العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

الفقيه الظاهري.. ومذهب لم يعش

إنضم
29 أكتوبر 2007
المشاركات
9,059
الكنية
أبو فراس
التخصص
فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مدرسة ابن تيمية الحنبلية لذا فالمذهب عندنا شيء والراجح شيء آخر تماماً!.
الفقيه الظاهري.. ومذهب لم يعش
(في ذكرى وفاته: 9 من رمضان 297هـ)






شاء الله تعالى أن يكون للمذاهب الأربعة تلاميذ نابهون قاموا على فقه أئمتهم بالدرس والتأليف، فنشروا مذاهب شيوخهم حتى استقرت في أقطار العالم الإسلامي، وكان قد ظهر إلى جانب تلك المذاهب المعروفة مذاهب أخرى، لم يقدر لها الدوام ومواصلة الحياة، ولو قدر لبعضها من التلاميذ والأنصار لبقيت واستمرت، لكنها تعثرت في الطريق، ولم تجد المرشد والمعين؛ فتوقفت عن العطاء وخمدت تمامًا، ومن تلك المذاهب، مذهب الأوزاعي عبد الرحمن بن محمد المتوفى سنة (157هـ = 774م) وكان أهل الشام على مذهبه، ثم انتقل المذهب إلى الأندلس فانتشر هناك فترة، ثم ضعف أمره في الشام أمام مذهب الشافعي، وفي الأندلس أمام مذهب مالك الذي وجد أنصارًا وتلاميذ في الأندلس.


ومن تلك المذاهب: مذهب سفيان الثوري المتوفى سنة (161هـ = 478م) وهو من الأئمة المجتهدين، لكن مذهبه لم يجد أنصارًا فلفظ أنفاسه مبكرًا، ولم يستطع الصمود والاستمرار، وكذلك مذهب الليث بن سعد المتوفى سنة (175هـ = 791م) وكان فقيه عصره وإمامه البارز، لكنه لم يجد من يحمل مذهبه حتى يعم وينتشر، وقد أشار الإمام الشافعي إلى هذه الحقيقة بقوله: الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.


ومن أصحاب المذاهب في هذه الفترة أبو سليمان داود الظاهري المتوفى سنة (270هـ = 884م) وهو شيخ أهل الظاهر، وواضع أساس هذا المذهب الذي انتصر له من بعد وأعلى بنيانه ابن حزم الأندلسي المتوفى سنة (456هـ = 1064م).


المولد والنشأة


ولد داود بن علي سنة (200هـ = 816 م) وقيل سنة (202هـ = 818 م) بالكوفة، وتلقى تعليمه ببغداد التي كانت تموج حركة ونشاطًا بحلقات العلم، وتمتلئ مساجدها بدروس الفقهاء والمحدثين واللغويين، فتلقى الحديث على يد سليمان بن حرب، والقعنبي، وعمرو بن مرزوق، ومسدد بن مسرهد، ورحل إلى نيسابور وسمع من محدثيها الكبار وعلى رأسهم "إسحاق بن راهوية"، ودرس الفقه على أبي ثور الفقيه الشافعي المعروف وغيره من فقهاء الشافعية.


درس داود المذهب الشافعي، وتخرج على تلاميذه، وكان محبًا للشافعي مقدرا لعلمه وفقهه حتى إنه ليصنف كتابين في فضائله ومناقبه، ثم لم يلبث أن استقل بمذهب خاص به وآراء مستقلة.


المذهب الظاهري


يقوم مذهب داود بن علي على العمل بظاهر القرآن والسنة، فالمصادر الشرعية هي النصوص فقط، فلا علم في الإسلام إلا من النص الشرعي؛ ولذلك رفض القياس والاستحسان وما إلى ذلك، ولم يأخذ بها؛ ولذلك اتجه داود إلى السنة فهي البحر الزاهر الذي يجد فيه الفقيه مسعفًا، وبذلك أكثر من السنة، وكانت كتبه مملوءة بها؛ لأن فقهه هو فقه النصوص بشكل عام، وفقه الحديث بشكل خاص.


وقد انتهت إليه في بغداد رئاسة العلم، وصار له أتباع كثيرون، واستقر مذهبه، وكان يعقد مجالس للمناظرة داعيًا إلى فكره متجهًا بنظره إلى الكتاب والسنة وحدهما، ويعتمد على الإجماع ويبني عليه.


وأخذ على داود أنه منع التقليد منعًا مطلقًا، وأجاز لكل فاهم للعربية أن يتكلم في الدين بظاهر القرآن والسنة، حتى لقد جرأ العامة على ما لا قبل لهم به من أخذ الأحكام مباشرة من الكتاب والسنة، فتجرأ على الفقه من يحسن الفقه.


وقد اشتدت حملة العلماء على مذهب داود في حياته وبعد مماته، ولم يعتدوا بخلافه، وقالوا: إنه غير مناف للإجماع، فإن أجمع العلماء على رأي وفيه خلاف لداود وأتباعه، فلا ينافي ذلك وجود الإجماع.


ويجمع العلماء على أن داود بن علي هو أول من أظهر القول بالظاهر، فيقول الخطيب البغدادي: إنه أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفى القياس في الأحكام...".


وقد استقر المذهب الظاهري بما جاء به داود، وصار له تلاميذ وأتباع، مثل ابنه محمد، وزكريا الساجي، ويوسف بن يعقوب الداؤدي، وعباس بن أحمد وغيرهم.


مؤلفاته


وقد ترك داود بن علي كتبًا كثيرة في مذهبه، واشتملت على ما يؤيده وعلى آرائه في فروع المسائل الفقهية، مثل كتاب "الإفصاح" وكتاب الأصول، وكتاب الذبِّ عن السنة والأخبار، وكتاب الرد على أهل الإفك، وصفة أخلاق النبي، وكتاب الإجماع وكتاب إبطال القياس، وكتاب إبطال التقليد، وكتاب الإيضاح.


ويجمع المؤرخون على أن داود بن علي بصير بالفقه، عالم بالقرآن، حافظ للأثر، من أوعية العلم، له ذكاء خارق وفيه دين متين.


ابنه "محمد بن داود


توفي داود بن علي في (رمضان 270هـ= 884م) بعد أن ترك ثروة فقهية، وولدًا نابهًا هو محمد بن داود، خلفه في حلقته، وكان فقيهًا متقنًا، له بصر تام بالحديث وبأقوال الصحابة، مع ذكاء شديد، وفصاحة في اللسان، ومعرفة بالآداب، وقدرة على الجدل والمناظرة، فقام بنشر المذهب، ودعا الناس إليه، وكان يجذبهم إليه إعلاؤه لمقام السنة في الوقت الذي كثرت فيه الآراء الفقهية المذهبية.


وقد ألف محمد بن داود كتبًا كثيرة، منها "الوصول إلى معرفة الأصول"، و"اختلاف مسائل الصحابة"، وكتاب "الفرائض"، وكتاب "المناسك"، وكتاب "الانتصار من أبي جعفر الطبري"، غير أنه عُرف بكتاب "الزُّهْرة" أكثر من أي كتاب آخر، لشهرة هذا الكتاب، وما جمع فيه من نوادر، وذكر فيه من أشعار، بالإضافة إلى شعره الرقيق، وكان شاعرًا مجيدًا، حال دون الاستمرار فيه انصرافه إلى الفقه والرد على من ناظروه، والانتصار لأبيه من المخالفين لمذهبه. وتوفي محمد بن داود في (9 من رمضان 297هـ = 22 من مايو 910م)


وكان لجهود محمد بن داود وتلاميذ أبيه أن انتشر المذهب الظاهري في الشرق في القرنين الثالث والرابع الهجريين، حتى حل رابعًا بعد مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك، ولكن ذلك لم يستمر طويلاً، فقد أخذ في الاضمحلال في القرن الخامس الهجري بعد أن مكن القاضي ابن أبي يعلى المتوفى سنة (458هـ = 1066م) للمذهب الحنبلي، فزحزح المذهب الظاهري عن مكانه، وحل محله، ثم ظهر المذهب الظاهري في الأندلس في الوقت الذي خبا فيه ضوءه في المشرق، فدبت فيه الحياة على يد ابن حزم بما ألف من كتب عظيمة، من أهمها كتاب "المحلَّى" في الفقه، و"الإحكام في أصول الأحكام" في أصول الفقه. وعلى الرغم من ذلك فإن المذهب لم يكتب له الاستمرار واختفى تمامًا، ولم يبقَ له من أثر سوى ما حفظت لنا المصادر وكتب الفقه من مسائل.


