العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

أطروحة دكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

إنضم
10 مايو 2012
المشاركات
36
التخصص
أصول الفقه
المدينة
ثنية الحد
المذهب الفقهي
أهل الحديث
تم بحمد الله و توفيقه بالأمس مناقشتي لأطروحة الدكتوراه الموسومة بـ" منهج النقد في الفقه الإسلامي ، المذهب المالكي أنموذجا ، دراسة تحليلية" بجامعة وهران - الجزائر بعد سبع سنوات مضنية من البحث و الدراسة وهذه نتائج البحث:
الخاتمة:
و تتضمن ما يلي:
أولا: نتائج البحث.
توصلت من خلال البحث في هذا الموضوع إلى النتائج التالية:
1- النقد منهج من مناهج البحث العلمي المهمة، حيث يعتبر أساسا لبناء المعرفة الصحيحة، و أداة لتقويمها، و أحد أسباب تطور العلوم، ووسيلة لإصلاح الخلل الحاصل في كل جوانب المعرفة.
2- يعرف النقد بأنه:" عملية رصد لمواطن الخطأ و الصواب ، في موضوع علمي معين ، بعد دراسته و فحصه ، يستند فيه الباحث إلى الأصول و الثوابت العلمية المقررة في مجال العلم الذي ينتمي إليه هذا الموضوع، وذلك من أجل تقويم و تصحيح بعض المفاهيم المتعلقة بذلك الموضوع".
3- يتناول النقد كل إنتاج بشري يعتريه النقص و الخطأ، ولا يكون إلا بعد دراسة و تمحيص للموضوع، و لا يمارسه إلا شخص متخصص في ذلك العلم يعرف أصوله و قواعده.
4- ارتبط النقد وجودا و عدما بوجود الإنسان و ظهور فكره ، فالإنسان ناقد بالطبع ، لما أوتي من مؤهلات ذهنية و نفسية خاصة به ، جعلته يرتاح للحسن و ينقبض عن القبيح ، و حيثما كان لحركته في الحياة فكرا و أثرا ثقافيا ، كان النقد يتحرك في روحه و يسير إلى جانب فكره ، إن لم نقل إن فكره بالأساس كان نقدا.
وقد راعت الشريعة الإسلامية هذا الجانب الطبيعي في الإنسان و ذلك من خلال تقرير النقد كأصل شرعي ، فكان النقد تقليدا ممهدا ، ووضعا مألوفا في الثقافة الإسلامية عموما ، وإن لم ترد كلمة النقد بأي من اشتقاقاتها في القرآن الكريم و كذلك في السنة النبوية، لكن ثمة إشارات كثيرة فيهما إلى هذا الأصل.
5- سيرا على هدي القرآن و السنة في تقرير هذا الأصل، اهتم علماء الإسلام بالنقد في مختلف مجالات العلوم الشرعية ، فوجد النقد في علوم الحديث ، و التفسير ، و علم الكلام و العقيدة ... وقد حظي علم الفقه من ذلك بنصيب كبير لما تميز به من كثرة الآراء و تشعب المذاهب وتعدد المدارس الفقهية .
6- اصطلح المعاصرون على تسمية النقد في مجال الفقه و علومه بـ" النقد الفقهي"، وحيث لم يوجد هذا المصطلح في كتب المتقدمين ، اجتهد المعاصرون في وضع تعريف مناسب له، حيث عرفوه بتعريفات كثيرة لم تخل من قصور، اختار الباحث بعد مناقشتها تعريف النقد الفقهي بأنه:" عملية دراسة وتقويم الإنتاج الفقهي لمذهب من المذاهب الفقهية".
7- اختار الباحث هذا التعريف لتناوله لجميع الجوانب في عملية النقد الفقهي، إذ لا يقتصر النقد الفقهي على دراسة المسائل الفرعية في المذهب كما يصوره بعض الباحثين، و إنما يشمل كل ماله علاقة بالنشاط والإنتاج الفقهي ، كدراسة المؤلفات الفقهية و تقويمها من حيث طريقة عرض المادة الفقهية ، كما يتناول بالدراسة و التقويم طرائق تدريس المادة الفقهية.
8- يميز الباحثون بين نوعين من النقد الفقهي، هما:
أ- النقد الفقهي الداخلي: وهو النقد الذي يكون داخل المذهب نفسه ، حيث يهتم علماء المذهب بتصحيح أبنيته الأصولية و المنهجية ، و سبر المعاني الفقهية و تحليلها و تمحيصها ، بدراسة أصول المذهب و فروعه.
ب- النقد الفقهي الخارجي: وهو الذي يعنى بحجاج المذاهب الأخرى و الرد عليها ، ضمن ما يعرف بالردود و علم الخلاف.
9- يرتبط مصطلح"النقد الفقهي" بمصطلحات استعملها الفقهاء قديما وهي:" الجدل، الخلاف، المناظرة"، حيث توجد بين هذه المصطلحات و "النقد الفقهي" قواسم مشتركة، كما توجد بينها و بين هذا المصطلح فروق واضحة.
10- كما يرتبط هذا المصطلح بمصطلح آخر معاصر وهو " التجديد الفقهي"، إذ يشكل النقد الفقهي محورا أساسيا في عملية التجديد الفقهي ، ولهذا نجد أن كل من تكلم عن قضية التجديد الفقهي و مجالاته إلا و يشير إلى ضرورة مراجعة التراث الفقهي مراجعة نقد وتمحيص، بل و يعتبر ذلك من الأولويات في عملية التجديد الفقهي ، لأنه لا يمكن أن تقوم حركة تجديدية في الفقه إلا على إثر حركة نقدية تحدد مواضع الخلل و جوانب الإصلاح.
