العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

القرضاوي يرى تضييق النسخ في القرآن أكثر من الـ د. مصطفى زيد صاحب كتاب [النسخ في القرآن الكريم]

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
القرضاوي: لا نسخ في القرآن

## تنبيه من المشرف: هذا العنوان غير دقيق كما هو مبين في مشاركات الموضوع##


هذا جزء من لقاء مع الشيخ يوسف القرضاوي نقلته من موقع الفقه الإسلامي.
وقلت: لعله يكون مناسبة جيدة لمناقشة هذه المسألة.

لا نسخ في القرآن

** من المزالق التي ذكرتموها، قضية دعوى النسخ بلا برهان، فكيف يكون النسخ، والحق جل وعلا يقول: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا).
هذا للأسف مما ابتلي به تفسير القرآن، أي التوسع في قضية النسخ، مع أن الأصل أن الله أنزل هذا الكتاب ليعمل الناس به، ويهتدوا به (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ)، (إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)، (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فلا يجوز أن نأخذ ببعض الكتاب وندع بعض (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) كما فعل بنو إسرائيل.
وللأسف وقع المسلمون في هذا وذكروا عن آيات في كتاب الله إنها منسوخة، وأحيانا اقرأ بعض الكتب عن الناسخ والمنسوخ، وأجد فيها من يقول سورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) هذه فيها ناسخ ومنسوخ؛ لأن فيها (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، ويقول: لا لم يعد لكم دينكم ولي دين، يوجد دين واحد، كذلك سورة الدهر أو الإنسان، يقول فيها منسوخ، منسوخ ماذا؟ (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)، يقول هذه نسختها آية السيف، وهذه مشكلة.​

** من الكتابات القيمة في نسخ القرآن كتاب الدكتور مصطفى زيد، إذ عدد فيه بعض المواضع التي فيها نسخ في القرآن الكريم، فهل توافقونه على هذا بالرغم من أنه ضيق الأمر؟
أنا احترم كتابه في الحقيقة، وأرى أنه عمل علمي قيم مخدوم، الرجل تعب فيه ورجع إلى مراجع، وعمل فيه سنين، حتى وصل إليه، ولكني أرى التضييق أكثر منه، وهو اعتمد على الإمام الحافظ السيوطي في كتابه "الإتقان في علوم القرآن"؛ لأن الحافظ السيوطي انتهى إلى أن هناك عشرين آية منسوخة من بين مائتين آية يقال إن فيها نسخا، ولذا بعضهم حاول أن يقلل من السيوطي.
وأنا لا أكاد أرى نسخًا في القرآن الكريم حقيقة، وبعض العلماء مثل الإمام الزركشي، يرى أن كثيرًا من الآيات التي يقال عنها منسوخة هي "منسأة" وليست منسوخة، وهناك قراءة في القرآن (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا) بالهمز، يعني نأخرها، فهو يقول إن ما ذهب إليه كثير من المفسرين في الآيات مثل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، و(خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ)، من أنها منسوخة، هي ليست منسوخة لان المنسوخ لا يعود له حكمه، ولكنها "منسأة" يمكن أن يعود لها حكمها، وهذا في حالات الضعف، حين يكون المسلمون مستضعفين ولا قدرة لهم على مقاومة عدوهم، فعليهم أن يصبروا ويقولوا التي هي أحسن، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا أصبحوا أقوياء كان لهم شأن آخر، وهذا من ضمن التفسيرات لآيات النسخ.​
 
التعديل الأخير:
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
على أني أناقش فكر القرضاوي في النسخ، ولست أناقش النسخ نفسه ابتداء، وإلا فأنا أميل – وبشدة – إلى ضرورة تضييق باب النسخ في القرآن، وألا يدعى على كل مسألة نقف فلا نجد لها مسلكا بين المتعارضات، فـ (التوقف) عندي هو أقرب وأيسر كثيرا من القول بالنسخ في القرآن.


كما قال الفقيه المفسر الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني:

