العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

التهرب من تحمل المسؤولية

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٧٥. زوجي لا يتحمل مسؤولية بيته ويتهرب ويقضي الوقت مع أصدقائه، ولا يعمل ولا ينفق، فهل من كلمة له؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛
قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً) صحيح.
وقال عمر رضي الله عنه: زوجوا بناتكم الأكفاء.
وقال سعيد بن النسيب رحمه الله: زوج ابنتك الرجل التقي، فإن التقي إذا أحبها أكرمها، وإذا كرهها لم يظلمها.
زوجوا بناتكم الأحرار ولا تزوجوهن العبيد، فإن أخلاق العبد ليست كأخلاق الحر؛ فأكثر طباع العبيد: المكر وقلة المروءة والخسة.
ومعظم أخلاق الأحرار: الرجولة والشهامة وعزة النفس، واستخيروا الخالق، واستشيروا الخلق، واسألوا ولا تتعجلوا، وأقل الشهادة اثنان، فإن اختلفوا فالترجيح بثالث، واختبروا العقل والطبع، والكرم والشح، والمروءة والهوان، وربَّ صاحب مال لا عقل له، ورب صاحب عقل لا دين له، ورب صاحب دين لا أخلاق له.
واتقوا المرأة الحسناء في المنبت السوء، فإن المنبت يغلب على الجوهر، والجوهر يغلب على المنظر، وفقير المال غني النفس خير بمليار مرة من العكس، ومن جرب أخلاق الرجال عرف أن عزة الإنسان خير من الماء الزلال، ولو فيه الحياة.
هرب رجل من مسؤولية أولاده فلقي امرأة غنية قد مات زوجها، فتزوجته، وعما قليل ضاقت ببطالته وجلوسه كخيال المآته، فتطلقت منه، وطردته، فلم يجد لنفسه مأوى إلا تحت الكباري وفي الطرقات، يتصدق عليه الناس بالطعام والعلاج، وصار رث الثياب، كريه المنظر، وبعد سنين، أخذه فاعل خير ليعمل عامل نظافة في مستشفى خاص.
ذات يوم وقفت سيارة ونزل منها شاب جميل الهيأة، مد يده إلى العامل ببعض المال، ومضى، كانت معه أمه فلما رأت عامل النظافة، عادت إليه وقالت أتعرف من أنا ومن هذا الشاب؟!
قال: أعرفك أنت زوجتي التي هربت منها.
قالت وهذا ابنك مدير هذه المستشفى الخاص، هربت منا كي لا تتحمل مسؤوليتنا، فأغنانا الله من فضله.
فانظر لنفسك أين أنت، وأين نحن، والله خير وأبقى.
 
أعلى