العِلْمُ رَحِمٌ بَيْنَ أَهْلِهِ، فَحَيَّ هَلاً بِكَ مُفِيْدَاً وَمُسْتَفِيْدَاً، مُشِيْعَاً لآدَابِ طَالِبِ العِلْمِ وَالهُدَى،
مُلازِمَاً لِلأَمَانَةِ العِلْمِيةِ، مُسْتَشْعِرَاً أَنَّ: (الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَطْلُبُ) [رَوَاهُ الإَمَامُ أَحْمَدُ]،
فَهَنِيْئَاً لَكَ سُلُوْكُ هَذَا السَّبِيْلِ؛ (وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) [رَوَاهُ الإِمَامُ مُسْلِمٌ]،

مرحباً بزيارتك الأولى للملتقى، وللاستفادة من الملتقى والتفاعل فيسرنا تسجيلك عضواً فاعلاً ومتفاعلاً،
وإن كنت عضواً سابقاً فهلم إلى رحاب العلم من هنا.

خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
ذكر لي أحد الفضلاء أنه لما سافر إلى ماليزيا وقصد مسجداً لأداء الجمعة تفاجأ بأن الإمام يخطب بطريقة غير المعتادة؛ عن طريق برنامج البوربوينت وجهاز العرض المرئي المكبر للصورة!
وهذا يذكِّرني بحادثةٍ جرت في إحدى المحافظات؛ إذ لم يسعف إمام الجمعة الحظ في إعداد خطبته؛ والناس لها قدراتها وملكاتها فلم يجد إلا أن أخذ جهازه المحمول؛ ليعتلي به منبر الجمعة؛ بديلاً عن الورق!
فلم يرعه إلا استدعاء من الجهة الإدارية بالأوقاف؛ ليستجوب ثم بعدعها يخرج قرار فصله!

الموضوع للمدارسة؛ عن مدى صلاحية خطبة الجمعة بطريقة غير الطريقة التي كان يخطب بها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟.
وهل تفوت هذه الطريقة هيبة الخطبة وجلالها؟
 
إنضم
22 يونيو 2008
المشاركات
1,566
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
أبوظبي
المذهب الفقهي
الحنبلي ابتداءا
وما حيلة من لم تسعفه ذاكرته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ؟؟!
لعل من عنده علم يفدنا في هذا ...
 

الخالدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
19 سبتمبر 2008
المشاركات
18
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
رأيت في أحد برامج قناة الرسالة و كان المعني به هو الأستاذ أحمد الشقيري ، و قد تم نقل إحدى خطب الجمعة في مدينة جدة و قد الخطيب يخطب عن ضرر الحوادث و يعرض أثناء ذلك مقطع فيديو لبعض الحوادث عن طريق شاشات و بروجكترات داخل ذلك المسجد ..
 
إنضم
23 مارس 2008
المشاركات
677
التخصص
الحديث وعلومه
المدينة
برمنجهام
المذهب الفقهي
شافعي
سورة "ق" وآيات كتاب الله فيه مخرج للخطيب إذا وقع في مثل هذه المطبات، ألا يعلم هذا الخطيب أن النبي -صلى الله عليه وسلم -كان يخطب بسورة ق، حتى بعض الصحابيات وهي أخت عمرة بنت عبد الرحمن، قالت أخذت( ق والقرآن المجيد) من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة"
فلو قرأ "ق" أو قرأ بعض الآيات ثم فسرها كان أولى به.
ثم أيضاً ومن قال أن الجهاز مأتمن، ممكن يصعد على المنبر ثم ينطفئ، وقد حصل لي مرة، لكن كان في محاضرة، بعد أن تعبت في تجميعها وترتيبها، فتحت الجهاز أمام الناس فأنطفئ ثم عدت فعاد، ولولا ما كان في جعبتي أثناء التجميع، ثم ما تعودت عليه في بعض الأحيان من كتب أحضرها معي للنقل منها مباشرة، لأمسيت في حيص ليص...
 
التعديل الأخير:

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.

الموضوع للمدارسة؛ عن مدى صلاحية خطبة الجمعة بطريقة غير الطريقة التي كان يخطب بها النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم؟.
وهل تفوت هذه الطريقة هيبة الخطبة وجلالها؟


لا، لا تصح هذه الطريقة، بل يجب أن تبقى الخطبة نظرية، وكل أنواع الحركة ممنوعة في خطبة الجمعة، ولو كانت الخطبة مكونة من فقرات لاضطر الناس لتحريك رؤسهم، والتقدم نحو العرض، ونحوه....وهذا لاشك ممنوع>>>>>>>>>>شكرا لكم لأني بهذا الجواب شعرت أنني مثل الناس..!
 
إنضم
16 ديسمبر 2007
المشاركات
153
التخصص
شريعة
المدينة
الطائف
المذهب الفقهي
حنبلي
لا شك أنها تفوت هيبة الخطبة وجلالها..

لن يبقى للخطبة هيبة بمثل هذه الأعمال !!

ثم اذا تطورت الأمور ستصبح المساجد مثل السينما .
 

الخالدي

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
19 سبتمبر 2008
المشاركات
18
التخصص
الفقه و أصوله
المدينة
الدمام
المذهب الفقهي
حنبلي
الأمر يحتاج للنقاش الفقهي لا العاطفي ، والله أعلم .
 

أحمد محمد رضا

:: متابع ::
إنضم
5 يوليو 2009
المشاركات
20
التخصص
الطب
المدينة
القاهرة
المذهب الفقهي
مبتدئ
وهل عندما تستعمل فى الدروس تذهب ببركة وهيبة مجلس العلم؟؟
وكيف يقرأ الخطيب سورة ق أمام مسلمين مغتربين فى ألمانيا ليس لهم صلة بالعلم الشرعى؟
 

أبو يوسف آل عبدالعزيز

:: مخالف لميثاق التسجيل ::
إنضم
21 يناير 2010
المشاركات
1
التخصص
أصول فقه
المدينة
جدة
المذهب الفقهي
مالكي
يظهر لي -والله أعلم- أن الموضوع من الأهمية بمكان، مما يستدعي طرحه في ندوات وجلسات شرعية من خلال المجامع الفقهية المعاصرة لتحرير وتحقيق الأمر فيه، وهذه خواطر وإضاءات بين يدي الموضوع:

- لا شك أن استخدام شاشات العرض قد يكون وسيلة في تقريب الخطبة وتحبيبها إلى الناس خاصةً في ظل الواقع المتطور المعاصر، ولكن ينبغي قياس مقدار المصلحة المتحققة بالمفسدة المتوقعة، وتخريج الحكم بناء على ذلك.

