د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٦٥. كيف يقوم الشيطان القرين بتخريب العلاقات الزوجية الحميمية، وعلاقات الصداقة والأخوة والمحبة، وكيف ننتبه لمداخله؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فلا يسلمُ الأحبةُ من كيد القرين، الذي لا عملَ له سوى إدخالِ الإفسادِ على أفراح العباد؛ فالشيطان أو القرين يُملي على أحدهم المخالفة والمعاكسة، فيظل يخالفُ في الرأي، وفي القرار، وفي الطريق، وإن قلت يمينًا، قال شمالًا، وإن قلت بعيدًا قال قريبًا، وإن قلت لا داعي، قال بل هو ضروري، وإن قلت هذا مهم، قال بل هو عادي، ويناقض نفسه في أقلَّ من دقيقة، فيقول لك هذا الشيء خطر جدًا، ثم بعد قليل يَسْتَوهبه منك. وإن أخذت ما تعرف وتألَف، اقترح عليك ما لا تعرف وما لا تألف، وإن أخذت ما تحب، أحب هو ما كرهت، وإن مشيت في طريق معروف، سلك بك طريقًا غامضًا، ويضحك وقت الجِد، وينغلق عند الضحك، ويملي عليه القرين وهو ينطق بما يُملَى عليه دون مراجعة ولا تفكير، ويستخدمه القرين ليفسد اللحظات السعيدة التي قد لا تتكرر.
كل ذلك وهو في غيبوبة عن حاله، ولا يكاد يشعر بنفسه، بل قد يرى نفسه ضحيةً، ولا يدري أنه السبب في تعكير صفاء الماء، ونقاء الهواء.
والصحبةُ مع هؤلاء إن طالت، ففيها السقم والألم والوجع، أو فيها الضيق والاعتراض والافتراق، ومن نعم الله تعالى ألا تطول؛ لأن النجاة في بعض الافتراق، والسلامة في قلة الملامة.
وبعض ذلك يكون بسبب العين أو المس أو السحر، أو أعراض الأمراض المختلفة، ويصبح الأمر أكثر صعوبة لو اشتركت فيه الأطراف المتعاملة مع بعضها، إذا بالصعوبة يتفاهمون، ولا تكاد تجد تناسبًا بين الفعل ورد الفعل، ولا بين القول وجوابه، كأن كل طرف في وادٍ بعيدٍ عن الآخر، أو كأن كائنات خفية غير مرئية هي التي تتكلم مع بعضها وترد وتقول وتناقش، وما البشر إلا مجرد صور لا علاقة لهم بما يدور من قول وفعل. وهذا حاصل بالفعل والحقيقة.
وهؤلاء أكثر حياتهم في الخلاف والاختلاف، والصدام والملام، ولحظاتهم الطيبة معدودة إذ لا تتركهم الشياطين يسعدون بطباعهم البريئة، وخِلالهم الفطرية، بل يملون على كل طرف من الألفاظ والعبارات والأفعال والآراء ما فيه الضيق والحزن للطرف الآخر، وهكذا يتبادلون الأحزان والأتراح حتى يضيع جُل عمرهم هباءً، وتكون الأفراح للقرين العدو اللدود الخفي المُتربص الضاحك الهازئ.
نسأل الله العافية لنا ولجميع المُسلمين والمُسلمات.
			
			الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فلا يسلمُ الأحبةُ من كيد القرين، الذي لا عملَ له سوى إدخالِ الإفسادِ على أفراح العباد؛ فالشيطان أو القرين يُملي على أحدهم المخالفة والمعاكسة، فيظل يخالفُ في الرأي، وفي القرار، وفي الطريق، وإن قلت يمينًا، قال شمالًا، وإن قلت بعيدًا قال قريبًا، وإن قلت لا داعي، قال بل هو ضروري، وإن قلت هذا مهم، قال بل هو عادي، ويناقض نفسه في أقلَّ من دقيقة، فيقول لك هذا الشيء خطر جدًا، ثم بعد قليل يَسْتَوهبه منك. وإن أخذت ما تعرف وتألَف، اقترح عليك ما لا تعرف وما لا تألف، وإن أخذت ما تحب، أحب هو ما كرهت، وإن مشيت في طريق معروف، سلك بك طريقًا غامضًا، ويضحك وقت الجِد، وينغلق عند الضحك، ويملي عليه القرين وهو ينطق بما يُملَى عليه دون مراجعة ولا تفكير، ويستخدمه القرين ليفسد اللحظات السعيدة التي قد لا تتكرر.
كل ذلك وهو في غيبوبة عن حاله، ولا يكاد يشعر بنفسه، بل قد يرى نفسه ضحيةً، ولا يدري أنه السبب في تعكير صفاء الماء، ونقاء الهواء.
والصحبةُ مع هؤلاء إن طالت، ففيها السقم والألم والوجع، أو فيها الضيق والاعتراض والافتراق، ومن نعم الله تعالى ألا تطول؛ لأن النجاة في بعض الافتراق، والسلامة في قلة الملامة.
وبعض ذلك يكون بسبب العين أو المس أو السحر، أو أعراض الأمراض المختلفة، ويصبح الأمر أكثر صعوبة لو اشتركت فيه الأطراف المتعاملة مع بعضها، إذا بالصعوبة يتفاهمون، ولا تكاد تجد تناسبًا بين الفعل ورد الفعل، ولا بين القول وجوابه، كأن كل طرف في وادٍ بعيدٍ عن الآخر، أو كأن كائنات خفية غير مرئية هي التي تتكلم مع بعضها وترد وتقول وتناقش، وما البشر إلا مجرد صور لا علاقة لهم بما يدور من قول وفعل. وهذا حاصل بالفعل والحقيقة.
وهؤلاء أكثر حياتهم في الخلاف والاختلاف، والصدام والملام، ولحظاتهم الطيبة معدودة إذ لا تتركهم الشياطين يسعدون بطباعهم البريئة، وخِلالهم الفطرية، بل يملون على كل طرف من الألفاظ والعبارات والأفعال والآراء ما فيه الضيق والحزن للطرف الآخر، وهكذا يتبادلون الأحزان والأتراح حتى يضيع جُل عمرهم هباءً، وتكون الأفراح للقرين العدو اللدود الخفي المُتربص الضاحك الهازئ.
نسأل الله العافية لنا ولجميع المُسلمين والمُسلمات.
 
				
 
		