11- إن محاولة نقل التجربة الغربية في النقد إلى الفكر الإسلامي وتنزيل مفهوم النقد في الفكر الغربي أو استعمال أدواته المنهجية في النقد الفقهي هي محاولة استنبات في أرض غير صالحة لذلك ، لأن الفقه الإسلامي له خصائصه و مميزاته ، و كل محاولة لنقده و تجديده لا بد أن تكون من داخله ، و بأساليبه و أدواته.
12- النقد الفقهي عملية مهمة في منظومة البحث الفقهي، و تبرز أهميته في كونه يعطينا نظرة كاملة عن الفقه الإسلامي ، و يشخص لنا بصورة واضحة حالته ، ويحدد لنا مواضع الخلل التي ينبغي معالجتها ، من خلال دراسة الإنتاج الفقهي و الوقوف على مواضع الخلل و النقص الموجودة فيه ، و تحديد الأسباب الرئيسية و الجوانب السلبية التي أدت إلى الركود و الجمود في البحث الفقهي و تجاوزها ، سواء في جانب التأليف الفقهي أو تدريس المادة الفقهية ، أو تكوين الشخصية و الملكة الفقهية، لتتضح لنا بعد ذلك معالم التجديد و النهضة الفقهية المرجوة.
13- أن النقد الفقهي عملية اجتهادية، وعليه فإن الناقد الفقهي لابد أن يتوفر على آلة الاجتهاد التي تؤهله لممارسة النقد الفقهي ، ولا يشترط بلوغه رتبة الاجتهاد المطلق ، بل يكفي تحصيل آلة الاجتهاد و ملكته ، و لابد أن يغلق الباب أمام عامة الناس ممن لم يحصل هذه الآلة ، فلا يجوز أن يتصدى للنقد الفقهي عوام الناس و أشباههم من الجهال و المتجرئين و المتقحمين لأسوار الشريعة بلا فقه و لا دراية ، و ربما مع قلة ورع و ديانة.
14- يقف أمام أداء النقد الفقهي دوره الكامل في إصلاح المنظومة الفقهية و النهوض بها ، و تحقيق الغايات و الأهداف التي يرمي إليها ، عوائق كثيرة لعل من أهمها :ضعف الملكة الفقهية للناقد ، و التقليد ، و التعصب المذهبي.
ولذلك فإن ترقية العقل الفقهي للباحث إلى مرتبة النقد يتطلب تنمية الملكة الفقهية لديه من خلال منهج علمي يحرك فكر الطالب، و التحرر التام من قيود التقليد المذهبي، و التجرد لمعرفة الحق و الصواب بعيدا عن التعصب المذهبي.
15- تتنوع مجالات النقد الفقهي بتنوع المادة الفقهية، ويمكن حصرها في ثلاث مجالات أساسية ، هي: نقد الأحكام و الفتاوى، نقد الأصول و الأدلة، نقد المصنفات و طرائق تدريس المادة الفقهية.
16- أولى المالكية عناية كبيرة للنقد الفقهي في منهجهم الفقهي ، وهذا يؤكد بطلان الدعوى التي ترمي المذهب المالكي بالجمود و التحجر، و أن فقهاء المالكية مقلدون مطلقا لإمامهم، و لا يخرجون عن مذهبه و رأيه، و أن الحس النقدي غائب لديهم في دراستهم للمذهب، ومرد هذه الدعوى جهل أصحابها بتراث المذهب المالكي، أو أنهم لم يطلعوا عليه بالقدر الذي يؤهلهم لأن يصدروا في حقه الرأي الصائب.
17- لقد تبلورت الروح النقدية في المذهب المالكي في شخصية مؤسس المذهب نفسه –الإمام مالك- ، فقد تحلي مالك-رحمه الله- بالنزعة النقدية منذ بداية طلبه و تلقيه العلم على يد شيوخه ، فلم يكن يقبل و يسلم بكل ما يتلقاه من شيوخه ، بل يفحصه و يمحصه.
وقد كان مالك –رحمه الله- حريصا على غرس هذه الروح النقدية في نفوس تلاميذه و أتباعه ، فكان يحثهم على النظر و الاجتهاد ، وينهاهم عن التعصب لرأيه ، ويدعوهم إلى تمحيص ما يتلقونه عنه من العلم ، و عرضه على الأصول ، و أن لا يقبلوا من العلم إلا ما كان موافقا لهذه الأصول ، مهما عظمت منزلة قائله ، ولذلك فقد سرت الروح النقدية في نفوس تلاميذه، و استمرت في تلاميذهم ما انقطعت في فترة من فترات تاريخ المذهب المالكي.
18- أن ظهور النقد الفقهي في المذهب المالكي كان منذ بداية تأسيس المذهب ، لكن تميزه و بروزه كاتجاه و حركة منظمة في المذهب لها منهجها و أعلامها لم يكن إلا بعد القرن الخامس الهجري، وقد أسهمت عوامل كثيرة في ظهور وتطور هذا الاتجاه النقدي في المذهب.
