في الحقيقة أنا قرأت الكتاب بتحقيق فضيلة الشيخ فركوس الذي حشا الكتاب بحواشي لا معنى لها من جنس تعريفنا من هو أبو هريرة وعبدالله بن عمر وابن عباس ومن هي أم المؤمنين عائشة ووو ومن هم الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد رضي الله عنهم!!
ولم يكتفي بالإحالة على مصدر أو مصدرين لنعرف من هم هؤلاء المجاهيل الخافي امرهم علينا؛ بل يحيل على ما يزيد عن العشرين مصدر في ترجمة كل واحد منهم، طبعا تعرفون هذا ضروري لعلنا لا نجد وصف شارب الشافعي في جميعها وبالتالي لن نعرف أكان يقص أو يجز شاربه ومن ثم لن نعرف من هو هذا الإنسان المريب الذي لا نعرف عنه شيئا بالاكتغاء بعشرة أو خمسة عشر مصدرا فيتكرم على الشيخ ويضيف لنا عليها عشرة أو خمسة عشر مصدر آخر حتى يتبين لنا بجلاء من هذا المجهول المسمى بمحمد بن إدريس الشافعي وتتكرر الإحالة عليه كثيرا في الكتاب!
وأخذ يوضح لنا العبارات أو الاصطلاحات الغامضة مثل معنى السند والحديث المسند ويعيد نفس مسائل الكتاب في الحاشية فإذا تكلم التلمساني في الاختلاف في قبول مجهول الحال أو المرسل أو في المشترك أو أو ... تراه يعيد عين الكلام في حاشيته بحيث لا تدري أنت ما مراد الشيخ بكذا عمل.
وأنا والله ما أدري ما الذي يستفيده رجل لا يعرف أبا بكر وعمر وابن عمر وابن عباس وعائشة والأئمة الأربعة ولا معاني المنطوق والمفتوم والسند والمسند بكتاب غاية في التخصص ككتاب المفتاح ليحتاج إلى تعريفه بهذه الأشياء.
هذا بالإضافة إلى مقدمة 307 صفحات!! وإلى 8 فهارس في نحو 150 صفحة.!
وأنا شخصيا لم أستفد من عمله الذي ضخم الكتاب ليبلغ 1008 صفحة سوى كذبي على امرأتي في سعر الكتاب. وأنا والله صادق لم أذكر هذا تمليحا للكلام بل كذبت حقا عليها تجنبا للمشاكل.
واعتذر عن هذه المقدمة السمجة ولكن ما في النفس يزيد فيفيض.
وعلى كل بعد قراءتي للكتاب اتضح لي أن عنوانه لا يطابق مضمونه فإن العنوان في تخريج الأصول على الفروع والمضمون في أصول مختلف فيها وما ترتب عليها من الخلاف ، أي كأنه يتكلم في أسباب الخلاف،. وكثيرا ما يذكر أصولا متفق عليها ثم يذكر اختلافاً إما في التخريج عليها أو اختلافهم في فروع ذات علاقة بها _ في نظره - مع أنك إذا رجعت إلى كتب المختلفين في الفروع ترى أحد الفريقين على الأقل لم يبنِ عليها أصلا.
وهذا يجعلني لا أعلم تحت أي عنوان يمكن أن نضع الكتاب.
هذا بالإضافة إلا ضعف البناء والتخريج منه هو شخصيا كما يتبين بمقارنتك بين هذا البناء والتخريج للمسألة في كتابه وبين البناء والتخريج لنفس المسألة في كتب من نسبت إليهم هذه المسائل.
وهذه على الأقل 3 مواضيع تتعلق بدراسة هذا الكتاب:
عنوانه
موضوعه
بناءه وتخريجه على الأصول التي ذكرها
وهذا الثالث مواضيع:
مدى تطابق المثال مع الأصل المذكور
الفرق بين تخريجه وبناءه عليها وبين تخريج وبناء من نسبت إليهم هذه الفروع.
مناقشته في النتائج التي وصل إليها ومدى تعلق ذلك بالأصل المذكور.
والله أعلم