د. فؤاد بن يحيى الهاشمي
:: مشرف سابق ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 9,059
- الكنية
- أبو فراس
- التخصص
- فقه
- المدينة
- جدة
- المذهب الفقهي
- مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
منهج الإمام ابن دقيق العيد في كتابه: " إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام "
[FONT=book antiqua,palatino] [/FONT]أولاً:ترجمة الإمام ابن دقيق:
اسمه ولقبه, هو : محمد بن عبد الله بن وهب، إلا أن اللقب الذي غلب عليه هو ابن دقيق العيد، وهو لقب جده الأعلى, وقد لقب كذلك لأن هذا الجد كان يضع على رأسه يوم العيد طيلساناً أبيضاً شديد البياض، فشبهه العامة من أبناء الصعيد لبياضه الشديد هذا بدقيق العيد .
نشأ ابن دقيق العيد في مدينة قوص تحت رعاية والده مجد الدين القشيري الذي تخرج على يديه الآلاف من أبناء الصعيد، وقد عاش شبابه تقياً نقياً ورعاً.
حفظ القرآن الكريم حفظاً تاماً، وتفقه على مذهب الإمام مالك على يد أبيه، ثم رجع وتفقه على مذهب الإمام الشافعي على يد تلميذ أبيه البهاء القفطي، كما درس النحو وعلوم اللغة على يد الشيخ محمد أبي الفضل المرسي، وشمس الدين محمود الأصفهاني، ثم ارتحل إلى القاهرة التي كانت في ذلك الوقت مركز إشعاع فكري وثقافي يفوق كل وصف، تكتظ بالعلماء والفقهاء في كل علم وفن، فانتهز ابن دقيق العيد هذه النهضة العلمية الواسعة التي شهدتها القاهرة في ذلك الوقت، والتف حول العديد من العلماء، وأخذ على أيديهم في كل علم وفن في نهم بالغ.
أسند إليه والي قوص منصب القضاء على مذهب الإمام مالك ، وذلك حينما أشار أحد المقربين إلى السلطان منصور بن لاجين قائلاً: « هل أدلك على محمد بن إدريس الشافعي، وسفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم ؟ فعليك بابن دقيق العيد... » فكان أن تقلد ابن دقيق العيد هذا المنصب الذي ظل شاغلاً له مدة سبع سنوات، بلغت فيها شخصيته مكانة مرموقة في الديار المصرية .
تقلد منصب التدريس بالمدرسة النجيبية ، وهي إحدى المدارس الشهيرة في قوص، وهو لم يتجاوز السابعة والثلاثين من عمره.
في القاهرة قام بالتدريس بالمدرسة الفاضلية، والكاملية، والصالحية، والناصرية.
شيوخه :
•- لازم الشيخ عز الدين بن عبد السلام حتى وفاته.
•- وسمع الحافظ عبد العظيم المنذري.
•- وعبد الرحمن البغدادي البقال.
•- ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق وسمع بها من الشيخ أحمد عبد الدايم وغيره.
•- ثم اتجه إلى الحجاز ومنه إلى الإسكندرية فحضر مجالس الشيوخ فيهما، وتفقه. وقد جمع بين فقهي الإمامين مالك, والشافعي.
تلاميذه :
- محمد بن إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الكلابي الحلبي.
- فتح الدين ابن سيد الناس.
- قطب الدين ابن منير.
- قاضي القضاة علاء الدين القونوي.
- قاضي القضاة علم الدين الإخنائي.
فضائله, وثناء العلماء عليه :
لقد وصفه كثير من المؤرخين وكتّاب التراجم والطبقات كالسبكي وابن فضل الله العمري والأدفوي وغيرهم: بأنه لم يزل حافظاً للسانه، مقبلاً على شأنه . وقف نفسه على العلوم وقصدها، فأوقاته كلها معمورة بالدرس والمطالعة أو التحصيل والإملاء.
وقال عنه بن سيد الناس: « لم أرَ مثله فيمن رأيت، ولا حملت عن أجلّ منه فيما رأيتُ ورويتُ، وكان للعلوم جامعاً، وفي فنونها بارعاً، مقدماً في معرفة علل الحديث على أقرانه، منفرداً بهذا الفن النفيس في زمانه، بصيراً بذلك شديد النظر في تلك المسالك.. وكان حسن الاستنباط للأحكام والمعاني من السنة والكتاب، مبرزاً في العلوم النقلية والعقلية » .
ويقال إنه طالع كتب المدرسة الفاضلية بالقاهرة عن آخرها، وقد كان دأبه أن يقضي الليل في المطالعة والعبادة، فكان يطالع في الليلة الواحدة المجلد أو المجلدين، وربما تلا آية واحدة من القرآن الكريم فكرّرها حتى مطلع الفجر.