ويكثر عند بعض المفسرين ادعاء النسخ في كثير من الآيات القرآنية دون دليل كاف يثبت به النسخ.
والأصل أن الآيات القرآنية باقية الدلالات، ومرادة المعاني التي تحملها، في مواردها، ولا يجوز اللجوء إلى الحكم بالنسخ لأدنى شبهة، أو لدليل ضعيف لا يقوى على رفع دلالة النص الثابتة.
وعلى المتدبر أن يبحث عن موارد معاني الآيات القرآنية، بحثا عميقا دقيقا، حتى لا يلغي معنى لآية هو مراد دوما كلما جاء مورده.
ومهما أمكن الجمع بين النصوص القرآنية ، وحمل الناص المعارض في ظاهره على معنى صحيح سليم منسجم مع السياق، ومع مفاهيم أحكام الشريعة بوجه عام، وغير معارض كلية لأمر ثابت في بيان دلالته، فلا يصح فهمه بطريقة تلجئ إلى اعتباره منسوخا.
وعلى المتدبر لكتاب الله أن يكون على بصيرة من الحقيقة التالية : وهي أن التدرج في إنزال الاحكام ليس من النسخ، إذ الأمر المسكوت عنه في البيان لا يعتبر بيان حكمه بعد ذلك نسخا له.
فمن نفّذ من الخطة الموضوعة بعض عناصرها التي تسمح به الظروف، أو تقتضيه الحكمة، فإنه لا يكون مبدلا ولا مغيرا في أصل الخطة، وقد تكون الخطة في أساسها تقضي بأن يجري تنفيذ مراحلها على مراحل.
على أن النسخ من أساسه - كما يذكر علماء أصول الفقه الإسلامي - إنما هو بيان انتهاء المدة المقررة للحكم السابق.
ولكن هذه المدة لم تكن معلنة عند إنزال الحكم السابق، وإنما كانت ملاحظة ضمن الخطة غير المعلنة. قواعد التدبر الأمثل ص 140 – 141


وإني أعجب جدا من كثرة ما أجده في كتب الفروع من تساهل الفقهاء في ادعاء النسخ في تناول بعض كثير من مسائل الخلاف التي يقع ما ظاهره التعارض بين أدلتها. فكتاب الله يصان عن مثل ذلك، فهو دستور باق بين دفتين، يتلى، والأصل أن يعمل به، ولو بوجه من الوجوه، ورفع دلالاته المتبارة لا ينبغي إلا بدليل قاطع لا يقبل التشكيك.
والله تعالى يصلح الأحوال.
 
إنضم
28 ديسمبر 2007
المشاركات
677
التخصص
التفسير وعلوم القرآن
المدينة
عمان
المذهب الفقهي
حنبلي
أنا أوافقك تماما أبا يوسف فيما ذهبت إليه من التضييق، وهو نص كلام الشيخ الميداني، وأظنه قريبا من كلام الدكتور القرضاوي، فإنه - إن ثبت نفيه له - فقد نفاه على وجه يبدو من خلال نصه أنه على تريُّث، والله أعلم .

وهذا الرأي في التضييق هو نص ابن حزم فيما نقلتُه عنه خلال الصفحات السابقة، وقد علّقتُ عليه بشبيه مما تفضّلت به، وأيدته بالمسلك الأصولي، فارجع - غير مأمور - إليه إن لم تكن قد رأيته .

إلا أن الإنكار كان منصبّاً على النفي مطلقاً، إذ لم يسبق إلى هذا أحد من علماء الأمة الراسخين، ولا خير في قول خولف فيه جمع هؤلاء، والله أعلم .
 
إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
أحب أن أسجل رأيي باختصار:
وقوع النسخ في القرآن هو من أقوى ما يمكن أن يحكى فيه من الإجماع، وطريقة تحصيل الإجماع فيه يمكن بمسالك عديدة في كل مسلك منها يندرج فيه عشرات إن لم يكن مئات الأدلة.
يكفي في هذا أن تستقري أقوال الأئمة المتقدمين في "نسخ هذه الأية أو عدم نسخها" لتعلم أن قضية وقوع النسخ في القرآن ليس من مثارات النقاش لديهم، وإنما يقع النقاش بينهم في حصوله في هذه الآية أو عدم حصوله.
والفقهاء يحكون الإجماع فيما هو دون هذه الصورة بمراحل عديدة.
ثم إن الخلاف حادث في القرن الثالث، ولم يحظ بالقبول.
يبقى أن تضييق النسخ في القرآن الكريم هو "الطريق الأمثل" في التعامل مع الاتساع المفرط في ادعائه على آي التنزيل.
 
إنضم
14 نوفمبر 2009
المشاركات
350
التخصص
الفقه والأصول والبحث القرآني
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
الحنفي
لا يمكن نفي النسخ مطلقا؛ لأنه واقع، ولا أظن أحدا من مضيقي النسخ - وهو الصحيح إن شاء الله - ينفي وقوع النسخ بإطلاق.

الإشكالية هو أن يكون القول بالنسخ أحد المسالك القريبة التي تسلك في باب موهم تعارض الأدلة.
 

العلياء

:: متابع ::
إنضم
19 يناير 2012
المشاركات
6
الكنية
طويلبة علم
التخصص
الدراسات الإسلامية
المدينة
دبي
المذهب الفقهي
المذهب الحنبلي
رد: القرضاوي يرى تضييق النسخ في القرآن أكثر من الـ د. مصطفى زيد صاحب كتاب [النسخ في القرآن الكريم]

بارك الله فيكم
 
أعلى