هوامش ومصادر:




  • عبد الوهاب السبكي – طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو ومحمود محمد الطناحي – دار هجر للطباعة والنشر – القاهرة – 1413هـ = 1992م.
  • ابن خلكان – وفيات الأعيان – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1398هـ = 1978م.​
  • الذهبي – سير أعلام النبلاء – تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين – مؤسسة الرسالة – بيروت – 1412هـ 1992م.​
  • محمد أبو زهرة – ابن حزم حياته وعصره وآراؤه وفقهه – دار الفكر العربي – القاهرة 1978م.​
  • محمد بن داود الظاهري – الزهرة – تحقيق إبراهيم السامرائي (المجلد الأول) – مكتبة المنار – الأردن – 1406هـ = 1985م.​
باحث مصري في التاريخ والتراث.
 
التعديل الأخير:
إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
36
التخصص
علم الحديث
المدينة
البيضاء
المذهب الفقهي
ليس لي مذهب
شكر الله لكم هذا النقل الطيب..،

أما قوله:

حتى لقد جرأ العامة على ما لا قبل لهم به من أخذ الأحكام مباشرة من الكتاب والسنة، فتجرأ على الفقه من يحسن الفقه.

لعله يقصد :"من لا يحسن الفقه"

فأين قال الإمام داود هذا ؟ و ما مصدر الباحث في سوق هذا الكلام المتهافت؟

و أما قوله:

وقد اشتدت حملة العلماء على مذهب داود في حياته وبعد مماته، ولم يعتدوا بخلافه، وقالوا: إنه غير مناف للإجماع، فإن أجمع العلماء على رأي وفيه خلاف لداود وأتباعه، فلا ينافي ذلك وجود الإجماع.

فأين وجد أن العلماء شددوا حملتهم على الإمام داود في حياته، و أنهم لم يكونوا يعتدون بخلافه في حياته؟؟ و هو الذي كان يعقد مجالس للمناظرة عن منهجه -و لبث علمه- تحفل و تغص بالعلماء و النبهاء ،
و لم يكن يجرؤ على الرد على الإمام إسحاق بن راهويه إلا تلميذه الإمام داود ،


و القول بعدم الاعتداد بخلاف الظاهرية ، لم يفه به إلا قوم من الخوالف ممن لا تُعْلم لهم سابقة في العلم بالأخبار و الآثار، و الذب عن سنة النبي المختار، بل آثروا على تلك الآثار السَنية المسالك العقلية التي لم يحسنوا اقتحامها ، فاضطربوا و تحيروا في مهامهها ، كالجويني و أضرابه ، ممن يعد قوله -في جبال السنة و الأثر- طنين ذباب او صرير باب ينقضي بمضي زمانه ..،

بل هذا السبكي الصغير - و اتبعه السيوطي- لما علم شناعة و جراءة دعوى الجويني (الشوهاء البتراء) بعدم الاعتداد بخلاف الظاهرية ، عمد إلى تأويله بما يصون الجويني من وصمة الجهالة و القصور، فقال: حاشا الجويني أن يقصد بالظاهرية الإمام داود و أضرابه، بل قصده بعض متأخريهم كابن حزم و أشباهه ..،

فلم يدر السبكي الصغير أنه تلفع بثوب العار الذي رام دفعه عن إمامه الجويني ، و لله في خلقه شؤون.

فصاحبنا الباحث يحطب في ليل ديجوجي، و يسبح في بحر لجي، لا يبصرالمرمى و لا السبيل إليه ..!!!

وعلى الرغم من ذلك فإن المذهب لم يكتب له الاستمرار واختفى تمامًا

المنهج الظاهري و لله الحمد لم ينمح و لن ينمحي بإذن الله تعالى .
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
ممن لا يعتد بخلاف أهل الظاهر الإمام النووي رحمه الله فتمهل أخي قبل رميهم بما رميت

و كأني بلسان ابن حزم هنا بل لا يكاد ينفك الظاهرية من هذا اللسان للأسف !!!!
 
