العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

بحث منشور في مجلة علمية: دكان الشهود في دمشق والقاهرة (من منتصف القرن السابع إلى الربع الأول من العاشر الهجري)

انضم
23 أكتوبر 2017
المشاركات
5
التخصص
شريعة فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
حنبلي
نشر في مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية -عن المؤسسة العربية للعلوم ونشر الأبحاث (AISRP).
خلاصة

في الربع الأول من القرن السابع الهجري ظهر كيان جديد في منطقة الشام ومصر يُطلق عليه مراكز الشهود في الشام وحوانيت ودكاكين الشهود في مصر. ضمَّ هذا الكيان كاتبًا للعقود والشهود الذين بتوقيعهم تُوثَّق هذه العقود. وإن كان الموثِّقون والشهود معروفين منذ صدر الإسلام، إلا أن كلًّا منهم كان يعمل منفردًا، مما شكَّل مشقّة على الناس عند كتابة وتوثيق عقودهم، حتى جُمِعوا في مكان واحد فسهَّل ذلك على الناس.

وكان لدكاكين الشهود دور فاعل في الإسناد غير الرسمي للمؤسسة القضائية، بما قدَّمته من خدمة لعموم الناس في كتابة وتوثيق شتى أنواع العقود لجميع طبقات المجتمع. ولم يقتصر دورها على إصدار العقود، بل إن انتشارها في الأسواق والمدارس ومحيط المحاكم جعلها على تماس مباشر مع الناس، فلبَّت احتياجاتهم من استشارات قانونية وفتاوى شرعية، وكانت مجلسًا لمناقشة العلوم المختلفة، فضلًا عن الأثر الأخلاقي الذي فرضه سَمت العلماء ووقارهم بين عموم الناس. فقد كانت لُحمة للنسيج المجتمعي تربط بين طبقة العلماء المؤثّرين في المجتمع وبين سائر أفراده على اختلاف طبقاتهم ودياناتهم، بل وشاركت أحيانًا في الدفاع عن المظلومين. وكانت هذه الدكاكين تحت إشراف القضاة الذين كانوا يوجّهون عملها بما يحقّق مصلحة المجتمع.

ورغم ما حظيت به من تقدير، إلا أنها لم تسلم من الانتقاد بسبب بعض التجاوزات الفردية، مع أن الغالبية من روّادها كانوا من أهل الفضل والعلم. وقد أُلغيت هذه الدكاكين بعد دخول العثمانيين، لتبقى في كتب التاريخ شاهدًا على مرحلة متقدّمة في تطوّر النظام القضائي العربي، سبقت بها كثيرًا من دول الغرب.

 
انضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,923
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
شكرًا جزيلًا أخي محمد على مشاركة هذه الورقة البحثية القيمة. موضوع 'دكاكين الشهود' يسلط ضوءًا كاشفًا على تطور التوثيق العدلي ودوره الاجتماعي العميق في تاريخنا، وكيف كان سابقاً لعصره. بارك الله في جهودكم وننتظر المزيد من هذه الانتقاءات النافعة.
 
أعلى