رد: فائدة نفيسة:ابن حجر تمنى أن يكون حنفيا..فكان ماذا!!
هل اصبح اهل الحديث فرقة محدثة وما عليه ابو حنيفة هو الاتباع !!!! هل صاحب الكلام قد اُتي من عُجمته كيف يكون الاصل (السنة) محدثا والتمذهب اصلا !!!!! هل قول ربنا تبارك وتعالى ( وإن تطيعوه تهتدوا ) سورة النور , يقصد به ابو حنيفة ام صاحب الحديث رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه
ان الائمة الاربعة قد نصوا على انهم تبع للسنة , فمن نقلة السنة يا اخوان اليسوا اهل الحديث !!!
ابو حنيفة كوفي من الطبقة السادسة , اي انه قد عاصر ائمة اسناد الحديث والحفاظ الكبار من اهل الكوفة خاصة اي اهل بلده كــ ابي اسحاق السبيعي والاعمش وابراهيم النخعي وسفيان الثوري وغيرهم لكنه لم ينحو نحوهم واكتفى بما عنده ليبني عليه الاقيسة وهل هذا يستقيم لطالب علم !!!! ان تكون بجانب بيتك مكتبة مليئة بالكتب والمراجع لكنه يزهد فيها ويكتفي بكتاب عنده !!
عجبا , الناس يجمعون الحديث ويفتون به بل ويرتحلون اليه قبل ان يولد شيخ ابو حنيفة ثم يقال فرقة محدثة !
أخي الحبيب !
لا بد أن تفرق بين أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وبين فرقة أهل القرآن (اسمهم الآخر: القرآنيون)
كذلك فرّق بين "أهل الحديث" الذين هم المعتنون بالحديث نقلا وعملا وتطبيقا سواء كانوا حنفية أو شافعية أو غيرهم كابن حجر والعيني والنووي والزيلعي ومن قبلهم البخاري ومسلم .. الخ ، وبعبارة أخرى : من كان على مثل ما (أنا عليه وأصحابي)
وبين من ينتسب إليهم الذين تجردوا من صفات (ما أنا عليه وأصحابي) إلى حد ما من جهة، وركزوا على مخالفة الفقه والفقهاء وجهلوا الفقه الذي شهد الإمام الشافعي لأبي حنيفة بالإمامة فيه ، بقوله: (الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة)
أما من ينتسب إليهم بحق ، سواء كان حنيفيا أو شافعيا أو سلفيا .. الخ فهو من أهل القرآن ومن أهل الحديث حقاً ..
والمراد بالشافعي الذي يأخذ باقوال الشافعي ما الأمور الاجتهادية ، أي التي اختلفت فيها الأحاديث ، أو اختلفت فيها أنظار العلماء واجتهاداتهم (وذلك في غير الأمور القطعية) .. ما لم يصل درجة الاجتهاد .. فإذا صار مجتهدا بشهادة أهل العلم لم يسغ له التقليد ..
أما من يحاول أن يتشبع بما لم يعط فليس منهم، وإن سمى نفسه "أهل القرآن" ، أو "أهل الحديث"، أو "عباد الرحمن الذين يمشون .." أو "الفرقة الناجية" أو "الطائفة المنصورة" ..الخ ؛ لمجرد آراء اختلف فيها السلف والخلف، فناصبوا العداء للفقه والفقهاء، فظنوا أن أبا حنيفة أعرض عن الحديث "
واكتفى بما عنده ليبني عليه الاقيسة !!!!" هكذا اتهموه بأنه أتى بفقه من عنده وكيسه في معارضة الكتاب والسنة؛ وذلك لجهلهم بمستدلات الحنفية من الكتاب والسنة، وجهلهم بمنهج استنباطهم وتعاملهم وأصولهم الفقهية والحديثية .
ومثلوا ذلك بقولهم:
ان تكون بجانب بيتك مكتبة مليئة بالكتب والمراجع لكنه يزهد فيها ويكتفي بكتاب عنده !!
والمثال الصحيح لهذه الفرقة ما قال الله تعالى: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه
وقوله تعالى: اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
والحل لتصحيح فهم هذه الفرقة أن تفرق بين الدلالات القطعية والظنية، وتخوض مراتع غمارها، وتحكم منابع ثمارها، وتراجع كتب فقهائها، وتغوص في أعماق بحارها، ثم كل ذلك بعدل وإنصاف ، وبعد أن تدرس أصول الفقه وأصول الحديث والأحاديث النبوية الشريفة ... الخ
ثم تبدأ رحلتها العلمية في مسارح كتبهم الفقهية ، بغاية من الإنصاف والدقة ..
حتى يتجنبوا قول الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة *** وعين السخط تبدي المساويا
نسأل الله من فضله الواسع العميم، ولطفه وكرمه العظيم، إنه رؤوف رحيم.