إنضم
28 يونيو 2008
المشاركات
36
التخصص
علم الحديث
المدينة
البيضاء
المذهب الفقهي
ليس لي مذهب
((الإمام النووي رحمه الله فتمهل أخي قبل رميهم بما رميت))

قصدي من فاه بتلك المقولة أولا ، و جلهم من متكلمة الأشاعرة الشافعية، ممن إذا طولب بحديث ، قلب عينيه و لم يحر بجواب ، فصنعتهم شقاشق كلامية و عقلية حالت بينهم و بين لزوم الأثر بأسداد، فما عرفوا طريق الرشد و السداد،

و أما النووي فإن صح عنه ما ذكرته فصنيعه يخالف قوله ، إذ برجوعك إلى (مجموعه) ستقر عينك بنقولاته عن الإمام داود ، و اعتداده بقوله ، على أنه كان أزكى و أورع من أولئك المتكلمة مع الظاهرية و إمامهم داود ، فلا يتكلم عنهم إلا بأدب و توقير..، كما أنه رحمه الله لا يد في علم الكلام، بل كان منفرا منه ..،*

((و كأني بلسان ابن حزم هنا بل لا يكاد ينفك الظاهرية من هذا اللسان للأسف !!!! ))

و أما لسان الإمام ابن حزم، فلسانٌ زاكٍ صيٍّنٌ سليمُ الجانب، حتى عيب عليه أنه لا يقارض شاتمه و منتقصه بالمثل، و لفرط طهر جنانه و لسانه و لشدة صفحه و حلمه اتهم الإمام بأن لا غيرة له على شرفه و كرامته إذا ما نال منه نائل ، و راجع ( الأخلاق والسير في مداواة النفوس)، ترى جواب الإمام على هذه التهمة ، فقد أتى بما ينسف تلك البهتية التي حبكها زاهد متصوف حيث قاس لسان ابن حزم على سيف الحجاج، فغدا يرددها كل من أشرب قلبه القياس حتى في رمي الناس بالباطل ، و الله المستعان.

نعم أخي الفاضل الإمام ابن حزم لا يستثير كوامنه إلا حق مضيع حبا للرجال و المذاهب أو بتأويل باعثه الرأي و الهوى، فتجده جاثما واقفا بصلابة و حدة أمام هذا المضيع للحق بمذاهب ألفها أو بآراء وطن نفسه عليها، و إن تذكرنا ردوده القوية القارصة، فلا ننس من جميل العبارة ، و لطيف الإشارة، ما يدل على شفقته و رحمته بالمخالف ، و يجلي لنا شدة توقيره للأسلاف و اعتذاره لهم ، و كذا ترحمه عليهم و ترضيه عنهم ، و لكن إخواننا ضربوا عن هذا صفحا ، و قالوا إنه يشنع و يتاجسر في الرد و غيره مما رموه به..، و لو أنصفوا لوجدوه أشد توقيرا للأئمة من بعض من يقلدهم ..، و الحديث عن لسان الإمام ذو شجون ..، و ليس هذا مقام التفصيل و سوق الأمثلة..،

و أما ما قلتُه عن أهل الكلام كالجويني و غيره ، أمر واقع لا يستطيع أحد دفعه ،

و أما التاج السبكي ، فقد سلك بنفسه مسلكا ضيقا، ينادي عليه..( بما يستحق ستره) ..، هل من وقف على "المحلى" يقول أن صاحبه لا يعتد بخلافه ؟؟!!

هل مثل الإمام الزاهد أبو عبد الله الحميدي و الحافظ أبو بكر ابن سيد الناس و الحافظ الرحلة النباتي و الإمام الحافظ ابن أبي مروان الإشبيلي و الحافظ الحجة ابن يربوع الإشبيلي و غيرهم كثير ، من الحفظة و نقلة الآثار و حملة السنة و الأخبار ، الذين ملؤوا الدنيا علما و صلاحا و خيرا، ممن لو أفنى التاج الدهر كله في السعي و التحصيل ما أدرك عشر مقدار أحدهم علما و حفظا و صلاحا،أمثل هاته الجبال الرواسي لا يؤبه بها و لا يعتد بقولها..؟؟!!!

