شهاب الدين الإدريسي
:: عضو مؤسس ::
- إنضم
- 20 سبتمبر 2008
- المشاركات
- 376
- التخصص
- التفسير وعلوم القرآن
- المدينة
- مكناس
- المذهب الفقهي
- مالكي
اهتم علماء المغرب والأندلس أكثر من غيرهم بتدوين النوازل الفقهية في تصانيف مفردة تحمل اسم النوازل، أو الأجوبة، أو المسائل، أو الفتاوي، ويعد كتاب الأجوبة أثرا فريدا يرقى إلى العصور العلمية الزاهرة التي كانت تزهو بها عدوة الأندلس على العالم بأسره يومئذ، وصاحب الكتاب هو الإمام الفقيه أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر التميمي الأندلسي المعروف بابن ورد(ت540هـ)، وهو معدود ضمن كبار فقهاء الأندلس ومحدثيها في عصره، انتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك وإلى القاضي أبي بكر ابن العربي المعافري(ت543هـ) في وقتهما، لم يتقدمهما في الأندلس أحد في ذلك بعد وفاة القاضي أبي الوليد ابن رشد، وكانا ـ كما قال أبو جعفر ابن الزبير الغرناطي ـ أعجوبتي دهرهما.
ويرجع تأليف ابن ورد لهذا الكتاب، جواباً عن سؤالات وردت عليه من جزيرة ميورقة من قبل بعض أهل العلم المتهممين بالنوازل والراغبين في الفوائد، فأجابهم بعد لأي شديد.
والكتاب يتضمن ثلاثاً وتسعين مسألة، تنوعت قضاياه حسب الأسئلة المطروحة، بحيث شملت مختلف الفروع الفقهية، وبعض القضايا اللغوية المتعلقة بغريب المتون الحديثية، وكذلك أمور أخرى مرتبطة بالعقائد، والآداب الإسلامية، والسيرة النبوية، وأول هذه المسائل في رئيس اكْتُريَ على حمل مائة شاة لميورقة، وآخرها في السؤال عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:«من أصاب مالا من نَهاوِش»، وختم أجوبته بإيراد كتاب أميرالمسلمين علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي وجوابه عليه.
أما عن المسلك الذي نهجه في أجوبته، فقد ساقها بداية على نسق ورودها عن سائلها، وراعى في ذلك الاختصار؛ إذ لا يفيض في الجواب بتفصيل، بل يكتفي بما يكشف عن وجه الإشكال فقط، مع عدم الإخلال بالمراد، أو الإيغال في الاقتضاب إلى حد الإلغاز، ملتزماً بما يجري على فقه الإمام مالك وأصوله، دون النزوع إلى استظهار أقوال المذاهب الأخرى، معتبراً مشهور المذهب والتنصيص عليه، وما جرى به العمل في بعض القضايا، مع الإشارة إلى الخلاف الواقع في بعض المسائل بين فقهاء المذهب، ويعتني بالتصحيح والتضعيف مع عدم الإلماع إلى الدليل، ولم يغفل النزوع إلى الترجيح عند الاختلاف، بل وسلك سبيل النصح في ختام بعض الأجوبة، وبالجملة فقد جاءت الأجوبة متقنة، ضمّنها ابن ورد عصارة معرفته، وخلاصة تجربته.
وبخصوص موارده، فالظاهر أن المؤلف اعتمد على حفظه في الغالب؛ إذ لم يصرح بمصادره، بل اكتفى بالإشارة إلى بعضها، فكان في مقدمتها كتاب الله عز وجل، وكتب السنة من قبيل الموطأ، والتاريخ الكبير لابن أبي خيثمة(ت279هـ)، وكتب الفقه مثل المدونة، والمختلطة لسحنون (ت240هـ)، والواضحة لابن حبيب (ت238هـ)، والعتبية لأبي عبد الله العتبي (ت255هـ)، وغيرها.
وقد حظيت الأجوبة بعناية خاصة من لدن تلاميذ المؤلف، فقد تلقوها بالرواية مباشرة عن مؤلفها، وفي مقدمتهم ابن خير الإشبيلي، وابن البلنسي، وحدث بها المنتوري في فهرسته، كما اعتنى بها الفقهاء، فقد اختاروا منها فتاوى وأودعوها دواوينهم، مثل صنيع أبي القاسم البرزلي (ت841هـ) الذي أودع في نوازله أربعة نصوص معزوة لابن ورد، وأبي العباس الونشريسي (ت914هـ) الذي ذكر 29 مسألة في معياره، مما ينبئ عن القيمة العلمية لفتاوى ابن ورد التميمي.