- لا ينبغي التحجج برتابة واقع الخطب اليوم وإملالها على تسويغ البوربوينت في الخطبة، بل ينبغي أن يُدرس الأمر من ناحية فقهية ابتداءً، ثم تُذكر هذه النقطة كقرينة استئناسية لا كدليلٍ وحجةٍ أساسية، إذ لو ثبت من جهات واضحة تحريمه فإن الغاية لا تبرر الوسيلة.
كما أنه يمكن أن يُدعى الأئمة والخطباء إلى تحسين واقع الخطب اليوم بإعطائهم دورات في التحضير والإلقاء، وإحالتهم إلى المراجع والمصادر التي سيكون لها دورها كذلك في جعل خطبة الجمعة مواكبةً للواقع، جالبةً للأسماع والقلوب، وبالتالي تكون أكثر نفعاً وتأثيراً.
هذه نقطة أؤكد عليها لأني وجدت البعض يتحدث عن البوربوينت باعتباره الوسيلة الوحيدة التي سترقى بواقع الخطبة اليوم وتخرجها مما فيه، وأظن أن كثيراً منا قد حضر دورات ودروس اُستخدم فيها البوروبوينت ولم يكن هناك أمل منها، فالعبرة ابتداءً بالتحضير والأسلوب وعنوان الموضوع، ومدى ملاءمته للجمهور المتلقي.

- رأيت بعض من يفتي بجواز مثل هذه الخطب يستدل بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد قرب المعلومة للناس باستخدام الرسم (وهو ما يوازي العروض اليوم)، وذلك كما في حديث: ((خط النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً))، وبدهي أن يتبادر إلى ذهن كل واحد منا أن هذا لم يكن في الخطبة، والتوسع في استخدام الوسائل خارج الخطبة لا إخال أحداً ينكره، ما لم تخرج عن حدودها الشرعية.

- لست مع التوسع في إعمال قاعدة (سد الذرائع)، ولكن لا بد أن نقر أن ما يُروِّج له البعض اليوم من المبالغة في (فتح الذرائع) أمر مرفوض كذلك، وهذا ما سيجعلني أتساءل:
1) هل استخدام البوربوينت في الخطبة قد يكون مدعاة لاحتوائه على خلفيات موسيقية في الغد القريب من قبل من يرى جواز ذلك، وحتى على القول بجواز المعازف فهل المساجد محل لمثل هذا؟
2) ما حكم اشتمال عرض البوربوينت على صور ذوات أرواح، مرسومة باليد؟
3) ما حكم اشتمال عرض البوربوينت على عروض فيديو متحركة؟
4) هل يسوغ للخطيب عند عودته من رحلة دعوية إلى أوروبا أو أمريكا مثلاً، ويريد أن يخطب عن تجرته الدعوية هناك، أن يجعل العرض مصاحَباً ببعض المشاهد واللقطات؟
5) إذا مرت بأحد هذه المشاهد امرأة حاسرة عن شعرها فما حكم عرضه؟
6) هل يجوز أن يسكت الخطيب لمدة 3 دقائق متواصلة أثناء الخطبة، ويتجه هو والمأمومون صوب الشاشات ليشاهدوا المقطع ثم يواصل خطبته؟
7) ألا يستدعي إقرار عروض البوربوينت أثناء الخطبة مراقبة شديدة على المساجد من قبل وزارات الأوقاف حتى لا تخرج الخطبة عن مضمونها وشكلها السائغ، وألا تتفقون معي أن كثيراً من الاجتهادات الفردية من قِبل بعض الخطباء قد تؤدي إلى إفقاد الخطبة روحها ومقصدها.

* أسئلة كثيرة واستشكالات غريبة لا أزعم أني من خلالها أود البت والقطع في الموضوع، ولكني أردت أن أوضح أنه يستدعي بحثاً واهتماماً ليس بالسهولة التي يريد أن يطرحه البعض من خلالها: (الخطب تطفش، وتعالوا نحط بوربوينت حتى نجددها، وسيبونا من المتشددين).

اللهم أرنا الحقَ حقاً وارزقنا اتباعه، والباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تلبس ذلك علينا يا ربنا فنضل.
 

مجتهدة

:: متميز ::
إنضم
25 أبريل 2008
المشاركات
931
التخصص
فقه وأصول..
المدينة
000000
المذهب الفقهي
حنبلية على اختيارات الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-.
استعمال التكنولوجيا في «خُطبة الجمعة» نازلة مستجدة.

استعمال التكنولوجيا في «خُطبة الجمعة» نازلة مستجدة.

في ظل وسائل التكنولوجيا الحديثة دعت أصوات باستخدام تلك الوسائل في بعض العبادات والشعائر الدينية، ومنها: خُطبة الجمعة، حيث كانت الدعوة باستخدام خطيب الجمعة وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل الكمبيوتر، وشاشات العرض الكبيرة أثناء خُطبته كوسائل إيضاحية في الموضوعات التي تمثل فيها الصورة جانباً مؤثراً، فيعرض خُطبته ببعض الوسائل، مثل: «باور بوينت»، أو «فلاش» وغير ذلك.
هذه الفكرة لاقت انقساماً بين الفقهاء والعلماء، فمنهم من رأى أن استعمال تلك الوسائل لا يتعارض مع مبادئ الإسلام وتعاليمه، وليس هناك مانع شرعاً من استعمالها، غير أن فريقاً آخر رأى أن هذه الفكرة غريبة عن منهج الإسلام، ولا يقبلها خاصة في مجال العبادات.
بينما أصر المانعون على عدم الجواز، مؤكدين أن الخُطبة لها آداب لا يمكن الخروج عنها، مقترحين أن تظل الخطبة على وضعها، وأن تتم الاستفادة من تلك الوسائل فيما يسمى بـ«الدرس» بعد الصلاة.

أدلة المانعين :
وقد استند المانعون لفكرة استعمال الوسائل الحديثة في خطبة الجمعة إلى عدد من الأدلة، من أهمها:
أن استعمال مثل هذه الوسائل يتنافى مع الخشوع في الصلاة، كما قال تعالى: (قّدً أّفًلّحّ پًمٍؤًمٌنٍونّ (1)الَّذٌينّ هٍمً فٌي صّلاتٌهٌمً خّاشٌعٍونّ (2))(المؤمنون)، ويبني على ذلك الدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن هذه الوسيلة ضررها أكبر من نفعها؛ لأن شاشات العرض تتنافى مع الخشوع في الصلاة؛ وهو من مقاصد الصلاة.
ويرى الدكتور محمد الأحمدي أبو النور وزير الأوقاف المصري الأسبق؛ أن استعمال هذه الوسيلة نوع من الإسراف، وأن الأولى صرف الأموال إلى احتياجات المساجد كالفرش، والتنظيف، والإصلاح، والترميم، فهذا أهم ألف مرة من استخدام وسائل التكنولوجيا التي قد تجعل قبول صلاة الناس في خطر.
كما استند المانعون إلى أن مثل هذه الأمور قد تحدث لغواً من خلال توجيه بعض الأسئلة للإمام أثناء الشرح، وقد جاء في السنة أن من لغا فلا صلاة له حتى لو كان يقول لمن بجواره «صهٍ» (وهي كلمة صغيرة)، فما بالنا بمن يدخل في حوار مع الإمام، وقد يحدث خلاف، أو حتى مشادة بين الخطيب وبعض المصلين ولا نضمن رد فعل البعض أثناء الاختلاف؛ مما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة التي ينبغي إبعادها عن المساجد على وجه الخصوص؛ ولهذا فإن من يدعو إلى ذلك ينطبق عليه قوله تعالى:( يّدًعٍو لّمّن ضّرٍَهٍ أّقًرّبٍ مٌن نَّفًعٌهٌ لّبٌئًسّ الًمّوًلّى وّلّبٌئًسّ العّشٌيرٍ) (13الحج).
وإذا كان هذا الاقتراح قد وجد رفضاً من بعض العلماء، فإنه قد لاقى قبولاً وتشجيعاً من عدد من الفقهاء، ورأوا أنه مباح شرعاً، ومنهم الدكتور محمد المختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله سمك رئيس قسم الأديان بكلية الدعوة جامعة الأزهر، والدكتور محمد فؤاد البرازي رئيس الرابطة الإسلامية في الدنمارك.

