د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٦.  تقول: ابني سافر لوالده في الصعيد ليقضي معه أجازة الصيف، وأنا ووالده منفصلان، وعمر ابني عشرون سنة، فلم يمر خمسة أيام إلا وهو مختلف مع والده، ويطالبني بإرسال نقود له ليرجع للقاهرة، فهل أرسل له نقود أخشى أن يُفهم ذلك على أنني أقويه على والده، وأخشى أن ابني يغضب مني وتتغير معاملته معي حيث هو الوحيد الذي يعيش معي، رغم أني مقتنعة بأن والده له الحق. أنا في حيرة.
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد،
فالحقيقة أن ابنك سوف يتقوى على أبيه بك فيكون عقوقاً شرعياً ثم يتقوى عليك أيضاً فيكون عقوقا زائداً. وفي أمور لا تصلح فيها العواطف، لكن في نفس الوقت ابنك كبر وعنده عشرون سنة، ولم يعد صبياً ولا طفلاً (وإن كبر ابنك خاويه)، ولا أدري بأسلوب والده معه ولا أقدر أحكم أو أتهم طرف دون آخر، ولا أعلم التفاصيل، ورجوعه مخاصما أبيه؛ سيقطع المودة بينه وبين أبيه، لكن بقاؤه معه لن يقطع المودة بينه وبينك إن شاء الله لأنه في حاجة للعودة لك لاستكمال دراسته الجامعية.
والحل هو دخول طرف ثالث محايد على الخط مثل خاله أو صديق عزيز عليه، يخوفه من خطورة العقوق لوالده وأن الله يعاقبه عليه؛ فيقول له مثلا: مطلوب منك أن تسعد والدك، وتعوضه عن غيابك وترضيه عنك، ولو غير قادر على مسامحة والدك؛ فلن تقدر على مسامحة غيره. تعبد لله بمسامحة أبيك
لماذا قال الله تعالى: (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)؟ ولماذا قال (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)؟ يعني لو تطلب الأمر أن تذل نفسك لأبيك وأمك رحمة لهما وبهما، فذل نفسك. حتى لو كانا على خطأ، طالما أن حصولك على حقك سيتسبب في قسوة عليهما أو أذى نفسي لهما، تنازل عن حقك.
أين البر بالوالدين؟ أین الإحسان إليهما؟ (وبالوالدين إحسانا)، أبوك معك اليوم، قد لا يكون معك غداً.
وستندم إنك أغضبته، ستشعر بالقهر لو مات وهو غير راض عنك. ستبكي لو رحل وأنت لم تعوضه حناناً وإحساناً. وأبوك كبر وأنت السند والعكاز لا تكن عكازاً مكسوراً، لا يصلح لأن يستند عليه أحد. وكما تدين تدان، سيُرد في الدنيا قبل الآخرة، خاصة الوالدين، والوالد باب من أبواب الجنة إما تحافظ عليه وإما تضيعه، لا تكن عند ربنا عاقاً، والدنيا لا تستحق، والصبر جميل، وطول البال أجمل وأجمل. ربنا يهدي نفسك، ويشرح صدرك، وييسر امرك، ويسعد قلبك، ثقتي فيك كبيرة أنك ستقدر.
			
			الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد،
فالحقيقة أن ابنك سوف يتقوى على أبيه بك فيكون عقوقاً شرعياً ثم يتقوى عليك أيضاً فيكون عقوقا زائداً. وفي أمور لا تصلح فيها العواطف، لكن في نفس الوقت ابنك كبر وعنده عشرون سنة، ولم يعد صبياً ولا طفلاً (وإن كبر ابنك خاويه)، ولا أدري بأسلوب والده معه ولا أقدر أحكم أو أتهم طرف دون آخر، ولا أعلم التفاصيل، ورجوعه مخاصما أبيه؛ سيقطع المودة بينه وبين أبيه، لكن بقاؤه معه لن يقطع المودة بينه وبينك إن شاء الله لأنه في حاجة للعودة لك لاستكمال دراسته الجامعية.
والحل هو دخول طرف ثالث محايد على الخط مثل خاله أو صديق عزيز عليه، يخوفه من خطورة العقوق لوالده وأن الله يعاقبه عليه؛ فيقول له مثلا: مطلوب منك أن تسعد والدك، وتعوضه عن غيابك وترضيه عنك، ولو غير قادر على مسامحة والدك؛ فلن تقدر على مسامحة غيره. تعبد لله بمسامحة أبيك
لماذا قال الله تعالى: (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)؟ ولماذا قال (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)؟ يعني لو تطلب الأمر أن تذل نفسك لأبيك وأمك رحمة لهما وبهما، فذل نفسك. حتى لو كانا على خطأ، طالما أن حصولك على حقك سيتسبب في قسوة عليهما أو أذى نفسي لهما، تنازل عن حقك.
أين البر بالوالدين؟ أین الإحسان إليهما؟ (وبالوالدين إحسانا)، أبوك معك اليوم، قد لا يكون معك غداً.
وستندم إنك أغضبته، ستشعر بالقهر لو مات وهو غير راض عنك. ستبكي لو رحل وأنت لم تعوضه حناناً وإحساناً. وأبوك كبر وأنت السند والعكاز لا تكن عكازاً مكسوراً، لا يصلح لأن يستند عليه أحد. وكما تدين تدان، سيُرد في الدنيا قبل الآخرة، خاصة الوالدين، والوالد باب من أبواب الجنة إما تحافظ عليه وإما تضيعه، لا تكن عند ربنا عاقاً، والدنيا لا تستحق، والصبر جميل، وطول البال أجمل وأجمل. ربنا يهدي نفسك، ويشرح صدرك، وييسر امرك، ويسعد قلبك، ثقتي فيك كبيرة أنك ستقدر.
 
				
 
		