العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الصمت أخجل

إنضم
5 مارس 2023
المشاركات
58
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
تقول:
نحن ثلاث بنات وولدان، وأنا أصغرهم، وكان أخي يغضب ويصيح على أختي فتبادله الغضب وترفع صوتها، فيمد يده ويضربها أو يسبها ويتقاطعان ويتخاصمان وتقع بينهما نفرة شديدة وعناد وهجر.
وكانت تقع مني بعض الأخطاء فيغضب أخي ويصيح علي فألزم الصمت، ولا تمر ساعة إلا وهو راجع يحضنني ويقبل رأسي ويعتذر مني ويطيب خاطري.
ولأنني بشر وأنسى تتكرر مني الأخطاء ويتكرر منهم الغضب، ويتكرر مني الصمت ويتكرر منهم الاعتذر...الخ.
التطور الجديد أنني مع وقوع الخطأ مني لم يعد أحد من أخوتي يغضب علي، أو يصيح، بل ينظر إلي نظرة عتاب مع ابتسامة خفيفة، فأفهم وأقوم بتصحيح الخطأ، بينما استمر الوضع على سابقه بينهم وبين أخواتي البنات من الغضب والسب والاستفزاز والعناد والحرب النفسية والانتقام..
فأيقنت في نفسي أن الرجال طيبون وأن الدخول معهم في مواجهة يستفز الشر داخلهم، وأن الصمت واللين وخفض الجناح أقصر الطرق لامتلاك قلب الرجل، وأن اخوتي البنات في صراع وحرب ومشاكل نفسية طول الوقت بسبب التصميم على المواجهة وعدم الخضوع والرأس بالرأس ومحدش أحسن من حد.

كبرت وانتقلت للعمل في محل خياطة عند جارة لنا، وهي عصبية بشكل حاد، فطبقت نفس الاستراتيجية معها، استراتيجية الصمت، فكانت تتعصب وتغضب وتأمر وتنهي وترعد وتزبد وأنا صامتة أقول حاضر ان شاء الله، وبعد ثلاثة أشهر تقريبا بدأت العصبية عندها معي تزول تدريجيا، وتتودد الي تجلس بجواري وتحب حديثي، وتشعرني بأني أختها وأنها نادمة على ما فات.
ثم بعد خبرة أعلمتها أني سأستقل بمحل خاص فأخذت تبكي بكاء مريرا لاني سأتركها، رغم أنها ليست بحاجة لي، وكأنه مات لها ابن أو أب، فأيقنت أن قلوب الناس تعرف الخجل من المعاملة الطيبة.
فلما تزوجت قررت أن أطبق نفس الاستراتيجية مع زوجي، وبالفعل نجحت، وأصبح زوجي بالتدريج شخصا مسالما لي وموادعا، وصارت الدنيا أهون عنده من حزني، لأنه وجدني مسالمة لينة هينة لا أدخل معه في مواجهات، وألزم الصمت عند غضبه ولا أرفع صوتي أمامه، وأغض بصري عنه عند الخلاف، فأصبحت مَلكة على قلبه، وجوهرة في فؤاده.
كثير من النساء يعتقدن أنه من القوة الدخول في مواجهة مع الزوج والتصدي له بصلابة، والتحدي، والرد بالمثل، واحتداد النظر ورفع الصوت، حقي وحقك، والرأس بالرأس، والعناد والانتقام ولو بعد حين...والحقيقة ان كل ذلك يمثل أقصر الطرق لخسارة قلب الرجل، وربما خسار الحياة الزوجية ونعمة الزوج والسكن، وربما الفراق الكلي أو الجزئي، وخسارة الأولاد لعامل الاستقرار النفسي بين الوالدين، وما يثمره من نجاح وتفوق.
الرجل ملك في بيته كالملك في دولته لا يحب المنازعة والمناكفة والمناقرة والمخالفة والمعاندة..
يحب الطاعة واللين وخفض الجناح والرقة واللطف والبسمة والقصة والمداعبة والضحك.
والمرأة كالرعيةأو كالشعب أو كالنائب، إن اختارت أن تنازع على الرئاسة قامت الحرب بينهما، وليس وراء الحرب من مكسب.
وإن فازت بالحرب وكسبت الرئاسة فقد انتقلت من الحرب مع الزوج إلى الحرب مع الله الذي لم يعطها حق الرئاسة في البيت، واغتصبته بالمخالفة لحدود الله، ولا طاقة لها بحرب الله ولا بقيادة البيت، لغلبة العاطة عندها على العقل، والخلط بين الحقوق والواجبات، فضلا عن تضييعها.
وإن خسرت الحرب التي أقامتها فقد خسرت دنياها من السكن وعفة النفس والاستقرار، ونعمة البيت والزوج والولد، فضلا عن الخسارة المنتظرة في الآخرة.
والسؤال لماذا كل هذا؟
أليست المرأة موطن العاطفة؟!
فلماذا تعيش عاطفتها في غربة، وتطرد قلوب محبيها إلى البحث عن أوطان أخرى؟!!!!
دمتم طيبين.
 
التعديل الأخير:
أعلى