حقيقة العشق

[د. ياسر محمد جابر]

٧٩. هل العشق شعور طبيعي مثل الحب أم هو مرض أم وسواس قهري أم ماذا؟ وما أعراضه؟ وما علاجه؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
فالعشق حالة مرضية غير صحية، عبارة عن وسواس مفاجئ يقذفه الشيطان في عقل وقلب العاشق تجاه المعشوق بسبب إعجاب سريع، يريد به الشيطان ان يوقع الفتنة بينهما ويقضي على العاشق بالمرض المزمن، وربما يدفعه للتفكير في الانتحار أو يصيبه بالجنون، ويجعل عقله مخمورا متوقفا على التفكير.
ويقوي هذه الحالة امتناع المعشوق عن التجاوب مع العاشق فتزيد حالته سوءاً، وحتى لو تجاوب معه يفقد العاشق عقله وشخصيته في حضرة المعشوق، وكل ذلك من تزيين الشيطان.
والعشق كذلك يشير إلى حالة تصيب الشخص فتتكون له هواجس مع شخص واحد يعتقد أنه يعيش حالة الحب معه، وقد يشعر بالحاجة إلى حماية هذ الحب وتشعر بقلق شديد تجاهه، وغالباً ما تصاحب أنواع أخرى من أمراض الصحة العقلية، والعلاج يمكن أن يساعد في تقليل الأعراض ومنع المضاعفات الخاصة بالمرض.
ومن أعراض اضطراب وسواس الحب القهري وجود عامل جذب ساحق لشخص واحد، ووجود أفكار غير طبيعية حول الشخص، مع الشعور بالحاجة إلى “حماية” الشخص الذي تحبه، هذا إلى جانب الغيرة المتطرفة على العلاقات بين الأشخاص الأخرى، وتدني احترام الذات، يمكن أن تتفاقم الأعراض لتشمل ما يلي:
الحاجة الدائمة للاطمئنان على الشخص المحبوب.
صعوبة وجود الصداقات أو البقاء على اتصال مع أفراد الأسرة بسبب الهوس على شخص واحد.
رصد تصرفات الشخص الآخر بشكل مستمر.
التحكم في تصرفات الشخص الآخر والأنشطة التي يمارسها.
وهذه الحالة المرضية يمكن أن تسبب اضطرابات في الشخصية، حيث يعاني المريض من التبديل بين الحب الشديد لشخص للازدراء الشديد لنفس الشخص.
العلاج: مواجهة نفسه بالحقيقة والاحتكام للواقع، ومحاولات البعد عن المشوق، والرقية الشرعية. الاغتسال بماء مرقي والشرب منه. الدهان بزيت الزيتون المخلوط بمسك أسود بعد قراءة الرقية الشرعية. عسل النحل الطبيعي على الريق. الدعاء بصرف هذا الوسواس عنه وخاصة في الثلث الأخير. الاستخارة في الاستمرار في علاقة مع المعشوق ام لا. أذكار الصباح والمساء. اشغال الوقت بأعمال مفيدة. الإكثار من غسيل الرأس بالماء البارد جدا، ودهانه بالزيت.