العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التربية الأخلاقية للأولاد،

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
عني الإسلام بحقوق النشء الصغير، وأسلوب تربيته، وتقويم سجيته، ولو أردنا أن نرسم تقويمًا، أو نعطي نظرةً، أو نجري مسحًا سريعًا لحالة الأسرة المعاصرة نجدها في غالب أحوالها مكونة من أب منهمك في العمل، يعود منه ليخلد إلى النوم والراحة، ثم يستيقظ على موعد الطعام، بعد ذلك يتفرغ لمشاهدة مسلسلات المساء، وأفلام السهرة، أو قضاء الليل في مكان عام، أو في حفلة من الحفلات، هذا إن لم يكن الأب مسافرًا خارج البلاد، ومنقطع بالكلية عن بيته وأولاده.
من ناحية ثانية نجد أن الأم التي تعلمت، وتثقفت، ترى أن من حقها ممارسة حريتها في العمل، وتعود الأم من العمل وقد أصابها التعب، والملل، والإعياء، وليس لديها من الوقت، أو الأعصاب، أو التحمل ما يسمح لها بمراقبة أولادها، أو تصحيح سلوكياتهم، أو النصيحة لهم، والضحية في كل ذلك هم الأولاد، لأنهم يخسرون أعز الأشياء وأغلاها لديهم؛ يخسرون أنفسهم.
والشريعة الإسلامية لم تترك هذا الأمر هملًا، بدون عناية وتيقظ، بل بينت ووضحت كيف نربي أولادنا من خلال كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكيف أنها شرعت لهؤلاء الأبناء حقوقًا، وألزمت بهذه الحقوق كلًا من الأبوين، والمفرط منهما في هذه الحقوق آثم، وغير المحافظ عليها مذنب.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
وعن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده؛ فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال (ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجَنّة)( ).
ومن ثم فإن من حق الولد على أبيه أن يعلمه الأدب الحسن، والقيم، والعادات الأصيلة لا العادات الدخيلة حتى يتشكل إسلاميًا. وكذلك يجب تربية الأولاد على البر، والصدق، والطاعة، والمروءة، والأمانة، والتعاون، والإخاء، والإيثار، وجميع الأخلاق الكريمة التي أوصى بها نبينا صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن خير التربية وأفضلها القدوة الحسنة، فالولد من عمل أبيه، بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه:" إذا مات أحدكم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له"( ). والتربية الصالحة تثمر في الدنيا برًا بالوالدين، فيجد الوالدان في كبرهما وشيخوختهما حصاد ما زرعاه في أولادهما.
ونحن نلاحظ في عصرنا الحاضر شدة اهتمام الآباء بتعليم الأبناء، والإنفاق عليهم في المدارس الخاصة، وفي الدروس الخاصة، وإشراكهم في النوادي المختلفة، والاهتمام بملابسهم، وما إلى ذلك، وفي نفس الوقت يغفلون عن تعليمهم قواعد دينهم الحنيف، الذي يحفظهم في الدنيا والآخرة، ويعود بالنفع والخير على الوالدين. والبعض يلقى باللائمة على المجتمع، أو المدرسة، أو أصدقاء السوء، واللوم واقع على البيت بالدرجة الأولى؛ ففيه ينشأ الطفل، ويقلد أبويه، ويتلقى منهما مبادئ السلوك، والأخلاقيات: سليمة كانت او منحرفة.
ومن وسائل التربية الدينية والأخلاقية للأولاد:
1 - اهتمام الأسرة بالجانب الديني للتربية، (تربية الوازع أو الضمير).
2 - إلزام الطفل بحفظ، وتعلم، وفهم القرآن الكريم.
3 - تعليم الطفل أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فعلًا، وقولًا.
4 - التربية الأخلاقية بالقصة الهادفة، مثل قصص القرآن، وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة، وأمهات المؤمنين، وعظماء التاريخ وغيرهم.
5 - تربية الأولاد على حسن اختيار الرفيق (الجليس).
6 - التربية بالممارسة الفعلية المتدرجة.
7 - التربية بالقدوة الحية الواقعية.
8 - التربية بالموعظة والنصيحة المتكررة.
9 - التربية بالحوار والمناقشة.
10 - التربية بالترغيب والترهيب.
وإن مما يجب أن أوصي به هنا، أمرين:
1- عمل دورات علمية متخصصة في التربية الأخلاقية للأسر المسلمة داخل المراكز الاجتماعية والمدارس من خلال مجلس الآباء، ومجلس الأمهات.
2- تكثيف المادة الإعلامية التي تتحدث عن دور الأسرة في تربية أبناءهم، وبناتهم على الأخلاق الحميدة. وتوزيع المطويات، والكتيبات التي تخدم هذا الأمر.
 
أعلى