عبد الرحمن بن عمر آل زعتري
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 1,762
- الإقامة
- ألمانيا
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه
- الدولة
- ألمانيا
- المدينة
- مونستر
- المذهب الفقهي
- لا مذهب بعينه
الظاهرية وحجج العقول
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.
نعلم جميعا أن أهل الظاهر نسبت إليهم مسائل كثيرة لاتصح عنهم , ولهذه المسألة ما يبررها من الناحية العقلية والمنطقية...
ولكن المستنكر أن تصل هذه المسائل إلى حد غير مقبول كمسألة "إنكار حجج العقول" , فإن هذه القضية من الأمور الفطرية التي لايعاندها إلا ومفارق للدين شاق لعصا المسلمين...
قال في المسودة : " ويجب النظر والاستدلال به بعد ورود الشرع(يقصد القياس) ولا يجوز التقليد فيه وقد نقل عن أحمد الاحتجاج بدلائل العقول وبهذا قال جماعة الفقهاء والمتكلمين من أهل الإثبات وذهبت المعتزلة إلى وجوب النظر والاستدلال بالعقل قبل الشرع ولما ورد به كان تأكيدا وذهب قوم من أهل الحديث وأهل الظاهر فيما ذكره ابن عقيل إلى أن حجج المعقول باطلة والنظر فيها حرام والتقليد واجب(!!!)"
وقال في البحر المحيط :" قال أبو الحسين بن القطان : أنكر داود وأصحابه أدلة العقول"
في حين نجد الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى يقول : " فقد صح أن المرجوع إليه حجج العقول وموجباتها وصح أن العقل إنما هو مميز بين صفات الأشياء الموجودات وموقف للمستدل به على حقائق كيفيات الأمور الكائنات وتمييز المحال منها"
وقال فيمن أنكر صحتها وصحة مدلولاتها :" "ولا سبيل إلى أن يعرض ذلك (الشك) فيما أوجبته أوائل المعارف إلا لسوفسطائي رقيع , يعلم يقينا بقلبه أنه كاذب وأنه مبطل وقاح , أو لمرور ممسوس ينبغي أن يعالج دماغه فهذا معذور " .
لكن الذي ينكره الإمام وسائر أهل الظاهر هو أن يكون العقل قادرا على استنباط علل الأفعال والأحكام الربانية إذ إن هذا صنيع من حشر العقل فيما لا يعنيه ومالا يستطيع استيعابه ومن خالفنا فإننا نلزمه أن يكون عقله ونظره قادرا على الإحاطة بالحكم الربانية ومن ثم فقد جعل من نفسه من ندا.. تعالى الله علوا كبيرا , يقول الإمام رحمه الله :" وأما من ادعى أن العقل يحلل أو يحرم أو أن العقل يوجد عللا موجبة لكون ما أظهر الله الخالق تعالى في هذا العالم من جميع أفاعيله الموجود فيه من الشرائع وغير الشرائع فهو بمنزلة من أبطل موجب العقل جملة وهما طرفان أحدهما أفرط فخرج عن حكم العقل والثاني قصر فخرج عن حكم العقل ومن ادعى في العقل ما ليس فيه كمن أخرج منه ما فيه ولا فرق ولا نعلم فرقة أبعد من طريق العقل من هاتين الفرقتين معا إحداهما التي تبطل حجج العقل جملة والثانية التي تستدرك بعقولها على خالقها عز وجل أشياء لم يحكم فيها ربهم بزعمهم"
ومما يدلك على أن هذه النسبة غير صحيحة إضافة إلى رأي ابن حزم أنه رحمه الله كان قد اطلع على كتب أهل الظاهر ونقل لنا منها الكثير ولو كان هذا النقل عنهم صحيحا لنقله كما جرت عليه عادته وعبر عنه بلسانه فقال : نحن في ميدان النظر وحمل الأقوال على السير بالبراهين فسنزيف الباطل والدعاوى التي لادليل عليها حيثما كانت وبيد من كانت ويلوح الحق ثابتا حيثما كان وبيد من كان"
على أن الأستاذ أبو إسحاق نسب هذا الرأي –كما نقله عنه الزركشي – إلى جماعة من المحدثين ولم يذكر أهل الظاهر كما فعل أبو الحسين وابن عقيل فقال : الذي عليه الإسلاميون وغيرهم أن العقول طرق المعلومات. قال: وأنكرت طائفة من المحدثين ذلك، وقالوا: لا يعرف شيء إلا من قول النبي صلى الله عليه وسلم " .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.
