العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الظاهرية وحجج العقول(اوائل المعارف)

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
الظاهرية وحجج العقول


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين.

نعلم جميعا أن أهل الظاهر نسبت إليهم مسائل كثيرة لاتصح عنهم , ولهذه المسألة ما يبررها من الناحية العقلية والمنطقية...

ولكن المستنكر أن تصل هذه المسائل إلى حد غير مقبول كمسألة "إنكار حجج العقول" , فإن هذه القضية من الأمور الفطرية التي لايعاندها إلا ومفارق للدين شاق لعصا المسلمين...

قال في المسودة : " ويجب النظر والاستدلال به بعد ورود الشرع(يقصد القياس) ولا يجوز التقليد فيه وقد نقل عن أحمد الاحتجاج بدلائل العقول وبهذا قال جماعة الفقهاء والمتكلمين من أهل الإثبات وذهبت المعتزلة إلى وجوب النظر والاستدلال بالعقل قبل الشرع ولما ورد به كان تأكيدا وذهب قوم من أهل الحديث وأهل الظاهر فيما ذكره ابن عقيل إلى أن حجج المعقول باطلة والنظر فيها حرام والتقليد واجب(!!!)"
وقال في البحر المحيط :" قال أبو الحسين بن القطان : أنكر داود وأصحابه أدلة العقول"
في حين نجد الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى يقول : " فقد صح أن المرجوع إليه حجج العقول وموجباتها وصح أن العقل إنما هو مميز بين صفات الأشياء الموجودات وموقف للمستدل به على حقائق كيفيات الأمور الكائنات وتمييز المحال منها"
وقال فيمن أنكر صحتها وصحة مدلولاتها :" "ولا سبيل إلى أن يعرض ذلك (الشك) فيما أوجبته أوائل المعارف إلا لسوفسطائي رقيع , يعلم يقينا بقلبه أنه كاذب وأنه مبطل وقاح , أو لمرور ممسوس ينبغي أن يعالج دماغه فهذا معذور " .
لكن الذي ينكره الإمام وسائر أهل الظاهر هو أن يكون العقل قادرا على استنباط علل الأفعال والأحكام الربانية إذ إن هذا صنيع من حشر العقل فيما لا يعنيه ومالا يستطيع استيعابه ومن خالفنا فإننا نلزمه أن يكون عقله ونظره قادرا على الإحاطة بالحكم الربانية ومن ثم فقد جعل من نفسه من ندا.. تعالى الله علوا كبيرا , يقول الإمام رحمه الله :" وأما من ادعى أن العقل يحلل أو يحرم أو أن العقل يوجد عللا موجبة لكون ما أظهر الله الخالق تعالى في هذا العالم من جميع أفاعيله الموجود فيه من الشرائع وغير الشرائع فهو بمنزلة من أبطل موجب العقل جملة وهما طرفان أحدهما أفرط فخرج عن حكم العقل والثاني قصر فخرج عن حكم العقل ومن ادعى في العقل ما ليس فيه كمن أخرج منه ما فيه ولا فرق ولا نعلم فرقة أبعد من طريق العقل من هاتين الفرقتين معا إحداهما التي تبطل حجج العقل جملة والثانية التي تستدرك بعقولها على خالقها عز وجل أشياء لم يحكم فيها ربهم بزعمهم"
ومما يدلك على أن هذه النسبة غير صحيحة إضافة إلى رأي ابن حزم أنه رحمه الله كان قد اطلع على كتب أهل الظاهر ونقل لنا منها الكثير ولو كان هذا النقل عنهم صحيحا لنقله كما جرت عليه عادته وعبر عنه بلسانه فقال : نحن في ميدان النظر وحمل الأقوال على السير بالبراهين فسنزيف الباطل والدعاوى التي لادليل عليها حيثما كانت وبيد من كانت ويلوح الحق ثابتا حيثما كان وبيد من كان"