أدلة المجيزين :
واستند المبيحون لاستخدام الوسائل الحديثة في خطبة الجمعة إلى عدد من الأدلة، أهمها: أنه ليست هناك مخالفة شرعية في استخدام تلك الوسائل، وأن خطبة الجمعة كلام شفوي يوجهه الخطيب إلى مستمعيه؛ بهدف استمالتهم والتأثير فيهم وحملهم على ما يراد منهم من العلم والمعرفة، ومن حقه استخدام الوسائل التي يراها تحقق له هذا الهدف، منها الوسائل التكنولوجية، مثل الكمبيوتر وشاشات العرض؛ لأنه لا يوجد شرعاً ما يدل على النهي عن استخدام تلك الوسائل الحديثة.
كما استندوا إلى أن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم في الخطابة كان يصور الكلمات بشكل مجسم ومؤثر؛ من التغيير في صوته، ومن الخفض والرفع، واستفهاماته، واستفساراته، واستخدام الصور البيانية المؤثرة؛ بل إنه كان يصحب معه عصاه يتكئ عليها ويمسك بها، وربما أشار بها، وكان في صلاة الاستسقاء يحول ثيابه يميناً ويساراً حتى تبدو الكلمة كأنها إنسان يتحرك أمام الناس.
كما يستندون إلى أن استعمال تلك الوسائل من البدع الحسنة، ودلالة على مرونة الشريعة التي تصلح لكل زمان ومكان، وأن أتباعه لا يعيشون بمعزل عن عصرهم. وأن استعمال تلك الوسائل يدعم خطبة الجمعة، وقد قرر الفقهاء أن الوسائل تأخذ حكم المقاصد، وأننا لسنا محصورين في وسائل بعينها.
كما أن هناك من المجتمعات ما يتناسب معها تلك الوسائل الحديثة، وأنها تؤثر أكثر مما يؤثر فيها الكلام المعتاد، وكل هذا مع الالتزام بآداب المسجد.

استخدامها في الدروس :
ومن العلماء من أجاز استعمال الوسائل الحديثة في الدروس وفي القضايا التي تحتاج لهذا فقط، والتي يكون فيها حماية للأمة من الأمراض الجسدية، والنفسية، والاجتماعية الخطيرة، مثل الإيدز، والاكتئاب، والانتحار، والإدمان، وغيرها، وأن تقسم الخطبة إلى جزأين، جزء اعتيادي، وجزء للشرح والإيضاح، وأن يقسم الخطيب خطبته إلى جزأين: الأول شرعي، ويتم تناوله في الخطبة التي يمكن أن تكون في حدود ربع ساعة، ثم يتم تناول الموضوع من الناحية العلمية في الدرس الذي يمكن أن يأخذ فيه الإمام والمصلون واقتاً واسعاً في الحوار، دون أن يكون هناك أي مأخذ شرعي.. وللعلم، فإن الخطيب الذي يستخدم وسائل العرض الإلكترونية ينبغي أن يكون الحديث في اتجاه واحد، ولا يتم الاستماع إلى آراء أو أسئلة المصلين إلا في أضيق الحدود وبصفة استثنائية.، وهو ما مال إليه الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور صبري عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.

صحة الصلاة :
وإذا كان عدد من الفقهاء يمنع استعمال تلك الوسيلة، فإنهم يرون صحة الصلاة معها، كما يذهب لذلك الدكتور صبري عبد الرؤوف وغيره.
وفي ظني أنه يمكن الإفادة من تلك الوسائل الحديثة على وجه يحفظ طريقة خطبة الجمعة التي سارت عليها الأمة، فيكون الإفادة من خلال النقل، بحيث يمكن أن تكون هناك شاشات عرض لمن لا يرى الإمام، وخاصة في بعض المساجد التي لا يمكن لكل الناس أن ترى الإمام يخطب، بحكم أن الرؤية لها أثر، أما استعمال بعض أدوات الشرح والإيضاح، فهي أكثر قبولاً في الدروس حتى تكون هناك مساحة من التجاوب بين الإمام والمأمومين، وأن يفسح المجال لمن يريد الاستفسار، وأن تبقى خطبة الجمعة كما كانت السنة على عهد رسول الله إلى يومنا.

موقع علماء الشريعة..
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

القاعدة الأولى في ديننا الحنيف أن العبادة توقفيية و الأصل فيها التوقف حتى يأذن الله فيها

القاعدة الثانية أن الأصل في الأمور الدنوية الإباحة حتى يرد الأمر بالحظر



خطبة الجمعة عبادة و العبادة لها قيود وضعتها الشريعة فأي احداث في الجمعة لم يرد به الشرع مردود شرعا لقول الرسول عليه الصلاة و السلام من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد و على هذا أي استعمال لآلات حديثة في ذات العبادة و من غير أصل شرعي محظور شرعا أما ما دعت إليه الضرورة فالضرورة تقدر بمقاديرها و من هذه الضرورات كتابة الخطبة في الورق مثلا أو وضع مكبرات الصوت.

قد يقول قائل أن القراءة من الكمبيوتر كالقراءة من الورق فأقول لابد من التنبه إلى أمر هام و هو أن قياس فرع على فرع في خطأ أصولي , القياس لا يكون إلا على الأصل فالورق ليست له اباحة أصلية في الخطبة حتى نقيس عليه الكمبيوتر ، خطبة الجمعة عبادة و العبادة الأصل فيها التوقف و من المعلوم أن خطبة الرسول عليه الصلاة و السلام كانت ارتجالية فوجود الاجماع السكوتي اليوم على الخطبة من الورق إنما دعت اليه الضرورة - أو الأصح الحاجة العامة التي تقوم مقام الضرورة لإنتشارها - و ذلك لصعوبة الخطبة الارتجالية على الكثيرين و عدم تحقيق غاية خطبة الجمعة و هي وعظ المسلمين لكن كما قلت سابقا الضرورة تقدر بمقدارها فاباحة أكثر من الورق كالكمبيوتر و البوربوينت هي استرسال في تقدير مقدار هذه الضرورة و يخرج الخطبة عن كيفيتها بتغيير شديد فالإمام بدل الاعتلاء على المنبر ينظر إلى الشاشة و يشرح عبرها أو يحمل الكمبيوتر بكلتا يديه و بدل انصات المأمومين يحل تشثث الذهن و الاستغراب فبعد هذا ما الذي سيبقى من كيفية الخطبة فمن يسترسل في ادخال هذه التقنيات سيسترسل في أمور أخرى فقد توضع كراسي في المسجد فما المانع لو استرسلنا في المقاصد و قلنا أن الجلوس فوق المقاعد أريح و يزيد في استيعاب الحاضرين لما يقوله الإمام !!! لو سلكنا هذه الطريق لم يبقى من تشريعنا شيئ.


السؤال المهم الذي يحل كل هذا الإشكال هو ما الذي يعتبر توقيفيا في صلاة الجمعة و ما هو الغير توقيفي ؟ الأصل كما قلت أن الجمعة عبادة و كلها توقيفية و نحن ملزمون باتباع سنة نبينا صلى الله عليه و سلم فيها إلا ما اثبت الدليل على أنه ليس من أصل العبادة و على ذلك اعتبار بعض من كيفية الجمعة داخل في الوسائل و ليس في أصل العبادة كاللغة العربية مثلا يحتاج دليلا لأن الأصل هو قول الرسول عليه الصلاة و السلام صلوا كما رأيتموني أصلي.

من أجل ذلك كان تقديم خطبة العيدين على الصلاة خلاف السنة و كانت الصلاة بغير العربية ممنوعة شرعا و كان الآذان بغير العربية ممنوع و ان كان سيحقق الغاية المرجوة و هو اعلام المصلين بالصلاة .

لذلك كان الخلافات القديمة في مثل هذه الأمور حكم خطبة الجمعة بغير العربية فقد تردد الفقهاء بين الجواز و المنع و اختار بعضهم القول الأوسط و هو الجواز إذا دعت الضرورة لذلك.

كذلك نجد قولا ببدعية المنابر التي تفوق عدد درجاتها الثلاث و ذلك اعتبارا بأن عدد درجات المنبر توقيفيا.

لو تأملنا في هذه المسألة لا نجد الا ضابطا واحدا و هو الضرورة و ذلك لصعوبة تحديد ما هو غير توقيفي في الجمعة لذلك القول الأقرب للصواب عندي و الله أعلم أن لا يحدث أمر في هذه العبادة الا ما دعت الضرورة المعتبرة إليه و تقدر هذه الضرورة بمقد
ارها فعلى هذا قد يخطب الإمام بلغة القوم ان كانوا لا يفهمون العربية لكن مع الحفاظ على أصول الخطبة بالعربية و قد يقرأ الإمام من ورقة او ما شابه مما هو خفيف و لا يغير في شكل الخطبة أو يشوش على الناس و توضع مكبرات الصوت على أن لا ترفع إلى حد التشويش على من هو خارج المسجد و تصنع المنابر على أن لا يخرج حجمها على غير المحتاج اليه فتصبح منصات أو ما شابه.

اعمال مقاصد الشريعة امر لابد منه لتحقيق المصلحة لكن لابد أن تكون هذه المقاصد مضبوطة بضوابط و أن لا تلغي النص الأصلي و كل مقصد غير مضبوط لا يمكن اعماله.

فالمستقرئ لأحكام الشريعة يجدها تنيط الأحكام بما هو منضبط لا بما هو المقصد الأصلي فالمسكر حرام قليله و كثيره و ان كانت الحكمة من ذلك الحفاظ على العقل فالمسكر القليل لا يغيب العقل لكن رغم ذلك منعته الشريعة و ذلك لجعل المنع منضبط
ا لأن مقدار المسكر الذي يغيب العقل يختلف من شخص لآخر و لو تركت الشريعة الحكم مناطا بالمقصد الأصلي لما انضبط , كذلك الإفطار في رمضان للمسافر، الحكمة منه ازالة المشقة لكن المشقة أمر غير منضبط و لو تركنا الحكم مناطا بها لأدعى كل أحد المشقة لذلك أناطت الشريعة ذلك بما هو منضبط كالسفر و الحمل و الكبر و المرض .


عودة إلى خطبة الجمعة ، كما قلت الأصل أنها عبادة و العبادة توقيفية و في هذه العبادة قيود توقيفية محضة كعدد الركعات و عدد الخطبتين و يوم الجمعة و هناك ما هو غير ذلك كلغة الخطبة و ربما كيفيتها و من بعض مقاصد صلاة الجمعة الاجتماع و الوعظ و التذكير فهل هذه المقاصد تقدم على الكيفية أم أن الكيفية توقيفية بغض النظر عن المقصد الأصلي و ان كان غير متحققا ؟

كما قلت سابقا اعمال المقاصد لابد منه لكن لذلك شروط منها عدم تغيير النص الأصلي و ايجاد الضابط فلا يمكن اعمال هذا المقصد دون ضابط و إلا لأسترسنا في ذلك و لغيرنا صفة الجمعة الأصلية فتصبح أشبه بالمحاضرات منها بالعبادة.

لذلك الأحوط هو عدم الخروج عن الضرورة فلا تعمل هذه المقاصد إلا بمقدار ما يكفي لتحصيلها حفاظا على العبادة الأصلية.

و لو قلنا أنه من سد الذريعة أيضا عدم ترك الأمر مفتوحا لصح ذلك فلو فتح المجال لغيرت كل جماعة صلاة الجمعة بما يستحسنونه فمنهم من سيصليها في القاعات الكبيرة بدل المساجد لأن المساجد لا تتسع ( هنا من يفعل ذلك في صلاة العيدين لكن لصلاة العيد أصل في ذلك و هو الصلاة في المصلى بدل المسجد ) و منهم من سيضع الشاشات و الأفلام لتبليغ المواعظ و منهم من سيحاول تغيير يومها للأحد لتعذر اجتماع المسلمين يوم الجمعة و غير ذلك من الأمر التي تخرج الجمعة عن كيفيتها التي علمنا اياها الرسول عليه الصلاة و السلام.

الإحداث في الدين أمر خطير فتذكروا ذلك ، اقتصاد في سنة خير من احداث بدعة و كلما قل التغيير في مثل هذه الأمور كان أفضل.

لما أراد عبد الملك أن يعيد بناء الكعبة على ما بناه ابن الزبير ، استشار الإمام مالك في ذلك ، فنهاه خشية أن تذهب هيبة البيت ، ويأتي كل ملك وينقض فعل من سبقه ، ويستبيح حرمة البيت.


نسأل الله الهداية و التوفيق إلى الصواب
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
ين الإجازة والرفض
(اللاب توب) و(البروجكتور) وشاشات العرض الكبيرة.. في صلاة الجمعة!


الرياض - خاص بـ (الجزيرة)

خطبة الجمعة أكثر الوسائل الدعوية تأثيراً في المسلمين؛ فهي جزء من الصلاة المفروضة، ومن صحتها أن يسمع المسلم للخطبة، وينصت ويخشع، ولا يجوز أن يتحدث مع غيره، أو ينصرف عنها.