نعلم جميعا أن أهل الظاهر نسبت إليهم مسائل كثيرة لاتصح عنهم , ولهذه المسألة ما يبررها من الناحية العقلية والمنطقية...
ولكن المستنكر أن تصل هذه المسائل إلى حد غير مقبول كمسألة "إنكار حجج العقول" , فإن هذه القضية من الأمور الفطرية التي لايعاندها إلا ومفارق للدين شاق لعصا المسلمين...
قال في المسودة : " ويجب النظر والاستدلال به بعد ورود الشرع(يقصد القياس) ولا يجوز التقليد فيه وقد نقل عن أحمد الاحتجاج بدلائل العقول وبهذا قال جماعة الفقهاء والمتكلمين من أهل الإثبات وذهبت المعتزلة إلى وجوب النظر والاستدلال بالعقل قبل الشرع ولما ورد به كان تأكيدا وذهب قوم من أهل الحديث وأهل الظاهر فيما ذكره ابن عقيل إلى أن حجج المعقول باطلة والنظر فيها حرام والتقليد واجب(!!!)"
وقال في البحر المحيط :" قال أبو الحسين بن القطان : أنكر داود وأصحابه أدلة العقول"
في حين نجد الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى يقول : " فقد صح أن المرجوع إليه حجج العقول وموجباتها وصح أن العقل إنما هو مميز بين صفات الأشياء الموجودات وموقف للمستدل به على حقائق كيفيات الأمور الكائنات وتمييز المحال منها"
وقال فيمن أنكر صحتها وصحة مدلولاتها :" "ولا سبيل إلى أن يعرض ذلك (الشك) فيما أوجبته أوائل المعارف إلا لسوفسطائي رقيع , يعلم يقينا بقلبه أنه كاذب وأنه مبطل وقاح , أو لمرور ممسوس ينبغي أن يعالج دماغه فهذا معذور " .
لكن الذي ينكره الإمام وسائر أهل الظاهر هو أن يكون العقل قادرا على استنباط علل الأفعال والأحكام الربانية إذ إن هذا صنيع من حشر العقل فيما لا يعنيه ومالا يستطيع استيعابه ومن خالفنا فإننا نلزمه أن يكون عقله ونظره قادرا على الإحاطة بالحكم الربانية ومن ثم فقد جعل من نفسه من ندا.. تعالى الله علوا كبيرا , يقول الإمام رحمه الله :" وأما من ادعى أن العقل يحلل أو يحرم أو أن العقل يوجد عللا موجبة لكون ما أظهر الله الخالق تعالى في هذا العالم من جميع أفاعيله الموجود فيه من الشرائع وغير الشرائع فهو بمنزلة من أبطل موجب العقل جملة وهما طرفان أحدهما أفرط فخرج عن حكم العقل والثاني قصر فخرج عن حكم العقل ومن ادعى في العقل ما ليس فيه كمن أخرج منه ما فيه ولا فرق ولا نعلم فرقة أبعد من طريق العقل من هاتين الفرقتين معا إحداهما التي تبطل حجج العقل جملة والثانية التي تستدرك بعقولها على خالقها عز وجل أشياء لم يحكم فيها ربهم بزعمهم"
ومما يدلك على أن هذه النسبة غير صحيحة إضافة إلى رأي ابن حزم أنه رحمه الله كان قد اطلع على كتب أهل الظاهر ونقل لنا منها الكثير ولو كان هذا النقل عنهم صحيحا لنقله كما جرت عليه عادته وعبر عنه بلسانه فقال : نحن في ميدان النظر وحمل الأقوال على السير بالبراهين فسنزيف الباطل والدعاوى التي لادليل عليها حيثما كانت وبيد من كانت ويلوح الحق ثابتا حيثما كان وبيد من كان"
على أن الأستاذ أبو إسحاق نسب هذا الرأي –كما نقله عنه الزركشي – إلى جماعة من المحدثين ولم يذكر أهل الظاهر كما فعل أبو الحسين وابن عقيل فقال : الذي عليه الإسلاميون وغيرهم أن العقول طرق المعلومات. قال: وأنكرت طائفة من المحدثين ذلك، وقالوا: لا يعرف شيء إلا من قول النبي صلى الله عليه وسلم " .