العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

حقيقة الحب

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٨٠. هل الحب تعاون أم تنافس، أم تكامل، وما علاقته بالاحترام والاهتمام؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
الحب = التخطيط للسعادة
الحب بين المحبين عامة وبين الزوجين والعشاق خاصة لا يحمي نفسه بنفسه، بل يحميه الاحترام والاهتمام المتبادلان، ومما يقلل من رصيد الحب عدم الرد على الرسائل أو الاتصالات، أو الغياب الكثير عن المحبوب، والبعض يدفعه تلك السلوكيات إلى الشوق والاحتراق. والبعض يدفعه قلة الاهتمام إلى الملل.
لذلك على الحبيب أن يتعرف على المفاتيح والأسرار في شخصية محبوبه، هل يزيده الإهمال مللاً أم اشتياقا؟! فإن كان الأول فليتقرب منه أكثر ويشغل عقله وقلبه بالحب والمداعبة والملاطفة والرقة والذوق والقصة والشعر، ويبتعد عن العتاب واللوم والأسئلة الجامحة الخارجة عن صلب الموضوع، ويبتعد عن كل ما يأتي بالخلاف أو الاختلاف، ويؤجل القضايا المختلف فيها إلى حين، حتى يؤدم بينه وبين حبيبه، وتتجذر العلاقة العاطفية في الوجدان، وتسقى بماء السعادة، وتبنى بلبنات التفاهم، وتزكى بروح التسامح، وتتعطر بعطر العفة.
تلاقي الأرواح قد يأتي في لحظة، لكن امتزاج الأرواح يحتاج لوقت أطول، لأن اللقاء لحظة مخطوفة من الزمن، والامتزاج جزء من الزمن، لذلك يجب أن نفرق بين وهج اللقاء ولا نتعجل حرارة الانصهار والامتزاج. الامتزاج مفاعلة بين روحين، ومخالطة بين نفسين، يظل هذا الاختلاط يعمل حتى يصيرا شيئا واحدا لا يمكن التمييز فيه بين طرف وطرف، وقلة الاهتمام بالرد على الرسائل والمكالمات وكثرة الغياب، كلها عوامل تؤدي إلى تراجع التفاعلية الامتزاجية للروحين، فيحل الملل والبرود أو يحل الشوق والعذاب، وكلاهما سلبي على الروح والجسد لأنه يسبب المرض، والملل يسبب الاكتئاب، والشوق يسبب العذاب، ومعنى ذلك: أن الحب بدلاً من أن يصبح سببا في السعادة صار مصدرا للتعاسة، والحبيب الصادق لا يتعمد ولا يقصد ولا يخطط لإملال محبوبه أو تعذيبه، بل يخطط لإسعاده وإدخال البهجة على قلبه، وقضاء أسعد الأوقات معه، ويراسله ويكلمه، ويرد عليه ويهتم به.
الحب خطة للسعادة وليس خطة للعذاب؛ فهل المحبون يضحون لإسعاد بعضهم؟! أم يخططون لحروب نفسية تجلب التعاسة على أنفسهم؟! قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله).
 
أعلى