طبع الكتاب عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، بالرابطة المحمدية للعلماء، الرباط، بتحقيق وعناية العلامة الفقيه محمد بوخبزة الحسني، والدكتور بدر العمراني.
---------------------
معجم أصحاب الصدفي لابن الأبار
الديباج المذهب
شجرة النور الزكية.
ويرجع تأليف ابن ورد لهذا الكتاب، جواباً عن سؤالات وردت عليه من جزيرة ميورقة من قبل بعض أهل العلم المتهممين بالنوازل والراغبين في الفوائد، فأجابهم بعد لأي شديد.
والكتاب يتضمن ثلاثاً وتسعين مسألة، تنوعت قضاياه حسب الأسئلة المطروحة، بحيث شملت مختلف الفروع الفقهية، وبعض القضايا اللغوية المتعلقة بغريب المتون الحديثية، وكذلك أمور أخرى مرتبطة بالعقائد، والآداب الإسلامية، والسيرة النبوية، وأول هذه المسائل في رئيس اكْتُريَ على حمل مائة شاة لميورقة، وآخرها في السؤال عن قول النبي صلى الله عليه وسلم:«من أصاب مالا من نَهاوِش»، وختم أجوبته بإيراد كتاب أميرالمسلمين علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي وجوابه عليه.
أما عن المسلك الذي نهجه في أجوبته، فقد ساقها بداية على نسق ورودها عن سائلها، وراعى في ذلك الاختصار؛ إذ لا يفيض في الجواب بتفصيل، بل يكتفي بما يكشف عن وجه الإشكال فقط، مع عدم الإخلال بالمراد، أو الإيغال في الاقتضاب إلى حد الإلغاز، ملتزماً بما يجري على فقه الإمام مالك وأصوله، دون النزوع إلى استظهار أقوال المذاهب الأخرى، معتبراً مشهور المذهب والتنصيص عليه، وما جرى به العمل في بعض القضايا، مع الإشارة إلى الخلاف الواقع في بعض المسائل بين فقهاء المذهب، ويعتني بالتصحيح والتضعيف مع عدم الإلماع إلى الدليل، ولم يغفل النزوع إلى الترجيح عند الاختلاف، بل وسلك سبيل النصح في ختام بعض الأجوبة، وبالجملة فقد جاءت الأجوبة متقنة، ضمّنها ابن ورد عصارة معرفته، وخلاصة تجربته.
وبخصوص موارده، فالظاهر أن المؤلف اعتمد على حفظه في الغالب؛ إذ لم يصرح بمصادره، بل اكتفى بالإشارة إلى بعضها، فكان في مقدمتها كتاب الله عز وجل، وكتب السنة من قبيل الموطأ، والتاريخ الكبير لابن أبي خيثمة(ت279هـ)، وكتب الفقه مثل المدونة، والمختلطة لسحنون (ت240هـ)، والواضحة لابن حبيب (ت238هـ)، والعتبية لأبي عبد الله العتبي (ت255هـ)، وغيرها.
وقد حظيت الأجوبة بعناية خاصة من لدن تلاميذ المؤلف، فقد تلقوها بالرواية مباشرة عن مؤلفها، وفي مقدمتهم ابن خير الإشبيلي، وابن البلنسي، وحدث بها المنتوري في فهرسته، كما اعتنى بها الفقهاء، فقد اختاروا منها فتاوى وأودعوها دواوينهم، مثل صنيع أبي القاسم البرزلي (ت841هـ) الذي أودع في نوازله أربعة نصوص معزوة لابن ورد، وأبي العباس الونشريسي (ت914هـ) الذي ذكر 29 مسألة في معياره، مما ينبئ عن القيمة العلمية لفتاوى ابن ورد التميمي.
طبع الكتاب عن مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث، بالرابطة المحمدية للعلماء، الرباط، بتحقيق وعناية العلامة الفقيه محمد بوخبزة الحسني، والدكتور بدر العمراني.
---------------------
معجم أصحاب الصدفي لابن الأبار
الديباج المذهب
شجرة النور الزكية.