د. عامر بن محمد بن بهجت
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 22 مارس 2008
- المشاركات
- 392
- الكنية
- أبو صهيب
- التخصص
- الفقه
- المدينة
- طيبة
- المذهب الفقهي
- حنبلي
بسم الله الرحمن الرحيم
هل منهج السلف حجة؟؟
هل منهج السلف حجة؟؟
من المسائل المهمة ضبط الأدلة التي يحتج بها، وقد عني الأصوليون بهذا عناية بالغة، وكبيرة، بل هذه القضية هي أهم قضية في علم الأصول، وإن شئت فقل هي علم الأصول كله.
ومن المسائل المتداولة في أوساط كثير من أهل السنة "حجية منهج السلف"، ويقررون أن السلفية هي القرآن والسنة بفهم سلف الأمة.
لكن من المهم إدراك معنى "منهج السلف" ومعنى حجيته.
وبالنظر إلى ما يروى عن السلف من الأقوال والأفعال نجده لا يخلو من حالات:
1- أن يكون مما أجمعوا عليه صراحة وصح النقل عنهم بذلك، فهذا حجة قاطعة تحرم مخالفته، لدليل الآية (..ويتبع غير سبيل المؤمنين..) وأدلة أخرى، وإذا كان من المعلوم من الدين بالضرورة كتحريم الزنا ووجوب الصلاة كانت مخالفته كفرا.
2- أن يكون مما صرح به بعضهم وانتشر ولم يُنكر فهذا "إجماع سكوتي" وهو حجة عند جماعة كذلك لحديث (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) وأدلة أخرى، إلا أن حجيته ليست كالأول في القوة، لذا خالف بعض العلماء في حجيته.
3- أن يكون قول بعضهم وخالف البعض الآخر، فهذا ليس بحجة بلا خلاف، ويجب الترجيح بين أقوالهم بالدليل الشرعي.
4- أن يكون قول بعض الصحابة "خاصة" ولم يعلم انتشاره ولا مخالفته، فهذا محل خلاف مشهور بين علماء الأمة وهي المسألة المعروفة في علم الأصول بـ"حجية قول الصحابي"، وقد رجح ابن القيم وجماعة الاحتجاج به وهو المشهور في مذهب إمام أهل السنة ابن حنبل.
ويمكن أن يضاف إلى هذا التفصيل قول من اعتبر حجية إجماع أهل المدينة في عصر السلف -ولشيخ الإسلام ابن تيمية فيه تفصيل يحسن مراجعته-.
وبهذا يُعلم أن الاحتجاج بفعل أو قول آحاد السلف غير صحيح إلا إذا ثبت إجماعهم أو انتشار ذلك القول وعدم ثبوت المخالف أو كان قول صحابي مع عدم ثبوت المخالف. على خلاف في بعض هذه الحالات.
ويعلم الخطأ المنهجي الشنيع لمن يتصرفون مع أفعال بعض السلف وعباراتهم على أنها وحي معصوم، سواء في باب التعامل مع المخالف أو غيره من أبواب الدين، وأن هذه المسألة مبحوثة بتفصيل عند الأصوليين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.