19- كانت عناية المالكية بالنقد الفقهي بنوعيه الخارجي و الداخلي، لكن اهتمامهم بالنقد الداخلي كان أكثر من عنايتهم بالنقد الفقهي الخارجي، متأثرين في ذلك بالمنهج الفقهي للإمام مالك-رحمه الله-،حيث لم يؤسس مذهبه على الانتصار و الرد على الخصوم و المخالفين ونقد آرائهم، ولم ينح مسالك الجدل و الحجاج و المناظرة لإثبات مذهبه، ولذلك كان النقد الفقهي الخارجي في المذهب استثناء يمثل ردة فعل على انتقادات المخالفين و ردودهم على مالك و أصحابه، ويخالف المالكية بمنهجهم هذا منهج الحنفية و الشافعية اللذين جعلا من النقد و الرد على المخالفين أساسا لمذهبيهما ، وركنا ركينا في الدرس الفقهي.
20- عني المالكية بنقد مخالفيهم و الرد عليهم من خلال المناظرات، و المصنفات في الردود و الخلاف العالي ، و سلكوا في ذلك مسلكين، مسلك جدلي:يعتمد على طرق الجدل وقواعده، و مسلك أثري:يعتمد على قواعد الصناعة الحديثية ، وقد برز في مجال النقد الفقهي الخارجي فقهاء المدرسة العراقية و من تأثر بمنهجهم من المغاربة.
21- احتل النقد الفقهي الداخلي مكانة عظيمة عند فقهاء المالكية، وكان شاملا للمادة الفقهية من جميع جوانبها، فعالج كل أشكال الخلل المنهجي ، و القصور العلمي من خلال نقد أقوال المذهب و رواياته ، ونقد أصوله و أدلته ، ونقد المصنفات و مناهج التدوين ، و نقد طرائق التدريس و التعليم .
22- أخذ النقد الفقهي المتعلق بفروع المذهب و مسائله حيزا كبيرا من جهود المالكية في الدراسة النقدية للمذهب، وقد ورد في أنماط مختلفة من التأليف الفقهي الذي عرف في المذهب المالكي.
23- اعتمد فقهاء المالكية في منهجهم النقدي لدراسة المذهب و تمحيص رواياته و أقواله ، ومناقشتها ، على أسس و مقررات علمية يعتمد عليها أهل الاجتهاد في استنطاق النصوص و تقويم ما يستنبط منها ، ولم تكن تلك الانتقادات قائمة على مجرد التشهي أو الاحتكام إلى دواعي العاطفة.
24- لقد كان اهتمام المالكية بتصحيح أبنية المذهب الأصولية واضحا مثل اهتمامهم بتصحيح فروع المذهب و مسائله ، ولذلك وجه المالكية سهام النقد إلى بعض أصول المذهب ، خاصة تلك التي توجهت إليها انتقادات من المذاهب المخالفة ، كما انتقدوا كل أشكال الانحراف عن المنهجية الصحيحة للاستنباط و الاستدلال، و بخاصة التقليد و التعصب للمذهب و الجمود على كل ما ورد فيه حتى لو ثبت ضعف الدليل ، و القول في الدين بالرأي دون الاستناد إلى أصل أو دليل صحيح ، الذي فتح باب البدع في المذهب.
25- انصبت انتقادات المالكية للمصنفات الفقهية في المذهب على جانبين ، الأول: نقد المصنفات الفقهية من حيث مضمونها ، الثاني: نقد المصنفات الفقهية من حيث شكلها ، وقد تنوعت الجهود النقدية لفقهاء المالكية في هذا المجال لتشمل كل أشكال المؤلفات و المصنفات الفقهية في المذهب المالكي من مطولات و مختصرات و شروح و حواشي و غيرها.
26- لم تقتصر الرقابة العلمية في المذهب المالكي على المؤلفات و المصنفات الفقهية فقط ، بل كان فقهاء المالكية حراسا للدرس الفقهي أيضا، ولذلك اهتموا بتقويم مسار التحصيل العلمي للمتفقه ، و دعوا إلى ضرورة تحسين أساليب التعليم.
27- هذه الجهود التي بذلها فقهاء المالكية في خدمة المذهب و تنقيته من شوائب الفهم و أخطاء التنزيل أو الإفتاء أو التأليف ، و معالجة كل أشكال الخلل المنهجي ، و القصور العلمي ، و محاربة الانغلاق الفكري ، تعبّر عن رؤية فقهية إصلاحية شاملة ، و نزعة تجديدية تميز بها فقهاء المالكية ، هذه الرؤية الإصلاحية يمكننا اعتمادها كأساس لنهضتنا الفقهية الحديثة.
27- أن هذا الموضوع مازال مادة خصبة و ثرية للبحث ، ويحتاج إلى دراسات أخرى تعالج جوانب مهمة فيه.
ثانيا: الاقتراحات.
يقترح الباحث ما يلي:
1- أن تجعل هذه الدراسة نقطة انطلاق لدراسات أخرى مرتبطة بهذا الموضوع، تقترح على الطلبة في الدراسات العليا، و يمكن أن تجعل عناصر هذه الدراسة مواضيع لرسائل البحث في مرحلة الماستر و الدكتوراه.
2- أن تنجز دراسات أخرى على شاكلة هذه الدراسة في المذاهب الأخرى نحو: المذهب الحنفي ،و الشافعي، و الحنبلي، حتى تتشكل لدينا رؤية متكاملة عن منهج النقد في الفقه الإسلامي، يمكن من خلالها التأسيس "لنظرية النقد في الفقه الإسلامي".
3- نظرا لاتساع نطاق البحث في موضوع النقد الفقهي ينبغي تقييده بمجال محدد نحو: شخصية فقهية معينة في المذهب مثل: النقد الفقهي عند النووي، ابن عابدين، ابن تيمية......، أو كتاب محدد في المذهب ، أو مدرسة فقهية في المذهب، أو فترة زمنية، أو مجال محدد من مجالات النقد الفقهي، وهذا حتى يتمكن الباحث من معالجة الموضوع بدقة.

الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t22463#ixzz4DOZQXqZm
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إنضم
20 مارس 2013
المشاركات
5
التخصص
فقه
المدينة
القنيطرة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبارك لكم مناقشة الدكتوراه في موضوعكم القيم منهج النقد الفقهي في الفقه الإسلامي، مع مزيد من العطاء والتألق، لي طلب عندكم جزاكم الله خيرا، فأنا مقبل على مناقشة الدكتوراه في موضوع: النقد الفقهي عند المالكية المتأخرين حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير، فأرجو منكم مساعدتي، وإذا لم يكن عندكم مانع إرسال تقريركم حول أطروحة الدكتوراه عند مناقشتكم بصيغة "pdf" للاستفادة منه جزاكم الله خيرا، المرجو من فضيلتكم التواصل معي عبر هذا البريد الإلكتروني ibntofaile@gmail.com
 
إنضم
10 مايو 2012
المشاركات
36
التخصص
أصول الفقه
المدينة
ثنية الحد
المذهب الفقهي
أهل الحديث
رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

هذه خطة البحث لعلك تستفيد منها ولا مانع لدي سأرسل لك نسخة من الرسالة على البريد الالكتروني:
الباب الأول: مصطلحات و مفاهيم.
الفصل الأول: مصطلحات البحث : المنهج ، النقد ، الفقه .
المبحث الأول: مفهوم المنهج.
المطلب الأول: المعنى اللغوي لكلمة "المنهج".
المطلب الثاني: المعنى الاصطلاحي لكلمة " المنهج".
المطلب الثالث: أنواع مناهج البحث في العلوم الشرعية.
المبحث الثاني: مفهوم النقد.
المطلب الأول: المعنى اللغوي لكلمة "النقد".
المطلب الثاني: المعنى الاصطلاحي لكلمة "النقد".
المطلب الثالث: أنواع النقد و أهميته.
المبحث الثالث:مفهوم الفقه.
المطلب الأول: المعنى اللغوي لكلمة"الفقه".
المطلب الثاني: المعنى الاصطلاحي لكلمة"الفقه".
المطلب الثالث: أدوار الفقه الإسلامي.
الفصل الثاني:المذهب المالكي ، نشأته ، و خصائصه.
المبحث الأول: نشأة المذهب المالكي و انتشاره.
المطلب الأول: ترجمة الإمام مالك-رحمه الله-.
المطلب الثاني: فضائل المدينة و انعكاساتها على المذهب المالكي.
المطلب الثالث: انتشار المذهب المالكي.
المبحث الثاني: المدارس الفقهية في المذهب المالكي.
المطلب الأول: المدرسة المدنية.
المطلب الثاني: المدرسة المصرية.
المطلب الثالث: المدرسة العراقية.
المطلب الرابع: المدرسة المغربية.
المبحث الثالث: أصول المذهب المالكي و خصائصه.
المطلب الأول: أصول المذهب المالكي.
المطلب الثاني: خصائص المنهج الأصولي للمذهب المالكي.
الباب الثاني:تأصيل مفهوم النقد في الفقه الإسلامي " النقد الفقهي".
الفصل الأول: تحقيق مفهوم النقد الفقهي و المصلحات المرتبطة به.
المبحث الأول: مفهوم النقد الفقهي و أهميته.
المطلب الأول: أصول النقد الفقهي في الشرع و علومه.
المطلب الثاني: مفهوم النقد الفقهي.
المطلب الثالث: أهمية النقد الفقهي.
المبحث الثاني: المصطلحات المرتبطة بالنقد الفقهي.
المطلب الأول: الخلاف الفقهي.
المطلب الثاني: الجدل الفقهي.
المطلب الثالث: المناظرة الفقهية.
المبحث الثالث : النقد الفقهي و علاقته بالتجديد الفقهي.
المطلب الأول: مفهوم التجديد الفقهي.
المطلب الثاني: التجديد المنحرف و موقف العلماء منه.
المطلب الثالث: العلاقة بين التجديد و النقد الفقهي.
المطلب الرابع: النقد في الفكر الغربي و تنزيله على النقد الفقهي.
الفصل الثاني: شروط النقد الفقهي ، و معوقاته ، و مجالاته.
المبحث الأول: شروط النقد الفقهي.
المطلب الأول: النقد الفقهي و علاقته بالاجتهاد.
المطلب الثاني: شروط الناقد الفقهي.
المطلب الثالث: مسألة تجزؤ الاجتهاد.
المبحث الثاني: معوقات النقد الفقهي.
المطلب الأول: ضعف الملكة الفقهية.
المطلب الثاني: التقليد.
المطلب الثالث: التعصب المذهبي.
المبحث الثالث: مجالات النقد الفقهي.
المطلب الأول: نقد الأقوال و الروايات و الاجتهادات الفقهية.
المطلب الثاني: نقد الأصول و الأدلة.
المطلب الثالث: نقد المصنفات و طرائق التدوين.
الباب الثالث: النقد الفقهي في المذهب المالكي.
الفصل الأول: النزعة النقدية في المذهب المالكي
المبحث الأول : دعوى الجمود و التحجر في المذهب المالكي.
المطلب الأول: مضمون هذه الدعوى و أصحابها.
المطلب الثاني: مرتكزات هذه الدعوى و مبرراتها.
