د. ياسر محمد جابر
:: مشارك ::
- انضم
- 5 مارس 2023
- المشاركات
- 240
- الإقامة
- قطر الدوحة
- الجنس
- ذكر
- الكنية
- أبو عمار الرشيدي
- التخصص
- فقه وأصول
- الدولة
- قطر
- المدينة
- الدوحة
- المذهب الفقهي
- الحنبلي
١٦٩. رؤيتي للأحداث والأمور والمواقف دائما ضيقة، وغالبا أدور مع دائرة الأحداث، وتتجاذبني الوساوس، والأوهام، والمبالغات سواء في الحب أو الخوف أو الغضب، أو الحزن، فماذا أفعل؟
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فسواء في حالة الفرح أو الحزن، التفاؤل او التشاؤم، فأنت إن كنت داخل الحدث فأنت داخل الدائرة، أنت جزء منها، إن تحركَتْ بالدوران فأنت ممن يدور بداخلها، وإن توقفت عن الحركة فأنت ممن يتوقف، وسيظل فهمك للأمور، وتفسيرك لها، متطابقا مع وضعيتك داخل هذه الدائرة، فأنت لن تر من خلفك، ولن تر خلف الذي أمامك، وسترى بقليل من زاوية الرؤية من على الأطراف، وفي النهاية ستبني حكمك على كل شيء، بطريقة ضيقة جزئية.
والحل أن تتخيل، ولو مجرد تخيل أنك خارج الدائرة، حاول أن تطالع المشهد من مسافة أكثر بعدًا، لتتسع زوايا الرؤية لديك، لترى أحداثا أكثر لتفهم مزيدًا من العلاقات والروابط، وتبني استنتاجات أكثر شمولية، ومن ثم أكثر حكمة وعقلانية وموضوعية.
واذ تفعل هذا في جميع أو معظم مواقف حياتك، ستعلم أن كثيرا من التفاصيل التي استغرقتك لم تكن تستحق، وأنها كانت صغيرة، وأنها أصغرتك معها لأنك دُرْتَ معها داخل الدائرة، ستعلم أن خلافك مع أخيك أو صديقك أو أهلك أو جارك أو زميلك كان خلافًا ضمن معركة نفسية تصب بالخسارة في نفوس الجميع، وأنه لم يربح منها أحد سوى المتربص بكما أو بكم الدوائر، وهو العدو القابع في الزاوية يحرك نزعات الشر كعرائس خيط، ينتظر سقوط واحد تلو واحد، ليتجرأ على الانقضاض في اللحظة المناسبة، نعم، ستعلم يقينا أننا إذ نتناطح سويًا، ونفرح بالنقاط النفسية لصالح أحدنا ضد الآخر؛ نجر علينا جميعًا نزيف الخسارة في النقاط النفسية، والمادية، والوجودية، لصالح عدوي وعدوك.
مثل هذه النظرية، تتعدى الأفراد إلى العائلات إلى القبائل إلى الدول إلى مجموع الأمة، وعندها لن يملك أحد منا وقد خسر الآخر إلا أن يحني رأسه وظهره خضوعًا وذلًا للعدو، ويمنحه كثيرًا من الكرامة، والمال، والتذلل، ويتدحرج الأمر كثيرًا، وينفرط عقد الأمور عندما يتذلل كل منا لعدونا المشترك ليمن علينا بحماية أحدنا من الآخر، ويظهر وجه القبح، والسذاجة حينما نتنافس في إرضاء عدونا كضرائر لزوجٍ واحد يتنافسن في كسب قلبه، ولو بوشاية، أو نميمة، أو هدر كرامة.
عن الأفراد أتحدث، عن الدول، عن الأمة، ثم أقول: لأننا ندور مع الدائرة سنفرح كثيرًا عندما نكشف عورات بعضنا، عندما نُعري ذواتنا، عندما نمنح عدونا الحجة علينا، عندما نمنحه الأرض، والعرض، عن طيب خاطر منا، عندما يقتلنا واحدًا، واحدًا، طالما بقي منا واحدٌ ينتظر دوره، ولا يزال يضع رأسه كالنعامة في رمال الجبن، والخزي، ضاحكا حد النهيق أن دوره لم يأت بعد، وأن عدوه سيُفلته. وعليه؛ فلابد من الخروج من الدائرة وتوسيع الرؤية لنتدارك أننا جميعا نلعب اللعبة الخاسرة.
			
			الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فسواء في حالة الفرح أو الحزن، التفاؤل او التشاؤم، فأنت إن كنت داخل الحدث فأنت داخل الدائرة، أنت جزء منها، إن تحركَتْ بالدوران فأنت ممن يدور بداخلها، وإن توقفت عن الحركة فأنت ممن يتوقف، وسيظل فهمك للأمور، وتفسيرك لها، متطابقا مع وضعيتك داخل هذه الدائرة، فأنت لن تر من خلفك، ولن تر خلف الذي أمامك، وسترى بقليل من زاوية الرؤية من على الأطراف، وفي النهاية ستبني حكمك على كل شيء، بطريقة ضيقة جزئية.
والحل أن تتخيل، ولو مجرد تخيل أنك خارج الدائرة، حاول أن تطالع المشهد من مسافة أكثر بعدًا، لتتسع زوايا الرؤية لديك، لترى أحداثا أكثر لتفهم مزيدًا من العلاقات والروابط، وتبني استنتاجات أكثر شمولية، ومن ثم أكثر حكمة وعقلانية وموضوعية.
واذ تفعل هذا في جميع أو معظم مواقف حياتك، ستعلم أن كثيرا من التفاصيل التي استغرقتك لم تكن تستحق، وأنها كانت صغيرة، وأنها أصغرتك معها لأنك دُرْتَ معها داخل الدائرة، ستعلم أن خلافك مع أخيك أو صديقك أو أهلك أو جارك أو زميلك كان خلافًا ضمن معركة نفسية تصب بالخسارة في نفوس الجميع، وأنه لم يربح منها أحد سوى المتربص بكما أو بكم الدوائر، وهو العدو القابع في الزاوية يحرك نزعات الشر كعرائس خيط، ينتظر سقوط واحد تلو واحد، ليتجرأ على الانقضاض في اللحظة المناسبة، نعم، ستعلم يقينا أننا إذ نتناطح سويًا، ونفرح بالنقاط النفسية لصالح أحدنا ضد الآخر؛ نجر علينا جميعًا نزيف الخسارة في النقاط النفسية، والمادية، والوجودية، لصالح عدوي وعدوك.
مثل هذه النظرية، تتعدى الأفراد إلى العائلات إلى القبائل إلى الدول إلى مجموع الأمة، وعندها لن يملك أحد منا وقد خسر الآخر إلا أن يحني رأسه وظهره خضوعًا وذلًا للعدو، ويمنحه كثيرًا من الكرامة، والمال، والتذلل، ويتدحرج الأمر كثيرًا، وينفرط عقد الأمور عندما يتذلل كل منا لعدونا المشترك ليمن علينا بحماية أحدنا من الآخر، ويظهر وجه القبح، والسذاجة حينما نتنافس في إرضاء عدونا كضرائر لزوجٍ واحد يتنافسن في كسب قلبه، ولو بوشاية، أو نميمة، أو هدر كرامة.
عن الأفراد أتحدث، عن الدول، عن الأمة، ثم أقول: لأننا ندور مع الدائرة سنفرح كثيرًا عندما نكشف عورات بعضنا، عندما نُعري ذواتنا، عندما نمنح عدونا الحجة علينا، عندما نمنحه الأرض، والعرض، عن طيب خاطر منا، عندما يقتلنا واحدًا، واحدًا، طالما بقي منا واحدٌ ينتظر دوره، ولا يزال يضع رأسه كالنعامة في رمال الجبن، والخزي، ضاحكا حد النهيق أن دوره لم يأت بعد، وأن عدوه سيُفلته. وعليه؛ فلابد من الخروج من الدائرة وتوسيع الرؤية لنتدارك أننا جميعا نلعب اللعبة الخاسرة.
 
				
 
		