الطلاق الشفهي

[د. ياسر محمد جابر]

٢٦. يزعم أحدهم أن عمر رضي ا الله عنه أوقف سهم المؤلفة قلوبهم المنصوص عليه في القرآن الكريم وأنه يصح القياس عليه في منع الطلاق الشفهي وإلزام الرجل بتوثيقه ليكون طلاقا شرعيا قانونيا فما صحة هذا الكلام؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
فعمر رضي الله عنه أوقف سهم المؤلفة قلوبهم بعد تحول الأمة الإسلامية من زمن الضعف زمن القوة والفتوحات وانتشار الإسلام بينما كانوا في حاجة لتأليف قلوب الكفار زمن الضعف وهذا اجتهاد منه في النص.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبعوا سنتي وسنة الخلفاء الراشدين لكان المهديين من بعدي ومنهم عمر رضي الله عنه وقال لوكان بعدي نبي عمر. وقال في كل أمة محدثين أي ملهمين بالحق فإن يكن في أمتي فهو عمر. وقال الصحابة كنا نحسب أن الملائكة تكلمنا بلسان عمر رضي الله عنه. وهو المسمى الفاروق بتسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الله فرق به بين الحق والباطل. وقال لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما لو اجتمعتما على لا أخالفكما إلى غيره وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر لو نزلت نار من السماء علينا ما نجا منا أحد إلا أنت يا عمر. وسئل عن أحب الرجال إليه فقال أبو بكر ثم. عمر.
وقالت له امرأة لو جئتك وما وجدتك؟ قال ايتي أبا بكر. فقالت فإن لم أجده.
قال فعمر رضي الله عنهما.
أما بالنسبة للطلاق فلم يتغير فيه شيء مثل سهم المؤلفة قلوبهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم برجل طلق امرأته شفهيا ثلاثا في لفظ واحد فقام غضبانا وقال يتلاعب بدين الله وأنا بين أظهركم. ورغم ذلك لم يأمر بتوثيق الطلاق، فقياسه في علم الأصول يسمى قياس مع الفارق لاختلاف علة الحكم بين المقيس والمقيس عليه فعليه أن يدرس علم الأصول والقواعد الأصولية هدانا الله وإياه.