المطلب الثالث: تعليل المستشرقين لدعوى جمود المالكية.
المبحث الثاني : حقيقة دعوى الجمود و التحجر عند فقهاء الأندلس
المطلب الأول: رسوخ المذهب المالكي بالأندلس.
المطلب الثاني: غلبة الاتجاه الفروعي بالأندلس.
المطلب الثالث: إنكار علماء الأندلس المجتهدين على هذا الاتجاه.
المبحث الثالث : الرد على دعوى الجمود و التحجر في الفقه المالكي.
المطلب الأول: بيان بطلان هذه الدعوى.
المطلب الثاني: النزعة النقدية عند الإمام مالك-رحمه الله-.
المطلب الثالث: النزعة النقدية عند تلاميذ مالك و أتباع مذهبه.
المبحث الرابع:التطور التاريخي للنقد الفقهي في المذهب المالكي و عوامله.
المطلب الأول:نشأة النقد الفقهي في المذهب المالكي.
المطلب الثاني:النقد الفقهي في مرحلة تأسيس المذهب.
المطلب الثالث:ظهور الاتجاه النقدي في المذهب المالكي.
المطلب الرابع:أسباب و عوامل تطور النقد الفقهي في المذهب المالكي.
الفصل الثاني: النقد الفقهي الخارجي في المذهب المالكي
المبحث الأول : عناية المالكية بالنقد الفقهي الخارجي.
المطلب الأول: منهج الإمام مالك في نقد المخالفين و الرد عليهم.
المطلب الثاني: تأثر المالكية بمنهج الإمام مالك في النقد الفقهي الخارجي.
المطلب الثالث: النقد الفقهي الخارجي في المدرسة العراقية.
المطلب الرابع: النقد الفقهي الخارجي في المدرسة المصرية.
المطلب الخامس:النقد الفقهي الخارجي في المدرسة المغربية.
المبحث الثاني : المؤلفات المالكية في النقد الفقهي الخارجي.
المطلب الأول: المؤلفات المالكية في نقد الحنفية و الرد عليهم.
المطلب الثاني: المؤلفات المالكية في نقد الشافعية و الرد عليهم.
المطلب الثالث: المؤلفات المالكية في نقد الظاهرية و الرد عليهم.
المطلب الرابع: المعالم المنهجية للنقد الفقهي الخارجي في المذهب المالكي.
الفصل الثالث: النقد الفقهي الداخلي في المذهب المالكي
المبحث الأول : النقد الفقهي النتعلق بفروع المذهب و مسائله.
المطلب الأول: عناية المالكية بنقد فروع المذهب ومسائله.
المطلب الثاني: مظانه و مصادره.
المطلب الثالث: نماذج و صور عن نقد فروع المذهب و مسائله.
المطلب الرابع: أسسه و أدواته.
المبحث الثاني : النقد الفقهي المتعلق بالمصنفات الفقهية ومناهج التدريس.
المطلب الأول: نقد المصنفات الفقهية في المذهب، أهميته، و عناية المالكية به.
المطلب الثاني: نقد المصنفات الفقهية من حيث مضمونها.
المطلب الثالث: نقد المصنفات الفقهية من حيث طرائق تدوينها.
المطلب الرابع: نقد مناهج التعليم و طرائق التدريس.
المبحث الثالث: النقد الفقهي المتعلق بالمنهجية الأصولية.
المطلب الأول:نقد بعض أصول المذهب.
المطلب الثاني:نقد ظاهرة التقليد و التعصب.
المطلب الثالث:نقد البدع و المحدثات.
المطلب الرابع: المعالم المنهجية للنقد الفقهي الداخلي في المذهب المالكي.
خاتمة: و تضمنت أهم نتائج البحث التي توصلت إليها و بعض المقترحات.
 
إنضم
7 مارس 2015
المشاركات
4
الكنية
أبورفيدة
التخصص
الشريعة والقانون
المدينة
اكادير
المذهب الفقهي
المالكي
رد: أطروحة دكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

تم بحمد الله و توفيقه بالأمس مناقشتي لأطروحة الدكتوراه الموسومة بـ" منهج النقد في الفقه الإسلامي ، المذهب المالكي أنموذجا ، دراسة تحليلية" بجامعة وهران - الجزائر بعد سبع سنوات مضنية من البحث و الدراسة وهذه نتائج البحث:
الخاتمة:
و تتضمن ما يلي:
أولا: نتائج البحث.
توصلت من خلال البحث في هذا الموضوع إلى النتائج التالية:
1- النقد منهج من مناهج البحث العلمي المهمة، حيث يعتبر أساسا لبناء المعرفة الصحيحة، و أداة لتقويمها، و أحد أسباب تطور العلوم، ووسيلة لإصلاح الخلل الحاصل في كل جوانب المعرفة.
2- يعرف النقد بأنه:" عملية رصد لمواطن الخطأ و الصواب ، في موضوع علمي معين ، بعد دراسته و فحصه ، يستند فيه الباحث إلى الأصول و الثوابت العلمية المقررة في مجال العلم الذي ينتمي إليه هذا الموضوع، وذلك من أجل تقويم و تصحيح بعض المفاهيم المتعلقة بذلك الموضوع".
3- يتناول النقد كل إنتاج بشري يعتريه النقص و الخطأ، ولا يكون إلا بعد دراسة و تمحيص للموضوع، و لا يمارسه إلا شخص متخصص في ذلك العلم يعرف أصوله و قواعده.
