مختصرا واحتج بعض الناس في جملة ما احتج به من المراسيل بما
(1/444)

390 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال : قرأ علي ابن وهب حدثك يحيى بن عبد الله بن سالم العمري ، ويزيد بن عياض أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من كان منكم له إمام فأتم به فلا يقرأن معه فإن قراءته له قراءة » ثم قال : يحيى هو ابن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر العدوي ، ويزيد هو ابن عياض بن جعدبة الليثي البصري ، وكلاهما ثقتان وجعل يعتد به لأنه يمنع من التأويل ، ويحيى بن عبد الله فيه نظر ويحتمل أن يكون ابن وهب حمل لفظ حديثه على حديث يزيد ، ويزيد بن عياض قد جرحه كافة أهل العلم بالحديث ذكره أبو أحمد بن عدي في الضعفاء وروى بإسناده ، عن مالك بن أنس أنه سئل عن ابن سمعان فقال : كذاب قيل : فيزيد بن عياض قال : أكذب وأكذب وعن يحيى بن معين قال : يزيد بن عياض ليس بشيء ، ولا يكتب حديثه وفي رواية أخرى عن يحيى قال : ليس بشيء وضعيف وعن البخاري قال : يزيد بن عياض مدني متروك الحديث والحديث وإذا كان أقاويل أهل الحفظ فيه على هذه الجملة فمن أين جاء له توثيقه ؟ إلا أنه روى ما يوافقه فصار عنده ثقة ، ومحمد بن إسحاق بن يسار روى ما يخالفه فصار عنده غير ثقة وإن صح هذا اللفظ فيحتمل أن يكون المراد بقوله : فلا يقرأن معه أي فلا يجهرن بالقراءة معه ، فإن قراءته له قراءة أي جهره له جهر
(1/445)

391 - واحتج بعض الناس بحديث رواه بإسناد له عن محمد بن يزيد عن المؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن أسامة بن زيد عن القاسم بن محمد قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « لا يقرأ خلف الإمام جهر أو لم يجهر » ولا أدري تعمد في تحويل هذا القول من ابن عمر إلى عمر أو أوهم ، فهذا الحديث في الجامع لسفيان الثوري رحمه الله
(1/446)


http://islamport.com/d/1/ajz/1/186/598#
 
أعلى