العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

هل يسكت الإمام بعد الفاتحة؟

غالب الساقي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
25 أبريل 2009
المشاركات
4
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يسكت الإمام بعد الفاتحة؟​
هذا السكوت الذي يقوم به كثير من الأئمة بعد الفاتحة ليقرأ المأمومون الفاتحة وإن كان مما استحبه الشافعية وبعض أصحاب أحمد فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستحبه جمهور العلماء فالأقوم تركه وعدم الأخذ به وإليك من كلام بعض المحققين من العلماء ما يهدي إلى ذلك :

شيخ الإسلام ابن تيمية:​
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى - (ج 22 / ص 339):
"وأما السكوت عقيب الفاتحة فلا يستحبه أحمد كما لا يستحبه مالك وابوحنيفة والجمهور لا يستحبون أن يسكت الإمام ليقرأ المأموم".
وقال - أيضا- في مجموع الفتاوى - (ج 23 / ص 278):
"ولم يستحب أحمد أن يسكت الإمام لقراءة المأموم ولكن بعض أصحابه استحب ذلك ....... وأيضا فلو كان الصحابة كلهم يقرأون الفاتحة خلفه إما في السكتة الأولى وإما في الثانية لكان هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله فكيف ولم ينقل هذا أحد عن أحد من الصحابة أنهم كانوا فى السكتة الثانية خلفه يقرؤون الفاتحة مع أن ذلك لو كان مشروعا لكان الصحابة أحق الناس بعلمه وعمله فعلم أنه بدعة".

الإمام ابن القيم:​

وقال ابن القيم في "الصلاة وحكم تاركها" (230):
"وبالجملة فلم ينقل عنه بإسناد صحيح ولا ضعيف أنه كان يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يقرأها من خلفه وليس في سكوته في هذا
المحل إلا هذا الحديث المختلف فيه كما رأيت ولو كان يسكت هنا سكتة طويلة يدرك فيها قراءة الفاتحة لما اختفى ذلك على الصحابة ولكان معرفتهم به ونقلهم أهم من سكتة الافتتاح".

الإمام المباركفوري:​
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي - (ج 1 / ص 285):
"قَالَ النَّوَوِيُّ عَنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ يَسْكُتُ قَدْرَ قِرَاءَةِ الْمَأْمُومِينَ الْفَاتِحَةَ قَالَ وَيُخْتَارُ الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ وَالْقِرَاءَةُ سِرًّا لِأَنَّ الصَّلَاةَ لَيْسَ فِيهَا سُكُوتٌ فِي حَقِّ الْإِمَامِ اِنْتَهَى .
قُلْت : تَعْيِينُ هَذِهِ السَّكْتَةِ بِهَذَا الْمِقْدَارِ وَاخْتِيَارُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالْقِرَاءَةِ سِرًّا فِي هَذِهِ السَّكْتَةِ لِلْإِمَامِ مُحْتَاجٌ إِلَى الدَّلِيلِ".

الإمام الألباني:​
وقال الألباني في "تمام المنة " - (ص 156):"إن السكتة المذكورة بدعة في الدين إذ لم ترد مطلقا عن سيد المرسلين ، إنما ورد عنه سكتتان إحداهما بعد تكبيرة الاحرام من أجل دعاء الاستفتاح ، وقد مضى حديثها في الكتاب عن أبي هريرة . والسكته الثانية رويت عن سمرة بن جندب واختلف الرواة في تعيينها فقال بعضهم : هي عقب الفاتحة . وقال الأكثرون : هي عقب الفراغ من القراءة كلها ، وهو الصواب كما بينته في " التعليقات الجياد " ، وغيره ، وراجع " رسالة الصلاة " لابن القيم .
على أن هذا الحديث معلل عندي بالانقطاع ، لأنه من رواية الحسن عن سمرة ، وهو وإن كان سمع منه في الجملة ، فهو مدلس ، وقد عنعنه ، ولم يصرح بسماعه لهذا الحديث منه ، فثبت ضعفه . ثم إنه ليس فيه التصريح بأن السكتة كانت طويلة بذلك القدر ، فلا متمسك فيه البتة للشافعية ، فتأمل"
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 124) :
" و مما يؤيد عدم سكوته صلى الله عليه وسلم تلك السكتة
الطويلة قول أبي هريرة رضي الله عنه : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنية ، فقلت : يا رسول الله أرأيت سكوتك بين التكبير و القراءة ماذا تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني و بين خطاياي .... " الحديث فلو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت تلك السكتة بعد الفاتحة بمقدارها لسألوه عنها كما سألوه عن هذه".
والله تعالى أعلم .
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
 

