صفاء الدين العراقي
::مشرف ملتقى المذهب الشافعي::
- إنضم
- 8 يونيو 2009
- المشاركات
- 1,647
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- .....
- الدولة
- العراق
- المدينة
- بغداد
- المذهب الفقهي
- شافعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.أما بعد...فهذه دروس موجزة في علم البلاغة تشتمل على زبدة ما في مائة المعاني والبيان مع زيادات أسأل الله أن ينفع بها وأن يتمها على خير.
الدرس الأول الفصاحة
الفصاحة لغة تدل على الظهور والبيان، يقال: "أفصحَ الصبحُ" إذا أضاء. و"أفصح الصبيُّ" إذا بان كلامه وفُهِم.وتقع في الاصطلاح وصفا للكلمة، والكلام، والمتكلم فيقال: كلمة فصيحة، وكلام فصيح، ومتكلم فصيح.ففصاحة الكلمة: سلامتها من: تنافر الحروف، ومخالفة القياس، والغرابة.فتنافر الحروف: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان. فيعسر النطق بها ولا ترتاح لسماعها الأذن.مثاله: (الهِعْخِع) لنبات أسود تأكله الإبل، فحروفه لما اجتمعت وتقاربت في المخرج- إذْ هي حروف حلقية- تنافرت ولم تتلائم فعسر النطق بها. ومثل مُسْتَشْزِر أي مرتفع.ومخالفة القياس: كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي.مثل: فك الإدغام في موضع يجب فيه الإدغام مثل: الأَجْلَل، والفصيح هو الأَجلُّ أي الأعظم، ومثل: جمع الكلمة جمعا لا تقره قواعد الصرف كجمع بُوق على بوقات والفصيح أبواق.والغرابة: كون الكلمة غير ظاهرة المعنى لكونها غير مأنوسة الاستعمال عند العرب الفصحاء.مثل: تَكَأكَأَ أي اجتمعَ، وافْرَنْقَعَ أي انصرف، فليس كل كلمة لها معنى في اللغة يفصح استعمالها وإن كانت مهجورة غير متداولة.وفصاحة الكلام: سلامته من: تنافرِ الكلمات، وضعفِ التأليف، والتعقيدِ، مع فصاحة كلماته في نفسها.فتنافر الكلمات: وصف في الكلام يوجب ثقله على اللسان. فيعسر النطق به ولا ترتاح لسماعه الأذن.كقول الشاعر:وقَبرُ حَرْبٍ بمكانٍ قَفْرُ... وليسَ قربَ قَبْرِ حَرْبٍ قبرُفالشطر الثاني من البيت ثقيل بسبب اجتماع كلمات متكررة متقاربة المخرج، مع أن كل كلمة لوحدها فصيحة.وضعف التأليف: كون الكلام غيرَ جارٍ على القانون النَّحْوِي المشهور بين النحاة. مثل: عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة، وقد استقر عند النحاة أن ذلك لا يجوز كأن يقال: ضَرَبَ غلامُهُ زيدًا، فغلامه فاعل وضميره يعود على زيدٍ المتأخر في النطق والمتأخر في الرتبة لأنه مفعول به ورتبته متأخرة عن الفاعل، والفصيح: ضربَ زيدًا غُلامُهُ.وليس المراد هو مخالفة قواعد النحو الأساسية كرفع الفاعل ونصب المفعول به كأن يقول قائل ضربَ زيدٍ عمرًا فهذا فاسد من أصله ولا يوصف بأنه غير فصيح، وأما عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة فإنه وإن كان غير حسن لكنه ليس بممتنع كامتناع جر الفاعل.والتعقيد نوعان: لفظي ومعنوي.فالتعقيد اللفظي: أن يكون الكلام خفيَّ الدلالة بسبب التقديم والتأخير أو الفصل بين الكلمات المتلازمة.مثل: ما قرأَ إلا واحدًا سليمٌ معَ كتابًا أخيه. فإن هذا الكلام غير فصيح لتعقيده الشديد. والتركيب الصحيح: ما قرأ سليمٌ مع أخيه إلا كتابا واحدًا.والتعقيد المعنوي: أن يكون الكلام خفي الدلالة بسبب استعمال مجازات وكنايات لا يفهم المراد منها.مثل: "نشر الحاكم ألسنته في المدينة" مريدا جواسيسه. فهذا غير فصيح لأن كلمة اللسان تطلق أحيانا ويراد بها اللغة، ولا يعرف استعمالها للجاسوس فيكون في الكلام تعقيد معنويّ والصواب أن يقال: نشر الحاكم عيونَه.ومثل أن يكنّى عن الفرح والسرور بجمود العين فيقال: بعد الحزن والفراق جمدت عيني أي فرحتُ، فإن جمود العين يكنى به عن بخل العين بالدمع وقت البكاء والحزن ولا يعهد إرادة الفرح به.ثم بعد سلامة الكلام من العيوب الثلاثة: تنافر الكلمات، وضعف التأليف، والتعقيد لا بد أن تكون الكلمات المفردة في نفسها فصيحة ليس فيها تنافر الحروف، والمخالفة للقياس الصرفي، والغرابة؛ لأن فصاحة الكلمة شرط في فصاحة الكلام.وفصاحة المتكلم: ملكة يُقتدر بها على التعبير عن المقصود بكلام فصيح في أي غرض كانَ. فلا يكون المتكلم فصيحا حتى يكون ذا ملكة -أي صفة راسخة في النفس- يتمكن بها من إنشاء الكلام الفصيح الخالي من تلك العيوب في أي غرض وفي أي موقف أراد كالمدح والهجاء والوعظ، ولا يوصف الشخص بها لإتيانه أحيانا ببعض الكلام الفصيح من غير حيازة الملكة. ( أسئلة )
1- ما هي الفصاحة لغة واصطلاحا؟2- ما معنى فصاحة الكلمة والكلام والمتكلم؟3- مثل بمثال من عندك لكلمة فصيحة وأخرى غير فصيحة. ( ت 1 )
بيّن سبب عدم فصاحة الكلمات الآتية الظِّشُ - اِطْلَخَمَّ - مَوْدَدَة - النُّقَاخ ) ( ت 2 )
بين سبب عدم فصاحة الكلام الآتي كريم متى أَمْدَحْهُ أَمْدَحْهُ والورى...معي وإذا ما لمتُه لمتُه وحدي - سَكَنَ صاحبُها الدارَ ( يقصد: سكن الدارَ صاحبُها ) - كيف يكون حليفَك النجاحُ وأبوك وكسول أنت غبي ( يقصد: كيف يكون النجاح حليفَك وأبوك غبي وأنت كسول ) - من لم يظلم الناس يظلم ( يقصد: من لم يحافظ على حقوقه تؤخذ منه ))
التعديل الأخير: