محمد بن فائد السعيدي
:: متخصص ::
- إنضم
- 23 مارس 2008
- المشاركات
- 677
- التخصص
- الحديث وعلومه
- المدينة
- برمنجهام
- المذهب الفقهي
- شافعي
صياغة الفقه الإسلامي الموروث بأسلوب عصري مناسب للزمان الذي نعيشه.
هذا إيميل أرسله لنا شيخنا الفاضل الدكتور عثمان الأخضر شوشان، يتضمن فكرة مشروع علمي بخصوص صياغة الفقه الإسلامي وإعادة كتابة مدوناته بما يتوافق مع لغة العصر ومتطلباته، ليستفيد منه عامة أهل العصر، فلكل زمان لغته وأسلوبه...
بدوري نيابة عن الإخوة في الملتقى أشكر الدكتور أبا فراس عثمان شوشان على ثقته وحسن ظنه في هذا الملتقى والقائمين عليه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال فضيلة الدكتور عثمان الأخضر شوشان:
"سأدلي في هذا الموضوع الخطير الحساس بإيجاز شديد ، وأجمل ذلك في النقاط التالية :
1 ـ صياغة الفقه الإسلامي ـ الموروث بأسلوب سلفنا وفقهائنا المتقدمين ـ رحمهم الله تعالى ـ بأسلوب عصري مناسب للزمان الذي نعيشه ؛ ليستفيد منه أكبر قدر من الناس ، ولإقامة الحجة على أهل عصرنا ، أمر مطلوب شرعا ؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
2 ـ على أهل الاختصاص تبني هذا المشروع وجعله ضمن الأولويات في قائمة مشاريعهم العلمية ؛ حتى يقطعوا الطريق على من ينادي بهذه الفكرة من باب (( كلمة حق يراد بها باطل )) وذلك من أجل تمييع كثير من الأحكام الشرعية وإعطائها صبغة العادات ، والموروثات ، ونحو ذلك بدعوى أن الغالب على مضمون الخطاب الفقهي الموروث إنما هو نتاج لأثر الأعراف والتقاليد وحاجات الزمان في فهم النصوص الشرعية !! وعلى هذا يكون عمل المتخصصين بعيدا عن ردود الأفعال والانفعالات التي غالبا ما تؤثر سلبا في مثل هذه المشاريع المهمة .
3 ـ الواجب أن يأخذ هذا المشروع مكانته التي يستحقها ضمن اهتمامات المشتغلين بالفقه ، ولا يبالغ في أهميته ، كما لا ينتقص منها ، فيهمل كذلك .
ذلك ، حتى لا نوهم الآخرين بأن هذا المشروع هو الذي سينقل الفقه تلك النقلة النوعية التي لم يسبق لها مثيلا في العصور المتأخرة ؛ إذ النقلة النوعية للفقه ـ في حقيقتها ـ هي تطبيقه في واقع الناس عبر القنوات الرسمية للدولة ، حيث يلتحم الفقه بحاجات الناس ونوازلهم وأحوالهم ، فينمو ويزدهر ، وتزدهر معه بذلك جميع العلوم الخادمة له ، كما حصل في الأزمنة المتقدمة . وهذا في زماننا أمر عزيز جدا . ومع هذا كله ، فيبقى هذا المشروع خطوة جادة ومهمة في سبيل النهوض بالفقه الإسلامي وتقديمه بالأسلوب اللائق به في هذا الزمان ، وتهيئة له لتلك المهمة العظيمة .
4 ـ أن الموروث الفقهي ـ حسب علمي ـ كما هو مدون في أغلب كتب الفقه ، يتكون إجمالا من ثلاث مجموعات رئيسة ، وهي :
أ ـ الأحكام المطلقة : وهي المسائل المستنبطة ـ حسب النظر والتأصيل الفقهي ـ من أدلتها ، دون تقيدها أو تأثرها بزمان أو مكان . وهذه تمثل النسبة الكبرى بالنظر إلى مجموع المسائل .
وهذه ـ في تقديري ـ يكون التجديد فيها إلى ترجيح الأقوى دليلا من جهة الرواية والدراية وذلك بإعمال القواعد والأصول العلمية دون تعصب أو تحيز ، مع إبقاء مجال الاجتهاد فيها مفتوحا للمخالف الملتزم بتلك القواعد والأصول .
ب ـ مسائل فقهية هي بمثابة أمثلة : وهي مسائل يذكرها الفقهاء تمثيلا ؛ للشرح والتوضيح وتقريب تلك المسائل إلى الفهم . وهي نوعان : بعضها افتراضي لا علاقة له بواقع الفقيه زمانا ومكانا ، وبعضها الآخر له صلة بواقع الفقيه .
وعلى هذا فالتجديد في هذا النوع من المسائل ـ في تقديري ـ يكون حسب التفصيل التالي :
ـ أما المجموعة الأولى فيمكن الاستفادة منها دون إجراء تعديلات عليها .
ـ وأما المجموعة الثانية : يمكن استبدالها بأمثلة من الواقع المعاصر .
ج ـ مسائل لها صلة بواقع الفقيه : وهذه المسائل ـ في تقديري ـ أقل المسائل عددا في كتب الفقه العامة ، عدا كتب الفتاوى والأقضية والنوازل والواقعات . والتجديد في هذا النوع من المسائل يكون بأحد طريقين :
الأول : إما فصلها واستخراجها تماما ، وإفرادها بمؤلفات خاصة ؛ ليستفاد منها في التدرب على الاستنباط ، والتعرف على منهج التعامل مع هذا النوع من المسائل التي لها علاقة بالعرف والواقع .
الثاني : أو استبدالها بمسائل لها صلة بالواقع المعاصر .
وأرى أن المنهج الأول أولى ؛ وذلك حتى لا يضطر المشتغلون بالفقه إلى التأليف في الفقه كلما ظهر في حياة الناس مسائل جديدة ، وهو أمر يعسر ضبطه لكثرة المسائل المستجدة وتنوعها واختلافها من مكان لآخر .
وقد كان هذا منهج بعض الفقهاء الذين أفردوا للنوازل والوقائع كتبا خاصة بها ، غير متضمنة في كتب الفقه العامة .
5 ـ أن يطلق المشتغلون بهذا المشروع مشروعا آخر تقدمة بين يدي هذا المشروع الأصلي ، وهو : أن يوجهوا نخبة من الباحثين لدراسة كتب الفقه لفرز تلك الأحكام والمسائل في تلك المجموعات الثلاث المذكورة سابقا ، حتى يتبين لهم ما هو مطلق ، وما يحتاج منها إلى استبدال ونحو ذلك . وبالتالي تتضح معالم المشروع ، وما يحتاجه من جهة المنهج العلمي الذي يسلك فيه ، والمدة الزمنية ، وعدد الباحثين ، والوسائل اللازمة ، وغير ذلك .
أخيرا ، هذه نقاط موجزة جدا ، أحببت أن أشارككم بها مشروعكم المهم ، سائلا المولى عزجل لكم التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
وكتبه أخوك / د. عثمان بن محمد الأخضر شوشان
بريطانيا ( مدينة برمنجهام )
هذا إيميل أرسله لنا شيخنا الفاضل الدكتور عثمان الأخضر شوشان، يتضمن فكرة مشروع علمي بخصوص صياغة الفقه الإسلامي وإعادة كتابة مدوناته بما يتوافق مع لغة العصر ومتطلباته، ليستفيد منه عامة أهل العصر، فلكل زمان لغته وأسلوبه...
بدوري نيابة عن الإخوة في الملتقى أشكر الدكتور أبا فراس عثمان شوشان على ثقته وحسن ظنه في هذا الملتقى والقائمين عليه...
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قال فضيلة الدكتور عثمان الأخضر شوشان:
"سأدلي في هذا الموضوع الخطير الحساس بإيجاز شديد ، وأجمل ذلك في النقاط التالية :
1 ـ صياغة الفقه الإسلامي ـ الموروث بأسلوب سلفنا وفقهائنا المتقدمين ـ رحمهم الله تعالى ـ بأسلوب عصري مناسب للزمان الذي نعيشه ؛ ليستفيد منه أكبر قدر من الناس ، ولإقامة الحجة على أهل عصرنا ، أمر مطلوب شرعا ؛ إذ ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
2 ـ على أهل الاختصاص تبني هذا المشروع وجعله ضمن الأولويات في قائمة مشاريعهم العلمية ؛ حتى يقطعوا الطريق على من ينادي بهذه الفكرة من باب (( كلمة حق يراد بها باطل )) وذلك من أجل تمييع كثير من الأحكام الشرعية وإعطائها صبغة العادات ، والموروثات ، ونحو ذلك بدعوى أن الغالب على مضمون الخطاب الفقهي الموروث إنما هو نتاج لأثر الأعراف والتقاليد وحاجات الزمان في فهم النصوص الشرعية !! وعلى هذا يكون عمل المتخصصين بعيدا عن ردود الأفعال والانفعالات التي غالبا ما تؤثر سلبا في مثل هذه المشاريع المهمة .
3 ـ الواجب أن يأخذ هذا المشروع مكانته التي يستحقها ضمن اهتمامات المشتغلين بالفقه ، ولا يبالغ في أهميته ، كما لا ينتقص منها ، فيهمل كذلك .
ذلك ، حتى لا نوهم الآخرين بأن هذا المشروع هو الذي سينقل الفقه تلك النقلة النوعية التي لم يسبق لها مثيلا في العصور المتأخرة ؛ إذ النقلة النوعية للفقه ـ في حقيقتها ـ هي تطبيقه في واقع الناس عبر القنوات الرسمية للدولة ، حيث يلتحم الفقه بحاجات الناس ونوازلهم وأحوالهم ، فينمو ويزدهر ، وتزدهر معه بذلك جميع العلوم الخادمة له ، كما حصل في الأزمنة المتقدمة . وهذا في زماننا أمر عزيز جدا . ومع هذا كله ، فيبقى هذا المشروع خطوة جادة ومهمة في سبيل النهوض بالفقه الإسلامي وتقديمه بالأسلوب اللائق به في هذا الزمان ، وتهيئة له لتلك المهمة العظيمة .
4 ـ أن الموروث الفقهي ـ حسب علمي ـ كما هو مدون في أغلب كتب الفقه ، يتكون إجمالا من ثلاث مجموعات رئيسة ، وهي :
أ ـ الأحكام المطلقة : وهي المسائل المستنبطة ـ حسب النظر والتأصيل الفقهي ـ من أدلتها ، دون تقيدها أو تأثرها بزمان أو مكان . وهذه تمثل النسبة الكبرى بالنظر إلى مجموع المسائل .
وهذه ـ في تقديري ـ يكون التجديد فيها إلى ترجيح الأقوى دليلا من جهة الرواية والدراية وذلك بإعمال القواعد والأصول العلمية دون تعصب أو تحيز ، مع إبقاء مجال الاجتهاد فيها مفتوحا للمخالف الملتزم بتلك القواعد والأصول .
ب ـ مسائل فقهية هي بمثابة أمثلة : وهي مسائل يذكرها الفقهاء تمثيلا ؛ للشرح والتوضيح وتقريب تلك المسائل إلى الفهم . وهي نوعان : بعضها افتراضي لا علاقة له بواقع الفقيه زمانا ومكانا ، وبعضها الآخر له صلة بواقع الفقيه .
وعلى هذا فالتجديد في هذا النوع من المسائل ـ في تقديري ـ يكون حسب التفصيل التالي :
ـ أما المجموعة الأولى فيمكن الاستفادة منها دون إجراء تعديلات عليها .
ـ وأما المجموعة الثانية : يمكن استبدالها بأمثلة من الواقع المعاصر .
ج ـ مسائل لها صلة بواقع الفقيه : وهذه المسائل ـ في تقديري ـ أقل المسائل عددا في كتب الفقه العامة ، عدا كتب الفتاوى والأقضية والنوازل والواقعات . والتجديد في هذا النوع من المسائل يكون بأحد طريقين :
الأول : إما فصلها واستخراجها تماما ، وإفرادها بمؤلفات خاصة ؛ ليستفاد منها في التدرب على الاستنباط ، والتعرف على منهج التعامل مع هذا النوع من المسائل التي لها علاقة بالعرف والواقع .
الثاني : أو استبدالها بمسائل لها صلة بالواقع المعاصر .
وأرى أن المنهج الأول أولى ؛ وذلك حتى لا يضطر المشتغلون بالفقه إلى التأليف في الفقه كلما ظهر في حياة الناس مسائل جديدة ، وهو أمر يعسر ضبطه لكثرة المسائل المستجدة وتنوعها واختلافها من مكان لآخر .
وقد كان هذا منهج بعض الفقهاء الذين أفردوا للنوازل والوقائع كتبا خاصة بها ، غير متضمنة في كتب الفقه العامة .
5 ـ أن يطلق المشتغلون بهذا المشروع مشروعا آخر تقدمة بين يدي هذا المشروع الأصلي ، وهو : أن يوجهوا نخبة من الباحثين لدراسة كتب الفقه لفرز تلك الأحكام والمسائل في تلك المجموعات الثلاث المذكورة سابقا ، حتى يتبين لهم ما هو مطلق ، وما يحتاج منها إلى استبدال ونحو ذلك . وبالتالي تتضح معالم المشروع ، وما يحتاجه من جهة المنهج العلمي الذي يسلك فيه ، والمدة الزمنية ، وعدد الباحثين ، والوسائل اللازمة ، وغير ذلك .
أخيرا ، هذه نقاط موجزة جدا ، أحببت أن أشارككم بها مشروعكم المهم ، سائلا المولى عزجل لكم التوفيق والسداد .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
وكتبه أخوك / د. عثمان بن محمد الأخضر شوشان
بريطانيا ( مدينة برمنجهام )
التعديل الأخير: