منيب العباسي
:: متخصص ::
- إنضم
- 17 يناير 2010
- المشاركات
- 1,204
- التخصص
- ----
- المدينة
- ---
- المذهب الفقهي
- ---
بسم الله الرحمن الرحيم
الغالب في الناس اليوم هو التخصص..
وهو مغاير للتخصص عند الأقدمين,نعم ألئك تجد فيهم من بزّ في فن معين, لكنه من باب انصراف همته في آخر المطاف لا أنه بدأ حياته العلمية بقصر نفسه على هذا إذ العلوم الشرعية إخوة لعلات وهي متداخلة جداً,والتخصص البحت لا يصنع عالماً متقناً.
ترى كثيرا من طلبة العلم يصرف الزمان الطويل
في محاولة الكشف عن اللائق به المتسق مع جبلته
ثم لا يقف على حقيقة ما يريد..فتراه حيران..وقد ينتهي إلى نتيجة غير دقيقة مفادها أنه متفنن بطبعه..ولهذا لم يستقر على قرار في هذا الشأن..
وهاك شيئا من الملامح اليسيرة تعين المبتدئين من أمثالي على مقاربة معرفة ما خلقه الله في النفس..فكلٌ ميسر لما خُلق له..
-السمة البارزة في أهل الفقه..براعة الاستنباط والقدرة على استخراج الأحكام والمهارة في استعمال القياس الصحيح..وفي ذلك يتنافسون
قال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم"
-والسمة البارزة في أهل الحديث القدرة على الحفظ..والربط بين المحفوظات
حتى إذا استوفى أحدهم طرق الحديث..ميّز الصحة من الضعف..بجمع القرائن والتواريخ والأحكام في الرجال..ومن ثم المحاكمة والخروج بنتيجة سديدة أو مقاربة..
"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع"
فكيف تعرف نفسك إن كنت من هؤلاء..أو ..هؤلاء؟
سأضرب أمثلة يسيرة لعلها تفي بالمطلوب أو بعضه:-
1-إذا أثبت الثقة زيادة..ونفاها من هو أرجح بمزيد حفظ أو كثرة عدد..
فإن كنت تميل إلى ترجيح رواية الإثبات بحجة أن المثبت مقدم على النافي..فنفسك نفس الفقيه
وإن كنت -بطبعك-تجنح لموافقة المخالفين الذين هم أحفظ..ففيك نفس أهل الحديث
وقس عليها..ولكن من الفقه أن تسلم لأهل الحديث فيما هو مختص بشأنهم فتنبه!
2-إن كنت تميل للقول بالنسخ..أكثر منك ميلا للجمع-أي بين الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض-..فربما تكون دلالة أن مخّك حديثي
ولا عكس
3-إذا كانت متعتك بقراءة كتاب نخبة الفكر أو فتح المغيث أكثر منها لدى قراءة كتاب روضة الناظر أو المحصول..فأنت بطبعك أقرب لعلم الحديث..
والحق أن هذه أوضح الأمارات
4-إذا كانت أذنك تواقة لسماع حدثنا..وأخواتها..فيروق لك أن يُذكر الحديث بسنده
دون الاكتفاء بالمتن مجردا..فقد تكون دلالة على كونك مخلوقا للحديث..
5-إن كنت مولعا بمطالعة القضايا الفقهية المعاصرة..واختلافات العلماء فيها من النوزال التي ليس فيها سلف..فأنت "مشروع" فقيه..
6-إذا كان ثمّ رجلان على ذات الدرجة من الفضل..
وكان أحدهما فقيها والآخر محدثا..فكنت ميّالا لسماع أحدهما على حساب الآخر..
دون أن يتعلق ذلك بأمور خارجة أخرى كالأسلوب وغيره..فمن كنت له أسمع..فهي آية بهذا الصدد
7-إذا قيل لك هذه محاضرة صوتية للشيخ فلان وهي مفرغة , فكنت تفضل السماع على القراءة
فأنت-ربما- أقرب للحديث من الفقه
ومن اجتمعت فيه الأمور فلم يترجح له..
فهو فقيه محدث..
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
وما سبق مجرد إشارات تعين في التنبيه إلى الملكات التي استودعها الله في عباده..ولا يلزم أن تكون قوانين صارمة مطردة
والله أعلم
الغالب في الناس اليوم هو التخصص..
وهو مغاير للتخصص عند الأقدمين,نعم ألئك تجد فيهم من بزّ في فن معين, لكنه من باب انصراف همته في آخر المطاف لا أنه بدأ حياته العلمية بقصر نفسه على هذا إذ العلوم الشرعية إخوة لعلات وهي متداخلة جداً,والتخصص البحت لا يصنع عالماً متقناً.
ترى كثيرا من طلبة العلم يصرف الزمان الطويل
في محاولة الكشف عن اللائق به المتسق مع جبلته
ثم لا يقف على حقيقة ما يريد..فتراه حيران..وقد ينتهي إلى نتيجة غير دقيقة مفادها أنه متفنن بطبعه..ولهذا لم يستقر على قرار في هذا الشأن..
وهاك شيئا من الملامح اليسيرة تعين المبتدئين من أمثالي على مقاربة معرفة ما خلقه الله في النفس..فكلٌ ميسر لما خُلق له..
-السمة البارزة في أهل الفقه..براعة الاستنباط والقدرة على استخراج الأحكام والمهارة في استعمال القياس الصحيح..وفي ذلك يتنافسون
قال تعالى"ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستبطونه منهم"
-والسمة البارزة في أهل الحديث القدرة على الحفظ..والربط بين المحفوظات
حتى إذا استوفى أحدهم طرق الحديث..ميّز الصحة من الضعف..بجمع القرائن والتواريخ والأحكام في الرجال..ومن ثم المحاكمة والخروج بنتيجة سديدة أو مقاربة..
"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع"
فكيف تعرف نفسك إن كنت من هؤلاء..أو ..هؤلاء؟
سأضرب أمثلة يسيرة لعلها تفي بالمطلوب أو بعضه:-
1-إذا أثبت الثقة زيادة..ونفاها من هو أرجح بمزيد حفظ أو كثرة عدد..
فإن كنت تميل إلى ترجيح رواية الإثبات بحجة أن المثبت مقدم على النافي..فنفسك نفس الفقيه
وإن كنت -بطبعك-تجنح لموافقة المخالفين الذين هم أحفظ..ففيك نفس أهل الحديث
وقس عليها..ولكن من الفقه أن تسلم لأهل الحديث فيما هو مختص بشأنهم فتنبه!
2-إن كنت تميل للقول بالنسخ..أكثر منك ميلا للجمع-أي بين الأحاديث التي يوهم ظاهرها التعارض-..فربما تكون دلالة أن مخّك حديثي
ولا عكس
3-إذا كانت متعتك بقراءة كتاب نخبة الفكر أو فتح المغيث أكثر منها لدى قراءة كتاب روضة الناظر أو المحصول..فأنت بطبعك أقرب لعلم الحديث..
والحق أن هذه أوضح الأمارات
4-إذا كانت أذنك تواقة لسماع حدثنا..وأخواتها..فيروق لك أن يُذكر الحديث بسنده
دون الاكتفاء بالمتن مجردا..فقد تكون دلالة على كونك مخلوقا للحديث..
5-إن كنت مولعا بمطالعة القضايا الفقهية المعاصرة..واختلافات العلماء فيها من النوزال التي ليس فيها سلف..فأنت "مشروع" فقيه..
6-إذا كان ثمّ رجلان على ذات الدرجة من الفضل..
وكان أحدهما فقيها والآخر محدثا..فكنت ميّالا لسماع أحدهما على حساب الآخر..
دون أن يتعلق ذلك بأمور خارجة أخرى كالأسلوب وغيره..فمن كنت له أسمع..فهي آية بهذا الصدد
7-إذا قيل لك هذه محاضرة صوتية للشيخ فلان وهي مفرغة , فكنت تفضل السماع على القراءة
فأنت-ربما- أقرب للحديث من الفقه
ومن اجتمعت فيه الأمور فلم يترجح له..
فهو فقيه محدث..
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
وما سبق مجرد إشارات تعين في التنبيه إلى الملكات التي استودعها الله في عباده..ولا يلزم أن تكون قوانين صارمة مطردة
والله أعلم