العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تدريس النساء بالأنترنت

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
٧٤. أقوم بالتدريس عن بعد وقد تطلب مني فتاة أو امرأة تدريسها، ثم يحدث تطرق لحوارات جانبية، وأخشى على نفسي من الفتنة، فهل من نصيحة؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
فالمشكلة الحقيقية في أكبر فتنة بين الرجال والنساء هي الخلوة غير الشرعية، والاختلاط في العمل أو الدراسة، ولو كانت للدراسة على يد شيخ يكبر المرأة بأربعين او خمسين سنة، والخلوة يحضرها الشيطان، فإن كان الرجل صالحاً، أفسدته الخلوة مع فتاة او امرأة.
ولعلكم تعرفون قصة عابد بني اسرائيل، وكيف فعلت به الخلوة مع امرأة حتى وقع في الحرام ثم قتلها.
والرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا يخلو رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما.
معنى ذلك أن الرجل والمرأة قد يكونا صالحين مؤمنين، فإذا ابتليا بالخلوة فسدا وانتكسا.
والمرأة الغامدية كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما خلت برجل حضرهما الشيطان، فأخرجهما بقوة العاطفة عن العقل فوقعا في الحرام، ثم تابت وطلبت إقامة حد الله عليها وهو الرجم.
والعقل له مثبتات ومذهبات، ومن مذهبات العقل السليم الصحيح الطبيعي: السُكر والغضب والغيرة والحسد والمال والخلوة مع امرأة أجنبية. ومثل ذلك الحديث على الخاص اليوم فهو خلوة، تجعل الشيطان يضخم العاطفة في القلب والصدر، وهذه العاطفة تغير من كيمياء العقل؛ فيفرز هرمونات تابعة لقوة التفكير والتأثر.
مثلا: إذا أنت فكرت في الحزن بقوة، تدمع عيناك. وإذا فكرت في الغضب بقوة، يضيق صدرك وتتسارع نبضاته. وإذا فكرت في المرح والفرح، يفرز العقل هرمون السيترونيين المسؤول عن السعادة. وإذا فكرت في الخوف بقوة، يفرز العقل الدرينالين الذي يتسبب في خفقان القلب، والرعب، وعدم النوم والكوابيس.
كذلك بالقياس، إذا خلا رجل بامرأة أو فتاة، فقد يكون صالحا، ومع الوقت ومع تكرار التفكير اللاإرادي بسبب الخلوة، يصل لمرحلة الرغبة الممتنعة لانفصال الواقع، والممنوع مرغوب أكثر من الموجود المتاح.
لذلك الرجل يرغب في المرأة الممتنعة عنه واقعيا، ويريدها بأي سبيل وقد تكون أقل جمالا من زوجته، ومع قوة التفكير، يفرز المخ هرمونا معززا للشهوة، فيغطي على عمل العقل، فيتكلم الرجل ويهزي كالمجنون تحت أثر المخدر الهرموني.
إذن القبول بالخلوة من الأصل كان سبب المشكلة.
لماذا نذهب بعيدا و الله تعالى يقول: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين و...)؛ فبدأ الله تعالى بالنساء.
ومما يعزز ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: ما رأيت أذهب للب الرجل العاقل منكن. ومعنى ذلك أن المرأة من مذهبات العقل عند الرجل.
وأزيدكم من الشعر بيتا، أن المرأة في قمة مذهبات العقل الذكوري، فهي أشد من الخمر والغضب والغيرة والمال، والسُكر، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت فتنة من بعدي أشد على الرجال من النساء، وكانت فتنة بني إسرائيل في النساء؛ فالنساء هم قمة الفتنة للرجال.
وفي التاريخ أحداث يشيب لها الولدان من فتنة الرجال بالنساء لدرجة أدت إلى سقوط عروش وممالك وبلدان واقتتال ودماء.
وأقرب ذلك من أيام عدة، فتاة جميلة تعرضتت للمعاكسة، فدافع عنها شاب فتعاركا واتسع العراك حتى سقط خمسة وعشرون رجلا قتلى وجرحى؛ فالمرأة أعظم فتنة على وجه الأرض للرجال،
فما الحل؟ الحل هو في طاعة الله ورسوله وترك الخلوة والاختلاط. لماذا؟ لأنها: فتنة وقلة قيمة وقلة مراقبة وقلة حياء. والمعصوم من عصمه الله تعالى. وميل الرجل للمرأة ميل فطري منذ الصغر، مثلا: ابني عندما كان عمره ثلاث سنوات، وابنة أخي سنتين، تقابلا في اجتماع عائلي، والسؤال: هذان الطفلان الصغيران هل يلعبان فقط؟! أم أن نوازع الذكورة والأنوثة ستعمل بشكل فطري؟ ومن يخطب ود من؟ ومن يميل لمن؟ لاحظنا جميعا ان ابني صاحب الأعوام الثلاثة يطارد ابنة عمه ويلمس شعرها ويتودد اليها ويريد بالتدريج أن يقبلها أو يحضنها. فكيف كان رد فعلها؟ تدللت عليه وأخذت تهرب منه، وهو يلح عليها ذليلا، ثم قامت هي بضربه، فانقلبت رغبته فيها إلى عداء وحقد ورغبة في الانتقام.
الشاهد: هذا ميل غريزي جبلي جاء الدين ليقومه ويعدله ويضبطه، فقال ابتعدوا عن الخلوات غير الشرعية. والميزان العقلي والنفسي والشرعي يرفض التعميم، لكن الحكم للغالب وليس للنادر.
 
أعلى