استمع له بعض أصحابه ليلة وهو يقرأ فوصل إلى قوله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون) قال: فما زال يكررها إلى طلوع الفجر.
ومن أقواله: « ما تعلمت كلمة ولا فعلت فعلاً إلا وأعددت له جواباً بين يدي الله عز وجل » .
مؤلفاته :
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام
الإلمام في أحاديث الأحكام الأحكام.
وشرحٌ لكتاب التبريزي في الفقه.
وفقه التبريزي في أصوله.
كما شرح مختصر ابن الحاجب في الفقه.
الاقتراح في معرفة الاصطلاح.
وله ديوان شعر ونثر لا يخرج عن طريقة أهل عصره الذين عرفوا بالسَّجع والمحسّنات البديعة.
وفاته :
توفي بالقاهرة في صبيحة يوم الجمعة لتسعة أيام بقيت من صفر 702 هـ بعد أن عمّر 77 عاماً، قضاها في خدمة الدين الإسلامي الحنيف في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وقد دفن يوم السبت، وكان يوماً مشهوداً عزيزاً في الوجود، وقد وقف جيش مصر ينتظر الصلاة عليه.
مراجع الترجمة: الوافي بالوفيات للصفدي - الدرر الكامنة لابن حجر.
ثانياً:منهجه في كتابه: " إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ".
اسم الكتاب: كما طبع " إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ".
تمهيد :
كتاب "إحكام الأحكام" للعلامة ابن دقيق العيد, كتاب متوسّط في شرح "عمدة الأحكام" للمقدسي أملاه على تلامذته, كتبه عماد الدين ابن الأثير إسماعيل ابن الصدر تاج الدين أحمد بن سعيد ابن الأثير الحلبي المعروف بـ: الكاتب.
ولم يذكر مقدّمة للكتاب لأنه على طريقة الإملاء.
وتظهر أهمية الكتاب في أن شارحه إمام فقيه وأصوليّ خطير قد تمكّن من الفنّ حتى هضمه, وحلّ ألفاظه حتى فكَّكه. والكتاب يُعدّ بحق من كتب الفقه المقارن, والكتب التي تمرّن المبتدئ وطالب العلم على طريقة الخلاف بين العلماء, ومأخذ الدليل وكيفيّة مناقشته, وما يرد عليه, وكيفيّة الإجابة, واحترام الرأي المخالف المبني على الدليل, وردّ الأقوال الضعيفة التي تعتمد الدليل الواهي والضعيف.
من معالم منهج هذا الشرح :
•1- أنه يبدأ بذكر الحديث. وقد مشى فيه على ترتيب المؤلّف.
•2- ثم يبدأ بترجمة الصحابي راوي الحديث. فيعرّف به وبأصله ويضبط اسمه بالحروف إن احتاج لذلك على سبيل الاختصار.
•3- ثم يبدأ بشرح الحديث, مقسِّماً شرحه إلى مسائل مرتباً لها على الأرقام, فيقول: الكلام عليه من وجوه: الأول, الثاني الثالث ... وهكذا.
•4- يتعرّض في شرحه لكثير من العلوم, كعلوم الحديث والمصطلح, والأصول ومباحثه, والفقه ومسائله, واللغة ومباحثها, وقواعد الفقه, وما يُستنبط من الحديث. ومن خلالها تظهر إمامة ابن دقيق العيد في الفقه وأصوله وقواعده, من خلال مناقشاته وإيراداته وإنصافه وتحرّره من التقليد المذموم.
•5- يُعنى بذكر مذهبي الشافعيّة والمالكية في شرحه عناية خاصّة, ولا يُغفل بقيّة المذاهب.
•6- يستطرد أحياناً في بعض الأحاديث, فيُكثر من استنباط المسائل والأحكام من بعضها, ويكتفي أحياناً في بعضها بأسطر معدودة. انظر على سبيل المثال: كتاب العتق الحديث الأول, والحديث الأول من باب بيع المدبّر.
المرجع : "كتاب إحكام الأحكام" طبعة الشيخ أحمد شاكر.
طبعات الكتاب :
•- طبع في المطبع الأنصاري بدهلي سنة (1313هـ) في مجلد .
•- كما طبعه الشيخ محمد منير الدمشقي في مصر سنة (1342هـ) في مجلدين .
•- ثم طبع في مطبعة السنة المحمدية في مجلدين بتحقيق ومراجعة الشيخين محمد حامد الفقي ،وأحمد محمد شاكر وهي أحسن طبعاته.
•- ثم طبعته دار ابن حزم بتحقيق حسن إسبر.
المصدر