العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

تقرير حول ندوة بعنوان "العلوم الإسلامية والدرس المنهجي"

إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
تقرير مفصل حول :
اليومِ الدراسي الأول المنعقد بعنوان :
[font=خط مسعد المغربي]"العلومُ الإسلاميةُ والدَّرس المنهَجي"[/font]

عقدت ندوة بجامعة "ابن طفيل –القنيطرة" بعنوان : (العلوم الإسلامية والدرس المنهجي) يوم الخامس من يناير 2010 ، بإشراف ورئاسة الدكتور محمد بن كيران : أستاذ الحديث وعلومه .
وقد افتتحت الندوة أعمالها بآيات من الذكر الحكيم ، أعقبتها كلمة الإفتتاح لرئيس شعبة الدراسات الإسلامية الدكتور سلام أبريش نوه فيها بهذه النوعية من اللقاءات التي تهدف إلى ترسيخ المناهج العلمية السليمة في التعامل مع المعارف الإسلامية منبها إلى ما في هذا المشروع الضخم من حماية العقل المسلم من الإنزلاقات العلمية والسلوكية الخطيرة.
ثم تلتها كلمة مقتضبة لرئيس الندوة أ.د محمد بن كيران ، تحدث فيها عن الأهمية الملحة للإهتمام بقضية المناهج حتى لا يزلق طلبة الجامعات والمحيط الجامعي إلى مسارات لا علاقة لها بالبحث العلمي الرصين.
وقال : "إننا لم نجتمع اليوم للحديث عن كيفية كتابة بحث أو رسالة ، بل اجتمعنا للإجابة على إشكالات علمية كبرى :
كيف نستفيد من العلوم الشرعية ؟ كيف نفهم تراث علماء الأمة فهما عميقا بعيدا عن كل تأثير خارجي أو داخلي يعيق عملية البحث والتقييم ؟ كيف نبدع في مجال الأبحاث العلمية بالدخول في صلب الموضوع دون الدوران حوله بأسلوب خطابي وسطحية فكرية ؟.
كما نبه إلى ضرورة الإعتناء بمعالجة نقطة اعتبرها غاية في الأهمية وتتمثل في العلاقة بين منهج البحث وأخلاقيات البحث , مشيرا إلى ما في الفصل بينهما من مخاطر على المستوى الحضاري والإجتماعي والأمني للأمة.
1.وقد تكلم المحاضر الأول: د.زيد بوشعراء في كلمته عن أهمية علم أصول الفقه في تأسيس فكر منضبط بقواعد وأصول تعصمه من الزلل , مشيرا إلى أن قواعد علم أصول الفقه والترتيب الخاص بالأدلة وطرق فهم الخطاب تكون في مجموعها فكرا منهجيا متكاملا يكفل لمن درس هذا الفن من مصادره الأصيلة بتحصيل الملكة المنهجية ، وضرب المثل بما أدت إليه رسالة الشافعي من ضبط للحركة الفقهية والإجتهادية بعد أن كانت تعيش مرحلة "بلبلة".
لكنه في المقابل حذر من خطورة انزلاق العلوم عن مقاصدها ، وخروجها إلى أدوار لا تخدم الأغراض التي وضعت من أجلها : كخروج علم الأصول من قانون عاصم للذهن إلى قواعد مجردة لا تصلح إلا للجدل ! . ونبه إلى أن هذا القانون إسلامي محض لا علاقة له بمنطق يونان وفلسفتهم ، وذكر أن علي النشار فصل في هذه المسألة في كتابه (منهج البحث عند المسلمين واكتشاف المنهج التجريبي) .
2.أما الدكتور محمد المغراوي أستاذ التاريخ بكلية الآداب بالرباط فقد افتتح كلمته بالحديث عن أهمية المناهج في بناء الحضارات , ونبه إلى أن الحضارة الإسلامية اتسمت باستمداد قواعد بنائها المنهجي من الوحي فحصل أن تفجر الإبداع في ظرف وجيز مقايسة بغيرها من الحضارات .
وتحدث عن تاريخ علم المنهج عند المسلمين وذكر أنه قد مر بمراحل ثلاث , حيث لم يعد –هذا العلم- في بداية أمره من أن يكون تطبيقات منهجية ولدها إحساس العقل المسلم ، ثم لم يلبث أن انتقل إلى مرحلة جديدة –بفعل التطور الحضاري- وهي مرحلة تدوين هذا العلم في مصنفات خاصة ككتاب الإمام الشافعي "الرسالة" وقد ازدهرت الإبداعات في هذه المرحلة إلى أن وصل إلى مرحلة سميت بمرحلة "التطوير" انتهت ببعض العلوم إلى نهاياتها ، لكنها أعاقت نمو علوم أخرى = وهذه هي مرحلة التقليد ، حيث خرج المسلمون من مرحلة الإبداع المنهجي والتطبيقي إلى مرحلة مدح مناهج السابقين فقط ، دون تطويرها واستثمارها في العلوم.
وقد دعا المحاضر إلى ضرورة العودة إلى مصادر العلوم الشرعية التي ألفت في عصر الإزدهار العلمي عن طريق تشجيع المحيط الجامعي لهذا الإتجاه حتى يُخدم العلم ويطور ويخدم المشروع الحضاري ...
3.أما المحاضر الثالث-الدكتور محمد بن كيران- فقد شدد في مستهل كلمته على ضرورة ربط المنهج الأخلاقي بالمنهج البحثي ، ليتمكن الباحثون من حمل مشعل الإسلام . وأشار إلى ما حدث من فصل بينهما أدى إلى ما نراه من واقع مزٍر: على صعيد البحث ، وعلى صعيد الباحثين ...
وقال : "إن أزمة المحيط العلمي اليوم : ضحالة الرصيد العلمي والأخلاقي ، وكثرة الكلام السطحي ، وانعدام المنهجية"..
وقال إن مفتاح معالجة هذه النقائص يتم في خطوتين :
1.إدراك الصورة الحقيقية لكل علم : بمعنى معرفته داخل خارطة العلوم ، ومعرفة الغاية منه حق المعرفة ، وما اتصل بهذه المسائل ، وقال إن هذه الخطوة تؤدي إلى الإهتمام ب : 1)تصنيف العلوم وإحصاؤها : وهذا يتم بمراجعة ما صنف في هذا الباب ككتاب : أبجد العلوم لصديق حسن خان القِنَّوْجي ؛ 2) الإهتمام بخلاصات العلوم: وتجدها في كتب ك "مفاتيح العلوم" للخوارزمي ، و"كشاف اصطلاحات العلوم والفنون" للتهانوي.
ثم تأتي مرحلة أخرى تخدم أيضا خطوة (تصور العلوم على حقيقتها) وهي مرحلة تصنيف كتب كل علم حسب أهميتها واستيعابها لمسائل ذلك العلم ولأي صنف من الناس صُنف..وفائدة هذه الخطوة : معرفة الكتب التي لا يمكن لطالب العلم أن يبني ملكته العلمية دونها.
أما الخطوة الثانية فهي :
2.السيطرة على مباحث كل علم : بمعنى الإحاطة بمسائله وما وقع فيها من خلاف وأدلة المختلفين..وقال : إن من مظاهر السيطرة على العلم أن تستطيع تقديم صورة كاملة له في كلام وجيز ومركز لا يخل بأي مقصود.
وأشار إلى أن هاتين الخطوتين – وما أعظمهما- كفيلتين بتحقيق أمر-إن بذل فيهما العمر والجهد- :
تحصيل الملكة العلمية = الموهبة.

