العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الحوار الهادىء

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٧١. لا أستطيع الحوار مع الناس، لحل أي خلاف، وأتحول إلى الغضب والصوت العالي والانغلاق؛ برجاء ساعدوني.
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فعند دخول اثنين في حوار، ولو لمعالجة مشكلة قائمة بينهما؛ يتفنن الشيطان في الانحراف بقواعد الحوار إلى قواعد المواجهة، وإشعار كل طرف بضرورة إحراز انتصارٍ مناسبٍ ومُرضي، ويتسبب هذا في حالة انغلاق عقلي وذهني بينهما، ويخرج الكلامُ على خلاف أدني بديهيات المنطق، حتى لو أنه قُدِّر لمشاهد أن يلاحظ بتأني لحكم على كليهما بإرهاصات جنونٍ، أو ما يقرب.
سيكون عظيما أن ينتبه أحدهما قبل فوات الأوان إلى مثل هذه الغيبوبة الفكرية، ويخرج خارج دائرة المواجهة، والانغلاق، والحماس الزائد، لكن الأعظم من هذا أن يأخذ بعقل الآخر للخروج معه من هذه الدائرة، ولو بالتوقف عن الحوار لدقيقة واحدة، مع ترطيب الأجواء بكلمات طيبة، رقيقة، مثل: أنا أحترمك جدا، أنت لك عندي مكانة، أقدرك وأعزك، أنت عزيز وغالي، هذا موقف طارئ لا ينبغي أن يغير الأصل الذي في قلوبنا، والأصل هو المحبة، والتقدير، والاحترام، هذا حوار للنقاش، والمعالجة، وليس للمواجهة والاتهام...الخ.
غالبا سيعود الطرفان من المواجهة إلى الحوار الهادئ البناء المثمر، وسينصرفان كما كانا من قبل، مع شعور الشيطان بحسرة شديدة، أما أن نجعل الشيطان حجة لسوء أخلاقنا، فالإنسان مطالب بأن لا يستسلم، أو يتغافل عن الشيطان، وأن يفطن لعمله ومداخله، لأنه سيقيم الحجة على أتباعه بذلك، (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي) سورة ابراهيم. والكلام هنا عن أصحاب النفوس السليمة، لا التي أسلمت ناصيتها للشيطان، وزكَّتْ فيه القدرة على القيادة.
 
أعلى