4- ارتبط النقد وجودا و عدما بوجود الإنسان و ظهور فكره ، فالإنسان ناقد بالطبع ، لما أوتي من مؤهلات ذهنية و نفسية خاصة به ، جعلته يرتاح للحسن و ينقبض عن القبيح ، و حيثما كان لحركته في الحياة فكرا و أثرا ثقافيا ، كان النقد يتحرك في روحه و يسير إلى جانب فكره ، إن لم نقل إن فكره بالأساس كان نقدا.
وقد راعت الشريعة الإسلامية هذا الجانب الطبيعي في الإنسان و ذلك من خلال تقرير النقد كأصل شرعي ، فكان النقد تقليدا ممهدا ، ووضعا مألوفا في الثقافة الإسلامية عموما ، وإن لم ترد كلمة النقد بأي من اشتقاقاتها في القرآن الكريم و كذلك في السنة النبوية، لكن ثمة إشارات كثيرة فيهما إلى هذا الأصل.
5- سيرا على هدي القرآن و السنة في تقرير هذا الأصل، اهتم علماء الإسلام بالنقد في مختلف مجالات العلوم الشرعية ، فوجد النقد في علوم الحديث ، و التفسير ، و علم الكلام و العقيدة ... وقد حظي علم الفقه من ذلك بنصيب كبير لما تميز به من كثرة الآراء و تشعب المذاهب وتعدد المدارس الفقهية .
6- اصطلح المعاصرون على تسمية النقد في مجال الفقه و علومه بـ" النقد الفقهي"، وحيث لم يوجد هذا المصطلح في كتب المتقدمين ، اجتهد المعاصرون في وضع تعريف مناسب له، حيث عرفوه بتعريفات كثيرة لم تخل من قصور، اختار الباحث بعد مناقشتها تعريف النقد الفقهي بأنه:" عملية دراسة وتقويم الإنتاج الفقهي لمذهب من المذاهب الفقهية".
7- اختار الباحث هذا التعريف لتناوله لجميع الجوانب في عملية النقد الفقهي، إذ لا يقتصر النقد الفقهي على دراسة المسائل الفرعية في المذهب كما يصوره بعض الباحثين، و إنما يشمل كل ماله علاقة بالنشاط والإنتاج الفقهي ، كدراسة المؤلفات الفقهية و تقويمها من حيث طريقة عرض المادة الفقهية ، كما يتناول بالدراسة و التقويم طرائق تدريس المادة الفقهية.
8- يميز الباحثون بين نوعين من النقد الفقهي، هما:
أ- النقد الفقهي الداخلي: وهو النقد الذي يكون داخل المذهب نفسه ، حيث يهتم علماء المذهب بتصحيح أبنيته الأصولية و المنهجية ، و سبر المعاني الفقهية و تحليلها و تمحيصها ، بدراسة أصول المذهب و فروعه.
ب- النقد الفقهي الخارجي: وهو الذي يعنى بحجاج المذاهب الأخرى و الرد عليها ، ضمن ما يعرف بالردود و علم الخلاف.
9- يرتبط مصطلح"النقد الفقهي" بمصطلحات استعملها الفقهاء قديما وهي:" الجدل، الخلاف، المناظرة"، حيث توجد بين هذه المصطلحات و "النقد الفقهي" قواسم مشتركة، كما توجد بينها و بين هذا المصطلح فروق واضحة.
10- كما يرتبط هذا المصطلح بمصطلح آخر معاصر وهو " التجديد الفقهي"، إذ يشكل النقد الفقهي محورا أساسيا في عملية التجديد الفقهي ، ولهذا نجد أن كل من تكلم عن قضية التجديد الفقهي و مجالاته إلا و يشير إلى ضرورة مراجعة التراث الفقهي مراجعة نقد وتمحيص، بل و يعتبر ذلك من الأولويات في عملية التجديد الفقهي ، لأنه لا يمكن أن تقوم حركة تجديدية في الفقه إلا على إثر حركة نقدية تحدد مواضع الخلل و جوانب الإصلاح.
11- إن محاولة نقل التجربة الغربية في النقد إلى الفكر الإسلامي وتنزيل مفهوم النقد في الفكر الغربي أو استعمال أدواته المنهجية في النقد الفقهي هي محاولة استنبات في أرض غير صالحة لذلك ، لأن الفقه الإسلامي له خصائصه و مميزاته ، و كل محاولة لنقده و تجديده لا بد أن تكون من داخله ، و بأساليبه و أدواته.
12- النقد الفقهي عملية مهمة في منظومة البحث الفقهي، و تبرز أهميته في كونه يعطينا نظرة كاملة عن الفقه الإسلامي ، و يشخص لنا بصورة واضحة حالته ، ويحدد لنا مواضع الخلل التي ينبغي معالجتها ، من خلال دراسة الإنتاج الفقهي و الوقوف على مواضع الخلل و النقص الموجودة فيه ، و تحديد الأسباب الرئيسية و الجوانب السلبية التي أدت إلى الركود و الجمود في البحث الفقهي و تجاوزها ، سواء في جانب التأليف الفقهي أو تدريس المادة الفقهية ، أو تكوين الشخصية و الملكة الفقهية، لتتضح لنا بعد ذلك معالم التجديد و النهضة الفقهية المرجوة.
13- أن النقد الفقهي عملية اجتهادية، وعليه فإن الناقد الفقهي لابد أن يتوفر على آلة الاجتهاد التي تؤهله لممارسة النقد الفقهي ، ولا يشترط بلوغه رتبة الاجتهاد المطلق ، بل يكفي تحصيل آلة الاجتهاد و ملكته ، و لابد أن يغلق الباب أمام عامة الناس ممن لم يحصل هذه الآلة ، فلا يجوز أن يتصدى للنقد الفقهي عوام الناس و أشباههم من الجهال و المتجرئين و المتقحمين لأسوار الشريعة بلا فقه و لا دراية ، و ربما مع قلة ورع و ديانة.
