أضر فتنة على الرجال

[د. ياسر محمد جابر]

تفرغ عابد بني إسرائيل لعبادة الله تعالى ولم يستطع الشيطان أن يغريه بمال ولا دنيا ولا قصور ولا أملاك ولا طعام ولا شراب، لكن استطاع أن يقضي عليه بامرأة، وبسببها جعله يكفر بالله تعالى.
كان الرجل عاقلا حكيما صبورا زاهدا، لكن فتنة النساء قضت عليه وصار من عابد الدنيا إلى مخلد في النار بكفره، والله أعلم.
لذا على كل رجل أو شاب مهما علا وتعمق في العلم والالتزام والتدين والزهد والعبادة أن يحذر فتنة النساء فإن شرهن على القلوب عظيم، وسريع، ومهلك، وحارق، ولا يقوى على الذهاب بعقل الحكيم الحليم الرشيد مثل امرأة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما رأيت أذهب للب الرجل العاقل من إحداكن".
وإن الرجل ليكون في الستين من عمره، كبيرا مهابا في قومه يرجعون إليه ويشاورونه ويصلحون به خصوماتهم وخلافاتهم، وتأتي امرأة لعوب تتلاعب بعقله يمنة ويسرة فتخرجه عن رشده وحلمه.
وكم من رجال فتحوا البلدان واقاموا العمران وكانت نهايتهم على يد امرأة.
وكان سجن نبي الله يوسف عليه السلام ظلما على يد امرأة.
وكان هجوم قوم لوط عليه السلام على ضيوفه في بيته وقد دخلوا عليه سرا لا يعلم بهم أحد بسبب امرأة أخبرت عنهم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا في الأرض والسماء وما سماه أحد بغير اسمه إلا امرأة، أسمته مذمما، وهي امرأة عمه أبي لهب حمالة الحطب.
وكان هلاك مصر على يد كليوباترا وحبها لحاكم أوربي.
وبداية العد التنازلي للإمبراطورية العثمانية كان بسبب جارية روسية فاتنة.
وغزا رجل بلدا فامتنع عن دخولها بسبب رؤيته لامرأة جميلة فيها.
وفتحت امرأة حصن قومها لعدوهم ليدخلوه مقابل ان يتزوج قائدهم منها فدخلوا الحصن وقتلوا من فيه وقتلوا اباها وأخوتها وأقاربها، وعادوا بها لتكون جارية من الجواري فلم تتقبل طعامهم وذكرت طعام ابيها، فربطها بين فرسين من ذراعيها وساقوا الفرسين فانخلعت اكتافها وماتت.
وكان السبب في افلاس خزانة الدولة العثمانية في سنة كاملة امرأة أمهرها الخليفة المجنون بجمالها مال الدولة.
وكانت الجارية تباع في الأسواق بالزيادة إذا كانت تجيد فن الرهز، وهو اغراء الرجل والسيطرة على عقله، فمنهن من كانت تجيد سبعين أسلوبا في الرهز.
وكم من قصص الخلع في زمننا هذا وخراب البيت وترك الأولاد وسببه حب جديد في حياة امرأة.
وجلس امامي في المسجد شاب متعلم تعليما عاليا ويعمل في وظيفة مرموقة وعنده مكتب سكرتارية وفيه نساء يتسابقن في إغرائه والتودد له. جلس يبكي كالطفل في المسجد يسألني كيف النجاة من هؤلاء النساء، وهو لا يستطيع الاستغناء عن وظيفته، ولا يستطيع أيضا إلغاء السكرتارية، لأنه مجرد موظف فقط.
وكان ابتلاء أحد المحامين المخضرمين في ارملة تفتح نافذة بيتها المطلة على منزله وتغريه بالحركات حتى وقع في فتنتها واستدرجته لمنزلها ثم صرخت وصاحت وجمعت عليه الجيران وأجلسوه في مجلس عرفي ودفع مالا وقدره......
واستدرجت اخرى أخا لزوجها بالإسراف في المزاح والضحك والخضوع حتى قال لها إني اراك في زوجتي، فما كان منها إلا أن فضحت امره بين الناس، فلا هو سلم من فتنتها ولا هي سترت عليه.
فتنة النساء فتنة عظيمة
تترك الحليم حيران
والعاقل للهذيان
والعفيف للزلل
والسليم للخلل
ولست أقصد بكلامي هذا عموم النساء فالنساء المقصورات في الخيام والديار والكهوف والجبال على أزواجهن ومحارمهن لا يتعرضن للرجال الأجانب بالفتنة والإغراء والتعري والكشف والنظر والخضوع بالقول والضحك والمزاح والتسكع في الطرقات المخالطة في الأسواق...الخ
هؤلاء المقصورات هم الأمهات المربيات، والزوجات العفيفات، والأخوات الصالحات، والعمات والخالات، والبنات القارورات.
هؤلاء أساس صلاح المجتمعات ونورها ونموها، ورفعتها ورخاؤها، وزهورها وورودها.
هن المدارس التي يتخرج منها الرجال الصالحون الفاتحون العلماء الأتقياء والحكام الشرفاء.
فلا ينبغي الخلط بين امرأة تربي الرجال للخلافة الصالحة في الأرض.
وبين امرأة تفتن الرجال وتربيهم للفساد والتفريط في الشرف والعرض.
لا تكرهوا النساء العفيفات المربيات الصوامات القانتات المحصنات الغافلات عن الفتن الحافظات للغيب بما حفظ الله.
اكرهوا الكاسيات العاريات الخاضعات بالقول الفاتنات لقلوب الرجال المضيعات للدين والعقل والعرف والنقل، الباغيات العنت للخلق، والفساد للأرض.
وقانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.

د. ياسر جابر
باحث وكاتب