ولأهمية خطبة الجمعة يرى البعض ضرورة الاستفادة من الوسائل الحديثة في تفعيل دورها، مثل جهاز الكمبيوتر، أو شاشات العرض الكبيرة، أو الوسائل الإيضاحية أثناء الخطبة، ولكن هناك من يتحفظ على استخدام هذه الوسائل. والسؤال: هل استخدام خطيب الجمعة (اللاب توب، أو جهاز الكمبيوتر) في خطبة الجمعة في توصيل رسالته الدعوية للمصلين يجوز، أم أنه يصرف الناس عن المتابعة للخطبة؟ وإلى أي مدى يمكن استخدام التقنية الحديثة في توصيل خطبة الجمعة لأكبر عدد من المصلين؟ وهل استخدام شاشات العرض الكبيرة له أهمية في توصيل رسالة الخطيب، في ظل الأعداد المتزايدة من المصلين؟

بديلاً عن الورقة

في البداية يؤكد د. أحمد بن نافع المورعي - إمام وخطيب جامع عبد الرحمن فقيه بمكة المكرمة - أن الأصل في خطبة الجمعة أنها موعظة وتذكير، وقد جاءت السنة النبوية بتقصير الخطبة، وتطويل الصلاة، وأخبر رسول الهدى أن من فقه الإمام والخطيب قصر خطبته وطول صلاته، فهي فرصة لتقوية الجانب الإيماني والتذكيري للمسلمين من أسبوع إلى أسبوع.. وما دام الأمر كذلك، فلا أرى أي داع لاستخدام جهاز العرض (البروجكتور) في عرض رسوم توضيحية؛ لأن ذلك سيشوش على المصلين، وسيطول الخطبة، وسيكثر من العبث (ومَن مس الحصا فقد لغا ومَن لغا فلا جمعة له).

أما بالنسبة إلى استخدام جهاز (اللاب توب) فلا مانع منه إذا احتاج إليه الخطيب؛ لأنه بديل عن الورقة التي يخطب منها، وأقترح على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تقوم هي بوضع أجهزة الكمبيوتر في منابر الجمعة، كما هو حاصل في دول الخليج بجوارنا.. وبالنسبة إلى استخدام شاشات العرض فإن كانت الحاجة تدعو إليها فلا بأس في المساجد الكبيرة جداً، وفي الأفنية خارج المسجد؛ ليشاهد المصلون الخطيب، ويسمعوا صوته.

فتوى شرعية

ويشير د. توفيق بن عبد العزيز السديري - وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد - إلى أن خطبة الجمعة عبادة، وقد ذكر بعض الفقهاء أنها بديلة للركعتين في صلاة الظهر، وما يتعلق بالتطوير في هذا المجال يحتاج إلى فتوى شرعية.. فلا بأس من استخدام مثل هذه التقنيات في المحاضرات والندوات، وأما في خطبة الجمعة فالأمر يحتاج إلى مزيد من العناية، والتأمل من الناحية الشرعية، وإذا وجد أنه ليس هناك محظور شرعي، فالوزارة ستبادر إلى كل ما من شأنه خدمة عمار بيوت الله وخدمتها أولاً وأخيراً.

مفاسد كثيرة

ويقول د. خالد بن عبد الله المزيني - أستاذ الفقه المساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن: هنا مبدأ ينبغي أن نتذكره دائماً فيما يتعلق بشعيرة الصلاة وما يتصل بها من العبادات كخطبة الجمعة، وهو أن الشارع الحكيم قصد إلى الحفاظ عليها وإبقائها على النمط الأول الذي كانت عليه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو نمط يميل إلى التيسير والتبسيط، والبُعد عن وجوه التكلف والمبالغة والتعقيد، وقد قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}، وقال عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) هذه رواية البخاري، ولفظ مسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولا يعرف التاريخ البشري خطبة أعظم ولا أجل ولا أبلغ تأثيراً من خطب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك كانت خطباً سهلة سمحة، خالية من التعقيد اللغوي والأسلوبي، بعيدة عن تكلفات المتكلفين. وهذا النمط الفطري هو سر عظمة هذه الشريعة المباركة وبقائها، ولهذا أرى أن المحافظة على رسوم الخطبة التي تركنا عليها خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام هو الواجب واللائق بخير أمة أخرجت للناس.

ولا يفهم من هذا أن دين الإسلام يتعارض مع الأخذ بالنافع من التجارب الإنسانية في مجالها اللائق بها، بل إن هذا هو المطلوب، ولكن ليكن في مساقه الصحيح، ونحن نستخدم وسائل مثل: شرائح العرض (الباوربوينت) والعرض الرأسي (البروجكتر) وغيرها، في المحاضرات والدروس الأكاديمية، وفي الدورات التدريبية، وهي وسائل مفيدة جداً في تقريب المعلومة وتفهيمها للمستمعين. ومن النافع جداً كذلك أن يستخدم الخطيب تقنيات الحاسب في مرحلة ما قبل إلقاء الخطبة، كتجهيز عناصرها، وإعداد مضمونها، وطباعتها على الورق إن لزم الأمر، كما أنه يمكن الإفادة من هذه التقنيات في الترجمة الفورية للخطبة لغير الناطقين بالعربية، وهذا بالطبع استثناء من الأصل المشار إليه آنفاً، لداعي الحاجة الملحة، ولأنه لا يمكن تحصيل المصلحة المتحققة به بوسيلة أخرى أفضل منه، بخلاف عرض الخطبة للناطقين بالعربية، فإنه يمكن أن تحصل مصلحة التفهيم بأن يجتهد الخطيب في إعداد الخطبة ويحسن إلقاءها بطريقة تضمن تقبل المستمعين لها، وحبذا لو قامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بتقديم دورات حثيثة لتزويد الخطباء بمهارات التواصل الأمثل مع جمهورهم؛ لضمان إتقانهم الدور المطلوب منهم.

بيد أن إقحام الوسائل التقنية الحديثة في عرض خطبة الجمعة فضلاً عن كونه محفوفاً بمفسدة التكلف المشار إليها آنفاً، فلا يخلو من مفاسد أخرى كإشغال المصلين بملاحظة العروض الإلكترونية بألوانها الزاهية عن متابعة المعاني الدينية والمواعظ الإيمانية التي هي روح الخطبة وحياتها، ومنها اشتغال الخطيب بالانتقال من شريحة استعراضية إلى أخرى، عن ضبط الخطبة بألفاظها وسياقها وتسلسل أفكارها، ووظيفة الخطيب أن ينشغل بالخطبة لا عنها، وقد ورد في الحديث المتفق على صحته عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: (إن في الصلاة شغلاً)، وفيما يتعلق بالخطبة الإقبال عليها بخاصة، وترك الانشغال عنها، ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (مَن مس الحصى فقد لغا)، والعلماء يجعلون الخطبة نظير الصلاة، والعكس صحيح، فيما يتعلق بترك الانشغال عن كل واحدة منهما، وانشغال المرء عن صلاته وخطبته قد يبطل أجرها إذا كثر، وقد ينقص أجرها إذا كان يسيراً، والله تعالى أعلم.

التأصيل للأمر

ويرى د. فهد بن عبد الرحمن اليحيى - أستاذ الفقه المشارك بجامعة القصيم - ضرورة تأصيل عملية استخدام التقنية في خطبة الجمعة؛ لتمثل قاعدة يمكن الانطلاق منها في هذا الموضوع وغيره؛ لأن هذه الوسائل هي من وسائل الدعوة والتعليم، فإن الأصل فيها الإباحة ما لم يظهر فيها محذور شرعي، ولعل في قصة حفر الخندق مثلاً ما يدل على هذا الأصل؛ إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على سلمان هذه الفكرة وإن كانت من الكفار؛ إذ هي وسيلة من وسائل الجهاد فأخذها، كما أنه اتخذ المنبر بعد أن كان يخطب على الأرض، والشواهد كثيرة.. لذا لم يتردد الصحابة رضي الله عنهم في الاستفادة من الوسائل التي استجدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أعظم ذلك جمع القرآن في مصحف واحد وتعميمه على الآفاق.

وكذلك بدء التدوين للسنة النبوية الشريفة، ثم تلا ذلك عصر التابعين حيث توسع التدوين وبدأت الكتب تظهر مع أن الحفظ كان هو المعتمد في التعلم والتعليم، إلا أن هذا لم يمنعهم من الانتقال إلى مرحلة الكتب والتحدث منها مباشرة بدلا من الوسيلة الأولى (الحفظ) فأصبحا وسيلتين جنباً إلى جنب.

وهكذا تنوعت الوسائل فجاءت مرحلة المدارس التي لم تكن معروفة قبل؛ إذ كان تعليم العلم في المساجد، إلى أن ظهرت الطباعة قبل حوالي قرنين وكانت بدائية ثم تطورت إلى ما عليه الآن، وظهر بعدها الحاسب الآلي وتطورت استخداماته بشكل كبير ومتسارع، وهكذا الشبكة المعلوماتية (الإنترنت).

إزاء ذلك كله فإن الداعية والخطيب وطالب العلم والمعلم لا ينبغي أن يكون بمنأى عن كل ذلك، بل عليه الاستفادة من كل ما هو متاح من الوسائل بما يخدم هدفه؛ لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوع في أساليبه وطرائق عرضه فتارة يلقي المعلومات على الصحابة رضي الله عنهم إلقاء، وتارة على هيئة استفهام (أتدرون من المفلس؟)، فربما أجاب نفسه وربما استمع إلى بعض إجاباتهم ثم صححها وربما قام وتركهم ليتحاوروا فيما بينهم ثم يرجع فيبين لهم (كما في قصة السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بلا حساب)، وتارة يربط حديثه بحركة توضيحية (فذكر النار ثم أعرض وأشاح) أو رسم يدل على المعنى حين خط في الأرض خطاً مستقيماً ورسم حوله خطوطاً صغيرة.. وكذلك حين رسم خطاً وحوله مربع لبيان الأمل والأجل، وتارة يتحرك أثناء الخطبة كما علمهم مرة الصلاة على المنبر فقام عليه وركع ثم تأخر عنه وسجد من أجل أن يراه الجميع ليتعلموا كيفية الصلاة، وتارة يقطع الخطبة لتعليم جاهل حين جاءه سائل وكان يخطب فقطع خطبته وأتى بكرسي فجلس عليه لتعليمه ثم رجع وأتم خطبته، وشواهد هذا التنويع في الأساليب والوسائل كثيرة في السُّنة، ولعلها تفرد بموضوع.

وبذلك تكون الرؤية اتضحت، وهي أن الأصل مشروعية الاستفادة من كل وسيلة تعين على المقصود، غير أن مما يجب ملاحظته أن استخدام تلك الوسائل مهما كانت حديثة ليس مقصوداً بذاته بل المقصود أن يفقه الناس عن الخطيب خطبته ويستوعبوها؛ لهذا فإن بعض الوسائل ربما لا تحقق المقصود بل ربما أضعفته؛ حيث ينشغل الخطيب بها وينشغل الناس عن التفاعل مع الخطبة، وربما كان لها تأثير على سُنّة الخطبة وهي الإيجاز.

لذا ينبغي التعاطي مع كل ذلك باعتدال وحكمة وبُعد نظر حتى لا تتحول الخطبة إلى مهرجان. إذاً المقصود منها كلمات يسيرة تعظ الناس وتوجههم في حياتهم.

كما أن بعض تلك الوسائل قد يصلح لموضوع دون آخر، ومن الحكمة كما قال علي رضي الله عنه: (حثوا الناس بما يعرفون)، فلا ينبغي مواجهة الناس مباشرة بما قد يستنكرون؛ لأنهم لم يعتادوا عليه، فمن أراد استخدام وسيلة ما فعليه تهيئة الناس لتقبُّلها، وهذا يختلف باختلاف البلدان والأعراف.


بين الإجازة والرفض
 
إنضم
16 يونيو 2009
المشاركات
871
الكنية
أبو الأمين
التخصص
أصول الفقه
المدينة
باريس
المذهب الفقهي
أصول مالكية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​

هل يجوز للخطيب استعمال " البروجكتر " في خطبة الجمعة ؟!
السؤال: هل يوجد مانع شرعي من استخدام وسائل الإيضاح المرئية ، والإلكترونية ، كشاشات التلفاز ، أو " البروجكترات " ، كأداة مساعدة للخطيب في خطبة الجمعة ، من غير أن يصدر منها أي صوت يقطع صوت الخطيب ؟ فالهدف من خطبة الجمعة هو تذكير الناس ، ووعظهم ، وتعليمهم ، والتواصل معهم في أمور دينهم ، وأمور حياتهم اليومية ، والنابعة من بيئتهم ومجتمعهم ، وأن مثل هذه الوسائل تساعد علي إيصال الخطبة بشكل أكثر فعالية للمصلين ، وجذبهم للب الموضوع ، مع مراعاة جميع النواحي الشرعية في الوسيلة التوضيحية ، فمكبرات الصوت ساعدت على إيصال صوت الخطيب إلى عدد كبير من الناس ، فهي أداة سمعية مساعدة ، وبالمثل : فالشاشات ، والبروجكترات هي أدوات بصرية مساعدة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير التواصل مع أصحابه بإشارات من يديه الكريمتين لتقريب الفكرة بصريّاً ، فساعة نراه عليه الصلاة والسلام يقرب بين السبابة والوسطى ، وساعة نراه عليه الصلاة والسلام يرسم ثلاث خطوط على الأرض يحدد فيها الإنسان وأجله وأمله كما جاء في " مسلم " ، فهي أمور بسيطة في ذلك الزمن ، ولكنها تساعد على إيضاح فكرة ما ، أو تقريب الصورة إلى أذهان المستمعين . فأرجو من فضيلتكم الرد على سؤالي