ثم إن هذه الملكة –إن حُصلت- تؤدي إلى ضرورة تطوير العلوم والتجديد فيها ، وأشار إلى أن هذا هو المطلوب أساسا لكنه لا يتحصل إلا بالوصول إلى المراحل السابقة .
ثم تحدث عن فائدة كل ما سبق ، حيث أجمله في :
المحافظة على أدوار العلم وضمان إثمار مقاصده في الواقع دون انحرافه إلى مسارات أخرى ، وأكد على أن من أدوات هذه المحافظة : دراسة العلم بشكل تجريدي نظري لا يُلتفت إلى ما قد يخل بمقصده ، ونصح بمراجعة كتاب "الطريق إلى التراث الإسلامي" للدكتور علي جمعة.
ثم ختمت الندوة بشكر طلبة ماستر الإختلاف –الفصل الأول : أ.د محمد بن كيران ، على اهتمامه بإنجاح اللقاء وإفادة طلبة العلم ، والمساهة في الترشيد المنهجي لطلبة العلوم الإنسانية كلها.. ؛ وقد باشر الطلبة في التفكير في خطوات قادمة تدعم هذا الإتجاه وتقويه.
كتبه :
عبد الرحمان زعتري
 
إنضم
25 يونيو 2008
المشاركات
1,762
الإقامة
ألمانيا
الجنس
ذكر
التخصص
أصول الفقه
الدولة
ألمانيا
المدينة
مونستر
المذهب الفقهي
لا مذهب بعينه
أرى أن في المداخلة الثالثة ما يستحق الإهتمام .
 

المرفقات

  • تقرير علمي.doc
    100 KB · المشاهدات: 0
التعديل الأخير:

أبو محمد المهداوي

بانتظار تفعيل البريد الإلكتروني
إنضم
14 مايو 2009
المشاركات
35
التخصص
علوم شرعية
المدينة
---
المذهب الفقهي
أهل الحديث
قلت لأحدهم : لابد من الغوص على أسرار ودقائق مناهج الأئمة ، فقال لي : الأمور ده كلها غربية ، والأئمة لم يكن عندهم منهج!! (يا خبر) : بقي أن تعرفوا أن صاحبي هذا ملتحق بالماجستير وممكن تعطيه علامة لا بأس به في الفقه والحديث.​
 
أعلى