رد: ورقة منهجية لتدريس الفقه المالكي
بارك الله في الإخوة المتحاورين وجزاهم خيرا:
نعم لو نقل حواركما النافع لملتقى أو موقع آخر كان أحسن ، لانه وكما تعلمون مناقشة هذه الأمور العقدية ليست من سياسة الملتقى مناقشتها ولا من اختصاصه الفقهي.
وهذا سؤال للشيخ أبي محمد موجه: قد ذكرت أن الأشاعرة هم خاصة أهل السنة، فما حال السلفيين، ممن هم على طريقة ابن تيمية وعلماء نجد-في رأيك-؟
وسؤال آخر: كأنني أفهم من كلامك حصر طريقة أهل السنة في مسلكين التفويض(التسليم) والتأويل !
وأنت تعلم أن هناك مسلك ثالث منسوب للسلف وهو مسلك التفويض -غير الأشعري- فما هو موقفك منه؟!
هذه أسئلة على هامش الحوار، بإجابتها يغلق الحوار في هذه المسألة.
الحمد لله
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل ضرغام الجرادات الخليلي
1- لست - و الله على ما أقول شهيد- بشيخ، و أستحيي ان أوصف بشيخ فيرى ذلك احد مشايخي و الله المستعان،إنما العبد الفقير طويلب علم.
2-قلت أن السادة الأشاعرة من خاصة أهل السنة و لم أقصد أنهم هم وحدهم أهل السنة و الجماعة،فقط قلت ذلك في مقابل ما ذكر أبو فهر انهم ليسوا من خاصة أهل السنة و الجماعة.
3-حال السلفيين يختلف أولا فيما بين كل طائفة تتبنى السلفية و هي تبدع الطائفة الأخرى،هذا فيما يخص العموم أما في مسألة الصفات،فمذهبهم مضطرب،لأنهم يرون إثبات ما يقولون أنه صفات على الحقيقة قي اللغة و إذا رجعنا للغة العرب نجد أن تلك الحقيقة تستحيل على الله تعالى.كوصفه بأن له يدا، و اليد أصلا ليست وصفا بل في اللغة جارحة و عضو.
و لي رأي في أن منهج الإمام ابن تيمية رحمه الله ليس كمنهج علماء نجد في كل شيء،بل في تقرير الصفات فقط.أما في مسائل التكفير و غيرها فبينهم اختلاف.
و قد بينت ذلك في تعليقاتي على "الأجوبة الوفية على الأسئلة الزكية"للشيخ الحسن الكتاني المالكي السلفي فرج الله عنه، و هي رسالة في نقد الحركة النجدية.
قلت:فإن كان تقرير الصفات كما هو في كتب الإخوة السلفيين من وصف الله تعالى بالجلوس و الحد و النزول الحقيقي و الانتقال...فليس في شيء من ذلك عقيدة أهل السنة من السلف الصالح.
4- التفويض و التأويل كلاهما من السلف و ما الأشاعرة إلا متبعون للسلف،أما ما تفضلتم و أسميتموه مسلك التفويض الغير الأشعري،فلست أعلم حقيقته،فالتفويض هو أن أكل إلى الله تعالى علم حقيقة ما نسبه لنفسه مع علمي بالمعنى الإجمالي الوارد في السياق.
أما تفويض الكيف،فهذا لانزاع فيه إلا من طمس الله على قلبه من المجسمة المكيفة.
و أخيرا لا أخفيكم سرا أني كنت أقول بقول الشيخ ابن تيمية و علماء نجد في مسائل كثيرة، لكني لما قرأت بعض الكتب التي هي رأس فكرتها اتباع الحق دون الرجال رجعت عن ذلك،كالعلم الشامخ للمقبلي و إيثار الحق لابن الوزير رحمهما الله تعالى،و بحثت فوجدت أن السلف لم يتناولوا موضوع الصفات كما فعل الإخوة السلفيين و انا واحد منهم فتركت ذلك، و إذا ظهر لي الحق في غير ذلك اتبعته إن شاء الله تعالى
فالحق يدار معه حيث دار.
بل لعلي إذا كلمتك في مسائل أنتم و الأشاعرة لا تقولون بهما أقول بها و الله الموفق
و جزاكم الله خيرا على حسن التواصل، و الأدب الرفيع.
و كل من خدم الإسلام له منا الاحترام و التوقير هذا هو الميزان
و الله الموفق