الجواب:
الحمد لله
أولاً:
مخطئ من يظن أن الإسلام يتعارض في أحكامه مع " التطور " التقني ، والاختراعات الحديثة ، وما استعمال الإنترنت ، والقنوات الفضائية ، وأدوات الاتصال الحديثة إلا أدلة يسيرة على صدق هذا القول ، لكن ذلك مشروط بموافقته للشرع ، وعدم وجود محاذير ، أو آثار سلبية .
والذي نراه أن استعمال " البروجكتر " في خطبة الجمعة لا يتوافق مع الشرع ؛ لأسباب :
1. أن خطبة الجمعة لها هيبتها ، ومنزلتها التي سماها الله تعالى في كتابه " ذكر الله " ، فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) الجمعة/ 9 .
وإن استعمال جهاز العرض ذاك يقلل هيبتها ، أو يُذهبه ، ولا يتناسب مع كون الخطبة ذِكراً لله تعالى .
2. أن السنَّة في خطبة الجمعة أنها تكون قصيرة ، ومن شأن استعمال جهاز العرض فيها أن يطوِّلها ، وهو مخالف للهدي النبوي .
قَالَ أَبُو وَائِلٍ : خَطَبَنَا عَمَّارٌ – أي : ابن ياسر - فَأَوْجَزَ ، وَأَبْلَغَ ، فَلَمَّا نَزَلَ قُلْنَا : يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ وَأَوْجَزْتَ فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ – أي : أطلتَ - ، فَقَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ ، وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ ، وَإِنَّ مِنْ الْبَيَانِ سِحْراً ) .
رواه مسلم ( 869 ) . وانظر جواب السؤال رقم (122701 ) .
3. أن من شأن ذلك الاستعمال أن يكون لأناس دون آخرين ، ومن شأنه أن يحرم طائفة من المصلين ، كالنساء ، أو من يجلسون في مكان لا يمكنهم فيه المشاهدة ، من هذا العرض ، الذي سيكون ـ في هذه الحالة ـ جزءا من الخطبة ، متمما لكلام الخطيب !!
4. وإن من شأن استعمال جهاز العرض ذاك أن تُطفأ الأنوار ! وأن تشغل أنوار جهاز العرض ، وهو ما سيتسبب في حركة بعض المصلين الحاضرين في الإطفاء ، والتشغيل ، وإشغالهم بطريقة العرض ، والصور المعروضة ، أو الصوت الخارج منها ، وهو ما يتنافى مع أحكام الجمعة ، وقد حرَّم النبي صلى عليه وسلم مسَّ الحصى أثناء الخطبة ، وجعل من فعل ذلك متعمداً أنه يُحرم من أجر الجمعة ، بل حرم العبث بالحصى الذي يكون ـ عادة ـ في أرض المسجد : ( وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ) رواه مسلم (857) من حديث أبي هريرة .
فالذي نراه : هو عدم جواز استعمال جهاز العرض الضوئي في خطبة الجمعة ، وأما في الدروس والمواعظ والمحاضرات : فالأمر فيه واسع ، ولا حرج في استعماله .
والله أعلم



الإسلام سؤال وجواب​

 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

للاطلاع، والإضافة.
 
إنضم
25 مارس 2011
المشاركات
1,035
الكنية
أبو محمد
التخصص
فقه
المدينة
مكة المكرمة والشمال
المذهب الفقهي
أصول المذهب الأحمد
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

جزاك الله خيرا شيخ عبد الحميد
(لولم أشاهد - في الخارج - بعض ذلك لاستغربت)
والبعض الذي شاهدته :
انهم وضعوا صورة الإمام واسمه وموضوع الخطبة - داخل المسجد! -
والقضية في نظري:
1- قلة علم
2- قلة معرفة.
3- اتباع لا ابتداع فيه وبالذات فيما يخص العبادة فقد كفيتم.
لماذا؟
1- لأن من لا يعرف = فلا يهرف. ومن لا يستطيع يضيع! بالكمبيوتر إضاعته أكثر... ثم من لا يحفظ فلا يتقدم. فاحفظ فكل حافظ إمام.
تقولون ضبط سطر ويقاس عليه الجهاز نقول: فأين وكيف يؤتى بما ههنا. (واشار إلى صدره)
ومن مئنة فقه الخطيب وحزمه ! كأنه نذير جيش... و (قصر خطبته وطول صلاته)
فبالله عليكم أما أصبح الآن - البعض - يعتقد أن السنة - ولا أقول الواجب - في القراءة لصلاة الجمعة هي قصار الصور... وليس تنظيراً بل عملاً أقول أين الخطباء الفقهاء بعلم وعمل! إن شاء الله الأمة ولودة.
2- المعرفة ان الموعظة لا تأتي بها الآلات.
وفقكم الله لرضاه والجنة آمين
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

للاطلاع، والإضافة.
بارك الله فيكم مشرفنا الفاضل على رفع مثل هذه الموضوعات القيمة
موضوع مهم وسيبقى مطروحاً على الساحة ومثيراً للجدل
لكثرة من يدفعون إلى التطوير بحسن نية

وللإثراء
:

http://www.feqhweb.com/vb/showthread.php?t=6340&page=1
 
إنضم
22 يونيو 2009
المشاركات
75
التخصص
شريعة
المدينة
صنعاء
المذهب الفقهي
شافعي
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

جزاكم الله شيخ عبد الحميد خير الجزاء على مثل هذه الإفادات أما الإجابة على تساؤلكم فالحقيقة أنه كما ذكرتم في التساؤل تفقد الخطبة هيبتها والمسجد هيبته كذلك . قبل حوالي سنة وفي احد مساجد صنعاء قرأت إعلاناً لمحاظرة عن فلسطين كانت بعد صلاة العشاء وفوجئت ولأول مرة في حياتي بعرض عن طريق جهاز البروجكتر على السطح الأمامي لجدار المسجد وكانت هناك صور للبشر نساء ورجال كأنه تقرير أخباري ,, المهم الحقيقة أني شعرت بتقزز وأشمئزاز من هذا الأنر ليس من قبيل العاطفة لكن اصلاً المسجد له قدسيته وتأثيرة الروحي وخلوصة من بقية الوسائل التي قد تكون في خارجه افضل ,, كنت اتمنى لوكان ذلك العرض في صرح المسجد او حتى في الشارع قرب المسجد لكن له وقع خاص لكن داخل المسجد لم يكن مناسباً نحن بحاجة الى الخطيب المتمكن المؤهل وقبل ذلك التقي ويجعل الله في الكلمة الصائبة والحكمة من خلال التقي البارع تأثيراً بالغاً ولا بأس بل يحبذ الإستفادة من تلك الوسائل لكن خارج المسجد خارج المسجد خارج المسجد هناك من الخطباء من يأسرك ويمتلك حواسك ويوثر فيك ويزلزل كيانك لتقواه وبراعته وتمكنه هذا ما يحتاج الى عرض البوير بوينت وبعض الخطباء تأكد لو جاء بالبوير بوينت والورد والفوتشوب وحتى قوقل ارث ربما افسد أكثر مما اصلح والله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله ( هذه وجهة نظري ) ولأهل العلم النظر والحكم
 