على أن الأستاذ أبو إسحاق نسب هذا الرأي –كما نقله عنه الزركشي – إلى جماعة من المحدثين ولم يذكر أهل الظاهر كما فعل أبو الحسين وابن عقيل فقال : الذي عليه الإسلاميون وغيرهم أن العقول طرق المعلومات. قال: وأنكرت طائفة من المحدثين ذلك، وقالوا: لا يعرف شيء إلا من قول النبي صلى الله عليه وسلم " .​
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
ومما يزيد الأمر وضوحا ما قاله ابن عقيل الحنبلي رحمه الله -وقد ذكرته سابقا-:"وذهب قوم من أهل الحديث وأهل الظاهر فيما ذكره ابن عقيل إلى أن حجج المعقول باطلة والنظر فيها حرام والتقليد واجب(!!!)" فالنظر في هذا الكلام بتمعن يجلي العديد من الحقائق وهنا أسئلة تساعد على المقصود:

1- أي نوع من حجج العقول حرمها أهل الظاهر ؟
2-من أوجب من أهل الظاهر التقليد؟!!

لاشك أن حجج العقول لها معنى واحد وهو ما يصطلح ابن حزم على تسميته بأوائل المعارف وهي في هذا المقام تعني الحجج الفطرية التي أدركناها في"أول أوقات فهمنا" و"لاوقت للإستدلال عليها فيه" كذا قال ابن حزم, وهي التي يشترك فيها كل البشر ولايتنازع فيها اثنان كما قال جابر ابن حيان في نص جميل حصلت عليه من رسائله ثم ضاع مني فلاحول ولاقوة إلا بالله.
أما إذا اعتبرنا التسوية بين المتماثلات والحكم بالقياس من البديهيات وبالتالي فهي من حجج العقول فستظهر مشاكل :
1-سوء التفاهم بين الجمهور وأهل الظاهر يورث هذا النوع من الحوادث العلمية.وهو أمر خطير كما لايخفى.
2-اتهام أهل الظاهر بالسفسطة -وهذا لازم قولهمولاانفكاك لهم منه -وفيه ما فيه.
3-ظهور تناقض عملي فبينما تعتبره بديهيا تشرع في الإستدلال عليه!!

وإليك النموذج :

1- قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه " إعلام الموقعين " : وقال تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ} فالقياس في ضرب الأمثال من خاصة العقل وقد ركز الله في فطر الناس وعقولهم التسوية بين المتماثلين وإنكار التفريق بينهما والفرق بين المختلفين وإنكار الجميع بينهما.
قالوا: ومدار الاستدلال جميعه على التسوية بين المتماثلين والفرق بين المختلفين" .

2- ومثله قول الإمام المجاهد منصور بن محمد السمعاني رضي الله عنه في قواطع الأدلة :" إن من قضية العقل أن كل شيئين مشتبهين فحكمهما من حيث اشتبها واحد ولولا أن الأمر في العقول كذلك لم يكن لنا سبيل إلى التمييز بين المتضادين ولا عرفنا صادقا من كاذب ولا محقا من مبطل ولا كاملا من ناقص ولا قصيرا من طويل ولذهب علم الحواس وبطلت فائدته وذكر الله الأمثال في كتابه وضرب الشبه بين المثال والممثل به وجرت عادة أهل العقل باستعمالها في كلامهم وابتذالها في مخاطبتهم وجمعوا بالمعنى بين الشئ وغيره وألحقوا حكمه بحكمه وهو كقول القائل أينما أتوجه ألقى سعدا وهو مثل مشهور من أمثال العرب وهو لرجل من بنى سعد رأى من قومه هذه الحكمة وسوء جوار فرحل عنهم وانتقل إلى قوم آخرين فرأى منهم مثل ذلك فأرسل هذه الكلمة مثلا وذلك أن القوم الذين صار إليهم لما كان معناهم في جواره معنى بنى سعد جعله منهم وألحقة في الحكم بهم وأجرى سنته عليهم"

يبدو أن القصد واضح جدا.​
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
أما التقليد فأمره هين جدا إذ ما اشتهر أهل الظاهر إلا بنفي القياس ونفي التقليد...وهذا من أوضح الواضحات - على الأقل من وجهة نظري القاصرة-

وارجو من المشائخ التصويب والإستدراك إن وقع خلل وأنا متأكد من أنه واقع فهذه حال كل مبتدا في العلم...​
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
بما ان أحدكم لم يعلق : معناه انكم توافقون وعليه فيلزمكم الإعتذار عمن نسب هذا لأهل الظاهر ...كل عن مذهبه:D ...​
D
 
أعلى