العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

إتقان العمل

انضم
5 مارس 2023
المشاركات
240
الإقامة
قطر الدوحة
الجنس
ذكر
الكنية
أبو عمار الرشيدي
التخصص
فقه وأصول
الدولة
قطر
المدينة
الدوحة
المذهب الفقهي
الحنبلي
١٧٣. أحب قضاء الوقت في الخروج والترف واللهو والفسحة، بينما زملائي في العمل يقضون أوقاتهم في الحصول على دورات، يحصلون بها على ترقيات، وأنا لا أزال في مكاني ودرجتي متخلفا عنهم بسبب كسلي وحبي الزائد للحياة، جزاكم الله خيرا؛ انصحوني، وجهوني.
الجواب: الحمد لله والصلاة على رسول الله، وبعد؛
فالعمل المادي يحتاج لتدريبات مادية للإنجاز فيه، ويحتاج لبضاعة مادية إذا كان متعلق بتجارة الماديات؛ كلاعب كرة القدم والأثقال عليهم بالتدريب المكثف والاهتمام بالطعام والشراب والنوم والراحة لبناء جسم قوي يمكنه من العطاء، وكمحلات البضائع عليه أن يبحث كثيرا عن المناسب للمكان والزمان والإنسان، وكالفلاحين والعمال وأصحاب الصناعات...الخ
والعمل الروحي يحتاج لتدريبات روحية وتغذية روحية كالإكثار من الأذكار والخلوات التعبدية والتأمل والرقائق والمواعظ والقيام والقرآن والصيام والتخفيف من الطعام والشراب والنوم والشهوات ليستطيع الانجاز في مجال عمله الروحي كإمام المسجد والخطيب والواعظ...الخ
العمل الذهني العقلي يحتاج لتدريبات عقلية وذهنية وحفظ وتمتين وتكرار وتحضير جيد ليستطيع الانجاز في مجاله كالمعلمين والمحاضرين والكتاب والمؤلفين ...الخ.
وكل صاحب عمل يترك التدريب المطلوب وجوبا لعمله ولا يتم عمله الا به وينشغل بالتدريب على مقتضيات عمل آخر لا يعمل فيه أصلا فعاقبته إلى خسارتين:
الأولى الفشل في عمله الذي تخصص فيه ولم يهتم بمتطلباته التدريبية المسبقة والمستمرة.
الثانية: عدم استفادته من تدريباته الأخرى على أرض الواقع لعدم الممارسة المهنية العملية.
فلا هو تدرب على عمله ولا عمل فيما تدرب عليه.
كمزارع قضى ليله في السهر ثم أصبح وقد توجب عليه الذهاب للحقل باكرا فلم يقدر لأنه كان من متطلبات عمله أن ينام مبكرا.
وكمعلم قضى الوقت في ممارسة هوايات خاصة ثم في المدرسة لم يقدم للطلاب شرحا جيدا للدرس لأنه لم يحضر جيدا وليس بحافظ وهو من متطلبات عمله.
وكإمام مسجد قضى وقته في الأكل والشرب والنوم واللعب والخروج والتنزه هاجرا للقرآن والقيام والصيام والأذكار فتوحش جسده وتصاغرت روحه فلم يستطع أن يقدم الأداء المطلوب في صلاته من حسن التلاوة والاتقان والتركيز والخشوع.
وكلاعب كرة قدم قضى وقته في السهر والتنزه والطعام والشراب ثم لما نزل إلى ميدان المنافسة لم يستطع أن يقدم كثيرا لأنه أهمل التدريبات الواجبة قبل المباراة.
فلكي يتقن الإنسان عمله عليه أن يحدد طبيعة عمله هل هو عمل مادي فيتدرب على الماديات.
أم عمل روحي فيتدرب ويمارس الأعمال الروحية ويكثر منها، أم عمله ذهني فيدرب عقله كثيرا على تخصصه.
وكل من أهمل مطلوب عمله عاقبه عمله بالإهمال والتأخير والتخلف عن الغير وأخرجه من ميدان التنافس ندما وحسرة.
وكل من جد في التدريب وجد في الميدان ما يطيب.
وفي الحديث: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
وإتقان العمل لا يبدأ مع بدء العمل بل يبدأ من التدريب المسبق والمكثف والمستمر على العمل.
 
أعلى