عبد الرحمن بن عمر آل زعتري
:: متخصص ::
- إنضم
- 25 يونيو 2008
- المشاركات
- 1,762
- الإقامة
- ألمانيا
- الجنس
- ذكر
- التخصص
- أصول الفقه
- الدولة
- ألمانيا
- المدينة
- مونستر
- المذهب الفقهي
- لا مذهب بعينه
تراثنا قائم على الرواية ...ثم الدراية
قال العلامة الشيخ محمود الطناحي –أسكنه الله فسيح جنته- في جمهرة مقالاته ص 149:وهذا الكلام [يقصد الفهم] إن صدق على العلوم المعملية والتطبيقية ، لايصدق على علوم العربية ، من أدب وبلاغة ولغة ونحو ، وذلك لأن تراثنا كله قائم على الرواية والدراية ، والرواية مقدمة ، ولذلك قالوا : "الرواية من العشرين والدراية من الأربعين " والجوهري صاحب الصَّحاح يقول في مقدمته : "قد أودعتُ هذا الكتاب ما صح عندي من هذه اللغة ...بعد تحصيلها بالعراق رواية وإتقانها دراية".
وقد وصل إلينا تراثنا في أول أمره عن طريق الحفظ والرواية ، فقد وعته صدور الرواة والنقلة ، وسلَّمته أجيال إلى أجيال ، حتى أظل زمان التدوين والكتابة ، فالحفظ هو الأساس ، وقد حثوا عليه ومدحوا أهله ، فروي عن الأصمعي أنه قال : "كل علم لا يدخل معي الحمام فليس بعلم". ويريد أنه حافظه ومستحضره في كل وقت وعلى كل حال . وقال محمد بن يسير –من شعراء الدولة العباسية الأولى :
أأشهد بالجهل في مجلس *** وعلمي في البيت مستودع
إذا لم تكن حافظا واعيا *** فجمعك للكتب لا ينفع
هل الحفظ مطلوب؟
هذا وقد وقعتُ على نص خطير جدا ، هو خير رد وأوفاه على هؤلاء الذين يشترطون للحفظ : الفهم ، ويقولون : لا تطلبوا من الصبي حفظ مالا يفهم ، فإن هذا غير مجد في العملية التعليمية . يقول أبو الفتح بن جني : "قال لنا أبو علي -الفارسي- يوما قال أبو بكر –ابن السراج- : "إذا لم تفهموا كلامي فاحفظوه ، فإنكم إذا حفظتموه فهمتموه".