و هذا ليس غريبا من مثل التاج ، فعجائبه لا حصر لها ..،أسأل الله تعالى أن يغفر لنا و له.
 
إنضم
21 مارس 2009
المشاركات
97
الكنية
أبو فهر
التخصص
متفنن
المدينة
المنصورة
المذهب الفقهي
لا أتقيد بمذهب
بل ظاهر التصرفات القديمة = الاعتداد بخلاف دواود الظاهري رحمه الله..
 
إنضم
9 فبراير 2010
المشاركات
166
التخصص
الهندسة المدنية-منهج الظاهرية في كافة العلوم
المدينة
طنطا
المذهب الفقهي
أهل الحديث (ظاهري)
بل ظاهر التصرفات القديمة = الاعتداد بخلاف دواود الظاهري رحمه الله..

يقول الأستاذ الشيخ سعيد السناري في تعليقه على فتاوى ابن الصلاح عن الإمام داود الظاهري :
((هو الإمام الحافظ الفقيه البارع امام أهل الظاهر ، أبو سليمان داود بن على بن خلف الأصبهانى الأسد الكاشر !! وهذا السؤال وصمة عار في جبين الفقه الإسلامى !! فإن داود هذا في الاجتهاد ، والاستنباط ، وسعة الحديث ، وجودة المناظرة ، والا عتصام بالدليل ليس له نظير ـ بعد أحمد وإسحاق ـ في عصره قاطبة !!وهو أعلم وأفقه وأزهد وأعبد من كل من لا يعتبر خلافه شيئا !! ممن ذكرهم المؤلف ومن جاء بعدهم وقلدهم في هذا الهذيان !! بل لم يتكلم فيه أحد أعلم منه أصلا إلا أن يكون أحمد بن حنبل !! ومقدار داود في العلم والدين يظهر من قول الحافظ قاسم بن أصبغ : ذاكرت ابن جرير الطبرى ـ انت تعرف من هو ابن جرير ؟! وابن سريج ـ وانت تعرف أيضا منزلة أبى العباس ابن سريج ؟! ـ في كتاب ابن قتيبة في الفقه فقالا : ليس بشيء !!فإذا أردت الفقه فكتب أصحاب الفقه ، كالشافعى وداود ونظرائهما ... ثم قالا : ولا كتب أبى عبيد الفقيه ) !!
كذا نقله الذهبى في سير أعلام النبلاء [13 / 102 ] وقبل ذلك قد قال الذهبى : داود بن على بن خلف الأمام البحر الحافظ العلامة ، عالم الوقت أبو سليمان ... ، وقال الخطيب في تاريخه [8/ 369 ] : كان إمام ورعا ناسكا زاهدا كثير الحديث .. ، وقال أبو عمرو المستملى : رأيت داود بن على يرد على إسحاق بن راهويه ـ وهو جبل في الحفظ والاجتهاد ـ وما رأيت احد قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له ) .
هكذا رواه الخطيب في تاريخه [8 / 370 ] بسند صحيح إلى أبى عمرو المستلمى . فمثل هذا الإمام المغوار الذى هو من محاسن الأسلام والمسلمين . تتطاول عليه ألسنه إمام الحرمين وأبى بكر الجصاص وأبى على ابن أبى هريرة والقاضى حسين ، وأبى إسحاق السفراييني ، وجماعة كثيرين !! وكل هؤلاءـ سوى الجصاص ـ لو سُئلوا البرهان في صحة حديث ـ مثلا ـ لضاقت عليهم الأرض بما رحبت !! وحسبنا الله ونعم الوكيل )) أ.هـ
ويقول أيضاً : ((...نفاة القياس أئمة حفاظ فقهاء أمثال الجبال !! لا ينعقد بخلافهم إجماع على وجه ألأرض عند من يعلم أقدارهم ومنازلهم . أما من جهل كل ذلك ، وتعامى عما هنالك !! وصار يعتبر خلاف من شاء !! ويسقط خلاف من لا يشاء !! كأن الإجماع إجماعه!!فمثل هذا لا يُنظر إليه !! ولا يعول عليه !! ومن يجهل مقدار الأئمة الظاهريين فقد سقط معه الكلام !! .)) أ.هـ
قال الإمام الشوكاني – رحمه الله تعالى - :
[وَعَدَمُ الِاعْتِدَادِ بِخِلَافِ دَاوُد مَعَ عِلْمِهِ وَوَرَعِهِ ، وَأَخْذِ جَمَاعَةٍ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْأَكَابِرِ بِمَذْهَبِهِ ، مِنْ التَّعَصُّبَاتِ الَّتِي لَا مُسْتَنَدَ لَهَا إلَّا مُجَرَّدُ الْهَوَى وَالْعَصَبِيَّةِ ، وَقَدْ كَثُرَ هَذَا الْجِنْسُ فِي أَهْلِ الْمَذَاهِبِ !، وَمَا أَدْرِي مَا هُوَ الْبُرْهَانُ الَّذِي قَامَ لِهَؤُلَاءِ الْمُحَقِّقِينَ حَتَّى أَخْرَجُوهُ مِنْ دَائِرَةِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ كَانَ لِمَا وَقَعَ مِنْهُ مِنْ الْمَقَالَاتِ الْمُسْتَبْعَدَةِ ، فَهِيَ بِالنِّسْبَةِ إلَى مَقَالَاتِ غَيْرِهِ الْمُؤَسَّسَةِ عَلَى مَحْضِ الرَّأْيِ الْمُضَادَّةِ لِصَرِيحِ الرِّوَايَةِ ، فِي حَيِّزِ الْقِلَّةِ الْمُتَبَالَغَةِ ، فَإِنَّ التَّعْوِيلَ عَلَى الرَّأْيِ ، وَعَدَمَ الِاعْتِنَاءِ بِعِلْمِ الْأَدِلَّةِ ، قَدْ أَفْضَى بِقَوْمٍ إلَى التَّمَذْهُبِ بِمَذَاهِبَ لَا يُوَافِقُ الشَّرِيعَةَ مِنْهَا إلَّا الْقَلِيلُ النَّادِرُ ، وَأَمَّا دَاوُد فَمَا فِي مَذْهَبِهِ مِنْ الْبِدَعِ الَّتِي أَوْقَعَهُ فِيهَا تَمَسُّكُهُ بِالظَّاهِرِ وَحَمَلُوهُ عَلَيْهِ هِيَ فِي غَايَة النُّدْرَةِ .
وَلَكِنْ :
**** لِهَوَى النُّفُوسِ سَرِيرَةٌ لَا تُعْلَمُ****].
 