أم طارق

:: رئيسة فريق طالبات العلم ::
طاقم الإدارة
إنضم
11 أكتوبر 2008
المشاركات
7,490
الجنس
أنثى
الكنية
أم طارق
التخصص
دراسات إسلامية
الدولة
السعودية
المدينة
الرياض
المذهب الفقهي
سني
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

إخواني:
أشعر بأننا أمام مسألتين:
الأولى: استعمال وسائل حديثة للعرض مثل البور بوينت أو شاشات التلفزيون في خطبة الجمعة.
والثاني: استخدام هذه الوسائل في محاضرات أو أنشطة تحدث في المسجد لا علاقة لها بالصلاة أو العبادات
وأظن بأن الأمر الثاني لا شيء فيه من الناحية الشرعية، لأن المسجد قد يكون المكان الذي يتجمع فيه الناس (خاصة في البلاد غير الإسلامية)
وقد كان الرسول يجيش منه الجيوش، ويستقبل فيه الوفود، ويعقد فيه الدروس، ولم ينه عن الأنشطة المباحة فيه،
بل لقد أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبشة باللعب في المسجد وعائشة رضي الله عنها تنظر
فجاء في صحيح البخاري:

4938 حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن عيسى عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة يلعبون في المسجد حتى أكون أنا التي أسأم"

أما في صلاة الجمعة فهنا السؤال:
هل يجوز أن يكثر الإمام من الحركة فيشغل جهازاً ويغير شرائح ولوحات،
وهل يجوز كثرة الحركة من المصلين ينظرون مرة إلى إمام ومرة إلى جهاز يشتغل تارة وقد يتوقف أخرى
فإذا نهينا في خطبة الجمعة عن مس الحصا لأنه يؤدي إلى تشتيت الذهن، أو ربما إحداث أصوات، وإذا نهينا عن قول اصمت للمتكلم بجانبنا فماذا يعني هذا؟
لا أرى إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يبقي لهذه الخطبة قدسيتها التي تجعل المسلم يجلس فيها بسكينة يشعر بأن الملائكة تجلس معه تستمع فيفهم كل ما يقال، ثم يؤمن على دعاء الخطيب ويصلي ركعتين فيبقى أثر هذه الخطبة معه للأسبوع القادم.
هذا رأي في المسألة ،،
والله تعالى أعلم
 

د. عبدالحميد بن صالح الكراني

:: المشرف العام ::
طاقم الإدارة
إنضم
23 أكتوبر 2007
المشاركات
8,140
الجنس
ذكر
الكنية
أبو أسامة
التخصص
فقـــه
الدولة
السعودية
المدينة
مكة المكرمة
المذهب الفقهي
الدراسة: الحنبلي، الاشتغال: الفقه المقارن
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

بارك الله فيكم جميعاً ...
وبارك في جمعتكم وجمعكم ...
 

د. خلود العتيبي

:: فريق طالبات العلم ::
إنضم
27 يونيو 2009
المشاركات
1,052
التخصص
أصول فقه
المدينة
... ... ...
المذهب الفقهي
... ... ...
رد: خطبة الجمعة بـ البوربوينت! ما رأيكم؟

العصا والشاشة الإلكترونية ميزتان لخطبة الجمعة بكوالالمبور

العصا والشاشة الإلكترونية ميزتان لخطبة الجمعة بكوالالمبور


1_839177_1_34.jpg

عناصر الخطبة ملخصة على شاشة إلكترونية إحدى سمات مساجد كوالالمبور (الجزيرة نت)

محمود العدم-كوالالمبور
ينجذب السامع لخطبة الجمعة في أغلب مساجد العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى صوت الخطيب العذب ولغته العربية التي يلقي بها المقدمة من غير خطأ أو لحن بيّن رغم أعجميته, غير أن ما يشد الانتباه بشكل أكبر هو وجود شاشة عرض إلكترونية ضخمة إلى جانب المحراب تبرز أهم نقاط الخطبة.​
ويعمد المجلس الوطني للشؤون الإسلامية في ماليزيا إلى توحيد خطبة الجمعة في مساجد العاصمة وتوفير أبرز نقاطها مع ترجمة للآيات والأحاديث التي ترد فيها على شاشة العرض الإلكترونية.​
كما يحرص الخطباء في المساجد الرئيسية على تقديم ترجمة لأبرز نقاط الخطبة باللغة الإنجليزية, ويتم في العادة إلقاء المقدمة باللغة العربية إضافة إلى الآيات والأحاديث والأقوال المأثورة.
العصا سنة نبوية
1_839172_1_23.jpg
محمد عبد الناصر وعصاه التي يحملها أثناء الخطبة (الجزيرة نت)
وفي مظهر لافت آخر من مظاهر خطبة الجمعة في ماليزيا, يصعد الخطيب المنبر بعد أن يستلم عصا طويلة مزخرفة ليحملها طوال الخطبة, ويرجع الاهتمام بهذا التقليد إلى أنه سنة نبوية متبعة في كافة المساجد الماليزية, كما أوضح رئيس الأئمة في مسجد الشاكرين المحاذي لبرجي كوالالمبور الشيخ محمد عبد الناصر "الأزهري".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذه العصا تعتبر أحد أهم التقاليد المتوارثة في الخطبة, وتسمى في المالاوية "تونغ كات", وغالبا ما تكون منقوشة ومزخرفة وتحفظ في مكان قرب المنبر لاستخدامها لخطبة الجمعة فقط.​
إتقان العربية
وعن إتقان الخطباء اللغة العربية، قال عبد الناصر إن نحو 60% من الخطباء هم من خريجي الدول العربية خاصة من جامعة الأزهر والجامعات السعودية, مشيرا إلى وجود نحو ألفي خطيب ماليزي يتقنون العربية.​
ويتركز موضوع الخطبة في الجزء الأول منها, بينما تقتصر الخطبة الثانية على الصلاة على النبي الكريم والدعاء, وغالبا ما يفصل بين الخطبتين ابتهال قصير للمؤذن باللغة العربية, يذكر فيه المصلين بالاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.​
وفي الخطبة تمرر صناديق جمع التبرعات لتأمين مستلزمات المساجد بين صفوف المصلين, كما هو الحال في دول أرخبيل الملايو, حيث يعلن في الجمعة التي تلي عن مقدار المبلغ الذي جُمع على مدار الأسبوع.​
وزيادة في التأكيد على حث المواطنين على أداء صلاة الجمعة, فقد سنت لجان الشؤون الإسلامية في بعض الولايات الماليزية قوانين تمنع تارك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية من المشاركة في المناسبات الاجتماعية, كما هو الحال في ولاية برليس شمالي ماليزيا.

الأربعاء 2/9/1429 هـ - الموافق 3/9/2008 م
المصدر: الجزيرة
 
أعلى