حسن أحمد حسن

:: متابع ::
إنضم
27 مارس 2010
المشاركات
8
التخصص
ليسانس حقوق
المدينة
طنطا
المذهب الفقهي
الشافعى - الحنفى - الحنبلى - المالكى
رد: هل يسكت الإمام بعد الفاتحة؟

جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ونفع بكم
f6b7509bc3530e52eb5d42a6e3772129.jpg
 

أبوبكر بن سالم باجنيد

:: مشرف سابق ::
إنضم
13 يوليو 2009
المشاركات
2,540
التخصص
علوم
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
الحنبلي
رد: هل يسكت الإمام بعد الفاتحة؟

الأخ الفاضل ناصر العلي وفقه الله
أرى أن القول بوجوب قراءة المأموم الفاتحة مع القول بأن الإمام لا يستحب له أن يسكت ليقرأ المأموم: ضعيف من جهة النظر.
فاللهُ تعالى أمر بالإنصات حال القراءة، وكون المأموم يقرأ والإمام يقرأ جهراً مخالفةٌ ولا شك، ولك أن تتصور أن إماماً يقرأ الفاتحة ولا يسكت بعدها ثم يتبعها بسورة الشرح -مثلاً- والناسُ عن تلاوته مشغولون بقراءة الفاتحة، فما الفائدة من جهر الإمام إذن؟!
 

ناصر علي العلي

:: متخصص ::
إنضم
1 ديسمبر 2008
المشاركات
34
الجنس
ذكر
التخصص
أصول
الدولة
البلاد
المدينة
بلد الله
المذهب الفقهي
متبع
رد: هل يسكت الإمام بعد الفاتحة؟

الأخ الفاضل ناصر العلي وفقه الله
أرى أن القول بوجوب قراءة المأموم الفاتحة مع القول بأن الإمام لا يستحب له أن يسكت ليقرأ المأموم: ضعيف من جهة النظر.
فاللهُ تعالى أمر بالإنصات حال القراءة، وكون المأموم يقرأ والإمام يقرأ جهراً مخالفةٌ ولا شك، ولك أن تتصور أن إماماً يقرأ الفاتحة ولا يسكت بعدها ثم يتبعها بسورة الشرح -مثلاً- والناسُ عن تلاوته مشغولون بقراءة الفاتحة، فما الفائدة من جهر الإمام إذن؟!

ما تراه أخي العزيز أبا بكر باجنيد هو ما أراه أيضًا، فاتفقت الرؤى والحمد لله.
والراجح لديَّ أن قراءة الإمام للفاتحة في الصلاة الجهرية قراءة لمن خلفه.
ولكن نقطة البحث هنا في "سكوت الإمام بعد الفاتحة"
هذه "السكتة" لم يصحَّ فيها الحديث
وسَوْق رأي الإمامين ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
إنما كان من باب أنهما لا يريان صحة هذه السكتة
ولو كان بغرض إعطاء مهلة للمأموم ليقرأ الفاتحة
رغم أنهما يريان وجوب قراءة المأموم للفاتحة في الجهرية.
وهذا يعارض عموم الآية : {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
لكنهم يأخذون بعموم حديث : (( لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب ))
فهنا تعارض عمومان في نظر المجتهد
فيبقى البحث في طرق الترجيح بينهما
والله تعالى أعلم
 
أعلى