14- يقف أمام أداء النقد الفقهي دوره الكامل في إصلاح المنظومة الفقهية و النهوض بها ، و تحقيق الغايات و الأهداف التي يرمي إليها ، عوائق كثيرة لعل من أهمها :ضعف الملكة الفقهية للناقد ، و التقليد ، و التعصب المذهبي.
ولذلك فإن ترقية العقل الفقهي للباحث إلى مرتبة النقد يتطلب تنمية الملكة الفقهية لديه من خلال منهج علمي يحرك فكر الطالب، و التحرر التام من قيود التقليد المذهبي، و التجرد لمعرفة الحق و الصواب بعيدا عن التعصب المذهبي.
15- تتنوع مجالات النقد الفقهي بتنوع المادة الفقهية، ويمكن حصرها في ثلاث مجالات أساسية ، هي: نقد الأحكام و الفتاوى، نقد الأصول و الأدلة، نقد المصنفات و طرائق تدريس المادة الفقهية.
16- أولى المالكية عناية كبيرة للنقد الفقهي في منهجهم الفقهي ، وهذا يؤكد بطلان الدعوى التي ترمي المذهب المالكي بالجمود و التحجر، و أن فقهاء المالكية مقلدون مطلقا لإمامهم، و لا يخرجون عن مذهبه و رأيه، و أن الحس النقدي غائب لديهم في دراستهم للمذهب، ومرد هذه الدعوى جهل أصحابها بتراث المذهب المالكي، أو أنهم لم يطلعوا عليه بالقدر الذي يؤهلهم لأن يصدروا في حقه الرأي الصائب.
17- لقد تبلورت الروح النقدية في المذهب المالكي في شخصية مؤسس المذهب نفسه –الإمام مالك- ، فقد تحلي مالك-رحمه الله- بالنزعة النقدية منذ بداية طلبه و تلقيه العلم على يد شيوخه ، فلم يكن يقبل و يسلم بكل ما يتلقاه من شيوخه ، بل يفحصه و يمحصه.
وقد كان مالك –رحمه الله- حريصا على غرس هذه الروح النقدية في نفوس تلاميذه و أتباعه ، فكان يحثهم على النظر و الاجتهاد ، وينهاهم عن التعصب لرأيه ، ويدعوهم إلى تمحيص ما يتلقونه عنه من العلم ، و عرضه على الأصول ، و أن لا يقبلوا من العلم إلا ما كان موافقا لهذه الأصول ، مهما عظمت منزلة قائله ، ولذلك فقد سرت الروح النقدية في نفوس تلاميذه، و استمرت في تلاميذهم ما انقطعت في فترة من فترات تاريخ المذهب المالكي.
18- أن ظهور النقد الفقهي في المذهب المالكي كان منذ بداية تأسيس المذهب ، لكن تميزه و بروزه كاتجاه و حركة منظمة في المذهب لها منهجها و أعلامها لم يكن إلا بعد القرن الخامس الهجري، وقد أسهمت عوامل كثيرة في ظهور وتطور هذا الاتجاه النقدي في المذهب.
19- كانت عناية المالكية بالنقد الفقهي بنوعيه الخارجي و الداخلي، لكن اهتمامهم بالنقد الداخلي كان أكثر من عنايتهم بالنقد الفقهي الخارجي، متأثرين في ذلك بالمنهج الفقهي للإمام مالك-رحمه الله-،حيث لم يؤسس مذهبه على الانتصار و الرد على الخصوم و المخالفين ونقد آرائهم، ولم ينح مسالك الجدل و الحجاج و المناظرة لإثبات مذهبه، ولذلك كان النقد الفقهي الخارجي في المذهب استثناء يمثل ردة فعل على انتقادات المخالفين و ردودهم على مالك و أصحابه، ويخالف المالكية بمنهجهم هذا منهج الحنفية و الشافعية اللذين جعلا من النقد و الرد على المخالفين أساسا لمذهبيهما ، وركنا ركينا في الدرس الفقهي.
20- عني المالكية بنقد مخالفيهم و الرد عليهم من خلال المناظرات، و المصنفات في الردود و الخلاف العالي ، و سلكوا في ذلك مسلكين، مسلك جدلي:يعتمد على طرق الجدل وقواعده، و مسلك أثري:يعتمد على قواعد الصناعة الحديثية ، وقد برز في مجال النقد الفقهي الخارجي فقهاء المدرسة العراقية و من تأثر بمنهجهم من المغاربة.
21- احتل النقد الفقهي الداخلي مكانة عظيمة عند فقهاء المالكية، وكان شاملا للمادة الفقهية من جميع جوانبها، فعالج كل أشكال الخلل المنهجي ، و القصور العلمي من خلال نقد أقوال المذهب و رواياته ، ونقد أصوله و أدلته ، ونقد المصنفات و مناهج التدوين ، و نقد طرائق التدريس و التعليم .
22- أخذ النقد الفقهي المتعلق بفروع المذهب و مسائله حيزا كبيرا من جهود المالكية في الدراسة النقدية للمذهب، وقد ورد في أنماط مختلفة من التأليف الفقهي الذي عرف في المذهب المالكي.