إنضم
9 فبراير 2010
المشاركات
166
التخصص
الهندسة المدنية-منهج الظاهرية في كافة العلوم
المدينة
طنطا
المذهب الفقهي
أهل الحديث (ظاهري)
أما من يزعم أن فقه الظاهرية لم يعش لأنه ليس فيه قياس يفي بالمستجدات والنوازل نقول :
المقاييس ووجوه النظر التي يفخر بها المخالفون تركها الظاهريون رغبة عنها لا قصوراً في فهمهم عن تصورها ، ولا عجزاً في مواهبهم عن ابتكارها ، لأنهم بسبيل تحرير المفهوم الشرعي فقط ولو كانوا بسبيل تمرين الذهن بالأعيب القياس أو في سبيل إشباع الثقافة البشرية بالآراء البشرية المولدة لما شق احد غبارهم ، بل هم رواد علماء المسلمين في تحرير نظرية المعرفة التي يميز بها معرفة الشرع عن المعارف الدنيوية .
وكذا في عمومات النصوص ما يفي بكل حوادث الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال داوود (عمومات الكتاب والسنة أغنتنا عن القياس و البخاري له مقالة قريبة منها
ووجود الاستصحاب والدليل https://feqhweb.com/vb/threads/1478
يكفي للحكم على جميع الحوادث إلى يوم القيامة لأن خالق الحوادث هو من أنزل الوحي من الكتاب والسنة ونص على أنه ((تبياناً لكل شئ))
 
أعلى