23- اعتمد فقهاء المالكية في منهجهم النقدي لدراسة المذهب و تمحيص رواياته و أقواله ، ومناقشتها ، على أسس و مقررات علمية يعتمد عليها أهل الاجتهاد في استنطاق النصوص و تقويم ما يستنبط منها ، ولم تكن تلك الانتقادات قائمة على مجرد التشهي أو الاحتكام إلى دواعي العاطفة.
24- لقد كان اهتمام المالكية بتصحيح أبنية المذهب الأصولية واضحا مثل اهتمامهم بتصحيح فروع المذهب و مسائله ، ولذلك وجه المالكية سهام النقد إلى بعض أصول المذهب ، خاصة تلك التي توجهت إليها انتقادات من المذاهب المخالفة ، كما انتقدوا كل أشكال الانحراف عن المنهجية الصحيحة للاستنباط و الاستدلال، و بخاصة التقليد و التعصب للمذهب و الجمود على كل ما ورد فيه حتى لو ثبت ضعف الدليل ، و القول في الدين بالرأي دون الاستناد إلى أصل أو دليل صحيح ، الذي فتح باب البدع في المذهب.
25- انصبت انتقادات المالكية للمصنفات الفقهية في المذهب على جانبين ، الأول: نقد المصنفات الفقهية من حيث مضمونها ، الثاني: نقد المصنفات الفقهية من حيث شكلها ، وقد تنوعت الجهود النقدية لفقهاء المالكية في هذا المجال لتشمل كل أشكال المؤلفات و المصنفات الفقهية في المذهب المالكي من مطولات و مختصرات و شروح و حواشي و غيرها.
26- لم تقتصر الرقابة العلمية في المذهب المالكي على المؤلفات و المصنفات الفقهية فقط ، بل كان فقهاء المالكية حراسا للدرس الفقهي أيضا، ولذلك اهتموا بتقويم مسار التحصيل العلمي للمتفقه ، و دعوا إلى ضرورة تحسين أساليب التعليم.
27- هذه الجهود التي بذلها فقهاء المالكية في خدمة المذهب و تنقيته من شوائب الفهم و أخطاء التنزيل أو الإفتاء أو التأليف ، و معالجة كل أشكال الخلل المنهجي ، و القصور العلمي ، و محاربة الانغلاق الفكري ، تعبّر عن رؤية فقهية إصلاحية شاملة ، و نزعة تجديدية تميز بها فقهاء المالكية ، هذه الرؤية الإصلاحية يمكننا اعتمادها كأساس لنهضتنا الفقهية الحديثة.
27- أن هذا الموضوع مازال مادة خصبة و ثرية للبحث ، ويحتاج إلى دراسات أخرى تعالج جوانب مهمة فيه.
ثانيا: الاقتراحات.
يقترح الباحث ما يلي:
1- أن تجعل هذه الدراسة نقطة انطلاق لدراسات أخرى مرتبطة بهذا الموضوع، تقترح على الطلبة في الدراسات العليا، و يمكن أن تجعل عناصر هذه الدراسة مواضيع لرسائل البحث في مرحلة الماستر و الدكتوراه.
2- أن تنجز دراسات أخرى على شاكلة هذه الدراسة في المذاهب الأخرى نحو: المذهب الحنفي ،و الشافعي، و الحنبلي، حتى تتشكل لدينا رؤية متكاملة عن منهج النقد في الفقه الإسلامي، يمكن من خلالها التأسيس "لنظرية النقد في الفقه الإسلامي".
3- نظرا لاتساع نطاق البحث في موضوع النقد الفقهي ينبغي تقييده بمجال محدد نحو: شخصية فقهية معينة في المذهب مثل: النقد الفقهي عند النووي، ابن عابدين، ابن تيمية......، أو كتاب محدد في المذهب ، أو مدرسة فقهية في المذهب، أو فترة زمنية، أو مجال محدد من مجالات النقد الفقهي، وهذا حتى يتمكن الباحث من معالجة الموضوع بدقة.

الموضوع الأصلي: http://www.feqhweb.com/vb/t22463#ixzz4DOZQXqZm
هنيئا لكم ووفقكم الله لمزيد من العطاء في مجال البحث العلمي
 
إنضم
20 مارس 2013
المشاركات
5
التخصص
فقه
المدينة
القنيطرة
المذهب الفقهي
مالكي
رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

رد: أطروحة ذكتوراه منهج النقد في الفقه الإسلامي، المذهب المالكي أنموذجا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعجبتني خطة بحثك فهي محكمة وجامعة شكرا كثيرا، إذا تفضلتم بإرسال لي رسالتكم للاستفادة منها سأكون لك شاكرا، كما سأرسل لك خطة بحثي من أجل تقويمها جزاكم الله خيرا، المرجو إرسال بريدكم الإلكتروني حفظكم الله
 
إنضم
17 ديسمبر 2023
المشاركات
1
الجنس
أنثى
الكنية
فاطم
التخصص
الفقه وأصوله
الدولة
المغرب
المدينة
سلا
المذهب الفقهي
مالكي
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بحثكم ماشاء الله رائع جدا وقد اطلعت على فهرسه وقد اعجبني واذا لم يكن لكم مانع فأنت محتاجة لي الاطلاع على بحثكم اذا أمكنكم مساعدتي في بحثي ، فأنا ادرس في ماستر مناهج النقد واليات التجديد ولديا بحث في هذا الموضوع
اذا ممكن ان ترسله لي عبر حسابي هذا اكون ممنونة لكم
fatirbyi@gmail.com
وجزاكم الله خيرا
 
أعلى